تيس عزازيل في مكة

رواية : للاب يوتا

أهداء

اهدي هذه الرواية الي الدكتور يوسف زيدان مؤلف رواية عزازيل واهداء خاص الي زغلول النجار .

                ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شكر وامتنان

نشكر من القلب العلامة الفاضل القمص زكريا بطرس الذي اماط اللثام عن مخطوطة الراهب بحيرة والتي ظلت مخفية طوال 14 قرنا من الزمان حتي شاءت العناية الالهية ان يقوم بكشفها حتي تتكشف الحقائق امام الجميع وخاصة امام كل مسلم يعيش في مستنقع الوهم والاكاذيب واحداث الرواية بنيت في الاساس علي هذه المخطوطة لذلك وجب علينا أن نشكره وندعوه أن يكشف المزيد من الحقائق المخفية عن الاسلام حتي يفيق المسلمون من الغيبوبة العقلية العميقة التي يعيشون فيها واشكر كل قبطي شجعني علي كتابة الرواية ..

                 ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

تنويه هام

هذه الرواية تعبر عن فكري الشخصي ولم تعرض علي اي جهة دينية وليست هناك اي صلة لهذه الرواية بأي جهة دينية مسيحية وليست هناك مسئولية علي اي جهة دينية ومسئولية هذه الرواية تقع علي عاتقي فقط وهي تعبر عن رأيي وفكري الشخصي فقط وهي تقع في نطاق العمل الادبي والابداعي مثلها مثل رواية عزازيل التي كتبها الدكتور يوسف زيدان كما نؤكد علي القيم الروحية التي تميز المسيحية عن الاسلام وهي قيم المحبة والتسامح ونؤكد أن اي قبطي ملزم بتطبيق هذه القيم وبحكمة ويجب لكي يكون مسيحي حقيقي لابد له من أن يكون محبآ ومتسامحآ للاخرين حتي لو كانوا اعداءه اي الذين يضعون انفسهم في موضع العداوة معه وعلي القبطي أن يتسامح مع الذين يسيئون اليه شخصيآ ولكن ليس من حق اي قبطي أن يتسامح مع اي اساءة موجهة الي العقيدة المسيحية او المقدسات او الرموز الدينية لانه لايملك ذلك وعليه أن يستخدم كل الطرق المتحضرة والتي لاتغضب الله ولا تخالف الضمير الحي في التصدي لهذه الاساءات ونؤكد أن  المسيحية ديانة لاتعرف العنف اوالارهاب اواهدار دماء المخالفين كما يحدث من الاسلام والمسلمين وأن المسيحية ديانة قوية بمبادئها وفكرها وثقافتها وتعاليمها وعقول اتباعها لهذا تستطيع ان تهزم اعداءها بالفكر لا بالسيف والعنف.

                ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وفاء بالوعد

سبق ان وعدت بتاريخ 17 أغسطس 2008 بكتابه هذه الرواية ذكرت ذلك علي مواقع النت تحت عنوان سنقدم قريبا علي النت رواية تيس عزازيل في مكة وذكرت السبب الذي دفعني الي كتابة الرواية كما هو في المقال الذي امامكم

سنقدم قريبا علي النت رواية تيس عزازيل في مكة

بقلم : الاب يوتا

11 مسرى 1724 للشهداء - 17 أغسطس 2008 ميلادية

لماذا لايستمع المسلمون لصوت العقل ولماذا يستمرون في الاعتداء علي غير المسلمين سواء كان هذا الاعتداء مادياً اومعنوياً ولماذا لايريد المسلمون التعلم من اخطاءهم السابقة في هذا المجال رغم انهم هم الخاسرون في كل الاحوال ؟؟؟!!! اقول هذا وأود ان اذكر هؤلاء المسلمون كيف انهم الان يدفعون ثمناً غالياً لعدم قبولهم النصيحة ولعدم سماعهم صوت العقل والحق واضرب مثلا واحدآ لذلك عندما بدأ ما يسمي بامام الدعاة محمد متولي الشعراوي في الاساءة الي العقيدة المسيحية في التليفزيون المصري وطلبت الكنيسة من الدولة وقف هذه الاساءة والعبث بالمقدسات لم يستمع احد من المسئولين المسلمين لصوت العقل ونظر هؤلاء المسلمين تحت ارجلهم فقط ولم يكن لديهم بعد نظر وكانوا متصورين بسذاجة وغباء شديد أن احدآ من المسيحيين لن يجد في يوم من الايام الوسيلة للرد علي متولي الشعراوي ولن تكون هناك شاشة تليفزيون تمكن احدآ من المسيحيين من مهاجمة الاسلام اوبمعني ادق كشف مساوئه ونقائصه وها الايام تكشف وتثبت قصور تفكيرهم وظهر ما ليس في الحسبان وظهرت قناة الحياة وبرامجها وظهر العلامة المحبوب القمص ذكريا بطرس وزلزل كيان الاسلام وقلب المواجع علي المسلمين واطار النوم من عيونهم وكشف الحقائق الغائبة عنهم بدلائل وبراهين من قرأنهم ومن كتبهم ( وهاهم يصرخون ويتأوهون متالمين من القمص زكريا بطرس دون أن يهتم احدآ بصراخهم )

ورغم أن مافعله الشعراوي ومشايخ المسلمين هو تزيف الحقائق وبث الاكاذيب والمغالطات عن عقائد المسيحيين وعدم اعطاء الفرصة لاحد من المسيحيين للرد والتوضيح الا أن العكس حدث من العلامة القمص زكريا بطرس فهو يذكر حقائق بأدلة قوية وبراهين ليس هذا فحسب انما طالب مشايخ المسلمين بالدفاع عن دينهم واعطائهم الفرصة كاملة وبح صوته في ذلك ولم يستطيع احدآ منهم أن يرد اويدافع عن شبهات ونقائص واخطاء الاسلام والمسلمين ومع كل هذا لم يتعلم المسلمون من هذا الخطأ بل علي العكس زادت اخطاءهم في حق الاقباط وفي حق عقائدهم ومقدساتهم ومازالت الصحف القومية تفسح المجال لكل من هب ودب للاساءة الي الكتاب المقدس وعقائد ومقدسات الاقباط وتحت سمع وبصر المسئولين المسلمين مازال زغلول النجار يكتب والارهابي المسلم محمد عمارة في الصحف المملوكة للدولة ليس هذا فحسب انما رأينا الافلام والمسلسلات التي تجرح مشاعر الاقباط وتسئ الي عقائدهم ورأينا الكتب الصادرة عن المؤسسات الحكومية وعن الجامعات التي تسئ الي مقدساتنا ورأينا الكتب في معرض الكتاب الذي يفتتحه رئيس الجمهورية وبه قذارات واوساخ سميت بالكتب تطعن وتجرح مشاعر الاقباط وتزدري بمقاساتهم 

 واخيرآ خرج علينا الدكتور يوسف زيدان استاذ الثقافة والفلسفة الاسلامية وامين قسم المخطوطات بمكتبة الاسكندرية برواية سماها ( عزازيل ) استخدمها للاساءة الي العقيدة المسيحية وخلط الحقائق بالخيال واختلق امور واحداث لم تحدث وانتصر للفكر المعادي للعقيدة المسيحية الصحيحة ولفق اتهامات واكاذيب لشخصيات مسيحية لها قداستها ومكانتها في نفوس الاقباط واساء الي هذه الشخصيات بشكل متعمد يدل علي سوء نية مبيتة وهو يفعل ذلك لانه متاكد ان احدآ من المسئولين لن يمنعه من ذلك بل انه متأكد 100 % انه سوف يجد العون والمساندة من كثيرين من المثقفين المسلمين المتعصبين ( الذين يصرخون مطالبين بالابداع وحرية التعيبروعدم الحجر علي الافكار ) ؟؟؟!!! هذا اذا كان الابداع موجه ضد مقدسات وعقائد الاقباط ( ملاحظة رواية ايات شيطانية للكاتب المبدع سلمان رشدي لاقت معارضة واحتجاج كل المسلمين علي وجه الارض لدرجة اصدار فتوي باهدار دمه ) فلماذا لا يوافقون علي مثل هذا الابداع ويوافقون عليه طالما كان ابداع ضد عقائد غير المسلمين !!!

وهنا لابد أن اذكر الجميع كيف أن الدولة تحركت سريعآ عندما وضع الدكتور يوسف زيدان بروتوكولات صهيون في مكان بارز في مكتبة الاسكندرية وكان يقصد من ذلك الاساءة الي اليهود ولم تمضي ساعات حتي تم رفعها من مكانها وتم محاسبته علي فعلته الشنيعة هذه اما الاقباط فلن نجد مسئولا يتحرك مثلمآ حدث مع قضية بروتوكولات صهيون .... ورغم أن الكنيسة حذرت من تداعيات رواية عزازيل فأن الكاتب استمر حتي اتمها دون تصحيح مابها من اخطاء ومغالطات في حق المسيحية وايضاً دافع عنها كل المسلمين بدعوي الابداع لذلك فاننا من حقنا كاقباط ايضآ أن نبدع وجاري كتابة رواية ( تيس عزازيل في مكة ) تتناول الشآن الاسلامي وهذا ابسط رد علي الرواية لان المسيحية لا تهدر دماء احد حتي لو اساءة الي عقائدنا بعكس الاسلام الذي يستبيح دماء وارواح المفكرين وليس امامنا سوي الرد علي الفكر بالفكر وطالما ناديت في معظم مقالاتي جميع الاقباط بالرد والكتابة ضد اي اساءة توجه الي عقائدنا فانني قصدت من كتابة هذه الرواية ان اشجع كل قبطي الا يتهاون في الرد علي اي اساءة متعمدة من المسلمين كما قصدت ايضا ان اوضح للمسلمين ان اساءتهم الي مقدساتنا وعقائدنا المتعمده لن تمر مرور الكرام وعليهم ان يتحملو نتيجة قيامهم بالاساءة الي عقائدنا واللوم يقع اولا واخيرا عليهم لعدم تعقلهم وتوقفهم عن هذا الخطأ الذي يرتكبوه في حق الاقباط وان حجة الابداع سيرد عليها بنفس الحجة والمنطق فليكتب المسلمون كما يشاءون وعليهم ان يتحملوا الرد علي ما يكتبون ...
هذا المقال يعبر عن رأيي الشخصي فقط ...

                  ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مقدمة

العالم المتحضر مسئول بل مجبر علي رعاية المسلمين وعلي كل انسان متحضر أن يقوم بدوره في هذه الرعاية لاننا امام حقيقة مؤكدة وهي أن المسلمين يعانون من حالة مرضية مزمنة تؤذي غير المسلمين وتسبب اضرارآ جسيمة للبشرية جمعاء اذا تركت هذه الحالة المرضية بغير علاج واستمرار المسلمين علي هذه الحال ادي الي ضرر بالغ اصاب العالم كله بالقلق والخوف والهلع من سلوكيات المسلمين المدمرة التي اتخذت شكل العنف الموجه الي الحضارة الانسانية ومحاولة تدمير اسس هذه الحضارة باستخدام العنف والارهاب وخطورة هذا الامر أن المسلمين يتحركون بدافع ديني محض يدعوهم لذلك دون استخدام العقل ولذلك فأن العالم يتعامل مع الغام بشرية موجهة بريموت كنترول لتنفجر في اي لحظة وفي اي مكان مخلفة وراءها الخراب والدمار وهذا الريموت كنترول هو الاسلام وتعاليمه الموجودة في القرآن وفي الاحاديث المحمدية وفي السنة المحمدية وفي فتاوي فقهاء الاسلام قديمآ وحديثآ فاذا تم التحكم في هذا الريموت وابطال مفعوله تم انقاذ البشر من خطورة هذه الالغام البشرية لذلك فأن من واجب جميع المتحضرين من بني البشر من غير المسلمين المساهمة في ابطال مفعول هذه القنابل والالغام الموقوتة بعدة وسائل من اهمها تغيير العقل الاسلامي الذي لايفكر وجعل هذا العقل يفكر وايضآ تعرف المسلمين بخطورة أن يكونوا رهائن الريموت كنترول الذي يفجرهم وينسفهم ويدمرهم وايضآ استخدام الضغط الفكري علي المسلمين حتي يعودوا الي رشدهم ويفيقون من غيبوبتهم المميتة وايضآ اجبار المسلمين علي تقبل القيم الانسانية النبيلة التي يرفضونها بسبب تعارضها مع الريموت كنترول الذي يحركهم والشئ المؤكد أن جعل المسلم انسان سوي يتعايش مع غيره من بني البشر هو اصعب تحدي يقابل البشرية ذلك أن الدين والعقيدة الاسلامية وشريعة الاسلام هي التي تجعل المسلم انسان غير سوي في تعامله مع الاخريين والمسلم وحسب فروض دينه لابد أن يكون ارهابي وقاتل تحت مسمي مجاهد في سبيل الله والمسلم لابد أن يكون كاذب تحت مسمي التقية والمسلم لابد الا يفكر ابدآ بعقله بدعوي لا اجتهاد مع النص والمسلم مطلوب منه أن يؤمن باشياء غير معقولة ولايقتنع بها طفل صغير من اطفال غير المسلمين لكنها تقنع رجلآ بالغآ من المسلمين كما أن الاسلام وضع اسوار من الحديد حول عقل المسلم بحيث يظل عقل المسلم حبيسآ داخل هذه الاسوار فاذا جازف المسلم وحاول الخروج خارج سجن العقل فأنه سيجد امامه سيفآ مسلولآ موضوعآ علي عنقه ليجز هذا العنق تطبيقآ لشرع الاسلام وهذا ايضآ يصعب علي كل من يريد علاج المرض الاسلامي عمله بسبب حالة الخوف والارهاب الواقع تحتها كل مسلم فالاسلام دين ارهاب لغير المسلم وللمسلم ايضآ فلابد من ايجاد طريقة لنزع الخوف من داخل كل مسلم ولكن قبل ذلك لابد أن ينزع غير السملم الخوف من داخل نفسه اولا ولطالما أن المسلمين زرعوا الارهاب والرعب في نفوس غير المسلمين خاصة في الدول التي احتلوها واغتصبوا اراضيها تحت مسميات الفتح اوالغزو فأن غير المسلمين في هذه الدول عليهم المبادرة في الاشتراك في علاج هؤلاء المسلمين مهما كان الثمن فأحيانا يكون الطبيب ضحية قيامه بعلاج حالة مرضية فلايجب أن يخاف غير المسلمين في الدول التي احتلها المسلمون من أن يكونوا ضحايا لعلاج امراض المسلمين لانهم علي كل حال هم ضحايآ امراض المسلمين من العنف والارهاب والكذب ونحن هنا في مصر بلدنا التي تلوثت واصيبت بالمرض الاسلامي القاتل علينا الا نسكت علي هذا المرض خوفآ من ارهاب المسلمين ومن اهم وسائل علاج امراض المسلمين هي أن يقوم كل قبطي بدوره في ذلك ومن اهم الوسائل وسيلة كشف اكاذيب المسلمين ووقف تعديهم علي مقدسات غيرهم وعلينا أن نجبر العقل الاسلامي ان يفكر بطريقة صحيحة وكأحد الامثلة علي ذلك أن يعرف المسلم انه اذا هاجم وازدري بعقائد ومقدسات الاقباط فأنه يعرض عقائده ومقدساته كمسلم للازدراء والهجوم وبذلك نجعل عقله يفكر في عواقب مايقوم به وبالتالي يتوقف عن هذا العمل الخاطئ ونكون بذلك قد وصلنا الي اولي مراحل علاج المسلم من امراضه التي تضر غير المسلمين وعليه فأن علي كل غير المسلمين في العالم كله وقف استباحة المسلمين لمقدساتهم لانها احدي طرق الاعتداء علي حقوق الاخرين فأذا نجح العالم في وقف اعتداءات المسلمين علي غير المسلمين فأنه بذلك يوقف نمو الاسلام لان الاسلام مبني علي الاعتداءات وعلي الارهاب فاذا قضي العالم علي الارهاب قضي علي الاسلام لان الاسلام لاينمو مع الحرية ولاينمو مع حقوق الانسان انما ينمو مع العنف والاكراه وانتهاك حقوق الاخرين لذلك فان تقدم العالم في مجالات الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان يجعل الاسلام اكثر قربآ من القبر وكل الدلائل تشير بأن عمر الاسلام الافتراضي قد انقضي وأن المسلمون يعيشون في الوقت الضائع وأن الاسلام لن يستمر بقاءه اكثر من عشر سنوات علي افضل تقدير وكما جاء غريبآ عن الله وعن العقل والقيم والمثل فانه سيذهب ايضآ غريبآ والرواية التي نحن بصددها تيس عزازيل في مكة هي الدواء المر الذي يجب علي كل مسلم أن يتجرعه حتي يتعافي المسلمين من الداء الذي تمكن منهم وهو الاعتداء علي عقائد ومقدسات غير المسلمين والاستخفاف بحقوقهم وايضآ عدم الاخذ في الحسبان طريقة ردود افعالهم ولقد تعود المسلمون في مصر الاساءة الي الاقباط والي كل مقدس لدي الاقباط وبطريقة سافرة وبتحدي لكل المحظورات دون ادني خوف من أن يتعرضوا هم انفسهم الي الاساءة الي كل مقدس لديهم ولقد بني المسلمون حساباتهم الخاطئة علي استقوائهم بالعنف والارهاب والاعتداء والهيجان والتظاهر والتخريب والحرق والتدمير وظنوا انهم بهذه الطريقة يمنعون غير المسلمين من الاقتراب الي مقدساتهم وعقائدهم وفي الوقت نفسه يقومون هم انفسهم بالاستمرار في الاساءة الي مقدسات غير المسلمين ولقد تنبه العالم كله الي ذلك واتخذت بعض الدول اسلوبآ مضادآ لحسابات المسلمين الخاطئة وبدأت بعض الدول والاشخاص بالرد علي ما يقوم به المسلمون سواء بنشر رسوم توضيحية تبين علاقة محمد ودينه بالارهاب اوعمل اعمال فنية توضح حقائق الاسلام واخيرآ بدأت بعض الاصوات لبعض المسلمين تنادي بأن يكف المسلمين عن سلوكياتهم المريضة مع غير المسلمين وأن يكفوا عن الاساءة الي مقدسات وحقوق غير المسلمين ولكن تبقي نقطة مهمة جدآ أن هذا يحدث خارج مصر اما داخل مصر فأن الاساءة الي مقدسات وعقائد الاقباط تتم علي اوسع نطاق وتحت مظلة رسمية وبتشريعات قانونية ولايخفي علي احد ما تقوم به وسائل الاعلام الرسمية اوالقومية بالاشتراك المباشر في الاساءة الي مقدسات الاقباط والسؤال المطلوب الاجابة عليه من كل مسلم ينتظر ان يحترم الاقباط عقيدته ومقدساته هو لماذا يسئ المسلم الي الاقباط في عقائدهم تحت سمع وبصر المسئولين وتحت سمع وبصر كل مسلم وهل عدم الرد من الاقباط علي هذه الاساءات شجعهم في الاستمرار علي ذلك وكيف تسمح جريدة الاهرام ولسنوات للمدعو زغلول النجار بالاساءة العلنية والمباشرة لعقيدة الاقباط بهذه الطريقة الوقحة لذلك فأنني اعتبر روايتي هذه صرخة تحذير لكل المسئولين في مصر ولكل مسلم انه بأمكان اي قبطي داخل مصر اوخارجها أن يرد علي اساءات المسلمين بنفس الاسلوب وبنفس الطريقة ولن يستطيع كائن من كان أن يجعل عجلة الزمن ترجع الي الوراء ولن يستطيع الارهاب الاسلامي منع احد من الاقباط من الرد بالمثل علي افعال المسلمين ومهما كان رد فعل المسلمين علي هذه الرواية فأننا نؤكد أن المقصود من هذه الرواية ليس الاساءة الي مشاعر المسلمين وانما المقصود هو أن يفكر المسلم بأنه اذا لم يراعي مشاعر الاقباط وحقوقهم ومقدساتهم فلا ينتظر من القبطي أن يقوم بذلك لاننا كاقباط لنا نفس الحقوق بل اننا يجب أن يكون لنا الحق الاكبر لاننا تحملنا مالم يتحمله شعب اخر في الدنيا وحتي هذه اللحظة فأن كل تصرفات المسلمين معنا لاتخلو من الاساءة الي مقدساتنا ومشاعرنا وهضم حقوقنا وعدم احترام اماكن عبادتنا بل منعنا من حرية العبادة بوسائل مختلفة ويجب علي المسلم ان يشعر فعلآ انه ليس افضل من القبطي وأن القبطي يتساوي معه في كل الحقوق عملآ لاقولآ وتطبيقآ للقانون وليس نصآ للقانون كما اناشد كل مسلم يقرأ هذه الرواية أن يضع نفسه مكان اي قبطي يهان في عقيدته ومقدساته ولابد أن يشعر بنفس الشعور كما اناشد اي مسلم يشعر بالغضب أن يوجه غضبه للمتسبب الاصلي فيما حدث وأقصد مؤلف رواية عزازيل الدكتور يوسف زيدان وكل من يتعمد الاساءة الي الاقباط ومقدساتهم هذا اذا كان هذا المسلم يعرف الانصاف اومبادئ العدل والمساواة كما انوه علي أن من حقي كقبطي أن ارد علي اي مسلم اري انه اساء الي اي شئ مقدس عندي وبالطريقة التي اراها وبالاسلوب الذي اراه مناسبآ ولايحق لاي مسلم الغضب او الاعتراض علي هذا الحق ولا نقبل اي تبريرات عن هذا الموضوع الذي يجب ان يوضع في اطاره الصحيح وهو ان من يريد من الاخرين احترام مشاعره وعقيدته ومقدساته عليه اولآ أن يقوم هو بذلك لكن ان يبتدي بالخطآ وعندما يرد عليه يصرخ ويملآ الدنيا ضجيجآ فهذا اسلوب غير منطقي وغير عملي ومن هنا ومن هذا المنطلق فانني اطالب الدولة واصحاب القرار فيها واطالب كل مسلم له غيرة علي عقيدته ومقدساته أن يبدأ الجميع فورآ ودون تباطؤ بوقف كل اشكال الاساءة والازدراء بعقائد ومقدسات الاقباط ولنبدآ مثلآ بالاعلام المملوك للدولة وخاصة الصحف القومية هذا اذا كان لديهم حسن النية او اقتناع بأن للاقباط حقوق ومشاعر ومقدسات يجب أن تحترم اما اذا لم تتوقف هذه الاساءات الي الاقباط فاننا نقول فلينتظر المسلمون المزيد من رد الاقباط في الايام القادمة ولينتظروا أن يقوم بالرد علي هذه الاساءات ملايين الاقباط فكل قبطي امتلآ كأسه بالذل والهوان والاساءات التي يقوم بها المسلمون في حقه فعليهم ان يذقوا من نفس الكأس التي شرب منها الاقباط وأن كنا ندعو الي التعقل ووقف الاساءة الي المقدسات فأن الكرة في ملعب المسلمين الان وعليهم أن يتخذوا القرار اذا ارادوا الا يتعرض احد من الاقباط لمقدساتهم ونؤكد مرة اخري أن الغرض من هذه الرواية ليس الاساءة الي المسلمين انما نحن وجدنا انفسنا مضطرين للرد علي رواية الدكتور يوسف زيدان بنفس اسلوبه لانه هو ومعظم المسلمين اوجدوا مبررآ لهذه الرواية بحرية الابداع فكان لابد أن يكون الرد عليها برواية اخري تنطبق عليها نفس المعايير ونفس الحجة واتعشم من المسلمين الذين دافعوا عن رواية عزازيل ان يدافعوا عن رواية تيس عزازيل في مكة  ايضآ وأود في الختام من ان اذكر القاري بأن هذه الرواية هي رواية قصيرة وهي اول تجربة لي اخوضها في مجال كتابة القصة وقد كتبت بعجلة شديده وكتبت في حوالي اسبوع فقط وفكرة الرواية مأخوذة من مخطوطة الراهب بحيرة ومن مخطوطات اخري كتبت علي رق جلد التيس عزازيل وجدت في مكة ومصادر اخري كالقرآن والاحاديث والسيرة المحمدية وهي رواية غير تقليدية حاولت أن ابدع فيها بقدر المستطاع وأن اكسر قواعد الروايات التقليدية ولا يمكن الفصل فيها  بين الوقائع من الناحية الدينية والتاريخية وهذا مقصود في الرواية كما لا اخفي سرآ بأنني تجاهلت عن عمد في روايتي هذه قواعد اللغة العربية لانني اعترف بكل صرحة ان اللغة العربية بالنسبة لي هي لغة فرضت علي وعلي اجدادي الاقباط وانها اللغة التي اتت مع القتلة والمجرمين والمعتدين والمحتلين المسلمين لبلدي مصر بقيادة المجرم السفاح عمر بن العاص وهي لغة البدو الحفاة المتخلفين الجهلة وهي لغة القرآن الذي يسبني ويتهمني بالكفر ويكذب ايماني وعقائدي وهي اللغة التي درست لي وانا طفلآ واجبرت علي حفظ عبارات القرآن الذي لا اؤمن به والتي تهينني في مسيحيتي وهي اللغة التي درسها لنا مدرسون متعصبون كانوا يستغلون هذه اللغة في اضطهادنا والاساءة الي مشاعرنا وكرامتنا وكم تمنيت الا ان اكون متحدثآ بلغتي الاصلية وهي اللغة القبطية وكم تمنيت الا انطق حرفآ واحدآ من اللغة العربية ولو خيرت في النطق بهذه اللغة او اي لغة اخري لما ترددت لحظة باختيار اي لغة اخري ويكفي انها تذكر كل قبطي بالفظائع التي ارتكبت ضد اجداده ولا يسعني في النهاية الا ان اطالب كل قبطي داخل مصر وخارجها بعدم الرضوخ والخنوع للامر الواقع المفروض علي الاقباط فيجب علي كل قبطي ان يترك السلبية ويفعل شئ ولو بسيط للمحافظة علي حقوقه او المطالبة بحقوقه التي هضمها المسلمون وعلي كل قبطي عدم السكوت علي اي اهانة توجه لمعتقداته ومقدساته فيجب عليه أن يجد الوسيلة المناسبة للرد علي ذلك ونحن اذ نؤكد ان كل اساليب الاقباط هي بعيدة كل البعد عن العنف وبالتالي ليس هناك امام القبطي سوي أن يرد بالفكر وبالقلم وبالمنطق وبالقانون علي اي انتهاك لحقوقه او لمقدساته ....

