موافقات الـقرآن والسنة للقضايا المسيحية الأساسية

- الفهرس –

الموضوع                                                            الصفحة

 مقدمه.                                                                            3

قضية .. الخلق – السقوط – التكفير بالفداء كوسيلة للمغفرة .          4

قضية .. الوهية المسيح .                                                         10

قضية .. التثليث المسيحي في الإله الواحد .                             19

قضية .. ارتباط النجاة والفوز بالجنة باقامة التوراة والأنجيل .          20

قضية .. الزوجة الواحدة كما كان لآدم .                                        23

مقدمة

       نحب أن نُعلم القارئ أن هذا ليس بحثاً جديداً ، إنما هو مختصر مأخوذ من بعض الأبحاث التى علي الموقع ، لإبراز بعض نقاط التلاقي الأساسية بين الإسلام والمسيحية ولعلنا بذلك نوفر علي القارئ قراءة أبحاث عديدة في هذا الصدد .

 مع تمنياتنا للسادة القراء بالتوفيق .. وشكراً .

قضية .. الخلق – السقوط – التكفير بالفداء كوسيلة للمغفرة ..

 َخلق الإنسان علي أحسن صورة ..

 "فخَلق الإنسان علي صورته علي صورة الله خلقه .  ذكراً وأنثي خلقهم "  ( تك 1 : 27 )

 تصديق القرآن والسنة :-

القرآن  : " لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم "  ( التين / 4 )

          " ولقد كرّمنا بني أدم "   ( الأسراء / 70 )

        " وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا .."   ( الأسراء / 61 ) و ( الحجر / 29 ) .

 وجاء في السنة الصحيحة :-

" ماشئ أكرم علي الله من إبن آدم "

( جمع الجوامع الكبير للسيوطي – العدد 19 – ج3 – طبعة 87 – ص 2308 – مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ) .

والحديث القدسي :-

" الله  خلق آدم علي صورة الرحمن "

( الأحاديث القدسية – المكتبة القيمة – مدينة نصر – ص 94 )

 كسر الوصية والنتيجة ..

" وأمـا شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منهـا . لأنك يوم تأكـل منها موتا تموت " ( تك 2 : 17 ) .

وبعد الأكل من الشجرة وكسر الوصية جاء في ( تك 3 : 7 ) :

" فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان "

ثم جاء بعد ذلك طرد آدم من الجنة ، وواضح أن صورة آدم تغيرت ولم يعد علي صورة الله، وفسدت الطبيعة البسيطة النقية .

 تصديق القرآن :-

" وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين  فازلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا أهبطوا بعضكم لبعض عدو " ( البقرة / 35 ، 36 ) .

" فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وعصي آدم ربه فغوي " ( طة / 121 )

 النتيجة :-

·        لم يعد آدم علي صورة الرحمن .

·        طرد من الجنة .

·        أصبح له عدو شرس ( بعضكم لبعض عدو ) .

·        وراثة ذريته للطبيعة الفاسدة :

( مز 51 : 5 ) : " وبالخطية حبلت بي أمي "

( مز 14 : 3 ) ،: " الكل قد زاغو معاً وفسدوا . ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد".  (رو 3 : 10 ) : "ليس بار ولا واحد "

 تصديق القرآن والسنة :-

ففي ( يوسف / 53 ) : " إن النفس لأمارة بالسوء "

وفي السنة النبوية الصحيحة روي الترمذي عن أبي هريرة :

" فجحد آدم فجحدت ذريته ، ونسي فنسيت ذريته ، وخطئ آدم فخطئت ذريته " . أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح وابن سعد وأبو يعلي والحاكم وأبن مردويه عن أبي هريرة .

( الاتحافات السنية في الأحايث القدسية – ص 212 ، 213 – للعلامة محمد المدني – حديث رقم ( 50) – المكتبة الأزهرية للتراث )

 وجاء في البخاري :

" لولا حواء لم تخن انثي زوجها الدهر " ( فتح الباري ج 9- ص 592 ) .

ويعلق ابن حجر قائلا " وقريب من هذا الحديث حديث : " جحد آدم فجحدت ذريته " .

( فتح الباري - كتاب أحاديث الأنبياء – باب خلق آدم وذريته – حديث رقم 3330 – الناشر : دار الغد العربي ( العدد 90 ) – المجلد التاسع – 1994 م)

 إذن فالبشرية ورثت نتائج خطيئة آدم وحواء وورثت منهما الطبيعة الفاسدة ، والنفس الأمارة بالسوء .

خلاصة القول :-

- طبيعة فاسدة ضعيفة ، لم تعد علي صورة الله .

- عدو قوي  وهو الشيطان .

 ولم يُستثني إنسان نبي أو رسول فالجميع اخطأوا (وسوف يأتي إثبات ذلك )

 الكفارة بالفداء كان تدبير الله لخلاص الإنسان ونجاته من الهلاك ..

 بدأ الله بإرسال الأنبياء .. ووضع الوصايا لكي يكبح جماح هذه الطبيعة الفاسدة الأمارة بالسوء . ولاحياء الضمير الانساني .

 وبدأ وضع البشر علي طريق الخلاص بتعريفهم بأهمية سفك الدم في التكفير عن خطاياهم والحصول علي المغفرة .

 فجاء في الشريعة : " إن نفس الجسد هي في الدم . فأنا أعطيكم إياه علي المذبح للتكفير عن نفوسكم . لأن الدم يكفر عن النفس " ( لاويين 17 : 11 )

 لذلك قال بولس الرسول : " بدون سفك دم لا تحصل مغفرة " . ( عب 9 : 22 ) .

وعليه قدم كل المؤمنين الذبائح للتكفير عن خطاياهم ومنهم الآباء الأنبياء الكبار ، وهذا واضح في الكتاب المقدس .

وهذا اعتراف من البشر ومنهم الآباء بأنهم خطاة وأنهم يستحقون القصاص الأبدي بسبب خطاياهم . ثم تقديمهم بعد ذلك ذبائح عوضاً عن نفوسهم . ( فكل ابن آدم خطاؤون) .

