البابا شنودة الثالث

سنوات مع أسئلة الناس الجزء الرابع

أسئلة عقائدية وطقسية

So Many Years With

The Problems Of People

Vol. 4 Dogmatic and Ritual Problems

By H.H. Pope Shenouda lll

 مقدمة الكتاب

1 - الارواح وعملها

2 هل الارواح تعرف

3 الله لم  يره احد

4 كيف تبصر الارواح ارواحا

5 اكليل البر

6 من هم السارافيم

7 متبررين مجاناً بالنعمة

8 حول الديانة اليهودية

9- الصلاة على الراقدين

10- هل توجد ابدية للاشرار وللشيطان

11- هل يحتاج الله فى الخلق وفى الخلاص

12- علاقة الرسل بالروح القدس

13- كيف اميز النبذات

14- حول لاهوت المسيح

15- هل توجد حياة على الكواكب

16- الرد على السؤال باية

17- أسئلة حول الروح القدس

18- هل الروح القدس هو الملاك جبرائيل ؟

19- لماذا سبعة أسرار ؟

20- الأسرار وجميع الناس

21- هل مع الإيجاز يتم السر ؟

22- وقت التحول فى سر الافخارستيا

23- حول صلاة القنديل فى البيوت

24- عدد السموات

25- هل الشيطان يستطيع دخول الكنيسة

26- الصوم وأكل السمك

27- الصعود والجاذبية الأرضية

28- لماذا الصليب ؟

29- عدل الله ورحمته

30- حول اعادة المعمودية

31- هل هناك مكان ثالث للسجود ؟

32- هل الشيطان أطلق من سجنه واقترب اليوم الأخير ؟

33- من هم السبتيون الأدفنتست ؟

34- هل أبطل البخور فى العهد الجديد ؟

35- الشموع فى الكنيسة

36- عن يمين الآب

37- التكفير عن الخطايا

38- موعد عمل الميرون

39- الميرون بين الدير والبطريركية

40- ماهو الغاليلاون

41- أين يوضع قربان الحمل ؟

42- متى يوزع القربان العادى ؟

43- الشماس وتوزيع لقمة البركة

44- الشمامسة والتناول

45- هل يمكن للشماس أن يناول الكأس ؟

46- زفة الشماس المتنيح

47- الوعظ فى وقت التناول

48- أحد الرفاع والزواج

49- لماذا لا تدخل المرأة إلى الهيكل ؟

50- حول المرأة الطامث

51- لماذا نطوب العذراء ؟

52- حول كرامة جسد العذراء

53- هل العذراء باب الحياة ؟

54- أنت الكرمة الحقانية

55- العذراء سور

56- هل العذراء عروس؟

57- هل العذراء أخت لنا؟

58- هل كانت العذراء تعرف؟

59- هل للسيد المسيح أخوة بالجسد ؟

60- قرابة مريم لأليصابات

 مقدمة الكتاب

نتابع معك ايها القارئ العزيز نشر مجموعة من الأسئلة التى وصلت إلينا ، سواء فى الاجتماع الاسبوعى يوم الاربعاء ( الجمعة سابقاً ) ، أو الأسئلة التى أرسلها طلبة الاكليريكية أثناء محاضراتنا عليهم مساء كل يوم ثلاثاء فى سنواتهم الدراسية . هذا الجزء الرابع الذى بين يديك من مجموعة ( سنوات مع أسئلة الناس ) خاص بالأسئلة  اللاهوتية والعقائدية والطقسية :

إنه يشمل الإجابة على 60 سؤالاً موزعة كالآتى :

أ 37 سؤالاً عقائدياً ولاهوتياً إلى ص 61 .

ب 12 سؤالاً طقسياً إلى ص 74.

ج عشرة أسئلة أثارها ( الأخوة البلاميس ) حول السيدة العذراء .

( من السؤال 51إلى 60- من ص 75- إلى ص 94 )

وقد كان الجزء الاول من هذه المجموعة ، يجول حول أسئلة خاصة بالكتاب المقدس ( 40سؤالاً ) ، بينما كان الجزء الثانى يدور حول أسئلة لا هوتية وعقائدية ( 35 سؤالاً ) ، أما الجزء الثالث فقد أختص بالأجابة على أسئلة روحية وأسئلة عامة ( 44سؤالآ ) . وفى هذا الجزء نجيب على 60 سؤالاً

وبهذا تكون الأسئلة التى أجبنا علينا فى هذه الأجزاء الأربعة من مجموعة ( سنوات مع أسئلة الناس ) عبارة عن 179سؤالاً .

وقد حاولنا أن تكون الإجابات موجزة ومركزة بقدر الإمكان ، ومؤيدة بنصوص من آيات الكتاب المقدس .

والى اللقاء فى الجزء الخامس إن شاء الله .

أبريل 1990م .

البابا شنودة الثالث

 1

الأرواح وعملها

سؤال

هل توجد أرواح تعمل فى هذا الكون ؟ وماهى ؟

جواب

الأرواح المخلوقة على نوعين أرواح الملائكة ، وأرواح البشر . والملائكة نوعان :

الملائكة الأخيار ، والملائكة الأشرار أى الشياطين . ولا شك أن هؤلاء وأولئك يعملون فى الكون . فالملائكة قيل عنهم " أليسوا جميعاً أرواحاً خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص " (عب1 : 14 ) . وقيل أيضاً " ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم " .

وأرواح الشياطين تعمل لافساد الناس روحياً ، بشرط استسلام إرادتهم وتصرع بعض البشر . من هنا اعطى الرب رسله وقديسيه موهبة اخراج الشياطين ( متى 10 : 1،8 ) (مر 16 : 17 ) .

أما عن أرواح البشر فالأشرار منهم محبوسون فى الجحيم ، والأبرار قد يكلف الله بعضهم بتقديم معونات لاخواتهم على الأرض ، وقد يظهرون لهم . كما يحدث بالنسبة للعذراء ومارجرجس .   

2

هل الأرواح تعرف؟

سؤال

هل تعرف الأرواح بعضها البعض ، وهى فى مكان الانتظار ؟

جواب

نعم ، لاشك أنها تعرف . وعندنا مثال واضح هو قصة الغنى ولعازر المسكين ، إذ يقول الكتاب بعد نوتهما عن الغنى : " فرفع عينيه فى الهاوية ورأى ابراهيم من بعيد ، ولعازر فى حضنه فنادى وقال : ياأبى ابراهيم ارحمنى " ( لو 16 : 23 ) . وهنا نرى الغنى قد عرف أن هذا لعازر ، وأن هذا ابراهيم ، ونرى أبانا ابراهيم أيضاً يعرف أن واحداً منهما قد استوفى خيراته على الأرض ، والآخر قد استوفى البلايا وواضح من هذا أن معرفة الروح قد امتدت إلى من سبق لها رؤيتهم ، وأيضاً إلى من لم يسبق لها رؤيتهم . فالغنى لم يتعرف فقط على لعازر الذى رآه بعينيه فى العالم وهو حى ، وإنما عرف أيضاً أبانا ابراهيم الذى لم تسبق له معرفته أو رؤيته . وكذلك معرفة أبينا ابراهيم للاثنين .

إن معرفة الأرواح تتسع كثيراً بعد انفصالها عن الجسد .

وهكذا نجد معلمنا القديس بولس الرسول يقول " إننا ننظر الآن فى مرآة ، فى لغز، لكن حينئذ وجهاً لوجه . الآن أعرف بعض المعرفة ، لكن حينئذ سأعرف كما عرفت " ( 1كو13: 12 ) . 

3

الله لم يره أحد

سؤال

مامعنى الآية التى تقول " الله لم يره أحد قط " ( يو1 : 18 ) ألم يظهر الله لكثير من الأنبياء ويكلمهم ؟

جواب

المقصود بعبارة ( لم يره أحد قط ) اللاهوت . لأن اللاهوت لايرى . والله  - من حيث لاهوته لايمكن رؤيته بعيوننا المادية التى لاترى سوى الماديات ، والله روح لذلك فإن الله ، عندما أردنا أن نراه ، ظهر فى هيئة مرئية ، فى صورة إنسان ، فى هيئة ملاك . وأخيراً ظهر فى الجسد ، فرأيناه فى إبنه يسوع المسيح ، الذى قال " من رآنى فقد رأى الآب " . ولهذا فإن يوحنا الإنجيلى ، بعد أن قال " الله لم يره أحد قط " استطرد بعدها " الإبن الوحيد الذى فى حضن الآب هو خير " ( أى قدم خبراً عن الله ) . كل الذين يصورون الآب فى شكل مرئى ، إنما يخطئون ، وترد عليهم هذه الآية بالذات كالذين يصورون الآب فى أيقونة للعماد ، يقول " هذا هو إبنى الحبيب الذى به سررت " بينما الآب لم يره أحد قط . طالما نحن فى هذا الجسد المادى ، فإنه ضبابة يمنع رؤية الله ، إننا " ننظر كما فى مرآه " كما يقول بولس الرسول " أما فى الأبدية ، عندما يخلع الجسد المادى ، ونلبس جسداً روحانياً نورانياً ، يرى ما لم تره عين " فحينئذ سنرى الله .   

4

وكيف تبصر الأرواح أرواحاً ؟

سؤال

كيف تبصر الروح روحاً ؟ هل الروح لها شكل ؟

جواب

هناك بصيرة روحية ، تبصر بها الروح فى غير حدود الجسد وشكله ، كما تبصر الله بالروح بلا شكل ، برؤية لا يعبرعنها " طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله " ( متى 5 ) ، أو كما قال أيوب لله " والأن رأتك عينى " (أى 42 : 5 ) . القديس الأنبا أنطونيوس رأى روح الآنبا آمون تزفها الملائكة إلى السماء ، وقال ذلك لتلاميذه . فما الذى رأه ؟ والغنى رأى أبانا ابراهيم ولعازر ، فما الذى رأه ، وبأى شكل رآهما ؟ هل بنفس الطريقة التى رأى بها القديس أنطونيوس روح الأنبا آمون ؟ أترى الروح يمكن أن تأخذ شكل الجسد ، ولكن بغير مادية وبغير هيولانية ؟ إن ملائكة الرب حالة حول خائفيه وتنجيهم ، ولكننا لا نرى الملائكة بالعين الجسدية المادية لأنهم أرواح ، يمكن أن نراهم بالروح . والقديس يوحنا الحبيب فى رؤياه ، حينما كان " فى الروح فى يوم الرب " (رؤ1 : 10 ) رأى ملاكاً أرشده ، ورأى ملائكة فما الذى رأه ؟ هل رؤيا روحية فوق مستوى الشكل ؟ أم كان للملائكة أيضاً شكل ؟ هناك ملائكة اتخذوا اشكالاً معينة ظهروا بها . مثل ملائكة القيامة مثلاً : فمرة ظهر ملا كان كأنهما " رجلان بثياب براقة " ( لو24 : 4 ) . ومرة ظهر ملاك الرب " وكان منظره كالبرق ، ولباسه أبيض كالثلج " ( متى 28 : 3 ) . وأمام كل هذا وقف القديس أغسطينوس أمام سؤال خطير : هل الروح لها شكل ؟ أم أنها تتخذ شكلاً ؟

وأجاب القديس أوغسطينوس فى صراحة : أنا لا أعرف . ومع ذلك نسمع عن الكاروبيم والسارافيم أن لكل واحد منها ستة اجنحة . فبجناحين يغطون وجوههم ، وبجناحين يغطون أرجلهم ، ويطيرون باثنين فهل كل هذه رموز ودلالات ؟ أم فعلاً لهم هذا الشكل ، يتميزون بها ، ولكن فى غير مادية ؟ طبعاً بالنسبة إلى عيون الجسد ، لاترى الروح إطلاقاً إلا إذا اتخذت شكلاً كظهور الملائكة . ولكن الأرواح ترى الأرواح . وغالباً تراها بشكل معين . أقول هذا كرأى خاص ويبقى السؤال الذى قدمه أوغسطينوس ، ، ويبقى جوابه . أما فى القيامة ، فستقوم الأجساد ، ، وتتحد بالأرواح ، وطبعاً سيكون لهذه الأجساد اشكال ، نفس الأشكال التى كانت لها من قبل ، ولكنها ستكون نورانية روحانية (1كو15) وبلا عيوب هل نفهم من هذا أن الروح يكون لها نفس شكل الجسد ؟ أولا يكون لها شكل ، ولكنها تأخذ شكل الجسد ؟! هناك أمور لم يشرحها الكتاب ، وهى متروكة للاجتهاد والاستنتاج .

أميل إلى أن الأرواح لها شكل ، وبه تستطيع أن تتعرف على بعضها البعض . وبهذه الأشكال تتمايز . ومع وجود الشكل ، تظل فى روحانيتها ، بعيدة عن الهيولانية والمادية

5

إكليل البر

سؤال

إذا كان آدم وحواء قد سقطا وهما فى الفردوس ، فهل هناك إحتمال لسقوط أحدنا فى العالم الآخر ؟

جواب

طبعاً لا فالطبيعة التى سنقوم بها من الموت ، ستكون أفضل من طبيعة آدم وحواء من كل ناحية . فمن جهة الجسد ، سنقوم بجسد غير مادى ، جسد روحانى ، نورانى ، ممجد ، وقوى ، وغير معرض للفساد ، وعلى شبه جسد المجد الذى قام به المسيح ( فى3 : 21 ) . هكذا قال معلمنا بولس الرسول . وقال أيضاً " وكما لبسنا صورة الترابى ، سنلبس أيضاً صورة السماوى"(1كو15 : 43- 49 ) . هذا الجسد لا يخطئ ، لأن الخطية فساد فى الطبيعة ، وقد قال الرسول " نزرع فى فساد ، ونقوم بغير فساد " (1كو15) . ولن تكون هناك خطية فى العالم الآخر . فقد قيل عن أورشليم السمائية إنه " لن يدخلها شئ دنس " ( رؤ21 : 7 ) .. هنا على الارض لنا إرادة يمكن أن تمل نحو الخير أو الشر . أما فى الملكوت فلا تميل الإرادة إلا إلى الخير . لأن إرادتنا ستتقدس حينما نلبس إكليل البر .. وعن هذا الإكليل ، قال القديس الرسول " وأخيراً وضع لى إكليل البر ، الذى يهبه لى فى ذلك اليوم الرب الديان العادل . وليس لى فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضاً " (2تى4 : 8) .

فما معنى إكليل البر هذا ؟

معناه أن طبيعتنا تتكلل بالبر ، ويصبح البر طبيعة لها ، بحيث لا تخطئ فيما بعد . مثال ذلك الملائكة الأبرار ، الذين نجحوا فى اختيار الإدارة ، ولم ينزلقوا مع الشيطان ، فتكللوا بالبر ، واصبح ليس لإرادتهم أن يخطئ . إننا حالياً نسئ استخدام الحرية الموهوبة لنا من الله ، ويمكن بحريتنا أن نشتهى الخطأ ونفعله . أما فى الأبدية ، فسوف لا تكون لنا شهوة سوى إلى الله وحده ، فلا نخطئ . بل سوف تزول من أذهاننا أيضاً معرفة الشر كلية . ونتمتع بالبساطة الكاملة والنقاوة الكاملة ، ونكون " كملائكة الله فى السماء " حالياً نعرف الخير والشر . هناك سنعرف الخير فقط. سنعرف الخير فقط . ونحبه ، ونحياه ، وتتنقى ذاكرتنا تماماً من كل معرفة سابقة خاصة بالشر ، ونتكلل بالبر

6

من هم السارافيم ؟

سؤال

من هم السارافيم ؟ وما عملهم ؟

جواب

كلمة السارافيم إسم ، جمع ، مفرده ، يدل على جماله من الملائكة ، لكل منهم ستة أجنحة ، بجناحين يغطون وجوههم ، وبإثنين يغطون أرجلهم ، ويطيرون بإثنين . وقد ورد الحديث عن السارافيم فى موضوع واحد من الكتاب المقدس هو (أش6) حيث رآهم اشعياء النبى حول عرش الله ، وهم يسبحونه قائلين " قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت ( الجنود ) ، مجده ملء كل الأرض " . عمل السارافيم هو التسبيح . ومع ذلك لما سمعوا اشعياء يقول ويل لى إنى هلكت ، لأنى إنسان نجس الشفتين " ، طار واحد من السارافيم ، وبيده جمرة قد أخذها بملقط من على المذبح ، ومس بها فم اشعياء وقال " إن هذه قد مست شفتيك ، فانتزع إثمك ، وكفر عن خطيئتك " . لم يرد فى الكتاب أن واحداً من السارافيم قد سقط فمعنى كلمة سارافيم ( المحرقون ) أو المتقدون بالنار . وواضح من إسمهم إنهم يرمزون للحب الإلهى . والمحبة لاتسقط أبداً .

7

متبررين مجاناً بالنعمة

سؤال

مادام الكتاب يقول " متبررين مجاناً بالنعمة " ( رو3 : 24 ) ، إذن فهو خلاص مجانى . لماذا إذن نربطه بالمعمودية وهى عمل ؟!

جواب

عبارة " متبررين مجاناً " تعنى أننا لا ندفع ثمناً لهذا التبرير . ذلك لأن " أجرة الخطية هى موت " ( رو6 : 23 ) ، كما ورد فى نفس الرسالة إلى رومية وهذا الثمن دفعه المسيح بموته ، بسفك دمه على الصليب . ونحن نتبرر بدون دفع هذا الثمن ، أى مجاناً . أما المعمودية فهى ليست الثمن ، إنما الوسيلة . مثال ذلك حينما يقول الأخوة البروتستانت إننا نخلص بالإيمان . فالإيمان هو الوسيلة ، وليس هو الثمن . لأن هو دم المسيح وليس غير ، كما يقول الكتاب " بدون سفك دم لا تحصل مغفرة " ( عب9 : 22 ) . وقد جمع السيد المسيح هاتين الوسيلتين معاً ، الإيمان والمعمودية فى قوله : " من آمن واعتمد خلص " ( مر 16 : 16 ) . لسنا نحن إذن الذين نربط الخلاص بالمعمودية ، إنما السيد المسيح نفسه ، وأيضاً رسله القديسون مثلماً قال القديس بطرس الرسول عن فلك نوح " نوح فيه خلص قليلون ، أى ثمانى أنفس بالماء ، الذى مثاله يخلصنا نحن الآن أى المعمودية " ( 1بط3 : 20 ، 21 ) . وكذلك قال القديس بولس الرسول أيضاً " .. بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس " (تى 3 : 5 ) . ولعلك تحتج وتقول : وهل إذا لم أعتمد أهلك ، والمسيح قد مات من أجلى ؟! نعم إن المسيح قد مات من أجلك . ولكن ينبغى أن تسلك فى الوسيلة التى وضعها السيد المسيح نفسه لخلاصك . الوسيلة التى تنال بها الخلاص الذى قدمه لك المسيح مجاناً فعلى الرغم من دم المسيح ، هل يمكن أن تخلص مثلاً بدون توبة ؟

دم المسيح موجود وكاف للخلاص . ولكن موجود أيضاً قول السيد المسيح " إن لم تتوبوا ، فجمعكم كذلك تهلكون " ( لو13 : 3،5 ) . والتوبة ليست ثمناً للخلاص ، إنما هى وسيلة ضرورية لازمة تبرربها مجاناً بدم المسيح . والمعمودية هى أيضاً وسيلة ضرورية لازمة تتبرربها مجاناً بدم المسيح . والسيد المسيح نفسه قد قال " إن كان أحد لا يولد من الماء والروح ، لايقدر أن بدحل ملكوت الله " ( يو3 : 5 ) . والإيمان أيضاً وسيلة ضرورية ولازمة لنوال التبرير المجانى الذى تم بدم المسيح

إذن ينبغى أن نفرق بين الثمن والوسيلة . ثمن التبرير هو دم المسيح وحده . والوسائل الضرورية اللازمة هى الايمان والمعمودية والتوبة .

