رحلتي الى الكعبة

إهداء

 المقدمة

 أشواق زائفة ومصطنعة

 مع الحقيقة وجها لوجه

مكة والكعبة في الإسلام

 معنى كلمة مكة

 مكة قبل الأكوان

 الإسلام هو الحج

 أدم ونوح والحج

 إبراهيم والبيت

 الحج والجهاد

 الجنة والمغفرة لمن زار الكعبة

 الحسنات بعدد خطوات الدواب

 الحج يدخل الموتى الجنة

 الحج والملائكة والشياطين

 من مات في الحج

 شفاعة الحاج في الآخرين

 جزاء الصيام يوم عرفة

 رمي الجمرات

 خلاف واتفاق

 هدم الكعبة

 الجذور التاريخية للأحجار والكعبات

 أصل عبادة الأصنام في أرض العرب

 أصنام قوم نوح

 القبائل العربية وأصنامها

 الكعبة القرشية

 ذكر أمر الفيل

 ذو الإصبع يذكر هذه الإفاضة

 قريش تبتدع الحمس

 ما زادته قريش في الحمس

 الإسلام يبطل عادات الحمس

 هل الكعبة كنيسة؟

 الحجر الأسود

 صرخة العقل والضمير

حمل هذا الكتاب

عودة للرئيسية

ذو الإصبع يذكر هذه الإفاضة

وأما قول ذي الإصبع العدواني ، واسمه حرثان (من عدوان ) ابن عمرو؛ وإنما سمي ذا الإصبع لأنه كان له إصبع فقطعها.

عذير الحي من عدوا ن * كانوا حية الأرضِ

بغي بعضهم ظلما * فلم يرع على بعض

ومنهم كانت السادا * ت والموفون بالقرض

ومنهم من يجيز النا س * بالسنة والفرض

ومنهم حكم يقضي * فلا ينقض ما يقضي

أبو سيارة يفيض بالناس .

وهذه الابيات من الشعر تدل على بلاغة القوم انذاك والتي حاول كثير من المضلين ان يطمسها من ذاكرة التاريخ، ولكنها لا زالت موجودة في الكتب القديمة تنتظر من يفتش عن الحقيقة.

وهذه الأبيات في قصيدة له - فلأن الإفاضة من المزدلفة كانت في عداون - فيما حدثني زياد بن عبدالله البكائي عن محمد بن إسحاق - يتوارثون ذلك كابرا عن كابر حتى كان آخرهم الذي قام عليه الإسلام أبو سيارة ، عميلة بن الأعزل  ففيه يقول شاعر من العرب

نحن دفعنا عن أبي سيارهْ * وعن مواليه بني فزاره

حتى أجاز سالما حماره * مستقبل القبلة يدعو جاره

قال وكان أبو سيارة يدفع بالناس على أتان له، فلذلك يقول :( سالما حماره).

ونجد هنا عبارة (مستقبل القبلة) اي قبلة ؟ اليست هي القبلة التي يستقبلها المسلمون في صلاتهم إلى الان؟؟

أمر عامر بن ظرب بن عمرو بن عياذ بن يشكر بن عدوان  ابن الظرب حاكم العرب . قال ابن إسحاق : وقوله (حكم يقضي ) يعني عامر بن ظرب بن عمرو بن عياذ بن يشكر بن عدوان العدواني  وكانت العرب لا يكون بينها نائرة ولا عضلة في قضاء إلا أسندوا ذلك إليه ثم رضوا بما قضى فيه .

فاختصم إليه في بعض ما كانوا يختلفون فيه ، في رجل خنثى ، له ما للرجل وله ما للمرأة ، فقالوا أتجعله رجلا أو امرأة ؟ ولم يأتوه بأمر كان أعضل منه فقال حتى أنظر في أمركم ، فوالله ما نزل بي مثل هذه منكم يا معشر العرب فاستأخروا عنه .

فبات ليلته ساهرا ، يقلب أمره ، وينظر في شأنه ، لا يتوجه له منه وجه . وكانت له جارية يقال لها سخيلة ترعى عليه غنمه ، وكان يعاتبها إذا سرحت فيقول  صبحت والله يا سخيل  وإذا أراحت عليه قال . مسيت والله يا سخيل وذلك أنها كانت تؤخر السرح حتى يسبقها بعض الناس ، وتؤخر الإراحة حتى يسبقها بعض الناس .

