معلومات توضيحية في وحي الإنجيل

يؤمن المسيحيون أن رُواة الإنجيل كتبوا ما كتبوه بوحي الروح القدس، الذي قادهم ليختاروا الحديث الذي يوضح الوحي، كما قادهم ليسجلوا ما اقتبسوه من كلمات المسيح. فهناك روايات تاريخية لحديث الملاك جبرائيل للعذراء مريم، وعن ميلاد المسيح العذراوي، وعن المعجزات التي أجراها المسيح ليبرهن صدق إرساليته وأنه فعلاً كلمة الله ، وعن موته لأجل خطايانا وقيامته من بين الأموات، ثم ارتفاعه للسماء. وقد تسجَّلت هذه بوحي الروح القدس، كما تسجلت شريعة المسيح في الموعظة على الجبل، وكما تسجلت تعاليم المسيح عن كيف يريدنا الله أن نحيا. فنحن نؤمن أنه قبل كل فصل في الكتاب المقدس يمكن أن نكتب قال الله .

لماذا نعالج أمر الحديث؟

قد يسأل القارئ: لماذا نعالج أمر الحديث في كتاب يتحدث عن القرآن والكتاب المقدس والعِلم؟ والإجابة: لأن القرآن هو أحد مصادر العقيدة عند المسلم، والحديث مصدر آخر. ولعل عنوان كتاب د. بوكاي كان يجب أن يكون القرآن والحديث، والتوراة والإنجيل، والعِلم .

ولذلك لا يكفي أن ندرس ما قاله القرآن عن التوراة والإنجيل، بل يجب أن ندرس ما قاله الحديث أيضاً عنهما، لنرى إن كان يساند الاتهام الموجَّه لليهود والمسيحيين أنهم حرَّفوا كتبهم المقدسة.

كما أن بالحديث اقتباسات تختص بالعِلم، ويدرك د. بوكاي هذا فيناقشه في فصل قصير يبدأ بصفحة 273 من كتابه، ويقول إنه حتى الأحاديث الصحيحة تحوي أخطاء علمية كبيرة. ومن شأن هذا أن يثير في الذهن صعوبات فقهية وفكرية معاً. وسنناقش فيما بعد مثلاً من خطأ علمي في الحديث.

الصفحة الرئيسية