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

احداث الرواية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال محمد للراهب بحيرة : كيف يقبلني قومي عليهم ملكآ وأنا عندهم حقير فقير لاني يتيم عند عمي ابي طالب مقيم ؟؟؟

قال الراهب بحيرة له : ادعي النبوة اولا فهي تفتح لك الباب فقد تنبأ انبياء فقراء مثل داود النبي الذي لم يكن في اخوته من هو ادني منه اوأحقر ولم يكذبه اويخالفه احد وانت كذلك اذا قلت انك رسول الله اليهم فلن يكذبك احد اويخالفك !!!

قال محمد للراهب بحيرة : كيف يصدقونني وانا لاكتاب بيدي ؟؟؟

قال الراهب بحيرة له : انا اعلمك في الليل وانت تعرفهم في النهار وتقول لهم أن جبريل يخبرني !!!

تعالوا نتعرف علي احداث الرواية من بدايتها....

يوم الكفارة العظيم

كان هارون رئيس الكهنة يأخذ تيسين ويلقي عليهما قرعة : احدهما للرب والاخر لعزازيل فالذي خرجت عليه القرعة للرب يقدمه ذبيحة خطية اما الاخر فيرسله حيا الي عزازيل الي البرية ( لاويين 16 : 7 – 10 ) يقر عليه بكل ذنوب بني اسرائيل وكل سيئاتهم مع خطاياهم ويرسله بيد من يلاقيه الي البرية ليحمل التيس عليه كل ذنوبهم الي ارض مقفرة فيطلق التيس في البرية ( لاويين 16 : 21 – 22 ) ...

اقترب يوم الكفارة العظيم واجتمع الشعب الاسرائيلي وحمل كل واحد منهم سيئاته وذنوبه وخطاياه في رأسة ليقربها الي كاهن المعبد حتي يزيح هذا الحمل من علي صدره واستعد كل الشعب الاسرائيلي لهذا اليوم العظيم وامام المعبد كان هناك تيسين احدهما وديع وهادي مقيد باغلال ينتظر سكين الكاهن اما التيس الاخر فقد كان عنيف يكاد يخيف من ينظر اليه فقد كان سمينا جدآ ولونه اسود كالظلام الحالك وقرونه حادة وكأنهما سيفان وعيناه حمراوتان يكاد الشرر يتطاير منهما متأهب للعراك والنطاح كثير المأمئة مزعج سيئ الطباع وانطلق صوت البوق معلنآ قدوم عزرا كبير الكهنة لبدء طقوس صلاة هذا اليوم وتقدم كل افراد الشعب كل منهم يعلن عن خطاياه وسيئاته وذنوبه ويضع الكاهن يده علي التيس عزازيل لتنتقل من الشعب الي رأس هذا التيس الذي لم تسكن رأسه عن نطاح يد كبير الكهنة حتي ادمي تلك اليد وما أن انتهي كبير الكهنة من نقل خطايا الشعب الي التيس عزازيل حتي سلمه لمن يصطحبه خارج المعبد الي البرية وهناك يطلقه حاملا معه كل ذنوب وخطايا وسيئات شعب اسرائيل وما أن وصل التيس عزازيل الي طريق البرية حتي اطلق ساقيه للريح وكأنه في سباق مع الزمن واخذ يجوب من وادي الي وادي ويعبر من جبل الي جبل حتي وصل الي صحراء العرب الي مدينة مكة وانطلق بها حتي لاحت امام عينيه عين ماء فأقترب منها ليروي عطشه غير مكترث ولا خائف من البشر الذين حول هذه العين وما أن هم بارتشاف الماء حتي اسك به رجل من قبائل قريش يدعي قصي بن  كلاب بن مرة بن كعب كان يملك المكان الذي به عين الماء التي تسمي الان عين زمزم ولقد رأي قصي أن التيس عزازيل هو تيس غريب بكل المقاييس وتعجب من اين اتي حتي وصل الي تلك العين وأخذ يسال رعاة العرب الاخرين عن أن التيس يخصهم ام لا واخيرآ علم قصي أن التيس من مكان بعيد وتخيل انه جاء عن طريق الاله كما جاء خروف لابراهيم عندما هم بذبح اسحاق ابنه فعقد العزم علي أن يذبحه ويدعو اصحابه علي هذه الوجبة الشهية واحضر قصي حجرآ ابيض توارثه عن اسماعيل ليذبح عليه هذا التيس وقصة هذا الحجر أن اسماعيل ابو العرب احضره معه الي جزيرة العرب بعدما استقر هناك عندما خرج للصيد حيث كأن هذا الحجر هو نفسه الحجر الذي سالت عليه دماء هابيل بن ادم عندما قام عليه اخيه قايين وقتله في الحقل ووضع هذا الحجر علامة علي قبر هابيل حتي عثر عليه اسماعيل واخذه الي بيته انه حجر الدم وحجر اللعنة وحجر الشيطان وكان العرب اولاد اسماعيل يذبحون عليه الذبائح التي تقدم للاوثان الالهة الغريبة التي يعبدونها واجتمع قصي مع اصحابه واشعلوا النيران حول عين الماء وصاروا يرقصون ويغنون واستعدوا لذبح التيس الثمين الذي ارسله الاله لهم  ووضعوا رأسه علي الحجر وفصلوها عن جسمه وسال دم غزير من التيس عزازيل لم يري احدآ غزارة دم لذبيحة مثل هذه حتي غطت الدماء الحجر الابيض وغطت المكان كله واستمر جريان الدماء حتي اختلطت دماء التيس بماء العين فتملك الرعب مصعب واصحابه وهموا بالهروب لكن سرعان ما خرج صوت الشيطان من رأس التيس يتوعدهم بالقصاص والاذي اذا لم يبنوا في هذا المكان مقام تدفن بها الرأس ويوضع معها الحجر الذي ذبح عليه التيس ويدفن معهما 72 طفلة من بنات العرب تكفيرأ عن ذبح التيس عزازيل ومن شدة رعب مصعب واصحابه أن بدءوا  فورآ في بناء هذه المكان الذي اطلق عليه عليه كعبة نسبة لجده كعب ابن لؤي بن غالب واجتمعت كل قبائل مكة واتموا بناء الكعبة ونقلوا الحجر الابيض الذي تحول الي الحجر الاسود بسبب دماء التيس عزازيل التي حملت معها كل خطايا وذنوب وسيئات بني اسرائيل وكما توارث العرب قصة هذا الحجر حتي أن هناك حديثآ محمديآ يقول أن الحجر الاسود كان اشد بياضآ من اللبن فسودته خطايا بني ادم ..... وبعد اتمام بناء الكعبة ودفن رأس التيس عزازيل خرج صوت الشيطان منها ايضآ يطلب من قبائل العرب عبادة الله الواحد الصمد الذي لاشريك له الاله القمر فاجتمعت قبائل العرب واحتفلوا في ليلة البدر بالاله اكبر اله القمر ورقصوا عرايا وطافوا حول الكعبة وكانوا يمارسون الجنس والمجن والفجور والفاحشه داخلها ارضاءآ لاله القمر وكانت نساء العرب يجلسن عرايا علي الحجر الاسود وكانت المرأة التي يأتيها الحيض تجلس علي هذا الحجر حتي تتبارك منه وتنجب اولادآ وانتشرت في كل جزيرة العرب عبادة اله القمر واصبح العرب يحجون كل سنة الي هذه الكعبة واصبح الحجر الاسود له قدسية لدي كل قبائل العرب لم يفطن العرب أن التيس عزازيل مات بمجرد ذبحه وأن الصوت الذي يخرج من رأس التيس ما هو الاصوت الشيطان الذي يعد العدة لاضلال هؤلاء العرب الي الابد عن طريق هذا المكان الذي بنيت فيه هذه الكعبة فلقد نقل كل الخطايا وكل الذنوب وكل سيئات البشر وجعلها في مكة عن طريق التيس عزازيل واصبح الاله القمر الله اكبرهو الصوت الذي يتكلم به الشيطان مع قبائل العرب فأصبحوا عباده المخلصين ومنهم من سمي ابنه بأسم عبد الله واصبحت الكعبة هي مخزن الخطايا ومكمن اسرار الشيطان واصبحت الكعبة هي المركز الرئيسي والمقر الدائم لابليس وسكن في داخل الصنم اكبر اله القمر وكانت قبائل العرب تجتمع كلما اكتمل القمر واصبح بدرآ وكانوا يقدمون قربانا لاله القمر بوأد البنات وكل شهر كانت بنت من بنات العرب تدفع حياتها ثمنآ لارضاء اله القمر اكبر وسط حفلات الرقص والمجون والخمر والجنس وكان الرجال والنساء يضاجعون بعضهم ويرقصون عرايا كما ولدتهم امهاتهم وكانت هذه اهم مناسك الحج وعبادة الاله الواحد الاحد الصمد اله القمر في الكعبة وكانت تعقد صفقات الزواج بين القبائل في مكة داخل الكعبة وكانت هناك سوق النخاسة حيت راجت تجارة الرقيق الابيض وبيع الجواري من الحريم وتبادل الزوجات حتي اصبحت الكعبة كانها بيت دعاره كبير واصبحت اهم مراكز التجارة في مكة واصبحت سببآ للحروب بين قبائل العرب ووجدت قبائل قريش في الكعبة مغنمآ عظيمآ واصبحت الكعبة اقدس مكان لدي القبائل وكان الحج اليها مع التجارة هو الشغل الشاغل لكل العرب وفي الطريق الي الكعبة كانت هناك جبال وكهوف ومغارات ووديان سحيقة وكانت هذه الكهوف اماكن تعبد للرهبان الذين عاشوا في الجزيرة العربية وكان هناك راهب شهير يدعي بحيرة كان هذا الراهب من اتباع البدعة النسطورية ومنشق عن العقيدة الصحيحة وكان معروف عنه سوء السيرة والسلوك هذا الراهب كان كان صديقآ حميمآ لرجل يدعي وهب بن كلاب بن مرة بن كعب ينتسب الي قصي من بني الكعبة وكان لوهب هذا بنتآ جميلة تدعي امنة وكانت ذات انوثه طاغية وكانت علي وشك الزواج وكانت تذهب مع قبيلتها الي التجارة وكانت تبيت ليلتها مع وهب ابوها كلما ذهبوا للتجارة في مغارة الراهب بحيرة واشتعلت نيران العشق والهوي في نفس هذا الراهب النسطوري وبادلته العشق والهوي امنة بنت وهب وكتمت السر عن ابوها فكان العشيقان يذوبان في نار العشق ولا دواء الا الشكوي للزمن ولم يكن العشيقان يعرفان الا شيئآ واحدأ أن نار الحب والعشق اشتعلت في داخلهما وأن لا اطفاء لهذه النار الا بماء العشق الحرام وماء الشهوة المحرمة ولكن كيف السبيل والخلاص من نار الشهوة المحرمة وكلما ذهبت عائدة من تجارتها وابتعدت عن الراهب بحيرة كلما ذهبت روحها منها وذهبت روحه منه فكر الراهب الولهان في فكرة تقربه من حبيبته امنة حتي يرتشف منها كؤوس الحب والوجد والعشق ويقطف زهرتها حتي يسكر من اللذه ويغيب عن الوعي في احضانها فكان ان اتفق مع امنة أن تتزوج عبد الله بن عبد المطلب ثم تقتله بالسم بعد شهور ويخلو الجو لهما فأنفرد بابوها وهب وقال له اري في رؤياي واحلامي انك صرت جدآ لنبي العرب المنتظر وهو عظيم مكتوب عنه في صحف الاولين اتسعت عيني وهب ابو امنة من الدهشة وصمت برهة وقبل أن يفتح فمه عاجله الراهب الولهان بأن عليه أن يزوج بنته امنة لعبد الله بن عبد المطلب لان النبي المكتوب عنه في صحف الاولين علامته أن تكون انت جده لامه وعبد المطلب جده لابيه وسيكون ذو المقام المحمود وسيكون سيد خلق الله فأذهب لعبد المطلب واحكي له رؤيتي ونبوءتي فصدق المسكين كلام الراهب بحيرة وذاع الخبر بين قبائل العرب أن نبيآ عظيمآ سوف يولد في مكة وهكذا اقيمت الافراح والليالي الملاح ونحرت الذبائح وأقيم العرس الميمون ودبت الحياة في عقل وقلب عبد المطلب فتصابي وشعر بقوة الشباب تدب في اوصاله فأراد أن يغترف هو الاخر من شهوة النساء فعقد العزم أن يتزوج في يوم زواج ابنه عبد الله فأخذ لنفسه زوجته هاله فتزوج عبد الله امنة في نفس يوم زواج ابيه عبد المطلب ومكس عبد الله مع امنة ثلاث ليالي كعادة العرب فحملت بعد الزواج مباشرة وحملت ايضآ هالة زوجه عبد المطلب في حمزة عم الرسول في نفس الوقت وبعد بضعة  اشهر تخلصت امنة من عبد الله وقتلته بالسم في بيت اهلها ( بني عدي بن النجار ) ودفنته في المدينة وخلا الجو للمرأة اللعوب امنة وعشيقها الراهب الولهان بحيرة ولم تصبر امنة حتي تبرد سخونة جثة زوجها عبد الله في تربته فمارست الجنس والفجور مع حبيبها الراهب بحيرة بشراهة غير عابئة بالجنين الذي في بطنها حتي اسقطته ومات جنينها من زوجها عبد الله غير مأسوف عليه وبذلك تخلصت بأخر قطرة دم كانت تربطها بعبد الله بن عبد المطلب وما ان استعادت امنة عافيتها حتي رشفت كؤوس الغرام والزنا والفحشاء مع عشيقها الراهب بحيرة واستمرت علي هذا الحال ثلاث سنوات تذوب في اللذة المحرمة مع الراهب بحيرة حتي حدث أن حملت بجنين منه ومرت شهور حملها وولدت ولدا اتفق ابوه بحيرة مع امه امنة أن يدعو اسمه محمد وكان بحيرة يعد هذا الطفل الذي من صلبه ليكون شخصأ مهمآ ويجعل له مكانة بين قبائل مكة فصار ينشر الاكذوبة بين القبائل عن النبي الموعود ويروج لهذه الاكذوبة ولما لا وهو يعلم مدي جهل وتخلف هؤلاء العرب الذين يعيشون في دياجير الظلام فهم لم يعرفوا نبيآ ولم يعرفوا الله الحقيقي ولم يعرفوا التحضر هم لا يعرفون سوي الجنس واللهو والجهل والتخلف وعبادة الاصنام والجان والتابعة وكان هناك قس في مكة يدعي ورقة بن نوفل كان يتبع هرطقة الابيونية والنسطورية التي ترفض الوهية المسيح وتعتبره انسان عادي ولد من مريم العذراء ويوسف النجار وتؤمن بأن المسيح لم يصلب وانما الذي صلب هو سمعان حيث شبه للذين صلبوه انه المسيح فكان أن التقي هو والراهب بحيرة النسطوري علي رعاية محمد فورقة بن نوفل يريد الاستفادة منه في توطيد مركذ الكنيسة النسطورية في مكة والراهب بحيرة بدافع انه ابوه وأن محمد خارج من صلبه يريد أن يتبوأ مكانة عظيمة في مكة فقد تم تعميد محمد وتنصيره واصبح احد المسيحيين التابعين للكنيسة النسطورية واثناء تعميد وتنصير محمد رأي كل من ورقة بن نوفل والراهب بحيرة رأي بين كتفي محمد شامة سوداء وهي مرض يصيب الجلد واحيانا تحدث من توحم الام الحامل وتسمي الوحمة فأستغلاها ليذيعآ انها ختم النبوة الذي يؤكد علي نبوة محمد وكانت امنة ام محمد تحكي عن أن اثناء فترة حملها بمحمد كانت تفزع من رؤية الشيطان يأتي في

