يسوع هو يهوه

يسوع هو يهوه

بقلم س. هـ. براون

منشورات بيت عنيا

أخذت بإذن رسمي من صفحة بيت الله. جميع الحقوق محفوظة لمكتبة بيت عنيا ولا يجوز إعادة نشر أو طباعة إي من الكتب أو المقالات بأي طريقة طباعية أو إليكترونية أو وضعها على الإنترنت إلا بإذن خاص ومكتوب من بيت عنيا وصفحة  بيت الله. يمكنك أن تحتفظ بالكتب أو المقالات للاستخدام الشخصي  فقط وليس بهدف بيعها أو المتاجرة بها بأي طريقة كانت ومهما كانت الأسباب. 

مقدمة

إن غرض الكاتب والناشر بالإنجليزية والناشر بالعربية أن يتناول المسيحيون هذه الحقائق المسيحية الثمينة الموجودة في هذه السطور. وهي تضع النصوص الكتابية أمام القارئ ليتعلم الحق المختص بشخص ربنا يسوع المسيح في لاهوته وناسوته معاً بحسب شهادة الروح القدس المكتوبة في الكتاب المقدس، وأيضاً لمواجهة الأخطاء الرهيبة التي تنشرها البدعة المسماة "شهود يهوه"- هذه الهرطقة المعتبرة أنها ذات هرطقة أريوس، التي تناولها مجمع نيقية عام 325م واستطاع أثناسيوس بمعونة إلهية أن يواجه هذه القوى الإبليسية في تطاولها على شخص ربنا المعبود وفي حربها ضده. نقول أن "شهود يهوه" هي الآريوسية الحديثة بشكل تعليمي عصري، وهي تسعى جاهدة أن تقوِض أساسيات التعليم المسيحي وهو لاهوت ربنا يسوع المسيح.

يهوه - يسوع الخالق

 

في بكور تاريخ كنيسة الله المعترفة ثارت اعتراضات ومباحثات وتساؤلات كثيرة حول شخص المسيح. وفي بداية القرن الرابع الميلادي قام الإمبراطور قسطنطين بعقد مجمع في مدينة نيقية بولاية بيثينية سنة 325م، وتمثلت قوة الدفاع عن الإيمان في شخص أثناسيوس العظيم والذي أصبح فيما بعد أسقفاً لمدينة الإسكندرية. وقد استخدمه الله في تحويل تيار المجمع لصالح الدفاع بصلابة وبدون مساومة وبصورة مطلقة عن لاهوت المسيح إزاء خصمه آريوس الذي كان قساً بالإسكندرية. وقد أصر آريوس على إنكاره للاهوت الرب يسوع وأصبحت كلمة الآريوسية مرادفة للتجديف وللتقليل من قيمة المسيح ووضعه في مرتبة المخلوقات واعتباره "أعظم المخلوقات جميعاً ولكن ليس مساوياً للآب" (2).

وعلى مر العصور وُجد آباء أفاضل ومشهورين في الكنيسة بالإضافة إلى القديس أثناسيوس الذين حافظوا وتمسكوا بلاهوت المسيح وعلّموا به، منهم إيريناوس ويوحنا فم الذهب وأغسطينوس (3).

وعلى مر تاريخ الكنيسة ظهرت بعض البدع والأحزاب والطوائف الذين اتبعوا تعليم آريوس مخالفين الاتجاه الأرثوذكسي ونقصد "بالأرثوذكس"

معنى "الاعتقاد الصحيح". واليوم نجد أنه على رأس الطوائف أو المنظمات التي تعتبر في أشد العداء للاهوت المسيح وتسير على المنهاج الآريوسي تلك التي تسمي نفسها "شهود يهوه" وهذه المنظمة امتداد للحركة التي بدأت منذ حوالي 90 سنة أُسست بواسطة س. ت.رسل C.T Russel والذي أتى بعده رذر فورد J.T.Rutherord ويتـزعم منظمة شهود يهوه حالياً N.H.Knorr.

والدستور الذي تسير عليه جماعة "شهود يهوه" يركز على فقرتين إختارتهما- الفقرة الأولى من العهد القديم والأخرى من العهد الجديد. وهي دائماً ترجع إليهما في مناقشاتها وتبشيرها ودعايتها.