فلما رأت سهره وقلة قراره على فراشه قالت ما لك لا أبا لك ما عراك في ليلتك هذه ؟ قال ويلك دعيني ، أمر ليس من شأنك ؛ ثم عادت له بمثل قولها .

فقال في نفسه : عسى أن تأتي مما أنا فيه بفرج ؛ فقال: ويحك اختصم إلي في ميراث خنثى ، أأجلعه رجلا أو امرأة ؟ فوالله ما أدرى ما أصنع ، وما يتوجه لي فيه وجه قال فقالت : سبحان الله لا أبا لك أتبع القضاء المبال ، أقعده ، فإن بال من حيث يبول الرجل فهو رجل ، وإن بال من حيث تبول المرأة ، فهي امرأة قال: مسِّي سخيل بعدها أو صبِّحي ، فرجتها والله ثم خرج على الناس حين أصبح ، فقضى بالذي أشارت عليه به .

{أبن الظرب حاكم العرب يقول سبحان الله ويقول فرجتها والله ؛ ما معنى ذلك؟ْ}

قصي يتغلب على صوفة قال ابن إسحاق فلما كان ذلك العام فعلت صوفة كما كانت تفعل ، وقد عرفت ذلك لها العرب ، وهو دين في أنفسهم في عهد جرهم وخزاعة وولايتهم. فأتاهم قصي بن كلاب بمن معه من قومه من قريش وكنانة وقضاعة عند العقبة ، فقال: لنحن أولى بهذا منكم، فقاتلوه ، فاقتتل الناس قتالا شديدا، ثم انهزمت صوفة ، وغلبهم قصي على ما كان بأيديهم من ذلك.

وهنا القتال وان دل على شيء فانه يدل على الروح السائدة بين العرب في الجاهلية ، روح القتل والقتال والسيطرة، وايضا يدل على ان الحج ومنافعه المادية من تجارة وربح كانت اهم من أي شيء اخر.

قصي يقاتل خزاعة وبني بكر و تحكيم يعمر بن عوف

وانحازت عند ذلك خزاعة وبنو بكر عن قصي ، وعرفوا أنه سيمنعهم كما منع صوفة ، وأنه سيحول بينهم وبين الكعبة وأمر مكة فلما انحازوا عنه باداهم وأجمع لحربهم ، و ثبت معه أخوه رزاح بن ربيعة بمن معه من قومه من قضاعة.

وخرجت له خزاعة وبنو بكر فالتقوا ، فاقتتلوا قتالا شديدا بالأبطح ، حتى كثرت القتلى في الفريقين جميعا ، ثم إنهم تداعوا إلى الصلح وإلى أن يحكموا بينهم رجلا من العرب ، فحكموا يعمر بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ؛ فقضى بينهم بأن قصيا أولى بالكعبة وأمر مكة من خزاعة ، وأن كل دم أصابه قصي من خزاعة وبني بكر ، موضوع يشدخه تحت قدميه ، وأن ما أصابت خزاعة وبنو بكر من قريش وكنانة وقضاعة ففيه الدية مؤداة ، وأن يخلَّى بين قصي وبين الكعبة ومكة .

{مما تقدم نجد قصي أحد أجداد محمد لديه روح السيطرة والتسلط بل والغدر بمن ساعدوه في سبيل السيطرة على الكعبة}

وايضا هذه الروح المتوارثة منذ الجاهلية وحتى اليوم ، ولم يغير الاسلام شيئا من هذا الميراث بل على العكس تماما، نجده موجود حتى الان وبصورة ابشع مما كانوا عليه. انظر الى واقع حال الدول الاسلامية في جميع انحاء المسكونة وترى بنفسك.

 

قصي يتولى أمر مكة، و سبب تسميته مجمعا قال ابن إسحاق  فولى قصي البيت وأمر مكة، وجمع قومه في منازلهم إلى مكة، وتملك على قومه وأهل مكة فملكوه إلا أنه قد أقر للعرب ما كانوا عليه، وذلك أنه كان يراه دينا في نفسه لا ينبغي تغييره .

