موسى يطيع الدعوة

كان عمر موسى عندما دعاه الله ليُخرج شعبه من أرض مصر ثمانين عاماً. ولقد أطاع أخيراً صوت الرب. وحكى موسى وهارون الأمر كله للشعب، فاقتنع بنو إسرائيل بأن الله قد أرسل لهم موسى وهارون. وذهب موسى وهارون إلى الفرعون وقالا له إن الله يريد منه أن يطلق بني إسرائيل للصحراء ليعبدوه وليقدموا له ذبائح. ولم يكن فرعون يعرف من هو »الله«. لم يسبق له أن سمع عن إلهٍ بهذا الاسم. كان يعرف عن الكثير من آلهة الوثن، ولكنه لا يعرف إلهاً اسمه »الله«. فرفض أن يأذن للشعب بالسفر. ونعتقد أن الغلط يقع كثيراً على بني إسرائيل، لأنهم لم يذيعوا اسم »الله« بين المصريين، فلم يعرف فرعون اسم »يهوه« رب السماء والأرض، وظن أن العبرانيين ينتحلون عذراً ليتهرَّبوا من العمل. وأمر فرعون موسى وهارون أن يستمرا في عملهما كما يستمر الشعب في عمله كذلك. ونتيجة لطلب موسى وهارون هذا، زاد فرعون من إرهاق بني إسرائيل. فبينما كان على كل واحد أن يصنع عدداً معيّناً من الطوب كل يوم، أصبح لزاماً عليهم أن يجمعوا التبن ويصنعوا نفس كمية الطوب. وبدأ رؤساء التسخير يهينون بني إسرائيل، وعندما ذهب قادة بني إسرائيل إلى الفرعون يحتجون على سوء العذاب الذي يُسَامونه قال لهم فرعون: »متكاسلون أنتم، لذلك تقولون نذهب ونذبح للرب«. وعندما خرج رؤساء بني إسرائيل من أمام الفرعون التقوا بموسى وهارون، ووجَّهوا لهما اللوم لأنهما تسبّبا في الضيق الزائد الذي حلَّ بهم، وقالوا: »أعطيتما فرعون سيفاً ليقتلنا«. فتضايق موسى واحتج على الله لأنه أرسله لهذا الشعب، فبدل أن يأذن فرعون للشعب بالذهاب، أثقل عليهم الأحمال (خروج 5).

وهذا ما يحدث كثيراً لنا عندما نريد أن نؤدي لله خدمة نساعد بها الآخرين، فنكتشف أننا لم نستطع أن نساعدهم، بل أضفنا إلى أعبائهم عبئاً جديداً. ولكننا عندما نصرخ إلى الله نطمئن فيريح قلوبنا. فقد قال الله لموسى مشجعاً: »الْآنَ تَنْظُرُ مَا أَنَا أَفْعَلُ بِفِرْعَوْنَ. فَإِنَّهُ بِيَدٍ قَوِيَّةٍ يُطْلِقُهُمْ وَبِيَدٍ قَوِيَّةٍ يَطْرُدُهُمْ مِنْ أَرْضِهِ«. ثُمَّ قَالَ اللّهُ لِمُوسَى: »أَنَا الرَّبُّ. وَأَنَا ظَهَرْتُ لِإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ بِأَنِّي الْإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. وَأَمَّا بِاسْمِي »يَهْوَهْ« فَلَمْ أُعْرَفْ عِنْدَهُمْ. وَأَيْضاً أَقَمْتُ مَعَهُمْ عَهْدِي: أَنْ أُعْطِيَهُمْ أَرْضَ كَنْعَانَ أَرْضَ غُرْبَتِهِمِ الَّتِي تَغَرَّبُوا فِيهَا. وَأَنَا أَيْضاً قَدْ سَمِعْتُ أَنِينَ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ يَسْتَعْبِدُهُمُ الْمِصْرِيُّونَ، وَتَذَكَّرْتُ عَهْدِي. لِذلِكَ قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: أَنَا الرَّبُّ. وَأَنَا أُخْرِجُكُمْ مِنْ تَحْتِ أَثْقَالِ الْمِصْرِيِّينَ وَأُنْقِذُكُمْ مِنْ عُبُودِيَّتِهِمْ وَأُخَلِّصُكُمْ بِذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ وَبِأَحْكَامٍ عَظِيمَةٍ، وَأَتَّخِذُكُمْ لِي شَعْباً وَأَكُونُ لَكُمْ إِلهاً. فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمُ« (خروج 6:1 - 6).

لاحظ كم مرة كرر الله قوله: »أنا الرب«. إنه يريد أن يلفت أنظارنا إليه هو، لا إلى الظروف. فإذا حدث أنك وجدت وكأن مواعيد الله لا تتحقق، فأرجوك أن ترفع عينيك إلى الله مباشرة، لأنه لا بد أن يصدق وعده ويحقق كلمته.

