دعوة للتفكير
إن أهم الموضوعات التي تهم كل إنسان أن يعرف حقيقة مصيره المجهول بعد أن تتوقف دقات القلوب وتموت فينا كل الأحاسيس وتفر من أيدينا كل قوتنا وسلطاننا ؛ لا أحد يساندنا أو يدافع عنا أو يجاملنا فلا تمييز ولا تفرقة كل إنسان يقف بمفرده يحاسب ويجازى عن ما زرع في رحلته القصيرة على الأرض كل منا يصل إلى نهاية الطريق التي سلكها لا يستطع أحدا أن يجادل الله فلقد منحنا عقولا نميز بها بين الغث والثمين وأعطى كل منا ضمير يحس به الصواب من الخطأ يؤلمه إذا اخطأ ويسعده إذا أصاب .
تحدث القران عن الموت فهناك ألموتة الأولى والثانية وتحدث عن النار والدرك الأسفل والعذاب الأدنى والعذاب الأكبر والنار الكبرى وشجرة الزقوم وغيرها؛ كما تحدث عن الجنة ونعيمها من لحوم وفواكه وانهار الماء واللبن والخمر والعسل والحور العين والأبكار والعذارى اللاتي من نصيب المسلم المؤمن الذكر وبلا عدد والآن سنورد كل منها على حده لكن دعنا نتوقف قليلا عند تلك الآيات :
إذ تلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد(ق50: 17-18)
من هما المتلقيان؟ هل يموتا مع الإنسان أم يتلقيان من إنسان اخر؟ مما خلقا المتلقيان هل من طين كما أدم أم من نار كما الجن والشياطين أم من شئ أخر؟
قال قرينه هذا ما لدي عتيد القيا في جهنم كل كفار عنيد (ق50: 23-24)
قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد قال لا تختصموا لديا وقد قدمت لكم بالوعيد (ق50: 27-30)
من القرين في الآية الأولى ؟ ومن اللذين سيلقيانه في جهنم؟ من القرين في الآية الثانية؟ لاتختصموا؛ من يختصم مع من؟
من يعش(يبتعد) عن ذكر الرحمن نقيض (نخصص) له شيطانا فهو له قرين(الزخرف43: 36)
وهنا نرى القرين هو الشيطان ترى هل الله يجل للإنسان قرين من الشياطين؟ ما الفرق بينه وبين شيطان محمد؟
وقيضنا(خصصنا وسببنا) لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم…(فصلت41: 25)
ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرين (النساء4: 38)
ترى ما ذنب الإنسان؟
كل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقيه منشورا(الاسراء17: 13)
ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد(ق50: 20-21)
من هو السائق والشهيد وما هو ذلك الطائر الذي في العنق ؟
حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون(المؤمنون23: 99-100)
ما هو البرزخ الذي ورائهم ؟
وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة (حيوان) من الأرض تكلمهم إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون (النمل27: 82)
ترى ما هذه الدابة؟ من أي ارض تخرج ؛ هل من جزيرة العرب أيضا؟ بماذا تتكلم وتكلم من وبأي لغة؟ هل ستتكلم بلغة القران العربية؟ هل ستخاطب المسلمين عامة أم العرب؟ هل هناك من سيؤمن بما تقوله الدابة ويعمل به؟ ما الهدف من خروجها؟ ماذا تختلف تلك عن الجساسة ذلك الحيوان الخرافي الذي قال محمد لا صحابه أنها ظهرت في إحدى الجزر ولهم فيها أقوال مضحكة! هل هناك نظير لهذه الدابة في كتب الله التوراة والإنجيل أم الدابة فقط لأهل القران؟
إن المتقين في مقام أمين… كذلك زوجناهم بحور عين لا يذوقون … فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم (الدخان 44 : 51-56)(الصفات37: 59)
والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا يرزقنهم الله رزقا حسنا(الحج22: 58)
لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون(آل عمران3: 169)
هنا نرى الموتة الأولى ونرى الذين قتلوا في سبيل الله لهم الرزق الحسن كما نرى المتقين مع أزواجهم من الحور العين ؛ لمن الموتة الأولى هل لكل المؤمنين أم للمتقين فقط؟ الأحياء عند ربهم يرزقون؛ هل حاسبهم الله بمجرد موتهم وأدخلهم الجنة ثم يرزقهم الرزق الحسن؟ هل الحور العين للمتقين فقط؟ أين هم من البرزخ
كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة …(آل عمران3: 185)
الأجر يوم القيامة لكن الذين قتلوا في سبيل الله أحياء ولهم الرزق الحسن قبل القيامة كيف؟
