دعوة للتفكير
لقد جاء في القران صفات فريدة لله سبحانه وتعالى مثل الماكر والمتكبر والمخادع والغاوي؛ كما جاءت صفات فريدة للشيطان انه يخاف الله رب العالمين ويعظ الناس ولا يشرك بالله وانه برئ فالله هو الذي أغواه كما جاء أيضا أعمال اشترك فيها الله مع الشيطان سنورد كل منها على حده.
مكروا ومكر الله والله خير الماكرين (آل عمران3: 54)
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين (الانفال8: 30)
وهنا نرى أن الله ماكر لكن ربما يكون هناك مكر خير ومكر شر ولله مكر الخير فقط كما يدعي البعض.
وقد مكر الذين من قبلهم فلله المكر جميعا …(الرعد13: 42)
وهنا نجد أن لله المكر جميعا وهو شامل كل المكر.
وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر في آياتنا قل الله أسرع مكرا …(يونس10: 21)
أفامنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون(7الاعراف: 99)
وهنا نجد أن الله خير الماكرين وهو الأسرع مكرا وله المكر جميعا وعلى المؤمنين أن يتوقعوا دائما مكر الله ولا يأمنوا مكره أما من يأمن مكر الله فأولئك هم القوم الخاسرون أما القوم المؤمنون فيتوقعوا دائما مكر الله ويحضرنا هنا حديث إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغزالي باب كتاب الخوف والرجاء:
لما ظهر على إبليس ما ظهر طفق جبريل وميكائيل عليهما السلام يبكيان فأوحى الله أليهما مالكما تبكيان كل هذا البكاء؟ فقالا يا رب ما نأمن مكرك فقال الله تعالى هكذا كونا لا تأمنا مكري.
وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون (الانعام6: 123)
وهنا الله الماكر إرادته أن يستخدم أكابر مجرمي القرية ليمكروا فيها وهم مسلوبوا الإرادة ولا يشعرون.
إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا…(النساء4: 142)
وهنا نرى الخداع المتبادل بين المنافقين وبين الله.
قال(الله) فاهبط (للشيطان) منها(الجنة) فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج فأنك من الصاغرين(الاعراف7: 13)
‘ذ قلنا للملائكة اسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر…(البقرة2: 34)
وسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين (38: 71-74)
وهنا نجد أن الصفة التي طرد الله بسببها إبليس أنه تكبر ولم يسجد لأدم.
هو الله الذي لا اله إلا هو الملك القدوس السلام …الجبار المتكبر (59: 23)
وهنا نجد الله يشارك الشيطان نفس الصفة وهى التكبر لكن لك تلك الآيات الأعجب
إن الله لا يحب المتكبرين…(16: 23)
فلبئس مثوى المتكبرين (16: 29)
أليس جهنم مثوى المتكبرين(39: 60)
وقال الشيطان لما قضى الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم …إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب اليم (ابراهيم14: 22)
كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني برئ منك إني أخاف الله رب العالمين (الحشر59: 16)
وهنا نرى الشيطان الكذاب المخادع يخاف الله رب العالمين وهو موحد لا يشرك بالله ويبشر الظالمين بعذاب اليم.
