الفصل الثامن

الصديقان يتكلمان

دخل إبراهيم في العهد مع الله وختن كل أهل بيته، ليكون للعهد علامة في جسدهم جميعاً، وكان إبراهيم خليل الله، وكان بينه وبين الله صداقة عميقة. وهذا يُرينا أن علاقة الإنسان بالرب يمكن أن تكون كعلاقة الابن بأبيه، فإن الله أبونا، وكعلاقة العابد بالرب فإن الرب سيدنا، وكعلاقة الوكيل بصاحب المال فإن الله هو الكريم الحنان ونحن وكلاء على ما أعطاه لنا. ويمكن أن تكون علاقة الصداقة مع الله هي تاج علاقة المؤمنين مع الله، إذ يقول الرسول يوحنا: »وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الْآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ« (1يوحنا 1:3).

عاش إبراهيم مع الله سنوات طويلة، وصارت صداقته مع الله أقوى وأعمق. وكلما نضج الإيمان زادت صداقة الإنسان بالله والأُنس به. وفي الأصحاح الثامن عشر في سفر التكوين نقرأ قصتين تُظهران عمق صداقة إبراهيم مع الله.

القصة الأولى: مجيء ثلاثة ملائكة يزورون إبراهيم.

والقصة الثانية يكشف فيها الله سراً لإبراهيم، ونسمع حديث إبراهيم مع الله وهو يصلي ست مرات من أجل سدوم.

ومن القصتين نعرف مقدار عمق وعظمة صداقة إبراهيم مع الله، ومقدار محبة إبراهيم للّه.

ثلاثة ملائكة يزورون إبراهيم:

جاء ثلاثة ضيوف من الملائكة يزورون إبراهيم. كان إبراهيم جالساً في باب خيمته تحت شجرة البلوط الكبيرة عند مدينة حبرون، وكان الوقت ظهراً واليوم حاراً. وما إن رأى إبراهيم الملائكة الثلاثة في هيئة رجال، حتى جرى نحوهم ودعاهم إلى خيمته. نسي إبراهيم أنه ابن تسع وتسعين سنة، ونسي عظمة مقامه، وافتكر في إضافة الغرباء، فسجد إلى الأرض علامة الاحترام، ووجَّه حديثه إلى أعظم الرجال الثلاثة. ربما عرفه لأنه كان يسير أمامهم، أو لعل منظره كان يشهد أنه الأعظم، وقال له: »... يَا سَيِّدُ إِنْ كُنْتُ قَدْ وَجَدْتُ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ فَلَا تَتَجَاوَزْ عَبْدَكَ. لِيُؤْخَذْ قَلِيلُ مَاءٍ وَاغْسِلُوا أَرْجُلَكُمْ وَاتَّكِئُوا تَحْتَ الشَّجَرَةِ، فَآخُذَ كِسْرَةَ خُبْزٍ، فَتُسْنِدُونَ قُلُوبَكُمْ ثُمَّ تَجْتَازُونَ، لِأَنَّكُمْ قَدْ مَرَرْتُمْ عَلَى عَبْدِكُمْ« (تكوين 18:1 - 5). وقبل الضيوف الدعوة، وقالوا: »هكَذَا تَفْعَلُ كَمَا تَكَلَّمْتَ«.

لم يكن إبراهيم يعرف مَنْ هؤلاء الضيوف، لكنه حسب عادته في الكرم دعا أولئك الغرباء. ويقول كاتب الرسالة للعبرانيين في الإنجيل: »لَا تَنْسُوا إِضَافَةَ الْغُرَبَاءِ، لِأَنْ بِهَا أَضَافَ أُنَاسٌ مَلَائِكَةً وَهُمْ لَا يَدْرُونَ« (عبرانيين 13:2). وكاتب الرسالة إلى العبرانيين يقصد أن إبراهيم أضاف الملائكة وهو لا يعرف من هم. أضافهم لأنه كريم مضياف.