وقد ربط القديس بطرس الرسول بين هذه الوسائط الثلاث فى يوم الخميس بعد أن آمن اليهود ونخسوا فى قلوبهم ، وسألوا ماذا نعمل ؟ فأجابهم الرسول القديس :

"توبوا ، وليعتمد كل واحد منكم على إسم يسوع المسيح لغفران الخطايا ، فتقبلوا عطية الروح القديس " (أع2 :38) . أمامنا هنا الثلاث وسائط : إيمان على إسم يسوعالمسيح وتوبة ، ومعمودية كلها وسائط ، والثمن الوحيد للتبرير هو دم المسيح ، وقد دفعه المسيح وحده لأجلنا . ونحن ننال هذا التبرير مجاناً ، لأننا لم ندفع ثمنه ، أى الدم . ننال بالإيمان والتوبة : الثلاث وسائط معاً كلها وسائط ، الثمن الوحيد للتبرير هو دم المسيح . ثم ندخل فى العمل البار ، الذى هو ثمر للإيمان وثمر للتوبة ، وثمر لعمل الروح القدس فينا الذى نلناه بسر الميرون ، وثمر للتجديد وللبنوة اللذين نلناهما فى المعمودية ويقول القديس يوحنا الرسول عن هذا البر :

" إن علمتهم أنه بار هو ، فاعلموا أن كل من يفعل البر هو مولود منه " (1يو2 : 29 ) . إن السيد المسيح قد دفع ثمنهاً لتبريرك هو دمه . وقدم لك هذا التبرير مجاناً أى بدون دفع الثمن مرة أخرى وبقى عليك أن تسلك فى الوسائط التى حددها الرب نفسه

ولتفسير ذلك ، أقول لك مثلاً :

لنفرض أن معك شيكاً بمبلغ كبير جداً من المال ، حصلت عليه مجاناً نتيجة لميراث مثلاً ، غير أنك لم تذهب إلى البنك لتقبض قيمة هذا الشيك ، ستظل طبعاً بدون هذا المبلغ ، مع أنه موجود لصالحك . ولكنك لم تسلك فى الوسيلة نقولها مرة ثالثة : إن الثمن الوحيد للتبرير هو دم المسيح لاغير . ونحن ننال هذا التبرير مجاناً عن طريق الإيمان والمعمودية والتوبة .  

8

حول الديانة اليهودية

سؤال

يقول البعض إن اليهودية ديانة مادية عالمية . فما رأيكم فى هذا التعبير ؟ وهل المسيحية صححت مادية اليهودية ؟

جواب

مادامت اليهودية ديانة سماوية ، فلا يمكن أن نصفها بأنها مادية . ومادامت عقائد اليهودية موحى بها من الله فى كتاب مقدس هو التوارة ، فلا يمكن أن نصف وصايا الله بأنها مادية ، وإلا كان ذلك اتهاماً موحهاً لله ذاته تبارك إسمه . وكذلك فى هذا الأمر إتهام إلى موسى النبى العظيم أول من قدم للبشرية إلهية مكتوبة . هل كان يقود الناس إلى المادية ؟! إن السمو الموجود فى تعاليم اليهودية ، يمكن أن تكون مجالاً لتأليف كتب كثيرة ، ونستطيع أن نقدم أجزاء منه فيما بعد . كذلك لا ننسى أن كثيراً مما ورد فى اسفار العهد القديم لا يمكن فهمه إلا بمعرفة رموزه . إن بعض الذين ينتقدون تعاليم اليهودية ، لم يفهموها بعد . وصف اليهودية اليهود بالمادية شئ ، ووصف الديانة اليهودية بالمادية شئ آخر له خطورته . فاليهود بشر ، يمكن أن يخطئوا وأن ينحرفوا ، كأى بشر . أما الديانة فهى من الله : ما يمسها يمس الله واضعها ، ويمس الرسول العظيم موسى الذى جاء بها من عند الله . ويمس أيضاً التوراة ، التى احتوت اليهودية ، والتى أوحى بها الله هدى ونوراً للناس فكيف يعقل أن يرسل الله نبياً بديانة تقود الناس إلى المادية ؟! إن وصية العشور فى اليهودية هى ضد المادية تماماً فاليهودية تأمربدفع كل عشور الممتلكات للرب ، كل العشر " من حبوب الأرض وأثمار الشجر " وكل " عشر البقر والغنم " ( لا27 : 30 ، 32 ) . " تعشيراً تعشر كل محصول زرعك الذى يخرج من الحقل سنة بنسة " ( تث 14 : 22 ) وكان يعشر أيضاً الحنطة ( تث 12 : 17 ) . بالإضافه إلى العشور ، تأمر اليهودية بدفع البكور . والمقصود بها أول انتاج ، سواء نتاج الناس ، أو الأرض ، أو الأشجار ، أو الغنم والبهائم . فيقول الرب " قدس لى كل بكر ، كل فاتح رحم من الناس والبهائم إنه لى " ( خر13 : 2 ) . أول ما يولد من نتاج المواشى والأغنام كان للرب ، وكان كل بكر ذكر من الناس يقدم الخدمة الرب ، لإلى أن استبدل الأبكار بسبط اللاويين . كذلك تقول الشريعة اليهودية " أول تحضيره إلى بيت الرب إلهك " ( خر23 : 19 ) خدمة أول حصيد يحصده يقدمها للرب ( لا23 : 10 ) كذلك أول الحنطة ، والزيت ، وأول جزاز،غنمه من الصوف هى للرب (تث 18 :4) وأول عجينة (عد15 : 20 ) ويوم الباكورة هذا يقيم حفلاً مقدساً . أما الأشجار ، فكان ثمر أول سنة تطرحه (السنة الرابعة ) كله للرب (لا19 : 24) . صاحبها يأكل من ثمر السنة التالية .

هل هذا العطاء العجيب هو من سمات ديانة مادية ؟!

يضاف إلى هذا ، إلى العشور والبكور ، ما يقدمه الإنسان من نذور ، ومن نوافل (تث 12 :17) . ومن اللمسات الإنسانية الجميلة فى الشريعة اليهودية ، قول الرب " وعندما تحصدون حصيد أرضكم ، لا تكمل زوايا حقلك فى حصادك ، ولقاط حصيدك لا تلتقط . للمسكين والغريب تتركه " ( لا 23 : 22 ) . لذلك كان الفقراء يلتقطون رزقاً من وراء الحصادين . ومن النقط الإنسانية أيضاً ، ضد المادية ، عتق العبيد . فى زمن موسى وما سبقه ، كان هناك رق . ولكن الشريعة اليهودية كانت تأمر بأن العبد المشترى بمالك ، الذى يخدمك ست سنوات ، تطلقه حراً فى السنة السابعة ( تث15 : 12 ) . وضد المادية أيضاً فى اليهودية ، تقديم الذبائح والمحرقات . وكلها كانت لارضاء قلب الرب ، ولنوال المغفرة ، والشعور بفداحة الخطية وقد شرحت بالتفصيل فى فى سفر اللاويين . وبعض الذبائح كالمحرقات ، وذبائح الخطية ، وذبائح الإثم ، ما كان مقدمها يتناول منها شيئاً على الاطلاق . ولا يمكن أن يحمل هذا تفكيراً مادياً ، بل هو تفكير روحى ، فى الحزن على الخطية ، وتقديم توبة عنها ، والتضحية بشئ مادى ، له رموز روحية وضد المادية أيضاً ، المناسبات الكثيرة ، الأسبوعية والسنوية التى كانت عطلات لا عمل فيها ، أياماً مقدسة للرب فشملت الوصايا العشر ، تقديس السبت " لاتعمل فيه عملاً ما ، أنت وابنك وابنتك ، وعبدك وامتك ، وثورك وحمارك وكل يهائمك . ونزيلك الذى فى أبوابك ، لكى يستريح عبدك وامتك مثلك ، واذكر أنك كنت عبداً فى أرض مصر " (تث5 : 14 ) . يضاف إلى هذا أيام الأعياد واحتفالات مقدسة أزيد من عشرين يوماً ، عملاً من الأعمال لا يعملون فيها ، سوى العمل الروحى ، كما شرحنا فى سفر اللاويين اصحاح 23 . واو كانت اليهودية مادية ، ماكانت تجعل 73 يوماً ، أياماً مقدسة ، بلا عمل ، أى خمس السنة تماماً .

إلى جوار نظام الصلوات والتسابيح والقراءات المقدسة :

فهناك سبع صلوات كل يوم (مز118) غير صلوات الليل ، بل ان الاقتراب إلى بيت الله ، كان أيضاً بالصلوات والمزامير ، ما يسمى مزامير المصاعد . وكانت التوراة موزعة على قراءات منتظمة فى المجامع ، بحيث يسمعها الشعب كله .

أما روحانية اليهودية فى تعاليمها ، فهذا موضوع طويل .

9

الصلاة على الراقدين

سؤال

هل إذا مات إنسان مسيحى فى خطيئته ، يدخل ملكوت السموات ؟ طبعاً لا إذن فائدة الصلاة على الميت ، ونحن لانعلم هل مات بخطاياه أم مات تائباً ؟

جواب

الذى يموت فى خطيئته ، لا يجوز أن نصلى عليه ، ولا تنفعه الصلاة ، وقد قال معلمنا يوحنا الرسول " توجد خطية للموت . ليس لأجل هذه أقول أن يطلب " (1يو5 : 16 ) . فإن صعد لص على مواسير بيت ليسرقه ، ووقع فمات ، لا تصلى عليه الكنيسة . وإن ضبط رجل زوجته فى ذات الفعل ، وقتلها لتوه هى والزانى معها ، لاتصلى عليهما الكنيسة . وإن دخل مهربون للمخدرات فى قتال مع رجل الشرطة ، ومات بعضهم فى هذا القتال ، لاتصلى عليهم الكنيسة . وإن انتحر شخص وهو متملك العقل والإرادة ، لا تصلى عليه الكنيسة . إذن إن كانت الكنيسة متأكدة من أن الميت مات فى حالة خطية، لا يمكن أن تصلى عليه . أما فى غير ذلك ، فإنها تصلى عليه ، على الأقل لكى يفارق العالم وهو محالل من الكنيسة ، غير مربوط منها فى شئ ثم يترك لرحمة الفاحص القلوب والعارف الخفيات . وكأن الكنيسة تقول لله :

هذا الإنسان محالل من جهتنا بسلطان الحل والربط الذى منحته لنا (متى 18 : 18؛ يو20 : 23) نترك بعد هذا لرحمتك ، ولمعرفتك التى تفوق معرفتنا . كذلك فإن الكنيسة تصلى من أجل المنتقل ، لمغفرة ما ارتكبه من خطايا ليست للموت حسب وصية الرسول :وفى مثل هذا قال الرسول " إن رأى أحد أخاه يخطئ خطية ليست للموت ، يطلب فيعطيه حياه ، للذين يخطئون ليس للموت كل إثم خطية ، وتوجد خطية ليست للموت " (1يو5 :16 ، 17) .      

فما هى هذه الخطية التى ليست للموت ؟

إنها الخطية غير الكاملة ، مثل خطية الجهل أو الخطية غير الإرادية أو الخطايا المستترة أو السهوات . إننا نصلى فى الثلاثة تقديسان ونقول " حل واغفر ، واصفح لنا يا الله عن سيئاتنا التى صنعناها بإرادتنا ، والتى صنعناها بغير إرادتنا ، التى فعلناها بمعرفة ، والتى فعلناها بغير معرفه ، الخفية والظاهرة " . إذن فحتى الخطايا غير الإرادية ، وخطايا الجهل ، والخطايا الخفية ، كلها خطايا (لأنها كسر لوصايا الله ، وتحتاج إلى مغفرة ، وتحتاج إلى صلاة ) . وفى العهد القديم ، نرى أن خطايا السهو ، التى لم يكن يعرفها مقترفها ، حيثما كان يعرف كان يقدم عنها ذبيحة لمغفرتها

(لا4: 2، 13،14،22،23). عن خطايا الجهل هذه ، وخطايا السهو ، والخطايا غير الإرادية ، الخطايا غير المعروفة ، تصلى الكنيسة ، ليغفرها الرب للمنتقلين . إن المرتل يقول فى المزمور(18) " الهفوات من يشعر بها . من الخطايا المستترة يارب طهرنى " عن هذه الخطايا المستترة ، والتى لا يشعر بها ، تطلب الكنيسة له المغفرة ولنفرض أيضاً أن إنسانا‍ً أتاه الموت فجأة ، ولم تكن له فرصة للاعتراف ، أو أن خطايا لم يعترف بها إنسان نسياناً منه ولم ينل عن كل ذلك حلاً ، فإن الكنيسة تمنحه الحل ، وتطلب له المغفرة ، فى الصلاة على المنتقلين . ثم أن الكنيسة تصلى لأجل المنتقلين ، بنوع من الرحمة . لأنه لا يوجد أحد بلا خطية ، ولو كانت حياته يوماً واحداً على الأرض (وهذه العبارة جزء من الصلاة على المنتقلين ) . إن داود يقول فى المزمور " إن كنت للآثام راصداً يارب من يثبت ‍‍‍‍‍‍‍؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍! لأن من عندك المغفرة " (مز129) . ويقول أيضاً : " لاتدخل فى المحاكمة مع عبدك ، ‍‍‍‍فإنه لن يتزكى قدامك أى حى " (مز142) فإن كان الأمر هكذا ، وإن كان أليس عبد بلا خطية ، ولا سيد بلا غفران ، فإننا نصلى من أجل المنتقلين ، " كبشر ، لبسوا جسداً ، وسكنوا فى هذا العالم " إننا نصلى لأجل الكل ، لأن الصلاح لله وحده نطلب المغفرة ، ونترك الأمر لله ، شاعرين أن أى إنسان ربما يكون قد تاب ، ولو فى ساعة موته . أما الذين ماتوا فى خطيتهم ، دون تونة ، فإننا لا نصلى لأجلهم ، إذ تكون صلاتنا لافى هذه الحالة ضد صلاح الله وضد عدله .

10

هل توجد أبدية للأشرار والشيطان ؟

سؤال

سمعت أن الأبدية صفة من صفات الله وحده . وأن الأبدية ليست للأشرار . لأنه لوكانت الأبدية للشر وللأشرار ولا بليس ، لأصبح الشيطان إلهاً ، ولشابهنا من يقول بوجود إلهين : إله للخير ، وإله للشر ‍‍! فما رأى الكنيسة فى هذا الموضوع ؟

جواب

الأزلية وليست الأبدية هى الصفة الخاصة بالله وحده . الله الأزلى ، أى لا بداية له ولا يوجد كائن آخر أزلى . فكل الكائنات الأخرى مخلوقة . وبالتالى لها بداية ، ولم تكن موجودة قبل هذه البداية . إذن فهى غير موجودة بالضرورة ، لأنه مر وقت لم تكن فيها موجودة . ومادامت محلوقة إذن هى غير أزلية . أما الأبدية ، فقد وهبها الله للعديد من مخلوقاته . وهكذا خلق الإنسان بنفس خالدة ، يتساوى فى هذا : الأبرار والأشرار وهذا الخلود لا يعنى أن الإنسان إله ، فهو إنسان على الرغم من أن الله أنعم عليه بالحياة الأبدية . ولو كانت الأبدية من صفات الله وحده ، لأصبح من المستحيل أن يتمتع إنسان بالحياة الأبدية ، لأن الإنسان لا يتحول إلى إله والأبدية للأبرار ، وللأشرار على السواء ، مع اختلاف نوع المصير ، وفى ذلك يقول الكتاب عن يوم الدينونة . " فيمضى هؤلاء إلى عذاب أبدى ، والأبرار إلى حياة أبدية " (متى 25 : 46) . وإن كنا لا تؤمن بهذه الأبدية للأشرار ، تخالف الكتاب من جهة . ومن جهة أخرى نشابه بدعة السبتيين الأدفنتست الذين يؤمنون بأن الأشرار عقوبتهم العدم والفناء . وهذه الأبدية المعذبة هى أيضاً للشيطان وملائكته . 

إذ يقول الكتاب عن الرب فى يوم الدينونة " ثم يقول أيضاً للذين عن اليسار : أذهبوا عنى يا ملاعين ، إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته " (متى 25 : 41) . ويقول سفر الرؤيا عن عقوبة الشيطان " وإبليس الذى كان يضلهم ، طرح فى بحيرة النار والكبريت ، حيث الوحس والنبى الكذاب ، وسيعبون نهاراً وليلاً إلى أبد الآبدين " (رؤ20 : 10) .  وعبارة " إلى الأبد الآبدين " " وكذلك عبارة (النار الأبدية ) ، تعنى أن الشيطان والناس الأشرار ، سيعيشون فى الأبدية ، ولكن فى عذاب . أما إنكار ذلك فهو من بدع شهود يهوة والسبتيين الأفنتست .

11

هل يحتاج الله فى الخلق والخلاص ؟

سؤال

سمعت ناقداً يقول : هل الله يحتاج فى الخلق إلى المسيح ليخق به ، ويقال " كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان " (يو1 : 3) . وهل يحتاج إليه فى خلاص ليخلص به العالم ؟ هل فى هذا وصف لله بالعجز ؟

جواب

لو كان الله قد احتاج إلى غيره ، لا عتبر عاجزاً !!

ولكنه تبارك إسمه ، تنزه عن أن يحتاج إلى غيره . ففى الخلق ، خلق كل شئ بكلمته ، باقنوم الكلمة أو الماجوس ، الذى هو عقل الله الناطق ، أو نطق الله العاقل قبل التجسد ، وقبل خلق آدم وحواء والكون كله . ومادام الله قد خلق الكل بعقله ، أو بحكمته ، أو بكلمته ، لا يكون قد احتاج إلى غيره ليخلق به . فعبارة إن الله خلق العالم ، أو أن عقل الله قد خلق العالم ، أو أن الله خلق العالم بعقله . كلها تؤدى معنى واحد . فالله وعقله كائن واحد . ونفس الوضع بالنسبة إلى الخلاص . فالله هو الذى خلص العالم ، دون أن يحتاج إلى غيره . ولو كان غير الله قد خلص العالم ، لما كان الخلاص غير محدود ، ليكفى لجميع خطايا جميع الناس فى كل العصور

أما المشكلة الحقيقية بالنسبة إلى هذا الناقد ، فهى التجسد . والتجسد موضوع طويل . ليس مجاله الآن ، وليس هو موضوع النقد . وجهة النقد أن الله احتاج غيره ، والاحتياج إلى الغير عجز . عجز . والاجابة هى أن الله لم يحدث أنه احتاج إلى غيره سواء فى الخلق أو الفداء . فهو الذى خلق الكل ، وهو الذى فدى الكل

12

علاقة الرسل بالروح القدس

سؤال

هل كل رسول هو مؤيد بالروح القدس ؟ وعلى هذا الأساس يكون السيد المسيح مثل باقى الرسل فى علاقته بالروح القدس ؟

جواب

الرسل لهم علاقة بالروح القدس ،لأن الروح القدس كما ورد فى قانون الإيمان هو الناطق فى الأنبياء . ولكن السيد المسيح يتميز عن الجميع بأن علاقته بالروح القدس علاقة أقنومية ، وعلاقة أزلية ، وعلاقة تساو علاقة المسيح بالروح القدس ، هى قبل خلق العالم ، وقبل كل الدهور ، وقبل الزمن ، هى منذ الأزل ولا يوجد رسول هكذا هو ثابت فى الروح القدس ، والروح القدس ثابت فيه ، وكلاهما ثابتان فى الجوهر ، نفس الطبيعة وفى هذا يختلف عن الكل . ثم أنه هو الذى أرسل الروح القدس لتلاميذه القديسين ، فحل عليهم فى اليوم الخمسين ومنحهم التكلم بألسنة . ولا يستطيع رسول أن يقول إنه أرسل الروح القدس .

13

كيف أميز النبذات ؟

سؤال

تصلنى بعض النبذات فيها كلام روحى وعظى ، غالبيتها عن الفداء والخلاص . كيف أميز هذه النبذات ، وهل هى أرثوذكسية أم لا ؟ علماً بأن بعض النبذات مكتوب عليها أنها صادرة أو هيئة أرثوذكسية .

جواب

مجرد إسم أو هيئة أرثوذكسية لا يكفى . فكثيرون يخفون تعاليمهم وراء إسم أرثوذكسى ، ولكنه بسبب قراءته كثيراً فى الكتب غير الأرثوذكسية ، وبسبب حضوره اجتماعات ، أو ارتباطه بصداقات غير أرثوذكسية ، دخلته أفكار لا تتفق مطلقاً مع إيمان وعقيدة الكنيسة ، ومع ذلك فهو ينشرها . إذن تميز ؟ فى الواقع أن الأرثوذكسى الصميم ، لغته تظهره ، ولكن حسب اطلاعنا على بعض هذه النبذات ، نقول الآتى : غالباً النبذات غير الأرثوذكسية ، فى كل تعليم روحى تشرحه ، تتحاشى إسم الكنيسة ، والأسرار والكهنوت . ومعنى أن الموضوع يكون عن غفران الخطية ، أو التوبة ، أو الخلاص ، أو الأبدية ، إلا أن كل النبذات تركز على العلاقة الشخصية بالله ، دون عمل للكنيسة والأسرار والكهنوت . وغالباً ماتدور الأحاديث حول موضوع متكرر ، وهو :

أهمية الأبدية حاجتك للخلاص الله يحبك وهو الوحيد الذى يخلصك . الجأ إليه . افتح قلبك له . اقبله مخلصاً . ولا ذكر للاعتراف ، أو التناول ، أو للكنيسة . وملاحظة أخرى أن هذه النبذات فى غالبيتها تحدث القراء كما لو كانوا هالكين ، ولم ينالوا الفداء بعد ، فتحدثهم عن دم المسيح ، كأنهم لم ينالوا فاعليته حتى  الآن . بينما يوزهون النبذات على أبوب الكنائس . وكل الذين فيها تمتعوا بكفارة دم المسيح يوم ماتوا معه فى المعمودية .