( حديث صحيح جاء باللواء الاسلامي 9/6/1983 )

 تصديق القرآن والسنة :-

جاء في ( الكوثر / 2 ) : " فصل لربك وانحر"

]  وفي الصحيح عن النبي إنه : " ضحي بكبشين وقال :  اللهم تقبل عن محمد

وآل محمد "

 وعن عائشة قالت : أن النبي (ص ) ضحي عن نسائه بمني في  حجة الوداع " . رواه البخاري ومسلم .

وعلي عرفات قال : " يا أيها الناس إن علي كل أهل بيت في كل عام أضحية "  رواه أبو داود والترمذي والنسائي وغيرهم ، قال الترمذي  : حديث حسن [.

( فقه المسلم والمسلمة  لـ محمد حسين – ص 61 ، 73 ، 59 المدائن للنشر – رقم الإيداع : 9769/ 1994 – الترقيم الدولي 4- 15 – 5339 – 977 )

 وعند ذبحه لأحد كبشين قال : " اللهم هذا عني وعمن لم يضح من امتي " . رواه الأمام أحمد وأبو داود والترمذي .

وقال مرة : " اللهم هذا عن أمتي جميعها "

( تفسير ابن كثير سورة  الحج – المجلد الخامس – ص 423 – طبعة دار الشعب ( 8 مجلدات ))

 وعن علي قال : أن رسول الله (ص) أمرني أن أضحي عنه أبدأ " . رواه  الترمذي وابو داود والبيهقي .                       ( فقه المسلم والمسلمة ص 66 – مصدر سابق )

وعن عمل الذبيحة وأهميتها وفاعليتها جاء :

في ( الحج / 36 ) : " لكم فيها خير " .

 وفي السنّة :-

قال لفاطمة (رض ) : " قومي إلي أضحيتك فاشهديها فإنه بأول قطرة من دمها يغفر لك ما سلف من ذنبك " .              ( فقه المسلم والمسلمة ص 67 – مصدر سابق )

 وفي رواية : " قومي فا شهدي أضحيتك فإنه يغفر لك  عند أول قطرة من دمها كل ذنب عملته ."

] لذلك كان النحر ( سفك الدم ) هو يوم الحج الأكبر وأنه أفضل الأيام عند الله .

وعن عائشة أن رسول الله (ص) قال :-

" ما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحب إلي الله من هراقة دم وإن الدم ليقع من الله بمكان ، قبل أن يقع علي الأرض ... " [.

( تفسير ابن كثير ج5 – ص 411 ، 422 ، 423 – طبعة دار الشعب ( 8 مجلدات ) ) .

 وفي شرح الحديث السابق يقول فضيلة د. محمد جلال سعاد في عموده قرآن وسنة :

إن أحب طاعات  العبد التى يعملها يوم العيد إلي الله ، أنما هو اراقة دم الضحية  ، وسر ذلك أن اراقة الدم رمز لقصة استسلام العبد لله ، واقراره بكثرة ذنوبه ، فكأن العبد يقول بلسان الضحية : اني عبد خطّأء استحق الذبح ( القصاص ) لكثرة خطاياي وجرأتي علي ربي بالمعصية ، فأنا أذبح هذه الضحية نائبة عني في تلقي ما كنت استحق من الاهلاك علي كثرة ذنوبي رجاء مغفرة الله لي " . وبهذا التفسير تكون عبودية المسلم لخالقة وطلب المغفرة منه .

(جريدة الجمهورية – عمود قرآن وسنة – 29/10/1978م)

 نستنتج من ذلك نقطتين علي الأقل :

-    مبدأ الفداء هو موت نفس بلا ذنب لم ترتكب اثما عن نفس مذنبة تستحق الموت ( ويمكن تسمية ذلك بمبدأ الإنابة أو التعويض ) وبذلك يكون دور الذبيح أو الفادي هو دور الوسيط أو الشفيع الذي يشفع بدمه في المذنب .

 -        الذبيحة ليست خاطئه ولكن حاملة خطايا ( لأن فاقد الشئ لا يعطيه ) فلا يستطيع مذنب أن يشفع في مذنبين .

 أتضح بذلك : أن الكل متفق علي أنه :

" بدون سفك دم لا تحصل مغفرة " .

وأن التوبة وتأدية جميع الفروض والطقوس لا تغني عن سفك الدم وأهميته في التكفير عن الخطايا والذنوب للحصول علي المغفرة .

فهل دم الحيوان يكفي ؟ ..

- الضحية تعتبر وسيط أو شفيع بين الإنسان والله فهل يعقل أن يكون الشفيع أقل قدراً من المشفّع فيه .. الإنسان المخلوق علي صورة الله .

 -       أليست البشرية في حاجة إلي ذبيحة واحدة عظيمة حية .

-   عظيمة حتي تكون لها قوة عمل شفاعة كفارية وترفع القصاص عن جميع البشر قادرين وغير قادرين في كل الأماكن .. في كل الأزمنة . عظيمة حتي تكون كفارة توفي عدل الإله العظيم .

-       حية وإن ذُبحت :- حتي تستطيع أن تشفع في المذنبين كل حين .

  فهل هناك ذبيحة عظيمة ؟!  تشفع عند الله في الأنسان المخلوق علي صورته .

 اليهودية :-

أشعياء ( 740 ق.م ): " ويصنع رب الجنود لجميع الشعوب  في هذا الجبل وليمة سمائن ... يبلع الموت إلي الأبد ... " ( ا ش 25 : 6 - 8 ) .

 هذه الوليمة أوضحها حزقيال ( 597 ق.م ) : " أجتمعوا وتعالوا واحتشدوا من كل جهة إلي ذبيحتي التى أنا ذابحها لكم .. ذبيحة عظيمة علي جبال إسرائيل لتأكلوا لحما وتشربوا دماً " ( حز 39 : 17 ) .

ذبيحة عظيمة لجميع الشعوب  من كل جهة .. ليس معقولا أن تكون حيواناً!!