وإبراهيم أب المؤمنين يقدم مثالاً لكل المؤمنين في إضافة الغرباء، شأنه شأن كل رجال الله الأتقياء. قال إمام الصابرين أيوب إنه لم يكن يأكل لقمته وحده لكنه كان يطعم منها اليتيم (أيوب 31:17). ويوصينا رسول المسيحية بولس أن نكون عاكفين على إضافة الغرباء (رومية 12:13). وكانت الكنيسة الأولى تطلب من كل أسقف أن يكون كريماً يضيف الغرباء (1 تيموثاوس 3:2). كما كان مفروضاً على الأسقف أن لا يربي كلاباً في بيته ليكون مفتوحاً دوماً للضيوف والغرباء. ونحن اليوم نحتاج إلى هذه الروح الكريمة لإضافة الغرباء.

وأحضر إبراهيم الماء وغسل أرجل الضيوف. فقد كان المشي في الطريق يملأ الأرجل بالتراب، ويُعطي راحة بعد المشي الطويل. وأسرع إبراهيم إلى الخيمة وقال لسارة: »أَسْرِعِي بِثَلَاثِ كَيْلَاتٍ دَقِيقاً سَمِيذاً. اعْجِنِي وَاصْنَعِي خُبْزَ مَلَّةٍ« (تكوين 18:6). هذه الكمية من العجين كبيرة، وركض إبراهيم إلى مكان البقر وأخذ عجلاً رَخْصاً أعطاه لواحد من الخدم ليجهّزه، وبسرعة كان الخبز جاهزاً والعجل مشوياً. وأخذ إبراهيم زبداً ولبناً والعجل. ووضع الكل أمام الضيوف، ووقف يخدم ضيوفه بنفسه.

الملاك يقدم وعداً:

بعد أن أكل الضيوف سألوا إبراهيم: »أين سارة امرأتك؟«. ولم يكن من العادة أن يسأل الضيوف عن سيدة البيت. لكن لا بد أن إبراهيم شعر أن هؤلاء الضيوف ليسوا من البشر فقد عرفوا سارة باسمها، فقال: »ها هي في الخيمة«. فقال الملاك العظيم: »إني أرجع إليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة امرأتك ابن«. لا شك أن إبراهيم بدأ يدرك أن ضيفه ضيف إلهي، لأنه يعرف اسم سارة، وهو يعطي إبراهيم الوعد بالابن.

وكانت سارة تسمع كلام الضيف الإلهي، فضحكت من هذا الكلام. لأنها تعلم أن هذا مستحيل، فقد كبرت في السن، كما كبر زوجها إبراهيم، ومن المستحيل على الجسد البشري أن ينجب أولاداً في هذه السن. وعرف الضيف أفكار قلب سارة، فسأل إبراهيم: »لماذا ضحكت سارة، قائلة: أفبالحقيقة ألد وأنا قد شخت؟« وخافت سارة من الضيف الغريب الذي يعرف أفكار القلب، وفي خوفها قالت: »لم أضحك«. ولكن الضيف الإلهي قال لها: »لا، بل ضحكت«.

في ذلك اليوم تعلمت سارة درسين عن الله. الدرس الأول أن الله قوي ولا يستحيل عليه شيء. والدرس الثاني أن الله يعرف كل شيء ولا يخفى عليه أمر. ونحن نرى من ضحك سارة أنها لم تكن تشارك إبراهيم قوة إيمانه. كان إبراهيم قد ضحك عندما وعده الله بإسحق، لكن ضحكه كان ضحك الاستغراب. أما سارة فقد ضحكت ضحك عدم الإيمان. على أننا ينبغي ألا نظلم سارة، لأنها لم تتمتع بالإعلانات السماوية التي تمتع بها إبراهيم، ولم تكن لها الشركة القوية بالرب كما كان لإبراهيم. غير أن الإنجيل يشهد لسارة قائلاً: »بِالْإِيمَانِ سَارَةُ نَفْسُهَا أَيْضاً أَخَذَتْ قُدْرَةً عَلَى إِنْشَاءِ نَسْلٍ، وَبَعْدَ وَقْتِ السِّنِّ وَلَدَتْ، إِذْ حَسِبَتِ الَّذِي وَعَدَ صَادِقاً« (عبرانيين 11:11). من هذا نعلم أن سارة آمنت بالوعد الإلهي بعد أن تكلم معها الضيف الإلهي. ولا شك أن إيمانها هذا حُسب لها براً.

