خاتمة

لئن منح د. بوكاي نفسه حرية إيجاد توافق في ما يراه غيرُه تناقضاً في القرآن، فإن عليه أن يمنح الحق نفسه لمن يحبون التوراة والإنجيل. فعندما يقولون إن سلسلة نسب المسيح في بشارة متى تتابع سلسلة النسب من يوسف، وإن سلسلة نسب لوقا تتابعه إلى العذراء مريم، فليس من حق د. بوكاي أن يقول إن في الأناجيل أموراً متناقضة لا تتفق والعِلم.. الخيال والهوى في عملية تحريرها (ص 12). ولقد اعتمد د. بوكاي على هذا الافتراض في كل كتابه.

وقد لاحظ المشكلة التي أثارها د. بوكاي المؤرخ الكنسي الأسقف يوسابيوس، الذي عاش في فلسطين وكتب تاريخ الكنيسة بعد صعود المسيح بأقل من 200 سنة، واقترح لها الحلّ الذي ذكرناه (تفتُّح القبور يوم الجمعة، وقيامة الأجساد يوم الأحد).

وعندما يقول د. بوكاي إنه درس اللغة العربية ليفهم القرآن في لغته الأصلية، فليقرأ سورة العنكبوت 29:14 وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً.. .

فلماذا يقول عن البشير متّى

ونعلم أن سلسلة الأنساب في الكتاب المقدس تنسب إلى إبرهيم وإلى 19 شخصاً ممن سبقوه، حتى آدم، أعماراً طويلة غير قابلة للتصديق، حتى يقولون إن متوشالح بلغ من العمر 969 عاماً .

فكيف يقول إن 969 سنة لمتوشالح غير قابلة للتصديق، ويصدق 950 عاماً لنوح بحسب القرآن؟ ألم يكن من واجبه أن يزن بنفس الميزان؟

لقد برهنت الحفريات الحديثة صِحّة ما ورد في الكتاب المقدس من أحداثٍ تاريخية، كما أن معجزات المسيح وتحقيق النبوات يضيفان أدلة جديدة على صحة الكتاب المقدس. والحكيم هو الذي ينتظر ما تكشفه الحفريات القادمة، ففي عام 1947 مثلاً لم يكن أحد يعلم أن في عام 1948 سنجد أجزاء من سفر اللاويين من التوراة يرجع تاريخ كتابتها إلى عام 200 ق م، وهي تشبه ما بين أيدينا من التوراة، وتبرهن أن التوراة لم يصبها تحريف ولا تغيير.

الصفحة الرئيسية