وتأتي أول فقرة في سفر اشعياء (43: 10- 12) بالعهد القديم والثانية في إنجيل يوحنا (1: 1- 13) بالعهد الجديد. وقبل أن نناقش هاتين الفقرتين أريد أن أوجه الانتباه إلى نقطة مفيدة ومساعدة وهي التي استخدمت في الترجمة المعروفةKing James وعندما تُرجم الكتاب المقدس من اللغة العبرية كانت الكلمة العبرانية يهوه Jehovah تُترجم إلى كلمة Lord سواء بالحروف الكبيرة أو بالحروف الصغيرة. ولذلك كلما قرأنا لفظة "الرب" نعرف أنها في العبرية "يهوه" والتي تعني"الكائن بنفسه" أو "الواجب الوجود" أو "ذاتي الوجود". أما كلمة "ألوهيم" في اللغة العبرية فتترجم دائماً أنها "الله" وتعني "السلطة أو القوة العليا" بالارتباط بالخليقة. ومن المهم أن نراعي هذا التمييز في المعنى، ولنقرأ ما جاء في اشعياء (43: 10- 12).

"أنتم شهودي يقول الرب (يهوه) وعبدي الذي اخترته لكي تعرفوا وتؤمنوا بي وتفهموا إني أنا هو. قبلي لم يُصور إله وبعدي لا يكون. أنا أنا الرب (يهوه) وليس غيري مخلص أنا أخبرت وخلّصت وأعلمت وليس بينكم غريب وأنتم شهودي يقول الرب (يهوه) وأنا الله".

وعلى نفس النمط نجد قرينة أخرى ترد في اشعياء (44: 6).

"هكذا يقول الرب (يهوه) ملك إسرائيل وفاديه رب الجنود (يهوه) أنا الأول وأنا الآخر ولا إله غيري".

وتتلوها آية 8 "لا ترتعبوا ولا ترتاعوا. أما أعلمتك منذ القديم وأخبرتك فأنتم شهودي هل يوجد إله غيري ولا صخرة. لا أعلم بها".

وعند قراءة هذه الأجزاء من سفر اشعياء النبي لا نجد تقسيماً إلى إصحاحات في النسخة الأصلية، ويركز النبي اشعياء هنا على توجيه بني إسرائيل إلى حماقة العبادة الوثنية. فإذا ما أكملنا القراءة إلى إصحاح 45 وعددي11و 12 لوجدنا ما يأتي:

"هكذا يقول الرب (يهوه) قدوس إسرائيل وجابله. اسألوني عن الآتيات. من جهة بني إسرائيل ومن جهة عمل يدي أوصوني. أنا صنعت الأرض وخلقت الإنسان عليها. يداي أنا نشرتا السموات وكل جندها أنا أمرت". وإذا أضفنا ما جاء بسفر اشعياء (37: 16) إلى ما سبق "يا رب الجنود (يهوه) إسرائيل الجالس فوق الكروبيم أنت هو الإله وحدك لكل ممالك الأرض أنت صنعت السموات والأرض".

واضح جداً لغوياً أن ذاك الذي قال عن نفسه الرب (يهوه) والذي لا يوجد إله غيره أنه هو ذاك الذي صنع الأرض وخلق الإنسان عليها. إنه هو "الذي نشر السموات وكل جندها".

ولنرجع الآن إلى العهد الجديد لكي يزداد الوضوح عن من هو الرب (يهوه) الذي "صنع الأرض وخلق الإنسان عليها.. ونشر السموات".

في إنجيل يوحنا والإصحاح الأول والأعداد من 1- 3 نجد أنفسنا أمام النقطة المركزية الثانية لدى شهود يهوه والتي يحاولون بها إنزال شخص المسيح من مرتبة الله إلى مرتبة مخلوق عادي. فنقرأ الآتي:

"في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء عند الله. كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان".

