ما هو الله ؟

كيف يتكلم الكتاب المقدس عن الله ؟

كيف نحصل على إدراك الوجود ، وبأي معنى ننسب الوجود إلى الله؟

ماذا يراد بقولنا " صفات الله" ؟

مما يجب الاحتراس منه، في بيان النسبة بين صفات الله وجوهره؟

ما هي طرق معرفتنا صفات اللاهوت ، وكيف تقسم صفاته تعالى بالنسبة إلى تلك الطرق؟

 

ما هو الله ؟

لا يقدر مخلوق أن يعرف الله كما هو ، وإنما يمكننا أن نعرفه بما يميزه عن كل ما سواه . فالله روح غير محدود في ذاته ومن ذاته في وجوده ، ومجده وغبطته ، وكماله كاف للكل ، سرمدي غير متغير ، غير مدرك ، حاضر في كل مكان ، قادر على كل شئ ، عالم بكل شئ ، حكيم قدوس ، عادل ، رحيم ، رؤوف ، بطئ الغضب ، وكثير الاحسان والوفاء " وقد لخص هذا الجواب في كتاب التعليم المسيحي المختصر ، والمسمى في العربية " أصول الإيمان " بما يأتي : " الله روح غير محدود ، سرمدي غير متغير في وجوده وحكمته ، وقدرته وقداسته ، وعدله وجودته وحقه "

كيف يتكلم الكتاب المقدس عن الله ؟

الكتاب المقدس ، كثيراً ما يتكلم عن الله ، مستخدماً كنايات وتشبيهات ، وإستعارات مأخوذة من لغة البشر وثقافاتهم ، في ما يخص طبيعة الإنسان وأعماله ، كقوله : وجه الله ، وعيني الله ، وذراع الله " . والأقوال التي تنسب إلى الله كـ الندامة ، والحزن ، والغيرة ، وما أشبهها

كيف نحصل على إدراك الوجود ، وبأي معنى ننسب الوجود إلى الله؟

بقولنا أن الله ، أكمل الكائنات ، ننسب إليه الوجود الحقيقي ، تمييزاً عن الوهمي ، وعن إعتباره بمنزلة قوة مجردة عن الذاتية . ونحن ندرك وجودنا بالوجدان ، أي علم النفس بذاتها ، وأفعالها ، إذ ننسب إلى ذواتنا أفكاراً وتصورات ، وإرادة . وهذا يلزمنا أن نتيقن وجود جوهر تصدر عنه هذه الأفكار والمشاعر فيعلم الإنسان وجوده ـ لأنه يفتكر ويحس ، لإمتناع الإدراك بلا مدرك كإمتناع الحركة بدون متحرك . والله واجب الوجود ، أي هو سرمدي غير متغير ، وهو مركز الفضائل الرحمانية ، ومصدر الأفعال الإلهية ، غير أن بسط الكلام في هذا الجوهر متعذر لعدم إدراكنا الجوهر مجرداً عن صفاته ، وفي شرح الجوهر الإلهي نصل إلى نهاية ما نقدر عليه بقولنا أنه روح ، فإذا هو منزه عن كل ما تتصف به الهيولي ، أي المادة . وهو في ذاته وفي صفاته غير محدود سرمدي غير متغير . ووجود جوهر إلهي غير محدود سرمدي غير متغير يستلزم أنه كان قبل وجود العالم ، وأن لجوهر اللاهوت وجوداً غير متعلق بوجود المخلوقات

ماذا يراد بقولنا " صفات الله" ؟

أن للجوهر الإلهي غير المحدود السرمدي ، غير المتغير ، صفات خاصة به معلنة في الطبيعة والكتاب المقدس ، ومعرفته تعالى بدون تلك الصفات والفضائل الإلهية مستحيلة ، لأنها ضرورية لطبيعة اللاهوت ، فبدونها لا يكون الله . وهذه الصفات ظاهرة في الكتاب المقدس ، وفي أعمال الله وعنايته ، ولا سيما في عمل الفداء ، ولا يمكن إنفصالها عن جوهر اللاهوت ، فإذا قلنا معرفة الله ، نعني أن جوهر اللاهوت عارف بكل أمر ، وإذا قلنا محبة الله ، نعني أن جوهر اللاهوت محب . ولذلك صفات الله هي أزلية سرمدية ، غير متغيرة كالله ذاته 

مما يجب الاحتراس منه، في بيان النسبة بين صفات الله وجوهره؟

يجب أن نحذر في إظهار النسبة بين صفات الله وجوهره ، وبين نسبة صفاته بعضها إلى بعض من غلطتين وهما : التعبير عن الله كأنه كائن مركب من أجزاء مختلفة ، وجعل كل الصفات صفة واحدة

ما هي طرق معرفتنا صفات اللاهوت ، وكيف تقسم صفاته تعالى بالنسبة إلى تلك الطرق؟

لقد قسم البعض صفات الله ، بالنظر إلى الطريقة التي بها نحصل على معرفتها ، لأننا نحصل على معرفتها

بأن ننسب إليه كعلة العلل ، كل فضيلة ظاهرة في أعماله

1

بأن نعتقد أنه لا يلم به شئ مما في خلائقه من النقصان والضعف

2

بأن ننسب إليه ، إلى ما لا نهاية له ، كل الفضائل المختصة بكائن في غاية الكمال

3

فالصفات التي نعرفها بالطريقة الأولى هي القسم الأول من صفات الله ، وما نعرفه بالطريقة الثانية هو القسم الثاني .. وهكذا الثالث. وعلى هذه الكيفية انقسمت صفات الله عند البعض

وجعل غيرهم صفات الله ، قسمين ، وعبروا عنهما بالصفات السلبية والإيجابية . فالإيجابية ، ما نسب إليه من الفضائل ، كالقوة والمعرفة والقداسة والعدل والجودة والحق . والسلبية ، ما بنيت على نفي ما لا يليق بشأنه تعالى ، كنفي أنه مركب من أجزاء ، أو أنه حادث أو متحيز ، أي إنسان محدود في الزمان والمكان . وذلك بمعنى أنه جوهر بسيط أزلي سرمدي ( غير محدود في الزمان ) ومالئ الكون ( غير محدود في المكان)

وقسم غيرهم صفات الله باعتبار نوعها إلى ذاتية وأدبية . ومن الصفات الذاتية ، أزليته وعلمه ومشيئته وقوته ، وكونه غير محدود . ومن الصفات الأدبية ، العدل والرحمة والقداسة والحق . وأما هذا التمييز ، وإن كان صحيحاً في ذاته ، فهو غير واضح بإستعمال لفظي ذاتية وأدبية ، لأن صفاته الأدبية هي ذاتية أيضاً

وقسم غيرهم صفات الله إلى مشتركة وغير مشتركة . فالمشتركة هي ما وجد في الطبيعة البشرية ( وإن كانت محدودة فيها ) مثل القوة والمعرفة والمشيئة والحق والجودة . وغير المشتركة هي ما لم يوجد نظيرها في البشر مطلقاً ، مثل أزليته ، وكونه غير محدود وغير متغير

أول الصفحة

أرغب في توجيه سؤال لكم

صفحات أخرى ذات صلة بالموضوع

هل حقاً أتى الله تعالى في جسم بشر؟

هل يوجد إله؟

ما هو أصل الاعتقاد بوجود الله؟

ما المراد بوحدانية الله؟

 الرجوع إلى قائمة " ركن الأسئلة المشهورة