ظهر له الرب:

نعرف اليوم أن واحداً من أولئك الثلاثة كان السيد المسيح. لأن التوراة تقول: »ظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ« (تكوين 18:1). ثم نقرأ بعد ذلك في التوراة: »وَذَهَبَ الرَّبُّ عِنْدَمَا فَرَغَ مِنَ الْكَلَامِ مَعَ إِبْرَاهِيمَ« (تكوين 18:33). إذاً كان هناك ملاكان مع السيد المسيح. لقد وقف إبراهيم يصلي إلى المولى - إلى الرب - بينما ذهب الملاكان وحدهما إلى سدوم لينفِّذا إهلاك تلك المدينة الشريرة. ولا زال الرب يطلب أن يزورنا ويدخل قلوبنا. ويقول السيد المسيح: »هَئَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي« (رؤيا 3:20). والمسيح يقرع باب قلبك لأنه يريد أن يمنحك الشبع. ونسمع السيد المسيح وهو يقول لتلاميذه: »إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظْ كَلَامِي، وَيُحِبُّهُ أَبِي، وَإِلَيْهِ نَأْتِي، وَعِنْدَهُ نَصْنَعُ مَنْزِلاً« (يوحنا 14:23).

الله يكشف لإبراهيم أسراراً:

بعد أن انتهت زيارة الملائكة لإبراهيم، خرج إبراهيم معهم يودعهم، فقد كانت العادة أن صاحب البيت يمشي مع الضيوف ليودعهم إلى خارج بلده. فقال الرب: »هل أُخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله؟«. صحيح أن إبراهيم صديق الله، والله يعلن لإبراهيم أسراره. ويقول النبي عاموس: »السَّيِّدَ الرَّبَّ لَا يَصْنَعُ أَمْراً إِلَّا وَهُوَ يُعْلِنُ سِرَّهُ لِعَبِيدِهِ الْأَنْبِيَاءِ« (عاموس 3:7). وقال المرنم في مزاميره: »سِرُّ الرَّبِّ لِخَائِفِيهِ« (مزمور 25:14). وقال السيد المسيح: »قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لِأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي« (يوحنا 15:15). وقد أعلن الله سره لإبراهيم لعدة أسباب:

  لأن إبراهيم سيكون بركة للأمم. ويقول له الرب: »إبراهيم يكون أمة كبيرة وقوية، ويتبارك به جميع أمم الأرض«. لا بد أن يعرف إبراهيم أن سدوم ستُخرب، ويعرف سبب ذلك الخراب. إن إبراهيم يعرف أن الطاعة أساس البركة، ويجب أن يعرف أيضاً أن الموت أجرة العصيان.