ونضع الأجزاء الواردة في سفر اشعياء مع تلك الواردة في إنجيل يوحنا في شكل متوازي أمام القارئ."هكذا يقول الرب (يهوه)... أنا صنعت الأرض، وخلقت الإنسان عليها.. يداي أنا نشرتا السموات وكل جندها أنا أمرت" (اشعياء45: 11و 12).

"كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان" (يوحنا1: 3)

لا شك أن أي قارئ غير متحيز سوف يضطر- بعد قراءة هذه الشواهد- للتوصل إلى الحق الواضح أن "يسوع هو يهوه".

لهذا نرى أن الفقرتين اللتين تقتبسهما جماعة "شهود يهوه" من النص الكتابي، تقتبسهما بغرض مدمر وهو الهجوم الآريوسي على شخص المسيح. هذا هو خالق الأرض والإنسان الذي عليها. أليس هو عمل "اللوغوس" أو "الكلمة" مسيح الله ومن لا يرى ذلك بكل وضوح أليس هو العمى تحت تأثير الأفكار الآريوسية للتهرب من الرؤية والاعتراف الحقيقي به، وللتأكيد على حقيقة يسوع الخالق ولنلاحظ النصوص الآتية إذ نقارن بين (ارميا10: 10- 16) مع كولوسي (1: 12- 17).

"أما الرب (يهوه) الإله فحق (أو الإله الحقيقي)، هو إله حي وملك أبدي (تُقرأ في الحاشية ملك الأبدية)... صانع الأرض بقوته، مؤسس المسكونة بحكمته، وبفهمه بسط السموات... رب (يهوه) الجنود اسمه.

"شاكرين الآب... الذي... نقلنا إلى ملكوت ابن محبته (أو ابنه العزيز) الذي هو صورة الله... فإنه فيه خُلِق الكل (أو كل شيء) ما في السموات وما على الأرض ما يُرى وما لا يُرى... الكل (أو كل شيء) به وله قد خُلق: الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل (4)

ويتكلم بطرس عن هؤلاء فقال: "يُحرّفها غير العلماء وغير الثابتين كباقي الكتب لهلاك أنفسهم" (2بط 3: 16).

وأفضل مثال نستشهد به عن تحريف شهود يهوه لهذه الكتب في ترجمتهم المنحرفة لما جاء في يوحنا1: 1 إذ ترجموها كالآتي "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة إلهاً".

وإدخال أداة التنكير قبل كلمة "الله" في الجزء الثالث من الجملة، إنما هو غير جائز وبلا مبرر، لأنه لا يتفق مع محتوى الجملة، كما أن أفضل الدارسين في كافة العصور المسيحية سواء الكاثوليكية أو البروتستانتية مع اختلافهم في أشياء كثيرة ولكن ولا واحدة من تلك الترجمات المشهورة التي ظهرت خلال المائة سنة الأخيرة تجاسرت على مثل هذه الوقاحة لتترجمها "إلهاً" بدلاً من "الله".

وبذلك أبطلوا المعنى أن المسيح هو الله وأنزلوه إلى مستوى "إله" وصار اعتراف شهود يهوه به أنه "إله" خلق كل شيء. ولكن سنرى في دراستنا أن هذه النظرة مضادة تماماً لكثير من النصوص الكتابية بالنسبة لشخص ربنا المعبود.

يا قارئي، إن كلمة الله ساطعة في وضوحها بأن:

يسوع هو يهوه، الله الخالق.

يهوه - يسوع كما جاء في اشعياء 6 ويوحنا 12

واحدة من أهم المقارنات الملفتة للنظر هي ما جاء في سفر اشعياء6: 1- 3 وما هو وارد في (يوحنا12: 37- 41) ونستشهد بالآتي:

"في سنة وفاة عزيا الملك رأيت السيد جالساً على كرسي عال مرتفع وأذياله تملأ الهيكل. السرافيم واقفون فوقه، لكل واحد ستة أجنحة، باثنين يغطي وجهه، وباثنين يغطي رجليه، وباثنين يطير. وهذا نادى ذاك، وقال قدوس قدوس قدوس رب (يهوه) الجنود مجده ملء كل الأرض. فاهتزت أساسات العتب من صوت الصارخ وامتلأ البيت دخاناً. فقلت ويل لي لأني هلكت، لأني إنسان نجس الشفتين وساكن بين شعب نجس الشفتين: لأن عينيّ قد رأتا الملك رب (يهوه) الجنود... ثم سمعت صوت السيد قائلاً من أرسل ومن يذهب من أجلنا فقلت هأنذا أرسلني. فقال اذهب وقل لهذا الشعب. اسمعوا سمعاً ولا تفهموا وأبصروا إبصاراً ولا تعرفوا. غَلّظ قلب هذا الشعب وثقّل أذنيه وأطمس عينيه لئلا يبصر بعينيه ويسمع بأذنيه ويفهم بقلبه ويرجع فيُشفى" (اشعياء6: 1- 10).

"ومع أنه كان قد صنع أمامهم آيات هذا عددها لم يؤمنوا به... لأن اشعياء قال أيضاً قد أعمى عيونهم، وأغلظ قلوبهم، لئلا يبصروا بعيونهم، ويشعروا بقلوبهم، ويرجعوا فأشفيهم. قال اشعياء هذا حين رأى مجده وتكلم عنه"

(يوحنا12: 37- 41).

وبكل تحديد يعرّفنا يوحنا أن الذي يكتب عنه هو يسوع، لأنه لم يكن أي شخصية أخرى غير الرب (يهوه) الذي رآه اشعياء وهذا هو الواضح من المقارنة أعلاه.

نعم إن "يسوع هو يهوه".

يهوه - يسوع كما يقدمه يوحنا المعمدان

إن أي شخص له معرفة بالأساسيات في الكتاب المقدس يلاحظ هذه الحقيقة أن العهد القديم تكثر فيه النبوات التي تعلن عن حادثة مجيء المسيح الموعود به إلى العالم. وواحدة من أكثر هذه الوعود مجداً نجدها في سفر اشعياء (40: 1- 5) ولكي نستطيع الآن التأكيد بأن المسيح هو الذي تنبأ عنه اشعياء فإننا نطابق الوعد وإتمامه كما دُون في إنجيل متى (3: 1- 3).

"عزا عزوا شعبي يقول إلهكم. طيبوا قلب أورشليم، نادوها بأن جهادها قد كمل أن إثمها قد عُفي عنه: أنها قد قبلت من يد الرب (يهوه) ضعفين عن كل خطاياها. صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب (يهوه). قوّموا في القفر سبيلاً لإلهنا فيعلن مجد الرب (يهوه) ويراه كل بشر جميعاً لأن فم الرب (يهوه) تكلم"

(اشعياء40: 1- 5)

"وفي تلك الأيام جاء يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية قائلاً: توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السموات. فإن هذا هو الذي قيل عنه بأشعياء النبي القائل صوت صارخ في البرية. أعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة"

(متى3: 1- 3)

وإذا تمعن القارئ بتدقيق المقارنة السابقة لرأى أن روح الله عرّف بدقة شخص يهوه في سفر اشعياء بأنه شخص الرب يسوع في إنجيل متى. أضف إلى هذا الكلام لوقا في الإصحاح الأول من بشارته والآية 67. "وأنت أيها الصبي نبي العليّ تدعى تتقدم أمام وجه الرب لتعد طرقه"

وهكذا فإن يوحنا المعمدان هو نبي العلى. من يكون هذا إلا الرب نفسه يهوه؟ نعم فإن "يسوع هو يهوه".

يهوه - يسوع حجر صدمة


 

 

من كل أنبياء العهد القديم نلاحظ أن اشعياء النبي من أكثر الأنبياء الذين أعلنوا تفصيلياً عن مجيء المسيح كالمسيا المنتظر. ويكرر بكل وضوح شخص المسيا في تطابقه بيهوه. ومن أعظم الأدلة والشواهد ما جاء في اشعياء (8: 13- 15). ويعلن عن شخص الرب يسوع كما سجّله بطرس في رسالته الأولى ص2 والآيتين7و 8.