في شكل تيس اسود مرعب المنظر كان كأنه ينطحها بقرونه في بطنها ويدخل رأسه كاملآ في بطنها وينفصل عن جسم التيس وتبقي الرأس داخل بطنها واستمر هذا الكابوس يلازم امنة حتي بعد ولادة محمد فكان الشيطان يأتي وينخص محمد في جنبه ويطعنه في جنبه ولهذا كانت امنة ترقي محمد وكانت الرقية معروفة في قريش وقام القس ورقة بن نوفل بتزويج ابنة عمه خديجة لمحمد حتي يكمل خطته في تقوية الكنيسة النسطورية في مكة ويسلم محمد زعامة هذه الكنيسة من بعده فتم الزواج حسب الشريعة المسيحية بين خديجة التي كانت مسيحية وبين محمد الذي ايضآ عمده ونصره ورقة بن نوفل وبحيرة الراهب وهو طفل صغير وعلماه الكثير عن الديانة اليهودية وعن المسيحية ولكن حسب الهرطقة النسطورية والابيونية ونشأ محمد كأحد الهراطقة التابعين للكنيسة النسطورية استغل محمد زواجه من خديجة والتي كانت تكبره بحوالي عشرين عامآ في أن يصبح رجلآ مهمآ في قريش خاصة انه لم يكن له اي اهميه قبل الزواج من خديجة وخاصة انه عاش يتم الاب والام في نظر الناس رغم أن ابوه بحيرة الراهب كان علي قيد الحياة الا انه لم يستطيع في يوم من الايام أن يعترف بأن محمد ابنه جاء من علاقة زنا بينه وبين امنة فكان بحيرة الراهب يتابع محمد من بعد ورغم شر وسوء سلوك الراهب بحيرة الا ان غريزة الابوة نحو محمد كانت قوية لديه وكان لايطيق بعد محمد لفترات طويلة عن مكة وكان يخشي أن يصيبه اي مكروه وفي احدي المرات كانوا يعدون العدة للسفر الي الشام واصطحاب محمد معهم فأقنعهم بحيرة الراهب بحيلة ذكية بترك محمد في مكة بدعوي ان الروم اذا رأو علامة وختم النبوة علي ظهر محمد فسوف يقتلونه وهكذا رويدآ رويدآ بدأ الناس يتهامسون فيما بينهم عن نبوءة محمد فأستغل ورقة بن نوفل هذه التربة الخصبة ليزرع فيها البذرة التي اعدها منذ فترة طويلة وبدأ كاللاعب الماهر يحرك محمد كقطع الشطرنج ليستفيد منه في تقوية الهرطقة النسطورية والابيونية في مكة وفي كل بلاد العرب وبدأت مرحلة جديدة في حياة محمد وحياة قبائل الجزيرة العربية بل وفي حياة العالم كله وهي مرحلة ادعاء محمد للنبوة معتمدآ علي اموال زوجته خديجة وعلي اكاذيب ورقة بن نوفل والراهب بحيرة وعلي بعض الصحابة اصحاب الطبع العنيف فكانت خديجة تسانده ماليآ لرشوة البعض في الانضمام لدعوة محمد وكان ورقة بن نوفل يلقن محمدآ ما يؤلفة له من أيات في القرأن وكان بحيرة يشترك في الترويج بأن محمد نبي جاء خبره في صحف الاولين وكان اجتذاب رجال السطوة والعنف والبلطجة لحماية محمد وتخويف الاخرين الذين لم يصدقوه احد اهم الاسباب التي ساهمت في ان يجد الاسلام له موطئ قدم في مكة وجزيرة العرب وبدأ محمد في جمع هؤلاء حوله وبدأ مسالمآ للناس يحاول دعوتهم للاسلام سرآ وكان يركز علي الشخصيات ذات المكانة والتأثير حتي يحتمي بهم لانه كان يضمر الشر لمكة واهلها لكنه عاعجز عن فعل شئ في هذا الوقت فهداه ذكاؤه الي المهادنة والمخادعة والنفاق الي أن يمتلك القوة التي تمكنه من اعمال القتل والذبح والنهب والغزوات وكان يعقد الجلسات يحدثهم عن الدين الجديد القديم فهو جديد بالنسبة للعرب الوثنيين لكنه قديم لانه مأخوذ من الهرطقة النسطورية والابيونية ومأخوذ عن الديانة اليهودية ومأخوذ عن بعض الاساطير قبل الاسلام ومأخوذ عن الشيطان الذي كان يعتقد انه جبريل وهكذا اصبح الاسلام دينآ محيرآ للعقول تجد فيه الشئ ونقيضه تجد فيه التوحيد والشرك وتجد فيه العنف والارهاب وتجد فيه السلام تجد فيه مدح ايمان اليهود والنصاري وتجد فيه تكفير اليهود والنصاري بالاجمال تجد الشئ وتجد ناسخه لذلك لم يستطيع العقل اوالفكر أن يكون هو المؤثر في اعتناق هذا الدين وايضآ الايمان ليس له مكانة انما الامر يعتمد علي نطق عبارتين ( الشهادتين ) دون اي فهم للدين ودون ايمان وبذلك يصبح الانسان فردآ جديدآ ينضم للدين الجديد الذي الغي العقل تمامآ ومنع الناس أن يفكروا اويسألوا عن امور هي ضد العقل السليم وضد المنطق وقيل لمن يريد أن يسأل اويفكر لاتسالوا عن اشياء قد تسيئكم وبالتالي اغلاق الموضوع لكي لايتبين الانسان ماهو الخطأ وما هو الصواب واستخدم محمد بذكاءه الجنس في اجتذاب الناس الي ديانته واستخدم الغنائم لتشجيع القتلة واللصوص والمجرمين الي الانضام للاسلام حيث تناسبهم الغزوات وهي شغلهم الشاغل وبذلك اشتدت شوكة الاسلام بعدما بدأ ضعيفأ في مكة حتي أن محمدآ هرب الي الحبشة وهناك اخبر النجاشي ملك الحبشة انه مسيحي وهارب من بطش المشركين وعباد الاوثان في قريش وانه يطلب الحماية من النجاشي كملك للمسيحيين فأسبغ النجاشي ملك الحبشة عطفه وحمايته علي محمد واصحابه الذي كأن طوال فترة بقاءه في الحبشة يذهب الي الكنائس هو واصحابه وقد ساعده ما تعلمه من ورقة بن نوفل ومن بحيرة الراهب في اقناع النجاشي انه يؤمن بالمسيحية ولكن بعد قيام احد القساوسة في الحبشة بمناقشة محمد في ايمانه المسيحي تأكد هذا القس أن محمد يتبع الهرطقة النسطورية والابيونية وهو يعتبر مسيحي هرطوقي فما كان من النجاشي الا ان قام بطرد محمد واصحابه من الحبشة خوفآ من قيامه بنشر هرطقته في الحبشة فعاد محمد واصحابه كعصابة من المجرمين وقطاع الطرق وبدءوا يغيرون علي القبائل ويقتلون الرجال ويسرقون الاموال والبهائم ويأخذون النساء كغنائم توزع علي الرجال المسلمين وهكذا انضم الي الاسلام كثيرين ممن هم متعطشين للدماء وللعنف والقتل والسرقة والاغتصاب والجنس حتي يحققوا اغراضهم تحت مظلة الحماية الدينية للدين الجديد وتحت مظلة أن الله يأمر بذلك واصبح محمد وعصابته في حالة حرب مع الجميع والحرب لابد أن يكون هناك منتصر ومهزوم وتفتق ذكاء محمد عن تشجيع المسلمين الذين ينضمون الي الاسلام علي القتال واقناعهم انهم هم الاعلون وهم الفائزون فأذا ماتوا اوقتلوا في الحرب مع الكفار صاروا شهداء ودخلوا الجنة حيث السندس والحرير وانهار الخمر واللبن والعسل واساور من ذهب وحيث يننظرهم  72 حورية في الجنة يمارسون الجنس ليلا ونهارا ويأكلون الفاكهة والله الرحمن الرحيم يصفق لهم واذا لم يستشهدوا وظلوا احياء فانهم يحصلون علي الغنائم من مال ونساء ايضآ يمارسون معهن الجنس كملكات يمين لهم وبهذا كان المسلم يلقي بنفسه في التهلكة رغبة في الجنس وعلي امل الفوز ببنات الحور في الجنة فكان المسلم في الحرب كالثور الهائج الذي ينطح كل مايقابله فلم يرحم المسلم شيخآ اوامرأة اوطفلآ في حرب من حروبهم وكأن محمد يضع لنفسه مزايا لم يحصل عليها احدآ من المسلمين وعندما كان محمد يقع في مأذق اوسؤال اومشكلة متعلقة بالدين الجديد كان يقنع اتباعه بأنه منتظر الوحي للاجابة عن السؤال وقد يطول الانتظار شهورآ طويلة ذلك ان محمدآ كان يلجآ لورقة بن نوفل ليلقنه الاجابة والتي كان يظن اتباعه انها من عند الله وكان محمدآ يغيب فترات طويلة يمكث فيها مع ورقة بن نوفل وايضآ مع بحيرة الراهب يتعلم منهم مايقول لاتباعه انه الوحي ولم يتخلي ورقة بن نوفل عن محمد لحظة واحدة الي ان مات فكيف يتخلي عنه وهو قريب له نسب من ناحية جده قصي بن كعب وايضآ زوجآ لبنت عمه خديجة وناشرآ للبدعة النسطورية والابيونية التي كان يتبعها ورقة بن نوفل ولذلك عندما مات ورقة بن نوفل مات معه الوحي وهذا ما قالته عائشة ان الوحي فتر بموت ورقة بن نوفل وخسر محمد زوجته خديجة التي اشترته بمالها وأستأجرته ليكون الخادم المطيع لها واستغلت حاجته للمال وفقره ووضاعته وصنعت منه هي وورقة بن نوفل وبحيرة الراهب نبيآ للعرب وسيدآ لهم ومن يريد أن يفهم وضع خديجة ووضع محمد فعليه أن يشاهد فلما مصريآ هو ( فيلم وكالة البلح ) سيجد أن خديجة هي المعلمة نادية الجندي ومحمد هو صبي المعلمة محمود ياسين ولقد مات كل الذين كان يحتمي بهم محمد زوجته وعمه ابوطالب وورقة بن نوفل وشعر محمد بالخوف والذعر الشديد وفقد الثقة في نفسه وشعر بالدونية في مواجهة اشراف مكة وقبائلها مما دفعه الي السلوك العدواني والاعتداء علي الاخرين كرد فعل لهواجسه وخوفه فقام بدور السفاح اورئيس العصابة اوقاطع الطريق اوالارهابي حتي ينشر الرعب والفزع والخوف والهلع بين الناس فيشعر انه صار قويآ وبذلك عوض النقص الذي شعر به بعد موت الذين كان يحتمي بهم واصبح من يريد الامان من اهل مكة لابد ان ينضم الي محمد حتي يأمن شره وزاد عدد الداخلين في الاسلام وزاد معه عدد افراد العصابة التي اسسها محمد فتحولت من عصابة من عدد صغير من الافراد الي جيش للمسلمين مما رسخ مكانة محمد الذي بسبب اعتداءاته وجرائمة وارهابة للقبائل اصبح متوقعآ هجومهم عليه لعقابه في اي لحظة لذلك لم ينتظر محمد أن يكون مدافعآ عن نفسه انما فضل أن يكون مهاجمآ ومتعديآ وغازيآ للقبائل فأصبح همه القضاء علي اي تهديد يتهدد مكانته حتي لو كان وهمآ داخل نفسه اوعقله واستغل محمد جيشه في ارهاب جميع القبائل فكان يعرض عليهم الدخول في الاسلام اوالتعرض للغزو والقتل والسلب والنهب وسبي النساء فأختار كثيرمن العرب الدخول في الاسلام تحت وطأة ارهاب سيف محمد علي امل أن يهزم محمد في يوم من الايام فيرتدون عن الاسلام الذي اجبروا عليه او أن يموت محمد ويموت معه ارهابه ويخمد سيفه وهذا يفسر لماذا ارتد المسلمين عن الاسلام بعد أن سمعوا خبر موته ولكنهم نسوا أن محمد اسس ارهابآ يعتمد علي تعاليم ومبادئ زرعها هو بنفسه في اتباعه وطبقها امامهم فصارت هي المبادئ وهي الاسس التي بني عليها الاسلام وهي السبب الاول والاخير في انتشار الاسلام وفي بقاء الاسلام حتي هذا اليوم ... لقد قويت شوكة محمد وتحول من شخص جبان يهرب الي الحبشة الي شخص مرعب لكل جزيرة العرب بل تحول رعبه الي الممالك المحيطة بالجزيرة العربية وكان علي محمد أن يحافظ علي سيطرته علي اتباعه وعلي الجيش وعلي الاموال التي سرقها من الغزاوت ومن فرض الجزية فأستخدم الجنس كسلاح مهم في تأسيس الاسلام فجمع عدد غير معروف من النساء في في بيته تعدي الستين امرأة وكان عادة العرب هي تبادل الزوجات وحتي تقديم الزوجة للضيف يتعامل معها كما يتعامل اي زوج مع زوجته واستمرت هذه العادة حتي بعد أن اصبح الاسلام هو دين العرب وكان محمد يبادل زوجاته لارضاء بعض رجاله اصحاب التأثير الي أن قام محمد قبل موته بمنع هذه العادة وكان بعض اتباع محمد من الصحابة يقدمون زوجاتهم اليه وبعضهم كان يقدم بناته اليه حتي ينالوا حظوة اكثر لدي محمد وينالوا نصيبآ اكبر من الغنائم والمسروقات فها هو ابوبكر يقدم دون شفقة طفلته عائشة لمحمد وعمر يقدم بنته حفصة لمحمد وعائشة تأمر النساء المسلمات بتقديم ثديهن للرجال من اصحاب محمد للرضاعة وهو نوع من الشذوذ الجنسي واصبح بيت محمد كبيت هارون الرشيد الخليفة العباسي به السهر والجنس وجلسات السمر وبدأ محمد يصاب بمرض جنون العظمة لذلك اراد اخضاع الدول والاباطرة له وكان يهددهم اما بالحرب اما بدفع الجزية وشن الحروب علي الدول والممالك المجاورة وارتكب محمد وجيوشه فظائع وجرائم لم يرتكبها انسان في التاريخ ودمر حضارات وثقافات متقدمة واحل محلها قوانين بدوية وشرائع دموية ترجع بالانسان الي العصر الحجري ولابد أن يعلم الكافة هذه الجرائم التي حلت بالشام ومصر والبلاد المقدسة وكيف سالت دماء الابرياء في هذه البلاد وسرقت اموالهم وسبيت واغتصبت نساءهم والي يومنا هذا فأن ما يحدث في مصر هو اكمال للجريمة الشنيعة التي ارتكبها محمد وجيوشة وقواده في حق الشعوب الاخري ونذكر هنا جرائم العرب والمسلمين وهمجيتهم وبربريتهم في حق الاقباط ونذكر بعض الوقائع الحقيقية التي سجلها التاريخ لجرائم الاسلام والمسلمين عند احتلاله لبلدنا مصر وتعالوا بنا نحكي الاحداث المأسوية التي مر بها الاقباط .


بدأ الاسلام دمويا بهجرة محمد إلى المدينة ، واستمر دمويا بعد وفاة محمد كما رأينا في حروب الردة وغزو العراق والشام * ، و لايسعنا إلا أن ننتبع خط الدماء غربا إلى مصر الحبيبة ، وكيف تحولت الأرض الطيبة الخضراء إلى قاعدة فيما بعد لغزو النوبة وشمال أفريقيا والأندلس
وعلى الرغم من أن المصادر التاريخية الإسلامية أو غير الإسلامية تفتقد للكثير من تفاصيل المعارك واحداث الغزو ، إلا أن ما هو متوافر من المعلومات يكفي لإيقاظ من لا يزال يمتلك ولو القليل من الضمير والشرف ، ليدرك كيف زرع محمد فكرته الدموية ، لتثمر شوكا وحسكا فيما بعد ، وتحطم كل فضيلة وأخلاق وحرية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
لقد أهان الأعراب المسلمين أجدادنا واستعبدوهم ، والكارثة أن الجيل المعاصر من المصريين لا يتعاطف مع الأجداد بقدر ما يتعاطف مع جلاديهم من الأعراب ، ولا يحترم الحضارة القبطية أو الفرعونية بقدر ما يرى كل شئ من منظار اسلامي أسود ، يمسح كل أنواع الحضارة ويبقي على ثقافة أجنحة الذباب واحكام نكاح الصبايا ووطء الغلمان ، والحور العين
فليعلم إذا كل قبطي حقيقي أن الشرف والكرامة من الممكن أن يهانا أو يمتهنا أو يسخر منهما ويحقرا ، ولكن لا يمكن أن يفقدهما فعليا إلا المستسلم (1) .

* بدء الغزو -سنة 638م (2)
بعد تسليم بيت المقدس لعمر بن الخطاب، قابله عمرو بن العاص في(الجابية) قرب دمشق وألح في غزو مصر، لغناها وسهولة الاستيلاء عليها ، مؤكدا أنها ستكون قوة للمسلمين إذ هم ملكوها.

* الخليفة بن الخطاب يوافق على الغزو- ديسمبر639م (3)
وافق الخليفة وهو متردد على سير عمرو بن العاص لمصر، سار عمرو في جيش صغير من أربعة آلاف جندي (4000) حتى وصل إلى رفح وهي على مرحلة واحدة من العريش بأرض مصر، فأتت عند ذلك رسل الخليفة عمر بن الخطاب ، ففطن عمرو إلى ما فيها، فلم يأخذ الرسالة حتى عبر الحدود بين أرض مصر وفلسطين، وبلغ بسيره العريش، وهناك أتى له بالكتاب فقرأه ثم سأل من حوله أنحن في مصر أم في الشام ؟ فقيل له نحن في مصر. فقرأ على الناس كتاب الخليفة الذي يدعوه للمضي إذا كان قد دخل مصر ، أو العودة إذا لم يكن قد دخلها بعد ، فقال: إذن نسير في سبيلنا كما يأمرنا أمير المؤمنين.