14

حول لاهوت المسيح

سؤال

هل توجد ايات صريحة فى الكتاب المقدس تذكر لهوت المسيح؟ يسرنا إيراد بعض منها

جواب

نعم ، توجد آيات كثيرة ، نذكر من بيتها : قول بولس الرسول عن اليهود " ومنهم المسيح حسب الجسد ، الكائن على الكل إلهاً مباركاً إلى الأبد آمين " (رو9 : 5) .

مقدمة إنجيل يوحنا واضحة جداً . إذ ورد فيها : " فى البدء كان الكلمة ، والكلمة كان عند الله ، وكان الكلمة الله " (يو 1 :1) . وفى نفس الفصل ينسب إليه خلق كل شئ ، فيقول " كل شئ به كان . وبغيره لم يكن شئ مما كان " (يو1 : 3) . وعن لاهوت السيد المسيح وتجسده يقول بولس الرسول فى رسالته الأولى إلى تيموثاوس " وبالإجماع عظيم هو سر التقوى ، الله ظهر فى الجسد " (1يو3 : 16) . وعن هذا الفداء الذى قدمه المسيح كإله يقول بولس الرسول أهل أفسس " احترزوا إذن لأنفسهم ولجميع الرعية التى أقامكم الروح القدس فيها أساقفة ، لترعوا كنيسة الله التى اقتناها بدمه " (أع20 : 28) وطبعاً ما كان ممكناً أن الله يقتنى الكنيسة بدمه ، لولا أنه أخذ جسداً ، سفك دمه على الصليب . ولقد اعترف القديس توما الرسول بلاهوت المسيح ، لما وضع اصبعه على جروحه بعد قيامه ، وقال له " ربى وإلهى " (يو20 : 28) . وقد قال السيد المسيح من توما هذا الإيمان بلاهوته . وقال له موبخاً شكوكه " لأنك رأيتنى يا توما آمنت . طوبى للذين آمنوا ولم يروا " . وحتى إسم السيد المسيح الذى بشر به الملاك ، قال " ويدعون إسمه عمانوئيل ، الذى تفسيره الله معنا " (متى 1 : 23) .

وكان هذا إتماماً لقول النبى اشعياء ولكن السيد يعطيكم نفسه آي’ : " ها العذراء تحبل وتلد إبناً . وتدعو إسمه عمانوئيل " (اش 7 : 14) ، لقد صار الله نفسه آية للناس بميلاده من العذراء وما أكثر الآيات التى تنسب كل صفات الله للمسيح .

15

هل توجد حياة على الكواكب ؟

سؤال

يهتم العلماء بمسألة " هل هناك حياة على الكواكب الأخرى " . فما موقف المسيح من هذا الموضوع ؟ وإذ أثبت العلم فيما بعد وجود حياة ، فهل يؤثر هذا على الدين ؟

جواب

الدين قد ترك هذا الموضوع لم يتعرض له بنعم له أو بلا . فسواء ثبت وجود .حياة على الكواكب ، أم ثبت عدم وجودها ، فإن هذا لا يؤثر على الدين بشئ . إن الكتاب المقدس لم يقصد به أن يكون كناب فلك ، أو كتاب علم ، بل هو بشارة للخلاص ، يحكى قصة الخلاص ، وكل ما يتعلق بها من تاريخ ومن وصايا ومن لاهوت أما الكواكب ، فإن ما فيها لا علاقة له بخلاصنا ، يكفى أنها تنير لنا بالليل ، كنعمة من الله لنا ، وقد شبه الله قديسيه الأبرار بها ، وإنهم يضيئون كالكواكب . إن وجدت فيها حياة فليس فى الكتاب ما يعارض هذا . وإن لم يوجد ، فليس فى الكتاب ما يعارض هذا . وإن لم يوجد ، فليس فى الكتاب ما يعارض هذا

16

الرد على السؤال بآية

سؤال

     فى كتاب ( الله يتكلم ) للسبتيين الأدفنتست ، توجد أسئلة فى العقيدة والإيمان ، كل سؤال جوابه آية من الكتاب المقدس . وكذلك بعض النبذات التى تصل إلينا ، تقدم تعليماً معيناً ترفضه الكنيسة ، ومع ذلك كل تعليم تثبته آية من الإنجيل . ولذلك يسمونه التعليم الإنجيلى والحق الكتابى . فلماذا لا نصدق هؤلاء وأولئك ، بينما يثبتون العقيدة بآنة ؟

جواب

إن آية واحدة من الكتاب ، لاتكفى ، ولا تقدم الحق الكتابى ، إنما يقدمه تجميع لآيات الكتاب المتعلقة بهذا الموضوع . وساضرب لك أمثلة فى هذا الموضوع لإثباته .

1 لنفرض أن إنساناً سألك عن الولادة من الله ، وكيف يصير الإنسان مولوداً من الله ، فوضعت أمامه الإية الآتية : " إن علمتم أنه بار هو ، فاعلموا أن كل من يصنع البر مولود منه "(1يو2 : 29 ). هل يمكن بهذه الآية وحدها ، أن نقدم تعليماً كتابياً ، خلاصته أن الإنسان يولد من الله عن طريق أن يعمل أعمال البر ، دون أن نذكر إطلاقاً الإيمان والمعمودية ؟! كلا بلاشك . وكل الطوائف المسيحية تقول كلا . أم أن الحق الكتابى يتم بأن نضع إلى جوار(1يو2 : 29)، الآيات الأخرى الخاصة بالولادة من الله ، مثل : (يو3 : 5) "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لايقدر أن يدخل ملكوت الله " .

( تيطس 3 : 5 ) " بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثانى " .

( يع 1 : 17 ) " شاء فولدنا بكلمة الحق "

2 لنفرض أن إنساناً سألك ما هى الديانة المقبولة من الله ؟ أتستطيع أن تضعه فقط أما قول يعقوب الرسول : (يع 1 : 17) " الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هى هذه : افتقاد اليتامى والأرامل فى ضيقتهم ، وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم " . أيكون هذا تعليماً كتابياً ، بينما لم تذكر هذه الآية أى شئ عن الإيمان ؟! ولا الطوائف تقبل هذا الكلام ! إنما نضع أمامه باقى الآيات ليتكامل الحق الكتابى .

3 ولنفرض أن إنساناً سألك : كيف ينتقل الخاطئ من الموت الى الحياة الأبدية ؟ أتستطيع أن تجيبه بقول الرسول : ( 1يو3 : 14 ) " نحن نعلم أننا انتقلنا من الموت إلى الحياة ، لأننا نحب الأخوة " . وهل يكون هذا هو الحق الكتابى ؟! دون ذكر للكفارة والفداء بدم المسيح ، ودون ذكر للتوبة والمعمودية . لاتوجد أحد يقبل هذا الكلام . إنما نضع إلى جواره باقى الآيات الخاصة بالموضوع ، مثل : (أف2: 5)ونحن أموات بالخطايا ، أحياناً مع المسيح.(كو2 : 13،14) "وإذ كنتم أمواتاً فى الخطايا أحياكم معه مسامحاً لكم بجمع الخطايا ، إذ محا الصك الذى علينا مسمراً إياه بالصليب " .

4 وبالمثل أيضاً فى موضوع الخلاص إنك تسأل كيف أخلص ؟ فتوضع أمامك الآية التى تقول : (1تى 4 :16) " لاحظ نفسك والتعليم وداوم على ذلك . فإنك إن فعلت هذا تخلص نفسك والذين يسمعونك أيضاً " . هل هذا وحده يكفى للخلاص ؟ بلا إيمان ولا معمودية ؟! وبالمثل : (رو10 : 9) " لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع ، وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات ، خلصت " . لماذا لا توضع أيضاً إلى جوار هذه الآية : (مر16 : 16) " من آمن واعتمد خلص " وأيضاً : (1بط3 : 20 ، 21 ) " إذ كان الفلك يبنى ، الذى فيه خلص قليلون ، أى ثمانى أنفس بالماء . الذى مثاله يخلصنا نحن الآن ، أى المعمودية " . وبهذا يتكامل الحق الكتابى . إنه سؤال دائماً يحيرنى ، ولا أجد له جواباً : هؤلاء الذين ينادون بالتعليم الإنجيلى ، ويدافعون عن الحق الكتابى ، لماذا لا يعلنون هذه الآيات إلى جوار الآيات الأخرى ؟! أليست هى أيضاً من الإنجيل ؟ ومن الكتاب ؟! إنى أسأل . 

17

أسئلة حول الروح القدس

سؤال

     قرأت فى كتاب عن العنصرة أنه حدث فى يوم الخمسين " اتحاد غير منظور بين طبيعة إلهية وطبيعة بشرية " وأنه " ماذا تكون الطبيعة الإلهية إلا جسد المسيح السرى بالذات الذى سبق المسيح وأشار إلى أخذه وأكله والاتحاد به والثبات فيه " . فما رأيكم فى هذ1 الاتحاد بالطبيعة الإلهية ؟ وما رأيكم فى عبارة " نحن إذن أمام عليقة مشتعلة بالنار " وعبارة " غاية التجسد الإلهى كملت فى يوم الخمسين " و " اكتسبت الكنيسة كل ما للمسيح " ؟

جواب

السيد المسيح هو الوحيد الذى اتحدت فيه الطبيعة الإلهية (أى اللاهوت ) بالطبيعة البشرية (أى الناسوت ) . . فإن كان المؤمنون يحدث لهم نفس الوضع ( إتحاد طبيعة إلهية بطبيعة بشرية ، فماذا يكون إذن الفارق بين أى إنسان والمسيح ؟ ) . هناك طريقان لمحاربة لاهوت المسيح : إما الإقلال من شأن المسيح ، وانزاله إلى مستوى الناس العاديين كما فعل أريوس وإما الارتفاع بمستوى الناس إلى نفس مستوى المسيح ، بطريقة ما يسمونه ( بتأليه الإنسان ) كهذا الأسلوب الذى ورد فى سؤالك . والمحصلة فى الحالتين واحدة : أن المسيح كباقى البشر . والكنيسة لا يمكن أن تكتسب كل ما للمسيح . لأن كلمة (كل) تعنى لاهوته أيضاً . إن المسيح أعطى الكنيسة حبه ، ولكنه لم يعطها الإلوهية ، فمجده لا يعطيه لآخر . إن التعبيرات اللاهوتية تحتاج باستمرار إلى دقة شديدة . ولو كان الإنسان يتحول إلى " عليقة مشتعلة بالنار " ، لكان الأنبياء يقفون أمامه فى خشوع ليسمعوا لصوت الله ، كما فعل موسى (خر3) . إن الإنسان لم يتحول فى يوم الخمسين إلي إله . ولم يكمل فيه التجسد الإلهى الذى كان للمسيح وحده أما عبارة " وماذا تكون الطريقة الإلهية إلا جسد المسيح السرى ، فهى إما أن تكون عبارة أو طاخية ، فيها يضيع الناسوت ، وإما ان كانت الطبيعة الإليه هى الجسد ، إذن فليس هناك لاهوت ! ثم ما هو جسد المسيح السرى ؟ هل هو الكنيسة ؟ إن كان ذلك ، فلا يمكن أن تكون الكنيسة هى الطبيعة هى الطبيعة الإلهية . ولا يمكن أن تكون الكنيسة هى جسد المسيح الذى أشار إلى أخذه وأكله . نحن فى القداس الإلهى لا نأكل الكنيسة ، هنا خلط بين الجسد الذى أخذه السيد المسيح من مريم العذراء . وبين الكنيسة بمعنى جسد المسيح . أم أن هذا الجسد هو الجسد فى سر الافخارستيا ، الذى يأمرنا الرب بأخذه وأكله ؟ إن كان الأمر هكذا ، فليس هذا الجسد هو الطبيعة الإلهية ، والإ سنعود إلى فكرة أوطاخى ! نحن نقول " هذا هو الجسد المحيى الذى أخذه إبنك الوحيد من سيدتنا وملكتنا كلنا القديسة الطاهرة مريم وجعله واحداً مع لاهوته .وهنا أيضاً يبرز أمامنا سؤال خطير وهو : هل الحديث فى يوم الخمسين هو عن الأقنوم الثالث ( الروح القدس ) أم الأقنوم الثانى ( الأبن ) الذى تجسد من أجله ، وقال " خذوا كلوا هذا هو جسدى " ؟ ما شأن سر الافخارستيا بيوم الخمسين ، يوم حلول الروح الروح القدس  كالسنة نار ؟ تبقى فى سؤالك بعض نقاط يجب التعليق عليها وهى :

(أ‌)    هل الذى حدث فى يوم الخمسين هو حلول أم اتحاد ؟ الكتاب يتحدث بلاشك عن حلول الروح القدس . ويقول السيد المسيح " ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم " (أع1 :8) .

(ب‌)هل كانت ( العليقة المشتعلة بالنار ) ترمز إلى التجسد الإلهى ؟ أم كانت ترمز إلى يوم الخمسين ؟ وهل التجسد الإلهى فى طبيعته وغايته ونتائجه ، هو نفس ما حدث للتلاميذ فى يوم الخمسين ، بحيث أن " غاية التجسد الإلهى تكون قد بلغت ذروتها فى يوم الخمسين " .  

(ج‌)         وهل الأقنوم الثالث حدث له تجسد مع البشر فى يوم الخمسين ، بحلوله عليهم أو إتحاده بهم حسبما قرأت ؟

18

هل الروح القدس هو الملاك جبرائيل ؟

سؤال

سمعت من أحدهم أن الروح القدس هو الملاك ( جبرائيل ) ، فهل هذا صحيح ؟ والبعض يقول إنه روح ( نبى ) فهل هذا صحيح ؟

جواب

الروح القدس هو روح الله ، وليس روح ملاك أو نبى . لأن الملاك أو النبى محدود . أما الروح القدس فكما علمنا الإنجيل غير محدود . فهل يحل فى جميع المؤمنين ، كما قال الكتاب " أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذى فيكم " ( 1كو6 : 19 ) . فهل يعقل أن ملاكاً أو نبياً يحل فى كل إنسان مؤمن أى فى مئات وآلاف المؤمنين ؟! وقيل أيضاً فى الإنجيل عن الشهداء " لا تهتموا كيف أو بما تتكلمون . لأنكم تعطون فى تلك الساعة ما تتكلمون به . لأنى لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذى يتكلم فيكم " ( متى 10 : 20 ) . فهل كان ممكناً لملاك أو نبى أن يتكلم فى أفواه آلاف الشهداء فى بداية العصر المسيحى يستشهدون فى أماكن كثيرة متباعدة فى نفس الوقت ؟ قال السيد المسيح عن الروح القدس إنه " يمكث معكم إلى الأبد ، روح الحق الذى لا يستطع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه " (يو15 : 16 ، 17) . وطبعاً لا يمكن أن ينطبق هذا الكلام عن نبى ، لأنه لا يمكث مع الناس إلى الأبد ، كما أن الناس يمكن أن يروه ويعرفوه ، وبالتالى لا يمكن أن ينطبق على الملاك ، لأنه لا يمكث مع جميع المؤمنين إلى الأبد لأنه محدود . ويتابع الكتاب قوله " أما أنتم فتعرفونه ، لأنه ماكث معكم ويكون فيكم " (يو15 : 17) . فمن هو هذا الملاك أو النبى ، الذى يمكث مع جميع الناس ويكون فيهم ، إلى الأبد ؟! السيد المسيح كان المعلم الصالح، قدم للناس التعليم الصحيح ، وفتح قلوبهم وأذهانهم إلى اسمى المبادئ ، فبهتوا من تعليمه . أما آدم ، فلم يسجل له الكتاب أى تعليم ،أو أية قيادة روحية لجيله ، ولا حتى لأسرته ، بل خضع لا مرأته فى قيادتها الخاطئة له . والمسيح كان باستمرار هو رأس . المسيح هو الذى فدى آدم وبنيه ، وخلصه من عقوبة الخطية ، ومات لأجله ولأجل ذريته ، واشتراهم بدمه . وهكذا كان المسيح هو الفادى ، وآدم وبنيه المفديين به . كل هذا من الناحية الناسوتية ، أما من الناحية اللاهوتية فالأمر أوسع من أن يكتب فى اجابة مختصرة لسؤال ضمن أسئلة كثيرة .

19

لماذا سبعة أسرار؟

سؤال

وردت كلمة " سر " فى الكتاب المقدس عديد من المرات ، مثل قول الرسول " عظيم هو سر التقوى ، الله ظهر فى الجسد " (1تى 3 : 16) . ومثل عبارة " سر الإنجيل " (أف 6 : 19 ) . و " سر مشيئة " (أف 1 : 19) . و" سر الإثم " ( 2تس 2 : 7 ) . وغير ذلك ، فلماذا المناداة بسبعة أسرار ؟

جواب

إن كلمة " سر " فى استعمالها الكنسى ، تؤخذ لا بالمعنى القاموسى ، إنما بالمعنى الاصطلاحى للكلمة . فكل سر من أسرار الكنيسة عبارة عن نعمة إلية سرية ، لا تراها . ولكنك تنالها سرياً ، من الروح القدس ، عن طريق صلوات يرفعها كاهن شرعى بطقس خاص ، مع وجود مادة معينة هى مادة السر . وليس مجرد سر بمعنى شئ معروف ، مثل قول الكتاب " سر السبعة الكواكب " (رؤ1 : 20) إنما يشترط للسر أربعة أمور : نعمة سرية ، كاهن ، صلوات ، وطقس ، مادة السر . ففى المعمودية مثلاً يوجد شئ سرى لا يراه ، وهو الولادة الجديدة من الماء والروح (يو3 : 5) أو أنك فى المعمودية " تلبس المسيح " (غل3 : 27) أو أنه فى المعمودية " تغسل خطاياك " (أع 22 : 16) . أو أنه فى المعمودية ، تدفن مع المسيح ، وتموت معه (رو6) . هذه النعم هى عمل سرى ، يعمله الروح القدس فى الإنسان ، عن طريق الكاهن بصلوات خاصة ، وبطقس خاص هو تغطيس المعتمد فى الماء ثلاث مرات . أما مادة السر هنا فهى الماء النعمة السرية فى سر الميرون هى حلول الروح القدس ، وفى سر الاعتراف محو الخطايا بدم المسيح ، وفى الافخارستيا تحويل الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه ، وفى الزواج تحويل الإثنين إلى واحد إلخ . كل هذه نعم لا يراها الإنسان بعينه ، فهى سر هى أمور لا تختص بالمعرفة العقلية  كالأسرار الخاصة بالمعلومات إنما هى أمور إيمانية روحية غير مدركة بالكلام . هذه النعم الروحية السرية ، حددتها الكنيسة بسبعة ورسمت لها الصلوات الخاصة بها ، وما تحتاجه من طقوس . وتوجد صلوات وطقوس اخرى ، ليست من الأسرار . فمثلاً الصلاة على الموتى ، ليست سراً ، إنما هى مجرد طلبة ، تطلب فيها الكنيسة رحمة لنفوس المنتقلين وهنا " أسرار ملكوت السموات " (متى 13 : 11) النى لا تدخل تحت حصر ، والتى ننظر إلى كثير منها الآن كما "فى لغز" (1كو13 : 12) . وسيعلنها لنا الله فى حينها . ولكنها ليست من هذه النعم السرية التى ينالها المؤمن على الارض ، وتمارس الكنيسة إعطائها له بالسلطان الممنوح لها من الله . لا داعى إذن لأن يخلط إنسان بين سر ، وسر . فالأسرار الخاصة بالمعرفة شئ ، والأسرار الخاصة بهذه النعم شئ آخر .

