من أين أتت الوثنية؟

   سؤال   

        من أين أتت الوثنية ؛ على الرغم من أن الإنسان كان فى الأصل يعرف الله ؟وكيف تطورت الوثنية وتشكلت ؟

  الجواب

        كـان الإنسـان مـنذ خـلقه يـعرف اللـــه

     ولكن بعدما تفرقت الشعوب فى الأرض ؛ بعد برج بابل وتبلبلت الألسنة ؛ بمضى الوقت نسوا الله ؛ أو بعدوا عنه ببعدهم عن التقليد السليم

     ولما كان الله غير منظور لهم ؛ مثل الشمس مصدر النور والحرارة ؛فى علوها وجمالها  أو مثل النهر؛ الذى يعطيهم الماء مصدر الحياة أوالرى للإنسان والحيوان والنبات

      أو صاروا يعبدون ملوكهم ؛مظهر القوة والعظمة والسيطرة والإرادة أمامهم؛الذين كانوا يستطيعون أن يحكموا عليهم بالموت ؛أويهبوهم الحياة ؛أو يمنحوهم من خيرات الدولة ومناصبها

     وصاروا أيضا يعبدون كائنات يخافونها ؛ ويقدمون لها القرابين إسترضاء لها حتى لا تؤذيهم ؛ مثل النار ؛ أو الحية أو بعض الوحوش كالأرواح؛ وما إلى ذلك

***   *****    ***

      وبعضهم كان يتخيل لكل معنى هام إلها

   فمثلا هناك إله الجمال وإله الخصب ويعطون لكل من هذة الآلهة إسما؛ ويحيكون حوله أسطورة يتداولها الناس ؛ وتصبح جزءا من عقيدتهم يسلمها جيل إلى جيل

   ولكى يثبت الأمر فى حسهم، يتخيلون لهذا الإله صورة، وينحتون له تمثالاً.

ثم يقيمون له شعائر للعبادة، تتفق مع الأسطورة الخاصة به.

أما ما يختص بهذه الشعائر من مذابح وذبائح، ومن صلاة وسجود، ومن بخور وتسبيح وترتيل، فكلها أمور تعلموها في جوهرها من فترة ما قبل التشتت والتفرق، مما كان يقدم للإله الحقيقي  وحده من عبادة قبل الطوفان وبعده...

وهم في الواقع لم يعبدوا التماثيل كأحجار، وإنما لأنها تمثل آلهة..

وهذه الآلهة الوثنية، ما كانوا فيها يعبدون الحيوان أو الإنسان كحيوان أو إنسان، ولكن لأنه مثال للإله الذي في ذهنهم بما حوله  من أساطير..

                        *        *        *

وتمثال الإله الذي تقدم له العبادة يسمي وثناً.

فليس كل تمثال من تماثيل القدماء كان وثناً. إنما الوثن هو التمثال الذي كان يُعبد. وبعض هذه الأوثان كانت ضخمة تقام في المعابد. بينما بعضها كان صغيراً يحتفظ به الناس في بيوتهم، ويأخذونها معهم في أسفارهم. والآلهة (بوتو) أي الحية كان يضعها الفراعنة في تيجانهم، كجزء من التاج...

                        *        *        *

وفي تلك الأساطير تخيلوا آلهتهم، ولهم قصص عائلية كما للبشر.

فمثلاً الإله أوزوريس تزوج إلهة إيزيس، وأنجب منها إبنهما الإله حورس. وتخيلوا أيضاً قصص صراعات وحروب تدور بين هذه الآلهة. والبعض منهم يموت، ثم يوجد من ينتقم له . وهذه الآلهة يوجد منها إله خير وآخر شرير...!

لقد اسبغوا علي آلهتهم صوراً من الحياة البشرية التي يحيونها أو يرونها..

وقصص الآلهة كانت تعبر أحياناً من بلد إلي آخر، وتأخذ أسماء أخري.

