العهد الثاني بمكة وأثر النفوذ الاسرائيلي في القران:-

بعض تعابير القرآن ألتوراتية:-

كلمة اسلام ليست من القرآن، بل وجدها القرآن لفظا ومعنى في

البيئه الكتابية العربية: فموسى يدعو إلى الإسلام( قصص ؛30

وسحرة مصر ، وفرعون نفسه "يسلمون للّه رب العالمين" (طه 70؛

نمل 7-14)؛ وأهل الكتاب يؤمنون بإسلام القران ويقولون لمحمد "إنا كنا  من قبله مسلمين" (قصص 53).

 

بـ- الدعوة الى الله رب العالمين:-

ألرحمان ( جاء في الاتقان 139:1 "ذهب المبرد وثعلب الى أنه عبراني وأصله بالخاء المعجمه"هو اسم الجلاله الكتابي الشائع في اليمن والحبشه منذ اجيال قبل القران. ويدخل السور القرانية بعد هجرة المسلمين الى الحبشه. وجده القران في بيئته الكتابية، ففرضه على عرب مكة والحجاز، وظلوا يقاومونه الى فتح الحديبيه حتى تمكن منهم.  [ورب العالمين] هو ايضا اسم الجلاله الشائع قبل القران بين عرب الشمال، حتى تدمر؛ وقد اشاعه اليهود في مهاجرهم، وفي الجزيرة حتى البتراء، حتى أخذه القران وجعله لقبا لإله التوحيد بين العرب.

 

وأضاف القران ايضا الى اسماء الله الحسنى لقب "الرحيم" الشائع قبله بين عرب الشمال حتى البتراء. ووحد هذه الالقاب الكتابية في بسملته الشهيرة كانت البسملة العربية "باسمك اللهم" مأخوذة عن اليهود، ويدل على ذلك ميم الجمع المضافة الى اسم الجلالة للتفخيم. وكان المجوس يقولون :"باسم الله الرحمن العادل". والمسيحين : "باسم الاب والابن والروح القدس، الاله الواحد". فاختار القران "للأمة الوسط" (بقرة 143) مسلكا وسطا بين الشرق والغرب واليهود والمسيحين، في بسملته "باسم الله الرحمان الرحيم". التي صدروا بها جميع سور القران، وفرضها مجموعة في صلاة الفاتحة". وصلاة الفاتحة هي كتابية محضة متواترة عن الانبياء، والزبور والحكمه، في اسماء الجلالة، وفي موضوع الصلاة اي الهداية الى  الصراط المستقيم جاء في الاتقان 140:1 (حكى النقاش وابن الجوزي ان الصراط هو الطريق بلغة الروم). والى اليوم يصلي اليهود والمسيحين مع صاحب الزبور:  يا الله، عرفني طريقك الذي اسلك فيه فإني اليك رفعتُ نفسي علمني ان اعمل مشيئتك لانك انت إلهي! ليهدني روحك الصالح الى الصراط المستقيم" (المزمور 142).

"
الله هو الرحمان الرحيم الطويل الأناة والكثير الرحمة عرّف موسى سبُلَه
وبني اسرائيل مشيئآته" ( المزمور 102).

 قابل صلاة الفاتحه بالمزمور 102: الاستفتاح بالحمد في الاثنين، واسم الرحمان الرحيم في الاثنين، والصراط المستقيم في الاثنين، القران يطلبه والمزمور يشكر عليه. القران يقول "رب العالمين" والمزمور يقول "عرشه في السماء، وملكوته يسود على الجميه.

وكما يرى في الزبور، كذلك في القران: ففي ايات القران التوراتيه، فقد جرت عادة ختم الاي بصفتين معا من صفات الله، وليس بصفه واحده كما في الفترات الاخرى.

 

ج-  واسم "القران" الذي يقسم به في الايات القرانيه التوراتيه -----
---
القمر، ص، الاعراف، الجن، يسن، فاطر، مريم، طه، الواقعه، الشعراء، النمل، القصص، الاسراء، يونس، هود، يوسف، الحجر، الانعام، الصفات، لقمان، سبأ، الزُمر، و "الحواميم":- حم غافر، حم السجده، حم غسق الشورى، حم الزخرف، حم الدخان، حم الجاثيه وحم الاحقاف(--- هو كلمة عبرية سريانية كان يطلقها أهل الكتاب على الكتاب المقدس كله ) انظر نبؤة نحميا 5:8 في النص العبرانيوعلى كل(قراءة) منه. يقولون في العبرية "قراه" أو مقرا" وفي السريانية " ُقريْاَنا". والى الان لم يزل المسيحين في
صلواتهم يستفتحون تلاوة التوراة والانبياء بهذا الاعلان: "قراءة من
سفر التكوين"، "قراءة من نبؤة أشعياء"، "قراءة من حكمة سليمان". فدرج القران على العادة كما وجدها في بيئته الكتابية، فسمّى "قراءة" الكتاب على العرب "قرآنا"، واللفظتان من أصل واحد في العبرية والسريانية والعربية.

