ليت الإخوة المسلمين يقرأون الكتاب المقدس ليتعرفوا على سمو تعاليمه، لكن للأسف لا يحاول المسلمون ذلك، مكتفين بقرآنهم معتقدين أنه الكتاب الأجدر بقراءته، وذلك بدون أن يفاضلوا بينه وبين سائر الكتب، لذلك فاختيارهم هذا اختياراً تسلحياً لإراحة عقولهم من البحث والاستقصاء، ولا سيما إذا كانت هذه الكتب الأخرى تقدم تعاليماً متشددة، فكيف يتركون القرآن وهو يقدم لهم تعاليماً متهاونة، ويقدم لهم حياة سهلة طبقاً لمقاييس أهل العالم المحبين للشهوة، والهاربين من الجهاد الروحي، ومن أي تقشف أو زهد يخلي ويفرغ القلب من محبة العالم ليكتفي بمحبة الله وحده، هؤلاء ينساقون دوماً وراء الشهوات، والإسلام يقدم لهم ما يطلبونه وعلى طبق من ذهب فيقول القرآن:

انْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ,

ويقول النبي، سبق من قال، وتفوّق على كل من تقوّل وتكلّم! (هكذا يصفه أحد الكتاب المسلمين) 216 , فماذا يا ترى قال هذا المعظم والمبجل؟

قال: فهلا تزوجت عذراء تعضك وتعضها، تلاعبك وتلاعبها، فأين أنت من العذراء ولعابها!,

وماذا يقول أيضاً؟ لقد سأله أحد أتباعه من الشهوانين: هل يتناكح أهل الجنة؟ فقال نبي الإسلام: نعم و - بذكر - لا يمل وشهوة لا تنقطع!,

وقال كذلك: إن الرجل ليصل في اليوم إلى مائة عذراء، وأهل الجنة إذا جامعوا نساءهن عدن أبكاراً! ويقول عن نفسه: حُبّب إليَّ النساء والطيب! ,

من أحب فطرتي فليتسن بسنتي,,, ومن سنتي النكاح!

ولقد حارب هذا النبي العفة والطهارة والزهد، فيروي أنس بن مالك: ثلاثة جاءوا النبي يسألونه عن عبادته,,, ومنهم من قال:

أنا أعتزل النساء فلا أتزوج، فرد النبي على هذا الزاهد:

أما والله أني لأخشاكم عند الله! وأتقاكم له!! أصوم وأفطر وأرقد وأتزوج النساء، ومن رغب عن سنتي فليس مني ,

وكانت سنته هي شهوة البطن والجنس! ولا يخفى حقده على النصارى الذين خرج منهم أناس أنقياء طاهرين، استطاعوا ترك شهوات العالم وتفرغوا لعبادة الله - إنهم الرهبان المسيحيين الأتقياء, فيقول النبي:

تزوجوا فإنني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة ولا تكونوا كرهبانية النصارى ,

ويقول:

إنما هلك من كان قبلكم بالتشديد، شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم! فأولئك بقاياهم في الأديرة والصوامع ,

وقال لشخص غير متزوج:

فأنت إذن من إخوان الشياطين!! إن كنت من رهبان النصارى فالحق بهم! وإن كنت منا فاصنع كما نصنع فإن من سنتنا النكاح!!! ,

هذا هو السر الخفي في تمسك المسلمين بدينهم الذي يقدم لهم كل هذه الإغراءات الشهوانية, فلماذا يتركون هذه الملذات، ويذهبون إلى المسيح حيث حمل صليب العفة والمحبة والرحمة والسمو الأدبي والأخلاقي؟ لكن توجد نخبة ممتازة من المسلمين الذين يحترمون عقولهم أفاقوا من هذا الوهم وجاوءا إلى المسيح حاملين الصليب بعضهم قُتل، والبعض الآخر ملقى في غياهب السجون، أو يعيش مضطهداً، مطارداً لأنه ارتد عن الإسلام,

الصفحة الرئيسية