 المسيحية :-

قال يحيي النبي ( يوحنا المعمدان - آخر الأنبياء قبل المسيح ) :

هوذا حمل الله  ( كما قال حزقيال : إلي ذبيحتي ) الذي يرفع خطية العالم ( يو 1 : 29 ) .

                 واضح مما سبق أن الله هو مقدم هذه الذبيحة العظيمة

 الإسلام :-

" وفديناه بذبح* عظيم " ( الصافات  / 107 )

جاء في تفسير البيضاوي وتفسير المنتخب : أي عظيم القدر . ولا يوجد حيوان عظيم القدر.

 والأكثر من ذلك أن ابن عباس ( حبر الأمة وأعلم الصحابة بالقرآن ) .

قال أن هذه الذبيحة العظيمة القدر حية رغم ذبحها !

( تفسير ابن كثير – سورة المائدة / 27 – ج3 – ص 79 – مصدر سابق .  نظرا أيضاً مفحمات الأقران في مبهمات القرآن للسيوطي في تفسيره للصافات / 107 – مؤسسة الرسالة بيروت )

أخي وأختي ..

إذا كان الموضوع مازال مغلقا بالنسبة لك حتي الآن ولم يتضح لك من يكون الذبح العظيم  فقد اوضحه لك أشعياء النبي ( 740 ق.م ) في الأصحاح ( 53 ) .

 هذا عن التبرير أمام الله والنجاة من الهلاك . أما عن عودة الإنسان إلي صورته التى خُلق عليها .. صورة الله .. فهذا موضوع آخر .

قضية .. الوهية المسيح ..

الموضوع طويل وله بحث خاص وسنكتفي هنا ببعض النقاط علي سبيل المثال لا الحصر .

 الأولي :- ِقدم المسيح أو أزليته :-

ذكرت الأية (45 ) من سورة آل عمران أن الله بشر مريم بكلمة منه اسمه المسيح ...

وذكرت الأية ( 171 ) من سورة النساء أن المسيح رسول الله وكلمته القاها إلي مريم وروح منه .

وقد جاء في الحديث القدسي :-

قال الله عز وجل : " كلامي وأنا هو .. "

وجاء في الحديث القدسي  أيضاً : يقول الله تعالي :

" والقرآن كلامي ومني خرج *"

(الاتحـافات السنية في الأحـاديث القدسية – للشيخ العلامة محمد المدني المتوفي سنه 1200 هـ – صححه وعلق عليه محمود أمين النواوي حديث رقم ( 50) – ص 30 وحديث رقم (231) – ص 70 – الناشر المكتبة الأزهرية للتراث – طباعة دار الغد العربي – العباسية – القاهرة )

 لهذا  أجمع كل من الإمام أحمد بن حنبل وأهل السنة والسلفيين والنصوصيين والحشوية والمشبهة علي أن كلام الله قديم أزلي غير مخلوق .

(تيارات الفكر الإسلامي - د. محمد عمارة – عضو مجمع البحوث الإسلامية ص 248 ، 252 ، 279 كتاب الهلال– العدد 376 – ابريل 1982 –رقم  الإيداع  262 / 82 – الترقيم الدولي: 12 – 7353 – 977)

 -]وقال جعفر بن محمد الصادق :- من زعم أنه مخلوق يقتل ولا يستتاب ".

- وسُئل مالك بن انس ما تقول فيمن يقول القرآن ( كلام الله ) مخلوق ؟

فقال : هو عندي كافر فاقتلوه . وقال : القرآن كلام الله وصفة ذاته غير مخلوق ، ومن قال أنه مخلوق فهو كافر بالله العظيم . وكذلك قال وكيع وأبو حنيفة والشافعي .

-       ولقد كفّر السلف الصالح من قال بخلق القرآن فالقرآن كلام الله قائم به قديم بقدمه.[

(الملل والنحل للشهرستاني – ص 76 – تصحيح أحمد فهمي محمد - دار الكتب العلمية بيروت – لبنان ج1– ص 37 )

 ويقول أهل السنة : " كلام الله صفة ازلية قائمة بذاته ...  فالله متكلم والكلام صفة ومعني قائم به ".

( حقيقة الخلاف بين المتكلمين – د . علي عبد الفتاح المغربي ( كلية الآداب – جامعة عين شمس – ص 71 – الناشر مكتبة وهبة بعابدين – القاهرة طبعة أولي 1994 م )

 وقالوا : " صفة قديمة كقدم الله جل جلالة " .

( يسألونك في الدين والحياة – فضيلة د. أحمد الشرباصي ( الأستاذ بالأزهر ) تحت عنوان : هل القرآن مخلوق ؟ أو منزل ؟ - المجلد الأول - ص 339 الطبعة الثانية 1977 – دار الجيل – بيروت  - لبنان )

 وقالوا أيضاً : الصفات حقيقة لامجازا ، فمن لم يكن له كلام ، لم يكن متكلما في الحقيقة " .

( أهل السنة – شعب الله المختار – صالح الورداني – ص 177 ، 178 الناشر : مكتبة مدبولي الصغير– ميدان سفنكس الجيزة – رقم الإيداع 5688 / 96 – الترقيم الدولي 4- 007 – 285 – 977 – الطبعة الأولي 1996 م)

 لذلك فالقول في اللاهوت المسيحي بأن : " الكلمة " مخلوق أو مخلوقة يعني أن الله سبحانه كان بغير كلمة حتي خلقها فكانت ، مما يتعارض مع ما سبق !! .

 وقال بعض العلماء : بأن القول أن القرآن غير مخلوق ، وبأنه قديم قدم الله ، انما يعني أنه مساو له في القدر وتعبير كامل عن حقيقته ".

( دليل المسلم الحزين – حسين أحمد أمين – ص 121 – الطبعة الرابعة 1992 رقم الإيداع 4840/1992 – الترقيم الدولي : 3 – 3470 – 00- 977)

 ألا نستنتج من ذلك أن تعظيم " كلمة الله " – لا يؤدي بالتالي إلا إلي تعظيم الله ، فلا يخاف علي صاحبه من ذريعة الشرك ، كما قال عثمان التميمي !