* هدموا وأحرقوا وخربوا
الاستيلاء على بلوز (الفرما) وسقوط حصن بلبيس- يناير 640م (4)
وصل العرب إلى مدينة بلوز (برمون بالقبطية-الفرما بالعربية)، في نهاية سنة 639م ، وكانت مدينة قوية بها حصون وبها كثير من الآثار المصرية والكنائس والأديرة. وكانت تعتبر مفتاح مصر الشرقي. فبرز له راهبا البلاد، وهما أبو مريم وأبو مريام، ومعهم الأرطبون القائد الروماني الشهير الذي هرب من الشام ، ودار بين عمرو بن العاص وبين الراهبين حوار انتهى فيه عمرو لإمهالهم خمسة أيام للتشاور ، ولما تشاوروا فيما بينهم اتفقوا على القتال ورفض الجزية او الإسلام ، وخالفوا قائدهم العام المقوقس الذي غادرهم وتوجه إلى حصن بابليون، وخرج الأرطبون والراهبان ومن معهما لقتال المسلمين عند حصن بلبيس، وذلك بعد شهر من الحصار، فانتصر المسلمون وقُتل الأرطبون (5) .
وقد ساهم في مقاومة العرب ابنه قيرس (المقوقس) أرمانوسة وما لبست أن سقطت أسيرة في يد عمرو بن العاص ، فأرسلها إلى صديقه و أبوها الخائن ... فظهر أنها كانت أشرف من أبيها واكثر حرصا على مصر (6)
استمرت الحرب متقطعة بين العرب وبين حامية المدينة مدة تترواح بين 1-3 أشهر . واستولى العرب عليها بعد قتال عنيف، وهدموا الحصن، وأحرقوا السفن وخربوا الكنائس الباقية بها.

* وقتلوا من وجدوا بها من رجال ونسوة وأطفال
الغارة الأولى على الفيوم والبهنسا - أوائل مايو 640م (7)
ثم عبر العرب النيل تجاه الفيوم ، وكانت ثغور الفيوم ومداخلها قد حرست حراسة حسنة وأقام الروم حامية لهم في حجر اللاهون، فعدل العرب إلى جانب الصحراء وجعلوا يستاقون ما لاقوا من الأسلاب ، فأخذوا منها عددا عظيما، وما زالوا كذلك حتى بلغوا مدينة اسمها البهنسا فدخلوها عنوة وقتلوا من وجدوا بها من رجال ونسوة وأطفال، ولم يستطيعوا غزو مدينة الفيوم لقوة الحامية الرومانية بها ساعتها ، وعادوا أدراجهم منحدرين مع النهر.

* مقتلة عظيمة
حصن أم دنين موقعة عين شمس - منتصف يوليو 640 (8)
زحف المسلمون بعدها إلى حصن أم دنين شمال حصن بابليون، فوجدوا حامية كبيرة رومانية، فأحدث المسلمون بهم مقتلة عظيمة، وتوقع الروم عندها أن عمرو بن العاص سوف يتوجه مباشرة نحو حصن بابليون ، ولكن عمرو بن العاص توجه غربًا، فعبر النيل، وكأنه يريد أن يوهم العدو أنه منصرف إلى بلاد النوبة، وزاد في مناورته فاتجه جنوبًا ناحية الفيوم، ثم استدار ليهجم على الحصن من ناحية الجنوب، ولكنه فوجئ أن الروم قد أرسلوا إمدادات ضخمة لمصر، فعندها لزم عمرو الصحراء في الفيوم، فلم يبرحها، واستجم قليلاً، وأرسل للخليفة عمر يطلب مددًا.

ووصل الأمداد في 6 يونيو 640م (9) بقيادة الزبير بن العوام ابن عم النبي وصاحبه وأحد رجال الشورى الستة، وكان معه أربعة آلاف رجل، ثم جاء في عقبه كتيبتان كل منهما أربعة آلاف رجل، فكان جميع ما جاء من الإمداد أثنى عشر ألفا.

وتجمعت جيوش العرب عند عين شمس (هليوبوليس- بالقبطية (أون)) ، وحدثت المعركة في الموضع الذي يسمى اليوم (العباسية) في منتصف يوليو 640 . واستولى العرب بعد انتصارهم هذا على حصن أم دنين بعد مقتل معظم حاميته ، وهرب من كان فيه من الروم إلى حصن بابليون أو إلى حصن نقيوس . وقد كان الزبير هو السبب في سقوطها بتسلقه فوق السور ، وبعدها رفض عمرو رد السبايا إلى ابو مريم وأبو مريام على الرغم من المصالحة ، ولما وافق عمر بن الخطاب كان الكثير من السبايا قد تم توزيعهم بالفعل على مسلمي مكة والمدينة والأقطار الأخرى (10)

* و أحدثوا في أهلها مقتلة عظيمة
غزو الفيوم : أواخر يوليو 640م (11)
لما بلغت أنباء نصر العرب إلى الفيوم غادرها من بها من المسالح الرومانية ، فخرج (دومنتياس) قائد الحامية من المدينة، في الليل وسار إلى (أبويط) ثم هرب إلى نقيوس، ولما بلغ نبأ هروبه إلى عمرو بن العاص، بعث كتيبة من جنده عبروا النهر وغزوا مدينتي الفيوم وأبويط وأحدثوا في أهلها مقتلة عظيمة فسقطوا دون دفاع ، ولم ينج من هذه المذبحه الا جندى واحد اسمه زخارى ، فكان السبب في سقوطها هو خروج الحامية الرومانية منها بقيادة دومنتياس الذي هرب تاركا جيشه للذبح ، وكذا لغباء ليونيوس قائد المدد الروماني والذي ترك نصف جيشه لمساعة الفيوم وعاد إلى الاسكندرية بدلا من البقاء للقتال

* مذبحة الخديعة
حصار حصن بابليون لمدة 7 أشهر : بدءا من أوائل سبتمبر 640م (12)
ثم توجه عمرو بعد ذلك إلى حص بابليون وكان حصنا عظيما، أسواره بارتفاع نحو ستين قدما وسمكها ثمانية عشر قدما، وبه أربعة أبراج بارزة بينها مسافات غير متساوية، وكانت جزيرة الروضة خلف الحصن ذات حصون ومنعة في ذلك الوقت ، وكانت تزيد من قوة حصن بابليون وخطره الحربي، بأنها في وسط النهر تملك زمامه.
ويظهر من قول بن دقماق أن العرب غزوا تلك الجزيرة في أثناء حصارهم لحصن بابليون، فلما خرج الروم من هناك هدم عمرو بعض أسوارها وحصونها. (13)
ولم يسقط الحصن إلا بالخديعة في قول يوحنا النقيوسي ، فقد أوهم العرب الروم بالانسحاب حتى يخرجوا من الحصن ، ولما خرجوا أطبق عليهم عمرو من ثلاث جهات (14) ، بينما يرجع المقريزي وغيره سقوط الحصن إلى الزبير (15)

* فقتل منهم خلق كثير وأسر من أسر
تسليم الحصن (معاهدة بابليون الأولى): أكتوبر 640م . (16)
ولما بانت بوادر الهزيمة خرج قيرس (المقوقس) الحاكم الروماني سرا من حصن بابليون وذهب إلى جزيرة الروضة لمفاوضة العرب، وأرسل من هناك رسلا إلى عمرو بن العاص، ورد عمرو على المقوقس بقوله: ليس بيني وبينكم إلا إحدى ثلاث خصال أم الإسلام أو الجزية مع الصغار أو القتال والدم
وكان مفاوض الأعراب عبادة بن الصامت ، الذي كرر هذه الشروط الثلاثة للمقوقس ، وعلى الرغم من محاولة المقوقس اقناع اصحابه من الروم والأقباط بقبول الجزية إلا أنهم رفضوا الذل والعبودية وترك المسيحية

(فقالوا: أو يرضى أحد بهذا الذل! أما ما أرادوا من دخولنا إلى دينهم فهذا ما لا يكون أبدا، نترك دين المسيح ابن مريم وندخل في دين لا نعرفه. وأما ما أرادوا من أن يسبونا ويجعلونا عبيداً فالموت أيسر من ذلك؛ لو رضوا منا أن نضعف لهم ما أعطيناهم مراراً كان أهون علينا وأمروا بقطع الجسر من الفسطاط والجزيرة وبالقصر من جمع القبط والروم جمع كثير فألح المسلمون عند ذلك بالقتال على من في القصر حتى ظفروا بهم وأمكن الله منهم فقتل منهم خلق كثير وأسر من أسر) –(17)

فأرسل المقوقس مرة أخرى إلى عمرو عارضا قبول الجزية. وعندما وصلت أخبار هذه المعاهدة إلى هرقل أرسل إلى المقوقس يأمره أن يأتي إليه على عجل.

* قوم الموت لخراب الأرض
ولما استدعى هرقل المقوقس إلى القسطنطينية في منتصف نوفمبر640م (18) ، حاول المقوقس أن يدافع عن نفسه أمام الإمبراطور بكلام لم يقتنع به هرقل، وغضب عليه واتهمه بأنه خان الدولة وتخلى عنها للعرب، ونعته بالجبن وأسلمه إلى حاكم المدينة، فشهر به وأوقع به المهانة ثم نفاه من بلاده طريدا. وكان المقوقس يرى أن العرب هم قوم الموت. وأن الله أخرجهم لخراب الأرض. (19)

واستمر القتال حول حصن بابليون إلى قرب نهاية عام 640 بعد رفض هرقل لمعاهدة المقوقس، حول حصن بابليون ، إلى أن وصلت الأخبار بموت هرقل. في11 فبراير 641م ، وكان لهذا أثرا سيئا على الجنود أدى إلى عرض قائد الحصن جورج الاستسلام ، وتسلم العربان حصن بابليون في إبريل 641م . ( 20)

* فقتلهم وخربها
في الطريق إلى نقيوس (خربة وردان) :
في الطريق إلى نقيوس أخرب عمرو قرية "خربة وردان" وكان عمرو حين توجه إلى الإسكندرية خرب القرية التي تعرف اليوم بخربة وردان، واختلف علينا السبب الذي خربت لأجله. فحدثنا سعيد بن عفير أن عمر لما توجه إلى نقيوس عدل وردان لقضاء حاجته عند الصبح فأختطفه أهل الخربة فغيبوه، ففقده عمرو وسأل عنه وقفا أثره فوجدوه فى بعض دورهم فأمر بإخرابها وإخراجهم منها، أم المصادر الإسلامية فتبرر بشاعة الحداثة بأن أهل الخربة كانوا رهبانا كلهم !! فغدروا بقوم من صحابة عمرو، ووجه إليهم وردان فقتلهم وخربها، فهي خراب إلى اليوم. (21) ، ثم مر العرب بمدينة قديمة معروفة باسم طرنوتي، أو كما يسميها العرب الطرانة، وحدثت هناك موقعة انهزم فيها الروم، وواصل عمرو سيره إلى نقيوس.

* ولم يدعوا رجلا ولا امرأة ولا طفلا
استيلاء العرب على نقيوس وما حولها في 13 مايو 641م (22)
وكانت مدينة نقيوس كائنة على فرع رشيد للنيل في الشمال الغربي من منوف وأشهر أساقفتها يوحنا النقيوسي، الذى عاصر الغزو العربي وكتب تاريخه المشهور كشاهد عيان على الغزو
وقد استطاع العرب أن يقتحموا الحصن ومدينة نقيوس ، بعد هروب قائد حاميتها الروماني (دومنتياس) الذي هرب سابقا من الفيوم ، وأكمل هروبه بالفرار إلى الإسكندرية، ودخلوا المدينة وأوقعوا بأهلها وقعة عظيمة،

قال يوحنا النيقوسي: "فقتلوا كل من وجدوه في الطريق من أهلها، ولم ينج من دخل الكنائس لائذا، ولم يدعوا رجلا ولا امرأة ولا طفلا، ثم انتشروا فيما حول نقيوس من البلاد فنهبوا فيها وقتلوا كل من وجدوه بها، فلما دخلوا مدينة (صوونا)، وجدوا بها (اسكوتاوس) وعيلته وكان يمت بالقرابة إلى القائد (تيودور) وكان مختبئا في حائط كرم مع أهله، فوضعوا فيهم السيف فلم يبقوا على أحد منهم".
فكان هذا دليلا على توحش العرب ، وكراهية الأقباط لهم ، وأن العرب لم يفرقوا بين الروم والأقباط فأمعنوا القتل في كلاهما (23)

* وقتل منهم المسلمون مقتلة عظيمة
كوم شريك ومذبحة كريون:
وبعد مذبحة نقيوس والاستيلاء عليها، واصل العرب سيرهم ، وعلى مشارف الأسكندرية بلغ عمرو مريوط، فلقي فيها طائفة من الروم، فقاتلهم قتالاً خفيفاً، وهزمهم ، ومضى عمرو بمن معه حتى لقي جمع الروم بكوم شريك، فاقتتلوا ثلاثة أيام، فغلبهم المسلمون. (24)
ثم التقوا بسلطيس، فاقتتلوا قتالاً شديداً، ثم هُزم القبط ، ثم التقوا في مدينة كريون وهي آخر سلسلة من الحصون بين حصن بابليون والإسكندرية، وكان لها شأن عظيم في تجارة القمح، و كان لها أيضا خطر عظيم في الحرب، إذ كانت تشرف على الترعة التي عليها جل اعتماد الإسكندرية في طعامها وشرابها، ولكن حصونها لم تكن قوية مثل حصن بابليون ولا حصن نقيوس. وحدث هناك قتال عنيف، و كان قتالا شديدا استمر بضعة عشر يوما. وكانت معركة تساوت فيها الكفتان وجرح فيها عبد الله بن عمرو ، فلما بلغ خبره لعمرو صلى صلاة الخوف (25)، ثم قتل منهم المسلمون مقتلة عظيمة وأتبعوهم حتى بلغوا الإسكندرية (26) ، وبغزو العرب لكريون، خلا أمامهم الطريق إلى الإسكندرية، وكان عدد جيش عمرو عشرين ألفا حينئذٍ ، غير الحاميات التي تركها في بابليون ونقيوس وغيرها. (27)

ثم مات قسطنطين ابن هرقل في 25 مايو 641م (مائة يوم من الحكم فقط) الذي كان مستعدا للحرب بجيوش أبيه
وبموته ، آل الحكم كله إلى أخيه هرقلوناس، الذى آثر الصلح ، وأعد العدة لإرجاع المقوقس إلى مصر ليصالح العرب . (28)

* جزية قائمة أحب إلينا من غنيمة تقسم
بداية الهجوم على الإسكندرية : آخر يونيو 641م (29)
فلما وصلوا إلى بلهيب (قرية الريش) بالقرب من الأسكندرية أرسل الحاكم إلى عمرو ابن العاص: إنيّ قد كنت أخرج الجزية إلى من هو أبغض إلىّ منكم معشر العرب لفارس والروم، فإن أحببت أن أعطيك الجزية على أن تردّ علىّ ما أصبتم من سبايا أرضي فعلت. فورد الجواب من عمر الخليفة : لعمري جزية قائمة أحب إلينا من غنيمة تقسم ثم كأنها لم تكن، وأما السبي فإن أعطاك ملكهم الجزية على أن تخيروا من في أيديكم منهم بين الإسلام ودين قومه فمن اختار الإسلام فهو من المسلمين ومن اختار دين قومه فضع عليه الجزية، وأما من تفرق في البلدان فإنا لا نقدر على ردهم (30) .

فلم يعصمهم دين محمد من السرقة واستعباد الناس بالجزية بل هي أحب من غنيمة تقسم ، فهي غنيمة دائمة سنوية

سار بعدها عمرو بن العاص بجيشه متجها إلى الإسكندرية من ناحية الجنوب الشرقي للمدينة، وكانت الإسكندرية (31) ، حتى القرن السابع أجمل مدائن العالم وأبهاها، فلم تبدع يد البناء قبلها ولا بعدها شيئا يعدلها، اللهم إلا روما وقرطاجنة القديمتين.

وكانت أسوارها منيعة تحميها آلات المجانيق القوية، فكانت محاولات عمرو لاقتحامها بدائية و طائشة غير موفقة، فرمت مجانيق الروم من فوق الأسوار على جنده وابلا من الحجارة العظيمة، فارتدوا باعدين عن مدى رميها، وقد تأكد عمرو أنه لن يستطيع أخذها بالهجوم لمنعتها بالبحر وقوة أسوارها
أما ما تركه الروم حول المدينة ، من قصور بديعة ومنازل جليلة فيما وراء الأسوار ، صار فيئا للعرب، فغنموا منها غنيمة عظيمة، وهدموا كثيرا منها ليأخذوا خشبها وما فيها من حديد، وأرسلوا ذلك في سفن بالنيل إلى حصن بابليون كي يقيموا به جسرا ليعبروا عليه إلى مدينة لم يستطيعوا من قبل أن يعبروا إليها.
ومضى أكثر من شهر يونيو، وعول عمرو على أن يخلف في معسكره جيشا كافيا للحصار ، وأن يسير هو مع من بقي من الجنود، فيضرب بهم في منطقة مدن الدلتا شمال مصر. (32)

* مقاومة قبطية واحراق المسلمين للمزارع
فسار عمرو بن العاص إلى( كريون) ومن ثم إلى (دمنهور) ثم سار إلى الشرق يجوس خلال الإقليم الذي يعرف اليوم باسم الغربية، حتى بلغ (سخا) ، وكان موضعا حصينا، ولم يفلح عمرو في غزوها أمام المقاومة القبطية
فساروا نحو الجنوب ولعلهم اتبعوا (بحر النظام) حتى بلغوا (طوخ) ومن (طوخ) ساروا إلى (دمسيس)، وقد ارتدوا كذلك عن هاتين القريتين ولم يستطيعوا غزوهما ، ولم يجد أهلهما الأقباط مشقة في صد العربان.
ويرد مع هذه الأخبار ذكر غزوة للقرى التي على فرع النيل الشرقي، قيل إن العرب قد بلغوا فيها مدينة (دمياط)، ولعل تلك الغزوة كانت على يد سرية عمرو في هذا الوقت نفسه. ولم يكن من أمرها غير إحراق المزارع، وقد أوشكت أن ينضج ثمرها، فلم تقع أيا من المدائن في الدلتا في خلال 12 شهر .
فكانت المقاومة القبطية شوكة في حلوق العربان لفترة على الأقل ، ومحطمة لأسطورة إسلامية كاذبة تدعي ترحيب الأقباط بالمسلمين إلى مصر . والحقيقة أنهم رأوا المسلمين غزاة مثل الرومان (33)

* خيانة المقوقس
ولما عاد قيرس المقوقس إلى مصر في 14 سبتمبر 641م (34) بأمر من هرقلوناس، كتب تسليم الاسكندرية للعرب في 8 نوفمبر 641م مؤكدا رغبته الدفينة في الخيانة من أجل نوال سلطة على الكنيسة القبطية ، فقد كان على صلات حميمة مع عمرو بن العاص ، حتى أنه طلب من عمرو صديقه ثلاث طلبات منها أن يدفنه في بخنس (35) مما يشير خيانة واضحة وعلاقة حميمة مع عدو من أجل السلطة (36)
فلما عاد عمرو فاشلا من غزو الدلتا إلى بابليون ، وافاه المقوقس وقد جاءه يحمل عقد الإذعان والتسليم، فرحب به عمرو وأكرم وفادته. وكتب عقد الصلح (صلح تسليم الإسكندرية)، يوم 8 نوفمبر 641م وأهم شروطه: دفع الجزية وهدنة لتوقف القتال ، والسماح للروم بالرحيل (دون الأقباط) معهم متاعهم وأموالهم من الاسكندرية ، وأن يمنع المسلمين أيديهم عن المسيحيين وكنائسهم ، وأن يباح لليهود البقاء في الاسكندرية (37)
أمضي عهد الصلح في بابليون ، وأقره عمر بن الخطاب ثم هرقلوناس . ثم دعا المقوقس كبار قواد الجيش وعظماء رجال الدولة في الاسكندرية ، وأقنعهم بالفوز المشئوم ، وما هو بفوز (38) ، وبدون هذا الصلح والتسليم الغير مبرر لمدنية كانت من الممكن أن تصمد على الأقل لثلاث سنين ، أثبت التاريخ أن أقوى الأسلحة في الحروب هي الخيانة من وراء الأسوار (39)

* العرب وأول جزية من الأسكندرية في 10 ديسمبر 641م (40)
وتعجب أهل الاسكندرية ، وقد فاجأهم طلوع فئة من العرب على المدينة، لم يأتوا ليقاتلونهم، بل ليحملوا الجزية التي اتفق عليها قيرس المقوقس في عقد الصلح ، ولما هاج الناس ، استطاع قيرس (المقوقس) بما أوتي من بلاغة وفصاحة على تخفيف جنايته، وتهوين خيانته، في مقالته التي قالها بين الناس، وجعل يبرر ما كان منه.

* ومات قيرس (المقوقس) مغضوبا عليه من الأقباط والرومان على حد سواء (41) بأصابته بداء (الدوسنطاريا)
Dysentery في يوم أحد السعف، ومات منه في يوم الخميس الذي بعده في 21 مارس 642م.