قل أوحي إلي انه استمع نفر من الجن فقالوا انا سمعنا قرأنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا وانه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبة ولا ولد… وانا منا الصالحون ومنا دون ذلك … وإنا لما سمعنا الهدى(القران) أمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا وانا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن اسلم فأولئك تحروا رشدا وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا(الجن72: 1-14)
الواضح من الخطاب القرآني أن الكلام هو كلام الجن نفسه وهو نفس كلام الشيطان فلا فارق بين الجن والشيطان والله. في القران يردد اله القران كلام الجن ويتلوه على محمد ! ولما كان الجن والشياطين شئ واحد؛ فترى هل نثق في كذبهم وخداعهم فليس هناك دليل واحد على وجود الجن المؤمن كما أن ليس هناك دليل واحد على وجود الشيطان الذي يخاف الله ولا يشرك به؛ فترى هل نصدق موعظة الجن والشيطان ونثق في بشراه وما بشر به؟
يا بني أدم لا يفتنكم الشيطان كما اخرج أبويكم من الجنة (الاعراف7: 27)
ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم(الحج22: 53)
كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون(الانبياء21: 35)
قال(موسى) رب لو شئت أهلكتهم…أن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي بها من تشاء أنت ولينا…(الاعراف7: 155)
وقتلت(موسى) نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا…(طه20: 40)
قال(الله) فإنا قد فتنا قومك قومك من بعدك …(طه20: 85)
وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة (الاسراء17: 60)
مما تقدم نجد أن الشيطان يفتن الناس والله يحذر بني آدم من فتنة الشيطان والله أيضا يفتنهم تارة بالخير وتارة بالشر وتارة بالرؤيا التي راءها محمد وهى الإسراء والمعراج ذلك لكي يفتن الناس .لكن جاءت تلك الآيات الأغرب :
وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا انهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق وجعلنا بعضكم لبعض فتنة (الفرقان25: 20)
لو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما أتاكم فاستبقوا (المائدة5: 48)
وهنا نرى الله يجعل مرسليه فتنة ويبلو الناس فيما أتاهم !
قال (الشيطان) رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين (الحجر15: 39)
قال (الشيطان) فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك المخلصين (ص 38: 82-83)
وهنا الشيطان يتهدد البشر بالغواية ويحلف بعزة الله أن لا يستثني منهم أحدا إلا عباد الله المخلصين ؛ وهذا هو خداع الشياطين حيث أن الشيطان يكون اكثر فرحا إذا أغوى عباد الله المخلصين أليس كذلك؟
ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن انصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم هو ربكم واليه ترجعون (هود11: 34)
…فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين (الصف61: 5)
وهنا نرى أن إرادة الله غواية البشر وإزاغتهم.
قال(الشيطان) رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض (الحجر15: 39)
قال(الشيطان) فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم (الاعراف7: 16)
وهنا نرى الشيطان يتبرأ من جرمه وتكبره ويدعي كذبا بأنه برئ وان الله أغواه فلا ذنب له طالما أراد الله له الغواية .
إنما الخمر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه (المائدة5: 90)
كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون (الانعام6: 125)
ما كان لنفس أن تؤمن إلا بأذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون(يونس10: 100)
لكن الأغرب أن الرجس كان داخل بيت محمد :
إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا (الاحزاب33: 33)
فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء(البقرة2: 59)
فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون (الاعراف7: 162)
وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشياطين(الانفال8: 11)
سنقرئك فلا تنسى إلا ما شاء الله انه يعلم الجهر وما يخفى(86: 6-7)
وما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها (البقرة2: 106)
أما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين(الانعام6: 68)
استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان(المجادلة58: 19)
الأولى والثانية الله ينسي والثالثة والرابعة الشيطان ينسي حزبه ذكر الله ويستحوذ عليهم وكذلك الشيطان ينسي محمد !
وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فسألوا أهل الذكر…(الانبياء21: 7)
إن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وان أطعتموهم إنكم لمشركون(الانعام6: 121)
وما أرسلنا قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيتة(الحج22: 52)
وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفعلون(الانعام6: 112)
في الآية الأولى الوحي من الله وفي الآيات التالية نرى الشياطين يوحون إلى اتباعهم كما يوحون إلى الأنبياء وللشياطين زخرف القول يوحونه إلى بعض بمشيئة الله.
ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها (البقرة2: 106)
وهنا الله ينزل آيات في القران ثم ينسخها ويلغيها ويأتي بأحسن منها أو مثلها وهنا الآيات المنسوخة والملغاة هي آيات من عند الله !
فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته…ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض …(الحج22: 52-53)
وهنا الشيطان يلقي على محمد آيات ثم يلغي الله وينسخ تلك الآيات الشيطانية التي القها الشيطان على محمد وهنا نرى الآيات المنسوخة الملغاة هي آيات من الشيطان.
يريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا(النساء4: 60)
قال هذا عمل الشيطان انه عدو مضل مبين(القصص28: 15)
أفرأيتم من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه(الجاثية45: 23)
أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا(النساء4: 88)
هنا الشيطان يضل الناس وكذلك الله يضلهم أيضا؛ ثم جاءت تلك الآيات الأعجب :
وأنا أو إيكم لعلى هدي أو في ضلال مبين(سبأ34: 24)
وهنا نرى محمد لا يدري إن كان في الضلال أم في الهدى !
ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون(الانعام6: 43)
لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فزين لهم الشيطان أعمالهم(النحل16: 63)
وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم(الانفال8: 48)
هنا نرى أعمال السوء كانت بسبب تزيين الشيطان للناس أعمالهم
إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم(النمل27: 4)
كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم(الانعام6: 108)
أفمن زين له لسوء عمله فراه حسنا فان الله يضل من يشاء (فاطر35: 8)
وهنا أيضا الله كما الشيطان يزين للذين لا يؤمنون بالآخرة أعمالهم ثم جاءت تلك الآية الأعجب :
كذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون (الانعام6: 137)
هنا نرى المشركين يقتلون أولادهم المرتدين عن الشرك فضلا عن أن الله هو الذي زين لهم هذا القتل وذلك نفهمه من كلمة لو شاء الله ما فعلوه وهو ما جاء به الإسلام وهو قتل المرتد وبألتاكيد قال محمد إن هذا أمر الله .
انه لقول فصل وما هو بالهزل انهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا فمهل الكافرين أمهلهم رويدا (الطلاق86: 13-17)
أملي لهم أن كيدي متين (القلم68: 45)
وهنا الكيد متبادل بين الله والكافرين ولكن كيد الله متين؛ لكن ماذا عن كيد الشيطان؟
الذين أمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا (النساء4: 76)
وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين(الاسراء17: 4)
إذا أردنا إن نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا(الاسراء17: 16)
هنا قضاء الله لبني إسرائيل الفساد في الأرض وأمره للمترفين بالفسق في القرية فحقت على القرية إرادة الله بتدميرها وإهلاكها.
ومن يتبع خطوات الشيطان فانه يإمر بالفحشاء والمنكر(النور24: 21)
الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء (البقرة2: 268)
قال (الله) فاخرج منها فانك رجيم وان عليك اللعنة إلى يوم الدين…قال (الشيطان) رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين قال(الله) هذا صراط علي مستقيم (الحجر15: 34-40)
هذا حوار وعهد بين الله والشيطان والشيطان يقول لله لأنك أغويتني سأضل أبناء أدم وأغويهم إلا عبادك المخلصين والله يؤكد بأن هذا هو صراطه المستقيم فيا لبراءة الشيطان فهو ينفذ صراط الله المستقيم .
الم تر إنا أرسلنا الشياطين على الكافرين تؤزهم أزا(تغريهم) (مريم19: 83)
إن يدعون من دونه إلا إناثا وان يدعون إلا شيطانا مريدا لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا(من الذي فرضه؟) ولأضلنهم ولأمنينهم ولأمرنهم فليبتكن أذان الأنعام ولآمرنهم… (النساء4: 117-119)
قال (الله) اذهب (يا إبليس) فمن تبعك منهم فان جهنم جزاؤكم … واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجالك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا(الاسراء17: 63-64)
وهنا نرى الله يرسل الشياطين على الكافرين لكي يغرونهم ويحرضونهم على الشر والله منذ البداية مقدر نصيبا مفروضا سوف يضللهم الشيطان .
لو شيئنا لأتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين (السجدة32: 13)
وهنا الله يستطيع أن يأتي كل نفس هداها لكن هناك جهنم والله لا يريدها فارغة بل الله وعد أن يملأ جهنم؛ لكن هل ستمتلأ جهنم؟
يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد (ق50: 30)
ترى هل ستمتلأ جهنم أم سيدخلها البشر أجمعين لكي يحق قول الله عليها بأن يملأها من الناس والجنة؟
الله لا اله إلا هو له الأسماء الحسنى (طه20: 8)
مما قدمنا سالفا ترى هل لله الأسماء الحسنى فقط أم وغير الحسنى أيضا ؟