الحزب الهاشمي  

1- مقدمة لابد منها

2- نماذج من الكتابات التي تناولت هذا العمل حال ظهوره أول مرة

3- تأسيس

4- الكعبات

5- مكة حلم السيادة

6- قصي بن كلاب

7- الصراع على السلطة بعد قصي

8- بو هاشم من التكتيك إلى الأيديولوجيا

9- جذور الأيديولوجيا الحنيفية

10- ظهور النبي المنتظر

11 - العصبية والسياسة

12 - الدولة

13- مصادر البحث

حمل هذا الكتاب على جهازك

عودة الى الصفحة الرئيسية

الدولــة

 

 هذا ما بلغ أمر مكة ؛ المحطة الكبرى على طريق ترانزيت العالم : تلك التي تحولت إلى حاضرة كبيرة ، في وقت تصاعد فيه الشعور القومي العربي في بطاح الجزيرة على اختلافها ، وبلغ مداه في تضامن متأجج مع عرب قبائل شيبان وعجل وبكر بن وائل ضد الفرس العجم ، والفرح الاحتفالي الهائل الذي امتد شهورا في بقاع الجزيرة بانتصار هذا الحلف على الفرس أو العجم ، والذي ترك أثره في الفهم العربي الكلاسيكي الذي يقسم الناس إلى عرب وعجم ، والفرح الثاني الذي تمثل في هرع القبائل العربية جميعا إلى الجنوب ، تزفها البشرى ويدفعها الإحساس الفخري لتهنئ سيف بن ذي يزن بالاستقلال عن الأحباش ؛ فقد كانت قبائل بكر وشيبان وعجل هي محطة المرور الأخيرة والكبرى على حدود فارس الغربية مع الجزيرة العربية أما اليمن فكانت منذ القديم أخطر محطة تجارية على خطوط العالم القادمة من الصين والهند وشرقي أفريقيا ، لتصب في بحر رمال الجزيرة ؛ لتحملها سفن الصحاري

إلى الشمال حيث إمبراطوريات ذلك الزمان ، فالأمر كان نزعة قومية واضحة ؛ ترتبط بمصالح اقتصادية أشد وضوحاً ؛ حتى إن القرآن الكريم نفسه عندما جاء بعد ذلك ، أبدى تعاطفه الكريم مع أصحاب الأخدود في اليمن ، وهم مسيحيون اضطهدوا من قبل ذي نواس اليهودي المعضد من عجم فارس ، ثم أبدي تعاطفه مع الروم بحسبانهم امتداداً طبيعياً للخط التجاري المكي ؛ فإنه من وجهة نظر دينية بحتة ؛ إنما عاضد الديانة المفترض أنها الأصح قبل ظهور الإسلام ، وبحسبانها الديانة الناسخة للديانة اليهودية ، وبرغم ذلك ؛ فإن القومية تبرز بوضوح جلي في موقفه من أصحاب الفيل ؛ عندما يصبح الصراع بين المسيحية ( برغم كونها كانت الديانة الصادقة في المنظور الديني قبل الإسلام ) وبين مكة رمز العروبة والروح القومية ( برغم كونها كانت حتى عام الفيل مركزا من أخطر المراكز الوثنية في العالم ) وبالطبع ، مع اعتبار العامل الاقتصادي الذي دفع الحبشة لمحاولة احتلال مكة التي لم تعد في ذلك الوقت مجرد محطة تأخذ العشور والضرائب ، وإنما تحول أهلها إلى امتلاك هذه التجارة ، فكانوا يشترون تجارة اليمن والشام بأموالها ويحققون الفائض الذي يحددونه هم أصلاً .