( كتاب كشف الجاني ... لـ عثمان بن محمد أبو محمد التميمي – ص ( 19) توزيع مكتبة ابن تيمية القاهرة ).

                 لماذا أنكر كل من الخوارج والمعتزلة قدم كلام الله ؟؟

 رغم الاجماع السابق علي قدم كلام الله إلا أننا نجد فرقتين من جميع الفرق الاسلامية تنكر ذلك ..

"فقالت الخوارج بخلق القرآن – كلام الله – حتي لا يؤدي القول " بقدم الكلمة " إلي ما أدي إليه في المسيحية ، عندما قال اللاهوتيون بالتثليث ، لأن " كلمة الله " – عيسي بن مريم – قديمة كالله !.. "

 "وقالت المعتزلة : " لو كان كلام الله – ومنه القرآن موصوفا بالقدم لتعدد القدماء ، ولصحت عقيدة التثليث النصرانية ! ..

(تيارات  الفكر الإسلامي د.محمد عمارة  ص 31 ، 278 – مصدر سابق )

 هذه القضية القديمة آثارها أ.د . نصر حامد أبو زيد *  في نهاية القرن العشرين وقال :

" .. وقد كانت البشارة لمريم : " إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسي بن مريم " ( ال عمران / 45 ) .

وإذا كان القرآن قولا أُلقي إلي محمد عليه السلام ، فإن عيسي بالمثل  " كلمة الله " القاها إلي مريم وروح منه " ( النساء / 171 )

أي أن محمداً = مريم .

[2]والوسيط في الحالتين واحد هو الملاك جبريل الذي تمثل لمريم بشراً سوياً ( مريم / 17 ) وكان يتمثل لمحمد في صورة اعرابي .

وفي الحالتين يمكن أن يقال أن كلام الله قد تجسد في شكل ملموس في كلتا الديانتين :

تجسد في المسيحية في مخلوق بشري هو المسيح ، وتجسد في الإسلام أيضاً لغويا في لغة بشرية هي اللغة العربية ...

 وفي كلتا الحالتين صار الالهي بشرياً أو تأنس الالهي ...  

وإذا كان الفكر الديني الإسلامي ينكر علي الفكر الديني المسيحي " توهم " طبيعة مزدوجة للسيد المسيح ، ويصر علي طبيعته البشرية ، فإن الاصرار علي الطبيعة المزدوجة للنص القرآني وللنصوص الدينية بشكل عام يعد وقوعا في التوهم نفسه "

(نقد الخطاب الديني – دار سينا للنشر – ص 205 – الطبعة الثانية 1994 – رقم الإيداع بدار الكتب 8727/ 92 – الترقيم الدولي : 5-031 – 5140 – 977)

وبذلك اعتبر د. نصر " أن الله تجلي في المسيح " .

(جريدة الأهرام 10/4/1993 – مقالة د. مصطفي محمود )

 وقد دافع د. سيد محمود القمني ( أستاذ الفلسفة الاسلامية – جامعة عين شمس ) عن د. نصر أبو زيد قائلاً :

لو كان كلام الله مقدساً لوجب تقديس المسيح عيسي ابن مريم كإله ...

لماذا تريدون تأليه القرآن وانكار تأليه يسوع ...

فإذا قبلت أن يكون المسيح بشراً انساناً رغم أنه كان " كلمة الله "

فعليك أن تقبل أن هذا القرآن أصبح بدوره مخلوقاً وليس كياناً ازليا يكتسب صفة القدسية مثل الله ".                          ( جريدة صوت الأمة 22/3/1998م )

 وطبعاً الأمة الإسلامية اليوم مجتمعة لا تقول بأن القرآن مخلوق باعتبارة كلام الله كصفة أزلية قائمة بذاته كما سبق الكلام !! .

 ويدافع المفكر السوري د. طيب تيزيني عن د. نصر أبو زيد قائلاً :

" ... فإن يُرفض القول بازدواج  " شخصية المسيح " لاهوتيا وانسانياً ، يعني في الوقت ذاته وبالتشديد عينه أن يرفض معه القول بكون القرآن " كلام الله " بمعني تجلية وتجسده .

لأن القول بذاك دون هذا يحدث اضطراباً  منطقيا نسقياً في بنية التفكير الديني المعني، ...

( النص القرآني أمام اشكالية البنية والقراءة .. ج 5 طبعة 1997 م – ص 372 ، 373 – دار الينابيع للطباعة والنشر – دمشق – ص.ب  6348 )

 في نفس القضية يقول د.  محمد شحرور ( مفكر سوري ) :

" لو أن كلام الله أزليا لأصبح الكون والله واحد ولأصبح المسيح ابن الله لأنه كلمة منه ،..."

( الكتاب والقرآن – قراءة معاصرة – ص 257 – دار سينا للنشر – القاهرة ، دار الأهالي بدمشق – الطبعة الأولي مصر 1992)

 ألا نستطيع بعد ذلك أن نقول كما قال المستشار الدكتور ممدوح توفيق ( مفكر مسلم ) " أنه لا إنفصال بين الله وكلمته وروحه "وكان يقصد التثليث المسيحي .

(جريدة الأهرام 19/11/1979 )

 وبعد كل ذلك نجد من يقول : " سمي المسيح بهذا الاسم ( كلمة الله ) لأنه صدر عن كلمة هي " كن " !!                      ( جريدة الأخبار – 8/5/1992 م )

 والرد علي هذا التفسير بسيط :

(أ‌)    لو أن الموضوع كذلك – كان أولي بهذا الاسم ( كلمة الله ) " آدم " ، فهو أول من قال الله له : كن ، وأول من صدر عن كلمة هي " كن " من بين البشر .