يوم ندعوا كل أناس بأممهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرؤون كتابهم ولا يظلمون فتيلا (الاسراء17: 71)
فأما من أوتي كتابه بيمينه… فهو في عيشة راضية … وأما من أوتي كتابه بشماله …خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه (الحاقة69: 19-31)
فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا وأما من أوتي كتابه وراء ظهره …يصلى سعيرا (الانشقاق84: 7-12)
فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه …في جهنم خالدون(المؤمنون23: 102-103)
مما تقدم نجد البعض كتابه بيمينه والآخر كتابه بشماله والبعض وراء ظهره والبعض ثقلت موازينه والآخر خفت موازينه والكل يوفون أجورهم يوم القيامة ؛ أين الذين قتلوا في سبيل الله الذين يرزقون عند ربهم ؟
إن الذين كفروا ينادون لمقت الله اكبر…قالوا ربنا امتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فأعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل (غافر40: 10-11)
كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون (البقرة2: 28)
وهنا نحن أمام إماتتين أي الموت مرتين (أحييتنا مرتين) أي الحياة مرتين ؛ ترى ما هي الحياة الأولى والثانية قبل اعترافهم بذنوبهم ؟ وما الموت مرتين ؟
إن المتقين… لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم (الدخان44: 51-56)
فالمتقون لا يذوقون إلا الموتة الأولى؛ ما هي الموتة الثانية وعلى من تجوز وما حال الإنسان بين الحياتين والإماتتين ؟
وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد (الحج22 : 2 )
انه من يأت ربه مجرما فان له جهنم لا يموت فيها ولا يحي (طه20: 74)
الذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم (فاطر35: 36)
هنا نرى حالة بين الحياة والموت ؛ ترى ما هي ولمن ؟
إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار (النساء4: 145)
يتجنبها الأشقى الذي يصلى النار الكبرى (الاعلى87: 11-12)
أما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون(السجدة32: 20-21)
مما تقدم نجد الدرك الأسفل للمنافقين ونرى النار الكبرى والعذاب الأدنى والعذاب الأكبر لكن الأغرب كلمة لعلهم يرجعون ! ترى بعد أن يذوقوا النار والعذاب الأدنى هل لهم أن يرجعون والى أين يرجعون؟
ممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا (اعتادوا) على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردوا إلى عذاب عظيم (التوبة9: 101)
والذين لا يدعون مع الله إلها أخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك …يضاعف له العذاب يوم القيامة(الفرقان25: 68-69)
وهنا نرى العذاب مرتين والعذاب العظيم والعذاب المضاعف لكن ما الفارق بين كل تلك العذابات ولمن؟
أم لهم اله غير الله سبحان الله عما يشركون …يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولاهم ينصرون وان للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون (الطور52: 43-47)
ما حدود الظلم ؟ ما هو العذاب وما هو العذاب الذي دون ذلك ؟
فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمن وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانني كلا بل لا تكرمون اليتيم ولا تحضون على طعام المسكين وتأكلون التراث أكلا لما وتحبون المال حبا جما …يقول يا ليتني قدمت لحياتي فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد (الفجر89: 15-26)
قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا انزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا لأولنا ولأخرنا وآية منك وارزقنا …قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين (المائدة5: 115)
الواضح من الآية الأولى أن هذا الإنسان مؤمن بوجود الله ويرجع كل شئ إلى الله تعالى لكنه لا يكرم اليتيم ولا يطعم المسكين ويحب المال حبا كبيرا لكن الله سيعذبه عذابا لم يعذبه لأحد ويوثقه وثاقا لم يوثقه لأحد؛ ترى لماذا يعذبه اكثر من الكافر والمشرك وغيرهما؟ هل لهذا علاقة بتفاخر العرب بالكرم وحبهم للكريم؟ أما الآية الثانية فمن يكفر بعد هذه المائدة سيعذبه الله عذابا لم يعذبه أحدا من العالمين؛ ترى ما حجم نوع العذاب المشار إليه؟ لماذا الذي يكفر بعد هذه المائدة يعذبه الله اكثر من المشرك والكافر ومقترف كل الذنوب؟
