(الحلقة الرابعة)
أنواع الروح
حوار الأديان يستلزم فهم مضمون المسيحية ومضمون الإسلام، والمقارنة بين مضامينيهما. ولقد ناقشنا في الجلسات السابقة موضوع: الله بين المسيحية والإسلام.
واليوم نناقش موضوعا له علاقة بذلك، وهو موضوع الروح في المسيحية والإسلام.
الروح في المسيحية
الروح في الكتاب المقدس يشير إلى:
أولا: روح الله:
(1) (يو4: 24) "الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا"
(2) (2كو3: 17) "أما الرب فهو الروح"
(3) (مز51: 11) "روحك القدوس لا تنزعه مني"
ثانيا: روح الإنسان:
(1) (زك12: 1) "الرب باسط السموات ومؤسس الأرض وجابل روح الإنسان في داخله"
(2) (يع2: 26) "الجسد بدون روح ميت"
(3) (تك25: 8) "أسلم روحه ومات"
(4) (جا12: 7) "وترجع الروح إلى الله"
ثالثا: أرواح الملائكة:
(1) (عب1: 14) "أليس جميعهم [الملائكة] أرواحا خادمة"
رابعا: أرواح الشياطين:
(1) (رؤ16: 14) "إنهم أرواح شياطين صانعة آيات .."
(2) (لو4: 33) "وكان في المجمع رجل به روح شيطان نجس، فصرخ بصوت عظيم قائلا: آه ما لنا ولك يا يسوع الناصري، أتيت لتهلكنا، أنا أعرف من أنت قدوس الله، فانتهره يسوع قائلا اخرس واخرج منه، فصرعه الشيطان في الوسط، وخرج منه ولم يضره شيئا .. فقالوا: إنه بسلطان وقوة يأمر الأرواح النجسة فتخرج"
في الإسلام
بالبحث في موقع الأزهر/ مفاهيم إسلامية، لا يوجد مفهوم للروح على الإطلاق.
أولا: محمد والروح:
(1) (الإسراء17: 85) "ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"
(2) (تفسير ابن كثير) على الآية:
1ـ "عَنْ اِبْن مَسْعُود رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: كُنْت أَمْشِي مَعَ الرَسُول ... فَمَرَّ الْيَهُود... فَسَأَلُوهُ عَنْ الرُّوح. فَقَالُوا يَا مُحَمَّد مَا الرُّوح ؟ فَمَا زَالَ مُتَوَكِّئًا عَلَى الْعَسِيب [الجريد] فَظَنَنْت أَنَّهُ يُوحَى إِلَيْهِ فَقَالَ" وَيَسْأَلُونَك عَنْ الرُّوح، قُلْ الرُّوح مِنْ أَمْر رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْم إِلَّا قَلِيلًا " وَهَكَذَا رَوَاهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم
2ـ ويقول أيضا ابن كثير: وَهَذَا السِّيَاق يَقْتَضِي فِيمَا يَظْهَر بَادِي الرَّأْي أَنَّ هَذِهِ الْآيَة مَدَنِيَّة .. مَعَ أَنَّ السُّورَة كُلّهَا مَكِّيَّة .
3ـ ويضيف ابن كثير: وَقَدْ يُجَاب عَنْ هَذَا بِأَنَّهُ قَدْ تَكُون نَزَلَتْ عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ مَرَّة ثَانِيَة كَمَا نَزَلَتْ عَلَيْهِ بِمَكَّة
4ـ ثم يقول ابن كثير: وَمِمَّا يَدُلّ عَلَى نُزُول هَذِهِ الْآيَة بِمَكَّة مَا قَالَ الْإِمَام أَحْمَد: عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : قَالَتْ قُرَيْش لِيَهُودَ أَعْطُونَا شَيْئًا نَسْأَل عَنْهُ هَذَا الرَّجُل فَقَالُوا سَلُوهُ عَنْ الرُّوح فَسَأَلُوهُ فَنَزَلَتْ " وَيَسْأَلُونَك عَنْ الرُّوح قُلْ الرُّوح مِنْ أَمْر رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْم إِلَّا قَلِيلًا "
5ـ (تفسير ابن كثير) عَنْ عِكْرِمَة قَالَ سَأَلَ أَهْل الْكِتَاب رَسُول اللَّه عَنْ الرُّوح فَأَنْزَلَ اللَّه " وَيَسْأَلُونَك عَنْ الرُّوح "
6ـ (تفسير ابن كثير) وَقَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق عَنْ عَطَاء بْن يَسَار قَالَ : نَزَلَتْ بِمَكَّة، فَلَمَّا هَاجَرَ رَسُول اللَّه إِلَى الْمَدِينَة أَتَاهُ أَحْبَار يَهُود (وسألوه عن الروح وأجاب بهذه الآية: ويسألونك عن الروح ...)
7ـ وهكذا جاء في كل التفاسير الأخرى الطبري والقرطبي والنيسابوري والنسفي والبضاوي وغيرها.
تعليق:
1ـ ما أعظم الفارق بين دين يعرف ماهية الروحِ وأنواعِها، وبين دين يجهل هذه الحقيقة الجوهرية؟
2ـ سوف نتابع الحديث عن بقية هذا الموضوع في الجلسة التالية، عن (الروح عند علماء المسلمين).