(ب) الدواب والحشرات والميكروبات خُلقت بكلمة " كن " . فهل يمكن تسميتها ....؟؟

(ج) يخبرنا القرآن في ( الأعراف / 73 – 78 ) أن ناقة وُلدت من حجر وليس كائن حي بكلمة " كن " فهل تم تسميتها " ........ ؟؟

(د) وأخيراً .. لو كان المسيح هو " كلمة الله " لأنه صدر عن اللفظة " كن " .. فهنا يواجهنا سؤال ملح ، وهو :

 لماذا قام الله بتطهير مريم * قبل القاء كلمته إليها؟؟

[3]أليس هذا دليلا علي أن المسيح كلمة الله الذاتية الأزلية !!

لذلك يقول الكتاب أنه الصورة المنظورة لله غير المنظور ( كولوسي 1 : 5 ) لأن الكلمة هي الصورة المنظورة للعقل غير المنظور أو هي تجسيد للعقل غير المنظور وتعبير كامل عن حقيقته .

 النقطة الثانية :-

المسيح كـ " كلمة الله " لم يرث خطيئة عن آدم وهو أيضاً لم يفعل خطيئة ( عصمة مطلقة ) . مختلفاً عن جميع الأنبياء والبشر أجمعين..

 جاء في الحديث الصحيح : " فجحد آدم فجحدت ذريته ونسيي فنسيت ذريته ، وخطئ آدم فخطئت ذريته " وقد قال الترمذي حديث حسن صحيح .

( الأحاديث القدسية – المكتبة القيمة للنشر – مدينة نصر – حديث رقم (95 )- ص 98 )

 يؤيد ذلك ما جاء في ( يوسف / 53 ) : وإن النفس لأمارة بالسوء " فإذا كانت كل نفس كذلك فمن أين جاء هذا السوء ؟! ليس إلا وراثة الطبيعة البشرية الساقطة لأن الله كان قد خلق آدم علي صورته وفي أحسن تقويم كما سبق وأوضحنا .

   يؤيد ذلك حديث البخاري ( رقم 3330 – فتح الباري - مصدر سابق) :

" لولا حواء لم تخن أنثي زوجها الدهر " أي موضوع وراثة .

وحديث " كل ابن آدم خطاؤون "  ( اللواء الاسلامي 9/6/1983 )

 كل ذلك يؤيد ما سبق وقلناه أنه بسقوط آدم فسدت طبيعته النقية ، وأصبح تحت سلطان الخطية وقد ورثت ذريته هذه الطبيعة .

فهل ورث المسيح طبيعة فاسدة تجعله ضمن ابن آدم الخطاؤون ؟؟

 الإجابة :-

ذرية آدم التى ورثت الخطيئة أو الطبيعة الفاسدة – كيف جاءت ؟

جاء في ( السجدة / 7 ، 8 ) : وبدأ خلق الإنسان من طين . ثم جعل نسله من سلالة من ماء

مهين * "

وجاء في ( المرسلات / 20 ) :  " الم نخلقكم " من ماء مهين * "  لكن عندما جاء المسيح لم يأت بالعلاقة بين رجل وامرأة ( من سلالة من ماء مهين ) ، بل هو كلمة الله القاها إلي مريم وروح منه ، ألقاها إلي فتاة عذراء بعد تطيرها من ِقبل الله ( آل عمران / 42 ) .

لذلك لم يحمل في جسدة أي شئ من الطبيعة الفاسدة التى تلوثت بالخطيئة والعصيان لله من قبل آدم وحواء وانتقلت بعد ذلك إلي ذريتهما جيلاً بعد جيل .

نخلص من ذلك أن المسيح لم يرث طبيعة فاسدة ملوثة الخطيئة بعكس جميع البشر .

 من ناحية أخري جاء عن المسيح في القرآن أنه :

"وجيها في الدنيا والآخرة .. ( آل عمران / 45 )

 جاء في تفسير المنتخب ( المجلس الأعلي للشئون الاسلامية بالأزهر ) :

ذا مكانة في الدنيا بالنبوة والبراءة من العيوب .

يؤكد هذا المعني حديث الشفاعة المشهور الذي رواه أبو هرة والذي يوضح أن الأنبياء الكبار أولي العزم يستحيون أن يشفعوا في الناس يوم القيامة بسبب خطاياهم حيث يذكر كل منهم خطيته التى تمنعة من الشفاعة أما المسيح فهو الوحيد الذي قال عنه الحديث " ولم يذكر له ذنباً * ) رواه البخاري و مسلم والترمذي .

( تفسير ابن كثير للآية (79) من سورة الإسراء – طبعة دار الشعب ( 8 مجلدات ) ج5 – ص 107 )

 وقد لفت ذلك نظر مفكر إسلامي هو " صالح الورداني " فعلق قائلا : " هل عجز ابو هريرة عن اختراع ذنب لعيسي ؟! ..

( كتاب دفاع عن الرسول – ص 325 – تريدنكو للنشر – بيروت ص. ب 5316 / 14 – طبعة أولي 1997 )

 [4]وجاء أيضاً في تفسير البيضاوي للآية (19) من سورة مريم عن المسيح ( زكيا) طاهراً من الذنوب أو نامياً علي الخير مترقياً من سن إلي سن علي الخير والصلاح .

(تفسير البيضاوي – دار الفكر للنشر – بيروت – ج4 – ص 9 – طبعة 1996 )

 وفي تأييد الله المسيح بروح القدس والذي ُذكر في ثلاثة مواضع من القرآن ( البقرة / 87 ، البقرة 253 ، المائدة / 110 )

قال بعض المفسرين : أراد بالقدس الطهارة أي الروح الطاهرة .

