17 - بلا معجزات

س 227: حاول اليهود والعرب مراراً أن يحملوا محمداً على إتيان معجزة لتأييد دعواه بالنبوة، فاعترف بعجزه التام، وانتحل لذلك أعذاراً. وهاكم أقواله في ذلك:

 1 - جاء في سورة الإسراء 17: 59 وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ .

قال البيضاوي: وما منعنا أن نرسل بالآيات - وما صرفنا عن إرسال المعجزات التي اقترحها قريش. إلا أن كذب بها الأولون - إلا تكذيب الأولين الذين هم أمثالهم في الطبع كعاد وثمود. وإنهالو أُرسلت لكذبوا بها تكذيب أولئك.

ونحن نسأل: إن كانت الآيات بلا فائدة مطلقاً عند الذين عُملت معهم قديماً فلماذا عملها الله؟ وما الذي يمنع الله عن عملها على يد محمد كما عملها على يد جميع الأنبياء الصادقين كموسى وإيليا وأليشع والمسيح؟ هذا عذر أبداه محمد للتملص فقط. وإذا كانت الآيات ممتنعة لتكذيب الناس إياها، فلماذا لا يكون التبليغ ممتنعالتكذيب الناس إياه أيضاً؟

قال البيضاوي: ولولا أنزل عليه آيات من ربه - مثل ناقة صالح وعصا موسى ومائدة عيسى. قل إنما الآيات عند الله - ينزلهالما يشاء. لست أملكها فآتيكم بها بما تقترحون. وإنما أنا نذير مبين - ليس من شأني إلا الإنذار.

ونحن نسأل: إذا كانت الآيات عند الله، وكان لمحمد صلة بالله كالأنبياء والرسل، فلماذا لم يسمح الله بتأييده بها؟

قال اليهود لمحمد: ائْتِنا بكتابٍ من السماء جملة كما أتى موسى بالتوراة. أو فَجِّر لنا أنهاراً نتبعك ونصدقك كما فعل موسى، فإنه ضرب الصخرة فانفجرت المياه. فقال لهم أم تريدون أن تسألوا رسولكم. وسألوه هذا السؤال مراراً وعجز عن إجابتهم بإتيان معجزة.

ونحن نسأل: أليس لليهود حق في سؤالهم؟ فكيف يعتبر محمد نفسه نبياً وهو لا يماثل الأنبياء في شيء؟

قال رافع بن خزيمة لمحمد: إن كنتَ رسولاً من الله كما تقول فقُل لله فيكلّمنا حتى نسمع كلامه، أو اصنع آية حتى نؤمن بك. فأجابه: إن اليهود سألوا موسى أن يريهم الله جهرة. وهذا الجواب خطالأن اليهود سألوا عكس ذلك، وقالوالموسى: تكلم أنت معنا فنسمع. ولا يتكلم معنا الله لئلا نموت (خروج 20: 19).

ونحن نسأل: أليس من حق الناس أن يفحصوا كل رسالة يقول صاحبها إنها من عند الله؟

قالت قريش: يا محمد، إنك تخبرنا أن موسى كانت له عصا يضرب بها الحجر فتنفجر منه اثنتا عشرة عيناً، وتخبرنا أن عيسى كان يحيي الموتى، وأن ثمود لهم ناقة. فأْتِنا بآية حتى نصدقك ونؤمن بك. فقال محمد: أي شيء تحبون؟ قالوا: تجعل لنا الصفا ذهباً. وابعث لنا بعض موتانا نسألهم عنك أحقٌّ ما تقول أو باطل؟ وأرنا الملائكة يشهدون لك. فقال محمد: إن فعلت بعض ما تقولون أتصدقونني؟ قالوا: نعم والله، لئن فعلت لنتبعنك أجمعين. وسأل المسلمون محمداً أن يُنزلها عليهم حتى يؤمنوا. فقام محمد وجعل يدعو الله أن يجعل الصفا ذهباً. فجاءه جبريل فقال: ما شئت إن شئت أصبح ذهباً ولكن إن لم يصدقوك لنعذبنهم وإن شئت تركتهم حتى يتوب تائبهم. فقال محمد: أن يتوب تائبهم. وهكذا تخلّص محمد من أن يأتي بمعجزة! 

ونحن نسأل: ألم يكن موسى وإيليا وأليشع ودانيال من البشر الرسل؟ ومع ذلك كانوا أصحاب معجزات. فإن كان محمد صاحب رسالة سماوية فلماذا لا تساند السماء رسالته؟

ليس القرآن بمعجزة

ففي جميع هذه الآيات يعترف القرآن أن محمدالم يأتِ بمعجزة واحدة. وأما الأسباب التي انتحلها واعتذر بها فمردودة. فالمعجزات التي عملها الأنبياء أمام الشعوب الأولين آمن بسببها البعض بينما رفضها البعض الآخر. وعليه فالقول إلاّ كذّب بها الأولون عذر مرفوض. ولو كان القرآن معجزة لكان قال: هاكم القرآن معجزة وما كان ليقول وما منعنا أن نأتي بالآيات . لم يأتِ محمد بآيةٍ مطلقاً تثبت أنه رسول مشترع، ولا حتى القرآن.

الصفحة الرئيسية