لم يشارك برنابا الآخرين بممتلكاته وحسب،

بل شاركهم برسالته أيضاً

هذه الرسالة هي الإنجيل الذي كان قد وصله بفم الرسل. وصلته البشارة لأن آخَر كان قد شاركه بالخبر السار، وجوهره: أن الربّ يسوع مات عن خطايانا وقام من الأموات ليخلِّصنا. في أعمال 11:24 نقرأ أن برنابا كان يعظ الأنطاكيّين بأن يثبتوا في الربّ. وعلَّم يونانيين ويهوداً عديدين »فَانْضَمَّ إِلَى الرَّبِّ جَمْعٌ غَفِيرٌ«.

ينزعج البعض حين يمسّ الواعظ جيوبهم ويطلب العطايا. إلاّ أن الآخرين يساهمون بملء الرضا في كلّ مشروع لتمويل الكنيسة والمؤسّسات الإرساليّة. ولكنّهم يخمِّنون أنّهم فعلوا كلّ واجبهم بمساهمتهم هذه.

هناك كثيرون من معاصرينا لا يحتاجون إلى تبرعات ماليّة ومساعدات مادية، بل يحتاجون إلى كلمة من السماء تسُدّ حاجاتهم الروحيّة، كلمة مسيحيّة معزّية مخلصة.

إنّ الزوجة لا تكتفي بقسط المال الذي يقدّمه الزوج لها في أوائل الشهر، ولا حتّى بالهدايا القيّمة التي يهديها إليها في مناسبات خاصّة، بل تشتاق إلى كلمة مودّة: »أنا أحبّك« وتريد أن تسمع هذا القول مراراً.

فالشهادة التي تؤدّيها من أجل يسوع تعادل القول: »أنا أحبّك« بالنسبة إلى الخاطئ الهالك. وهي أيضاً كلمة محبّة موجَّهة إلى الربّ يسوع لأنها تعبّر عن محبّتنا للربّ بإظهار المحبّة للبشر، وكأنّنا نقول لهم: »أنا أحبّك لأنّ الربّ يسوع يحبّك. ومن أجله جئت لأخبرك بهذا الخبر السارّ: أنه أحبّك إلى المنتهى ومات ليفديك«.

أجل، إن العقيدة المسيحيّة تحوي أكثر من هذا الموجز البسيط. إلاّ أن هذا يظلّ جوهر البشارة.

وهكذا نعود إلى أخينا برنابا الذي لم يشارك المحتاجين بأمواله فقط، ولم يشارك الهالكين برسالته فقط، بل: