دعوة للتفكير
العرب الذين عاصروا محمد في جهلهم وجاهليتهم وصفوه بكثير من الصفات ، لكن الأغرب والأعجب أن القرآن والسنة تطبقا معهم إلى حد بعيد مع ما وصفوه به ، قال عنه العرب أنه كذاب أشر ومفتري وكذلك قال القرآن تاب الله على النبي وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، قالوا عن قرأنه ليس وحيا من الله بل انه قول شاعر وقال القرآن أنه قول رسول كريم قالوا للمؤمنين به إنكم تتبعون رجلا مسحورا وجاءت السنة بأن محمدا سحر ، قالوا عنه يتلقى وحيا من الشيطان والجن وجاء القرآن فعلا بكلام الجن كما جاء أن محمدا تلقى وحيا من الشيطان ثم نسخه الله وألغاه وأحكم آياته ، قالوا عنه مجنون لا يدري وقال هو في قرأنه أنه لا يدري في ضلال يسير أم في هدى ، قالوا كاهن يرقي بكلام مركب مثل كهان العرب وجاءت المعوزتين آخر مصحف عثمان وقد رقى بهما جبريل محمدا عندما سحره اليهود واختل عقله وأصبح لا يدري ما يحدث حوله ، وجاء في القرآن الكثير عن مدى تصديق محمد والعرب للقرآن والعمل به وإليك ما جاء :
ألم يجدك يتيما فآوى وضالا فهدى (الضحى :93 :6 )
ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك (الخطايا ) الذي أنقض (أحنى واثقل) ظهرك (الشرح 94 : 1-3)
يا أيها المدثر قم فأنذر ... ثيابك فطهر الرجز فأهجر (المدثر 74 : 1-5 )
مما تقدم يتضح أن محمدا كان يسير في طريق الضلال فهداه الله وكان محملا بالخطايا والآثام التي أحنت ظهره من ثقلها وكثرتها ووضعها عنه الله لكن ترى ماذا عن الرجز الذي أمره أن يهجره ؟
ينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم ويذهب عنكم رجز الشياطين (الأنفال 8 : 11 )
إذ قال عيسى أبن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي أسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا سحر مستمر(الصف 61: 6 )
ترى لماذا أحمد وليس محمد فالأسماء لا تتغير في جميع اللغات ؟ لكن ترى هل كان أحمد رسولا لبني إسرائيل حتى يدعو المسيح بني إسرائيل للأيمان به؟ إذا كانت به البشرى لبني إسرائيل لماذا لم يهاجر إلى بلادهم لتتم به النبوة والبشرى ؟ لماذا لم يبشر عيسى أتباعه النصارى بأحمد ؟
الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل …(الأعراف 7 : 157 )
إن القارئ الفاهم والمدقق ليجد هذه الآية محشورة ومقحمة في الأحداث حيث أن ما قبلها حديث وكلام موسى وما بعدها يحكي عن موسى وقومه من الآية 103 إلى 174 فلا موقع للحديث عن الإنجيل حيث أن اليهود لا يؤمنون بالإنجيل ثم أنه من الواضح لكل عاقل أن اليهود لم يؤمنوا بعيسى فكيف يخاطب من لم يؤمنوا به ترى هل الله يجهل تلك ألبديهيات ؟
أن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل اكثر الذي هم فيه يختلفون (النمل 27 : 76 )
ناهيك عن أن محمد لم يظهر في بني إسرائيل ، لكن لنا أن نسأل بأي لغة كان يقص القرآن على بني إسرائيل ؟نحن نعلم أن القرآن عربي وبني إسرائيل ليسوا عربا؟.
وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه (إبراهيم 14 : 4 )
وهنا يجزم القرآن أن كل رسول جاء بلسان قومه ، ولما كان بنو إسرائيل عجما لا يفهمون العربية فكل الآيات التي تشير أن محمدا رسول بني إسرائيل مشكوك في صحتها .
ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضى بينهم بالقسط (يونس 10 : 47 )
ولقد بعثنا في كل أمة رسولا (النحل 16 : 36)
ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه إنما أنت منذر ولكل قوم هاد (الرعد 13 : 7 )
إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وان من أمة إلا خلا فيها نذير (فاطر35: 24)
وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها (مكة) رسولا (القصص 28 : 59 )
هو الذي بعث في الأميين(عرب الجزيرة ) رسولا منهم (الجمعة62 : 2 )
وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ( إبراهيم 14 : 4 )
من كل ما تقدم نجد أن لكل أمة رسول ولكل قوم هاد ومحمد هو نصيب الأميين ، لكن جاءت تلك الآيات التي تقول أن محمدا للناس جميعا
قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا (الأعراف 7 : 158 )
وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ( سباء34: 28)
قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر فليأتنا بآية (معجزة) كما أرسل الأولون (الأنبياء 21 : 5)
وأقسموا بالله جهد إيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها قل إنما الآيات(المعجزات) عند الله وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون ( الأنعام 6 : 109)
هكذا قابل عرب الجاهلية محمدا بأن يأتيهم بمعجزات كما جاء أنبياء الله السابقين الحقيقيين وهي كلمات ذات دلالات ولها مغزى مهم فهي تدل على معرفتهم بأخبار ومعجزات الأنبياء السابقين وإيمانهم بها .
قالوا لولا نزل عليه آية(معجزة) من ربه قل ان الله قادر أن ينزل آية (الأنعام 6 : 37)
يقولون لولا أنزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا وإني معكم من المنتظرين (يونس 10 : 20 )
أن نشاء ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين (الشعراء 26 : 4 )
أن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها ...(النمل 27 : 92-93)
سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد (فصلت 41 : 53 )
إن نشاء نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم كسفا من السماء ان في ذلك لآية لكل عبد منيب( سبا 34 : 9 )
قالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا(يدل على معرفة العرب بما فعل موسى) ... أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا (قطعا).. ( الإسراء 17 : 90-92 )
العرب في جهلهم وجاهليتهم طالبوا محمد أن يأتيهم بمعجزة كما أنبياء الله السابقين الصادقين ووعد هم أن يأتيهم بآيات تخضع لها الأعناق وسيرونها في الآفاق فيعرفونها ليعلموا أنه الحق من ربهم وان الله على ذلك الوعد شهيد وزعم محمد أن يسقط السماء عليهم كسفا وطالبهم بالانتظار وكان محمد معهم من المنتظرين ، وطال الانتظار لكن جاءت تلك الآية لتقطع على المنتظرين طول انتظارهم :
وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون ... وما نرسل بالآيات إلا تخويفا (الإسراء 17 : 59 )
أي أن الله منع أن يعطي محمدا معجزة لآن السابقين كذبوا بمعجزات الأنبياء قبله ، ترى هل هذا التعليل منطقي ؟ لقد طلب العرب منه معجزة حتى يؤمنوا به وهذا يدل على إيمانهم بمعجزات السابقين ، ولو كان الأمر عند الله هكذا بأنه لن يرسل معجزات على يد محمد فلماذا الوعد بأنه سيرسل آيات ومعجزات في الآفاق تخضع لها الأعناق ؟ هل كان الله كاذبا في وعده أم أن الآيات التي تعد بالمعجزات ليست من عند الله ؟ وترى هل معجزات الله تخوف الناس أم هي دليل على صدق الأنبياء وصدق دعواهم ؟
وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون …. وألقى السحرة ساجدين قالوا أمنا برب العالمين رب موسى وهارون (الاعراف7: 117- 122 )
هنا آمن أكثر الناس شرا وكفرا وهم السحرة عندما شاهدوا المعجزات إذا ليست المعجزات تخويفا بل هي برهانا للصدق وكشفا للزيف والكذب وهى الأكثر إقناعا .
وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ... ( الشورى 42 : 51 )
وهنا الوحي مباشرة من الله أو من وراء حجاب أو بطريقة غير مباشرة أي عن طريق جبريل وهو أدنى درجات الوحي حيث أنه لم يرد في القرآن كله أن أحدا من الأنبياء تلقي وحيا من جبريل غير محمد فهو الوحيد الذي لم يكلمه الله .
فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج ادعيائهم (أبنه بالتبني) إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا ما كان على النبي من حرج ...ما كان على النبي من حرج …سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان امر الله قدرا مقدورا (الأحزاب 33 : 37-38 )
هذه هي الآيات الأكثر عجبا فهناك عبارات مثل قضى زيد منها وطره ما معناها؟هل تعني أن زوجة الابن تصبح حلالا لأبوا زوجها بعد أن يجامعها الابن ويقضي وطره؟ كيف عرف النبي أن زيد قضى وطره ؛هل هناك مدة محدده؟ هل مرة واحدة تكفي لقضاء الوطر أم هناك عدد محدد من المرات لقضاء الوطر؟ لكي لا يكون على النبي والمؤمنين من حرج نعم تحرج عرب الجاهلية من ان يضاجع الرجل زوجة ابنه بالتبني حتى لو قضى الابن منها وطره لكن الوحي والله وجبريل لم يتحرجوا بان الابن الذي يقضي وطره من زوجته عليه أن ينزل لأبيه لكي يقضي الأب دوره ووطره هل يجوز هنا القياس فالعلاقة بين الأب والابن هي الأقوى من علاقة الاخوة أو الصداقة فإذا قضى الأخ أو الصديق من زوجته وطره هل ينزل لأخيه أو لصديقه لكي يقضى هو الآخر وطره؟ ما الذي حدث بعد تلك الآيات الربانية هل نزل كل ابن قضى وطره من زوجته لأبيه لكي يقضي الأب وطره؟ سنة الذين من قبل؛ كذبت حاش أن ينسب ذلك للسيد المسيح أو غيره .
يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي أتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك(النساء السبايا اللاتي أعطاهم الله لمحمد!) وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها ... لكي لا يكون عليك حرج ( الاحزاب33: 50)
هنا أباح لمحمد زوجاته اللاتي أتاهن أجورهن وما ملكت يمينه من الأسرى والجواري والسبايا اللاتي أخذهن بعد الحرب والقتال وأسرهن بعد قتل أزواجهن أو أهلهن ،ثم أقربائه ، ثم أي امرأة وهبت نفسها لمحمد أن أراد محمد أن ينكحها(كيف تهب المرأة نفسها له؟ هل للمؤمنات والمؤمنين اليوم أن يقلدوا نبيهم ويقتدوا به ؟تخيل أيها المؤمن أن تأتيك امرأة مؤمنة وتقول لك وهبتك نفسي؟ هل لذلك مدة محددة؟ وكل تلك الآيات جاءت لا لشئ إلا لتزيل الحرج عن محمد حيث كان العرب في جهلهم وجاهليتهم يتحرجون من كل ذلك .
ترجئ من تشاء منهن وتؤوي إليك من تشاء ومن ابتغيت(رغبت في نكاحها) ممن عزلت(من تركت) فلا جناح (لوم وحرج) عليك (الاحزاب33: 51)
وهنا لا عدل بين نسائه فيعاشر من يرغب ويترك منهن من يترك فلا حرج
لا يحل لك النساء من بعد ولا تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك ... (الاحزاب33: 52)
هنا حرم محمد النساء ولم يحرمها فحرم القرآن عليه تبديل أزواجه ولكن استثنى له أن يبدل ويغير ما شاء في نساء ملك اليمين من الأسرى والعبيد لكن القارئ الفاهم يجد أن كل هذه الآيات جاءت في فترة زمنية محددة وهى فترة سورة الأحزاب؛ نعم يمر الإنسان بفترة المراهقة الثانية ترى هل ينطبق ذلك على فترة سورة الأحزاب؟.
ومع كل تلك الآيات التي أباحت لمحمد كل النساء إلا أن عينيه كانت تتطلع لنساء غيره فنزلت آية تكبح جماحه من التطلع إلى نساء غيره.
لا تمد عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا (طه 20: 131 )
نعم لقد أباحت سورة الأحزاب بالسر كل السر. لكن سيظل عالقا بالعقل سؤالا فالعلاقة بين الرجل والمرأة أما شرعية وهى الزواج وحددها القران بأربعة أو زنى لكن ماذا عن ملك اليمين وعن النساء اللاتي وهبن أنفسهن لمحمد هل هو زواج فالزواج محدد ترى هل هو زنى أم ماذا؟
الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرؤون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم (النور26:24)
عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيب وأبكار(التحريم5:66)
إن تتوبا (عائشة وحفصة) إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظاهرا عليه... (التحريم66: 4)
يا نساء النبي… أن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا … إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس (الذنوب والخطايا) أهل البيت ويطهركم تطهيرا (الاحزاب33: 32-33)
هنا نرى القران يطالب نساء النبي أن يتوبا ويهددهن بالطلاق وان هناك نساء وعذارى افضل منهن وان الله يريد أن يطهرهن ويذهب عنهن الرجس .
يأيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليما حكيما (الأحزاب 33: 1)
إذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه (زيد) أمسك عليك زوجك(زينب بنت جحش) واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه (الأحزاب33: 37)
يأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم (التحريم 66: 1)
وهنا نرى النبي لا يتقي الله ولا يخشاه بل يخاف الناس كما أنه يكسر شرائعه ويحرم ما أحل الله ليرضي نسائه رغم أنه جاء في القرآن:
أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين (التوبة 9 : 13)
عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى أما من استغنى (الغني) فأنت له تصدى (تقبل وتستمع) وما عليك ألا يزكى أما من جاءك يسعى وهو يخشى (يخشى الله) فأنت عنه تلهى (عبس 80: 1-10)
وهنا نرى محمدا يعبس في وجه الأعمى وتركه ويلهى بعيدا عن من يخشى الله ويأنس ويستمع ويجالس الأغنياء الكافرين .
فأصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك ... (غافر 40: 55)
فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات(محمد47: 19)
لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار(التوبة9: 117)
لكن هل توقفت ذنوب محمد عند هذا الحد ؟ لا بل صرح القرآن أنه أبدا لن يتوب
ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر…ويهديك صراط مستقيم (الفتح48: 2)
يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين و اغلظ عليهم (التوبة 9 : 73) (التحريم 66 : 9)
قاتلوا الذين يلونكم (يعادونكم ) من الكفار وليجدوا فيكم غلظة (التوبة 9 : 123)
لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر(آل عمران 3 : 159)
قد يرى البعض أن عدم الغلظة مع الاتباع والأشياع والغلظة مع الكفار نقول لو أن هذه هي البداية لما اكتسب محمد واحد إلى جواره فالكل رفضه في مكة عدا نفر قليل من أهله بدافع القبلية والعصبية ، فكل آيات الغلظة مدنية .
وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين (الأنبياء 21: 107 )
وهنا إلا حرف حصر أي أن محمد فقط رحمة لكل الناس
محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم (الفتح 48 : 29)
وهنا صارت الرحمة متبادلة بين المؤمنين به والشدة على غيرهم أي نوع من الرحمة بين الأم وأبنها والأخ وأخوه ، نعم حيوانات الغابة لها تلك الفطرة والطبيعة.
قال النبي صلعم أتسمعون يا معشر قريش أما والذي نفس محمد بيده فقد جئتكم بالذبح.
إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغزالي باب كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب (الأنعام 6 : 50)(هود11: 31)
وهنا محمد يؤكد أنه لا يعلم الغيب .
قيل يا نوح أهبط ... تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل ...(هود11: 49)
ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك ما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم ... (آل عمران3: 44)
رغم أن تلك الأحداث حدثت قبل محمد ويعرفها كثير من عرب الجاهلية وأهل الكتاب اليهود والنصارى الذين تحاور معهم القرآن كثيرا فليس فيها غيب أو وحي لكنها محاولة للتماس النبوة .
قل من يرزقكم من السموات والأرض قل الله وأنا أو إياكم لعلى هدي أو في ضلال مبين لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون (سباء34: 24-25)(مكية)
قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إلى ربي(سباء34: 50)(مكية)
قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم أن أتبع إلا ما يوحى إلي وما أنا إلا نذيرمبين(الأحقاف46: 9)(مكية)
الملاحظ أن كل تلك الآيات مكية ولكن إذا كان حال محمد هكذا لا يدري في ضلال يسير أم في هدى ولا يدري ما يفعل به وباتباعه فمن من نتأكد من صحة دعواه ؟ والأعجب كلمة عما أجرمنا فترى أي جرم فعل وفعلوا، لماذا هذا الخنوع مع الكفار حتى أنه قال ولا نسأل عما تعملون، وهل يمكن التوفيق بين تلك الآيات السابقة أو المكية وبين تلك الآيات المدنية:
فمن يطع الرسول فقد أطاع الله (النساء4: 80)(مدنيه)
من يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما (الاحزاب33: 71)(مدنيه)
فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد الله أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا (الأنعام 6 :125 )
كتاب انزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه(القرآن) لتنذر به وذكرى للمؤمنين (الاعراف7: 2)
فلعلك تارك بعض ما يوحي إليك وضائق به صدرك ... إنما أنت نذير (هود11: 12)
الذين يجعلون مع الله إله آخر ... ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون (الحجر15: 96-97)
في الآية الأولى من يرد الله أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا وفي الثانية والثالثة صدر محمد ضيقا حرجا من كلام القرآن وفي الآية الأخيرة يضيق صدر محمد أيضا بكلام الكفار وشركهم كما ضاق بكلام القرآن.
الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون الحق من ربك فلا تكن من الممترين (الشاكين) (البقرة2: 146-147)
مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون(كان) الحق من ربك فلا تكن من الممترين (آل عمران3: 59-60)
فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين (يونس10: 94)
مما تقدم نجد أن أهل الكتاب يعرفون كتابهم كما يعرفون أبناءهم حيث أن الهاء في كلمة يعرفونه تعود على الأقرب وهو الكتاب وأكد ذلك في الآية الثالثة عندما أمر محمد عندما يشك في شئ أو يلتبس عليه أمر أن يسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبله أي النصارى قبله، أما في الآية الثانية فكان شك محمد كيف يكون عيسى كلمة الله وروح منه ورفع إلى السماء ويقول أنه مثل آدم من تراب؟ لكن السؤال الأهم إذا كان الإنجيل والتوراة تحرفا بيد اليهود والنصارى فكيف يأمر القرآن محمد أنه عندما يشك في صحة الوحي أن يسأل الذين يقرؤون الكتاب قبله؟ ترى هل يحيله على محرفين؟
وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله (يلغي) ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته ... ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم .. وليعلم الذين أوتوا العلم (اليهود والنصارى) أنه الحق من ربك فيؤمنون به فتخبت (تطمئن) له قلوبهم (الحج22: 52-54)
تلك هي الآيات الأكثر صراحة وعجبا في القرآن فصراحتها أن محمد يتلقى وحيا من الشيطان والعجب أن الله يسمح بذلك ليفتن المنافقين والكفار كأن الله لا يريد هدايتهم والأعجب أن الذين أوتوا العلم عندما يسمعون محمد يردد كلام الشيطان ثم ينسخه الله ويلغيه يؤمنون وتطمئن قلوبهم ويعرفون أنه الحق من الله ويؤمنون كيف.؟ أي حق في هذا ؟ الواقع أن العكس هو الصحيح ، ولذلك لم ولن يؤمنوا ويزداد العجب مع تلك الآية:
ما تنزلت به (القران) الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنهم عن السمع لمعزولون (الشعراء26: 210-212)
الواضح من هذه الآية أن الشياطين معزولون عن سماع الوحي القرآني وفي الآيات السابقة أنهم سمعوا الوحي وأوحوا لمحمد آيات نسخها الله بعد أن قالها محمد لاتباعه فكيف بين الآية وسابقتها؟
وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الأنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون (الأنعام 6 : 112).
وهنا نرى أن زخرف القول وبلاغته وقوة الصياغة اللغوية هي ليست من الله بل هي من وحي شياطين الأنس الجن .
أما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم (الأعراف 7: 200)(فصلت 41: 36)
وهنا نرى أن الشياطين كانت تنزغ محمدا والقرآن يأمره بأن يستعذ بالله من نزغاتهم ،ثم تأتي الآيات الأكثر عجبا.
هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون (الشعراء26: 221-223)
هنا الشياطين تنزل على الأفاكين الكاذبين وكلمة أكثرهم كاذبون على من تعود؟ بالطبع على الشياطين لان الأفاكين هم الكاذبين ومن هنا فبعض الشياطين صادقين!! نعم فلا تعجب يا صديقي فلقد كان لمحمد شيطان مسلم يأمره !!
قال محمد ما منكم من أحد إلا وله شيطان قالوا وأنت يا رسول الله؟ قال وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمر إلا بخير{إحياء علوم الدين للأمام أبي حامد ألغزالي وأيضا صحيح مسلم عن عائشة زوج محمد}فهل لنا أن نقول أن محمدا كان يتلقى أوامر من الشيطان؟ ربما يقول البعض نعم انه شيطان مسلم لا يأمر إلا بالخير ومن هنا هل يكذب من يقول أن محمدا كان يأتمر بأمر الشيطان المسلم؟! .
إذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وأما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين (الأنعام 6: 68)
ها هو الشيطان ينسي محمد القرآن لكن إليك تلك الآية الأعجب:
استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان إلا إن حزب الشيطان هم الخاسرون (المجادلة58: 19)
قال الرسول صلعم ما منكم من أحد إلا وله شيطان قالوا وأنت يا رسول الله قال وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمر إلا بخير.
إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغزالي باب كتاب شرح عجائب القلب.
عن أبن مسعود قال رسول الله صلعم ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن قالوا وإياك يا رسول الله قال وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير.