ولقد أطاع موسى الرب وحمل هذه الرسالة إلى الشعب. وحين رفضوا أن يصغوا إليه أمر الرب موسى أن يَمْثُل أمام فرعون مرة ثانية، فأبى موسى أن يفعل ذلك، وقال إن الفرعون لن يصغي إليه، واحتج بأن شفتيه عاجزتان عن الكلام (خروج 6:9-12). غير أن الرب أصر على ذهاب موسى ليمثل أمام فرعون ومعه أخاه هارون. وقدم الله تشجيعاً عجيباً لموسى. قال له: »أَنَا جَعَلْتُكَ إِلهاً لِفِرْعَوْنَ. وَهَارُونُ أَخُوكَ يَكُونُ نَبِيَّكَ« (خروج 7:1). في هذه الكلمات يقول الله لموسى: إنني لم أوجّه دعوتي إليك لتتكلم، بل لتعمل، فتكون بمنزلة إلهٍ لفرعون، في القوة والمعجزات، فلا يستطيع أن يقاومك. وهارون يصير نبياً لك، بمعنى أنه يخاطب فرعون لأنه فصيح، فهارون نبيُّك بمعنى أنه يُبلِغُ كلامك لفرعون ويوضّح له قصدك.

نعم، سيكون موسى سيداً لفرعون. العبد يصبح سيد الملك! لكن هذه هي قوة الله أن يجعل موسى وكيلاً في الأرض. إنه كليمه، يحمل قوله ويوصل رسالته.

أيها القارئ، أرجوك أن تدرك قيمتك في نظر الله. إن كنت تحبه، أدعوك أن تطيعه في كل مرة يصدر إليك أمراً لكي تؤدي خدمة له. وسيؤيدك الله بكل قوة من عنده، لأنك تتحدث باسمه. سلِّم قلبك ولسانك وجسدك للرب، لتكون وكيلاً من الله لتأدية رسالته والقيام بخدمته في العالم.

عشر ضربات ضد مصر:

عندما وجّه الله الدعوة لموسى لينقذ بني إسرائيل من سوء العذاب، أعطاه معجزات تمكِّنه أن يؤدي الخدمة التي كلفه بها. ولا يمكن أن يكلفنا الله بأن نؤدي له خدمة إلا بعد أن يؤهلنا لأدائها. أعطى الله موسى ثلاث معجزات ليثبت بها أن إرساليته من عند الله. فإذا طرح العصا أمام فرعون تتحول إلى ثعبان. وإذا وضع يده في عبه فإنها تصير برصاء، ثم يعيدها إلى عبه ويخرجها سليمة. ثم أنه يسكب من ماء نهر النيل على الأرض فيصير الماء دماً. ومع أن سحرة فرعون استطاعوا أن يجعلوا من عصيهم ثعابين، إلا أن الله دوماً سيد كل موقف، فقد ابتلعت عصا موسى عصي السحرة، فتقسى قلب فرعون، ولم يصدق أن الله قد أرسل موسى وهارون. فكان أن أيَّد الله كليمه موسى بعشر معجزات أجراها في مصر. وكانت تلك المعجزات العشر، موجَّهة ضد آلهة فرعون. فكانت الضربات العشر مواجهة بين الإله الحقيقي، خالق السماوات والأرض، وبين نهر النيل والعجل أبيس وغيرهما من معبودات القدماء. لقد أراد الله أن يُظهر لفرعون بتلك الضربات أنه هو الإله الحقيقي ليُلفت نظره إليه. كانت الضربة الأولى تحويل ماء النهر إلى دم، فلم يجد المصريون ماء ليشربوا. وكان أنه حين مدَّ موسى عصاه إلى النيل وسواقي مصر تحولت جميعها إلى دم، بما في ذلك المياه التي اختزنوها في الجرار. واستمر الحال هكذا مدة سبعة أيام. على أن سحرة فرعون استطاعوا أن يفعلوا الشيء نفسه، فتقسى قلب فرعون ورفض أن يطلق الشعب. واضطر المصريون أن يحفروا حول النهر ليجدوا ماء ليشربوا، لأنهم لم يستطيعوا أن يشربوا من ماء النيل (خروج 7:19 - 24).

ثم أمر الله موسى أن يذهب إلى فرعون من جديد ليضرب البلاد بالضفادع، فقال لفرعون إن النيل سيفيض بالضفادع حتى أنها تدخل قصر فرعون نفسه، إلى فراشه وعلى سريره. وفعل سحرة مصر الشيء نفسه. ولكن فرعون طلب من موسى وهارون أن يصليا ليرفع الله الضفادع عنه، ووعدهما بأنه إذا استجاب الله لهما فإنه سيخرج الشعب ليذبحوا للرب. وصلى موسى وهارون، وارتفعت الضفادع، ولكن فرعون لم يحقق وعده (خروج 8:1 - 15).