* القتال للاستيلاء على مدن شمال الدلتا والمقاومة القبطية -يوليو 642م
قاوم الأقباط الغزو العربي الإسلامي في مدن شمال الدلتا، مثل: إخنا ، رشيد ، البرلس ، دمياط ، خيس ، بلهيب ، سخا ، سلطيس ، فرطسا ، تنيس ، شطا ، وغيرها. (42)
واستمرت مقاومة المصريين للعرب في منطقة الدلتا (43) وظلت إلى ما بعد سقوط الإسكندرية، ومنهم أهل تنيس وما يليها من البلاد الواقعة في إقليم تلك البحيرة، الذين كانوا من القبط الخلص، تنبض قلوبهم بما تنبض به قلوب القبط، " وسار المسلمين لغزو تنيس، فبرز لأهلها، وقاتلهم قتالاً شديداً، حتى قتل [قائدهم] في المعركة بعدما أنكى فيهم، وقتل منهم، فحمل من المعركة، ودفن في مكانه المعروف به، خارج دمياط " (44)

* ولما عقدت معاهدة تسليم الإسكندرية بين المقوقس والعرب، كان من شروطها أن جنود الروم ومن حل بالإسكندرية من الرومان لهم الخيار إذا شاءوا جلوا عنها بحرا وبرا، وأما القبط فلم يذكروا فيه بشيء، فلما رأى اللاجئون بالإسكندرية أن السفن تحمل كل يوم طوائف من الناس إلى قبرص ورودس وبيزنطة، قلقوا وحنوا إلى الرجوع إلى قراهم، فذهبوا إلى المقوقس وطلبوا إليه أن يكلم لهم عمراً في ذلك، وكانوا يعرفون صلته الوثيقة بقائد العرب، ولكن الظاهر أن عمراً لم يبيح لهم الجلاء، إذ كانت الحرب لا تزال ثائرة في بعض قرى الدلتا ، وكان أكثر اللائذين إلى الاسكندرية من هذه المدن ، فلو أبيح لهم الرجوع إلى قراهم لما أمن أن يقاتلوا جنود المسلمين بأنفسهم، أو أن يمدوا المدائن التي كانت لا تزال مصرة على القتال ولم يغزها المسلمون بعد.
غير أن قيرس (المقوقس) آلمه ألا يجيبه عمرو إلى طلبه، وكان ألمه من ذلك شديداً، فقد كان يطمع أن يستميل إليه بعض القبط، ولعله كان يرمي من وراء ذلك إلى أن ينسيهم شيئا من حقدهم عليه، فكان هذا الرفض الذي رفضه عمرو لطلبه، ضربة شديدة أصابت سياسته في هذا الشأن. وكان ذلك قبل وفاته مباشرة

* ما يقرب من 170 ألف قتيل و 600 ألف أسير في أثناء الحصار وبعده
جلاء الروم الأول عن الإسكندرية في 17 سبتمبر 642م (45)
كان يقوم على ترحيل جنود الروم من الإسكندرية ومن بلاد الدلتا ، اثنان من القادة، هما (تيودور) الذي أصبح حاكم مصر بعد موت المقوقس و(قسطنطين) الذي أصبح القائد الأعلى لجيش الروم بعد (تيودور).
وكان العدد التقريبي للروم بالإسكندرية 200 ألف من الرجال ، وفي 17 سبتمبر 642م ، كانت حوالى 100 سفينة من أسطول الروم تحل قلاعها وترفع مراسيها وتسير إلى قبرص بمن كان عليها من فلول الروم الذين كان يقدر عددهم بنحو ثلاثين ألف (30 ألف ) جندي، يحملون معهم متاعهم، ويرفف عليهم الأسى. وبقي من بقي من الأسارى فأحصي يومئذ ستمائة ألف، سوى النساء والصبيان . أي أنه من بين 200 ألف لم ينجو سوى 30 ألف ، ففاقت عدد الضحايا أثناء الحصار والجلاء 170 ألف والأسرى 600 ألف رجالا خلا النساء والأطفال

ثم دخل العرب بجيوشهم لأول مرة الاسكندرية بعد جلاء الرومان وانتهاء الهدنة (11 شهر) في 29 سبتمبر 642م العرب ، وفي نفس الليلة التي دخلها عمرو، هرب منها سبعون ألف يهوديّ (46) ... ربما لمعرفتهم بمدى توحش العرب من حروبهم السابقة .

وبعد دخول العرب الاسكندرية بعامين كاملين ، وفي خريف سنة 644م ، عاد البابا بنيامين البطريرك القبطي بعد هروب دام 13 عام (47). عشر سنين في عهد الرومان وحكم المقوقس، وثلاث سنوات في مدة حكم العرب. (48)
فالبابا بنيامبن لم يعد مباشرة بعد استقرار أجزاء كبيرة من مصر في يد العربان بل انتظر ما يقرب من ثلاث سنوات بعد الغزو العربي ، وسنتين بعد سقوط الاسكندرية ليظهر مرة أخرى (49) ، مما يؤكد على نظرة الأقباط للعرب كمحتلين غازين ينشرون الرعب والدمار لا الأمان والسلام .

* الخلاف حول الجزية ... إنما هو فئ المسلمين
كانت العلاقة بين الخليفة عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص، علاقة متوترة وغير طيبة، وقد كرر ابن الخطاب إرسال خطابات شديدة اللهجة وغير ودية إلى ابن العاص، يؤنبه فيها بشدة، على تأخيره في إرسال الخراج، من الأموال والخيرات إلى دار الخلافة بمكة.
ويقول ابن الخطاب في أحد خطاباته: "أما بعد فإني عجبت من كثرة كتبي إليك في إبطائك بالخراج ....ولم أقدمك إلى مصر أجعلها لك طعمة ولا لقومك، ولكني وجهتك لما رجوت من توفيرك الخراج ومن حسن سياستك، فإذا أتاك كتابي هذا فاحمل الخراج فإنما هو فئ المسلمين وعندي من قد تعلم قوم محصورون والسلام".
فلك يلبث أن أرسل الخليفة عمر بن الخطاب (محمد بن سلمة) إلى مصر و أمره أن يجبي ما استطاع من المال فوق الجزية التي أرسلها عمرو بن العاص من قبل. ثم أرسل بعد ذلك عبد الله بن سعد بن أبي سرح في أكتوبر 644م ، وولاه حكم الصعيد والفيوم، وجباية الخراج وترك عمرو لقيادة الجيش . (50)

ثم قتل الخليفة عمر بن الخطاب ودفن (7 نوفمبر 644م) ،وتولى بعده عثمان بن عفان في خلال ثلاثة أيام (10 نوفمبر 644م) (51).

ويذكر ، أنه عندما تولى عثمان الخلافة ، عزل عمرو بن العاص عن ولاية مصر تماما، وجمع ولايتها جميعها لعبد الله بن أبي سرح، وكان يقيم في مدينة (شطنوه) في إقليم الفيوم. وقد اختلفت الآراء في هذا الوالي الجديد لمصر، فيصفه الطبري بأنه لم يكن في وكلاء عثمان أسوأ من عبد الله والى مصر. وقد ولاه الخليفة عثمان قصدا، لكي يزيد في جباية الجزية، وقد جعل عبد الله بن أبي سرح، أول همه زيادة الضرائب على أهل الإسكندرية.

وخرج عمرو بن العاص من مصر بعد عزله، وسار إلى المدينة ناقما على عثمان. (52)

* ثم ثارت الأسكندرية على طغيان العرب في نهاية سنة 645م
ثم حدث أن قدم صاحب أخنا على عمرو بن العاص فقال له : أخبرنا ما على أحدنا من الجزية فنصير لها. فقال عمرو، وهو يشير إلى ركن كنيسة : لو أعطيتني من الأرض إلى السقف ما أخبرتك ما عليك إنما أنتم خزانة لنا إن كثر علينا كثرنا عليكم، وإن خفف عنا خففنا عنكم ، وكان سبب نقض الإسكندرية وثورتها (53)

ثم بعث الإمبراطور قسطانز في القسطنطينية، بأسطول عظيم يتكون من حوالي 300 سفينة محملة بالجنود بقيادة منويل للاستيلاء على الإسكندرية، وكان بالمدينة حوالي ألف جندي من العرب للدفاع عنها، فغلبهم الروم وقتلوهم جميعا إلا نفراً قليلا منهم استطاعوا النجاة، وعادت بذلك الإسكندرية إلى ملك الروم، وكان عمرو عند ذلك في مكة معزولا عن الحكم . (54)

عودة عمرو بن العاص وموقعة نقيوس الثانية (آخر فصل الربيع 644م)
لما وصلت أنباء ثورة الإسكندرية، إلى مكة، أمر الخليفة عثمان بأن يعود عمرو بن العاص إلى قيادة جيش العرب في مصر، وكانت نقيوس وحصن بابليون، وغيرها،لا تزال في يد العرب.

وسار الروم على مهل حتى اُستدرجوا إلى نقيوس، وهناك لقيهم طلائع العرب، ولعل جيشهم كان إذ ذاك خمسة عشر ألفا، ودارت معركة حامية بين الطرفين، انتهت بهزيمة جيش الروم، الذي انسحب إلى الإسكندرية، وأقفل الروم أبواب المدينة واستعدوا للحصار. (55)

* ودخلوها يقتلون، ويغنمون، ويحرقون
سقوط الأسكندرية للمرة الثانية بخيانة ثانية (صيف سنة 646م )
كما يقول بتلر في ص 357 : إنا لا نكاد نعرف في تاريخ الإسكندرية، أنها أخذت مرة عنوة، بغير أن يكون أخذها بخيانة من داخلها. فقد قيل إنه كان في الإسكندرية، بواب اسمه (ابن بسامه)، سأل عمراً أن يؤمنه على نفسه وأهله وأرضه ويفتح له الباب، فأجابه عمرو على ذلك.ومهما يكن من الأمر، فقد أخذ العرب المدينة عنوة، ودخلوها يقتلون، ويغنمون، ويحرقون، حتى ذهب في الحريق كل ما كان باقياً على مقربة من الباب في الحي الشرقي، ومن ذلك كنيسة القديس مرقس، واستمر القتل حتى بلغ وسط المدينة، فأمرهم عمرو برفع أيديهم، وبنى مسجداً في الموضع الذى أمر فيه عمرو برفع السيف، وهو مسجد الرحمة. وقد لاذت طائفة من جند الروم بسفنهم، فهربوا في البحر، ولكن كثيرا منهم قتل في المدينة، وكان منويل من بين من قتل، وأخذ العرب النساء والذراري فجعلوهم فيئاً. (56)

وهدم عمرو الأسوار الشرقية حتى سواها بالأرض. (57)

* كماسك البقرة بقرينيها، وآخر يحلبها
ولم يبق عمرو في مصر بعد استقرار الأمر إلا شهراً واحداً، ثم خرج وتركها لعبد الله بن سعد . حيث تم استدعاؤه في خريف سنة 646م إلى مكة ، ولما عرض الخليفة عثمان بن عفان على عمرو ابن العاص أن يجعله قائد جند مصر، على أن يكون عبد الله بن سعد بن أبى سرح، حاكمها وعاملا على ولاية خراجها، ولكن عمرو بن العاص رفض، ورد قائلا: إناّ إذن كماسك البقرة بقرينيها، وآخر يحلبها . ولكن الخليفة لم يبق عليه إذ قد فرغ من غرضه منه، وقضى به على ثورة مصر، وكان في حاجة عند ذلك إلى من يستخرج له الأموال من أهلها، فوجد طلبته في عبد الله بن أبي سرح، وخرج عمرو على ذلك من البلاد. (58)

* تولية عمرو حاكما لمصر مرة أخرى في أغسطس سنة 658م (59)
ثم بعد مقتل عثمان، تولى الخلافة، علي بن أبي طالب، ولكن مبايعته للخلافة لم تكن بالإجماع، فثار نزاع دموي طويل، بين علي ومعاوية، انتهى بمقتل علي، وتنازل إبنه الحسن عن الخلافة لمعاوية.
وكان عمرو بن العاص موالياً لمعاوية في نزاعه مع علي، وجاء إلى مصر مناصراً له، فعينه معاوية بعد ذلك، واليا على مصر مكافأة له على مساعدته، ودفاعه عنه، ضد على بن أبي طالب.

* ومن أقوالهم تنطق الحقيقة في غزو مصر:

* ابن العاص يقتل بطرس ويستولي على أمواله
عن هشام بن أبي رقية اللخميّ: أن عمرو بن العاص لما غزا مصر قال لقبط مصر: إن من كتمني كنزاً عنده فقدرت عليه قتلته، وإنّ قبطياً من أرض الصعيد يقال له: بطرس، ذكر لعمرو: إن عنده كنزاً فأرسل إليه فسأله، فأنكر، وجحد فحبسه في السجن، وعمرو يسأل عنه: هل تسمعونه يسأل عن أحد؟ فقالوا: لا، إنما سمعناه يسأل عن راهب في الطور، فأرسل عمرو إلى بطرس، فنزع خاتمه، ثم كتب إلى ذلك الراهب : أن ابعث إليّ بما عندك، وختمه بخاتمه، فجاء الرسول بقُلَّة شامية مختومة بالرصاص، ففتحها عمرو، فوجد فيها صحيفة مكتوب فيها : ما لكمَ تحت الفسقية الكبيرة فأرسل عمرو إلى الفسقية، فحبس عنها الماء، ثم قلع البلاط الذي تحتها، فوجد فيها اثنين وخمسين أردباً ذهباً مصرياً مضروبة، فضرب عمرو رأسه عند باب المسجد، فأخرج القبط كنوزهم شفقاً أن يبغي على أحد منهم، فيقتل كما قتل بطرس. (60)

* لو أعطيتني من الأرض إلى السقف:
ثم حدث أن قدم صاحب أخنا على عمرو بن العاص فقال له : أخبرنا ما على أحدنا من الجزية فنصير لها. فقال عمرو، وهو يشير إلى ركن كنيسة : لو أعطيتني من الأرض إلى السقف ما أخبرتك ما عليك إنما أنتم خزانة لنا إن كثر علينا كثرنا عليكم، وإن خفف عنا خففنا عنكم (53)

* ابن العاص يستحل مال قبطي:
عن يزيد بن أبي حبيب: إن عمرو بن العاص، استحل مال قبطيّ من قبط مصر لأنه استقرّ عنده أنه يُظهر الروم على عورات المسلمين، ويكتب إليهم بدلك، فاستخرج منه بضعاً وخمسين أردباً دنانير. (61)

* ختم رقاب أهل الذمّة بالرصاص
قال ابن عبد الحكم: وكان عمرو بن العاص رضي الله عنه، يبعث إلى عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه بالجزية بعد حبس ما كان يحتاج إليه، وكانت فريضة مصر لحفر خلجها، وإقامة جسورها، وبناء قناطرها، وقطع جزائرها مائة ألف وعشرين ألفاً معهم الطور والمساحي والأداة يعتقبون ذلك لا يدعون ذلك صيفاً ولا شتاءً، ثم كتب إليه عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه : أن تختم في رقاب أهل الذمّة بالرصاص، ويظهروا مناطقهم، ويجزوا نواصيهم ويركبوا على الأكف عرضاً، ولا يضربوا الجزية إلا على من جرت عليه الموسى، ولا يضربوا على النساء، ولا على الولدان، ولا تدعهم يتشبهون بالمسلمين في ملبوسهم. (62)

* الجزية على الأموات
قال يحيى: فنحن نقول: الجزية جزيتان: جزية على رؤوس الرجال، وجزية جملة تكون على أهل القرية يؤخذ بها أهل القرية، فمن هلك من أهل القرية التي عليهم جزية مسماة على القرية ليست على رؤوس الرجال، فإنا نرى أنّ من هلك من أهل القرية ممن لا ولد له ولا وارث إن أرضه ترجع إلى قريته في جملة ما عليهم من الجزية، ومن هلك ممن جزيته على رؤوس الرجال، ولم يدع وارثاً فإن أرضه للمسلمين. (63)
وكتب عمر بن عبد العزيز إلى حيان بن شريح: أن يجعل جزية موتي القبط على أحيائهم (64)

* إن شئت قتلت ، وإن شئت خمست، وإن شئت بعت
سمعت عمرو بن العاص يقول على المنبر: لقد قعدت مقعدي هذا وما لأحدٍ من قبط مصر علي عهد ولا عقد. إن شئت قتلت، وإن شئت خمست، وإن شئت بعت، إلا أهل أنطابلس فإن لهم عهداً يوفى لهم به. (65)

* يأخذون الجزية حتى ممن أسلم
وأول من أخذ الجزية ممن أسلم من أهل الذمّة: الحجاج بن يوسف، ثم كتب عبد الملك بن مروان إلى عبد العزيز بن مروان: أن يضع الجزية على من أسلم من أهل الذمّة، فكلمه ابن حجيرة في ذلك فقال: أعيذك بالله أيها الأمير أن تكون أوّل من سنّ ذلك بمصر، فواللّه إن أهل الذمّة ليتحملون جزية من ترهب منهم، فكيف نضعها على من أسلم منهم فتركهم عند ذلك. (66)

أما يوحنا النقيوسي الشاهد القبطي العيان الوحيد على فظائع الغزو العربي الإسلامي لمصر فيصف الأحداث (67):
في الفصل ( 112 ) : حين يتحدث عن استيلاء العرب على إقليم الفيوم وبويط فيقول:"إن العرب استولوا على إقليم الفيوم وبويط، وأحدثوا فيهما مذبحة هائلة، مات فيها خلق كثيرون من الأطفال والنساء والشيب"

ويذكر يوحنا النقيوسي في الفصل (113) احتلال العرب لأتريب ومنوف: " أن عمرو قبض على القضاة الرومانيين وقيد أيديهم وأرجلهم بالسلاسل والأطواق الخشبية، ونهب أموالا كثيرة وضاعف ضريبة المال على الفلاحين وأجبرهم على تقديم علف الخيول، وقام بأعمال فظيعة عديدة..."

و يصف في الفصل (118) وقائع الاستيلاء على نقيوس (بعد هروب الجيش الروماني من المدينة) فيقول:
" أتى المسلمون بعد ذلك إلى نقيوس واستولوا على المدينة ولم يجدوا فيها جنديا واحدا يقاومهم، فقتلوا كل من صادفهم في الشوارع وفي الكنائس، ثم توجهوا بعد ذلك إلى بلدان أخرى وأغاروا عليها وقتلوا كل من وجدوه فيها، وتقابلوا في مدينة صا باسكوتارس ورجاله الذين كانوا من عائلة القائد تيودور داخل سياج كرم فقتلوهم، وهنا فلنصمت لأنه يصعب علينا ذكر الفظائع التي ارتكبها الغزاة عندما احتلوا جزيرة نقيوس في يوم الأحد 25 مايو سنة 642 في السنة الخامسة من الدورة".

ثم يقول في الفصل (121) من المخطوطة: "ويستحيل على الإنسان أن يصف حزن وأوجاع المدينة بأكملها، فكان الأهالي يقدمون أولادهم للعرب بدلا من المبالغ الضخمة المطلوب منهم دفعها شهرياً، ولم يوجد هناك من يقوم بمساعدتهم، وقد تركهم الله ودفعهم إلى أيدي أعدائهم".