( قصص الأنبياء " عرائس المجالس " للنيسابوري الملقلب بالثعلبي المتوفي سنه 427 هـ - المكتبة الثقافية – بيروت –ص 344 )

 وفي المصدر السابق أيضاً جاء :

" واخبرنا شعيب بن محمد باسناده عن قتادة قال :

كل آدمي يطعنه الشيطان في  جنبه حين يولد إلا عيسي وأمة عليهما السلام جُعل بينهما حجاب وأصابت الطعنة الحجاب ولم ينفذ إليهما منه شئ** ، قال وذكروا لنا انهما كانا لا يصيبان من الذنوب كما يصيبه سائر بني آدم . "          ( المصدر السابق – نفس الصفحه)

لذلك قال العقاد عن المسيح : " وتمثلت الوداعة في كثير من أقواله وأفعاله ، ومنها الرحمة بالخاطئين والعاثرين وهي الرحمة التى تبلغ الغاية حين تأتي من رسول مبرأ من الخطايا والعثرات"

هذا هو المسيح – فماذا عن باقي الرسول ؟

        حديث الشفاعة السابق واضح في أن الرسل والأنبياء الكبار أولي العزم اخطأوا لذلك يستحيون أن يمثلوا أمام الله ويشفعوا في الناس الملتجئة اليهم .

        هذا يؤكده القرآن في (نوح /8 ) و ( الشعراء / 82 ) ، ( البقرة / 260 ) والروايات الواردة في تفاسيرها – عن تفسير ابن كثير ، ( يوسف / 24 ) وتفاسيرها، ( الشعراء /20 )، ( القصص / 16 ) ، ( سورة ص / 24 ، 25 ) ، ( سورة ص / 34 ، 35 ).

         وخلاصة هذا ما قاله الأستاذ الدكتور أحمد السالوس – ( أستاذ الفقه والأصول – كلية الشريعة – جامعة قطر ) :-

" إن القرآن الكريم يبين أن لا عصمة لبشر " . ويقول في موضع آخر : " علي أن دلالة القرآن الكريم تتنافي مع العصمة للبشر حتي لخير البشر جميعاً الذين  أصطفاهم الله للنبوة والرسالة " .

( مع الشيعة الأثني عشرية في الأصول والفروع – ج 1- ص 304، ص 95– دار الفتوي للنشر – ج.م.ع – الطبعة الأولي 1997 م – رقم الإيداع : 5573 / 1997  الترقيم الدولي 977- 5242 – 24 - x)

حتي النبي محمد الذي قال عنه القرآن :

" وانك لعلي خلق عظيم "

وجاء في السنة علي لسانه : " انما بعثت لأتمم مكارم ( صالح ) الأخلاق " .

جاء عنه في القرآن :-

" وثيابك فطهر والرجز فاهجر " ( المدثر / 4 ، 5 )

جاء في تفسير المنتخب : وثيابك فطهر بالماء عن النجاسة  .

وجاء في التفسير أيضاً : والرجز فاهجر "  هي الأوثان ( أنظر  تفسير الجلالين – والبخاري كتاب التفسير )

" ألم نشرح لك صدرك . ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك " ( الشرح / 1-3 ) .

يقول الدكتور أحمد شوقي ( رئيس لجنة الأعجاز العلمي بالأزهر ) : قال بعض المفسرين في شرح الآية :  الوزر هو الذنب فيكون المعني : أن الله وضع عنك ذنوبك وغفرها لك* .

( جريدة الأهرام – ملحق الجمعة 7/7/2000 – صفحة الفكر الديني )

أنظر أيضاً (الضحي/7) ،(الفتح/2) ، ( محمد / 19 ) ، ( غافر / 55 ) ، ( الشوري / 52 )

لذلك قال بعض السلف : " لو لم تكن التوبة أحب الأشياء إلي الله لما ابتلي بالذنب أكرم الخلق عليه .."                   ( أهل السنة شعب الله المختار - ص -67 – مصدر سابق )

 وقال فضيلة د. عبد الجليل عيسي ( من علماء المجلس الأعلي للشئون الاسلامية ) في كتابه اجتهاد الرسول :

"  إن رسل الله كانوا يرتكبون المعاصي والذنوب والخطايا " ( جريدة الشعب 29/4/1980م )

 فإن المسيح هو الوحيد المعصوم من الخطايا والذنوب فكيف نفسر ذلك ... من هذا الذي لم يعرف خطيئة ؟؟

[5]النقطة الثالثة : .. المسيح قدراته ومعجزاته غير محدودة وقدرات الأنبياء محدودة ..

 نعلم من القرآن أن المسيح تكلم في المهد ( آل عمران / 46 )  ، ( المائدة / 110 ) ويعلم الغيب ( آل عمران / 49 ) . وخلق من الطين مثل الله وخلق عينين للأكمة ( المولود أعمي ) ( آل عمران / 49 ) ويحيي الموتي  ( أو يعيد الخلق ) مثل الله (آل عمران / 49 )  ويبرئ جميع الأسقام كما جاء في تفسير ( البقرة / 87 ).

ولا نعلم من القرآن أن نبي آخر جمع كل هذه المعجزات وبعضها يخص الله حده . فلماذا المسيح بالذات ؟؟

وإذا كانت هذه بإذن الله أو بتفويض منه فهل يعطي الله مجده لآخر ؟

ولماذا لم نسمع عبر التاريخ عن شخص آخر قام بكل هذه الآيات ( الغير محدوده ) ولو حتي بإذن الله ؟

هل بعد ذلك نستطيع أن نفهم معني المسيح " كلمة الله " أو " كلمة منه " أو معني " روح الله *" أو " روح منه " ، ومعني كونه وجيها في الدنيا والآخرة ( آل عمران / 45 ) ، وكونه مباركاً أينما يكون ( مريم /31 ) ..... الخ .

 لقد عرف يحيي النبي معني هذه الالقاب ومن هو المسيح فسجد له !!.

ففي تفسير ابن عباس ** لـ ( آل عمران / 39 ) قال : كان يحيي وعيسي ابني خالة ، وكانت أم يحيي تقول لمريم : " أني أجد الذي في بطني يسجد للذي في بطنك " " فذلك تصديقه بعيسي : تصديق له في بطن أمه .. وهو أكبر من عيسي عليه السلام .. "

(تفسير ابن كثير للآية السابقة ج 2 – مصدر سابق )

[6]وقال ابن جرير الطبري في تفسيره ( 6/373 ) : فذلك تصديقه بعيسي : سجود له في بطن أمه . ( أنظر تفسير ابن كثير - ج2 - ص30  – مصدر سابق )

والعجيب الذي نلاحظه في هذا التفسير الآتي :-

·        النبي الأكبر يسجد للنبي الأصغر .