ثم ضرب الله أرض مصر بالبعوض. مدَّ هارون عصاه وضرب تراب الأرض، فخرج البعوض على الناس والبهائم، وقال السحرة لفرعون: »هذَا إِصْبِعُ اللّهِ« (خروج 8:16 - 19).

وبدأت الضربات تتوالى على أرض مصر، ضربة بعد ضربة. فجاءت الضربة الرابعة وهي ضربة الذباب، فامتلأت بيوت المصريين منه. وميَّز الله مرة أخرى بين أرض جاسان حيث يسكن بنو إسرائيل وبين بقية البلاد. وقال الله لفرعون: »لكي تعلم أني أنا الرب في الأرض«. وبعد ضربة الذباب قال فرعون لموسى وهارون: »اذهبوا اذبحوا لإلهكم في هذه الأرض«. فقال موسى: »لا يصلح أن نفعل هكذا. علينا أن نسافر للصحراء لنصلي«. فقال فرعون: »أنا أطلقكم لكي تذبحوا للرب إلهكم في البرية، لكن لا تذهبوا بعيداً. صليا لأجلي«. ورفع موسى وهارون صلاتهما إلى الله، فارتفع الذباب عن البلاد، ولكن فرعون لم يحقق وعده (خروج 8:21-32)، فأنزل الله ضربة خامسة، بأن ضرب بالوبأ مواشي فرعون. ولم يصب الوبأ مواشي بني إسرائيل. فماتت جميع مواشي المصريين، أما مواشي بني إسرائيل فلم يمت منها واحد (خروج 9:6 و7).

ولكن فرعون لم يرعو، فأنزل الله به ضربة سادسة، هي ضربة الدمامل والبثور التي ظهرت على كل أرض مصر. ولم يستطع سحرة فرعون أن يقفوا أمام موسى من أجل الدمامل التي أصابتهم، لأن الدمامل كانت في السحرة كما كانت في كل المصريين. ولكن فرعون لم يسمع (خروج 9:10-12).

ثم جاءت الضربة السابعة، ضربة البَرَد العظيم، الذي لم يكن مثله في مصر منذ يوم تأسيسها، فكان بَرَد متواصل أهلك كل ما في الحقل من ناس وبهائم، ودمر عشب الحقل وكسر جميع شجر الحقل، إلا أن أرض جاسان حيث كان بنو إسرائيل لم يكن فيها برد. وطلب فرعون من موسى وهارون أن يتوسَّطا له لدى الرب. وفعل موسى هكذا (خروج 9:22-27 و33).

وعندما ارتفع البرد والرعود عاد فرعون يتقسى، فلم يطلق بني إسرائيل (خروج 9:34 و35)، فجاءت الضربة الثامنة، وهي ضربة الجراد، تلتها ضربة تاسعة، هي ضربة الظلام (خروج 10:14 و15 و21-23).

الضربة الكبرى، موت الأبكار:

وأخيراً جاءت الضربة الكبرى وهي العاشرة، عندما أهلك ملاك الرب الابن البكر في كل بيت من بيوت المصريين. وعندما حدث هذا، أمر فرعون بني إسرائيل أن يخرجوا من مصر - فطردهم واستعجلهم للسفر (خروج 11:1 و4-7).

عندما حلت الضربات بمصر استطاع سحرة فرعون أن يقلدوا اثنتين منها، ولكنهم قالوا عن الضربة الثالثة وما بعدها إنها إصبع الله. وفي الضربة السادسة (ضربة الدمامل) لم يستطيعوا أن يقفوا أمام موسى، لأن الدمامل ملأت أجسادهم. وأخيراً جاءت الضربة العاشرة القاضية، التي فيها مات كل أبكار المصريين. وأخيراً قبل فرعون أن يطلق سراح الشعب، بل إنه أمرهم أن يخرجوا بسرعة من البلاد. لا شك أن تلك الضربات العشر، استغرقت أشهراً طويلة، إلى أن جاءت الذروة في إهلاك الأبكار. وانطلقت صرخات البكاء في كل بيت مصري، حتى في بيت فرعون نفسه.