هكذا فعل قصي الجد، وايضا نفس السلوك، من حب التملك والسيطرة  تحت شعار الاسلام والسلام كان سلوك الحفيد اي الرسول الامين.

 

فأقر آل صفوان وعدوان والنسأة ومرة بن عوف على ما كانوا عليه ، حتى جاء الإسلام فهدم الله به ذلك كله  فكان قصي أول بني كعب بن لؤي أصاب ملكا أطاع له به قومه، فكانت إليه الحجابة ،والسقاية ،والرفادة ، والندوة ، واللواء ، فحاز شرف مكة كله .

وقطع مكة رباعا بين قومه، فأنزل كل قوم من قريش منازلهم من مكة التي أصبحوا عليها، ويزعم الناس أن قريشا هابوا قطع شجر الحرم في منازلهم فقطعها قصي بيده وأعوانه، فسمته قريش مجمعا لما جمع من أمرها، وتيمنت بأمره، فما تنكح امرأة، ولا يتزوج رجل من قريش ، وما يتشاورون في أمر نزل بهم، ولا يعقدون لواء لحرب قوم من غيرهم إلا في داره ، يعقده لهم بعض ولده ، وما تدرع جارية إذا بلغت أن تدرع من قريش إلا في داره ، يشق عليها فيها درعها ثم تدرعه ، ثم ينطلق بها إلى أهلها .

فكان أمره في قومه من قريش في حياته ، ومن بعد موته ، كالدين المتبع لا يعمل بغيره واتخذ لنفسه دار الندوة وجعل بابها إلى مسجد الكعبة ، ففيها كانت قريش تقضي أمورها . قال ابن هشام وقال الشاعر

قصي لعمري كان يدعى مجمعا * به جمع الله القبائل من فهر

واذا تأملنا في هذا البيت من الشعر نجد ان قصي الجد هو المجمع وبه جمع الله القبائل المتفرقة ، كما ادعى الرسول وحاول جمع كل الديانات (اليهودية والمسيحية) تحت لواء الاسلام بأكذوبة الاسلام نسخ ما قبله...

 

قال ابن إسحاق: حدثني عبدالملك بن راشد عن أبيه قال: سمعت السائب بن خبَّاب صاحب المقصورة يحدث، أنه سمع رجلا يحدث عمر بن الخطاب، وهو خليفة، حديث قصي بن كلاب، وما جمع من أمر قومه، وإخراجه خزاعة وبني بكر من مكة ، وولايته البيت وأمر مكة ، فلم يرد ذلك عليه ولم ينكره.

{وهنا تأكيد على الروح الاستأصالية  التي كانت عند جده قصي عندما أقتلع خزاعة وبني بكر من مكة وتجلت عند حفيده محمد بإخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب}

قصي يفضل عبدالدار على سائر ولده قال ابن إسحاق فلما كبر قصي ورق عظمه ، وكان عبدالدار بكره ، وكان عبد مناف قد شرف في زمان أبيه وذهب كل مذهب، وعبدالعزى وعبد .

قال قصي لعبدالدار أما والله يا بني لأُلحْقنَّك بالقوم، وإن كانوا قد شرفوا عليك: لا يدخل رجل منهم الكعبة حتى تكون أنت تفتحها له، ولا يعقد لقريش لواء لحربها إلا أنت بيدك، ولا يشرب أحد بمكة إلا من سقايتك، ولا يأكل أحد من أهل الموسم طعاما إلا من طعامك، ولا تقطع قريش أمرا من أمورها إلا في دارك فأعطاه داره دار الندوة، التى لا تقضي قريش أمرا من أمورها إلا فيها ، وأعطاه الحجابة واللواء والسقاية والرفادة.