·        يسجد له والاثنين مازالا أجنَة في البطن ولم ينتظر حتي يولد .

·        يسجد له ، ولم يرَ من المسيح بعد أفعال  يستحق عليها السجود .

           قال السيد المسيح : " طوبي لمن لا يعثر في ّ " ( مت 11 : 6 ) ، ( لو 7 : 23 )

 نكتفي بهذه النقاط الثلاث في القاء الضوء علي لاهوت المسيح في القرآن والسنة وإذا اردت المزيد فارجع إلي بحث ( المسيح في الإسلام علي نفس الموقع ) .

 قضية التثليث المسيحي في الاله الواحد ..

تعتقد المسيحية أن وحدانية الله  ليست مطلقة مبهمة بل هي وحدانية شاملة ( ذات وصفات ذاتية ) .

والتثليث الذي هاجمة القرآن هو التثليث الذي يحتوي صاحبة وكان يكرر عبارة " ولم تكن له صاحبة " * .

أما التثليث المسيحي غير الجسدي فالقرآن أشار إلي مثله في سورة النور آيه (35 ) حيث جاء :

" الله نور السموات والأرض مَثَلُ نوره كمشكاه فيها مصباح المصباح في زجاجة .." .

فالله نور وهذا النور الواحد مثل مصباح × زجاجة × مشكاة .

فالملاحظ هنا ثلاثة في الواحد !

وبصراحة من يمعن النظر في القضية السابقة ( قضية الوهية المسيح ) يري بدون مشقة أن المسيح نفسه هو اعلان عن التثليث في الله الواحد !!.

قضية .. ارتباط النجاة والفوز بالجنة باقامة التوراة والأنجيل ..

يؤمن المسيحيون جميعاً  بذلك وأن عليهم العمل بكل ما جاء في الكتاب . حتي أن من أهمل احدي الوصايا صار مجرماً في الكل . ( يعقوب 2 : 10 ) .

وجاء في القرآن :-

" قل يا أهل الكتاب لستم علي شئ حتي تقيموا التوراة والأنجيل وما أنزل إليكم من ربكم " . ( المائدة / 68 )

جاء في التفسير : ( لستم علي شئ ) أي من الدين . ( أنظر تفسير الجلالين للآية )

ولكن نجد سفيان يقرأها :

( لستم علي شيئ حتي تقيموا التوراة والأنجيل ) وقال :

ما في القرآن آية أشد منها  ولم يذكر عبارة " قل يا أهل الكتاب "

( صحيح البخاري – كتاب تفسير القرآن – (5) تفسير  المائدة . الناشر مكتبة الإيمان بالمنصورة – طبعة 2003)

وقد علق د. نيازي عز الدين علي ذلك وقال :

" في كتاب تفسير القرآن للبخاري رحمه الله في صحيحه يلفت نظرنا إلي قول سفيان الذي كتم ما أنزل الله وقال الآية بشكل يمكن أن يفهمه المسلم علي غير قصد الرحمن:

ففي باب تفسير سورة المائدة وقبل الحديث رقم 4606 نجد في صحيح البخاري: قال سفيان وهو يخاطب المسلمين : ما في القرآن آيه أشد من :

"لستم علي شئ حتي تقيموا التوراة والأنجيل وما أنزل إليكم من ربكم " .

( كتاب دين الرحمن – الكتاب الثالث : المدخل إلي الحقيقة – الطبعة الأولي 1998 – بيسان للنشر – بيروت – ص. ب : 5261/ 13 – هاتف : 351291 )

وبالتأمل في الآية وقصة سفيان التى رواها البخاري يمكن طرح بعض الأسئلة :

1-   هل يمكن أن يكتم شخص مثل سفيان شيئاً مما أنزل الله ؟

2-   إذا كانت الآية موجهة إلي أهل الكتاب لماذا خاطب سفيان بها المسلمين قائلاً " لستم علي شئ ... الخ " الآية

3- إذا كانت عبارة " وما أنزل إليكم من ربكم تعني " القرآن " بحسب التفاسير فهل القرآن نزل إلي أهل الكتاب الاعاجم الذين لا يفهمون اللسان العربي أم أنه نزل بلسان عربي مبين " ( الشعراء / 195 ) لينذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون ( يس / 6 ) أو " لتنذر قوما ما أتاهم من نذير قبلك لعلهم يهتدون " ( السجدة / 3 ) .

الآيات التالية تؤكد هذا المعني :-

ففي ( الجمعة / 2 ) : " هو الذي وبعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ".

والأميين هم العرب بحسب جميع التفاسير .

وفي ( الجاثية / 28 ) : " وتري كل أمه جاثية كل أمة تدعي إلي كتابها  اليوم تجزون ما كنتم تعملون ".

وفي ( الرعد / 30 ) : كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم لتتلو عليهم الذي أوحينا إليك وهم يكفرون بالرحمن ".

وفي ( يوسف / 2 ) " انا انزلناه قرآنا عربياً لعلكم تعقلون " .

وفي ( فصلت / 2 ، 3 ) : " تنزيل من الرحمن الرحيم . كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون ".

جاء في تفسير الجلالين : ( يعلمون ) يفهمون وهم العرب .

وفي ( الزخرف / 44 ) : " وانه لذكرلك ولقومك  وسوف تُسألون ".

وفي ( المؤمنون / 71 ) : " بل آتيناهم بذكرهم  فهم عن ذكرهم معرضون " .

وفي ( الأنبياء  / 10 ) : " لقد أنزلت إليكم كتابا فيه ذكركم  أفلا تعقلون " .

اعتقد أن الصورة وضحت وأن سفيان يعلم أن عبارة " وما أنزل إليكم من ربكم " في ( المائدة/ 68 ) تعني القرآن العربي لذلك خاطب المسلمين بهذه الآية كما يقول د. نيازى عز الدين . لأن أهل الكتاب يتلون كتابهم حق تلاوته ( البقرة / 121 ) أي هم علي كل شئ من الدين .

