المسيح الكامل يشفع في المؤمنين

تنبأ النبي إشعياء (750 ق م) بمجيء المسيح عبد الرب البار المتألم. ونتأمل الآن نبوَّتين من نبواته في شفاعة ذراع الرب العبد البار .

تقول النبوة الأولى: فَرَأَى (الله) أَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانٌ، وَتَحَيَّرَ مِنْ أَنَّهُ لَيْسَ شَفِيعٌ. فَخَلَّصَتْ ذِرَاعُهُ لِنَفْسِهِ، وَبِرُّهُ هُوَ عَضَدَهُ .

وتتحدث النبوة الثانية عن عبد الرب البار المتألم، وتقول عن شفاعة ذراع الرب : لِمَنْ ا سْتُعْلِنَتْ ذِرَاعُ الرَّبِّ.. (المسيح) رَجُلُ أَوْجَاعٍ وَمُخْتَبِرُ الحُزْنِ.. وَهُوَ مَجْرُوحٌ لِأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لِأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلَامِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا.. وَعَبْدِي البَارُّ بِمَعْرِفَتِهِ يُبَرِّرُ كَثِيرِينَ، وَآثَامُهُمْ هُوَ يَحْمِلُهَا.. مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ سَكَبَ لِلْمَوْتِ نَفْسَهُ وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ، وَهُوَ حَمَلَ خَطِيَّةَ كَثِيرِينَ وَشَفَعَ فِي المُذْنِبِينَ (إشعياء 53: 1 و3 و5 و11 و12).

تقول هذه الآيات إن شخصاً لقبه ذراع الرب سيأتي، ويتألم ويُجرَح من أجل معاصينا، وبالتأديب الذي سيقع عليه ننال الشفاء والسلام، وهو يحمل خطية كثيرين ويشفع في المذنبين لأنه يسكب للموت نفسه.

هذه نبوة بمجيء شفيع، قيلت قبل مجيئه بسبعمئة سنة. وقد رأينا صورة نسخة منها تمَّ نسخها قبل المسيح بمئة سنة (صورة رقم 8). فهل تحققت هذه النبوة في أحدٍ؟

لقد رأينا أن المسيح وحده هو الذي لم يخطئ، فلا يكون موته على الصليب قصاصاً لجُرمٍ ارتكبه. ويقول الإنجيل إن موته كان عقوبة خطايانا، وتحقيقاً لطلبتنا اغفر لنا ذنوبنا، وكفِّر عنّا سيئاتنا . والدليل على ذلك أنالله أقامه من الموت. أما الذين يموتون لأجل ما ارتكبوه فإنهم يبقون في قبورهم إلى يوم يُبعَثون.

وقال الإنجيل: لِأَنَّهُ جَعَلَ الذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لِأَجْلِنَا (2كورنثوس 5:21). وبالتعبير القرآني حمل الذي بلا وزر وزر أوزارنا.

وصعد المسيح للسماء، وهو حيٌّ هناك يشفع فينا، كما يقول: يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَ أَيْضاً إِلَى التَّمَامِ الذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِهِ إِلَى اللّ هِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ فِي كُلِّ حِينٍ لِيَشْفَعَ فِيهِمْ. لِأَنَّهُ كَانَ يَلِيقُ بِنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ مِثْلُ هذَا، قُدُّوسٌ بِلَا شَرٍّ وَلَا دَنَسٍ، قَدِ انفَصَلَ عَنِ الخُطَاةِ وَصَارَ أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَاتِ (عبرانيين 7:25 و26). وكما يقول: مَنْ هُوَ الذِي يَدِينُ؟ اَلْمَسِيحُ هُوَ الذِي مَاتَ، بَلْ بِالحَرِيِّ قَامَ أَيْضاً، الذِي هُوَ أَيْضاً عَنْ يَمِينِ اللّ هِ، الذِي أَيْضاً يَشْفَعُ فِينَا (رومية 8:34). وكما يقول: يَا أَوْلَادِي، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هذَا لِكَيْ لَا تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ المَسِيحُ البَارُّ. وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ العَالَمِ أَيْضاً (1يوحنا2:1 و2).

الصفحة الرئيسية