"قدسوا رب الجنود (يهوه) فهو خوفكم وهو رهبتكم. ويكون حجر صدمة وصخرة عثرة لبيتي إسرائيل... فيعثر بها كثيرون ويسقطون فينكسرون"

(اشعياء8: 13- 15)

"فلكم أنتم الذين تؤمنون الكرامة وأما الذين لا يطيعون فالحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية وحجر صدمة وصخرة عثرة. الذين يعثرون غير طائعين للكلمة"

(بطرس الأولى2: 7و 8)

ما أوضح الدلالة في المقارنة السابقة بأن "يسوع هو يهوه"

يهوه - يسوع "الصخرة"

 

لقب آخر من ألقاب الجلالة ليهوه في العهد القديم، هو "الصخر" وهذا ينطبق تماماً على شخص الرب يسوع بدون تحفظ في العهد الجديد.

"إني باسم الرب (يهوه) أنادي. أعطوا عظمة لإلهنا. هو الصخر، الكامل صنيعه. إن جميع سبله عدل"

(تثنية32: 3و 4)

"وجميعهم شربوا شراباً واحداً روحياً لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح"

(كورنثوس الأولى10: 4)

وهكذا نرى ثانية أن "يسوع هو يهوه"

يهوه - يسوع "الراعي"

 

إن المقارنة التالية بين يهوه في العهد القديم والمسيح في العهد الجديد حول صفات ربنا المعروفة جيداً كالراعي. ونستشهد ببعض الفقرات الكتابية:

"الرب (يهوه) راعيّ فلا يعوزني شيء... أيضاً إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شراً لأنك أنت معي... إنما خير ورحمة يتبعاني كل أيام حياتي وأسكن في بيت الرب (يهوه) إلى مدى الأيام..."

(مز23: 1- 6)

"اسمعوا كلمة الرب (يهوه) أيها الأمم وأخبروا في الجزائر البعيدة وقولوا مبدد إسرائيل يجمعه ويحرسه كراع قطيعه"

(ارميا31: 10)

"فيعلمون إني أنا الرب (يهوه) إلههم معهم وهم شعبي بيت إسرائيل يقول السيد الرب. وأنتم يا غنمي غنم مرعاي أناس أنتم. أنا إلهكم يقول السيد الرب"

(خز34: 30و31)

"أنا هو الراعي الصالح. والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف.. أما أنا فإني الراعي الصالح وأعرف خاصتي وخاصتي تعرفني... ولي خراف أخر ليست من هذه الحظيرة ينبغي أن آتي بتلك أيضاً فتسمع صوتي وتكون رعية واحدة وراع واحد... خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني. وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك إلى الأبد ولا يخطفها أحد من يدي "

(يو10: 11- 16، 27و 28)

"وإله السلام الذي أقام من الأموات راعي الخراف العظيم بدم العهد الأبدي"

(عبرانيين13: 20)

وبعد قراءة المقارنات السابقة يمكننا أن نفهم جيداً لماذا "كانت التقوى المسيحية في كل عصر تطابق الراعي الصالح الوارد في يوحنا10 مع الراعي الذي ترنم له داود، والراعي في مزمور23 هو يهوه" (6)

يهوه - يسوع معطي الناموس

ولنلاحظ الآن تطابقاً آخر وعجيباً بين يهوه ويسوع ونشير هنا إلى وجوده كمن تكلم في سيناء. ولنلاحظ بدقة أيضاً كيف أن كلمة الله تطابق المتكلم في سيناء بالرب يسوع في العهد الجديد.

"وكان جبل سيناء كله يدخن من أجل أن الرب (يهوه) نـزل عليه بالنار. وصعد دخانه كدخان الأتون وارتجف كل الجبل جداً، فكان صوت البوق يزداد اشتداداً جداً وموسى يتكلم والله يجيبه بصوت. ونـزل الرب (يهوه) على جبل سيناء إلى رأس الجبل. فقال الرب (يهوه) لموسى انحدر حذّر الشعب لئلا يقتحموا إلى الرب (يهوه) لينظروا فيسقط منهم كثيرون"

(خروج19: 18- 21)

