آية للناس

المقدّمة

 شراء الإنجيل من مكتبة العاصمة

إنجيل واحد أم أربعة

عصمة الإنجيل

مريم أم المسيح

تسبيحة مريم

يوسف خطيب مريم

ولادة يسوع

عَلاقة المسيح بالله وروحه

معمودية يسوع

تجربة يسوع من قبل الشيطان

تعريف المسيح بنفسه

يسوع الراعي الصالح

صلاة المسيح الشفاعية

مضمون رسالة المسيح

المعاملات

العبادات

تطويبات المسيح

مُعجزات المسيح حسب الإنجيل

شفاء المسكون بالأرواح النجسة داخل المجمع

شفاء الأبرص

شفاء غلام الضابط الروماني

شفاء المفلوج يوم السبت

إقامة بنت رئيس المجمع

فتح أعين المكفوفين

إقامة شاب ميت

الإسراع إلى كفرناحوم

إسكان العاصفة

تحرير المسكون بالأرواح

إشباع الخمسة آلاف

مشي يسوع على الماء

شفاء الأبكم الأصم

شفاء عشر أشخاص مصابين بالبرص

إقامة ألعازر من القبر

الخاتمة

مسابقة الجزء الاثني من كتاب آية للناس

حمل هذا الكتاب

عودة للصفحة الرئيسية

إقامة لعازر من القبر

 

قرأ الشيخ عبد العليم الشرقاوي:

“فَمَرْيَمُ لَمَّا أَتَتْ إِلَى حَيْثُ كَانَ يَسُوعُ وَرَأَتْهُ، خَرَّتْ عِنْدَ رِجْلَيْهِ قَائِلَةً لَهُ: يَا سَيِّدُ، لَوْ كُنْتَ ههُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي. فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي، وَالْيَهُودُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَهَا يَبْكُونَ، انْزَعَجَ بِالرُّوحِ وَاضْطَرَبَ، وَقَالَ: أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟ قَالُوا لَهُ: يَا سَيِّدُ، تَعَالَ وَانْظُرْ. بَكَى يَسُوعُ. فَقَالَ الْيَهُودُ: انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ يُحِبُّهُ. وَقَالَ بَعْضٌ مِنْهُمْ: أَلَمْ يَقْدِرْ هذَا الَّذِي فَتَحَ عَيْنَيِ الأَعْمَى أَنْ يَجْعَلَ هذَا أَيْضاً لاَ يَمُوتُ؟ فَانْزَعَجَ يَسُوعُ أَيْضاً فِي نَفْسِهِ وَجَاءَ إِلَى الْقَبْرِ، وَكَانَ مَغَارَةً وَقَدْ وُضِعَ عَلَيْهِ حَجَرٌ. قَالَ يَسُوعُ: ارْفَعُوا الْحَجَرَ. قَالَتْ لَهُ مَرْثَا، أُخْتُ الْمَيْتِ: يَا سَيِّدُ، قَدْ أَنْتَنَ لأَنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ. قَالَ لَهَا يَسُوعُ: أَلَمْ أَقُلْ لَكِ: إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللّهِ؟ فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً، وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ، وَقَالَ: أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي، وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلكِنْ لأَجْلِ هذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ، لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي. وَلَمَّا قَالَ هذَا صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجاً فَخَرَجَ الْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ، وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيلٍ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: حُلُّوهُ وَدَعُوهُ يَذْهَبْ.فَكَثِيرُونَ مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ جَاءُوا إِلَى مَرْيَمَ، وَنَظَرُوا مَا فَعَلَ يَسُوعُ، آمَنُوا بِهِ”                                                                                          (يوحنا 11: 32-45).

وضَّح ناجي فياض:

كانت مريم ومرثا أختين غير متزوجتين، عاشتا مع أخيهما الأكبر “لعازر” وأمضى يسوع عدة أيام مع جميع تلاميذه في بيتهم. بينما كان يسوع متوجهاً نحوالجليل في عيد الفصح العظيم، توفي لعازر الذي سبَّب لأختيه، غير المتزوجتين، أزمة كبيرة. فهو معيلهما والمسؤول عنهما، فلم يبق لهما من يعينهما ويحميهما ويلبِّي طلباتهما.

قال الشيخ عب الله السفياني:

عندما تقدمت مريم إلى عيسى اتهمته بشكل غير مباشر بأنه السَّبب في موت أخيها قائلة له: “لوكنت ههنا لم يمت أخي” فبكت بكاءً مرًّا، متلقِّيَة التَّأييد من النَّائحات، اللَّواتي أقبلن إلى بيت الميت من كل جهة، فتحرَّكت روح يسوع، وتألم مع المتألمين، فتحنَّن عليهم واغتاظ على سلطة الموت.

قال القس فادي عبد المسيح:

تقدم يسوع نحوالقبر المنحوت في الصخر، فشارك الباكين في بكائهم، وانزعج واضطرب مرة أخرى لأنه لم يجد ثقة متبادلة بين الناس، ولم يعرفوا محبته وقدرته بعد. أمر يسوع بزحزحة الحجر عن القبر. أمّا مرثا، الأخت الثانية للمتوفي، فقد خافت على المسيح، من الرائحة النَّتنة التي كانت تنبعث من القبر. لكن يسوع لم يبالِ، لأنه بدأ عمله وسيُتمِّمُه إلى النِّهاية، فشجَّع مرثا مبدئيا وقال لها  “إن آمنت ترين مجد الله”.

قال الشيخ عبد العليم الشرقاوي:

عندما دحرج الرجال الحجر عن القبر، لم يصرخ يسوع في القبر المفتوح آمراً الميت بالخروج، بل صلى أولاً صلاته الشفاعية بصوت عال، إذ شكر أباه السماوي الذي سوف يستجيب طلبته، مثلما استجاب لسابقاتها، فلم يرد أن يمجد نفسه بل الله السماوي ليثبت انتصاره على الموت.

أضاف ناجي فياض:

بعد صلاته الشفاعية، صرخ يسوع بصوت عظيم : “لعازر هلم خارجاً” فشخصت أبصار الجميع نحو المسيح، وحبسوا أنفاسهم عن الشهيق والزفير كي يعرفوا كيف يقدر الميت أن يحيا من جديد، ويمشي بعد أن كفنوه من رأسه إلى قدميه وربطوا يديه ورجليه أيضاً. من المستحيل أن يتحرك من مكانه حتى لو أعيدت له الحياة، إذ سوف يختنق من جديد لأن وجهه كان مغطى، مما يصعب معه التنفس بسهولة. على الرَّغم من ذلك أخذ المربوط في الظهور رويداً رويداً نحوالخارج كأنَّه محمول من قبل الملائكة. طلب المسيح من الحاضرين أن يحلُّوا وثاقه ويتركوه يذهب في حال سبيله.

إقامة الرجل من القبر كانت بمثابة قنبلة موقوتة انفجرت بين السكان، فأدركوا أن أمير الحياة قد حلّ في وسطهم، وهرولوا نحو بيت عنيا كي يلمسوا لعازر الحي القائم من الموت، ويصدقوا ما أبصروه، ويدركوا أن للمسيح سلطة على الموت المفرق بين الأحبَّاء.