في سلسلة زرعها سبعون زراعا فأسلكوه … ولا طعام إلا من غسلين لا يأكله إلا الخاطئون (الحاقة69: 32-37)
إن شجرة الزقوم طعام الاثيم كالمهل يغلي في البطون (الدخان44: 45)
أم شجرة الزقوم …إنها شجرة تخرج من اصل الجحيم طلعها كأنه رؤوس الشياطين فأنهم لا كلون منها فمالئون منها البطون (الصافات37: 62-66)
وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب (الكهف18: 29)
سقوا ماء حميما فقطع امعاءهم(محمد47: 15)
ومن ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد (ابراهيم14: 16)
هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق (الحج22: 19-22)
سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار (ابراهيم14: 50)
هنا نرى طعام أهل النار من غسلين ومن شجرة الزقوم يملأون منها البطون وهى الوحيدة التي تنبت من اصل الجحيم وذلك الطعام يغلي في بطونهم ثم يشربون من ماء صديد وماء حميم يشوي الوجوه ويقطع الأمعاء ويصب على رؤوسهم ماء يغلي يصهر بطونهم والجلود أما لباسهم فمن قطران ومن نار لكن كم عدد أهل النار؟
وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين (هود11: 119)
لكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين (السجدة32: 13)
يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد (ق50: 30)
وهنا أن الله قال وقدر أن يملأ جهنم ثم يسألها هل امتلأت وتقول هل من مزيد ترى متي تمتلئ جهنم وتقول كفى لم يخبرنا القران بذلك ؟
مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار(الرعد13: 35)
لقد تكرر في القران الوعد بالجنة التي تجري من تحتها الأنهار اكثر من أي مظهر أخر فلقد وردت هذه الجملة في القران قرابة الأربعين مرة ؛ ترى هل لذلك علاقة بطبيعة الصحراء حيث بدأ محمد دعوته؟ نعم إن وقع كلمة الأنهار على عقل البدوي قاطن الصحراء تختلف عن وقعها على عقل قاطني البلدان التي تجري فيها الأنهار حيث لا تعاني تلك البلدان من شح المياه. لكن ترى ما هذه الأنهار؟
مثل الجنة التي وعد بها المتقون فيها انهار من ماء غير آسن (أي رائحة مياه الأنهار تختلف عن رائحة آبار جزيرة العرب ذات الرائحة الكريهة) وانهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من خمر لذة للشاربين وانهار من عسل مصفى (محمد47: 15)
تلك هي الأنهار الأربعة التي تجري من تحت الجنة الإسلامية؛ والأعجب تلك الأنهار التي من خمر لذة للشاربين وهى تنفي أي ادعاء على أنها خمر غير مسكر بل أكد أنها تحمل اللذة للشاربين
لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضر من سندس …(الكهف18: 31)
يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير (فاطر35: 33)
يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين (الدخان44: 53)
الواضح هنا أن اللون الوحيد المذكور هو اللون الأخضر هل لان هذا اللون يخلب لب البدوي قاطن الصحراء؟ ولباسهم حرير لماذا هل لان البدوي كان لإبليس إلا من وبر الإبل وصوف الأغنام وكلاهما خشن؟ أما حليهم فهو من ذهب ولؤلؤ ترى هل لهذا علاقة بالآية التي تشهر وتسخر من امرأة أبي لهب ؟
تبت يدا أبي لهب وتب …وامرأته حمالة الحطب في جيدها (عنقها) حبل من مسد(ليف) (المسد111: 1-5)
وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن(التوبة9: 72)
الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الأنهار وعد الله لا يخلف الله الميعاد (الزمر39: 20)
الذين أمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار (العنكبوت29 :58)
حور مقصورات في الخيام (الرحمن55: 72)
هنا نرى مساكن طيبة وغرف وخيام ! لكن الأعجب أن امرأة فرعون عرفت ذلك وأمنت به وصدقته قبل محمد وطلبت من الله بناية لها في تلك الجنة وصارت امرأة فرعون مثلا من الله للمؤمنين المسلمين .