 

وهذه الحركة في التاريخ يسمونها .Cemcretism  فمثلاً قصة الإله أوزوريس تعبر من مصر إلي بلاد اليونان، ليأخذ  هذا الإله إسم ديونسيوس، في قصة شبيهة. وهذا الأمر له قصص تكاد تتشابه بين آله الهند والصين وبلاد الشرق الآقصي...

                        *        *        *

إننا نؤمن بإله واحد، له كل الصفات المثالية.

أما العالم الوثني فتصور لكل صفة إلهية إلهاً.

وهكذا عندهم تعدد الآلهة، بحيث يمثل كل إله صفة من صفات الألوهية، أو عملاً من أعمالها... وفي التاريخ المصرى القديم، حاول أخناتون أن ينشر عقيدة التوحيد، داخل نطاق عبادة الشمس، ولكنه لم ينجح طويلاً، وعاد تعدد الآلهة يسيطر علي معتقدات الناس.

وطبعاً هناك فرق كبير بين الوثنية والإلحاد.

فالإلحاد معناه عدم الإيمان بوجود إله علي الإطلاق/  كمايقول الوحي الإلهي في سفر المزاميـر                       " قال الجاهل فى قلبه ليس إله"(مز 14:1) أما الوثنيون فكانوا يؤمنون بفكرة ألالوهية  و يعبدون إلها ؛ أو عددا من الآلهه ؛أو أسرة ألهية أوعددا من الآلهة لهم كبير كما نقول ان زيوس هو كبير آلهة اليونان ؛ وجوبتر هو كبير آلهة الرومان ؛ ورع هو كبير آلهة المصريين

                                                 ***   *****  ***

والوثنية كانت تنتشر بالخلطة وبالتزاوج

ولذلك كان الله فى العهد القديم يمنع الخلطة بالأمم والتزاوج معهم؛ حتى لايعبد الشعب آلهتهم و من أخطر ألأمثلة فى التاريخ لسوء ألاختلاط بالامميين ؛ هو تزوج سليمان الحكيم بزوجات موآبيات  وعمونيات وصيدونيات (1 مل 11:1؛2)  وهكذا "بنى سليمان  مرتفعة لكموش رجس الموآبيين على الجبل الذى تجاة أورشليم ؛ ولمولك رجس بنى عمون  وهكذا فعل لجميع نسائهاالغريبات اللواتى كن يوقدون ويذبحون لآلهتهن" (1مل11 :7؛8 )

لكل ذلك أرسل الله ألأنبياء ؛ليثبتوا الشعب فى عبادة الإله الحقيقى

وزود هؤلاء الأنبياء بالوحى ؛ وبالمعجزات وكان سفر الشريعة يقرأعلى الناس فى المجامع كل سبت 

كما كانت الأعياد والمواسم والذبائح تذكرهم أيضابعبادة الرب حتى لا يضلوا

                                                  ***   *****  ***

ومع كل ذلك نسمع عن وجود وثنية  فى أيام الآباء والأنبياء

ومع كل ذلك نسمع أن راحيل زوجة أبى الآباء يعقوب ؛ وإبنة أخى رفقة التى تزوجها أبونا أسحق بن          إبراهيم ؛على الرغم من أنها من أسرة متدينة ؛ قيل عنها فى مفارقتها لأبيها لابان "فسرقت راحيل أصنام"

( تك 31 :19 )  ولما زحف لابان وراءهم ؛ كان مما قاله ليعقوب " لماذاسرقت آلهتى (تك 31:3)

ونسمع أن بنى أسرائيل لما تأخر عليهم موسى النبى على الجبل مع الله ؛أجتمعوا على هارون وقالوا له "قم أصنع لنا آلهه تسير أمامنا "(خر 32 : 1)

ونزع كل الشعب أقراط  الذهب التى فى أذانهم؛ وصنعوا عجلا مسبوكا ؛ وبنوا له مذبحا ؛ وأصعدوا محرقات وذبائح سلامة  وقالوا "هذه آلهتك يا أسرائيل التى أصعدتك من أرض مصر"(خر32: 3-6)

