آية للناس

المقدّمة

 شراء الإنجيل من مكتبة العاصمة

إنجيل واحد أم أربعة

عصمة الإنجيل

مريم أم المسيح

تسبيحة مريم

يوسف خطيب مريم

ولادة يسوع

عَلاقة المسيح بالله وروحه

معمودية يسوع

تجربة يسوع من قبل الشيطان

تعريف المسيح بنفسه

يسوع الراعي الصالح

صلاة المسيح الشفاعية

مضمون رسالة المسيح

المعاملات

العبادات

تطويبات المسيح

مُعجزات المسيح حسب الإنجيل

شفاء المسكون بالأرواح النجسة داخل المجمع

شفاء الأبرص

شفاء غلام الضابط الروماني

شفاء المفلوج يوم السبت

إقامة بنت رئيس المجمع

فتح أعين المكفوفين

إقامة شاب ميت

الإسراع إلى كفرناحوم

إسكان العاصفة

تحرير المسكون بالأرواح

إشباع الخمسة آلاف

مشي يسوع على الماء

شفاء الأبكم الأصم

شفاء عشر أشخاص مصابين بالبرص

إقامة ألعازر من القبر

الخاتمة

مسابقة الجزء الاثني من كتاب آية للناس

حمل هذا الكتاب

عودة للصفحة الرئيسية

تعريف المسيح بنفسه

 

قدم القس فادي عبد المسيح الإنجيل حسب البشير لوقا وطلب من الشيخ عبد السميع الوهراني أن يقرأ بعض الفقرات. غير أن أعضاءه اضطربت، فاستعاذ بالله من الشيطان الرجيم، فسخر منه الجميع وقدموا إليه الإنجيل ليقرأ ما تيسر من الآيات، حتى يميز بين الحق والباطل. أخذ الكتاب الصغير ويداه ترتجفان، كأنه ارتكب جرما فاضحاً، وقرأ بصوت خافت.

قرأ الشيخ عبد السميع الوهراني:

“وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ حَيْثُ كَانَ قَدْ تَرَبَّى. وَدَخَلَ الْمَجْمَعَ حَسَبَ عَادَتِهِ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَامَ لِيَقْرَأَ، فَدُفِعَ إِلَيْهِ سِفْرُ إِشَعْيَاءَ النَّبِيِّ. وَلَمَّا فَتَحَ السِّفْرَ وَجَدَ الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ مَكْتُوباً فِيهِ رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ، وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ. ثُمَّ طَوَى السِّفْرَ وَسَلَّمَهُ إِلَى الْخَادِمِ وَجَلَسَ. وَجَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْمَجْمَعِ كَانَتْ عُيُونُهُمْ شَاخِصَةً إِلَيْهِ. فَابْتَدَأَ يَقُولُ لَهُمْ إِنَّهُ الْيَوْمَ

قَدْ تَمَّ هذَا الْمَكْتُوبُ فِي مَسَامِعِكُمْ”                                                        

 (انجيل لوقا 4: 16-21).

قال الشيخ عبد الله السفياني:

من خلال هذه الآيات يتضح أن المسيح عيسى كان يتقن اللغة العبرية بشكل جيد. قد اعتاد أن يدخل إلى المجمع (الهيكل/الكنيس) كل يوم سبت حتى يسمع الخطبة التي كانت تُلقى كل أسبوع. ونقرأ بأن المسيح في هذه المرة كان الخطيب والمفسر للشريعة.

قال التاجر البشير الدمشقي:

كان عيسى معروفاً في مدينة الناصرة -الواقعة في المنطقة الجبلية للجليل- لأنه ترعرع هناك بين أهاليها وابنيتها، كما كان من المواظبين على الصلاة وحضور المجمع.

قال ناجي فياض:

اسمعتم ما قال يسوع بشان النبوة التي وردت عنه منذ زمن؟ لقد شهد بأن روح الرب عليه لأنه مسحه. فيسوع هوالمسيح الممسوح بروح الرب، ومن هنا يظهر مفهوم الثالوث: “رب وروحه ومسيحه” والثلاثة في وحدة متكاملة. فكل من يستوعب هذه الكلمات يدرك أننا لا نتكلم عن وحدة مادية بل عن انسجام وتوافق كاملين.

أضاف الشيخ عبد العليم الشرقاوي:

نجد في هذه الآيات الهدف الذي جاء من أجله المسيح، وغاية المسحة التي مسح بها. هوجاء كي يبشر المساكين بالإنجيل. لم يأت لأجل الأغنياء أوالعظماء أوالأذكياء أوالحكام والوجهاء، بل جاء من أجل المساكين المزدرى بهم تحت سلطة الخطيئة، المحتقرين والمرفوضين من قبل الجميع، لقد كانت محبته بالغة الأهمية.

قال القس فادي عبد المسيح:

أرسل الرب العلي القدير المسيح ليكرز ويشفي، لكن في هذه الآيات نقرأ أنه لم يشف المرضى حسب الجسد فحسب بل منكسري ومنسحقي القلوب. كما لم يقل أنه سيفتح أبواب السجون حتى يخلص اللصوص والمجرمين، بل سعى إلى تحرير المقيدين تحت سلطة الذنوب والخطايا والساعين إلى الحرية الروحية. ويشاء يسوع المسيح أن يمنح للمكفوفين روحيا قلباً نقياً طاهراً، وأن يأخذ بيد اليائسين نحو الرجاء والأمل. إن كنتم تبحثون عن معنى المخلص في الإنجيل فهذا الشرح يكفي ويلقي الضوء على هذا المخلص العجيب.

سأل الشيخ عبد الله السفياني:

ماذا تعني عبارة “سنة الرب المقبولة” هل انتهت النعمة بعد اثني عشر شهراً، وهل رحمة الله مؤقتة؟؟

أجاب ناجي فياض:

بالطبع لا، لقد كان اليهود ينتظرون تحقيق النبوة التي وردت على لسان النبي اشعياء منذ 700 سنة قبل ولادة يسوع المسيح، وكمالها على يد المسيح الموعود والمنتظر على أحر من الجمر. لكن عندما جاء يسوع رفضوه ولم يقبلوا دعوته بل طردوه من المسجد دافعين إياه نحوحافة الهاوية ليلقوا به إلى اسفل الجبل  أمّا هو فالتفت نحوهم محدقاً في أعينهم ومارًّا في وسطهم، فَشُلَّت أرجلهم وأيديهم ولم يحركوا ساكناً للقبض عليه. ومعظم اليهود رفضوا دعوة المسيح لأنه لم يات حسب اعتقادهم وهواهم. كانوا ينتظرون مسيحا جباراً يحمل سيفاً وترساً ليحررهم من نير الإستعمار الروماني، وينشر الذعر بين جيرانه ويستعمر دولا أخرى وينهب خيرات غيره. (قارن: لوقا 4: 22-30).