صحيح مسلم
غضبت عائشة رضى الله عنها مرة فقال لها رسول الله صلعم ما لك؟جاءك شيطانك؟فقالت وما لك شيطان؟قال بلى ولكني أعانني عليه الله فأسلم فلا يأمرني إلا بالخير.
صحيح مسلم من حديث عائشة.إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغزالي باب كتاب ذم الغضب والحقد والحسد.
إذا كان محمد له شيطان فكم شيطان للمسلم المؤمن؟ إذا كان شيطان النبي بالجهد وإعانة الله له أسلم شيطان النبي فكم يحتاج المؤمن المسلم العادي حتى تسلم شياطينه؟قبل أن يسلم شيطان النبي هل كان يأمره بالخير أم بالشر؟ ترى ماذا يفيد الشيطان والجن إسلامهم؟ هل لهم مكان في الجنة؟ هل كان محمد يتلقى أوامره من الشيطان والجن؟ هل ننتظر من الشيطان خير حتى لو كان مسلم؟أنا لا أظن بل أجزم أن الشيطان عدو البشر حتى لو كذب وقال أنه مؤمن بالله.
روي أن إبليس لعنه الله تمثل لعيسى أبن مريم فقال له قل لا إله إلا الله فقال كلمة حق ولا أقولها بقولك.
إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغزالي باب كتاب شرح عجائب القلب.
هل رأيتم كيف كان عيسى يعرف طبيعة الشيطان المخادع ولا يتجاوب معه حتى لو قال لا إله إلا الله؟
وكان في المجمع رجل به روح شيطان نجس فصرخ بصوت عظيم قائلا آه ما لنا ولك يا يسوع الناصري أتيت لتهلكنا أنا أعرفك من أنت قدوس الله فانتهره يسوع قائلا أخرس وأخرج منه فصرعه الشيطان في الوسط وخرج منه ولم يضره شيئا(لوقا4: 33-35)
لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا وإن منكم إلا واردها (النار) كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا (مريم19: 70-72)
وهنا جميع المسلمين سيردون النار والآية لم تستثني محمد بل الكل واردها ثم ينجي الذين اتقوا رغم أن محمدا رفض تلك المقولة التي حكاها أهل الكتاب على حد تعبير القرآن :
ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون (آل عمران3: 24)
قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولوا على الله ما لا تعلمون (البقرة2: 80)
لا فارق بين ما جاء به القرآن في الآية الأولى وما حكاه القرآن عن أهل الكتاب في الآيتين الثانية والثالثة ، الفارق الوحيد أن الآية الأولى مكية والآيتين الثانية والثالثة مدنيتان ، فهل في مكة كان معهم وفي المدينة انقلب عليهم ؟
قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله (الاعراف7: 188)
قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا (الجن72: 21)
قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله (يونس10: 49)
إن الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما (الاحزاب33: 56)
لماذا الله وملائكته يصلون على النبي؟ هل يحتاج النبي إلى صلاة المؤمنين بعد صلاة الله والملائكة؟ ماذا يقول الله في الصلاة على محمد ؟
يأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من ألظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما (الاحزاب33: 41-44)
هنا نرى صلاة الله وملائكته تخرج المؤمنين من الظلمات إلى النور، كيف يكونون مؤمنين وقابعين في الظلمات؟ هل تخرج صلاة الله وملائكته النبي من الظلمات إلى النور أم لها عمل آخر؟
لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه (تساعدوه وتساندوه) وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا (الفتح48: 9)
لمن هذا التسبيح والتوقير والمساعدة؟ نعم المساعدة والتوقير والتسبيح لمحمد فالسورة في السنة السادسة للهجرة ولا يمكن مقارنتها بقرآن مكة أو النذير الذي كان بمكة، وأخيرا لك تلك الآيات:
يا أيها الذين أمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم (تدخلون النار) وانتم لا تشعرون إن الذين يغضون (يخفضون) أصواتهم عند رسول الله (محمد) أولئك الذين أمتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم (الحجرات49: 3)
نعم إنها سورة مدنية في السنة السادسة للهجرة فمجرد خفض الصوت عند النبي هو امتحان للتقوى بل يستوجب المغفرة والأجر العظيم. لكن بعد كل ما استعرضناه عن حكم القرآن لنا أن نستعرض حكم العرب المعاصرين لمحمد من خلال القرآن لنرى إلي أي حد تطابق حكم القرآن والعرب على محمد وإلى أي مدى اختلفا؟ لكن السؤال الأهم متى حدث الاختلاف؟
بل قالوا أضغاث أحلام بل أفتراه بل هو شاعر فيأتنا بآية (معجزة) كما أرسل الأولون ( الأنبياء21: 5)
ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون (الصافات37: 36)
أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون قل تربصوا فإني معكم من المتربصين (الطور52: 30-31)
المتأمل في أغلب السور المكية يجدها مقفاة والكثير منها موزون يمتاز بقصر العبارة والكثير من آياتها يمكن صياغته في قالب شعري مثل سورة العلق (69) كما أن الأحاديث تكشف عن أن محمدا كان يحضر سوق عكاظ ويحب شعر قس ابن ساعده وسلمة ابن الأكوع وكان يطلب من أبي بكر وغيره أن يسمعوه بعضا من أشعارهم وكان له شاعر هو حسان أبن ثابت يمدحه كعادة ملوك زمانه كل ذلك بعد أن قال محمد بنزول القرآن عليه وقال الشعراء يتبعهم الغاوون (الشعراء26: 224)؛ لكن ترى ماذا أجابهم القرآن عن قولهم أن قرأنه قول شاعر:
إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون (الحاقة69: 40-41)
أي أنه ليس وحي لكنه قول رسول كريم .
وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب (ص 38: 4)
قال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرين (بحيرة وعدآس النينوي وقين وميسرة وورقة بن نوفل وغيرهم)… اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا (الفرقان25: 4-5)
وإذ تتلى عليهم آياتنا بينات ... وقالوا ما هذا إلا إفك ( كذب) مفترى(من عنده وليس من عند الله)( سبا 34: 43)
وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر (كذاب)(النحل16: 101)
عندما رأى عرب الجاهلية تبديل الآيات ترى هل اخطأوا عندما قالوا كذاب وعندما قارنوا الآية السابقة بتلك الآيات :
لا مبدل لكلمات الله ( الانعام6: 34)، ما يبدل القول لدى وما أنا بظلام للعبيد( ق 50: 29)، لا تبديل لكلمات الله(يونس10: 64)
أأنزل عليه الذكر من بيننا بل هم في شك من ذكري(ص38: 8)
لقد شك العرب في قرأنه على انه من عند الله ولكن الأغرب ان محمد نفسه شك مثلهم في هذا الذكر أي القران
فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك(يونس10: 94)
إذ يقول الظالمون إن تتبعوا إلا رجلا مسحورا (لاسراء17: 47)
وقال الظالمون إن تتبعوا إلا رجلا مسحورا (الفرقان25 : 8)
لقد سحر اليهود محمدا وهذا ثابت في كتب التاريخ الإسلامي وكتب أسباب نزول القرآن وغيرها على سبيل المثال لا الحصر صحيح البخاري كتاب السحر باب الطب ، فترى هل كذب العرب أم صدقوا فيما قالوا إن تتبعوا إلا رجلا مسحورا ؟
قالوا يأيها الذي نزل عليه الذكر أنك لمجنون (الحجر15: 6)
أن لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون (الدخان44: 14 )
وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون (القلم 68 : 51)
افترى على الله كذبا أم به جنة بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد (سبا 34: 8)
لكن ترى ماذا أجابهم القرآن على قولهم بأن محمدا مجنون ؟
إنه لقول رسول كريم... وما صاحبكم بمجنون (التكوير81: 19-22)
أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة إن هو إلا نذير مبين(الأعراف7: 184)
لقد كان رد القرآن عجيبا ُما بصاحبكم ُ صاحب من ؟ لو قلنا هذا الرد على الكفار لكانت الطامة الكبرى فمحمد صاحب الكفار وصديقهم ما هذا الود وتلك الصحبة ؟إلى أي مدى استمرت وإلى أي شئ تقود ؟ هل لآن محمد كان ضعيفا بمكة فكان يصاحبهم وعندما قوى في المدينة ضرب رقاب أصحابه ؟ صاحب من ؟هل قال أصحاب محمد والمؤمنين به أنه مجنون فجاء رد القرآن عليهم ما بصاحبكم من جنة وما صاحبكم بمجنون، لو كان هكذا لكانت الطامة أكبر من الأولى ويكون أصحاب محمد هم الأدرى به والأوثق شهادة .
فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا مجنون (الطور52: 29)
إنه لقول رسول كريم ... ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون(الحاقة69: 40-42)
سحر اليهود محمدا وأصبح لا يدري ما حوله وجاء جبريل ورقاه بالمعوذتين أعوذ برب الفلق وأعوذ برب الناس وهما نفس رقي كهان الجاهلية .
قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين(الأنفال: 8-31)
إذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين(النحل16: 24)(المؤمنون23: 83)
الواضح هنا أن العرب كانوا يعرفون قصص السابقين و كان تعقيبهم أن ما يقوله محمد هو قصص وأساطير الأولين وهو ليس شئ جديد ولم ينكر محمد ذلك.
يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم (النساء4: 26)
كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق(طه20: 99)
تلك القرى نقص عليك من أنبائها(الاعراف7: 101)(هود11: 100)
وهنا وفي كثير من الآيات لم ينكر محمد أن قرأنه هو قصص الأولين والأنبياء السابقين وأساطير القرى وأنبائها وأخبارها مثل أهل الكهف والناقة المبصرة وذي القرنين وكثير من القصص غير الموجودة في كتب الله ، ولكن من أين جاء بها ؟
قال الذين كفروا أن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون...وقالوا أساطير الأولين إكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا(الفرقان25: 4)
هنا كانت شهادة العرب المعاصرين أن تلك القصص كان محمد يسمعها وتملى عليه ويدرسها ، لكن ترى هل كان ذلك صحيحا؟ المتأمل بفهم وتعقل يرى أن محمدا قبل إعلانه للنبوة كان يذهب إلى غار حراء للتعبد ، ترى على طريقة من التعبد في المغارات ؟ فالعباد هناك كثيرون والدراسة مستفيضة في تلك الخلوة وهذا ما قاله العرب ولم ينكره القرآن :
كذلك نصرف الآيات وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون (الانعام6: 105)
ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين (النحل16: 103)
من الواضح هنا أن هناك قوم كانوا يقصون على محمد القصص التي جاء بها القرآن وكان بينهم رجل غير عربي وذلك واضح من قولهم درست ، أعانهم عليه قوم آخرون، ورد القرآن عليهم لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا قرآن عربي مبين والمتأمل في القرآن يجد أكثر من مأتي كلمة غير عربية مثل:
أباريق إناء للماء بالفارسي، الأرائك السرر بالحبشية، أسباط قبائل بالعبرية ،أسفار كتب بالسريانية،اليم بحر بالزنجية أو العبرية، أواب المسبح بالحبشية،الجبت الشيطان بالحبشية،جهنم النار بالعبرية، راعنا كلمة سب بلغة اليهود، سريا نهر بالسريانية ، سندس رقيق الديابج بالفارسية ،الصراط طريق بلغة الروم، القسطاس الميزان بلغة الروم ،غساق البارد المنتن بلغة الترك، منسأة العصا بلغة الحبشة،والذي يريد المزيد عليه بكتاب الإتقان في علوم القران للسيوطي وغيرها كثير لكن السؤال المهم هل صدق القرآن عندما رد عليهم بأن القرآن عربي مبين أم صدق العرب عندما قالوا أنه يتعلم من بشر حتى وإن كان بينهم بعض العجم ؟
أخيرا لنا أن نعرف أن كل تلك الآيات التي قالها العرب هي آيات مكية أما من إسلام المدينة وإلى اليوم فلا حرية في التعبير والتفكير والاعتقاد فحذف إسلام المدينة كلمة حرية ومرادفاتها من القاموس العربي فلم يجرؤ أحد في المدينة وإلى اليوم على قول شاعر، مجنون، مفتري ، مسحور، فإن عبر أحد عن رأيه كافر ويقتل وإن فكر أحد ورفض دين الأباء فمرتد ويقتل وإذا ناقش أحد مسلما فهو يفتنه عن دينه ويقتل :
جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ... أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف ...(المائدة5: 33-34)
ترى متى يعود العربي إلى ما قبل إسلام المدينة؟ عندما كان عرب الجاهلية يحترمون حرية الفرد فيما يعتقد فكان هناك اليهود والنصارى والصابئة والمجوس وعباد الأصنام التي كان عددها كبير كل يدين بما يقتنع به ويناجي الرب الذي يريد دون قمع او سيف . ترى متى نتحرر ونملك أن نقول كما قال أهل مكة؟ متى يضيق الفارق بيننا وبين العالم الذي نعيشه إلى أربعة عشر قرنا فقط؟ متى نعود إلى مكة؟ ما أشد الشوق إليها وما أحلى العودة إليها .
فس وذريتها من شعبها.