وضرب الله مثلا للذين أمنوا (المسلمين) امرأة فرعون 1ذ قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين(التحريم66: 11)
بأي نبي أمنت امرأة فرعون؟ كان الفراعنة عباد أصنام وكانوا يؤمنون بالميزان وبالبعث وبالبنايات وبالأكل والشراب في الآخرة؛ ترى هل تصلح هذه المرأة أن تكون قدوة للمسلمين ؟
ترى ما نصيب محمد في الجنة؟ ليست مساكن أو بيوت أو غرف أو خيام بل قصور
تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا (الفرقان25: 10)
لكن السؤال المهم أين تقع جنة عدن؛ هل هي عدن التي على الخارطة أم غيرها ؟
إن للمتقين مفازا حدائق وأعنابا وكواعب(ثدي الفتاة) أترابا(متساويات في العمر) وكأسا دهاقا(الخمر)(النبأ78: 31-36)
ادخلوا الجنة انتم وأزواجكم …(الزخرف43: 70)
متكئن على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين(بياض عينيها صافي)(الطور52: 20)
وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون …انا اشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا(الواقعة56: 22-37)
فيهن قاصرات الطرف (من الخجل) لم يطمثهن(يجامعهن)انس قبلهم ولا جان (الرحمن55: 56)
حور مقصورات في الخيام … لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان … متكئين على رفرف خضر (الرحمن55: 72-76)
وهنا نرى المؤمن الرجل في الجنة له زوجاته مضاف إليها الحور العين الأبكار اللاتي لم يجامعهن قبل المؤمن المسلم انس ولا جان؛ لكن كم العدد المسموح ؟ لم يوضح القران ذلك فربما العدد مفتوح لكن أهم ما يميزهن أنهن أمثال اللؤلؤ المكنون
…وفرش مرفوع (الواقعة56: 34)
متكئن على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين(الطور52: 20)
متكئن على فرش بطائنها من إستبرق (الرحمن55: 54)
إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون (يس36: 55-56)
عباد الله المخلصين أولئك لهم رزق معلوم فواكه وهم مكرمون في جنات النعيم على سرر متقابلين يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين لا فيها غول ولاهم عنها ينزفون عندهم قاصرات الطرف عين كأنهن بيض مكنون(الصافات37: 40-49)
هنا نجد الأسرة مصفوفة والفراش من إستبرق مرفوعة والأرائك تحت ظلال الأشجار يتكئ عليها المؤمنون يدور عليهم كؤوس الخمر لذة للشاربين وعندهم النساء الجميلات من الحور العين كأنهن بيض مكمنون ؛ لكن بقى لنا أن نعرف معنى كلمة في شغل فاكهون ترى؛ ما الشغل المناسب لتلك الحالة وهذا الوضع ؟
يجيبنا حجة الإسلام أبي حامد الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين بأن شغلهم إفتضاض الأبكار فليتنافس المتنافسون!!!
إن الأبرار لفي نعيم … وفي ذلك فليتنافس المتنافسون (المطففين83: 22-26)
يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين (الواقعة56: 17-18)
ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا(؟؟) عليهم ثياب سندس (حرير) خضر وستبرق وحلوا أساور من فضة … إن هذا جزاء وكان سعيكم مشكورا انا نحن نزلنا عليك القران تنزيلا (؟؟) (الانسان76: 19-23)
ويطاف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون(الطور52 :24)
لمن هؤلاء الولدان المخلدون والغلمان؟ لماذا صفتهم كصفة الحور العين الحسان اللاتي سيجامعهن المسلم المؤمن في الجنة ؟ فتارة تجد الولدان لؤلؤا منثورا وتارة تجدهم كالؤلؤ المكنون ؛ ترى هل الغلمان هم الولدان المخلدون ؟ هل لهؤلاء الغلمان والولدان نصيب من متع الجنة وهل لهم من الحور العين نصيب؟ هل هم أطفال المسلمين الذين ماتوا فلا يكون لهم نصيب من الحور العين أم أن الأطفال سيبلغون ويكون لهم نصيب منها ؟
مثل الجنة التي وعد المتقون فيها انهار من ماء غير اسن وانهار من لبن لم يتغير طعمه وانهار من خمر لذة للشاربين وانهار من عسل مصفى(محمد47: 15)
أمددناهم بفاكة ولحم مما يشتهون (الطور52: 22)
وفاكة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون (الواقعة56: 20-21)
إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا …ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا (الانسان76: 5-17)
إن الأبرار لفي نعيم …يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ومزاجه من تنسيم عينا يشرب بها المقربون (المطففين83: 18-28)
ومالكم إلا تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السموات والأرض لا يستوي منكم من انفق منكم من قبل الفتح وقاتل أولئك اعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا(الحديد57: 10)
لا يستوي القاعدون من المؤمنون …والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين في سبل الله بأموالهم وأنفسهم على القاعدين …وفضل الله المجاهدين على القاعدين درجة… وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما (النساء4 :95)
وهنا نرى القتال والجهاد بالنفس والمال قبل الفتح اعظم الدرجات كما أن المجاهدين اعظم درجة من القاعدين لكن بماذا ميزهم الله؟ ربما لحم طير اكثر أو فاكهة انضج أو انهار اغزر أو ولدان وغلمان اصغر أو حور عين ونساء أحلى واجمل !