20

الأسرار وجميع الناس

سؤال

هل الأسرار الكنسية السبعة لازمة لجميع الناس ؟

جواب

المعمودية لازمة لكل أحد ، لأنه " من آمن واعتمد خلص " (مر16 :16) وبدونها لا يدخل أحد إلى الملكوت (يو3 :5) . ومنح الروح القدس فى سر المسحة المقدسة لازم للجميع . وكانت الكنيسة منذ الرسل ، تمارسه لجميع المؤمنين (أع8) . كذلك سر التوبة لازم للكل ، فليس أحد بلا خطية . وسر الافخارستيا لازم للكل ، يقول الرب " إن لم تأكلوا جسد إبن الإنسانت وتشربوا دمه ، فليس لكم حياة فيكم " (يو6 :53) . وسر الكهنوت لازم للكل ، ليس فقط للذين تتم رسامتهم كهنة ، إنما أيضاً لجميع المؤمنين الذين ينالون نعم كل الآسرار السابقة عن طريق سر الكهنوت الذى نسميه "خادم الأسرار " . وبالمثل يمكننا أن نتكلم عن سر الزيجة ، فمع أنه من الواضح أن بعض الناس لا يحتاجون إلى سر االزيجة لأنفسهم إذ يعيشون بتوليين . ولكن مع ذلك كل البتوليين فى العالم أجمع ، هم ثمرة لهذا السر . إذن سر الزيجة وسر الكهنوت . مع أنه لا يمارسها الكل ، لكن ينتفع بهما الكل ، فهما لازمان للكنيسة ككل . سر مسحة المرضى ، لازم للمرضى ، بمعنى أنه إن لم ينله إنسان ، لا يؤثر هذا على خلاصه طبعاً

21

هل مع الايجاز يتم السر ؟

سؤال

أحياناً نحضر قداساً طويلاً ، وأحياناً قداساً مختصراً ، والعماد يتم فى ساعة أو فى دقائق فهل مع الإيجاز يتم السر ؟

جواب

من جهة العماد فهو على جزئين ، الأول هو مباركة ماء المعمودية ، وهو طقس طويل قد يأخذ ساعة من الوقت . أما الجزء الثانى فهو عماد الطفل . وهذا يستغرق بضع دقائق والذى يحدث أن الكاهن قد يصلى على الماء باكراً جداً قبل مجئ المعمدين ، فلا يحضرون هذا الطقس ، ويرون المعمودية قد تمت فى دقائق . أما إذا حضروا فتتم فى أكثر من ساعة . وهكذا ما تظنه إيجازاً ، قد طقساً كاملاً أما من جهة القداس ، فهناك صلوات أساسية للتقديس ، مثل الرشومات وعهد المسيح لنا واستداعاء الروح القدس والقسمة والإعتراف الأخير . أما الأواشى مثلاً والمجمع وقداس الموعوظين وقراءاته ، فليست هى الخاصة بتقديس السر ، ولكنها تقال بمناسبة صلاة القداس التى هى أقدس صلاة فى الكنيسة . وفى زمن الاستشهاد ، أثناء الهجوم على الكنيسة ، كان يختصر القدس ، ولا إخلال بالسر . كذلك يمكن الإيجاز عن طريق اختصار الألحان ، فالألحان لا تقدس السر ، ولكنها تعمق روح الصلاة . لا تتوسوس وتشك من جهة إتمام السر

22

وقت التحول فى سر الأفخارستيا

سؤال

متى يتحول الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه فى سر الافخارستيا ؟ قرأت لأحد الأباء أن الخبز والخمر فى سر الأفخارستيا يتم تحويلها فى الرشومات الأولى عند تقديم الحمل ، وأنه هكذا كان الأمر قديماً .

جواب

السرائر المقدسة يتم تحولها عند حلول الروح القدس ، وليس قبل ذلك . وقت حلول الروح القدس (قبل الأوائى والمجمع ) . إذ يصلى الكاهن سراً ويقول ".. ليحل روحك القدس ، علينا وعلى هذه القرابين الموضوعة ، ويطهرها وينقلها ويظهرها قدساً لقديسيك " ويرشم القربانة ثلاث مرات وهو يصرخ ويقول : "وهذا الخبز يجعله جسداً مقدساً له" . ثم يرشم الكأس ثلاثاً ، وهو يصرخ أيضاً : "وهذه الكأس أيضاً دماً كريماً لعهده الجديد"     ويصيح الشعب فى الحالين "أؤمن" . وهذا يدل على عدم تحول سابق أثناء تقديم الحمل . فلو كانت السرائر قد انتقلت ، ما كان يطلب فى سر حلول الروح القدس أن ينقلها . نلاحظ أيضاً أنه بعد حلول الروح القدس لتحويل الأسرار ، لا يرشم الكاهن ، ولا ينظر خلفه . قبل ذلك وبعد تقديم الحمل والرشومات كان الكاهن يرشم الشعب ، ويرشم الخبز والخمر ، أما بعد تحولها عند حلول الروح القدس فإنه لا يرشم الشعب وبخاصة عند قوله " السلام لجميعكم " ، بل ينحنى برأسه دون رشم كذلك لا يرشم الكأس ولا الصينية ، إنما الأسرار بعد التحول ، ترشم منها وبها . أى أنه بالجسد يرشم الدم ، وبالدم يرشم الجسد ، ولكن لايرشم بيده أو اصبعه مطلقاً . ولا يلتفت مطلقاً إلى الخلف ناحية الشعب لما يباركهم . بل يركز بصره فى السرائر المقدسة ولا يتحول عنها . من هنا يبدو أن القول بتحول السرائر بعد تقديم الحمل مباشرة فى الرشومات الأولى ، هو تعليم غير سليم . وإلا كانت السرائر تتقدس وتتحول فى قداس الموعوظين ، الذى لا يحل لهم حضور القداس !! ولكن الذى نلاحظة قديماً ، هو أن الموعوظين كانوا يحضرون تقديم الحمل وقراءة الرسائل والإنجيل والعظة ثم ينصرفون . وكان شماس قبل رفع الابروسفارين أآ قبل قداس القديسين يقول " لا يقف موعوظ ههنا ، ولا يقف غير مؤمن ، ويبقى المؤمنون الذين يؤهلون لحضور القداس الإلهى " ( أنظر قوانين أبوليدس ) .

إن دراسة تاريخ الطقوس ، تحتاج إلى دراية بلاهوتيات الطقس وروحانياتها أيضاً . ولا يتناقض التاريخ مع اللاهوتيات . لذلك من المستحيل أن يقول التاريخ ان السرائر المقدسة ، كانت تتحول قديماً من خبز وخمر إلى الجسد والدم ، قبل حلول الروح القدس عليها ، وصلوات الكاهن طالباً هذا الحلول

23

حول صلاة القنديل فى البيوت

سؤال

هل يجوز أن تصلى صلاة القنديل فى البيوت أثناء الصوم ، حتى لو لم يكن هناك مريض ؟ فالملاحظ أن الآباء الكهنة وكثير من أفراد الشعب قد تعودوا هذا الأمر ، هل من الصالح استبقاؤه أم الغاؤه ؟

جواب

صلاة القنديل أصلاً وقبل كل شئ صلاة من أجل المرضى ودهنهم بالزيت ، ولكن لها فؤائد كثيرة أخرى

1 هى اجتماع للصلاة فى البيت ، ومباركة للبيت بالصلاة ، ورفع البخور فيه ، وزيارة من الأب الكاهن للبيت ، مع قراءته للتحليل وصلاة البركة لكل من بالبيت . وكل هذه فوائد بغض النظر عن نوع الصلاة وهدفها .

2 صلاة القنديل تشمل صلوات أخرى كثيرة : منها الصلاة الربية ، وصلاة الشكر ، والثلاثة تقديسات ، وكيرياليصون ، وصلوات أخرى عديدة جداً لطلب مراحم الله . وكل هذه فائدتها .

3 تشمل صلاة القنديل جميع الأواشى الكبيرة التى تقدم لله مع رفع البخور : ففيها صلوات من أجل المرضى ، ومن أجل المنتقلين ، ومن أجل المسافرين ، ومن أجل الموعوظين ، وصلوات من أجل الكنيسة والاجتماعات ومقدمى القرابين ورئيس الدولة إلخ ولهذا كل من يحضرها ، لابد أن يجد له فيها نصيباً .

4 تشمل صلاة القنديل طلبات كثيرة جداً من أجل التوبة بالذات ، وطلب مراحم الله الذى قبل المرأة الخاطئة ، وزكا العشار ، وغفر لصاحب الدين وأى إنسان مهما كان سليم الصحة ، لابد أن يستفيد من هذه الصلوات الخاشعة المنسحقة ، ولابد أن تقوده للتوبة ، إن تابعها بقلب مفتوح .

5 صلاة القنديل تشمل على الأقل سبعة فصول من الإنجيل ، منتقاه بحكمة خاصة ، ومجرد الاستماع إلى الإنجيل المقدس يتلى فى البيت عدة مرات ، هو أمر له فائدته .

6 ولا ننسى ما فى هذه الصلوات من طقوس مقدسة ، كالبخور والشموع ، والزيت ، والألحان ، كل ذلك له فائدته حتى بالنسبة إلى الأطفال ، ويشعر الكل أن البيت صار قطعة من الكنيسة .

7 لهذا كله نرى استبقاءها ، وبخاصة أن هناك أمراضاً خفية ربما لا نعرفها ، وهناك أمراض أخرى خاصة بالنفس والروح .

24

عدد السموات

سؤال

سمعت أنه لا يوجد سوى ثلاث سموات ، حسب قول الكتاب " كل شئ بالثالوث يكمل " !

جواب

نحب أن نقول لمرسل هذه العبارة لا توجد هناك آية في الكتاب تقول " كل شئ بالثالوث يكمل " !! هذا مجرد تعبير عالمي . والكمال ليس قاصرا علي الرقم 3 . فمثلا الرقم 7    يرمز للكمال أحياناً ، وكذلك الرقم 10 ، وغير ذلك .

عبارة السماء الثالثة وردت كاسم للفردوس (2كو12: 2،4) .

اما السماء التي هي عرش الله ، فوردت في (يو13:3) ، (متي34:5) . ووردت في المزامير باسم سماء السموات (مز4:142) . وبلا شك هي أعلي من السماء الثالثة . وهذه السماء هي التي صعد إليها السيد المسيح وحده ، ولم يصعد إليها أحد آخر من البشر (يو13:3) .

25

هل الشيطان يستطيع دخول الكنيسة

سؤال

هل الشيطان يستطيع أن يدخل إلي الكنيسة وهي مدشنة ؟ وإن كان ممكنناً ، فكيف ذلك والكنيسة مملوءة بالملائكة ، كما ان روح الله فيها ؟

جواب                     

إننا نذكر فى قصة أيوب الصديق ، قول الكتاب " وكان ذات يوم ، أنه جاء بنو الله ، ليمثلوا أمام الرب . وجاء الشيطان أيضاً فى وسطهم . فقال الرب للشيطان من أين جئت ؟ "

(أى 1 : 6،7) . فتآمر الشيطان ضد أيوب . إذن فالشيطان يمكنه أن يتجرأ ويقف فى موضع مقدس ، فيه الله نفسه ، ليحاول أن يضر أحد المؤمنين . ونقرأ أن الشيطان جاء إلى السيد المسيح على الجبل ، وتجرأ أن يجربه ، ويستخدم آيات من كتاب ، بل وقف مع المسيح أيضاً على جناب الهيكل ليجربه أيضاً ولكن كل ذلك بلاشك بسماح من الرب ونسمع عن خطايا كانت تحدث فى مواضع مقدسة فى العهد القديم ، فى أيام عالى الكاهن ، بواسطة إبنيه ، مما تسبب عنها غضب الله ، ولاشك أنها بتدخل الشيطان وقد يدخل الشيطان إلى الكنيسة ليشتت أفكار المؤمنين . ولكى يبعدهم عن الصلاة ، جسداً منه وقد ينتصرون عليه بقوة الصلاة ، وقد يضعف بعضهم . أما كون الكنيسة مدشنة ، فهذا لا يمنع ، لأن الإنسان المؤمن نفسه ، مدشن ، وممسوح بالميرون ، ومع ذلك قد يدخل الشيطان إلى قلبه وفكره ليجربه إن الله قد يعطى الشيطان حرية للعمل ، ولكنها حرية فى نطاق محدود ، وتقابلها دينونة . ولذلك نقول إن الشيطان حالياً مقيد ، منذ يوم الصليب . والقيد مهناه أن حريته ليست كاملة ، وإلا خرب العالم ! هناك أوقات يقول فيها الرب " اذهب ياشيطان " كما حدث على الجبل التجربة . أو يضع له حدوداً لا يتعداها كما فى تجربة أيوب وفى يقينى أن الشيطان لا يحتمل وقت حلول الروح القدس ، واستحالة الأسرار أثناء القداس الإلهى . هو لا يحتمل هذه اللحظات المقدسة ، والله لا يسمح له . والمؤمنون يكونون فى حالة روحية سامية لا تسمح مطلقاً بالاستجابة لفكر الشيطان ، ، الذى يتعبه الخشوع القلبى العميق فى ذلك الوقت ، وعمل الروح فى الأسرار والناس وعموماً إن دخل الشيطان الكنيسة ليعمل ، يكون ضعيفاً . ولا يجد له مجالاً فيها ، إلا فى الدين يكونون داخل الكنيسة ، وأما قلوبهم وعقولهم فخارجها!وقد يلقى الشيطان شكوكاً ، حتى فى أوقات مقدسة ، وأثناء الصلاة ، ولكن إذا كان القلب متصلاً بالله ، فإن الشكوك تبقى خارجه مهما ثقلت وطأتها ، ويعود الشيطان فاشلاً .

26

الصوم وأكل السمك

سؤال

لماذا لا نأكل السمك فى يومى الأربعاء والجمعة وفى بعض الأصوام الأخرى ؟ علماً بأنى سمعت أنهم كانوا قديماً يأكلون السمك فى يومى الأربعاء والجمعة ..؟

جواب

إن كان البعض قديماً يأكل السمك فى يومى الأربعاء والجمعة ، فلا شك أن هذا كان خطأ منهم فى فهم التعليم الكنسى ، أو إنها عادة خاطئة توراثها أو تناقلها البعض . ولنبحث الأمر معاً صومنا هو صوم نباتى كما يعلم الكل ، نمتنع فيه عن اللحوم ، وعن كل طعام من مصدر حيوانى . ولاشك أن الأسماك لحوم . إذن أكلها لا يتفق مطلقاً مع الصوم . وهكذا ينبغى أنك لا تتعجب من عدم أكل السمك فى أيام الصوم كالأربعاء والجمعة . إنما لك أن تتعجب حقاً من أكل السمك أثناء صوم نقول إنه نباتى ! القاعدة العامة إذن هى عدم أكل السمك فى الأصوام . ولكن لما كانت الأصوام كثيرة جداً فى الكنيسة القبطية ، حوالى 200 يوماً فى السنة ، أى أكثر من نصف السنة صوماً لذلك سمح بأكل السمك فى بعض الأصوام التى هى أصوام من الدرجة الثانية ، تخفيفاً على الناس من طول فترة الصوم ولكن لا يسمح بأكل السمك فى الصوم الكبير وفى الأربعاء والجمعة ، لأنها أصوام من الدرجة الأولى . وهى فى نفس الوقت أصوام سيدية : فالأربعون المقدسة صامها السيد المسيح له المجد ، واسبوع البصخة هو أسبوع آلامه . ويوم الأربعاء نتذكر فيه التآمر عليه ، ويوم الجمعة نتذكر فيه صلبه الناس يستطعون أن يأكلوا لحماً كل أيام الأسبوع ، ماعدا الأربعاء والجمعة ، فإن أكلوا فيها سمكاً ، تكون النتيجة هى أكل اللحم كل أيام الأسبوع ، لأن السمك هو أيضاً لحم ! ولا يجوز أن يصل التسهيل إلى هذا المستوى من غير المعقول ، إننا ونحن نتذكر صلب المسيح والتآمر عليه ، نأكل سمكاً !! ونرفه عن أنفسنا ! ان هذه الذكرى تستوجب لوناً أكبر من الزهد والنسك

* * *

وقد سأل البعض أيضاً فى إحدى المرات :

هل يؤكل السمك فى عيد البشارة ، وهو عيد سيدى . والمعروف أن عيد البشارة (29 برمهات) يأتى دائماً فى الصوم الكبير . والاجابة هى أن الصوم الكبير لا يجوز كسرة بأى حال من الأحوال حتى بسبب عيد سيدى . كما أن كسر الصوم فى هذه المناسبة دليل على عدم النفس . فكيف يصوم شخص أكثر من شهر من الصوم الكبير ، ثم يستهويه السمك أثناء الصوم ، فى عيد البشارة ؟! أين الارتفاع فوق مستوى المادة والطعام الشهى ؟!

27

الصعود والجاذبية الأرضية

سؤال

هل فى صعود الرب ، قد داس على قانون الجاذبية الأرضية ؟

جواب

للجواب على هذا السؤال نذكر نقطتين :

1 إن القوانيت الطبيعية قد وضعها الله ، لتخضع لها الطبيعة ، وليس ليخضع هو لها .

2 إن قانون الجاذبية الأرضية ، تخضع ، له الأمور المادية ، التى من الأرض . أما السيد المسيح فإنه فى صعوده ، لم يصد بجسد مادى ، أو بجسد أرضى ، يمكن أن يخضع للجاذبية الأرضية . جسده ، جسد القيامة والصعود ، هو جسد ممجد ، جسد روحانى ، جسد سمائى . لأنه إن كنا نحن سنقوم هكذا (1كو15 : 43 50) ، فكم بالأولى السيد المسيح ، الذى قيل عنه من جهتنا إنه " سيغير شكل جسد تواضعنا ، ليكون على شبه جسد مجده " (فى 3 : 21) . هذا الجسد الممجد ، الذى قام به السيد المسيح وصعد ، لا علاقة له إذن بقانون الجاذبية الأرضية . هنا ويقف أمامنا سؤال هام وهو : هل إذن لم تكن هناك معجزة فى صعوده ؟ نعم ، كانت هناك معجزة . ولكنها ليست ضد الجاذبية الأرضية . إنما المعجزة هى فى تحول الجسد المادئ ، إلى جسد روحانى سماوى يمكن أن يصعد إلى فوق . إذن ام يكن الصعود تعارضاً مع الطبيعة ، إنما كان سمواً لطبيعة الجسد الذى صعد إلى السماء . كان نوعاً من التجلى لهذه الطبيعة . وكما أعطانا الرب أن نكون على شبهه ومثاله عندما خاقنا (تك1 :26 ، 27) ، هكذا سنكون أيضاً على شبهه ومثاله فى القيامة والصعود . سيحدث لنا هذا حينما "نتمجد معه" ونصعد معه فى المجد . حينما نقول " فى قوة " " فى مجد " . الأحياء على الأرض فى وقت القيامة ، سوف يتغيرون " فى لحظة ، فى طرفة عين ، عند البوق الأخير " ، " ويلبس هذا المائت عدم موت " (1كو15 : 52 ، 53) . " ثم نحن الأحياء الباقين ، سنخطف جميعاً معهم فى السحب لملاقاة الرب فى الهواء . وهكذا نكون فى كل حين مع الرب " (1تس4 : 17) .

28

لماذا الصليب ؟

سؤال

لماذا مات المسيح عن طريق الصليب ، ولم يمت بطريقة ؟

جواب

قد كان الموت بالصليب يعتبر عاراً ، فاختار الرب اسنع الميتات وأكثرها عاراً فى ذلك الزمان . ولذلك فى (عب12 :2) يقول الرسول عن الرب إنه " احتمل الصليب مستهيناً بالخزى " . إذن فى الصليب خزى . ولهذا يقول " فلنخرج إليه إذن خارج المحلة حاملين عاره " لأن الصليب كان معتبراً عاراً . وفى العهد القديم ، كان الصليب يعتبر لعنة ، إذ قيل " ملعون كل من علق على خشبة " . والسيد المسيح أراد بالصليب أن يحمل كل اللعنات التى وقعت على البشرية . وأشار إليها الناموس (تث28) ، لكى يمنحنا بركة ، ولا تكون هناك لعنة فيما بعد . وكان الصليب يعتبر عثرة بالنسبة لليهود (1كو1 : 18) . فاختار المسيح هذا العار ، وحول الصليب إلى قوة .. وكان الصليب أيضاً من أكثر أنواع الموت إيلاماً ، إذ تتمزق فيها أنسجة الجسد بطريقة مؤلمة جداً ، كما يجف الماء الموجود فى الجسد لكثرة النزيف والإرهاق الجسدى . والمسيح بهذا حمل الآلام التى كانت تستحقها البشرية . والصليب كان ميتة يرتفع فيها من يموت على الأرض ، وهكذا قال المسيح " وأنا إن ارتفعت ، اجذب إلى الجميع " . وهكذا كما ارتفع على الصليب ، ارتفع إلى المجد فى صعوده ورفعنا عن مستوى الأرض والتراب بصلبنا معه وكان فى موته باسطاً ذراعيه لكل البشرية ، إشارة لقبوله لكل .