 

وقد أتاح لمكة هذا الدور المتعاظم عامل آخر ؛ هو الضعف الذي طرأ على المدينة المنافسة ( يثرب ) ؛ برغم أنها كانت مهيأة قبل مكة لأخذ هذا الدور ؛ لوجود اليهود كمركز سياسي واقتصادي عريق فيها ، لكن هذا الوجود ذاته كان عامل التدهور والضعف ، نتيجة عنصر صراع داخلي ؛ تمثل في انقسام طائفي بين الأوس والخزرج من ناحية ، واليهود من ناحية أخرى ، وقد رأى اليهود من جهتهم أن وجود هذا العنصر العربي يمكن أن يكتسب تعاطف عرب الجزيرة معه ، فكان أن حدثت الوقيعة بين القبيلتين ، وأسهمت قريش بدورها في إشعال الحرب لضرب يثرب كمركز منافس ؛ فوقفت إلي جوار الأوس يومي معبس ومضرس ، لكن توجهات البيت الهاشمي في مكة رأت من مصلحتها محالفة الخزرج ، وتوثيق هذا التحالف بعقد الزيجات المباركة ، لكن يثرب أخذت في الانهيار السريع أمام القوة المكية الطالعة ، مما دفع بعقلائها إلى محاولة الإسراع في رأب الصدع ؛ بتوحيد المدينة في كتلة سياسية متوحدة تحت حكم ملك واحد يرضي عنه الجميع ، وفي هذا الوقت ؛ كان كل الرجال المفترض فيهم قدرات الرياسة ، والأكثر قبولا للترشيح للرياسة ، وكانوا موضع التبجيل والاحترام وأصحاب كلمة نافذة ، قد مات أكثرهم في وقعة بعاث بين الأوس والخزرج ، ولم يبق سوى الرؤساء الثانويين ، ومع ذلك بدأ القوم إنقاذ ما يمكن إنقاذه بالاصطلاح على رجل منهم ، هو ( عبد الله بن أبي بن سلول ) ولكن الخزرج سرعان ما تراجعت إزاء التطورات الجديدة في مكة وأرسلوا وفودهم إلى ابن أختهم محمد ( صلى الله عليه وسلم ) في مكة ، وقاموا بمحاولة إقناع الأوس بالأمر لما له من وجاهة من عدة نواح : الأولى أنه نبي مؤيد من الله وفي ذلك كفالة النصرة ، والثانية أنه طرف محايد ، فلا هو أوسي ولا هو خزرجي ، أما الناحية الثالثة والأهم سياسياً واقتصادياً فهي : أنه بخروجه من مكة إليهم يمكنهم بقيادته شن الحرب على أهل مكة بل قطع خطوطها التجارية مع الشام التي تمر على المدينة وفي ذلك لا لوم ولا تثريب ؛ فهم إنما يتبعون أمر السماء ؛ ثم إن قائدهم إنما فرد مكي ومن أهل مكة أنفسهم ، ثم إن اليهود كانوا في تمام الرضا عن هذا التوجه ، حيث الآيات الكريمة تكرم أنبياء بني إسرائيل وتفضل النسل الإسرائيلي على العالمين ، ثم إن هذا النبي الآتي يصلي إلى الشام قبلة اليهود ، وأتباعه في المدينة يصلون إلى الشام ، بل ويصومون الغفران ، كما أنه يؤكد حرية الاعتقاد تماما ، وتؤكد الآيات السماوية التي يحملها } إن الذين أمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من أمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون { - 62 البقرة ، وأن الله يقول لنبيه في آياته الكريمة } وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله { -43 المائدة و } إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور { -44 المائدة وأن النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) هو } الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة { -157 الأعراف ، وأنه يخاطبهم بالوحي إليه } . . . إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة { -6 الصف . ويلقي الدكتور أحمد الشريف الضوء على الأحداث الآتية بعد سنوات ؛ فيقول : ولقد عالج النبي ( صلى الله عليه وسلم ) موقف اليهود في براعة وقدرة .. تغلب عليه حساسية الموقف التي كانت قائمة ، بمحالفة اليهود مع بعض بطون الأوس والخزرج ، وكانت هذه المحالفات لا يزال لها أثر في نفوس هذه البطون ، فكان لابد أن يعمل النبي حسابا لهذا الشعور فنرى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يصانع اليهود مرة ، ويجادلهم مرة أخرى ، ويصبر عليهم حتى تحين الفرصة ، فيقلم أظفارهم ، ثم يرى نفسه آخر الأمر مضطرا إلى التخلص منهم نهائيا (1) ، أما الأهم لأهل يثرب جميعاً فهو أن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) اتخذ من يثرب مركزاً وعاصمة ، وقوى قدرتها على المنافسة مع مكة ؛ فساوى بينها وبين مكة من ناحية القدسية ، فأعلنها مدينة محرمة مكة ، أو كما قال : إن لكل نبي حرماً ، وإني حرمت المدينة ، كما حرم إبراهيم ( صلى الله عليه وسلم ) مكة .المهم إن الأحداث تتابعت في مكة واستمرت المنعة الهاشمية للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) الذي اتبع خطي جده كما اتبع خطواته إلى حراء من قبل وأعلن أنه نبي الفطرة الحنفية التي نادى بها الأولون السابقون ، ونادى بها عبد المطلب ، ومثلما أتى جده الرئي وغته ثلاثا ليحفر زمزم فقد أتاه جبريل وغته ثلاثاً ، وكما اهتم عبد المطلب بتأكيد التحالف مع الأخوال من أهل يثرب ، اهتم حفيده أيضا بالأمر ؛ فكان يلقي أهل اليثاربة عند العقبة ، إلى أن هيأوا مدينتهم لاستقباله ؛ بعد أن مات عمه أبو طالب ، واشتد ضغط الأحلاف على الهاشميين ، وكان الحل أن يغادر إلى الأخوال ليرفع الضغط عن الأعمام ، في الوقت الذي كان فيه لجده عبد المطلب مكانة خاصة ، وأثر لا يمحي من نفسه ؛ تبرره حميته القتالية عند المعارك التي كانت تدعوه لأن يهتف : أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبد المطلب ، كأني به ينادي طيف جده : أي جدي ، هأنذا أحقق حلمك ‍‍‍‍ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!!