فماذا تقول فى ذلك ؛ بعد كل المعجزات التى حدثت  أمامهم وفعلها الرب على يد موسى النبى

أهو جهل ؟ أم تأير الأمم الوثنية ؟ أم حروب الشيطان وضلالاته؟ أم كل ذلك معا؟

                                               ***   *****  ***

ولا ننسى أن الروح القدس لم يكن يعمل فى قلوب الناس كما فى أيامنا  كذلك لا ننسى أيضا فى تاريخ     

الوثنيةأمرا آخر يضاف الى الأساطير المتوارثة هو :

تأثير الفلسفة الوثنية وأفكارها على الناس

 

وهؤلاء الفلاسفة كان تأثيرهم على العالم الوثنى ؛ لا يقل عن تأثير الأنبياء على شعب الله وكانوا هم الذين يشكلون عقائد الشعب  يضاف إلى هذا تأثير كهنه الوثنية ومعلميها ؛ وتأثير الأسرة على أبنائها

وأمر له خطورته فى تاريخ الوثنية ؛ هو سلطة الملوك الوثنيين

وصدق ما قيل فى المثل الشائع عن تلك العصور "الناس على دين ملوكهم " وقد شرحنا  مثلا كيف أن أخناتون  نشر ديانة جديدة  استمرت فى أيامه  وسجل الكتاب كيف كان  داريوس ملك فارس يصدر    

أوامره فى ما يعبده الشعب ؛ حتى ان دانيال لما لم يشترك فى تلك العبادة ألقى فى جب الأسود (دا6)

 وتاريخ الأستشهاد معروف كيف أن  ديقلديانوس مثلا كان يقتل المسيحيين فى وحشية اذا لم يعبدوا     

آلهته  ومن قبلة نيرون فىعصر الرسل و خلفائه طوال حوالى ثلاثة قرون

 

إلوتاريوس وأمه أنثيا

أسقفيته

ولد حوالي عام 98 م، وكان والده أوغانيوس قاضياً يحتمل أن يكون مسيحياً، ووالدته أنثيا Anthia إنسانة مسيحية تقية قامت بتربية إبنها خاصة بعد وفاة والده.

قدمته للأب أناكليتوس أسقف روما الذي اهتم به روحياً ثم عهد به في يدي أسقف بمدينة إيكانية يدعي ديناميوس. وقد ظهرت مواهب إلوتاريوس Eleutherius  وعلمه مع حياته الفاضلة وشجاعته أثناء الإضطهادات خاصة بعد سيامته كاهناً في سن الثامنة عشرة.

إذ بلغ العشرين من عمره سيم أسقفاً علي بلاد إيليريا (إسكلافونيا)  فآمن علي يديه كثيرون الأمر الذي أثار بعض الأشراف الوثنيين فبعثوا إلي الإمبراطور يخبرونه بخطورة هذا الاسقف علي العبادة الرسمية للإمبراطورية.

القبض عليه

أرسل الامبراطور هادريان أحد الولاة يدعي فيلكس للقبض عليه وإحضاره إلي روما... وعندما التقي فيلكس به دخلا في حديث مشترك فيه إنجذب فيلكس نفسه للإيمان المسيحي، وصار الأسقف أباً روحياً له.

صار موقف فيكلس محرجاً مع الأسقف، غير ان الاسقف طلب منه أن يذهبا مع الجنود إلي روما وهناك تقدم الأسقف بنفسه للإمبراطور الذي قام بتعذيبه تارة بوضعه في أتون نار وآخرى بربطه في أقدام الخيل لتجري به علي الجبال وبإلقائه للوحوش الجائعة وكان الرب يخلصه، وأخيراً أمر بقطع رأسه.

أسرعت أمه أنثيا إليه وانطرحت علي جسده الطاهر وهي تشكر الله علي عطية الإستشهاد التي نالها إبنها مع أحد عشر شهيداً... فجاء الجند وقطعوا رأسها هي أيضاً (يحتفل الغرب بعيدهما في 18 ابريل ).

 

 

 عودة إلى الصفحة الرئيسية