29

عدل الله ورحمته

سؤال

قرأت فى أحد الكتب هذا السؤال : هل حدث على الصليب أنه اصطلح عدلى الله مع رحمته ؟

جواب

ليس هناك خلاف اطلاقاً بين عدل الله ورحمته ، لأنه لا يمكن أن يوجد تناقض بين صفات الله تبارك إسمه . فالله رحيم فى عدله ، وعادل فى رحمته . عدلى الله مملوء رحمة . ورحمة الله مملوءة عدلاً . ويمكن أن نقول إن عدل الله عدل رحيم ، ورحمتة رحمة عادلة . ونحن لا نفصل إطلاقاً بين عدل الله ورحمته . وحينما نتكلم مرة عن العدل ، وأحرى عن الرحمة . فلسنا عن الفصل نتكلم ، وإنما عن التفاصيل . أما عن ميمر العبد المملوك الذى يتخيل نقاشاً وجدلً بين عدل الله ورحمته ،فهو ليس دقيقاً من الناحية اللاهوتية ، وعليه مؤاخذات كثيرة . فلم يحدث طبعاً مثل هذا النقاش ، إنما مؤلف هذا الميمر أراد أن يشرح تفاصيل الموضوع بأسلوب الحوار . وهو أسلوب ربما يكون أديباً مشوقاً . ولكنه ليس أسلوباً لا هوتياً دقيقاً . أما على الصليب ، فكما قال المزمور العدل والرحمة تلاقيا أو الرحمة والحق تلاقيا . (وليسا تصالحا !!) . إن كلمة مصالحة ، تعنى ضمناً وجود خصومة سابقة . وحاشا أن يوجد هذا فى صفات الله ! وحتى عبارة التلاقى ، تعنى هذا التلاقى أمامنا نحن ، فى مفهومنا نحن ، أما من الناحية اللاهوتية ، فهناك التلاقى بين العدل والرحمة منذ الأزل . وكما قلنا عن الله أن عدله مملوء رحمة ، ورحمته مملوءة عدلاً . وعلى الصليب رأينا نحن هذا التلاقى بين العدل والرحمة . وهو تلاق دائم . ولكننا نحن كبشر ، رأيناه على الصليب رأينا هذه الصورة الجميلة ، التى أعطت لعقولنا البشرية مفهوماً عن تلاقى العدل والرحمة .

30

حول إعادة المعمودية

سؤال

هل المعمودية تعاد ؟! ألسنا نقول فى قانون الإيمان " نؤمن بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا " ؟ ألم يقل الكتاب المقدس " معموديو واحدة " (أف4 :5) ؟

جواب

نعم ، قد قال الكتاب " معمودية واحدة " . ولكن ليتنا نقرأ الآية كاملة ، حيث تقول " إيمان واحد ، معمودية واحدة " (أف4 : 5) . فحيثما يوجد الإيمان الواحد ، توجد معه المعمودية الواحدة . ولذلك نحن لا يمكن مطلقاً أن نعيد معمودية إنسان تعمد فى كنيسة لها نفس إيماننا الأرثوذكسى . كذلك المعمودية ، ينبغى أن يقول كاهن شرعى له كل سلطانه الكهنوتى الذى لا يسمح له باجراء سر المعمودية المقدس ، مؤمناً بكل فاعلية هذا السر فمثلاً الكنائس التى لا تؤمن بسر الكهنوت ، وليس الها كهنة ، كما لا يؤمن بأن المعمودية سر ، ولا تؤمن بفاعلية المعمودية كما نؤمن ، فكيف نقبل معموديتها . ونفس الوضع مع الكنائس التى تؤمن بسر المعمودية وفاعليته ، وبسر الكهنوت . ولكنها مغلقة علينا بحروم الآباء . ينبغى أن تزال الحروم أولاً ، ثم نقبل أسرارها الكنسية .

31

هل هناك مكان ثالث للسجود ؟

 سؤال

قال السيد المسيح للمرأة السامرية " إنه تأتى ساعة ، لا فى هذا الجبل ، ولا فى أورشليم تسجدون للآب " (يو4 : 21) فهل تحمل هذه العبارةن نبوءة عن السجود فى مكان ثالث محدد غير هذين ؟ لأنى سمعت هذا من البعض .

جواب

كان اليهود أن السجود يكون فى الهيكل فى أورشليم ، لأن هذا هو المكان المقدس الوحيد الذى يقدمون فيه الذبائح . وما كانوا يؤمنون بأماكن مقدسة أخرى لباقى الشعوب ، ولا لأهل السامرة الذين بينهم وبين اليهود عداوة . أما أهل السامرة فكان لهم جبلهم المقدس . والسيد المسيح حينما قال عبارته للسامرية ، لم يشر مطلقاً إلى مكان ثالث ، ولم يحدد موضعاً آخر ، إنما قصد التعميم . أى أنه لا تختص أورشليم وحدها بالسجود ، ولا السامرة ، إنما يكون الإيمان لكل الشعوب والأمم ، ويكون السجود فى كل مكان مقدس على الأرض ، إنما " الساجدون الحقيقيون لله بالروح والحق " (يو4 : 23) . إنه لم يستبدل شعباً بشعب ، إنما فتح الباب للكل . ولو قصد السيد المسيح مكاناً ثالثاً ، لكان معنى ذلك بقاء فكرة " شعب الله المختار " مع تحوله إلى موضع آخر ، ولا يكون تعميم للدين . وهذا يتناقض مع قوله لتلاميذه القديسين " اذهبوا إلى العالم اجمع ، واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها  " (مر16 :15) . وقوله إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم " (متى 28 :19) وقوله كذلك " وتكونون لى شهوداً فى أورشليم وكل اليهود والسامرة وإلى أقصى الأرض " (أع1 : 8) . إن السيد المسيح لم يلغ أورشليم (القدس) أو يستبدلها بمكان آخر ، فمازالت شعوب العالم اجمع إلى الآن تذهب إلى أورشليم وتسجد هناك ولكنه يريد الساجدين الحقيقيين ، الذين يسجدون بالروح والحق . وكان هذا هو هدف حديثه مع السامرية ، التى كانت ترى عائقاً أمام إيمانها العداوة التى بين اليهود والسامريين ، واختلاف أماكن السجود ، فكان الحل الذى قدمه لها السيد المسيح هو : ليس المهم فى أين يكون مكان السجود ، إنما المهم هو أن يسجد الإنسان بالروح والحق ، فى أى مكان . لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له . الله روح . والذين يسجدون له ، فبالروح والحق ينبغى أن يسجدوا "(يو4: 23، 24). أين إذن هذا  المكان الثالث ؟ لااشارة ، ولا تحديد ، ولا نبوة .

إنما شرح لمعنى السجود الحقيقى وعدم تقيده بمكان

32

هل الشيطان أطلق من سجنه واقتراب اليوم الأخير ؟

سؤال

قرأنا فى احدى الجرائد رأياً يقول إن الشيطان اطلق من سجنه سنة 1967م ، وأننا نقترب من اليوم الأخير .  فما رأيكم ؟

جواب

ولماذا اختار صاحب هذا الرأى سنة 1967م بالذات ؟ على أى أساس من الكتاب المقدس ؟ وبأى حساب ؟ إن كثيرين من فبل وضعوا تواريخ مثل هذه لنهاية الأيام . ولعل فى مقدمتهم شهود يهوه . فقالوا إن المسيح سيملك سنة 1914م . وجاء الموعد ، ولم يأت المسيح !! والسبتيون أيضاً ، والبلاميس ، وآخرون ، تنبأوا عن نهاية الأيام ، وتحدوا بصورة مذهلة قول الكتاب ، على فم السيد المسيح نفسه ، لرسله القديسين :

" ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التى جعلها الآب فى سلطانه وحده " (أع1 : 7) . " أليس أن الذى يفعل هذا ، إنما يرتئى فوق ما ينبعى " حسبما قال الرسول (رو12 : 3) . لماذا يقرر البعض أموراً هى فوق مستواهم ، وفوق قدرة إدراكم البشرى ؟! وإنما هى فى سلطان الآب وحده . والآن لنبحث ماذا يحدث عندما يحل الشيطان من سجنه ؟ يقول الكتاب : " ثم متى تمت الألف سنة ، يحل الشيطان من سجنه ، ويخرج ليضل الأمم الذين فى أربع زوايا الأرض " (رؤ20: 7 ، 8) . فهل تمت الألف سنة فى عام 1967؟ وبأى حساب ؟ ثم هل الشيطان فى ال 22سنة منذ ذلك التاريخ قد أمكنه أن يضل الأمم ؟! يقول السيد المسيح " ولو لم تقصر تلك الأيام ، لم يخلص جسد . ولكن لأجل المختارين تقصر تلك الأيام لأنه سيقوم مسحاء كذبة ، ويعطون آيات عظيمة وعجائب ، حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضاً " (متى 24 : 22 24) . فهل حدث شئ من هذا ، والشيطان منطلق من سجنه ، يعمل بكل قوته ، وهو يعلم أن له زماناً يسيراً (رؤ20 :3) . إن احتيار عام 1967 كان اختياراً غير موفق ! على الأقل بالنسبة إلينا فى مصر . ففى عام 1967 بدأ حفر اساسات الكاتدرائية الكبرى ، وافتتحت سنة 1968. وفى 2 ابريل 1968 ظهرت العذراء فى الزيتون ، وحدثت نهضة روحية كبيرة نتيجة لهذا الظهور ومعجزاته . فهل هذا يحدث ، وقد اطلق الشيطان من سجنه ؟! وعلى الصعيد العالمى ، فى أثناء السنوات الماضية بعد النبوءة المزعومة عن اطلاق الشيطان حدث أن جورباتشوف بدأ فى سياسة حرية الضمير ، وانتعشت الكنيسة فى روسيا . واتفقت امريكا وروسيا على الصواريخ المتوسطة المدى ، والعالم يفكر الآن فى الغاء الأسلحة الكيميائية والأسلحة المدمرة فهل هذا يحدث بعد حل الشيطان من سجنه ؟! إن الشيطان حينما كان فى حريته قديماً ، استطاع أن يوقع كل أمم العالم فى عبادة الأصنام ، فانتشرت الوثنية والعبادات البدائية .  وبقى اليهود فقط يعبدون الله . وقعواهم أيضاً فى الوثنية وعندما تأخر موسى على الجبل مع الله ، وعبد بنو اسرائيل  العجل الذهبى ، من كان يعبد الله وقتذاك ؟ إثناء فقط هما موسى ويشوع ؟ مخيفة هى الأيام التى يحل فيها الشيطان من سجنه ، ليضل الأمم ولو لم يقصرها الله ، لا يخلص أحد . فهل هى أيامنا هذه التى تمتلئ فيها الكنائس بالمصلين ، ويتناول فى كل كنيسة مئات أو آلاف من التائبين . وعندما يحل الشيطان من سجنه يكثر الأنبياء الكذبة والمسحاء الكذبة ، حسبما قال الرب " ويعطون آيات عظيمة وعجائب ، حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضاً " (متى 24 : 24) . فأين كل هؤلاء وعجائبهم من أيامنا ثم أن نهاية الأيام لها علامات كثيرة لم يتم منها شئ : ماذا عن " ضد المسيح " Anti Christ   الذى يسميه البعض (المسيح الدجال) الذى وصفه الرسول بأنه " المقاوم والمرتفع على كل ما يدعى إلهاً أو معبوداً ، حتى أنه يجلس فى هيكل الله كإله " (2تس 2 :4) " الذى مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات وعجائب كاذبة وبكل خديعة الإثم فى الهالكين " . وماذا عن الارتداد العام الذى يعقب مجئ ضد المسيح وعجائبه ؟ وماذا عن النبوءات حول أخنوخ وإيليا . وماذا عن إيمان اليهود (رو11 : 26) . وماذا عن عبارة " حتى نكمل أزمنة الأمم " (لو21 : 24) ، وعبارة " إلى أن يدخل ملء الأمم " (رو11 : 25) . علامات أخيرة هى إنحلال الطبيعة يقول الرب " وللوقت بعد ضيق تلك الأيام ، تظلم الشمس ، والقمر لا يعطى ضوءه ، والنجوم تسقط من السماء ، وقوات السماء تتزعزع " (مت 24) . حقاً إن الأمور اللاهوتية تحتاج إلى تواضع قلب . فلا يجوز أن ندعى المعرفة بكل شئ . فكأن موضوعات مثل موعد حل الشيطان منسجنه ، ونهاية الأزمنة أن سئلنا عنها نقول دون أن نخجل " إننا لا نعرف " . ولا ندعى المعرفة ونرتئى فوق ما ينبغى !!

الكتاب يقول إن الشيطان يقيد ألف سنة . ومتى تمت الألف سنة يحل من سجنه . فكيف  انتهت الألف سنة بعام 1967 ؟ بأى حساب ؟ سواء الحساب الرمزى أو الحرفى ؟ إنه أمر خطير جداً ، لإنه كلما تخطر لنا فكرة ، نقدمها للناس كتعليم ! " ومن له أذنان للسمع فليسمع " (متى 13 : 9) .

33

من هم الأدفنتست السبتيون ؟

سؤال

من هم الأدفنتست السبتيون ؟

جواب

الأدفنتست هم بدعة خطيرة تشترك مع شهود يهوه فى كثير من الأخطاء الخطرة ومن أشهر بدعهم :

1 يؤمنون أن السيد المسيح هو الملاك ميحائيل .

2 يؤمنون أن السيد المسيح قد ولد بالخطيئة الأصلية .

3 يلقبون الروح القدس " نائب رئيس جند الرب" .

4 يؤمنون بأن السبت هو يوم الرب بدلاً من الأحد .

5 لا يؤمنون بخلود النفس .

6 يؤمنون بثلاث مجيئات للسيد المسيح .

7 يؤمنون بالملكوت الأرضى وأن السماء سوف لا تكون للبشر .

8 يؤمنون بفناء الأشرار لا بعذابهم .

9 لا يؤمنون بالكهنوت ، ولا بالشفاعة ، ولا بكثير من الأسرار الكنسية .

10 ولهم بدع أخرى كثيرة سنعرض لها فيما بعد إن شاء الله .

يضاف إلى هذا أن أصلاً بروتستانتياً ، ينكرون فيه التقليد ، وإكرام القديسين ، والشموع والبخور والمذبح ، وكل الطقوس الكنسية ، والقوانين الكنسية ، والمجامع والآباء والكهنوت أرجو بنعمة الله أن أصدر لكم كتاباً عنهم نرد فيه على بدعهم ، وبخاصة فى الكتب التى أصدرته زعيمتهم (ألن هوايت)

34

هل أبطل البخور فى العهد الجديد ؟

سؤال

قال البعض ان البخور كان يستخدم للتخلص من رائحة الدم فى ذبائح العهد القديم . فلما أبطلت الذبائح الدموية فى العهد الجديد ، أبطل البخور تبعاً لذلك . فهل هذا صحيح ؟

جواب

هذا الكلام غير صحيح فتقديم البخور كان عملاً قائماً بذاته ، يمكن أن يقوم به الكاهن بلا ذبائح . فلما ضرب الله بنى اسرائيل بالوبأ ، أمر موسى هرون رئيس الكهنة أن يرفع البخور ، ويقف بين الموتى والأحياء . وبتقديم البخور قبل الله الشفاعة ووقف الوفأ (لو16 :48) . ولم تقدم ذبيحة ،  ولم تكن هناك رائحة دم . بل البخور وحده كذلك كان هناك مذبح قائم بذاته يسمى " مذبح للبخور " (خر30 : 1) . وكان هرون يوقده كل صباح ، وكل عشية ، " بخوراً دائماً أمام الرب " . ولا علاقة له بالذبائح . كان البخور فى حد ذاته يعتبر ذبيحة . لذلك سمى مكان تقديمه " مذبح البخور " . ونقرأ عن زكريا الكاهن عندما بشره الملاك بالحبل بيوحنا المعمدان أنه كان " يكهن فى نونه فرقته أمام الله حسب عادة الكهنوت ، أصابته القرعة أن يدخل إلى هيكل الله ويبخر " فظهر له ملاك الرب واقفاً عن يمين مذبح البخور " (لو1 : 8 11) . كان البخور فى حد ذاته ذبيحة . ولم تكن هناك ذبيحة دموية قصد بالبخور أن يزيل رائحة لدم فيها ونلاحظ نفس الوضع فى العهد الجديد فى سفر الرؤيا . فهناك ملاك قدم بخوراً كثيراً مع صلوات القديسين " فصعد دخان البخور مع صلوات القديسين من يد الملاك أمام الله " (رؤ8 :3 ،4) . ولم تكن هناك ذبائح دموية . أنظر أيضاً بخور الأربعة والعشرين قسيساً (رؤ5 : 8) . كان قائماً بذاته ، لم تكن معه ذبيحة حيوانية ، وظل قائماً فى العهد الجديد . لم يكن البخور مجرد طقس مرتبط بالذبيحة الحيوانية ، يتأثر بها . بل هو عمل روحى ، كصلوات القديسين ، له فاعليته .

35

الشموع فى الكنيسة

سؤال

لماذا توقد الشموع فى الكنيسة ، مع وجود الكهرباء ؟

جواب

الشموع طبعاً للإضاء . وكانت تستخدم قديماً ، لأنها تعطى ضوءاً خافتاً . وهذا الضوء يوحى بالخشوع والرهبة ، أكثر من الباهرة . ولذلك نجد الكنائس التى تضاء بالشموع فقط ، أكثر رهبة . وهى تستخدم الآن مع وجود الكهرباء ، فى الحالات الخاصة التى نشعر الناس فيها بتركيز معين على النور . فتستخدم مثلاً فى قراءة الإنجيل ، لأننا نستنير به ، إذ يقول الكتاب " سراج لرجلى كلامك ، ونور لسبيلى " (مز119) . ويقول أيضاً " كلمة الرب مضيئة تنير العينين " (مز19) . وتستخدم حينما توضع أمام أيقونات القديسين ، إشارة إلى أن القديس كان نوراً للعالم ، وأيضاً كان كالشمعة يذوب لكى ينير للآخرين . ولأن الشمع ينير بالزيت الذى فيه ، الزيت يرمز إلى الروح القدس ، فإن نور الشموع يوحى بأن القديس لم يكن منيراً بذاته ، إنما بنعمة الروح القدس فيه . ونحن نوقد الشموع أيضاً إشارة إلى وجود الملائكة ، الذين هم أيضاً أنوار و " نار تلتهب" . وهناك شمعدانان يوضعان على على المذبح إشارة إلى الملاكين اللذين ذكرا فى قصة القيامة . ونحن ننير الشموع فى لحظات معينة أثناء القداس الإلهى ، وبخاصة أثناء صلوات تقديس الأسرار ، إشارة إلى وجود الرب نفسه ، الذى هو " النور الحقيقى الذى يضئ لكل إنسان آت إلى العالم " . فحلوله حلول النور . والشمامسة حينما يمسكون الشموع فى أيديهم ، إنما يشيرون إلأى أن خدام الكنيسة يحملون النور إلى العالم للهداية ، فهم حملة المشاعل ، كما أنهم هم أيضاً منيرون كملائكة الله فى السماء . والشموع تشير إلى النور عموماً ، إلى حياة البر التى يريدها الله للناس . فقد شبه الكتاب الخير بالنور ، والشر بالظلمة ودعى الأبرار " أبناء النور " والأشرار أبناء الظلمة . وقد قال الرب " سيروا مادام لكم النور ، لئلا يدرككم الظلام " . والشموع فى الكنيسة ، ترمز إلى أنها المكان الذى يوجد فيه النور . والنور أيضاً يشير إلى حالة تجلى الأبرار ، كما حدث لموسى وايليا على جبل طابور ، وكما سنتقوم فى الأبدية بأجساد نورانية . والشمامسة وهم يحملون الشموع خلف الكاهن أو حلوله ، يذكروننا بالخمس عذارى الحكيمات وهن يحملن مصابيحهن ، اشارة للاستعداد . ليتنا نقدم لك ( الشموع ) كموضوع مستقل ، لا كسؤال

36

عن يمين الآب

سؤال

ماهى الأدلة على صعود الرب وجلوسه عن يمبن الآب ؟ وأين وردت هذه المعجزة ؟

جواب

وردت هذه المعجزة أولاً فى الإنجيل ، لمعلمنا القديس مرقس :

فقد جاء فى آخره " ثم أن الرب بعد ما كلمهم ، ارتفع إلى السماء وجلس عن يمين الله " (مر16 :19) . وورد ذلك فى سفر الأعمال ، فى أكثر من موضع : فبعد لقاء الرب الأخير مع تلاميذه ، وقوله لهم " لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم ، وحينئذ تكونون لى شهوداً " . " لما قال هذا ، ارتفع وهم ينظرون ، وأخذته سحابة عن أعينهم " ثم قال لهم الملاكان " إن يسوع هذا الذى ارتفع عنكم إلى السماء ، سيأتى هكذا كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء " (أع1 : 11) . كذلك فى رؤيا القديس اسطفانوس الشماس وقت رجمه " شخص إلى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس ، فرأى مجد الله ، ويسوع قائماً عن يمين الله . فقال ها أنا أنظر السموات مفتوحة ، وإبن الإنسان قائماً عن يمين الله " (أع7 : 55 ، 56) . وما أكثر الدلالات فى الرسالة إلى العبرانيين : فقد ورد فى أولها عن السيد المسيح إنه " بعد ما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا ، جلس فى يمين العظمة فى الأعالى " (عب1 :3) . وفى حديث القديس بولس عن السيد كرئيس كهنة قال " وأما رأس الكلام ، فهو أن لنا رئيس كهنة مثل هذا ، قد جلس فى يمين عرش العظمة فى السموات " (عب8 :1) . وقد وردت نبوة عن هذا فى سفر المزامير . إذ يقول داود النبى بالروح " قال الرب لربى : اجلس عن يمينى ، حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك " (مز110 :1) . إن جلوس السيد عن يمين الآب ، حقيقة شرحنا معناها فى الجزء الأول .