 

وقد ظل دور بني هاشم قائماً إلى ما بعد خروج النبي ( صلى الله عليه وسلم ) من مكة إلى يثرب ، بل أنهم لم يتركوه يغادر إلا بعد أن استوثقوا لمنعه أخواله اليثاربة واطمأنوا إليها ، ويظهر ذلك من ذهاب عمه العباس معه وهو بعد على دين قومه للقاء أهل الحرب ؛ في بيعة العقبة الكبرى ، ولم يذهب فيما يقول الطبري إلا لأنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويستوثق له وكان هو أول المتكلمين في هذا الاجتماع هائل الخطورة الذي شكل على وجه الزمان منعطفاً حاداً ، غير وجه التاريخ تماماً ؛ فقال :

 

يا معشر الخزرج : إن محمدا منا حيث قد علمتم ، وقد

منعناه من قومنا ؛ ممن هو على مثل رأينا فيه ، فهو في

عزة في قومه ، ومنعة في بلده وقد أبي إلا الانحياز إليكم

واللحوق بكم ، فغن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه

إليه ، ومانعوه ممن خالفه ؛ فأنتم وما تحملتم ذلك ، وإن

كنتم مسلميه وخاذليه بعد خروجه إليكم ، فمن الآن دعوه ،

فإنه في عزة في قومه ومنعة في بلده " (2)

 

