اساليب الرد الاسلامي (لسماحة الامام اسلوبه ايضا)

نقلا عن كتاب:

 المسيحية في ميزان المسلمين لابو موسى الحريري.
 

يقول الكاتب:-

" منذ بدا الاسلام وحتى اليوم، هناك خط واحد مستمر، وموقف صريح مستقر يعتمده المسلمون في مفهومهم للمسيحية، وفي فهمهم لعقيدتها وقضاياها. واذا ما استعرضنا كبريات المؤلفات الاسلامية لكبراء المؤلفين المسلمين عبر التاريخ، وجدنا المواقف إياها والفهم إياه. وفي استعراضنا هذا، لن نكون مجحفين بحق احد من الذين لا نذكرهم، لانهم جميعهم، في قهمهم للمسيحية، ســـــــــــــــــــــــواء.

ولسنا في هذا البحث متوخين مناقشة مواقف القرآن من المسيحية وعقائدها. فهي تختصر في موقفين: موقف، فيه المسيحيون هم أهل مودة وإحسان، وموقف، فيه هم أهل كفر وشرك. وورث المسلمون، عن القرآن موقف الثاني، وقالوا بأن مسيحيي الموقف الاول قضي عليهم وعلى انجيلهم وعقيدتهم. ولم يبق إلا مسيحيو الاناجيل المتعددة، ومسيحيو مجامع الكنيسة، وتباع القديس بولس. هؤلاء قضوا على عيسى وإنجيله الحقيقي.

جميع المسلمين وقفوا مع القرآن في موقفه الثاني. وجميع كتبوا وحللوا وفسروا وناقشوا وانتقدوا مسيحيي الكفر والشرك. ومسيحيو اليوم هم هؤلاء الذين كفروا إذ قالوا " ان الله هو المسيح ابن مريم"، وقالوا " ان الله ثالث ثلاثة"، وقالوا " ان المسيح صلب وقتل" وقالوا: " ان المسيح وامه الهان" الى ما الى هنالك من عقائد تنسب الى مسيحيي اليوم وبها يختلفون عن مسيحيي الموقف الاول.

...سنأخذ عينات من الكتب والكتاب، القديمين والحديثين، ونستعرض مفهومهم للمسيحية، كما هم فهموها وكتبوا عنها. منهم من كتب برصانة وهدوء، ومنهم من كتب بتعصب ونزق. لكن المفهوم واحد. لا يختلفون الا في الاسلوب وطريقة العرض، وسنبدأ بالاحدث من الكتب والكتاب الى الاقدم.....

الكتاب الاول: للسيد شريف محمد هاشم: الاسلام والمسيحية في الميزان. يدور الكتاب في معظمه على الرد على كتاب " قس ونبي" لابو موسى الحريري.

الكتاب الثاني: لسماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ حسن خالد: موقف الاسلام من الوثنية واليهودية والنصرانية. معالجة واضحة للعقيدة المسيحية بحسب ما يتمكن منها السملمون.

الثالث: للعلامة الشيخ محمد جواد البلاغي: الرحلة المدرسية والمدرسة السيارة في مهج الهدى. يستعرض العقائد المسيحية برمتها، بأسلوب حوار بين شخصيات وهمية.

الرابع: لسماحة الامام الاكبر محمد الحسين آل كاشف الغطاء: التوضيح بين حال الانجيل والمسيح. كتاب جريء على المسيح وأخلاقه.

الخامس: للشيخ الامام محمد ابو زهرة: محاضرات في النصرانية. بحث في الادواء التي مرت عليها عقائد النصارى وفي كتبهم وفي مجامعهم المقدسة وفرقهم.

السادس: لمحمد ابن الخطيب: هذه هو الحق! رد على مفتريات كاهن كنيسة. أسلوب جريء هجومي يدافع به عن الاسلام الذي عالج أموره كاهن قبطي.

السابع: الامام العلامة شمس الدين محمد ابن أبي بكر ابن قيم الجوزية: كتاب هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى.

الثامن: لشيخ الاسلام ابن تيمية: الجواب الصحيح لمن بدّل دين المسيح. هو اساس لجميع المسلمين الذين عالجوا الامور المسيحية. على نهجه نهجوا وبأسلوبه كتبوا.

هذه الكتب، مع العديد غيرها، هي عينات من كتب اسلامية عالجت العقيدة المسيحية واتخذت منها موقفا صريحا. وموقفها هو توضيح وتفسير لموقف القرآن من أهل الكتاب الذين في ظنها غلوا في دينهم وكفروا، بل اشركوا. وقصدنا في التركيز عليها هو للتأكد من أن موقف المسلمين اليوم لا يزال هو هو، في الامس كما اليوم وبعد اليوم.

والنوذج الثالث من اسلوب الرد الاسلامي نأخذه من سماحة الامام الاكبر محمد حسين آل كاشف الغطاء، وهو عالم شيعي ذو شأن في عالمه، له جملة مؤلفات معتبرة في العلوم الشيعية. ومنها كتابه: التوضيح في بيان حال الانجيل والمسيح.

لسماحته مبادىء صريحة في الرد على المسيحين، يأخذها من الحكم السائرة ومن القران والحديث. من الخكم يقول: "إن دفع الشر بالشر أزم". ومنها ايضا: " وحلم الفتى في غير موضعه جهل" ومن القران قوله: قمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم" ومن الحديث النبوي: " رد الحجر من حيث جاء، فان الشر لا يدفعه الا الشر".

ومما يميز سماحة الامام في اسلوبه انه لا يرد على كاتب مسيحي معين، ور على كتاب يطعن في الاسلام. بل هو يتناول المسيح في شحصه، والاناجيل والمسيحين عامة.

فالاناجيل، بنظر سماحته، " هي اساطير، تصور لك المسيح رجلا، دجالان محتالا، خائنا، جبارا، عاقا، قاطعا، مفرقا، سكيرا، شريب خمر. يغازل الغلام في حضنه، ويتكى والفتاة يمسح بشعرها رجليه، ويحابي الزانية في درء حدود الناموس عنها..."

وبالجملة يقول سماحته: " إننا معشر المسلمين لا نعترف بالمسيح الذي تعبده النصارى اليوم. وندل بالحجج القاطعة: أنه رجل كذاب دجال. خمير سكير. جبار شقي. خّوار جبان. الى آخر ما نصت عليه أناجيلهم من وصفه. والعجب كله: كيف غفل علماء المسلمين منذ ثلاثة عشر قرنا عن هذه الحقيقة". المسيح هو :ابن زنا وولد سفاح". " يسوع تلك الاناجيل، الذي تعبده النصارى، هو مجموعة خطايا وآثام، تجعله احوج ما يكون الى مخلص وشفيع".

ثم يروح سماحة الامام يشرح ويفصل في فصول مستقلة من كتابه شحصية المسيح الذي تعبده النصارى. ويضفي عليه من الاوصاف ما لم يخطر ببال. فنحن لسماحته مدينون لما عنده من مقدرة على استجلاء النصوص الانجيليه واستنطاقها، كما نحن له اضا مدينون في تعريفنا بنفسية نوع غريب من انواع الرجال. جاء في عناوين سماحته ما يلي:-

1. يسوع المسيح كاذب مفتري
2. يسوع الاناجيل كاذب مغّير للناموس ومبدل لاحكام الله
3. مسيح الاناجيل كاذب مختال مخادع
4. مسيح الاناجيل معطل لحدود الناموس ومبطل لها من غير سبب ولا علة
5. مسيح الاناجيل قاطع الرحم، عاق لامة واخوته، مفرق بين الاقارب
6. مسيح الاناجيل مخبط ومخلط، متناقض الافعال والاقوال
7. مسيح الاناجيل ملعون
8. نعم يسوع الاناجيل كان يرتكب الجرائم يقترف المآثم، فكان يأخذ أموال الناس ظلما
9. مسيح الاناجيل جبار متكبر مسرف مبذر
10. مسيح الاناجيل لا قداسة فيه، ور كرامة ولا أمانة
11. مسيح الاناجيل يغازل النسوان ويجلس في حضنه الغلمان
12. يسوع الاناجيل يستعمل الظلم والعدوان، فيُدخل الشيطان في الانسان، وفي الحيوان، بل يُدخل الظلم والبوار حتى على الاشجار.

وبالنتيجة " ان يسوع بحسب ذات انجيلهم، كان مجموعة خطايا وجرائم وجرثومة فساد ومآثم. وأي جريمة تريد أكبر من الكذب الصريح في أكثر من عشرين مورد، ومن تحقير الانبياء، وجعلهم لصوصا وسراقا، ومن تبديل احكام الناموس، وتعطيل حدود الله. وإمثال ذلك. فحقا انه هو بذانه أحوج ما يكون الى مخلص يخلصه وشفيع يشقع له. وظني ( وظن الالمعي يقين) ( *) انه لا ينال الخلاص من القصاص الا بالتمسك بطهارة اذيال حبيب الله محمد وأهل بيته".

هكذا ورد حرفيا في النص.
أما المسيحيون فليسوا بأقل شرا من مسيحهم. فهؤلاء هم " دعاة السوء ومبشري الشؤم المنتشرين في الافاق...يحملوت بضاعة الصلف والقحة وعدم الحياء، داعين الى دين الخمر والخنزير وترويج سلعة المكر والتزوير". هؤلاء يتعرضون " لبسطاء المسلمين بالاغواء والاضلال والتويه والتعمية. وانهم يعيشون الفساد...حتى بلغت بهم القحة والصلف والجراءة والستهوان انهم دخلوا في بلدان الاسلام...على حين أن ليس عند أولئك السود الغرابيب من بضاعة سوى الاكاذيب والاعاجيب والقحة والصلف والخداع والمكاشرة...إن أولئك السفالة مستأجرون على تلك الاعمال...تلك الشرذمة الرعاع (هم) بمقام من رداءة الجوهر وخباثة العنصر بحيث كأن الله لم يخلق في طباعهم ذرة من الحياء والانصاف...أناجليهم...لا يليق أن تصدر من الصبية والمجانين...أولئك الرعانفة...الذئاب العادية، وشرورها السارية...."

  عودة