37

التكفير عن الخطايا

سؤال

إذا فعل إنسان خطية ، فهل يمكن أن يكفر عنها بحسنة من الحسنات ، أو بعمل رحمة ؟

جواب

إن الكتاب يقول " أجرة الخطية هى موت " (رو6 :23) . ولا نجاة من حكم الموت ،إلا بموت المسيح عنا ، فهو الكفارة الوحيدة عن خطايانا (رو3: 24، 25) (1يو2 :2) (1يو4 :10) . ولا يستحق هذا الدم وهذه الكفارة إلا المؤمن بهما (يو3: 16). ويشترط أن يكون تائباً ، نائلاً نعمة المعمودية (.أع2 :38) (لو13 :3،5) . ولا يخلص الإنسان بأعماله (بدون إيمان . أياً كانت حسناته وقال الكتاب عن فداء المسيح " ليس بأحد غيره الخلاص " (أع4 :12) . أما عن عمل الرحمة ، فإنه يحنن قلب الله الذى قال : " طوبى للرحماء فإنهم يرحمون " . ولكن عمل الرحمة بدون توبة وبدون لا يمكن أ، يخلص أحداً . ولكن من أجل الرحمة تفتقد النعمة قلب الإنسان وتدعوه إلى التوبة ، فإن تاب يستحق الدم فتغفرله خطاياه .

38

موعد عمل الميرون

سؤال

عمل الميرون كان أحياناً فى الأسبوع السادس من الصوم وأحياناً فى أسبوع البصخة . فأيهما أفضل ؟

جواب

فى الواقع أن عمل الميرون فى غير أيام البصخة أفضل . ذلك لأن قراءات الميرون ستختلط بقراءات البصخة ، ومواعيده ، كما أن أيام البصخة تفرغ كامل لآلام المسيح ، فكيف ننشغل أثناءها بالميرون ؟ وهى أيضاً أيام حزن ، والميرون عيد يمكن أن يليق به نسك الصوم وليس حزن البصخة . والنظام الأصلى من أيام القديس أثناسيوس لم يكن فى البصخة .

39

الميرون بين الدير والبطريركية

سؤال

كان صنع الميرون يتم على مدى زمن طويل فى الدير ثم نقل عمل ذلك إلى البطريركية ، واستقر فيها ، فلماذا ؟ ولماذا عاد هذه المرة إلى الدير .

جواب

كان عمل الميرون فى الدير مناسباً جداً ، لقدسية المكان من جهة ، ولأنه بعيد عن ضوضاء العاصمة وضجيجها من ناحية أخرى . فلماذا إذن نقل إلى البطريركية بالقاهرة ؟ حدث ذلك لسبب غير كنسى ، وإنما بسبب المواصلات .كانت الأديرة يصل إليها بالجمال (بالإبل) ، لأنه لم يكن هناك طريق صحراوى مسفلت كما هو الآن تمر عليه العربات بسهولة وتصل إلى الدير بسرعة كأيامنا . إنما الطريق فى رمل الصحراء بالجمل ، شاق ويستغرق زمناً طويلاً ، فكم يكون شعور راكبه وعلى الجمل جمدانات زجاجية محملة بالميرون المقدس وبالغاليلاون ، تهتز باهتزاز الجمل فى سيره ، وعرضه للكسر والانسكاب ، على مدى رحلة تستغرق زمناً طويلاً ؟! وقد حدث فعلاً فى إحدى المرات أن انكسرت جمدانة (إناء زجاجى كبير) من هذه الجمدانات ، ولحسن الحظ كانت من الغاليلاون وليس من الميرون ، فحزن البابا جداً ، وقرر عمل الميرون فى القاهرة ، واستمر الأمر هكذا من البابا ال89 حتى الآن ، حيث تغيرت الظروف ، واصبحت أسباب المواصلات التى دعت إلى هذا التغيير لا وجود لها ، ولا خطر من كسر أوانى زجاجية أو إنسكابها ، بل هناك أوانى غير زجاجية لتعبئة الميرون (بلاستيك مثلاً) . لذلك عاد عمل الميرون إلى الدير كما كان

40

ماهو الغاليلاون؟

سؤال

سمعنا أنه فى يوم الخميس 16/4/71 تم تقديس زيت الميرون والغاليلاون . فما هو الغاليلاون ؟ وما هو استعماله ؟ وكيف يتكون ؟ وما معنى تقديسه ؟

جواب

كلمة غاليلاون من كلمتين يونانيتين مدمجتين معاً ، ومعناها زيت البهجة أو زيت الفرح أو زيت التهليل .

وهو الزيت الذى يدهن به الإنسان قبل عماده ، فى طقس جحد الشيطان ، ووظيفته أن يمنع عن المدهون به الأرواح المضلة به الأرواح المضلة والتى تحاول عرقلة الإيمان أو تغرس فى المعمد " إن كان كبيراً " أفكار التجديف . إلخ

ويقول الكاهن حينما يدهن الطفل بزيت الغاليلاون :

" أدهنك بزيت الفرح لتغرس فى شجرة الزيتون الحلوة من قبل عمادك " . وقديماً كانت الكنيسة تدهن به الموعوظين المقبلين إلى الإيمان ، الذين تعدهم للاستنارة واقتبال سر المعمودية . ولذلك كان يسمى زيت مسحة ووعظ . 0أما تركيب الغاليلاون ، فهو يتركب من ثلاثة أشياء :

( أ ) زيت الزيتون النقى .

( ب ) اتفال الطبخات الأربع لزيت الزيتون المقدس ، وتشمل فى طبخاتنا الحالية 23 مادة من مواد الميرون المقدس .

( ج ) خميرة الغاليلاون القديمة التى توضع على طبخة الغاليلاون بغلى أتفال الميرونمع زيت الزيتون . ويصلى على الغاليلاون صلاة خاصة بتقديسه ، تتلى عليه بعد الصلاة على الميرون ، ويشترك فيها مع قداسة البابا الآباء الأساقفة . ثم يرشم قداسة البابا الغاليلاون ، كما سبق له رشم الميرون المقدس . وقديماً كان يمسح بهذا الزيت ، زيت الفرح ، الملوك والكهنة . لأن المسحة القديمة التى أمر الرب بها موسى النبى ، كانت تتكون من بعض مواد الميرون كما ورد فى (خر30) وطبعاً يختلف عنها الميرون فى أنه اضيفت إليه الأطياب والحنوط التى كانت على جسد المسيح . وهذه لم تكن موجودة فى العهد القديم طبعاً ، وفى هذه يختلف الميرون عن الغاليلاون   

41

أين يوضع قربان الحمل ؟

سؤال

بعض الكنائس تضع الطبق الذى يحوى قربانات الحمل ، داخل الهيكل ، على رف أو كرسى ، وأحياناً يضعونه على المذبح بعد القداس إلى الإنتهاء من صلاة البركة ؟ فهل هذا جائز ؟

جواب

لايجوز أن تدخل إلى الهيكل ، سوى خبزة واحدة ، قربانة واحدة ، هى التى يصلى الكاهن القداس عليها لتقديسها وتحويلها ويتناول المؤمنون منها اما دخول قربانة آخرى إلى الهيكل ، فهو خطأ واضح . وبالأحرى يكون الخطأ أكبر ، إن وضع طبق قربان الحمل على المذبح . وقد حددت قوانين الكنيسة ما يمكن وضعه على المذبح ، إذ ليس هو مائدة عادية ! طبق قربان الحمل يوضع خارج الهيكل ، فى مكان متفق عليه . وقد تمت الرشومات عليه خارج الهيكل أيضاً ، واختيرت منه قربانة للتقديس خارج الهيكل ، قبل تقديم الحمل .

42

متى يوزع القربان العادى ؟

سؤال

القربان العادى ، الذى نأخذه من القرابنى ، البعض يأخذه وهو داخل الكنيسة ، فهل هذا جائز، أم نأخذه فقط عند الإنصراف من الكنيسة بعد نهاية القداس ؟

جواب

الأمر السليم هو أخذ هذا القربان عند الانصراف من الكنيسة بعد نهاية القداس ، وبعد سماع البركة وأخذ التسريح . فالأصل أن الناس يحضرون إلى الكنيسة صائمين ، ويحضرون القداس صائمين ، وفى انصرافهم تعطيهم الكنيسة خبرة بركة . وكانت الكنائس قديماً تقيم حفل أغابى ( محبة ) يتناول فيه الشعب إفطارهم معاً بعد خروجهم من الكنيسة ، وكانت له قاعة خاصة ، وكان أثرياء المؤمنين يتناوبون فى إعداده باسم الكنيسة . ولما انقرضت هذه العادة تقريباً ، إلا  فى مناسبات قليلة ، أكتفى بالقربانة يأخذها المؤمن عند انصرافه ، ويكون الجميع بذلك قد أكلوا من طعام واحد هو القربان . أما توزيع القربان عند دخول الكنيسة ، فلا معنى له ولا هدف من الناحية الرعوية ، كما أنه يعطى بعض الأطفال فرصة يأكلون فيها من هذا القربان أثناء القداس ، ما يعوقهم عن التناول !

43

الشماس وتوزيع لقمة البركة

سؤال

هل يجوز للشماس أن يقطع ويوزع لقمة البركة على الشعب فى الكنيسة كما يحدث فى كنيستنا ، فى .. ؟ وهل يجوز أن يحدث هذا أثناء توزيع الكاهن للأسرار المقدسة ، انقاذاً للوقت ، حتى ينصرف الشعب بسرعة ؟

جواب

المفروض أن الكاهن هو الذى يوزع لقمة البركة ( الأولوجية ) على الشعب ، فى انصرافهم من الكنيسة ، بعد نهاية القداس وتلاوة البركة على الشعب . وحينما يأخذ المؤمنون هذه الأولوجية من اليد التى كانت تحمل جسد المسيح منذ دقائق ، يكون لهذ الأمر وقع أفضل فى قلوبهم ، شاعرين أن البركة من يد الأب ، من يد كاهن الله وأيضاً فى توزيع الكاهن للبركة فرصة له يعرف بها من حضر إلى الكنيسة ، ومن غاب ، فيسأل عنه ويسعى إلى افتقاده . وأحياناً تكون فرصة يقول بعض ألفاظ لشعبه ، أو يقولون له . إنها صلة على أية الحالات لها نفعها فرصة قد يقول فيها لأحدهم عبارة تهنئة ، ولآخر  عبارة تعزية ، ولآخر عبارة تشجيع أو عبارة دعاء وقد يطلب فيها البعض موعداً أو صلاة لأمر ما ، أو يعد فيها آخر بزيارة قريبة وهى فرصة أيضاً يأخذ فيها الشعب بركة أبيهم الكاهن ، ويسلمون عليه قبل انصرافهم من الكنيسة أما الشماس فهو واحد منهم وعموماً يندر أن يوجد حالياً أحد فى درجة شماس كامل ( دياكون ) ، متفرغ للخدمة ، ويلبس ملابس الاكليروس . غالبيتهم فى درجة أغنسطس أو ايبدياكون ، لا أكثر . أما توزيع لقمة البركة ، أثناء توزيع الأسرار المقدسة ، فهذا أمر غير لائق بتاتاً وهو انشغال عن تلك السرائر الإلهية بشئ آخر ، ولا يليق فى تلك اللحظات سوى التسبيح . وعبارة ( إنقاذاً للوقت ) تعليل غير مقبول ، فالوضع الروحى أولاً ، وله الأهمية . أما الوقت فيمكن التحكم فيه بطرق أخرى . ولا يجوز أن نخطئ روحياً بحجة الوقت ! كمن ينصرف من الكنيسة قبل البركة والتسريح ، بحجة الوقت ..! أو من يخرج من الكنيسة أثناء القداس ، وفى لحظات مقدسة ، بحجة الوقت !! 

44

الشمامسة والتناول

سؤال

هل يجوز أن شماساً يلبس التونية ، يحضر القدس ولا يتناول بحجة أنه يخدم خارج الهيكل ؟ وهل يجوز أن معلم ( مرتل ) الكنيسة يخدم ولا يتناول ؟

جواب إن كان شماس لا يتناول ، فمن المفروض أنه لا يلبس التونية ، لأن التونية هى الرداء الخاص بخدمة المذبح . ولا يجوز أن شماساً يخدم المذبح ولايتناول  ولا يوجد فى طقس الكنيسة تفريق من جهة التناول بين شماس يخدم داخل المذبح ، أو شماس يخدم خارج المذبح كلهم شمامسة ، المفروض أن يكونوا مستعدين للتناول ، وإلا يكونون قدوة سيئة للشعب . لأن عدم الاستعداد للتناول ، سببه إما الافطار وإما عدم التوبة أو الاستعداد الروحى . وكل هذا يمنع الخدمة . والذى يمنع التناول يمنع الخدمة أيضاً بل المفروض أن الشعب كله يحضر إلى الكنيسة ، وهو صائم ، وأيضاً مستعد روحياً ، لأنه كما قال الرتل فى المزمور " ببيتك تليق القدسة يارب

" . ( مز92 ) . قديماً كان كل الذين يحضرون ( قداس القديسين ) يتناولون فكم بالأولى الشمامسة ، وكم بالأولى الذين يلبسون التونية !!  أما حضور الشماس لمجرد لأن يرتل الألحان ويمضى !! فهو أمر غير جائز قانونياً . وإن كان لا يريد التناول ، أو غير مستعد لذلك ، فمن واجب الكاهن أن لا يرشم له التونية .

45

هل يمكن للشماس أن يناول الكأس ؟

سؤال

وصلنا هذا السؤال من : " ق . ب  غ " بأمريكا

" إذا كان عدد المتناولين كبيراً ، فهل يمكن للشماس أن يساعد الكاهن بأن يناول الكأس " ؟

جواب

إذا وجد كاهن آحر فى الكنيسة ، فهو الذى يقول بالمناولة ولا يجوز للشماس حينئذ أن يناول الكأس ، إذ ليست هناك ضرورة ملزمة . أما إذا كان الكاهن وحده ، فهناك شرط جوهرى يجب توافره فى الشماس الذى يسمح له بذلك ، فى حالة عدم قدرة الكاهن الخديم على مناولة الكل والشرط هو : أن يكون الشماس فى درجة دياكون على الأقل ويكون بحكم الرتبة متفرغاً للخدمة الكنسية ، وله زى الإكليروس . فلا تكون له وظيفة دنيوية ، ولا يكون خارج الكنيسة مرتدياً لباس العلمانيين ويكون معروفاً لدى الشعب أنه مكرس للخدمة الدينية ، حسبما تقول القوانين الكنيسة " أيما أسقف أو قس أو شماس اشتغل بعمل من أعمال الدنيا ، فليقطع " . مثل هذا الدياكون المكرس ، إذا ناول الكأس فى حالة عدم وجود كاهن شريك فإنه لا يعثر الشعب . أما لغير أصحاب درجة دياكون ، فلا يجوز . لأن خدمة المذبح ، ومناولة الأسرار المقدسة ، ليست لكل أحد وبل لخدام المذبح المتفرغين لخدمته ، كل حسب رتبته . مثل هذا الدياكون المكرس ، إذا ناول الكأس فى حالة عدم وجود كاهن شريك فإنه لا يعثر الشعب . أما لغير أصحاب درجة دياكون ، فلا يجوز . لأن خدمة المذبح ، ومناولة الأسرار المقدسة ، ليست لكل أحد وبل لخدام المذبح المتفرغين لخدمته ، كل حسب رتبته .

46

زفة للشماس المتنيح

سؤال

هل كل شماس يتوفى ، يمكن أن يزف فى الكنيسة بعد الصلاة عليه ، إذ قد وضعت عليه اليد ؟

جواب

المعروف أن الآباء الكهنة يزفون بالألحان حول المذبح الذى خدموه وكرسوا حياتهم له . أما من جهة الشمامسة ، فإن كان هناك شماس كامل ، مكرس للخدمة ، لا عمل له سوى كونه شماساً ، وقد وضعت عليه اليد ، وأصبح يلبس ملابس الاكليروس ، فهذا إن زف جثمانه فى الكنيسة ، يكون أمراً مناسباً ، على اعتبار أنه تكرس لخدمتها . أما باقى رتب الشماسية من الأناغنوستيس إلى الإيبذياكون ، فهؤلاء لا توضع عليهم اليد . وليسوا متفرغين لخدمة المذبح .

47

الوعظ فى وقت التناول

سؤال

هل يجوز أن تلقى عظة فى وقت التوزيع ، أثناء تناول المؤمنين من السرائر المقدسة ؟

جواب

هذا الأمر غير جائز ، لأن فى ذلك عدم احترام لهذه اللحظات المقدسة ، وانشغال عن الأسرار وقت التناول يليق به التسبيح والترنيم والألحان إذا تقف الكنيسة لتسبيح الله على نعمته التى أغدقها ، بسماحه أن نتناول من جسده ودمه الأقدسين أما أن ننشغل عن كلمة الله بكلام الناس فهذا غير جائز وغير لائق ، لأننا نكون قد تناسينا السر العظيم الموجود على المذبح ، وأعطينا فكرنا وحواسنا لموضوع العظة .. ولاننسى أن الناس يسمعون العظة عادة وهم جلوس ، بينما وقت التناول لا يليق به الجلوس

48

أحد الرفاع والزواج

سؤال

هل يجوز الزواج فى أحد الرفاع ؟

جواب

لقد أصدرت البطريركية أمرها منذ سنوات إلى جميع الكنائس بمنع الزيجات يوم أحد الرفاع ؟ والسبب فى هذا هو توقع كسر الصوم لأنه من غير المتوقع أن يكون الزوجان صائمين فى صباح يوم زواجهما ، سواء من جهة الطعام أو من جهة امتناعهما عن المعاشرة الزوجية 55 يوم بعد الزراج مباشرة [ وهى فترة الصوم الكبير ] . والكتاب يقول " لا يستطيع بنو العرس أن يصوموا مادام العريس معهم " . فكإننا إن صرحنا لهم بالزواج يوم أحد الرفاع ، نكون قد صرحنا لهم ضمناً بكسر الصوم ، وهذا غير جائز . ونفس الوضع ينطبق على رفاع أى صوم ، حيث وجوب منع الزواج يوم الرفاع    

49

لماذا لا تدخل المرأة إلى الهيكل

سؤال

لماذا لا يصرح للمرأة بالدخول إلى الهيكل ؟ ما الفرق بينها وبين الرجل فى هذا الأمر ؟

جواب

الصل هو أن دخول الهيكل لخدام المذبح فقط ، ونعنى بهم رجال الكهنوت ومعهم الشمامسة ، وليس لأحد آخر . والذين ليسوا من الكهنة والشمامسة ، لا يدخلون إلى مذبح ، سواء فى ذلك الرجال أو النساء ، بلا فارق . ولذلك نرى أنه كانت فى الكنائس القديمة طاقة فى حجاب الهيكل ، يتناول منها المؤمنون السرائر المقدسة ، وهم وقوف خارج الهيكل ولهذا فإن الهيكل يرتفع ثلاث درجات عن أرضية الكنيسة رمزاً لدرجات الكهنوت الثلاثة التى يصل بها خدام المذبح إلى هذا الهيكل . ولما كانت المرأة ليست من الكهنوت ، لذلك لا تدخل الهيكل .