تقول لنا التوراة إنه بالرغم من موت الأبكار في كل بيوت المصريين، إلا أن أبكار بني إسرائيل عاشوا، بفضل طاعتهم لأمر وجَّهه الله إليهم. قال الله لموسى وهارون: »كَلِّمَا كُلَّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ قَائِلَيْنِ، فِي الْعَاشِرِ مِنْ هذَا الشَّهْرِ يَأْخُذُونَ لَهُمْ كُلُّ وَاحِدٍ شَاةً بِحَسَبِ بُيُوتِ الْآبَاءِ. شَاةً لِلْبَيْتِ. وَإِنْ كَانَ الْبَيْتُ صَغِيراً عَنْ أَنْ يَكُونَ كُفْواً لِشَاةٍ، يَأْخُذُ هُوَ وَجَارُهُ الْقَرِيبُ مِنْ بَيْتِهِ بِحَسَبِ عَدَدِ النُّفُوسِ. كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى حَسَبِ أَكْلِهِ تَحْسِبُونَ لِلشَّاةِ. تَكُونُ لَكُمْ شَاةً صَحِيحَةً ذَكَراً ابْنَ سَنَةٍ، تَأْخُذُونَهُ مِنَ الْخِرْفَانِ أَوْ مِنَ الْمَوَاعِزِ. وَيَكُونُ عِنْدَكُمْ تَحْتَ الْحِفْظِ إِلَى الْيَوْمِ الرَّابِعَ عَشَرَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ. ثُمَّ يَذْبَحُهُ كُلُّ جُمْهُورِ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ فِي الْعَشِيَّةِ. وَيَأْخُذُونَ مِنَ الدَّمِ وَيَجْعَلُونَهُ عَلَى الْقَائِمَتَيْنِ وَالْعَتَبَةِ الْعُلْيَا فِي الْبُيُوتِ الَّتِي يَأْكُلُونَهُ فِيهَا. وَيَأْكُلُونَ اللَّحْمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَشْوِيّاً بِالنَّارِ مَعَ فَطِيرٍ. عَلَى أَعْشَابٍ مُرَّةٍ يَأْكُلُونَهُ. لَا تَأْكُلُوا مِنْهُ نَيْئاً أَوْ طَبِيخاً مَطْبُوخاً بِالْمَاءِ، بَلْ مَشْوِيّاً بِالنَّارِ. رَأْسَهُ مَعَ أَكَارِعِهِ وَجَوْفِهِ. وَلَا تُبْقُوا مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ. وَالْبَاقِي مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ تُحْرِقُونَهُ بِالنَّارِ. وَهكَذَا تَأْكُلُونَهُ: أَحْقَاؤُكُمْ مَشْدُودَةٌ، وَأَحْذِيَتُكُمْ فِي أَرْجُلِكُمْ، وَعِصِيُّكُمْ فِي أَيْدِيكُمْ. وَتَأْكُلُونَهُ بِعَجَلَةٍ. هُوَ فِصْحٌ لِلرَّبِّ. (وكلمة فصح معناها »عبور«) ثم قال الله: فَإِنِّي أَجْتَازُ فِي أَرْضِ مِصْرَ هذِهِ اللَّيْلَةَ، وَأَضْرِبُ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ. وَأَصْنَعُ أَحْكَاماً بِكُلِّ آلِهَةِ الْمِصْرِيِّينَ. أَنَا الرَّبُّ. وَيَكُونُ لَكُمُ الدَّمُ عَلَامَةً عَلَى الْبُيُوتِ الَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا، فَأَرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ، فَلَا يَكُونُ عَلَيْكُمْ ضَرْبَةٌ لِلْهَلَاكِ حِينَ أَضْرِبُ أَرْضَ مِصْرَ. وَيَكُونُ لَكُمْ هذَا الْيَوْمُ تَذْكَاراً فَتُعَيِّدُونَهُ عِيداً لِلرَّبِّ. فِي أَجْيَالِكُمْ تُعَيِّدُونَهُ فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً« (خروج 12:3 - 14).

تعلِّمنا هذه القصة درساً كبيراً في أن الذبح العظيم واجب لفدائنا. لقد افتُدي ابن إبراهيم بذبح عظيم، وافتُدي أبكار بني إسرائيل بالدم الذي وُضع على العتبة العليا والقائمتين. ويقول لنا الإنجيل المقدس إنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة، ودم يسوع المسيح يطهِّرنا من كل خطية (عبرانيين 9:22، 1يوحنا 1:7).

أيها القارئ الكريم، هذه هي الطريقة التي اختارها الله منذ أول الزمان لفدائنا من خطيتنا، ولتدبير أمر غفران خطايانا. عندما نقبل طريق الله - طريق الفداء - نجد خلاص نفوسنا. أدعوك أن تستمع إلى هذه الكلمات التي قالها الله على فم موسى: »يَكُونُ لَكُمُ الدَّمُ عَلَامَةً عَلَى الْبُيُوتِ الَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا، فَأَرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ، فَلَا يَكُونُ عَلَيْكُمْ ضَرْبَةٌ لِلْهَلَاكِ« (خروج 12:13). أدعوك أن تحتمي بكفارة المسيح لتجد خلاص نفسك فيها، فهذه هي الطريقة التي عيَّنها الله لك للخلاص.