كم من الجرائم ارتكبها أتباع محمد ؟
كم من القتلي سقطوا تحت أقدام الخيل في طوال خمسة أعوام كاملة بين 20-25 هـ ؟ مئات الألاف أم ملايين ؟
كم من النساء سبيت واغتصبت وبيع أطفالهن غنيمة للمسلمين لعدم قدرتهم على دع الجزية ؟
بل كم من النساء والأطفال قتلوا على يد عمرو وجيوشه العربانية ؟
كم من الأسلاب والغنائم أخذوا ؟
كم من الجرائم ارتكبت ومازال ترتكب في حقوق الإنسان القبطي باسم محمد وإله محمد ودين محمد ؟
كم من المهانة والذل والوحشية التي تعامل بها عرب من البادية بلا حضارة مع أصحاب أعرق حضارة ؟
وكم كان التاريخ قاسيا ، أن أوقع درة الشرق تحت حكم عمرو بن العاص ابن الزنا والذي عايره بها بقية صحابى محمد (68) ، ومن بعده وقعت في يد المرتد عن الإسلام عبد الله بن سعد بن أبي سرح والذي حرف في القرآن ... ، ولما جاء محمد ليقتله في فتح مكة ، استجار له أخوه في الرضاعة عثمان بن عفان فنجا وعاد إلى الإسلام غازيا طامعا في الأموال والأسلاب (69)
كلاهما سايرا التيار ، وكلاهما استحلب خيرات مصر فطعم كثيرا إلى حد التخمة ، لم يروا في مصر الطيبة إلا بقرة حلوب (58) تطعم عربان البادية سالبي الحضارة ، رأوا في مصر غنيمة تدفع الجزية السنوية ، ولما ثار الأقباط الأوائل قتلوهم بوحشية
وألقى الإسلام إلى مصر بأدنى وأحط القوم ، ولم يحكمها بعد ذلك في الأغلب إلا المجاليب والمماليك ، وتحت حكم العبيد من أتباع محمد انتشر تراث العبيد الإسلامي ... واستعبد العبيد شرفاء مصر ... وحكم المجاهيل أرض الحضارة ... ، فهل نسى شرفاء الأقباط تضحيات أجدادهم ، ودمائهم الصارخة من الأرض ؟

أم أنهم يعانون من فقدان الذاكرة فغيروا جلدوهم ، ولبسوا ملابس الرعاع من العربان ، وظنوا أن مصر إسلامية وهي ضحية الإسلام ، وأنها عربية وهي ضحية العربان ... حتى أن أمير جماعة الظلام (الأخوان المسلمون) مهدي عاكف لا يستحي أن يقول وبملء الفم ... (طز في مصر) (70)
ثم نكتفي بعد هذا بقول يوحنا النقيوسي
" وهنا فلنصمت لأنه يصعب علينا ذكر الفظائع التي ارتكبها الغزاة"

67) مخطوطة يوحنا النقيوسي (مخطوطة النقيوسي المعروفة بتاريخ يوحنا النقيوسي، وهو أسقف نقيوس ـ أبشاتي ـ بمحافظة المنوفية حالياً من أعمال دلتا مصر، والذي عاصر مأساة الغزو العربي لمصر في القرن السابع الميلادي، وسجل مشاهداته لأحداثها الدامية، وقد كتب مخطوطته هذه بلغته القبطية ثم ترجمت لاحقاً إلى اللغة الحبشية ثم العربية، لكن فُقدت النسخ القبطية والعربية وعثرت البعثة البريطانية إلى بلاد الحبشة على النسخة الحبشية، وتوجد الآن نسخة منها في المتحف البريطاني بلندن، ونسخة أخرى في المكتبة الأهلية بباريس، وقام المستشرق زوتنبرغ بترجمتها من الحبشية إلى الفرنسية
68) عمرو بن العاص ابن زنا
وحينئذ يحتمل أن تكون أم عمرو بن العاص رضي الله عنه من القسم الثاني من نكاح البغايا فإنه يقال إنه وطئها أربعة وهم العاص وأبو لهب وأمية بن خلف وأبو سفيان بن حرب وادعى كلهم عمرا فألحقته بالعاص وقيل لها لم اخترت العاص قالت لأنه كان ينفق على بناتي ويحتمل أن يكون من القسم الأول ويدل على ما قيل إنه ألحق بالعاص لغلبة شبهه عليه وكان عمرو يعير بذلك عيره بذلك علي وعثمان والحسن وعمار بن يسار وغيرهم من الصحابة رضي تعالى عنهم (السيرة الحلبية ص 40)
"أن أم عمرو بن العاص كانت من طرائف العرب، فقدمت مكة ومعها بنات لها فوقع عليها نفر من قريش منهم: أبو لهب، وأمية بن خلف، وهاشم بن المغيرة، وأبو سفيان بن حرب، والعاصي بن وائل في طهر واحد، فلما ولدت عمرا، اختلفوا فيه، واختصموا، ثم تركوا الخصام إلى أبي سفيان والعاصي بن وائل، فحكما أمه فقالت: هو للعاصي، فقيل ويلك ما صنعت وأبو سفيان أشرف من العاصي؟ فقالت: إن العاصي يعول بناتي، ولو ألحقته بأبي سفيان، لم ينفق على شيئا" (القرط على الكامل –ابن سعد الخير-ص171)
"كانت النابغة أم عمرو بن العاص أمة رجل من عنزة فسبيت، فاشتراها عبد الله بن جدعان، فكانت بغياً ثم عتقت. ووقع عليها أبو لهب، وأمية ابن خلف، وهشام بن المغيرة، وأبو سفيان ابن حرب، والعاص بن وائل، في طهر واحد، فولدت عمراً. فادعاه كلهم، فحكمت فيه أمه فقالت: هو للعاص لأن العاص كان ينفق عليها. وقالوا: كان أشبه بأبي سفيان." (ربيع الأبرار-الزمخشري ص 363 ، شرح نهج البلاغة –ابن أبي حديد ص632)
69) وعبد الله بن أبي سرح كان مما يحرفون في القرآن وكتب عنه محمد في قرآنه
... وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ ...(الأنعام 93)
وفي تفسير الطبري
عن عكرمة، قوله:. {ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله} نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح، أخي بني عامر بن لؤي، كان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم، وكان فيما يملي "عزيز حكيم"، فيكتب "غفور رحيم"، فيغيره، ثم يقرأ عليه كذا وكذا لما حول، فيقول: "نعم سواء" فرجع عن الإسلام ولحق بقريش وقال لهم : لقد كان ينزل عليه "عزيز حكيم"، فأحوله ثم أقول لما أكتب، فيقول نعم سواء ! ثم رجع إلى الإسلام قبل فتح مكة، إذ نزل النبي صلى الله عليه وسلم بمر.
عن السدي: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء}.. إلى قوله: { تجزون عذاب الهون} قال: نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح؛ أسلم، وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم، فكان إذا أملى عليه "سميعا عليما"، كتب هو: "عليما حكيما"؛ وإذا قال: "عليما حكيما" كتب: "سميعا عليما". فشك وكفر، وقال: إن كان محمد يوحى إليه فقد أوحي إلي، وإن كان الله ينزله فقد أنزلت مثل ما أنزل الله، قال محمد: "سميعا عليما"، فقلت أنا: "عليما حكيما". فلحق بالمشركين، ووشى بعمار وجبير عند ابن الحضرمي أو لبني عبد الدار، فأخذوهم فعذبوا حتى كفروا. وجدع أذن عمار يومئذ، فانطلق عمار إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبره بما لقي والذي أعطاهم من الكفر، فأبى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتولاه، فأنزل الله في شأن ابن أبي سرح وعمار وأصحابه: {من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا} فالذي أكره عمار وأصحابه، والذي شرح بالكفر صدرا فهو ابن أبي سرح.

وفي سنن أبي داوود- 4360 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِىُّ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِىِّ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِى سَرْحٍ يَكْتُبُ لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَزَلَّهُ الشَّيْطَانُ فَلَحِقَ بِالْكُفَّارِ فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ يُقْتَلَ يَوْمَ الْفَتْحِ فَاسْتَجَارَ لَهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فَأَجَارَهُ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-.

ويبدأ ساويروس في الإفاضة , حينما يصل الي نقطة إدراك عمرو لأهمية رجال الكنيسة الارثوذكسية ورجال الاكليروس , وندائة الموجه الي البابا بعودتة الي بيعه آمناً أينما كان .
وبعد عودة البابا بنيامين أكرمة وقال لأصحابة وخواصه أن جميع الكور التي ملكناها الي الان ما رأيت رجل الله يشبه هذا – وكان الاب بنيامين حسن المنظر جداَ جيد الكلام بسكون ووقار .
وكان ذلك بداية التعاون المزدوج بين الكنيسة التي أوحي بطريركها الي القائد العربي بأشياء , وعمرو الذي طلب منه أن يصلي " من أجله حتي يفتح المدن الخمس ويعود , تلك المدن التي استخدمت فيها المراكب المصرية , وسخر للعمل فيها البحارة الاقباط وقد أتي هذا التعاون المرحلي بينما علي ارضية إحراق عمرو بن العاص لبيع الاقباط وكنائسهم بعد دخولة الاسكندرية , ومنها حرق كنيسة مارمرقس التي سيسمح لهم بإعادة بنائها بعد ذلك نظير تعاونهم معه " .
وساويروس يسند الي شخص " الدوقس سانتوس" دور حمامة السلام بين الامير عمرو والكنيسة المصرية , ويبدو أن سانتوس هذا هو نفسة " الياقون بطرس" الذي أشار اليه التقيوسي في مخطوطته , وأشار الي أنه لعب دور المتعاون مع العرب , الذي قدم لهم المراكب وكل ما يحتاجونه لإتمام عملية الفتح والانطلاق غرباً , لقاء مساهمته في عودة البابا بنيامين الي منصبة الرسمي .
وفي الوقت نفسة الذي كان البابا يصلي فيه لأجل عمرو ويوحي اليه بأشياء , كان عمرو يسوق المصريين لتجهيز مراكب غزو شمال افريقيا . واهتمام ساويروس بن المقفع لا بنصب لي ذكر المواقع الحربية بقدر اهتامة بتسجيل كل ما يخص الكنيسة القبطية ورجالها , الامر الذي ادركة عمرو بن العاص بدهائة السياسي , حينما استشعر أهمية تحييد الكنيسة القبطية, ومنحها بعض الامتيازات الخاصة لانها الجهة الرسمية الطائفية علي سطح الشعب القبطي فبدأت تحت تلك المظلة .
ولكن عبد الله بن سعد بن أبي السرح يختلف عن عمرو في انه لم يراع الاستثناءات السياسية , ولم يرفق بأحد حتي ولو بهدف تسكين جانب علي حساب جانب , فاشتد مع الكنيسة واشتد مع الشعب القبطي واشتد حتي مع جنوده العرب من ذوي الاصول اليمنية .
ولم يكن مهتماً الا بجمع الاموال وشحنها الي الخليفة , وزاد خراج مصر في عهدة زيادة كبيرة , ويعلق ساويروس علي هذا الوضع بقوله :
( وصل- يقصد عبد الله بن سعد – ومعه خلق كثيرون وكان محباً للمال , فجمع له بمصر أهراً وهو أول من بني الديوان بمصر , وأن يستخرج فيه جميع خراج الكورة وحدث في أيامه غلاء عظيم لم يحدث مثله من زمان أقلوديس الملك الكافر والي ايامه وانحدار كل من في الصعيد الي الريف في طلب الغلة وكان الموتي مطروحين في الشوارع والاسواق مثل السمك الذي يرمية الماء علي البر لا يجدون من يدفنهم وأكلوا بعضهم بعضاً ولولم يترأف الرب بكثرة رحمته وصلاة أبينا بنيامين القديس ويزل ذلك الغلاء بسرعة كان قد فني كل من في كورة مصر لانه كان يموت كل يوم من الناس ربوات لا يحصين ) .

ولم يدم الحال لابن أبي السرح الذي كان له خمس الخمس من الغنائم , بخلاف ما جمعه من اموال مصر , وكانت أحداث الفتنة الكبري ثم عودة عمرو بن العاص مرة أخري الي ولاية مصر , وعادت معه علاقة مراعاة الكنيسة المصرية ورجالها .
وبعد وفاة عمرو بن العاص وتولي مسلمة بن مخلد في مدة ولايته الطويلة التي استمرت خمس عشرة سنة وأربعة أشهر من (47 ه الي 62 ه ) .
ولو حاولنا فك طلاسم حكاية ساويروس فسنجد أن مسلمة بن مخلد قد استعان برجال الكنيسة المصرية لحل الازمة المتصاعدة في سخا – وهي احدي المدن التي أمر عمرو بن العاص بحرقها أثناء الفتح بسبب مقاومتها – ويبدو ان السلطات العربية التي استمرت في سخا كانت تستخدم أسلوب إحراق المتمردين , أو الرافضين لدفع الضرائب , وحتي لا تتصاعد المقاومة في منطقة لها مثل هذا التاريخ , وجملة ( سددوا مالهم وأعفوا من الحريق ) التي يذكرها ساويروس تؤكد ان هؤلاء القبط لم يدفعوا ضرائبهم أو حمولهم لسبب أو لاخر , ومن ثم حكم عليهم القائمون بالامر بالحرق ... وأن المنطقة كانت علي شفا الثورة نتيجة لهذه الاحكام القاسية .
ولكن رجال الكنيسة الموفدين من عند الوالي استطاعوا بعد اجتماعهم بالارخن المحلي اقناعة بتسديد الضرائب بدلاً من هؤلاء البائسين وتهدئة الموقف ... وبعد نجاح مهمتهم عادوا الي مسلمة بن مخلد ينبئونه بنجاح مهمتهم في تسكين ثورة الشعب القبطي , فكافأهم بالموافقة علي بناء الكنيسة .
ولم ينقذ مصر من هذا الظلم الفادح سوي وفاة قرة بن شريك بعد أن قتل الوباء نساءه وغلمانه , ثم أصابة هو الاخر واودي بحياته .
وشدة هجوم " ساويروس بن المقفع" علي " قرة بن شريك" لا تنبع من قسوة هذا الوالي علي الشعب فقط , وانما تعود الي قسوته علي رجال الكنيسة واستيلائه علي اموالهم , كما رأينا في الفقرة السابقة . ذلك أن ولاة مصر التاليين لم يتحلوا بنفس الذكاء السياسي الذي تحلي به عمرو بن العاص ومسلمة بن مخلد اللذين أعطيا الكنيسة بعض المميزات بعد أن أدركا طبيعة العلاقة بين الكنيسة والشعب من جهة , والكنيسة والسلطة الحاكمة من الجهة الاخري .

أما هؤلاء الذين كان يبلغ بهم العسف حد البطش , فكانت التمردات تتسع في عصورهم , وسنلاحظ تصاعد ثورة القبط علي الولاة العرب تزداد منذ عام 107 ه , وتتصاعد في سلسلة من التمرد والقمع يسجلها ساويروس بقوله :
( من بعد موت قرة أنقذ الوليد عوضة الي مصر والياً اسمة اسامة فلما وصل الفسطاط التمس علام جميع الكور وكتبها بالعربي وكان كثير الفهم , فلما بدأ بذلك حدث غلاء عظيم لم يسمع بمثلة من الجيل الاول ومات في ذلك الغلاء أكثر ممن مات في الوباء وأشرف جميع الاغنياء والفقراء علي الموت , ثم أن رخاء عظيماً أقبل حتي انتهي القمح الي خمسة وعشرين اردباً بدينار وبعد قليل وافي ايضاً وباء فأفني العالم ولو لم يرحم الرب من بقي منهم علي الارض لم يبق منهم احد , وكان الامير مقيماً علي فعلة السوء وكل المسلمين والنصاري خائفون منه ثم تقدم الا يأوي أحد غريباً في البيع ولا الفنادق ولا في السواحل وكانوا خائفين منه وطردوا من كان عندهم من الغرباء وتقدم الي الرهبان أن لا يرهبوا من يأتي اليهم , ثم أحصي الرهبان ورسمهم كل واحد منهم بحلقة حديد في يدة اليسري ليعرف ووسم كل واحد باسم بيعته وديرة بغير صليب بتاريخ مملكة الاسلام وكان في سنة ست وتسعين للهجرة قلق علي الرهبان وضيق علي المؤمنين واذا ظهروا بهارب أو غير موسم قدموه الي الامير فيأمر بقطع أحد اعضائة ويبقي اعرج ولم يكن يحصي عدد من شوه به علي هذه القضية وحلق لحي كثير وقتل جماعة وقلع اعين جماعة بغير رحمة وكان يقتل جماعة تحت العقوبة بالسياط وكان من محبتة للدنانير يأمر الولاة ان يقتلوا الناس ويحضروا اليه مالهم ويكاتبهم ويقول سلمت لكم انفس الناس فتحملوا ما تقدرون عليه من أساقفة ورهبان أو بيع أو كل الناس فاحملوا القماش والمال والبهائم وكل ما تجدونة لهم ولا تراعوا احدا , وأي موضع نزلتموه فانهبوه كانوا يخربون المواضع ويقلعون العمد والاخشاب , ويبيعون ما يساوي عشرة دنانير بدينار حتي صارت الفضة خمسة وثلاثين درهماً بدينار والقمح اربعين اردباً بدينار والنبيذ اربعين مطرا بدينار والزيت مائة قسط بدينار وكل من معه شئ يخاف عليه ان يظهره لئلا يعاقب , ومن الضيق والضنك هم الناس ببيع اولادهم واذا أعلموا الامير بهذا لم يرق قلبه ولا يرحم بل يزيد ).

وتشدد الوالي في عمل سجل لكل انسان يكتب فيه اسمه وموطنه وعملة, ومقدار الضريبة المفروضة عليهم , ثم لا يسمح لاي انسان بالتحرك من موضع الي اخر الا بعد اظهار سجلة , وفعل نفس الشئ مع المراكب ومن لا يدفع ( تنهب المراكب وما فيها وتضرب بالنار) .
ووسط هذه المسلخة العامة التي لم ترحم قبطياً سواء اكان تابعا للكنيسة ام غير تابع , من رجالها الرسميين ام من عامة الشعب .
اما الرهبان الذين وجدهم بغير حلق في أيديهم ( فمنهم من ضربت رقبته ومنهم من مات تحت السياط ) وأغلق البيعة طالباً الف دينار غرامة مع غرامة دينار عن كل راهب . وهددهم ان لم يدفعوا هدم البيع وخربها وسرح الرهبان للعمل في مراكب الاسطول مما اقلق شيوخ الرهبان , فصاروا يجتمعون باعداد كبيرة للصلاة والتضرع .

بدأت الاجراءات الصارمة للخليفة الذي امر بعزل جميع الاقباط من دوائر العمل بالدواوين , كما أمر بأن تفرض جزية من أسلم علي بقية الاقباط الذين لم يسلموا , وبذلك تزداد نسبة أعباء الضرائب علي الاقباط بينما يحاول الخليفة أن يبدو متسامحاً .

وهذا السلوك المزدوج من الخليفة " عمر بن عبد العزيز " جعل "ساويروس" يشبهه بالدجال ويفرح بسرعة هلاكه ، وكانت الاجراءات ذات الطابع المضطهد للأقباط في تزايد مستمر .

وجاءت اول قرارات الخليفة التالي لعمر بن عبد العزيز أشد جهامة أيضاً , حيث أمر بعودة الضرائب علي الكنائس والبيع وأمر ( بكسر كل الصلبان وكشط الصور التي في البيع ) .

ثم جاء الخليفة هشام بن عبد الملك فأظهر تسامحة مع الكنيسة , لكنة سرعان ما عين والياً شديد القسوة يذكر ساويروس بن المقفع ان اسمة عبيد الله , وأنه ( أحصي الناس والبهائم وأحصي الاراضي حتي البور منها , وختم بختم الرصاص في حلق كل الناس , وجعل علامة ( تقطع يدة ويخسر خسارة عظيمة ) كما ضاعف الخراج علي اناس حتي هلكوا .

ويسترسل ساويروس في ذكر المصائب التي حلت بأقباط مصر علي أيدي هؤلاء الولاة بما يفوق تعذيب الرومان للرهبان في فترة الشدة العظمي , وفرضهم الضرائب علي رهبان ورجال الكنيسة مما لم يكن مسبوقاً ابداً في العهود السابقة .

وقد تمكن الوالي عبد الملك بن مروان من القبض علي الانبا ميخائيل بطرك الكنيسة المصرية وعددا من الاساقفة , وسجنهم في خزانة مظلمة لا تنظر منها الشمس وليس فيها طاق لانها كانت نقرت في حجر , وكان ابونا البطرك تحت ضيق عظيم من التكبيل بالحديد من الحادي عشر من توت الي الثاني من بابة , لم ينظر في هذه المدة شمساً وكان في الاعتقال معه ثلثمائة رجل ونساء ايضاً ممعتقلات في ضيق أكثر من الرجال والجزن والبكاء والضيق العظيم عند انقضاء النهار ويغلق المتولي للسجن علينا ويمضي ولا يعود الي سابع ساعة من النهار .