ويخبرنا البيهقي أن هذا الوفد الذي يتكون من سبعين رجلاً ؛ ممثلين لأهل المدينة ؛ لم يكن بينهم سوى ثلاثة نقباء من الأوس وهم : أسيد بن حضير ، وسعد بن خثيمة ، وأبو الهيثم بن التيهان ، وأنه عندما انتهى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) من كلامه ووصل إلى القول : أبايعكم على أن تمنعوني مما منعتم منه أبناءكم ونساءكم ؛ تناول البراء ابن معرور كبير القوم يده وقال : نعم والذي بعثك بالحق نمنعك مما نمنع منه أزرنا ؛ فبايعنا يا رسول الله ، فنحن والله أهل الحرب والحلقة ، ورثناها كابراً عن كابر ، وهنا اعترض أبو الهيثم ابن التيهان الأوسي الأمر ؛ قائلاً : يا رسول الله إن بيننا وبين أقوام حبالاً ، وإنا قاطعوها ؛ فهل عسيت إن أظهرك الله ، أن ترجع إلى قومك وتدعنا ؛ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بل الدم الدم ، والهدم الهدم ، أنا منكم وأنتم مني ، أسالم من سالمتم ، وأحارب من حاربتم .. فأخذ الباء بن معرور بيد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فضرب عليها ، وكان أول من بايع ، وتتابع الناس فبايعوا (3) ، ثم أخذ عليهم العباس بن عبد المطلب المواثيق لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بالوفاء ، وعظم العباس الذي بينهم وبين رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وذكر أن أم عبد المطلب ، سلمى بنت عمر بن زيد بن عدي بن النجار (4) .

وقبل أن ينصرفوا ، أراد أهل الحرب والحلقة استعراض قدراتهم القتالية وفنونهم الحربية للنبي صلى الله عليه وسلم ) ؛ فقال له ابن عبادة : إن شئت لنميلن غداً على أهل مني بأسيافنا ، فأجل النبي ( صلى الله عليه وسلم ) الإمالة بالسيف إلى ما بعد الخروج من مكة بقوله : لم نؤمر بعد (5) !!

 

وكانت أهم المهام بعد الهجرة إلى يثرب هي تحريم المدينة ، وعقد المعاهدة مع اليهود ، ثم الخروج إلى طريق التجارة لقطعه تماما على أهل مكة ، حتى إن عبد الله بن جحش استحل فيه الشهر الحرام ؛ إعلانا لمكة بانهيار مقبل في هيكلها الاقتصادي ، واستولى على تجارة لها ، وأخذ أسيرين ، وقتل عمرو بن الحضرمي ؛ فقالت قريش : لقد استحل محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وأصحابه الشهر الحرام ، وسفكوا فيه الدم ، وأخذوا فيه الأموال ، وأسروا الرجال ، وأكثر الناس في ذلك ، فأنزل الله تعالى على رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) : } يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير . . {

-217 البقرة . (6)

 

أما المهمة الجليلة والعظمى فكانت قيام النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بإنشاء نواة أول دولة عربية إسلامية في الجزيرة ، محققاً نبوءة جده : إذا أراد الله إنشاء دولة خلق لها أمثال هؤلاء ، وبهجرته خفت أثقال الاضطهاد عن كاهل الهاشميين مما سمح لهم بالتظاهر بالحياد ، ومجاملة بني عمومتهم أحياناً ، كخروج بعضهم مع قريش إلى بدر في الوقت الذي كان فيه العباس يسرب لابن أخيه أخبار مكة أولاً بأول ، لذلك ؛ كان الوفاء النبوي يجلجل في نداء النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لرجاله ، في غزوة بدر الكبرى ، قبل هنيهة من الهجوم على أهل مكة : إني قد عرفت أنم رجالاً من بني هاشم وغيرهم ، قد أخرجوا كرهاً لا حاجة بقتالنا ، فمن لقي منكم أحداً من بني هاشم فلا يقتله ، ومن لقي أبا البختري بن هشام فلا يقتله ، ومن لقي العباس بن عبد المطلب فلا يقتله ، فإنه خرج مستكرهاً وإنما نهى الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) عن قتل أبي البختري بن هشام ؛ لأنه كان أكف الناس عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وهو بمكة ، وكان لا يؤديه ، ولا يبلغه عنه شئ يكرهه ، وكان ممن قام في نقض الصحيفة التي كتبت على بني هاشم وبني المطلب فقال أبو حذيفة أنقتل أباءنا وأبناءنا وإخواننا وعشيرتنا ونترك العباس ، والله لئن لقيته لألحمنه السيف ، فبلغت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) مقالته فقال لعمر بن الخطاب : يا أبا حفص : أيضرب وجع عم رسول الله بالسيف ؟ فقال عمر يا رسول الله دعني أضرب عنق أبي حذيفة ، والله لقد نافق !! فكان أبو حذيفة يقول ما أنا بأمن من تلك الكلمة التي قلت يومئذ (7) .