لمن خاف مقام ربه جنتان …ذواتا افنان (من كل نوع) …فيهما عينان تجريان …فيهما من كل فاكهة زوجان …فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن انس قبلهم ولا جان …ومن دونهما جنتان …مدهامتان(خضار داكن)… فيهما عينان نضختان…فيها فاكهة ونخل ورمان….حور مقصورات في الخيام(الرحمن55: 46-78)
الواضح هنا انه تحدث عن أربع جنات في الأولى والثانية العينان تجريان وذكر فواكها ولم يفصل ولم يذكر الحور العين صراحة لكن ذكرهن قاصرات الطرف لم يطمثهن انس ولا جان أما الجنتين الأخريين فالعينان نضاختان أي فوارتان أما الفواكه ففصل منها النخيل والرمان أما النساء فذكر منهن الحور العين مقصورات في الخيام ؛ كل ذلك من نصيب من خاف مقام ربه. ترى ما هو الاختلاف بين من خاف مقام ربه وبين باقي المؤمنين وبين الذي جاهد وقتل قبل الفتح أو بعده ؟
إن الأبرار يشربون في كأس كان مزاجها كافورا…ويسقون فيها كأسا كان مزجها زنجبيلا (الانسان76: 5-17)
هل الزنجبيل والكافور هو فقط من نصيب الابرار؟ هل لهم نساء وحور عين وولدان وغلمان أم انهم سيكتفون بالكافور الزنجبيل؟
إن الأبرار لفي نعيم …يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك …ومزجها من تنسيم عينان يشرب بها المقربون(المطففين83: 18-28)
الرحيق الذي رائحته مسك ؛ ترى هل هو للمقربين فقط ؟
لولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج (طرق مرتفعة) عليها يظهرون ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون وزخرفا وان كل ذلك لما متاع الحيوة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين (الزخرف43: 33-35)
زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة…ذلك متاع الحيوة الدنيا والله عنده حسن المآب قل أو أنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهره ورضوان من الله …(آل عمران3: 14-15)
وهنا نجد متاع الدنيا الفاني حب الشهوات من النساء والذهب والفضة والسرر التي يتكئون عليها والزخرف وما إلى ذلك ثم أنبأ محمد في قرانه بخير من ذلك أزواج مطهره ناهيك عن ما أسردناه سابقا . والسؤال هل هناك تشابه بين الجنة الإسلامية ومتاع الدنيا الفاني ؟
ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم ان لعنة الله على الظالمين… وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال …نادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين …ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمها على الكافرين (الاعراف7: 44-51)
من هو المؤذن الذي أذن بينهما؟ من هم الرجال الذين على الأعراف(الأسوار)؟ لماذا هم بين بين؛ لم يدخلوا الجنة وهم يطمعون ولم يدخلوا النار؛ ترى متى يستقر بهم المطاف وأين؟
يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين أمنوا أنظرونا نقبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور(الحديد57: 13-14)
من كل ما تقدم نجد النار والجنة متجاورتين حتى أن بينهما باب باطنه رحمة وظاهره العذاب وبين الجنة والنار سور عليه رجال لم يستقر بهم المطاف بعد لا هم في الجنة ولاهم في النار ثم هناك حديث مسموع بين أهل الجنة وأهل النار فالجنة والنار متلاصقتين فقط بينهما سور أو حجاب .
سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين (آل عمران3: 133)(الحديد57: 21)
هنا نرى أن الجنة تحوز على مساحة السموات والأرض؛ فأين النار التي تجاور الجنة وفقط الفاصل بينهما حجاب؟
وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا… انا اعتدنا جهنم للكافرين نزلا (الكهف18: 100-102)
وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها…ادخلوا أبواب جهنم خالدين(الزمر39: 71-72)
إن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم (الحجر15: 43-44)
وأزلفت الجنة للمتقين وبرزت الجحيم للغاوين …فكبكبوا فيها هم والغاوون وجنود إبليس أجمعون (الشعراء26: 90-95)
فإذا جاءت الطامة الكبرى … وبرزت الجحيم لمن يرى (النازعات79: 34-36)
هنا نرى أن جهنم نزلا للكافرين ولها سبعة أبواب ولها خزنتها ونرى الجحيم برزت لهم؛ ترى من أي شئ برزت؟ إذا كانت الجنة للمؤمنين المسلمين فان أعداد أهل النار أضعافا مضاعفة فأين النار إذا كانت الجنة بعرض السموات والأرض؟
يوم نقول لجهنم هل امتلأت تقول هل من مزيد (ق50: 30)
وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها …فادخلوها خالدين وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء (الزمر39: 73-74)
ترى أي ارض تلك التي سيرثها المتقين؟ ترى هل هي ارض عدن؟
إن الله لعن الكافرين واعد لهم سعيرا خالدين فيها أبدا (الاحزاب33: 64-65)
والذين أمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون (البقرة2: 82)
فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها مادامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك(هود11: 106-107)
أما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ(هود11: 108)
يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار (ابراهيم14: 48)
إن جهنم كانت مرصادا للطاغين مآبا لبثين فيها أحقابا(مدة محددة)(النبأ78: 21-23)
وهنا نرى في الآيات الأول المؤمنين والكافرين خالدين في الجنة أو النار ثم تأتي الآيات التي تقول انهم خالدين في الجنة أو النار ما دامت السموات والأرض ثم تأتي الآيات التي تقول بتبدل السموات والأرض؛ وأخيرا الآية التي تقول إن الطاغين يمكثون في النار أحقابا أي غير خالدين في النار؛ ترى أي مؤلفقة بين كل ذلك وهل للخلود من معنى؟
بعد كل ما استعرضناه من عذاب النار. ترك القران بشرى أو إنذار أو قضاء من الله مقدر ومحتوم لكل المسلمين .
فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا(راكعين) …ثم لنحن اعلم بالذين هم أولى بها صليا وان منكم إلا واردها (الجميع سيردون النار) كان على ربك حتما مقضيا ثم لننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا(مريم19: 68-71)
وهنا نرى الشياطين والمتقين في النار فالكل واردها هذا قضاء الله المحتوم والآية لم تستثني أحدا حتى محمد لم تستثنه الآية لكن كم سيمكث المتقين في النار؟ لم يوضح القران المدة ….! ترى هل من عدل الله أن يرد المتقين النار؟ لكن القارئ المدقق يرى إن تلك المقولة هي نفسها التي رفضها محمد عندما قالها أهل الكتاب على حد تعبير القران :
وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل اتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون (البقرة2: 80-81)
ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون (آل عمران3: 24-25)
ترى هل يستطيع أحد أن ينكر التوافق بين تلك الآيات التي رفضها محمد ثم جاء بمثلها؟
أخيرا : إذا كانت الأديان كلها من عند الله فهل يوجد نفس الكلام في كتاب الله الإنجيل؟
جاء قوم من الصدوقيين الذين يقولون ليس قيامة وسألوه (المسيح) يا معلم …كان سبعة اخوة اخذ الأول امرأة ومات ولم يترك نسلا فأخذها الثاني ومات ولم يترك نسلا ….فأخذها السبعة ولم يتركوا نسلا وأخر الكل ماتت المرأة أيضا ففي القيامة لمن منهم تكون زوجة لأنها كانت زوجة للسبعة فأجاب يسوع وقال لهم أليس لهذا تضلون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله لأنهم متى قاموا لا يزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائكة في السموات (مرقس12: 18-25)
لأن ليس ملكوت السموات أكلا وشرابا بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس (رومية14: 17)