إذا ليس هناك تفريق بين الرجل والمرأة ، إنما هناك نظام واحد ينطبق على كليهما فى الدخول إلى الهيكل . ولعل البعض يسأل : هناك رجال ليسوا شمامسة ، ومع ذلك يدخلون إلى الهيكل ويتناولون فما السبب ؟ فى الواقع كان يسمح فقط للملك الأرثوذكسى الممسوح بالمسحة المقدسة ، على اعتبار أنه مسيح الرب هو أما باقى الذين يدخلون ، فلعل لهم سبب آخر ، هو : كثير من الرجال كانوا يرسمون فى إحدى درجات الشماسية ، وإن كانوا لا يلبسون ملابس الشمامسية ، ويدخلون الهيكل تشبهاً بهؤلاء ، وهذا خطأ تحاول الكنيسة أن تعالجه ، بأن تمنع الكل من دخول الهيكل ، حتى المرسومين أغنسطسيين ، ولكنهم لا يخدمون فى نفس يوم تناولهم على أن هناك خطأ آخر نلاحظة ، اقتضته ضرورة الظروف المهنية ، كأن يدخل الهيكل بعض من رجال البناء والهنسة والفن ، ولكن ليس فى وقت الخدمة . كما يدخل الهيكل بعض المصورين أو رجال الإذاعة والتلفزيون

50

حول المرأة الطامث

 سؤال

هل يجوز للمرأة الطامث أن تتناول ؟ وإن كان لا ، فلماذا ؟ بينما هذا شئ طبيعى لا ذنب لها فيه ؟! وإن جلست فى بيتها ، فهل يجوز لها الصلاة وقراءة الكتاب وباقى ألوان العبادة الخاصة ؟

جواب

فى البيت يجوز لها أن تعبد الله كما تشاء ، أما أن تتناول فى الكنيسة أو خارجها ، فهذا غير جائز إطلاقاً لا يجوز لإنسان أن يتناول ، إن كان يفيض دم من جسده ، سواء ذلك فى الرجل أو المرأة ، وكذلك أى فيض من الناحية الجنسية . وهذا واضح فى الكتاب وكثيرة هى النصوص الكتابية وكثيرة هى قوانين الكنيسة ، التى تثبت هذا الأمر ، الذى أصبح بديهياً فى عقول الناس ولعل البعض يسأل : ولكن الرجال لا يعاملون هكذا ، فإنهم إن احتلموا ، أو نزل فيض من جسدهم ، يدخلون الكنيسة ، ولا يمنعهم أحد ، ولا تمنعهم القوانين ، فلماذا المرأة إذن ؟ والجواب هو أنه أقصى ما يسمح للرجل أن يدخل الكنيسة بعد أن يتطهر جسدياً ، ولكن لا يسمح له بالتناول على أن هناك فارقاً أساسياً بين الرجل والمرأة فى فيض الجسد ، وهو أن الأمر طارئ وقتى بالنسبة للرجل ، ولكنه مستمر لأيام بالنسبة إلى المرأة . وهنا تبدو المساواة : إن كان عند الرجل مستمر ، يمنع هو أيضاً من دخول الكنيسة ، تماماً . يبقى السؤال : ماذنب المرأة ، وهذا شئ طبيعى ؟ لا ذنب . ولكن الله يريد أن يذكرنا دائماً بالخطية الأولى . فإن تذكرنا الخطية الأولى . نحس قيمة الفداء المدفوع عنا . الخطية أجرتها الموت . ومع أن المسيح مات عنا ، إلا أنه ترك علامة للذكرى ، سواء للرجل " بعرق جبينه يأكل خبزاً " أو للمرأة " بالوجع تحبلين وتلدين " ( تك ) . فى حالة الحبل ، تنقطع عادة المرأة ، وتتذكر الخطية الأولى عن طريق أوجاع الحمل ، ثم الولادة ثم النفاس وفى غير فترة الحمل تتذكر خطيئتها بالطمث وما يتبعه عن امتناع جميع المقدسات ، وليس فقط التناول والكنيسة أما الرجل فيتذكر الخطية الأولى بالتعب من أجل رزقة كل أيام حياته . والذكرى هى الهدف ، والوسيلة تختلف ليت هذا الأمر يقودنا إلى المنفعة الروحية ، لا إلى التذمر .

51

لماذا نطوب العذراء ؟

سؤال

لماذا نطوب السيدة العذراء ؟ هل بسبب بتوليتها ؟ أم بسبب إيمانها ؟ قرأت لأحد البلاميس إنه لا يجوز لنا أن نطوب العذراء كأم أو كبتول ! وأن الأمومة الجسدية ليست هى الأمومة التى يكرمها الرب ! وأن الله لا يفهم وزناً روحياً للعلاقات العائلية الطبيعية أو القرابة الجسدية وأن تطويبها هو بسبب إيمانها فقط . فما هو المفهوم الأرثوذكسى لكل هذه الأمور ؟

جواب

نحن نطوب العذراء على كل هذه الأمور : على أمومتها للرب ، وبتوليتها ، وإيمانها ، وحياتها المقدسة . كل ذلك معاً ، وبخاصة كونها والدة الإله ، لأنها تميزت بهذا على كل نساء العالم وكما نقول لها فى اللحن " نساء كثيرات نلن كرامات . ولم تنل مثلك واحدة منهن " ( أم31 ك 29) . حقاً إن القديسة أليصابات قالت لها " فطوبى للتى آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب " (لو1 : 45) . ولكن هذا الذى آمنت أنه سيتم ، هو أنها ستصبح والدة الإله . كما أن أليصابات لم تحضر تطويبها فى هذا الإيمان ، بل قالت أيضاً قبله " من أين لى أن تأتى أم ربى إلى " ( لو1 : 43) . وقالت أيضاً فى تطويبها " مباركة أنت فى النساء ، ومباركة هى ثمرة بطنك " ( لو1 : 43) . وكل هذا تركيز على كونها والدة الإله . ولا يجوز أن نأخذ عبارة واحدة من نطويب القديسة أليصابات للقديسة مريم ، ونترك باقى الآيات التى تعطى صورة كاملة عن " الحق الكتابى " ونريد أن نقول إن كون القديسة مريم بتولاً ، ووالدة الإله ، إنما هاتن صفتان ترتبطان بقضية الخلاص ذاتها . .فما كان ممكناً أن يتم الخلاص بدون التجسد ، والتجسد معناه أن يولد الرب من  إمرأة . من إنسانة بنفس طبيعتنا ، وبهذا يمكنه أن ينوب عن البشر . ولهذا كان السيد المسيح يصر على تلقيب نفسه (إبن الإنسان ) ، لأنه بهذه الصفة ، خلص البشرية ، ولم يصر إبناً للإنسان ، إلاببنوته من مريم . ولهذا فإن لقب ( والدة الإله ) الخاص بمريم العذراء ، هو لقب يتعلق بالفداء ، أو الخلاص ، الذى يتم بدون التجسد. وهل بتولية العذراء لها أيضاً علاقة بموضع الخلاص ؟ طبعاً ، بتولية العذراء لها علاقة بموضوع الخلاص . لأن المسيح ما كان ممكناص أن يولد نتيجة زرع بشر طبيعى من رجل لإمرأة ، ويصير إنساناً عادياً !! بل كان لابد أن يولد من عذراء ، بطريقة غير طبيعية ، بالروح القدس ، له أب واحد هو الله وهكذا لا يولد بالخطية الأصلية ، وإذ يكون هكذا قدوساً ، يمكن أن يفدى الخطاة . لماذا إذن لا نطوب العذراء على أنها بتول ووالدة الإله ، وبخاصة لأن هذين الأمرين لازمان  لخلاصنا ؟ وأية منفعة تراه يحصل عليها إنسان ، أياً كان مذهبه المسيحى ، من عدم تطويب العذراء على كونها والدة الإله ، وعلى بتولاً ؟! وقد طوب القديس بولس البتولية وقال إنها أفضل (1مو7) . ثم إن العذراء حينما قالت " هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبنى " لم تقصد أن إيمانها هو سبب التطويب ، بل قالت " لأن القدير صنع بى عظائم واسمه قدوس " (لو1 :48، 49) . وطبعاً هذه العظائم ، هى إمكانية أن تلد وهى بتول ، وأن تلد الرب نفسه أية عظائم أكثر من هذه ..؟ إن الإيمان يمكن أن يوجد عند أية إمرأة . ولكن ليست كل إمرأة يمكنها أن تلد وهى بتول ، وتلد الرب نفسه ! ولذلك فإن قصر تطويب العذراء على الإيمان فقط ، هو جعلها كباقى النساء ، دون تمييز ، وهذا اتجاه بروتستانتى معروف . أما كون الله لا يقم وزناً روحياً للعلاقات العائلية الطبيعية أو القرابة الجسدية ، فليس هذا تعليماً كتابياً سليماً . يكفى أن الله جعل اكرام الوالدين فى أول وصايا اللوح الثانى الخاص بالعلاقات مع الناس (تث5 : 16) . وقد شدد بولس الرسول على وصية (اكرم أباك وأمك) ، وقال إنها " أول وصية بوعد " (أف 6 :2) .  وفى العهد القديم كان القتل عقوبة من سب أباه أو أمه (متى15 :4) . وفى العهد الجديد يقول الكتاب " إن كان أحد لا يعتنى بخاصته ، ولاسيما أهل بيته ، فقد أنكر الإيمان ، وهو شر من غير المؤمن " (1تى5 : 8) . والسيد المسيح قد وبخ الكتبة والفريسيين على تعليمهم بعدم إكرام الوالدين بحجة "قربان" (مت 15 :6) . ولعل من اهتمام السيد المسيح بأمه ، أنه خصها على الصليب بكلمتين من كلماته السبع ، واهتم برعايتها . وأمثلة الاهتمام بالعلاقات العائلية ، لاتدخل تحت حصر إن القول بأن الله لا يقيم وزناً روحياً للعلاقات العائلية الطبيعية والقرابة الجسدية ، فيه تحطيم للأسرة وللمجتمع ، ولا يتفق مع تعليم الكتاب ، سواء فى العهد القديم أو العهد الجديد ، والذى لا يكرم أباه وأمه ، لا يمكن أن يكرم أحداً فى الوجود ! ويكون إبناً عاقاً . وفى ناموس موسى كانوا يرجمونه . وفى العهد الجديد هو شر من غير المؤمن . وبعد ، إن المسيح اكرم العذراء كأم ، وأكرمها أيضاً كإنسانة روحية ، وهو اختار أقدس إنسانة لتكون له أماً

52

حول كرامة جسد العذراء

سؤال

قال أحد الأخوة البلاميس إن جسد العذراء مريم لا يتميز عن جسد أى مؤمن آخر . فجسدها الترابى يجب أن يخضع للفساد والتحليل . وهو بهذا ينكر صعود جسدها . فما رأيكم ؟

جواب

إن جسد العذراء يتميز عن أى جسد بشرى بكرامة خاصة ، لأنه الجسد الذى حل فيه رب المجد تسعة أشهر ، وقدسه الروح القدس بحلوله فيه (لو1 : 35) كما وضع السيد منه . فهل يترك الله هذا الجسد للفساد والتحليل ، ليأكله الدود والعفن ، دون إكرام ، وهو الذى أكرم أجساد كثير من القديسين ؟! وهذا الجسد الذى كان أكثر أجساد البشر طهارة ، ألا ينال من الرب إكراماً خاصاً بعد الموت . إن الذين لا يكرمون العذراء ، كما لا يكرمون باقى القديسين ، إنما يتجاهلون قول الرب لقديسيه ، من يكرمكم يكرمنى . إن جسد العذراء سوف لا يكرم فقط بعد القيامة فتلبس جسداً ممجداً ، بل إن جسدها أكرمه الرب بعد وفاتها ، وهو الذى أكرم جسد موسى قبل القيامة وأظهره على جبل التجلى .. وموضوع صعود جسد العذراء هو موضوع سجله التاريخ ، ولا يمكن إنكار التاريخ ، الذى لسنا وحدنا الذى نسجله ، بل هو تاريخ عند كنائس كثيرة . إن الذين يهاجمون العذراء ، لا يستفيدون شيئاً ، ويخسرون بركة .

53

هل العذراء باب الحياة ؟

سؤال

قرأت لأحد البلاميس هجوماً  شديداً صعبة ، على تسمية العذراء فى الأجبية (باب الحياة ) ، (باب السماء) على اعتبار أن السيد المسيح هو الباب الوحيد ، وقد لقب نفسه بباب الخراف (يو10: 9 ، 10) . فما هو الرد عليه ؟  

جواب

إن السيد المسيح (باب) بمعنى ، والعذراء (باب) بمعنى آخر

وقد منحنا السيد المسيح كثيراً من ألقابه ، مع اختلاف المعنى . فقال أنتم نور العالم ، وقال أنا نور العالم . ولكنه نور بمعناه المطلق ، ونحن نور نستمد نورنا منه . كذلك كون العذراء باباً ، لايمنع اطلاقاً أن المسيح هو باب الخراف . قد أطلق لقب (باب) على الكنيسة ، وعلى الصلاة ، وعلى الإيمان ، وعلى الكرازة ، وعلى كل الوسائط الروحية ولم يكن فى هذا كله أى مساس بالسيد المسيح وعمله الخلاصى . وهذه الألقاب كما سنرى ، مذكورة فى الكتاب المقدس ، توافق الحق الكتابى الذى يدافعون عنه أول كنيسة دشنت فى العالم ، لقبت بباب السماء قال يعقوب أبو الآباء عن المكان الذى رأى فيه سليمان واصلاً بين السماء والأرض ، ما هذا إلا بيت الله ، وهذا باب السماء " (تك28 :17) وسمى المكان " بيت إيل " أى " بيت الله " . فهل كون الكنيسة باب السماء ، يمنع أن يكون المسيح هو الباب ؟! الكنيسة باب يوصل إلى المسيح ، والمسيح باب يوصل إلى الخلاص أو إلى الآب . اللقب موجود ، والمعنى مختلف . هكذا العذراء أيضاً ، هى الباب الذى أوصل المسيح إلينا بالجسد ، وقد دعيت باباً فى سفر حزقيال " (44 : 3) . بابا فى المشرق يكون مغلقاً " لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقاً " والصلاة أيضاً دعيت باباً للسماء ، فالسماء ، تنفتح بالصلاة . والعذراء ليست مجرد بابا للسماء ، بل هى ذاته سماء . فالسماء هى مسكن الله . والعذراء صارت مسكناً لله حينما سكن فى أحشائها تسع7ة أشهر ، فصارت سماء له . ولهذا تسميها الكنيسة ( السماء الثانية ) . ولأن الكنيسة صارت بيتاً لله ، لذلك تشبه هى أيضاً بالسماء . وهكذا نقول فى صلواتنا " إذا ما وقفنا فى هيكلك المقدس ( أى فى الكنيسة ) نحسب كأننا واقفون فى السماء " وقد ذكر الكتاب أن هناك أبواباً توصل إلى السماء ، فورد فى سفر الرؤيا " طوبى للذين يصنعون وصاياه ، لكى يكون سلطانهم على شجرة الحياة ، ويدخلوا من الأبواب إلى المدينة " (رؤ22 : 14) فهل وجود (أبواب) يمنع أن المسيح هو الباب ؟! إن كل الرسائط الروحية أبواب ، ولكنها توصل إلى المسيح ، الذى هو الباب الوحيد الموصل إلى الخلاص بدمه . وقد تحدث الرب عن هذا الأمر فقال " ما أضيق الباب وأكرب الطريق المؤدى إلى الحياة ، وقليلون هم الذين يجدونه " ( متى 7 : 14) . وطبعاً يكن يتحدث عن نفسه أنه " ضيق ، وكرب " ! فهل حديث ربنا عن الباب الضيق ، يمنع أنه (الباب) ؟! إن الحرف يقتل ( 2كو3 :6) بينما الروح يحيى . وينبغى أن نفهم كلام الرب وصلوات الكنيسة بطريقة روحية غير حرفية ، قارنين الروحيات بالروحيات ( 1كو2 : 13) . الصلاة باب يوصل إلى الله ، والإيمان باب يوصل إليه . لما حضر شاول وبرنابا إلى أنطاكية ، وجمعا الكنيسة " أخبرا بكل ما صنع الله معهما ، وأنه فتح للأمم باب الإيمان " (أع14 : 27) . باب الإيمان هذا كان هو وسيلتهم للخلاص ، لأنه لأنه أوصلهم إلى السيد المسيح . والكرازة أيضاً باب يوصل إلى الخلاص ، لأنه يوصل إلى الإيمان ، والإيمان يوصل إلى المسيح . وربما كان هذا الباب هو الذى قصده الرب حينما قال لملاك كنيسة فيلادلفيا " .. أنا عارف أعمالك . هأنذا قد جعلت أمامك باباً مفتوحاً ، ولا يستطيع أحد أن يغلقه " (رؤ3 : 8) . إن كانت الصلاة باباً ، والإيمان باباً ، والكرازة باباً ، والكنيسة باباً ، والعذراء باباً ، كلها توصل إلى المسيح ، إذن طوبى للذين يدخلون من الأبواب إلى مدينة السماء " (رؤ22 :14) . العذراء باب خرج منه المسيح ليخلص العالم . ومن هو المسيح ؟

1 المسيح هو الحياة ، كما قال عن نفسه " أنا هو القيامة والحياة " (يو11 : 25) ، " أنا هو الطريق والحق والحياة " (يو14 :6) . إذن تكون العذراء هى باب الحياة ، لأنها الباب الذى منه خرج المسيح الذى هو الحياة .

2 والمسيح كما أنه المخلص ، هو أيضاً " قد صار لنا خلاصاً " (مز118) ، ونحن نصلى بهذا المزمور ونقول " قوتى وتسبحتى هو الرب وقد صار لى خلاصاً . فإن كان المسيح خلاصاً للعالم ، فلا غرابة من أن نسمى الباب الذى خرج منه المسيح ، أى العذراء باب الخلاص

54

انت الكرمة الحقانية

سؤال

السيد المسيح يقول " أنا الكرمة الحقيقية " (يوحنا 15 :1) فكيف نقول نحن عن السيدة العذراء وفى صلوات الأجبية " أنت هى الكرمة الحقانية الحاملة عنقود الحياة ؟ هل نطلق على العذراء نفس اللقب الذى أطلق على السيد المسيح ؟

جواب

السيد المسيح يقول " أنا الكرمة الحقيقية " بمعنى معين . والذراء تسمى "الكرمة الحقانية " بمعنى آخر . ويمكن أن يطلق لقب (الكرمة ) على الكنيسة ، وعلى الشعب ، وعلى النفس البشرية ، كما هو واضح من الكتاب المقدس نفسه . فقد أطلق الكتاب لقب (الكرمة) على الكنيسة . فقيل فى المزمور " يا إله الجنود ، ارجع من السماء . تعهد هذه الكرمة والغرس الذى غرسته يمينك " (مز80 :14) . ونحن نستخدم هذا المزمور فى ألحان الكنيسة . والرب نفسه أطلق لقب (الكرمة) على الكنيسة :  وذلك فى قوله "فى ذلك اليوم غنوا للكرمة المشتهاة . أنا الرب حارسها أسقيها كل لحظة " (أش27 :2) . وقال أيضاً " والآن ياسكان أورشليم ، احكموا بينى وبين كرمى . ماذا يصنع أيضاً لكرمى وأنا لم أصنعه؟ لماذا إذ أنتظرت أن يصنع عنباً ، صنع عنباً ردياً ؟ " (أش5 :3 ،4) . نرى إذن أن الرب قد أطلق هذا اللقب (الكرمة ) ، حتى على شعبه الخاطئ ، الذى صنع عنباً ردياً . وفى هذا نراه يقول عن ( اسرائيل ) " أمك ككرمة مثلك ، غرست على المياه . كانت مثمرة ومفرخة من كثرة المياه . لكنها اقتلعت بغيظ ، وطرحت على الأرض ، وقد يبست ريح شرقية ثمرها " (مز19 :10 ،12) . وقال الرب أيضاً فى سفر يوئيل " جعلت كرمتى خربة وتينتى متهشمة " (يؤ1 : 7) . وقال الرب فى تشبيه شعبه أو الكنيسة بالكرم : " إنسان رب بيت ، غرس كرماً ، وأحاطه بسياج . وسلمه إلى كرامين ، وسافر " (متى 21 : 33) . هنا شبه الرب الكنيسة بالكرم ، ولقب الرعاة بالكرامين ، أى أعطاهم لقب الآب حينما قال " أنا الكرمة الحقيقية وأبى الكرام " ولكن المعنى يختلف بين الكلمة كرمة عن المسيح ، وكلمة كرمة عن الكنيسة . بل أطلق الكتاب لقب (كرمة) على المرأة بقوله : إمرأتك مثل كرمة مخصبة فى جوانب بيتك . بنوك مثل غصون الزيتون الجدد حول مائدتك " (مز128 : 3) . فإن كانت كلمة كرمة قد أطلقت على المرأة أو الزوجة ، وقد أطلقت على شعب الله حتى وهو فى حالة الخطية ، وقد أطلقت على الكنيسة ، فما المانع أن تطلق على العذراء التى نلقبها بالسماء الثانية . وما أكثر ما أطلقت ألقاب الله على البشر وعلى الطبيعة فقد قال المسيح " أنا هو نور العالم " ( يو8 :12) . وقال للتلاميذ " أنتم نور العالم " (متى 5 :14) نفس اللقب ، ولكن هنا بمعنى ، وهناك بمعنى ، غير عبارة (النور) التى أطلقت على النور الطبيعى المادى " وقال الله ليكن نور ، فكان نور ، وفصل الله بين النور والظلمة " (تك1) . وكلمة الله دعيت نوراً " سراج لرجلى كلامك ، ونور لسبيلى " إلخ .