 

ويقول الأستاذ أحمد أمين إن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ؛ بعد النصر في بدر ارتحل حتى إذا كان بالروحاء ، لقيه المسلمون يهنئونه بما فتح الله عليه وعلى من معه من المسلمين ؛ فقال لهم سلمة بن سلامة ؛ ما الذي تهنئوننا به ؟ ! فو الله ما لقينا إلا عجائز صلعا كالبدن لمعلقة ، فنحرناها !! فتبسم رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ثم قال : يا ابن أخي أولئك الملأ (8) .

 

نعم ، هكذا انتهى أمر الملأ ، أرستقراطية قريش ورجال الندوة وحملة اللواء !! وتهيأت الدولة لنشر جناحيها على أرض العرب ، وعلى مكة ذاتها ، المر الذي دفع العقاد للقول : نكاد نقول : إن العرب أقبلت على الإسلام أفواجاً ، حين صارت الكعبة إلى يديه وأصبحت عاصمة العروبة ، عاصمة الدين الجديد ولو لم تكن للعرب وحدة معروفة بينهم قبل البعثة الإسلامية ، لما اعتزوا بالبيت الجامع لهم هذا الاعتزاز (9) .

وهكذا ؛ قامت الدولة الإسلامية ، بجهود البيت الهاشمي ، وفضل لا ينكر لأهل الحرب والحلقة اليثاربة وخئولتهم ، لكن ذلك كله لم يفت في عضد الحزب الأموي ، فظل هؤلاء يترقبون الفرص حتى ما بعد اتساع الدولة بالفتوحات ، وعندما سنحت الفرصة اقتنصوها ، واستولوا على الحكم إستيلاء صريحاً بعد أن كان ضمنياً بإستبعاد علي بعد وفاة الرسول ، وساعتها تجلت مشاعرهم تجاه نبي عمومتهم في المجازر الدموية التي راح ضحيتها كل من أيد البيت الهاشمي ؛ حتى امتدت يد الانتقام الحمقاء إلى حفدة المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) استئصالا لهذا البيت وأهله و وصل بهم حد الهوس إلى ضرب الكعبة المشرفة بالمنجنيق ؛ مشاعر عبر عنها لسان يزيد بن معاوية الأموي ( منسوبا إليه عن قصيدة طويلة لابن الزبعري ) :

لعبت هاشم بالملك فلا

خبر جاء ولا وحي نزل (10)

أو كما أورده ابن كثير:

لعبت هاشم بالملك فلا

ملك جاء ولا وحي نزل (11)

 

هوامش

  1. أحمد الشريف : مكة و المدينة ، ص 415 .
  2. الطبري : التاريخ ، ج2 ، ص 365 .
  3. البهقي : دلائل النبوة ، ج2 ، ص 447 و 448 .
  4. نفسه : 454 .
  5. الطبري : ج2 ، ص 365 .
  6. أحمد أمين : فجر الإسلام ، ص 8 .
  7. نفسه : ص 22 .
  8. نفسه : ص 25 .
  9. العقاد : طوالع البعثة المحمدية ، ص 65 .
  10. محمد القزويني : فاجعة الطف ، مطبعة الأهرام ، كربلاء ، ط9 ، د.ت ، ص 5 .
  11. ابن كثير : البداية والنهاية ج8 ، ص 227 .