وكانت الرفادة خرجا تخرجه قريش في كل موسم من أموالها إلى قصي بن كلاب ، فيصنع به طعاما للحاج ، فيأكله من لم يكن له سعة ولا زاد وذلك أن قصيا فرضه على قريش ، فقال لهم حين أمرهم به:( يا معشر قريش ، إنكم جيران الله وأهل بيته وأهل الحرم ، وإن الحاج ضيف الله (لقد سمعتها كثيرا ضيوف الرحمن) وزوار بيته ، وهم أحق الضيف بالكرامة ، فاجعلوا لهم طعاما وشرابا أيام الحج ، حتى يصدروا عنكم ففعلوا  فكانوا يخرجون لذلك كل عام من أموالهم خرجا فيدفعونه إليه ، فيصنعه طعاما للناس أيام منى فجرى ذلك من أمره في الجاهلية على قومه حتى قام الإسلام ، ثم جرى في الإسلام إلى يومك هذا ، فهو الطعام الذي يصنعه السلطان كل عام بمنى للناس حتى ينقضي الحج )

{وما سنه قصي سار على دربه العرب وسار على دربه المسلمون وبالتأكيد هي سنة عن النبي الذي سار على طريق جده قصي}  

هاشم يتولى الرفادة والسقاية و ما كان يصنع إذا قدم الحاج قال ابن إسحاق فولى الرفادة والسقاية هاشم بن عبد مناف ، وذلك أن عبد شمس كان رجلا سفارا قلما يقيم بمكة ، وكان مقلا ذا ولد ، وكان هاشم موسرا فكان - فيما يزعمون - إذا حضر الحاج قام في قريش فقال( يا معشر قريش ، إنكم جيران الله وأهل بيته ، وإنه يأتيكم في هذا الموسم زوار الله وحجاج بيته ، وهم ضيف الله ، وأحق الضيف بالكرامة ضيفه ، فاجمعوا لهم ما تصنعون لهم به طعاما أيامهم هذه التي لا بد لهم من الإقامة بها ، فإنه والله لو كان مالي يسع لذلك ما كلفتكموه ) فيخرجون لذلك خرجا من أموالهم ، كل امرئ يقدر ما عنده ، فيصنع به للحجاج طعاما حتى يصدروا منها   أفضال هاشم على قومه

وكان هاشم فيما يزعمون أول من سن الرحلتين لقريش رحلتي الشتاء والصيف(وهي سورة من سور قرآن اللوح المحفوظ تسمى سورة قريش!!) وأول من أطعم الثريد للحجاج بمكة ، وإنما كان اسمه عمرا ؛ فما سمي هاشما إلا بهشمه الخبز بمكة لقومه.

المطلب يلي الرفادة والسقاية قال ابن إسحاق ثم هلك هاشم بن عبد مناف بغزة من أرض الشام تاجرا ، فولي السقاية والرفادة من بعده المطلب بن عبد مناف ، وكان أصغر من عبد شمس وهاشم، وكان ذا شرف في قومه وفضل، وكانت قريش إنما تسميه الفيض لسماحته وفضله .

سبب حفر زمزم ثم إن عبدالمطلب بينما هو نائم في الحجر إذ أتي فأمر بحفر زمزم .

قال عبدالمطلب إني لنائم في الحجر إذ أتاني آت فقال: احفر طيبة ، قال

قلت وما طيبة؟ قال: ثم ذهب عني فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه، فجاءني فقال: احفر برة  قال:  فقلت وما برة  قال: ثم ذهب عني، فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه، فجاءني فقال احفر المضنونة فقال : فقلت: وما المضنونة ؟ قال: ثم ذهب عني.(من الذي يتحدث مع عبد المطلب؟؟)

لعله يكون نفس الروح الذي كان يأتي  الرسول ويقول له انا جبريل مما دعى الرسول ان يرجع الى ام المؤمنين السيدة خديجة لتختبره وتتأكد انه بالفعل ملاك وليس شيطان حسب ما ذكر في كتب كبار علماء الاسلام تحت عنوان اختبار خديجة للوحي.

 

فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه، فجاءني فقال احفر زمزم

قال : قلت وما زمزم ؟ قال لا تنزف أبدا ولا تذم، تسقي الحجيج الأعظم، وهي بين الفرث والدم، عند نقرة الغراب الأعصم، عند قرية النمل .

خرافات لا يقبلها اي عقل او منطق ومثلها كالتي جاءت في قصة سليمان في القران وبالتحديد في سورة سبأ وسورة ص ، والتي تقول ان الهدهد كان دليل سليمان في البحث عن الماء حيث كان ينقر الارض فيحفر الجن مكان ذلك يجدون ماء.