ما بين الأعجاز والتعجيز

محمد ، عندما كان بشحمه ولحمه , موجودا بيننا , عجز عن الآتيان بمعجزة, بالرغم انه لوحق معظم فترة دعوته , من معارضيه, وقبل أن يلجأ إلى العنف ,بطلب الآتيان بمعجزة, فكان ينفي عن نفسه , هذه القدرة.

وقول البعض , ان معجزة محمد هي القرآن , هو قول باطل, بسبب ما شاب القرآن من مشاكل , وأخطاء, حتى ان محمد لم يدعي أن القرآن هو معجزة بحرفة ولفظه, بل فقط في وحيه, وحتى الأعجاز في الوحي كان متهم به , لعلم معارضيه, أن ما يأتي به , كان قد درسه,على يد خبير عليم, وقد اتهموه بذلك ولم ينفي التهمة عنه.

أن تحدي محمد معارضيه بالقرآن , لم يكن الا تحدي بالوحي,في سورة الإسراء جاء التحدي الأول والأكبر لمحمد, بالقرآن:"قل لئن اجتمعت الأنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن , لا يأتون بمثله , ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا"(88), أن التحدي في هذه الآية بالقرآن صريح , ولكن ما معناه؟؟.

لنفهم ماذا تعنيه هذه الآية علينا أن نقرأ السورة بأكملها, فهذه الآية يوجد آية سبقتها , وواحد أتت بعدها , تنفيان عن محمد المعجزات نفيا مطلقا:"وما منعنا أن نرسل الآيات (أي على محمد),الا أن كذب بها الأولون"(59), اذا هذه الآية تنفي المعجزة عن محمد , وكان قد نزل من القرآن , سور وآيات ليست بالقليلة, وهي سبقت آية التحدي بوقت قليل.

في نفس سورة التحدي بالقرآن, الآيات(90-93):"وقالوا لن نؤمن بك حتى.......قل : سبحان ربي هل كنت الا بشرا رسولا" ,هذا إقرار واقعي ملموس بعجز محمد عن كل معجزة.

وهذان الإقراران يمنعان عن اعتبار القرآن معجزة, فلا يعود يصح تفسير التحدي بالقرآن الا انه تحد "بالهدى", وكما استفتح به(القصص49), وبما أنه بالهدى مع الكتاب سواء, فهو تحد للمشركين وحدهم,بالأعجاز بالهدى, لا بالبيان.

أصحاب التفتيش لمحمد عن أعجاز, ما , كثيرون , وهم لا يوفرون وسيلة , لأيجاد معجزة, تجعل محمد ينعم بنبوته مطمئنا,هادئا , هانئا , دون أن ينزعها منه أحد.

وآخر صرعات شحذ, وتوسل النبوة , هي ورقة اليانصيب, أو اللوتو.

انهم يجمعون أعداد السور والآيات والكلمات والحروف, ويبنون عليها , أرقاما , تأتي بطريق الصدفة أحيانا , والخدعة غالبا,فيعلنون انهم قد ربحوا النبوة.

الفقير , فاقد المال, يبحث غالبا عنه, في ورقة يانصيب, لعل تصادف الأرقام , يحقق له الثروة.

وفاقدوا النبوة, لا يفعلون غير ذلك, انهم يعقدون الآمال , على تصادف أرقام السور والآيات والكلمات والحروف, ليحققوا نبوة مفقودة, اللعبة سهلة, وخدع الرياضيات , التي أصبحت علما بحد ذاته, بمتناول أيديهم, وبضاعتهم الفاسدة , لا بد من تزيينها , وتقديمها بمظهر جيد, لأخفاء ما تحتويه من عفن وأهتراء, انهم يضعون السم في الدسم.

تجار البضاعة الفاسدة المغشوشة في القانون البشري مصيرهم السجن, و تجار الدين المغشوش ,في قانون السماء, في جهنم خالدون

 

عودة