ثم تتالت أحداث سقوط الدولة الاموية سريعة مدوية , بكل ما صاحبها من انهيار وتخبط وشرة الي النهب السريع , وأمام زحف العباسيين من الشرق هرب الخليفة مروان بن محمد الي مصر , بعد ان اشعل النار في جميع المدن والقري التي تركها خلفه .
ووصل الي مصر أثناء ثورة البشموريين بقيادة مينا بن بقيرة وثورة أهل شبرا سنبوط , وفشلت حملات الوالي العسكرية في تسكين الثورة واخضاعهم عدة مرات , ففكر الوالي في استخدام الانبا ميخائيل لتسكين الشعب القبطي الثائر- الامر الذي سيتكرر بعد ذلك في ثورة البشموريين الثانية تحت مظلة الخلافة العباسية وفي عهد الخليفة المأمون الذي اضطر الي ان يأتي مصر بنفسة ليقود حملة القضاء علي البشموريين , بعد ان فشلت جهود واليه في القضاء عليهم , وسوف يستخدم المأمون رجال الكنيسة في تهدئة الثورة . هذا وقد قبلت الكنيسة – غير مرة – القيام بدور الوسيط لتهدئه روح الثورة العارمة , وكتب الانبا يوساب لشعب البشموريين يعظهم : ( قال لسان العطر بولس كل من يقاوم السلطان فهو يقاوم حدود الله , والذي يقاومة يدان ) , فيعلن بذلك ان معصية الحاكم من معصية الله مطالباً شعبة بالخضوع للخليفة المسلم .
أما في حالة مروان بن محمد – أخر خلفاء بني امية – فقد جاء مصر ووجدها في حالة اضطراب وفوضي من جراء سياستة وسياسة واليه , فالسجون كانت غاصة بالقبط الذين سقطوا أسري بعد مقتل يؤنس السمنودي), وقد رأي البشموريين ( أن يقوموا بحرب العصابات بدلاً من الحرب النظامية ليستطيعوا ان يفتوا عضد الوالي . وكان رئيس البشموريين واحدا منهم اسمة مينا بن بقيرة . فكان يخرج هو ورجالة ليلاً يقتلون وينهبون ويشيعون الفزع بين الجند المرابطين في حدود مديريتهم . ثم يختبئون في النهار .
وقد رأي مروان مفاوضة البشموريين بإزاء حرج موقفة من القوات الموالية لأبي العباس , لكنهم رفضوا المفاوضة وأصروا علي القتال .
وزاد الموقف اشتعالاً عصيان والي الاسكندرية , واعلانه الاستقلال بحكم المدينة , ( فضاق مروان ذرعاً بهذه النيران المشتعلة حوله من كل جانب , ولم يجد بداً من ارسال " حوثرة" أكثر قوادة بطشاً لقمع الثورة في الاسكندرية فقهر
" حوثرة" الجيش السكندري وفتك بالاهالي فتكاً ذريعاً . وفي ثورة غضبة القي القبض علي الانبا ميخائيل الاول وزعماء القبط ) .
وبعد وضعهم في السجن طلب " حوثرة" من البابا التدخل لتهدئة ثورة البشموريين ( ففك قيودة واقتادة الي رشيد ومن هناك استكتب البابا السكندري خطاباً الي البشموريين) واخبرهم فيه بكل ما اصابه من الام وحمل الثائرين وزر عذابه ولامهم علي تماديهم في العدوان . وحينما قرأ الثوار خطاب البابا اشتد غضبهم وضاعفوا هجماتهم علي جنود الوالي .
وما إن أخذ عازف البوق يعلن أهالي الفسطاط بوجوب اخلاء المدينة , حتي تملكهم الفزع . فخرجت جموعهم علي غيرهدي متجهة نحو الجيزة والجزيرة . وكانوا يتزاحمون علي المراكب الراسية علي شاطئ النيل ويتدافعون بغير وعي , فغرق العدد العديد منهم , كذلك تناس الناس في رعبهم المرضي والمقعدين والمكفوفين فتركوهم لمصيرهم . وحين تفقد مروان الفسطاط بعد الايام الثلاثة التي حددها لم يجد غير هؤلاء العاجزين فلم يشفق عليهم بل أمر باشعال النار في المدينة وهم فيها , فراحوا جميعاً ضحية اللهيب المتقد , ونظرنا النار صاعدة في الفسطاط وأخبرونا أن مروان أحرق مخازن غلة وقطن وتين ومخازن الشعير ) . تلك المحاصيل التي جمعت من الفلاحين الاقباط بالقهر والعنف , يشعل فيها ابن محمد النيران الان حتي لا تقع في ايدي اعدائة من المسودة – يقصد العباسيين ذوي الرداء الاسود- القادمين لحكم مصر تحت مظلة الدولة العباسية .

الوقائع المشتركة بين مؤرخي القبط والمؤرخين العرب

نحن لا نستطيع الحديث عن التسامح العربي بضمير هادئ والطبري يذكرنا بأن الجيش العربي الفاتح قد أسر أعداداً كبيرة من المصريين , أو ان صفوف العبيد من القبط امتدت من مصر الي المدينة , فينقل عن رجل من أهل مصر – او بمعني اصح عن عربي سكن ارض مصر , وكان في جند عمرو بن العاص أثناء الفتح , انه قال لما افتتحنا " باب اليون" تدنينا قري الريف فيما بيننا وبين الاسكندرية قرية فقرية , حتي انتهينا الي بلهيب – وهي منية الزناطرة بالبحيرة , ومحلها اليوم فزارة بمركز المحمودية- قرية من قري مصر- يقال لها قرية الريش وقد بلغت سبايانا المدينة ومكة واليمن .
وتنقل لنا هذه الرواية صورة الصفوف الطويلة من العبيد والجواري الذين انتزعهم الجيش العربي من قراهم وبعث بهم في ذلة وانكسار الي مدن الجزيرة العربية بعد فقدان حريتهم .
والبلاذري ايضاً في كتاب فتوح البلدان يذكر ذات الواقعة بقولة :
( وكانت قري من مصر قاتلت فسبي منها والقري بلهيت والخيس وسلطيس فوقع سباؤهم بالمدينة) .
فما بالنا نستنكر إشارة النقيوسي الي أن العرب : نهبوا كثيراً من الاسلاب وأسروا النساء والاطفال وتقاسموهم بينهم .
ويستطرد ابن عبد الحكم في الرواية واصفاً أهل الخربة : كانوا رهباناً كلهم .. ومع ذلك فقد قتلهم عمرو جميعاً وخرب المدينة خراباً لم تشهد مثلة من قبل حتي سميت بعد ذلك بالخربة .
والخلاف الناشب بين الخليفة عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص حول وضع الاقباط , خصوصاً حينما سمح ابن العاص لهم بالبقاء في وظائف جباية الخراج وحساب الضرائب الي غيرها من الاوضاع التي لم توافق سياسة الخليفة فكتب الي والية يلومه قائلاً : ( كيف تعزهم وقد أذلهم الله ؟ )
وكان عمرو يريد استمرار عمل القبط في مصر في الزراعة والحرف و" يؤدون الجزية عن يد وهم صاغرون" مما يعود بالخير علي بيت مال المسلمين , دون أن يتقلدوا أية وظائف ادارية .
يسبب ( إنكسار خراج مصر وخرابها) , ولكن حسم ابن الخطاب دفع الي استمرار العمل في ظل تلك الظروف القاسية حيث كتب اليه يقول : ( اعمل فيه وعجل , أخرب الله مصر في عمران المدينة وصلاحها ).
وانتزاع مائة وعشرين الف قبطي من الارض لتسخيرهم في تلك الاعمال القاسية تحت وقع سنابك خيول الفرسان العرب ورماحهم , هو ذات ما اشار اليه النقيوسي بقوله : ( كان – عمرو- يسخرهم ليحملوا طعام أفراسهم , وارتكب آثاماً كثيرة لا تحصي ) .
وقوله : ( يضطرون المسيحيين ان يحملوا العلف للحيوان , ويطرونهم لحمل اللبن والعسل والفاكهة والكرات , وبأعمال أخري كثيرة . وهذا كلة كان مضافاً الي الطعام . هؤلاء كانوا يفعلون ذلك خوفاً دون توقف , ونهر أندريانس الذي انطمر منذ زمن طويل – هو نفسة قناة أمير المؤمنين – جعلهم يحفرونة ليجري به الماء من بابليون بمصر حتي البحر الاحمر وحملوا المصريين نيراً ظاثقل من نير فرعون ) .
وسم ايدي الرهبان بحلقة حديد فيها اسم الراهب وديرة وتاريخة , وكتب الي العمال بأن كل من وجد من النصاري وليس معه منشور يؤخذ منه عشرة دنانير . ويفيض ساويروس في ذكر تلك المسلخة العامة , من قطع الاطراف وضرب الاعناق , وهدم الكنائس وكسر الصلبان .
ويرصد المقريزي في كتابه " المواعظ والاعتبار بوصف الخطط والاثار" سلسلة ثورات القبط منذ عام 107 ه . والمقريزي هو أكثر المؤرخين العرب اهتماماً بوصف وضع القبط وطريقة حياتهم وتاريخهم وكنائسهم , وذكر ثوراتهم .

 

نص مخطوطة بحيرى أحد صانعي محمد وقرآنه
1- رؤيا مزعومة


(
ص6) بي إلى السماء ونورا عظيما يلتحف به وسمعت نغمات الملائكة وعتيق الأيام يسَبح له تسبيحا عظيما جدا لا يُخاطب ولا يُدرك ولا يُحصي أصوات التمجيد للثالوث الواحد الآب والأبن والروح القدس. قدوس. قدوس. الرب الصاباووت (الصباؤوت) وأبصرت أيضا الدنيا تنحل وتبطل. والسماء تنطوي مثل القرطاس وأبصرت أيضا القديسين فى الفردوس والخطاة ذاهبون إلى العذاب المؤبد وأبصرت أيضا تلاميذ ربنا يسوع المسيح فى درجة عظيمة لا أقدر أصفها ولا لساني بتخليص نعمتها وأبصرت أيضا يوحنا المعمدانى عظيم الشأن أعلا من جميع الأنبياء وأبصرت أيضا الشهداء دونهم مجتمعين بحسب مقامهم, داود النبى يُسبح بتهليل وكل الأنبياء يقرون بما كانوا يتولونه فى الدنيا بفرح وسرور, وأبصرت أيضا شجرة المعصية التى هى شجرة الموت, (ص7) وأبصرت أيضا شجرا عظيما كثيرا جدا وفيه نارا لا تطفي ودود لا ينام وعذاب لا يهدأ. وأناس أكثر من رمل البحر يضجون وأسنانهم تسحق مثل الرعد العظيم ويرتعدوا مثل الريح العاصف من شدة العذاب, فتنهدت وقلت ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه
هذا كله أبصرته بالروح لا بالجسد, فعند ذلك قال لى الملاك المتوكل بي: أذهب إلى موريقا, ملك الروم, وأكسر عصاك قدامه وقل له: هكذا مملكتك من بني إسماعيل,
فذهبت إلى موريقا ملك الروم وصنعت قدامه كما أمرني الملاك, فأجاب وقال: من أين قلت هذا ومتى رأيت هذه الرؤيا, فقلت له فى طور سيناء, موضع أخذ موسى الألواح من يد الله, فقال لي هو: أي شئ أبصرته هناك, فقلت له أبصرت حمار الوحش قد أقبل واتخذ عنز توطاه برجليه وخبرته بخبري, فلما سمع هذا تنهد (ص8) وقال لى أذهب بسلام
وأني خرجت من عنده ودخلت بلاد الايشازوبديت أنادي أنهم لا يسجدون لصلبان بل لصليب واحد فى كل كنيسة ويكون سجودكم له, فأنه صليب ربنا يسوع المخلص الذي به خلص العالم, كما أبصرت أنا فى طور سيناء صليب واحد قائم فى الدنيا كلها

 

وصول بحيرى وصداقته بالعرب

فلما سمعوا ذلك منى أساقفة الناحية طردوني من بلادهم فأتيت إلى هذه البرية, نحو بني إسماعيل, فأنست إليهم وأنسوا إلى وسألتهم وسألوني, فأويت إلي هذا الدير وعمرته وحفرت فيه بئر ماء عذب وصارت العرب تجئ وتستقي منه ويجلسون عندي فى كل الأوقات ويأنسوا بي واستأنس بهم ويقضون حوائجي وأقضي حوائجهم, وكل شئ كنت أأمرهم به يمتثلون له ولا يخالفونه
فأخذت أقول لهم أنتم ستملكون ملكا عظيما قويا سبع أسابيع وتتركون (ص9) هذه البرية كلها, وتسمونها قبله وتكون لكم دولة عظيمة منيعة جدا.

بحيري يتكلم عن النبي احمد

وبدأت أخبرهم بخبر أبوهم إسماعيل ووعد الله لإبراهيم فيه بأسفار الملوك والسلاطين وكثرة النسل, وخبر أمة هاجر وكيف لقاها الملاك فى الطريق ثلاث مرات وقال لها: لا تحزني سيكون من نسلك شعب جزيل يشد به ظهرك كثيرا, ثم خبرتهم بما قد رأيته وسيقيم الله رجل منهم كبير الحال وعزيز وملوك يخرجون من عصبه ويكثرون على الأرض جدا ويكون أسمه بحرمايسين, وتعبيره أحمد محمد ويكون ذكره فى أقطار الأرض كلها.

اللقاء الأول بين بحيرى ومحمد

وفى بعض الأيام كنت قائم أستقي من البئر بعد حديثي معهم بثلاثة أسابيع من الأيام, ألا وهم مقبلين إلىْ ومعهم حدث, شاب فصيح, شهم, سليط, متراس, ورأيته عاقلا أديبا ذهنا فهما فقلت فى ذاتي واستخرت ربي أن يكون هذا الرجل يترأس على بني (ص10) بني إسماعيل ويكون ملكا عليهم وتكون الدولة له لأنه شاب شبيه الرياسة, ثم قلت له أنت صاحب الملك والسلطان وأسمك هو المذكور فى أقطار الأرض وفى قبائل الشعوب, وخبرك منتشر فى جميع الدنيا, وكل من ذكر أسمك وعظمه فأنه قدم قربانا تقيا زكيا, ثم أشرت عليه بالانصراف مع أصحابه والرجوع إلى بعدْ حتى أعرفه وأوقفه على كلما يريد يعمله, فانصرف الغلام والذين كانوا معه وبقى معلق القلب بما خبرته به, فجلس عندي وسألني وقد أستخبر منى بعد عودته وقال لي إني سمعت من شيوخ حديثا لا أدري هو حق أم لا, فقلت له أي حديث سمعت, فقال لى أن قبائل العرب ملكوا الشام واستعبدوا الخلائق وصار فى قبضتهم ستين سنة وأنا أخاف أن تصير هذه المرة مثل الأولة فأرجع أنا وأصحابي متحيرين, فقلت يالعمري ما ترجع مخزيا بل تغلب وتنتصر وتملك ص11) سبع أسابيع منيعة, وتنزل أهل بيتك وجميع قومك عن السجود للأصنام, أي إلا الله وحده, فقال لي: فأنت لأي ري رب تعبد, فقلت له: الله الأزلي, خالق السموات والأرض وما بينهما, فقال لي: من هذا حتى نعرفه ونعترف به, فقلت له: الله الأزلي الحي الذى لا يموت, الثالوث المقدس, الآب والأبن والروح القدس, الإله الواحد الصاباؤت (وتعني رب القوات, وجاءت منها شيعة الصابئة) الخالق, الحي, الناطق بكلمته, المحيي بروحه, مثلث أقانيمه, واحد فى جوهره, قال لي هذا تقليد عظيم لم تضبطه عقول قومي ولا تفهمه, وأريد أن تقصر عني الكلام, فقلت له القصد والمعبود كلمة الله الخالقة الأزلية, الواحد فى الجوهر مع الآب وروح القدس, الممجد, الذي نزل من السماء وتجسد من روح القدس, ومن مريم العذراء وعمل الآيات وصعد إلى السموات
فقال لي: إن بشرت بهذا من كان قبلك فى الدنيا (ص12) الذى لا يشك فيهم ولا يرتاب بقولهم, فتم أمرهم وعظم شأنهم وعظم قولهم بتمام فعل المسيح فى الأرض, وأنت الآخر تصحح بحي المسيح وقيامته وصعوده إلى السماء فيكون قولك مصدقا عند الأمم والشعوب ما خلا اليهود الملاعين, وأنهم يكذبون ويقولون أنه لم يأتي بعد, لأن الذى أتي فصلبناه, وهم فى هذا كاذبون. وعند ذلك كثر غضبه على اليهود, ساعدني على بغضهم ومقتهم ولعنهم, ثم قال لي: إن تم لى هذا الأمر يا راهب مبارك, تمني على بكل ما تشتهيه, فإني أبلغك شأنك ما هم لك فى الدنيا لا مني ولا من جل ولا مناي إلا العناية بأمر النصارى فى أيام ملكك وملك قومك, لأنهم ضعفاء وفيهم رهبان ومساكين فقراه قد زهدوا الدنيا وبغضوها وما فيها من خيراتها ونعيمها وتخلوا عنها وإلي البراري والجبال وتوحدوا (ص13) بأنفسهم لطلب خلاصهم, فتحمل عنهم الأذى والتعقد من أصحابك على جماعتهم وتأمر أن لا يأخذوا منهم الجزية ولا خراج لأنهم بغضوا الدنيا, ولم يلتفتوا إليها, ولم يلتمسوا شئ منها, وتأمر أن لا يلحق أحد من النصاري ظلم ولا جور, فأنك إن حملت عنهم هذا ورجوت أن الله يزيد فى ملكك ويديم سلطانك, فقال له أنا أأمر قومي أن لا يأخذوا من راهب خراج ولا جزية وتقضي حوائجهم ويرفق بأحوالهم وأمرهم فى أمر جماعة النصارى, أن لا يتعدوا عليهم ولا يغيروا عليهم من رسومهم شي ونعمر كنائسهم ونرفع رؤوسهم ويتقدموا وينصفوا من ظلم أحد منهم فكنت خصمه ليوم القيامة,

بحيري يجعل من محمد نبيا

وقلت له أحسن الله جزائك وبارك لك فيما أعطاك, فقد قلت ما أنت من أهله, فقال لي قد بقي على واحدة, كيف يقبلني قومي بين قبيلتي عليهم ملكا, وأنا عندهم فقير وحقير, فقلت له (ص14) أدعي النبوة أولا, فهي تفتح لك الباب, لأنه قد تنبي أنبياء فقرا, حقرا, أدنياء مثل داود النبي, الذى لم يكن فى أخوته أحقر منه ولا أحد يكذبه ولا يخالفه, وكذلك أنت ليس أحد يكذبك ولا يخالفك إن قلت إني رسول الله وأرسلني إليكم, قال كيف يصدقوني وأنا ما أعرف كتابا, فقلت له أنا أعرفك بالليل وأنت عرفهم بالنهار, وقول لهم أن جبرائيل يخبرني, وأنا أعرفكم بما يعرفني, وقلت له على أنا أفيدك كل مسألة يسألونك عنها, من يعقوب وغيره, والقمك العلم والمسائل إن شئت من الكتب أو من المعقول أن شاء الله تعالي, فقال لي هو: ابتدئ واكتب لي شي وأتعلمه, فكتبت له: باسم اللاهوت الرحمان الرحيم, أعني بذلك الثالوث الواحد القدوس, لأن لا هو إلا الآب والنور الأزلي, والرحمان هو الابن الذى رحم الشعوب واشتراهم بدمه, الرحيم هو روح القدس الذى سبقت (ص15) رحمته على الكل, وسكن فى كل المؤمنين, وكتبت له بحكمة مفضلة كمال ذلك عزيز محتجب, وكتبت له أننا أنزلناه فى ليلة القدر وما أدرك ما ليلة القدر, خير من ألف شهر, نزلت الملائكة والروح فيها بإذن ربهم بسلام حتى مطلع الفجر, أعني بذلك الليلة المقدسة التى نزلت فيها الملائكة وبشروا الرعاة بميلاد السيد المخلص فى بيت لحم, وكتبت له أيضا صفة الله ومن أحسن من الله صفاء, أعني بذلك الصبغة المقدسة الذي أصطبغها السيد من يوحنا الصابغ فى نهر الأردن, وكتبت له أيضا مريم بنت يواقيم التى أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا, فصدقت بكلام ربها وكانت من الشاهدين, وكتبت له يا يسوع المسيح أنني متوفيك ورافعك إلى ومظهر كفر الذين كفروا بك إلى يوم القيامة, أعني بذلك موته عنا وصعوده إلى السماء وتعمده بالماء دون الذين كفروا به إلى يوم القيامة(ص 16مفقودة بالكامل) (ص 17) أحد, الله الصمد, لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد, وقلت له: قول لهم قد نزلت هذه الآية على وذلك من ...........عا.................وأسلم روح ناسوته, وكتبت له أيضا: ما صلبوه وما قتلوه, ولكن شبه لهم, أعني بذلك السيد المسيح لم يمت بجوهر اللاهوت, بل الصلب والقتل كان واقعا على ناسوته..................(ص18) مع جميع الشعب, شهادة الأقنومين للأقنوم باتفاق وحدانية الجوهر, واحد, أزلي, حي, ناطق,
وكتبت له: وقالت اليهود يد الله مغلولة, غللت أياديهم ولعنوا بما قالوا, أعني بذلك قول اليهود فى المسيح وهو على الصليب: خلص آخرين ولنفسه لا يقدر أن ...............وإذ قال يسوع المسيح للحواريين: نحن أنصار الله, فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة, فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم وأصبحوا ظاهرين, أعني بذلك أنه لما قال المسيح لتلاميذه: من يقول الناس إني أنا فقالوا أنت ...........وشكرهم....................(ص19) ذلك يوم قيامته من أرض الموتى, ثم آمنت به الخلايق ورفعهم واظهر ملكهم وسلطانهم على الذين كفروا به إلى يوم القيامة
واشيا لا تحصي كتبتها له أطلب بها الميل إلى الإيمان بالحق والشهادة بمجئ المسيح والشهادة بمجئ المسيح إلى العالم وتكذيب اليهود فيما يزعمونه على سيدنا يسوع المسيح.