55

العذراء سور

سؤال

هل يصح نقول عن العذراء إنها سور خلاصنا ؟ إن أحد البلاميس يشكك فى هذه التسمية ، اعتماداً على قول اشعياء النبى " تسمين أسوارك خلاصاً " (ا ش 60 : 18) . فهل صارت العذراء فى مكانة الخلاص ؟!

جواب

إن الكتاب المقدس ليس آية واحدة ، بل هو كتاب والذى يستخدم آية واحدة ، ويترك الباقى ، لايقدم صورة سليمة لمفهوم الكتاب ، ولا المعنى المتكامل الذى يقدمه الوحى الإلهى . إن كلمة السور تعطى فى الكتاب معنى الحماية : لذلك قال أحد غلمان نابال الكرملى لابيجايل عن داود ورجاله " كانوا سوراً لنا ليلاً ونهاراً كل الأيام التى كنا فيها معهم نرعى الغنم " (1صم25 :16) ، أى كانوا يحمونهم ويحافظون عليهم وبهذا المعنى كان ينظر إلى " أسوار أورشليم " لحماية المدينة من أعدائها ، وأصبحت عبارة " مدينة بلا سور " تعنى أنها عرضة لهجوم الأعداء ، بلا حماية بلا حفظ فهل اختص الله وحده بكلمة (سور) . أم أطلق هذا المعنى أيضاً على بعض من البشر . لقد أطلق هذا اللقب على بعض الناس ، ولعل فى مقدمتهم أرميا النبى ، الذى قيل له من فم الرب " وأجعلك لهذا الشعب سور نحاس حصيناً " (أر15 : 20) . فإن كان هذا النبى قد عينه الله بنفسه لحماية الشعب ، بحيث يكون سوراً لهم ، وسوراً حصيناً ، فليس ضد الإيمان إذن أن تكون العذراء سوراً . فهى ليست أقل من أرميا . ويؤكد الرب لأرمياء ، هذا المعنى أيضاً ، فيقول له " هأنذا قد جعلتك اليوم مدينة حصينة ، وعمود حديد ، وأسوار نحاس على كل الأرض : الملوك يهوذا ولرؤسائها ولكهنتها ولشعب الأرض " (أر1 :18) . ما أعجب أن يكون أرمياء سوراً ، لكل الأرض . والعروس فى سفر النشيد أخذت هى أيضاً لقب " سور" . " أنا سور ، وثدياى كبرجين . حينئذ كنت فى عينيه كواحدة سلامة " (نش8 : 10) فإن اعتبرنا العروس هنا هى الكنيسة ، تكون الكنيسة سوراً للمؤمنين ، لحمايتهم من السقوط فإن كان أرمياء سوراً ، والكنيسة سوراً ، ما الخطأ فى أن تكون العذراء سوراً ، تحمينا بصلواتها المقبولة أمام الله . لقد نلنا الخلاص بدم المسيح . وهذا الذى نلناه يحتاج إلى صلوات تحميه ، وتكون سوراً له ، حتى لا نسقط بعد الإيمان . وليس أقوى من صلوات العذراء ، والدة الإله ، سور خلاصنا .

56

هل العذراء عروس ؟

سؤال

قرأت لأحد البلاميس انتقاداً شديداً لتسميتنا العذراء بالعروس ، قائلاً إن الكنيسة هى العروس وليست العذراء . فنرجو التوضيح

جواب

حقاً إن العروس دعيت عروس كما قال يوحنا المعمدان ، ولكن كل نفس بشرية هى أيضاً عروس للرب ومن مجموع هذه العرائس ، تتكون العروس الكبرى وبنفس الوضع وبنفس المعنى ، دعيت الكنيسة عذراء ، كما قال بولس الرسول " خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح " (2كو11 :2) . هنا الكنيسة عذراء ، عروس المسيح . وفى نفس الوقت يتكلم الكتاب عن كل نفس كعذراء للمسيح ، فيقول " لذلك أحبتك العذراى " (أش1 :3) . كون الكنيسة عروس للمسيح ، لم يمنع أن تكون كل نفس عذراء عروس للمسيح ، كما يعلمنا الكتاب المقدس والسيد المسيح نفسه هو الذى يقدم هذا التعليم ، فيقول إن ملكوت السموات يشبه خمس عذراء حكيمات خرجن لا ستقبال العريس ، وكن مستعدات ، فدخلن معه إلى العرس هؤلاء العذارى الحكيمات ، رمز لكل عروس للمسيح ولم يقل الكتاب إن عذراء واحدة عفيفة مخطوبة للمسيح ، هى التى كانت تنتظره ودخلت معه إلى العرس ، لتتمتع بعريسها ، بل قال ( عذارى ) يعنى كل نفس على حده .فما يطلق على الكنيسة هنا ، يطلق على كل نفس لذلك كل فتاة كرست نفسها للرب ، تدعو ذاتها عروساً للمسيح . كذلك كل نفس تحبه ، نفس رجل أو إمرأة ، هى عروس للمسيح ، تنتظره لتدخل معه إلى عرسه السمائى . ولا نستطيع أن نصدم أية نفس من النفوس فى محبتها للرب ، ونقول إن العروس واحدة وهى الكنيسة . وسفر نشيد الأناشيد يقدم هذه الحقيقة بأجلى وضوح . ولا نستطيع أن نحرم أية نفس من تأملها فى سفر نشيد الأناشيد ، ونقول إنه خاص بالكنيسة وليس بالأفراد . بل إن فى هذا السفر تعبيرات لا يجوز أن تطلق على الكنيسة بل إن إطلاقها على الأف6راد أنسب وأليق ، مثل قول العروس فى النشيد " أنا نائمة وقلبى مستيقظ " " حبيبى تحول وعبر " " طلبته فما وجدته " (نش5) . فمن الصعب أن توصف الكنيسة بأنها نائمة ، أو أنها رفضت أن تفتح للرب ، وأن الرب تحول عنها وعبر ، وأنها طلبته فما وجدته ، ودعته فما أجابها . بل هذا الكلام يليق بالأفراد الذين قد يوصفون بالفتور الروحى وبالسقوط وتعبير عروس ، مألوف فى سفر النشيد . " ما أحسن حبك يا أختى العروس " " شفتاك ياعروس تقطران شهداً " أختى العروس جنة مغلقة ، عين مقفلة ، ينبوع مختوم " (نش4 : 8 12) . ونلاحظ فى هذه الآيات استخدام عبارتى (العروس) و(العروس) بلا تفريق ، تؤديان معاً معنى واحداً . إن كلمات السفر من الممكن أن تعنى الكنيسة حيناً ، أو تعنى أية نفس بشرية فى أحيان كثيرة . وكلمات الكتاب من الصعب أن نحدها فى مفهومنا الخاص . من الصعب أن نضرب حولها نطاقاً ضيقاً ، ونقول : هذا هو المفهوم الوحيد ، لعبارة قد يجعلها التأمل بلا حدود . مثال ذلك السبع الرسائل إلى السبع الكنائس التى فى سفر الرؤيا تؤخذ أحياناً على أنها رسائل لكنائس معينة فى زمن القديس يوحنا ، تؤخذ على أنها رسائل لأنة كنيسة فى أى عصر تجوز نفس الحالة ، وتؤخذ أيضاً على أنها رسائل لكل نفس بشرية . وكلمة الله لا تحد . وصدق داود النبى حينما قال : " لكل كمال وجدت منتهى ، أما وصاياك فواسعة جداً " (مز119) . فإن كانت كلمة (عروس) يمكن أن تطلق على أية نفس بشرية ، لماذا لا تطلق بالأولى على العذراء ؟! أى خطأ فى هذا ، يجعل إنساناً يتحمس ويهاجم ؟! ويضع وقته فى الكتابة ، ووقت غيره فى الرد عليه !! ويثير شكوكاً للبعض ، ألا توجد أمور جوهرية أكثر ، وتحتاج إلى الرد ، وإلى الدفاع عن الكتاب ، وبخاصة حينما يتهم الكتاب كله بالتحريف والتزوير ؟! وهل هى مشكلة حقاً ، أن يثور التساؤل : هل هذا الكلام عن إنسان أم عن الكنيسة ؟ أليس الإنسان نفسه كنيسة ؟ ألم يقل الكتاب " أنتم هيكل الله ، وروح الله ساكن فيكم إن كان أحد يفسد هيكل الله ، فيفسده الله " (1كو3: 16 ،17) الإنسان إذن كنيسة صغيرة ، ومن مجموع هذه الكنائس تتكونالكنيسة الجامعة . هو عروس للمسيح ، ومجموع هذه العرائس تكون العروس الكبرى التى هى الكنيسة ، جسد المسيح ويحق لنا أن نخاطب كل نفس طاهرة ، وليست العذراء فقط ، ونقول لها " وجدت نعمة أيتها العروس " . كم بالأولى العذراء الممتلئة نعمة ؟!

57

هل العذراء أخت لنا ؟

سؤال

قرأت فى كتاب لأحد (الأخوة البلاميس) إن العذراء أخت لنا .. ! فما رأيكم فى هذا التعبير ؟

جواب

هؤلاء ( الأخوة ) يستعملون تعبير (أخ) على الكل ، حتى الرسل والأنبياء ، ومع إننا كلنا أبناء آدم وحواء ، إلا أنه توجد فروق ، فيوجد أبناء ، وآباء وأمهات . ويقول الكتاب " أكرم أباك وأمك " (خر20 :12) ولا يسميهما أخوين ، مع أنهما مثلك من أبناء آدم وحواء . وكما توجد بنوة جسدية ، كذلك توجد بنوة روحية مثلما يقول القديس يوحنا الحبيب " يا أولادى ، أكتب إليكم هذا لكى لا تخطئوا .. " (1يو2 :1) . ونحن ننظر إلى القديس يوحنا كأب روحى لنا ، ولا نستطيع أن نقول عنه (الأخ) يوحنا .فإن القديس يوحنا الرسولى أباً ورسولاً ،يقول لنا (يا أولادى ) ، فماذا تكون العذراء إذن العذراء دعاها الرب أماً ليوحنا تلميذه ، الذى هو أب لنا ، وصارت العذراء بهذا الوضع أماً لنا جميعاً فهل يسمح الأدب لأحد أن يسميها أختاً ؟! إن كان لا يستطيع أحد أن ينادى أمه بالجسد بلقب أخت ، لأن الكتاب يأمره أن يكرم أمه ، فكم بالأولى العذراء التى هى أم للكل ..؟! والعذراء ليست أماص لنا فقط ، بل هى أم للرب نفسه . إتضعف أمامها أليصابات العجوز ، التى فى سن أمها ، وقالت لها " من أين لى هذا ، أن تأتى أم ربى إلى ؟ " (لو1 :43) . إنها مريم والدة الإله ، التى بمجرد أن وصل صوت سلامها إلى أذن القديسة أليصابات ، إمتلأت أليصابات من الروح القدس " (لو1 :41) . فإن كانت أماً للرب ، وقد خضع هو لها ، كما يقول الكتاب (لو2 :51) ، أيجوزأن نسميها أختاً ؟ هناك شئ إسمه اللياقة إن السيد المسيح يدعونا أخوة له ، ويقول إنه بكر وسط أخوة كثيرين ، ويخاطب المريمتين بعد القيامة قائلاً " إذهبا قولا لأخوتى أن يمضوا إلى الجليل ، هناك يروننى " (متى 28 : 10) كما يقول " من يصنع مشيئة أبى الذى فى السموات ، هو أخى وأختى وأمى " ( متى12 :50) . فهل يجوز بناء على هذا ان ندعو السيد المسيح اخاً ؟ أو نعامله كأخ ؟ أو نخاطبه كأخ ؟! يليق بنا إذن أن نتحدث عن العذراء أن نتكلم عن العذراء بالإحترام اللأئق . لقد تحدث معها الملاك جبرائيل باحترم قائلاً " السلام لك أيتها الممتلئة نعمة " . وتحدثت معها القديسة ألصابات باحترام أكثر وبانسحاق قلب ، ، قائلة " من أين لى هذا ، أن تأتى أم ربى إلى " . وأنت ينبغى أن تتحث عنها كذلك ، وتضع أمامك قول الكتاب : " الخوف لمن له الخوف ، والإكرام لمن له الإكرام " (رو13 : 7) . هذا (الأخ) الذى يعتبر العذراء أختاً له وهى أم السيد المسيح كأنه يضع نفسه فى مرتبة خال المسيح !!

58

هل كانت العذراء تعرف؟

سؤال

هل كانت العذراء تعرف أن المسيح هو إبن الله ؟ وهل عرفت ذلك قبل الولادة أم بعدها أم فى معجزاته ؟

جواب

السيدة العذراء كانت تؤمن بلاهوت المسيح ، وبأنه إبن الله ، قبل الولادة . بل من وقت البشارة حيث قال لها الملاك " لذلك القدوس المولود منك يدعى إبن الله " (لو1 : 35) . وقد أكدت القديسة اليصابات هذا الأمر حينما قالت للسيدة العذراء فى زيارتها لها وهى حبلى " من أين لى هذا ، أن تأتى أم ربى إلى " (لو1 :43) . ولم يكن هذا إيمان أليصابات فقط ، بل إيمان العذراء أيضاً ، حيث قالت لها أليصابات " طوبى للتى آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب " . وهذه شهادة بإبمان العذراء بما قيل لها يضاف إلى كل هذا ماقد رأته العذراء من معجزات ومن رؤى مقدسة فى مناسبة ميلاد المسيح . واستطيع أن أقول فى ثقة أن العذراء كانت أول من آمن بلاهوت المسيح . ولاننسى أن القديسة العذراء كانت دراسة للكتاب المقدس ، ومطلعة على نبوءة اشعياء التى وردت فيها " ها العذراء تحبل وتلد إبناً ، وتدعى إسمه عمانوئيل " (أش7 : 14) وأيضاً " ونعطى إبناً وتكون الرئاسة على كتفه ، ويدعى إنسمه عجيباً مشيراً ، وإلهاً قديراً ، أبدياً رئيس السلام " (اش9 :6) . وقد فهمت العذراء أن هذه الآيات المقدسة تنطبق عليها وعلى إبنها ، يؤيد ذلك كل العجائب التى كانت تحدث أمامها ، وما قيل أنها كانت تحتفظ بتلك الأمور متأملة بها فى قلبها " . لأجل هذا قالت " هوذا جميع الأجيال تطوبنى " . أما الشخص الثانى الذى آمن ، فهو القديس يوسف النجار ، وذلك نتيجة لبشارة الملاك له . الشخص الثالث هو أليصابات ، والرابع هو يوحنا المعمدان الذى ارتكض بإبتهاج فى بطن أمه وهو جنين عندما أتت العذراء ، وفى بطنها المسيح وهو جنين .

59

هل للمسيح أخوة بالجسد؟

سؤال

من هو يعقوب أخو الرب ؟ وهل كان للسيد المسيح أخوة من مريم العذراء ؟ وإلا فمن هم أخوته هؤلاء ؟ 

جواب

يعقوب أخو الرب هو يعقوب بن حلفى ، وهو فى نفس الوقت إبن خالة المسيح حسب الجسد ، إبن مريم زوجة كلوبا (كلوبا نطق ىخر لحفى) وأولاد الخالة كانوا يعتبرون اخوة لشدة القرابة ، حسب عادات اليهوت فى التحدث عن هذه القرابة الشديدة . ومن أمثلة هذا الموضوع ماقيل عن قرابة يعقوب بخاله لابان يقول الكتاب " فكان لما أبصر يعقوب راحيل بنت لابان خاله وغنم لابان خاله ، أن يعقوب تقدم ودحرج الحجر ، وسقى غنم لابان خاله . وقبل يعقوب راحيل ورفع صوته وبكى . وأخبر يعقوب راحيل أنه أخوأبيها وأنه إبن رفقة " (تك 29 : 10 12) .ونحن نرى أنه مع أن لابان كان خال يعقوب ، اعتبر أخاً له . ونفس هذا التعبير استعمله لابان مع يعقوب حينماطالب إليه أن تكون له أجرة فى رعى غنمه ، فقال له " ألأنك أخى تخدمنى مجاناً ؟ أخبرنى ما أجرتك " (تك 29 : 15) . ونفس الوضع حدث فى التعبير عن القرابة بين ابراهيم ولوط . كان ابرآم عم لوط . ولذلك قال الكتاب عن تاريخ أبو ابرآم وهاران ( والد لوط ) " وأخذ تارح ابرام إبنه ، ولوطاً إبن إبنه " ( تك11 : 31) . ومع ذلك فإنه لما سبى لوط من سدوم فى حرب كدر لعومر ، قال الكتاب " وأخذوا لوطاً إبن أخى ابرام وأملاكه ومضوا فلما سمع ابرام أن أخاه سبى جر غلمانه المدربين " ( تك14 :12 ، 14) . بحسب هذه العادات القديمة دعى أولاد خالة المسيح ، أولاد مريم زوجة كلوبا أخوة له . أما مريم هذه فهى التى قيل عنها فى إنجيل يوحنا " وكن واقفات عند الصليب يسوع : أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية " ( يو19 :25 ) . ومريم هذه قيل عنها فى إنجيل مرقس " وكانت أيضاً نساء ينظرن من بعيد بينهن مريم المجدلية ، ومريم أم يعقوب الصغير ويوسى وسالومة " ( مر15 : 40 ) . يعقوب ويوسى وسالومة هؤلاء ، أبناء مريم زوجة كلوبا هم الذين ورد ذكرهم فى قول اليهود عن المسيح " أليس هذا هو إبن النجار ؟ أليست أمه تدعى مريم ، وأخوته يعقوب ويوسى وسمعان ويهوذا " ( متى 13 : 55 ) (مر6 : 3) .العذراء مريم فلم تلد غير المسيح ، وعاشت بتولاً طول حياتها . و " أخوة المسيح " ليسوا أولادها ، وإنما أولاد أختها . ويعقوب الصغير ( بن حلفى ) سمى الصغير ، لتمييزه عن يعقوب الكبير ( بن زبدى ) أخى يوحنا الحبيب .

60

قرابة مريم لأليصابات

سؤال

مادامت السيدة العذراء من عشيرة داود من سبط يهوذا فلماذا قال لها جبرائيل الملاك " وهوذا أليصابات نسيبتك هى أيضاً حبلى " (لو1 : 36) بينما أليصابات  امرأة زكريا الكاهن هى من سبط لاوى من بنات هارون ( لو1: 5) ؟

جواب

يأخذ البعض كلمة " نسيبتك " بمعنى واسع ، كما قال بولس الرسول عن اليهود كلهم " أنسبائى حسب الجسد اللذين هم اسرائلين " ( رو9 : 3،4 ) أما القديس ساويرس بطريرك انطاكية ، فله رأى آخر . يقول القديس : كما أن الملاك الذى ظهر ليوسف فى حلم قال له " يا يوسف بن داود " ليذكره بوعد الله السابق أن المسيح سيأتى من نسل داود ، هكذا أيضاً بالمثل عبارة " ها أليصابات نسيبتك " ترجعنا إلى ماض بعيد . فى الواقع أنه كتب فى سفر الخروج ، قبل أن تعطى الوصية التى تمنع أخذ زوجة من سبط آخر، أو هارون أول رئيس كهنة حسب الناموس أخذ زوجة من سبط يهوذا " أليشابع " (أى أليصابات ) إبنة عميناداب أخت نحشون " (خر 6 : 23 ) . ونحشون كان " رئيس بنى يهوذا " (1أى 2 : 10) (متى 1 : 4) . أنظر التوجيه الحكيم جدا الذى للروح القدس كيف دبر ان زوجة زكريا ام المعمدان وقريبة مريم والدة الالة تسمى اليصابات ونحن نسترجع ماقد مضى حتى تايصابات تاتى تزوجها هارون ( اليشابع) , وبواستطتها صار اتحاد سبطين 00 وبواسطة اليصابات هذة صارت القرابة مع العذراء.

 الصفحة الرئيسية