20 - طرق الوحي له

س 230: جاء في سورة المزمل 73: 1-5 يَا أَيُّهَا المُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً .

قال البيضاوي: يا أيها المزمل - أصله المتزمل من تزمل بثيابه إذ تلفف بها... وسُمي به النبي تهجينالما كان عليه فإنه كان نائماً أو مرتعداً مما دهشه من بدء الوحي متزملاً في قطيفة. إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً - يعني القرآن ثقيل تلقيه لقول عائشة: رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فينفصم عنه وإن جبينه ليرفض عرقاً .

وجاء في سورة المدثر 74: 1 و2 يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ .

قال البيضاوي: يا أيها المدثر - وهو لابس الدثار. روي أنه عليه الصلاة والسلام قال: كنتُ بحراء فنوديت فنظرت عن يميني وشمالي فلم أر شيئاً، فنظرت فوقي فإذا هو على عرش بين السماء والأرض (يعني الملَك الذي ناداه).فرعبت فرجعت إلى خديجة فقلت: دثروني. فنزل جبريل وقال يا ايها المدثر ولذلك قيل هي أول سورة نزلت.

صورة السكران

جاء في الأحاديث الصحيحة أنه إذا نزل عليه الوحي يُغشى عليه لتغيُّره من حالته المعهودة تغيراً شديداً حتى تصير صورته كصورة السكران. وقال علماء المسلمين أنه كان يؤخذ من الدنيا.

يغط كغطيط الإبل

وعن أبي هريرة: كان محمد إذا نزل عليه الوحي استقبلته الرعدة. وفي رواية: كرِب لذلك وتزبَّد له وجهه وغمّض عينيه، وربما غط كغطيط البَكَر.

دوي النحل

وعن عمر بن الخطاب: كان إذا نزل عليه الوحي يُسمع عند وجهه كدوي النحل.

صلصلة الجرس

وعن عائشة، سُئل رسولُ الله: كيف يأتيك الوحي؟ فقال أحياناً يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشد عليَّ. قال: وأحياناً يتمثل لي الملَك رجلاً يكلمني فأعي ما يقول.

يتصبَّب عرقاً

قالت عائشة: ولقد رأيته ينزل عليه في اليوم الشديد البرد فيُفصم عنه وأن جبينه يتفصد عرقاً (مشكاة المصابيح باب المبعث بدء الوحي).

أصوات

وجاء في الحديث أن محمداً قال لخديجة: إذا خلوتُ سمعت نداء يا محمد يا محمد. وفي رواية: أرى نوراً أي يقظة لا مناماً وأسمع صوتاً، وقد خشيت أن يكون ذلك والله لهذا أمر. وفي رواية: أخشى أن أكون كاهناً، فيكون الذي يناديني تابعاً من الجن. وفي رواية: أخشى أن يكون بي جنون.

الرعدة

وعن أبي هريرة أن رسول الله إذا نزل عليه الوحي لم يستطع أحد أن يرفع طرفه إليه حتى ينقضي الوحي. وفي لفظ كان إذا نزل عليه الوحي استقبلته الرعدة.

ألم الرأس

وعن أبي هريرة أنهم كانوا يضعون على رأسه الحناء بسبب ألم الرأس الذي كان يصيبه (كتاب مرآة الكائنات).

ونحن نسأل: أي وحي هذا الذي يُخرِج الإنسان عن وعيه فيُغشى عليه ويشبه السكران ويغط كغطيط الإبل وتحمر عيناه وتأخذه الرعدة ويتصبب عرقاً ويُصاب بألم الرأس ويحس بطنين في أذنيه ورنين في دماغه؟ لقد كان مصاباً بهذه الأعراض عينها قبل أن يدعي الوحي؟ فقد روى ابن إسحق أن محمداً كان يُرقَى من العين وهو بمكة قبل أن ينزل عليه القرآن، فلما نزل عليه القرآن أصابه نحو ما كان يصيبه قبل ذلك. وكان يصيبه قبل نزول القرآن ما يشبه الإغماء بعد حلول الرعدة به وتغميض عينيه وتزبد وجهه (أي تغيُّره).وغطيطه كغطيط البكر. فقالت له خديجة: أوجِّه إليك من يرقيك؟ قال: أما الآن فلا. وقرر علماء المسلمين أن آمنة أم محمد رقَته من العين. وقيل إنهالما كانت حاملاً به جاءها الملَك وقال لها: قولي إذا ولدتيه أعيذه بالواحد من شر كل حاسد.

الصفحة الرئيسية