 تأثير إبراهيم على نسله. قال الرب عن إبراهيم: »لِأَنِّي عَرَفْتُهُ لِكَيْ يُوصِيَ بَنِيهِ وَبَيْتَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَنْ يَحْفَظُوا طَرِيقَ الرَّبِّ، لِيَعْمَلُوا بِرّاً وَعَدْلاً، لِكَيْ يَأْتِيَ الرَّبُّ لِإِبْرَاهِيمَ بِمَا تَكَلَّمَ بِهِ« (تكوين 18:19). والقول: »لأني عرفته« معناه أن الله قد اختار إبراهيم ليكون هو ونسله بركة. وعلى إبراهيم أن يعلّم نسله. وكان يجب أن يعرف إبراهيم سر خراب سدوم حتى يحذّر أولاده من أجرة الخطية. وما أجمل ما قال صاحب المزامير: »لِكَيْ يَعْلَمَ الْجِيلُ الْآخِرُ. بَنُونَ يُولَدُونَ فَيَقُومُونَ وَيُخْبِرُونَ أَبْنَاءَهُمْ، فَيَجْعَلُونَ عَلَى اللّهِ اعْتِمَادَهُم، وَلَا يَنْسُونَ أَعْمَالَ اللّهِ، بَلْ يَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ« (مزمور 78:6، 7).

 كان شر سدوم قد كثر فبدأ إبراهيم يسأل الرب: لماذا تهلك سدوم؟ هنا أخبره الرب أن شر سدوم قد كثر، وأن صراخ الخطية قد عظم جداً. عندما قتل قايين أخاه قال الله له: »صوت دم أخيك صارخ إليّ«. لا بد أن صراخ المظلومين في سدوم قد صعد أمام الله. حتى الأرض والخليقة كلها كانت تئن بسبب الخطية. إن خطية واحدة تصرخ. فكم يكون صوت خطايا المدينة كلها!

إبراهيم يصلي:

أدرك إبراهيم أن الله يريد أن يهلك سدوم، فصلى من أجل سدوم. وفي صلاته احترام كامل لله. لقد تقدم بثقة للدخول إلى عرش النعمة، لكنه في نفس الوقت كان يعلم أن الله قدوس ومهوب اسمه (مزمور 111:9). وفي ثقة إيمان، مع احترام وخشوع، تقدم إبراهيم يصلي. وتقول التوراة: »وَأَمَّا إِبْرَاهِيمُ فَكَانَ لَمْ يَزَلْ قَائِماً أَمَامَ الرَّبِّ« (تكوين 18:22). لقد صلى إبراهيم من قبل، وكان دائماً يحيا في محضر الله، لذلك تقول التوراة إنه كان لم يزل قائماً أمام الرب. كان الملاكان قد مضيا وتركا إبراهيم مع الرب - وكل الناس يذهبون عنا حتى الملائكة - ويبقى الله وحده. فتقدم إبراهيم بقلب صادق في يقين الإيمان (عبرانيين 10:22). وفي صلاته كان يعرف إرادة الرب. والآن تعال بنا نرى كيف صلى إبراهيم إلى الله بعد أن عرف أنه سيخرب سدوم وعمورة.

 نرى أولاً أن صلاة إبراهيم كانت لمجد الرب. إنه يصلي من أجل نجاة سدوم لأنه يخاف أن يظن الناس أن الله ظالم إذا هو أهلكها، فقال: »أَديَّان كل الأرض لا يصنع عدلاً؟«. كأنه يقول للرب: أنت العادل. لا أريد أن يظن الناس أنك ظالم. الناس يعرفونك، ويعرفون عدالتك، إنك لا تهلك البار مع الأثيم. إن إبراهيم لم يبدأ بذكر شيء عن سدوم، لكنه بدأ صلاته بالكلام عن محبة الله، كأنه يردد مع صاحب المزامير: »لَيْسَ لَنَا يَا رَبُّ لَيْسَ لَنَا، لكِنْ لِاسْمِكَ أَعْطِ مَجْداً« (مزمور 115:1).

 كانت صلاة إبراهيم بعيدة عن الأنانية. إن سدوم تهمُّه لأن لوطاً ابن أخيه يسكن فيها، لكنه لم يذكر اسم لوط ولا مرة واحدة في الصلاة. لا شك أن سدوم كلها كانت تهمه، لأنه كان قد خلص الناس الذين فيها من سبي كدر لعومر الملك، فأراد أن ينقذها هذه المرة أيضاً بفضل من اللّه. إنه يصلي من أجل الخطاة الموجودين في سدوم.