 

د- وكلمة "سورة" هي ايضا تعريب الكلمة العبرية والسريانية شورا" أي  فصل.

وقد درج المسلمون على عادة اليهود في تسمية اسفارهم وفصولها بكلمة وردت فيها.

 

ف- وكلمة "آية" هي تعريب "أوت" العبرية، ومعناها جملة او علامة
اي معجزه الهية. وقد وردت بهذين المعنيين في القران والتفسير. وقد درج المسلمون على تسمية بعض الايات بأسماء خاصة كآية الكرسي، وآية السيف، على عادة اليهود ايضا.

وقد اقتدى المسلمون ايضا باليهود في قسمة الكتاب الى ثلاثين جزءا والى ستين حزبا، وكل حزب أو جزء الى اربعة ارباع متساوية لتسهيل عمل القراءة في المساجد والمآتم والمحافل والمقابر. وسائر القاب القران مأخوذه ايضا عن اهل الكتاب اليهود كما أشاعوها: الفرقان والسبع المثاني، والمصحف، والكتاب.

"الفرقان" من "فٍرْقا" العبرية، أو "فرقانا" السريانيه. ويقول ابن ميمون ( أحد مشاهير اليهود في القرون الوسطى): ان الاسم يطلق على "المِشنْه" اي "سنة" موسى أو الوحي المنقول فيها، غير المكتوب في التوراة. فأطلقه القران على نفسه مرادفا له. ونحن نظن انه في مطلع آل عمران (1-3) حيث يذكر الفرقان بعد القران والتوراة والانجيل متميزا عنها، انما ورد تعبير الفرقان بمعناه العبري؛ وكذلك في قوله "شهر رمضان الذي انزل فيه القران هدى للناس، وبينات من الهدى (الكتاب) والفرقان (سنة موسى)" . (بقرة 185
لاحظ على الهامش ان كلمة "سُنة" هي تعريب "مشنة" العبرية.

وهناك تعبير غامض لم يهتدوا الى فهمه الصحيح، وهو "لقد اتيناك سبعا من المثاني، والقران العظيم" (حجر 15): أنه يميز بين السبع المثاني والقران العظيم بحرف العطف الذي يعني الاضافة لا البدل. ونحن نرى ان "المثاني" تعريب "مشنه" العبرية، وقد يقصد "بالسبع المثاني" القصص القرانية التوراتيه السبع. فجاء القران تفصيل الكتاب العظيم والسبع المثاني.

 

ر - "والمصحف" تعريب كلمة عبرية سريانية حبشية نبطية، وهو الجامع "لصحف ابراهيم وموسى".

 

ى- " والكتاب" أو "الكتب" ترجمة اسم "المصحف" او "الصحف" من العبرية والسريانية الى اليونانية، ومنها الى العربية. والتعريف للعهد. وهكذا كان تفكير القران وتعبيره اسرائيليا في العهد الثاني بمكة. وقد قال دروزة ( محمد عزت دروزة: عصر النبي وبيئته قبل البعثة ص 103-104/439-440)
"
واذا كنا رجحنا ان الكتابيين والاجانب كلهم أو جلهم نصارى، فإن
هذا لا يعني كذلك انه لم يكن في مكة اسرائيليون: وآيات الشعراء
(192-197)
والاحقاف(10) تجعل الاستدلال بهما على لقاء النبي
بعض الاسرائيليين في مكة صحيحا وتجعل احتمال وجود بعض
الاسرائيليين في مكة مستقرين قائما...وكان في المدينة ومناطقها
جاليات اسرلئيلية كبيرة لا يعقل ان تكون في عزلة عن مكة...وعدم
انتشار الديانة اليهودية في بيئة النبي ص قبل البعثة بنطاق واسع لا
يعني ان العرب كانوا في عزلة عن تأثيرها؛ فنحن نعتقد أنهم تأثروا
بها الى حد كبير:  سواء في تطور الفكرة الدينية، وخاصة في فكرة "الله".
وسواء في تقاليد انتساب العرب بالابوة الى اسماعيل وابراهيم ص.،
وما تبعها من تقاليد اخرى.

 

وسواء في ما عندهم من معارف ومعلومات وأفكار لها صبغة دينية:
مثل أنباء الأنبياء والرسل ص.، وقصصهم مع اممهم.
وأخبار الملائكة وصلتهم بالله، وقصة آدم وابليس.

 

وسواء في الطقوس والعادات المتنوعة: كالختان، والتطهر من
الجنابة، واعتزال النساء في الحيض، وفكرة اجتماعات يوم العروبة -
وهو يوم الجمعة."

  عودة