وعلية كل من لم يقم التوراة والأنجيل أي لا يعمل بما فيهما فليس علي شئ من الدين .

ولكي نؤكد  ما نرمي إليه نعضد الكلام السابق ببعض الآيات :

( ففي آل عمران / 119 ) : " ... وتؤمنون بالكتاب كله ... " .

قال ابن كثير : أي ليس عندكم في شئ منه شك ولاريب وهم عندهم الشك والريب والحيرة .                     (تفسير ابن كثير –ج2 – ص 89 – مصدر سابق )

وجاء في تفسير الجلالين : " وتؤمنون بالكتاب كله " أي بالكتب كلها                            

( أنظر تفسير الجلالين للآية ).

وفي ( الانعام / 89 ) : أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة ، فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين ".

جاء في تفسير المنتخب : ( الكتاب ) : الكتب المنزلة .

وفي تفسير البيضاوي : ( وكلنا بها ) : بمراعاتها .

وقال ابن عباس : ( هؤلاء ) أهل مكة ( أنظر تفسير ابن كثير للآية )

وقال ابن كثير : ( فقد وكلنا بها قوما ليسو بها بكافرين ) يعني المهاجرون والأنصار وأتباعهم إلي يوم القيامة ( ليسوا بها بكافرين ) أي لا يجحدون شيئاً منها ولايردون منها حرفاً واحدا ، بل يؤمنون بجميعها ، محكمها ومتشابهها ، ....

( تفسير ابن كثير - سورة الانعام – ج3 – ص 292 ، 293 – مصدر سابق )

نكتفي بهذا وإذا أردت المزيد في هذه النقطة ( ارجع لبحث " ماذا يقول الإسلام عن الكتاب وأهل الكتاب " – الفصل الرابع )

قضية .. الزوجة الواحدة  ..

شريعة الزوجة الواحدة لا تحتاج لبرهان من الكتاب المقدس ، فيكفي أنها لم تكن في يوم من الأيام موضوع خلاف بين جميع الطوائف المسيحية . وإنما سلم بها الجميع ، وآمنوا بها كركن ثابت بدهي من أركان الزواج المسيحي ، فهي إذن عقيدة راسخة ليست موضع جدل من أحد من المذاهب .

تصديق القرآن :-

اشترط القرآن في تعدد الزوجات العدل  بين النساء بحسب الآية (3) من سورة النساء ، حيث جاء :

".. فإن خفتم إلا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدني ألا تعدلوا " .

وقد أوضح القرآن أن هذا العدل غير مستطاع بحسب الآية ( 129 ) من سورة النساء أيضاً حيث جاء :

" ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم .. " .

لذلك يقول الإمام الأكبر .. الشيخ محمد عبده :

" إن شرط العدل في التعدد مفقود حتما ً ".

( الإسلام والمرأة في رأي الإمام محمد عبده – تأليف د. محمد عمارة – عضو مجمع البحوث الإسلامية – كتاب الهلال - العدد ( 347 ) – نوفمبر 1979 – ص 35 )

من ناحية أخري جاء في تفسير المنار : وجملة القول أن التعدد  خلاف الأصل * وخلاف الكمال  ، وينافي سكون النفس والمودة والرحمة التى هي أركان الحياة الزوجية – لا فرق بين من لم يقمها وبين ازدواج العجماوات ، ونزوان بعضها علي بعض .. الخ .

( القرآن ومشكلات حياتنا المعاصرة – د. محمد أحمد خلف الله – ص 223 – المؤسسة العربية للدراسات والنشر – الطبعة الأولي 1982 . وقد نقل عن تفسير المنار ( 370 ج.4 ))

إذن لابد من الاقتصار علي الزواج بزوجة واحدة .

تنبيه :-

        يجب أخذ التعليم من النصوص ولا نقتدي بمن خالفها أيا كانت مكانته !!

[8]تهي .. .. انتهي ..

* لاحظ قولة بذبح* ولم يقل بكبش مثلاً !!

* جاء في حيثيات الحكم بارتداد د. نصر حامد أبو زيد الآتي : نصر حامد أبو زيد نشأ مسلما في مجتمع اسلامي ويعمل استاذاً  للغة العربية والدراسات الاسلامية بكلية الآداب جامعة القاهرة . ويقوم بتدريس علوم القرآن ... الخ – ( جريدة الأهرام 9/8/1996 – ص 8 ) .

* هذا التطهير لم يحدث مع أي امرأة أخري قبل حملها مثلما حدث مع مريم .

*بدون ذنب كالباقين  - لذلك تذكر الآية السابقة ( ال عمران / 45 ) أن المسيح له شفاعة ( .. وجيها في الآخرة ) . أنظر تفسير الجلالين والبيضاوي وغيرهما .

** هذه الرواية لها اصل في البخاري ومسلم.

* يؤيد هذا التفسير ما جاء في الآية الثانية من سورة الفتح : " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " ، وأسباب نزولها .

* يلقب المسيح بروح الله في السنة النبوية . ( أنظر بحث المسيح في الاسلام – علي نفس الموقع )

** معلوم ان ابن عباس ابن عم النبي وله القاب كثيرة منها أنه حبر الأمة وأعلم الصحابة بالقرآن ( أنظر بحث المسيح في الاسلام ) .

* بالرجوع لتفسير الآيات التى ذكرت التثليث في القرآن نجده التثليث الذي يحتوي صاحبة وهذا الاعتقاد لا تقول به المسيحية اطلاقا أنظر علي سبيل المثال تفسير ابن كثير وتفسير الجلالين لهذه الآيات .

* حيث منذ البدء خلق الله لآدم زوجة واحدة رغم ارادته في تعمير الأرض كذلك قبل الطوفان أمر نوح أن يدخل السفينة ذكراً وانثي من كل كائن حي ( انسان وحيوان ) فما التعدد إلا كسر لوصية الله .

الصفحة الرئيسية