 ثم كانت صلاة إبراهيم شجاعة. إنه يطلب بدون خوف لأنه واثق. ويطلب بجسارة لأنه يدرك أن اللّه صديقه. يقول للّه: »عسى أن يكون خمسون باراً في المدينة«. لكن، هل فكرت يا عزيزي القارئ في ماذا يكون هذا العدد، بالنسبة لعدد سكان سدوم وهم بالآلاف؟ لكن إبراهيم يصلي ويذكر هذا العدد البسيط »خمسين«. إن خمسين شخصاً لا يظهرون وسط هذا البلد الكبير، لكن إبراهيم في جسارة الإِيمان يصلي من أجل الخمسين.

 وكانت صلاة إبراهيم بلجاجة. صلى إبراهيم ست مرات، وفي كل مرة كان يزداد إيماناً وشجاعة. إنه يطلب من أجل خمسين. ويقول اللّه إنه لا يوجد خمسون باراً في سدوم. فيصلي من أجل خمسة وأربعين، ولا يجد هذا العدد. فيصلي ثالثة، ربما كان هناك أربعون رجلاً باراً في سدوم. لكن لا يوجد فيها أربعون باراً. ويصلي إبراهيم لو أن هناك ثلاثين.. ثم يصلي لو أن هناك عشرين.. ثم يصلي من أجل عشرة. ولا يجد عشرة.

عزيزي القارئ، إنني أدعوك أن تصلي للّه صلاة فيها إيمان، بعيدة عن الأنانية، عامرة بالشجاعة واللجاجة والتواضع.

 صلى إبراهيم للّه صلاة تواضع وهو يقول: »شرعْتُ أكلّم المولى وأنا تراب ورماد«. إنه يتقدم إلى اللّه بكل إيمان واثق، وكأنه يقول: »إنني أثق أنك إله محب وصديق رحيم، ولذلك أقدم صلاتي إليك«.

ولقد استجاب اللّه صلاة إبراهيم بطريقته الخاصة. في كل مرة أجاب اللّه على إبراهيم قائلاً له: »لو أنني وجدت العدد الذي تقترحه فإني أصفح ولا أهلك«. ومع أن اللّه أهلك سدوم وعمورة، لكنه استجاب لطلبة إبراهيم بأن خلص لوطاً. لم يكن إبراهيم قد طلب خلاص لوط، لكن لوطاً كان البار الوحيد في سدوم، وقد استجاب اللّه صلاة إبراهيم بطريقته الإِلهية الحكيمة.

قوة الصلاة:

صلى إبراهيم خليل اللّه إلى اللّه ست مرات، واستجاب اللّه له. ومن صلاة إبراهيم نتعلم:

 أن صلاة المؤمنين قوية، وهي مفتاح السماء، فلا يجب أن نهمل هذا المفتاح.

 ثم نتعلم أن المؤمنين يحفظون العالم من الفساد. كان الرب راغباً أن يصفح عن سدوم، لو وجد فيها عشرة مؤمنين. كم من عائلة تنجو من الخراب بسبب صلاة أم تقية.

 ثم نتعلم من صلاة إبراهيم أن نصلي من أجل غيرنا. ما أكثر ما نصلي من أجل أنفسنا واحتياجاتنا: يا رب صحتي.. دخلي.. زراعتي.. زوجتي. لكن الكتاب المقدس يقول لنا إن اللّه ردَّ سبْيَ أيوب لما صلى من أجل أصحابه (أيوب 42:10).

 ثم نرى نتيجة صلاة إبراهيم أن اللّه أنقذ لوطاً.

ما أعظم قوة الصلاة! فاللّه هو سامع الصلاة الذي إليه يجيء كل بشر. تعال أنت أيضاً إليه في يقين الإِيمان.