 

بحيري يسن شريعة الصلاة والصوم لمحمد

فقال لي كيف ابتدئ أعمل بهم دينا وشريعة؟ فقلت له لابد لك أن تفرض عليهم فروضا تكون خفيفة وسهلة, فقال لى أصحابي بادية جفاه لم يعتادوا صوما ولا صلاة ولا شئ يتبعهم, فقلت ليس يتم لك أمر إلا أن تبتدي تاخدهم بالصوم والصلاة وتقيم لهم رسوما حتى يعلموا ويؤمنوا بنبى مرسل إليهم, تأمر وتنهي بشريعة معلومة, فقال لي أتري إن آمرتهم بالصوم وهم لا يطيقونه, كيف أعمل وليس بشهي لي إكراههم, فقلت له تقول لهم صوما من غدوه (ص20) إلى الليل وكلوا من الليل إلى غدوه, حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الأسود.
فقال لي إن أمرتهم بالصلاة وهم لا يطيقونها, فكيف أعمل؟ فقلت له تصفهم صفا ورائك, فإذا وقفوا صفوفا تتقدم أنت قدامهم, تصلي بهم, فإذا أنكست رأسك ينكسوا رؤوسهم, وإذا رفعت رأسك يرفعوا رؤوسهم, وإذا سجدت يسجدوا, وإذا قمت يقوموا, فهم يتعلموا ويعتادوا, وترسم لهم ثلاثة ركعات فى كل صلاة لئلا يضجروا فيهربوا, فى أول ما تتقدم تقوم للصلاة, تبسط يدك وتقيمها عند أذنيك, تحقيقا بالثالوث الواحد, وعند تمام ذلك, أعني صلاتك, تحول وجهك إلى يمينك وتقول السلام عليكم ورحمة الله, وتقول اللهم أنت السلام ومنك وأسألك السلام, أعني الأب والأبن والروح القدس, الإله الواحد, وقلت له ليس يتم لك صوم ولا صلاة إلا بالطهر والاغتسال بالماء الطاهر, فقال (ص21) لي, علمني إياه, فقلت له تجعل الإناء عن يمينك وتمسح بالماء على شعر رأسك وداخل أذنيك وداخل فمك, أردت بذلك مثال الثالوث
فقال لي وكم أفرض عليهم فى كل يوم صلاة مثلما النصارى يقرون, فقلت له افرض عليهم سبعة صلوات فى كل يوم مثلما النصاري يقرون, فقال لي وإن لم يطيقوا ولا يقدروا ولا يقبلوا منى مثل هذا كله, فقلت له, صير لهم الصلاة ثلاثة دفعات (مرات) ركوع, ولكن تكون سبع صلوات لسبعة أوقات يعرفوها, أولها قبل الصبح, يقال لها عندنا صلاة السحر, فسميها أنت صلاة الفجر, وثانيها أول ساعة فى النهار, فسميها أنت لهم الصبح, وثالث ساعة فى النهار, يقال لها عندنا الثالثة, فسميها أنت صلاة الضحى, وسادس ساعة من النهار, يقال لها عندنا السادسة, فسميها أنت صلاة الظهر, وتاسع ساعة من النهار, يقال لها عندنا التاسعة, فسميها لهم (ص22) صلاة العصر, وأثني عشر ساعة من النهار, يقال لها عندنا صلاة الغروب, فسميها لهم صلاة المغرب, وآخر النهار يقال لها عندنا صلاة النوم, فسميها لهم صلاة العشا, فقال لى أي موضع آمرهم يتحولون وجوههم غليه وقت الصلاة, فقت له يصلون إلى المشرق, لأن منه يشرق كل نور وكل صباح وكل كوكب, وتحته جنة عند الفردوس, الذى تجري من تحتها الأنهار, ثم أنه مضي ورجع إلىّ وقال لي: قد أمرتهم بالصلاة إلى الشرق, فقاموا علىّ وقالوا لي لم نطاوعك وندع قبلتنا الذي نعرفها نحن وآباؤنا من قبلنا ونصلي على غيرها, فقلت له قل لهم قد أمرني ربي أن تصلوا إلى بيت مكة وقلت له ايضا أنك تأمرهم بدق الناقوس لتعرف الناس المجئ إلى الصلاة, فقال لى ما هم معتادين إلى ذلك ولا يطاوعوني, لكن أنا أقيم لهم رجلا يدعيهم إلى الصلاة, وقال لي لم أفرض عليهم ( ص23) الشهر ليصوموا عليه ويعرفون, لأنهم ما يدرون متى أوله من آخره, فقلت له, قول لهم صوما على رويت (رؤية) الهلال وافطروا على رويته (رؤيته) حتى لا يحتاجوا إلى عدد ولا إلى حساب.

بحيري يكتب القرآن

وتؤكد عليهم فى أمر سيدنا يسوع المسيح ومجيئه وأنه روح الله وكلمته, وكتبت له: يا مريم, أن الله ليبشرك منه بكلمته المسيح فى الكتاب, ومجيئه وأنه روح الله ومجده من مريم العذراء, وأنها قامت بعد ولادتها عذراء ليكون شاهد للنصرانية بمجيئه إلى الأرض وإظهار الآيات العجيبة وأقامته من الأموات وصعوده إلى السموات, إذ كان له بذلك من الأنبياء والنبوات ومن الرسل البينات ومن العالم الشهادات, وتجديف اليهود بعدم مجيئه إلى العالم, وقولهم أنه ليس هو المسيح, وعلمت هذا الكلام عن هذا الغلام يشملك ملك عظيم, ويكون لك دولة منيعة, بما قد رأيت له من الرؤى فى طور سيناء (ص24) ونبيت له مجيء المسيح الحقيقي بلاهوته وناسوته وتوحيد أسمه واعتراف النصاري له بالربوبية الدائمة والذي يأتي بعده هو المسيخ الدجال يضل من يتبعه.

بحيري يكتب عن الجنة

ثم أن الغلام رجع إلىّ وقال لي: إن سألوني عن الجنة, فأي تنبيا أقول لهم, فقلت له: قول لهم أنه يعد لكم جنة تجري من تحتها الأنهار, وتكونوا فيها خالدين. فقال لي: إن سألوني عن هذه الأنهار التى فى الجنة, أي شئ أقوله لهم. فقلت له: قول لهم: أربعة أنهار تجري من الجنة, نهر من ماء, ونهر من خمر, ونهر من عسل, ونهر من لبن, لذة للشاربين, لأنهم أربعة أنهار التى تخرج من الجنة وتسقي العالم, وهم رسم ودلالة وتأويل عن المسيح بما سبقت الكتب به أنه يجري من بطنه أنهار ماء حي تسقي العالم, أي الأربعة أناجيل التى أسقت العالم بأسره وأهدتهم إلى الطريق المستقيمة.

بحيري يؤسس بعض أحكام الشريعة

فقال لى: قد عرفتني فأحسنت وفهمتني (ص25) فأجملت وبشرتني فأرشدت, علىّ أن أعلمهم ناموسا وأوضح لهم شريعة, وقد علمت ما وضعته لي فيما قبله, فاختصر الآن عليهم بما تقبله عقولهم, ويكون ذلك دينا يقتادون به ولا يحتاجوا فيه إلي فحص ولا إلى بحث. ولا يطيعوا ويرجعوا إلى عبادة الأصنام التي اعتادوا بها, واتخذوها آلهة. فقلت له: قل قول مختصر, إن الإيمان الصحيح أن يقولوا: لا إله إلا الله محمد رسول الله, فتكونوا مسلمين, إن الله قال: قد رضيت الإسلام لكم دينا, عنيت بذلك الإسلام هو إسلام المسيح, ليكون لهم مع الاسم الأول, وقلت لهم تحرموا لحم الخنزير, وتصير لهم عيدا من الجمعة إلى الجمعة, ليكون لهم شريعة معروفة, وإذا كان يوم الجمعة, فأمرهم أن يجتمعوا إليك فى المسجد, فى كل موضع, وتصلي بهم, وتوصيهم أن لا يتعدوا على أحد, ويفرحوا مثل النصاري فى كنائسهم يوم الأحد, ويعظموه لأنه يوم جليل, يوم خلاص العالم.

بحيري يُعد لإعلان القرآن

ثم غاب (ص26) عني ورجع إلىّ مهموم, فقال لي: إن قال لي قومي: نريد أن تبين لنا وتصحح إن كنت نبيا حقا, حتى نؤمن أنك أرسلت إلينا بالنبوة, لتحيدنا عن عبادة إلهنا. فقلت له: قول لهم؛ إن الله يرسل إلى كتابا من السماء, وقد أوعدني به إلى أسبوع يأتيني به رسول لا يتكلم, يبشرني كما بشر نوح فى السفينة مع رسول لا يتكلم, بانصراف الماء عن وجه الأرض, كذلك يأتيكم المهدي, بانصراف الضلالة عن قلوبكم, ويثبت الإيمان فى صدوركم بالوصايا, والأخبار والقصص ويشهد بالنبوة والرسالة, وكتبت له أيضا؛ محمد رسول الله, أرسل بالهدى ودين الحق ليظهر على الدين كله, وأيضا أنك رسول الله والله يشهد أنك رسوله, وكتبت له أن الله وملائكته يصلون على النبي "يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ", وأيضا " ما فرطنا فى كتابنا من شئ " وأشياء كثيرة عظيمة كتبتها له وأحكمتها.

رأي بحيرى فى أصحاب محمد وعشيرته

وإني أعلم ستعبر وتُنقض وتنقص وتزاد مرارا كثيرة, ويقوم قوم من (ص 27) أصحابه ويقاتلون عن الملك والدولة, ويُقتل منهم أناس, ويقع فيهم الخلف والعداوة, وبعد موته يكونون على وجل ومخافة من المقاتلة إلى انقضاء دولتهم وفناء ملكهم, ولم يزل بينهم العداوة والبغضة والذكر القبيح, ويقتلون بعضهم ولا يفنون إلا بالسيف.
ثم جاءني وقال لي: قد فعلت بما أمرتني به وأشرت عليهم ورضوا بما وعدتهم. فقلت له: قد كتبت لك كتابا محكما, فيه جميع ما يحتاج إليه من مسائل وقصص الأنبياء والصديقين, وحديث الشهداء وجميع الصالحين, ومواعظ حسنة وشهادات شته لتشهد لك بالنبوة والرسالة ودين الحق, وإني ما فرطت من الكتاب من شئ.

بحيري يواصل تأليف القرآن

وكتبت له أيضا " أننا أعطيناك الكوثر, فصلي لربك وأنحر, شأنك هو الأبتر" أعني بذلك تثليث الأقانيم, وتوحيد الربوبية, وذبح الفصح النقي بلا عيب.
وكتبت له أيضا " لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن " أردت بذلك؛ لا تخاطبوا أهل الإنجيل إلا بخطاب جميل, ولا يتهموا بكذب, بل يصدقوا.
وكتبت (ص28) له أيضا " الله نور السموات والأرض "
وكتبت له أيضا "تريدون أن تطبعون نور الله " أعني بذلك: أنه نور حي, ناطق, خالق.
وكتبت له أيضا " يا مريم, إن الله اصطفاك وطهرك على نساء العالمين "
وكتبت له أيضا " أيها الناس, إننا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعرفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم "
وكتبت له أيضا " قالت الأعراب؛ آمنا, قال لهم لم تؤمنوا ولم يدخل الإيمان فى قلوبكم, بل قولوا أسلمنا " عنيت بذلك أن الإيمان الصحيح هو الإيمان بالمسيح, والإسلام هو سلام تلاميذه................الفصح, وأمثال هذا كله كتبته له.
ثم قال لي: متى ترسل إلىّ الكتاب؟ فقلت له: ليس أرسل الكتاب مع إنسان, لئلا يتهم بسببه, وقد نبيت لهم ذلك على أن يُرسل مع رسول لا يتكلم. ولكن أنا أدع الكتاب على قرن بقرة الأيمن وأدعها تمر بين البقر ويكونوا كلهم جالسين على حديث النظر إليها وإذ أقبلت وسط البقر ورأيتها قد أقبلت بينهم, أنهض وقوم على قدميك وتلقاها برعب وخشية, وهم ينظرون إليك وخذا الكتاب من قرنها وقبله (ص29) واجعله على عينك وامسح به وجهك بين يديهم, وقول لهم: الحمد لله الذي أرسل إلينا الهدى لنهتدي.
وقد كتبت له أول الكتاب "يسبح الله ما فى السموات والأرض, الملك القدوس العزيز الحكيم, الذي هو بعثني بالأمس, رسول منهم, يتلون عليهم آياته ويعلمهم الكتاب والحكمة "
ويقول لهم قد بعث هذا الكتاب إليكم العزيز من السماء وحتى أنهم لا يسبحوا ولا يستوجبوا حمله ولا قبوله أحد من الناس, قبلته هذه البقرة السليمة الطاهرة, بلا دنس ولا عيب, كما أوعدنا قوله الحق, إني أبعثه مع رسولا لا يتكلم, وفعل الغلام كل ما أمرته به وسمي هذا الكتاب قرآنا لأنه كان مفرقا فاجتمع من كتب كثيرة.

بحيرى يخرج محمد من ورطة عدم صنع المعجزات

ثم أنه أتاني بعد هذا وهو يبكي, وقال لي: أنت الذي فعلت هذا الأمر يا راهب, فقلت له ما هو هذا, فقال لي: قالوا لي أصحابي وأبن عمي "كل نبي جاء بآيات من أحياء الميت وإظهار العجائب, وغير ذلك, وأنت لم تأتي بشئ من هذا, وليس نقبل منك نبوة لأنك لم تبين لنا برهانا" فقلت له: أنا أكفيك هذا الأمر أنشاء الله تعالى, وكتبت له (ص30) وما معني أنك ترسل بالآيات التى كذب بها الأولون.

محمد والنكاح

ثم بعد ذلك أتاني وقال لي: إن قومي عرب, وهم يحبون النكاح, فقلت له أيضا فى الكتاب حلال لهم رابع وخامس وسادس وسابع وثامن وتاسع وما زاد على ذلك كان لهم حلال, وما ملكته أياديهم من شراء مالهم من الإماء, وذلك انه كان اشتري جارية, وأراد أنه يعلم نساءه بهذه الآية أنها نزلت لتطيب نفوسهم بذلك عليه, وأن الله حلل له النكاح.

بحيرى والإسراء والمعراج

وعرفته ما كتب بالرؤيا وقت أن طلع بي الملاك إلى السماء, ووضعت له كل شئ حتى لم يبقى شئ إلا وعرفته إياه, وجعلته يقول لهم: إني راكب البراق إلي بيت المقدس, وانه سأله أن يعفوا عن ذنبها, وأشياء فى هذا الموضع من الخلف عليهم, اختصرته فى ذكرها كم جبرائيل وغيره.
فلما قال لأصحابه هذه المقالة كذبوه وقالوا له: ما نريد أن تصف لنا صفة السماء, أصف لنا صفة بيت المقدس وما فيها, فقال لهم: أمهلوني حتى أسأل ربي, فأجابوه إلى ما سألهم, وأتي إليّ وهو حزين, فقال (ص31) لي: عرفتهم وهم لم يقبلوا مني شئ مما قلت, وقد طلبوا مني صفة بيت المقدس, فقلت له: قول لهم: إني سألت ربي, فوعدني أنه يرسلها على جناح جبرائيل حتى أصفها لكم, وفعل كلما أمرته به, وكتبت له هذه الآية تأكيدا لقوله "سبحانه من أسرى بعبده ليلا من مسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله"

بحيري يحلل لمحمد زواجه من زوجة زيد

ثم أنه بعد أيام أتى إلىّ وقال لي إني دخلت إلي بيت أصحابي وهو زيد, فحصت به فخرجت إلى زوجته, فنظرت إليها وقد زال عنها العلم بذلك خوفا مني, وقد شغفت بها, فأحب أن تدبر لي هذا الأمر, لأنك قد كفيتني كل الأسباب, ولم يبق شئ إلا وقد دبرته لي, وبلغني أمرا عظيما عند أصحابي وغيرهم من العرب, فقلت له: أنا أكتب لك أنه حتى لا يكون عندهم عار, ونقول لهم نزلت هذه الآية مع جبريل.

بحيرى يتعمد عدم وضوح القرآن

وكتبت له أيضا أن الله يصلي عليه, ووضعت له كتابا ليس يشبه كتب الأنبياء, لأن ما جاء فيه شيئا من هذا, وكل كتاب جاء صاحبه فيه بتفسير إلا هذا, فأني كتبت له آية (ص32) وقلت له فى الكتاب " لا يعلم تفسيره إلا الحي والراسخون فى العلم "

خاتمة

واخيراً يتصور المرء نفسه يخاطب تيس عزازيل بالقول أهـ ياتيس عزازيل أن رأسك المليئة بالخطايا والاثام والذنوب والشرور اصبحت رأسآ لكل عربي ولكل مسلم يفكر بها في الشر ضد بني البشر من جميع الاديان ومن جميع الاجناس أهـ ياتيس عزازيل ويتصور ايضا قهقهات الشيطان الخارجة من راس تيس عزازيل وكانها تقول باستهزاء ....

وكانت اخر دعواهم ........................................

وكانت اخر فتواهم ان القتل ارضاءاً لرب المسلمين وانا ارسلناك رحمة ........................................

وانا ارسلناك نقمة للعالمين .

المراجع

  (1مخطوطة الراهب بحيرة وبعض المخطوطات الاخري ...
2
) ألفرد بتلر –فتح العرب لمصر عربه محمد فريد أبو حديد بك مكتبه مدبولى بالقاهره طبع بمصر 1933 ص226 / الكامل في التاربخ –ابن الأثير ص 451- 452 / المنتظم للجوزي ص 532-534
3
) بتلر ص 228 ـ 230 / الكامل ص 451- 452 / المنتظم ص 532-534
4
) سلسلة تاريخ الباباوات بطاركة الكرسى السكندرى (تاريخ البطاركة)  - صالح كامل نخلة ص 65 / بتلرـ ص234 / النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة –ابن تغري بردي ص2 / تاريخ اليعقوبي ص 164
5
) الكامل ص 451- 452 ، المنتظم للجوزي ص 532-534 / تاريخ الملوك- الطبري ص862
6)   المواعظ والاعتبار للمقريزي ص 231 / فتوح الشام للواقدي ص286-290
7
) بتلر ص254 -255
8
) بتلر ص258 / النجوم الزاهرة- يوسف بن تغري بردي ص 2
9
) بتلر ص 256 / الكامل ص 451 / المنتظم ص 532-534
10
) بتلر ص263 ، الكامل ص 451- 452 ، المنتظم للجوزي ص 532-534 ، الطبري ص863-864
11
) بتلر ص264، المواعظ 312 ، كتاب تاريخ الامه القبطيه وكنيستها تاليف أ. ل بتشر طبعة 1900

تمت الرواية ...

18 مسري        24 اغسطس 2008

الصفحة الرئيسية