"لأنكم لم تأتوا إلى جبل ملموس ومضطرم بالنار وإلى ضباب وظلام وزوبعة وهتاف وبوق... بل قد أتيتم إلى... وسيط العهد الجديد يسوع، وإلى دم رش يتكلم أفضل من هابيل. انظروا أن لا تستعفوا من المتكلم. لأنه إن كان أولئك لم ينجوا إذ استعفوا من المتكلم على الأرض فبالأولى جداً لا ننجو نحن المرتدين عن الذي من السماء الذي صوته زعزع الأرض حينئذ وأما الآن فقد وعد قائلاً إني مرة أيضاً أزلزل لا الأرض فقط بل السماء أيضاً"

(عب12: 18- 26)

الاقتباس السابق في عبرانيين 12 يطابق إيجابياً يسوع باعتباره ذاك "الذي صوته زعزع الأرض" مشيراً إلى (خروج19: 18) "وارتجف كل الجبل". فقد كان هناك الرب (يهوه) أما في الرسالة إلى العبرانيين فيخبرنا بأنه يسوع.

حقاً إن "يسوع هو يهوه".

يهوه - يسوع والسبت

في المقارنة السابقة عن يسوع ثبت أنه كان مشرع الوصايا العشر فوق جبل سيناء. ومن ذلك فإن من حقه أن يكون هو رب السبت أيضاً. لاحظ هذه الاقتباسات:

"فقال لهم هذا ما قال الرب (يهوه) غداً عطلة سبت مقدس للرب (يهوه)... انظروا إن الرب (يهوه) أعطاكم السبت (خروج16: 23و 29)

"وتحفظون سبوتي، أنا الرب (يهوه) إلهكم"

(لاويين19: 3)

"إنه سبت للرب (يهوه) في جميع مساكنكم" (لاويين23: 3)

"فالفريسيون لما نظروا قالوا له هوذا تلاميذك يفعلون ما لا يحل فعله في السبت. فقال لهم ... أقول لكم... فإن ابن الإنسان هو رب السبت أيضاً"

(متى12: 2- 8)

أليس واضحاً أن الطريقة الشرعية الوحيدة التي تجعل يسوع يطالب بسيادته على سبت الله هي حقيقة كونه بأنه هو الذي أعطى السبت؟

أجل يسوع هو "يهوه"

يهوه - يسوع يُطعم شعبه

يصف مزمور 132 البركات المؤكدة أثناء حكم المسيح في يوم آتٍ. لقد ذُكر اسم (يهوه) ست مرات في هذا المزمور. وواحدة من إحسانات الله العديدة هي رقة مشاعره نحو فقراء شعبه. دعونا نقارن هذه الرقة بقلب الرب يسوع عندما كان في الجسد على هذه الأرض

"لأن الرب (يهوه) قد اختار صهيون اشتهاها مسكناً له. هذه هي راحتي إلى الأبد. ههنا أسكن لأني اشتهيتها. طعامها أبارك بركة مساكينها أشبع خبزاً"

(مزمور132: 13- 15)

"فأمر الجموع أن يتكئوا على العشب ثم أخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره نحو السماء وبارك وكسر وأعطى الأرغفة للتلاميذ والتلاميذ للجموع. فأكل الجميع وشبعوا"

(متى14: 19و 20)

نعم يهوه- يسوع، كان حاضراً هناك ليسدد الاحتياجات وقد غطاها بوفرة حتى جمعوا هناك ما فضل اثنتا عشرة قفة من الكِسر متبقية بعدما شبع الجميع.

يهوه - يسوع الشافي

لا يوجد مجال في حياة الرب يسوع أكثر وضوحاً من مجال التعرف عليه كيهوه العهد القديم الذي خدم خدمة الشفاء العريضة المستمرة حيث كان يجول صانعاً خيراً وشافياً جميع المتسلط عليهم إبليس. ولنلاحظ بعض المطابقات المختارة من كلمة الله في العهدين القديم والجديد.

"أنا الرب (يهوه) شافيك"

(خروج 15: 26)

"باركي يا نفسي الرب (يهوه) ولا تنسى كل حسناته الذي يغفر جميع ذنوبك الذي يشفي كل أمراضك"

(مز103: 2و 3)

"هم يرون مجد الرب (يهوه) إلهنا... حينئذ تتفتح عيون العمي وآذان الصم تتفتح".

(اشعياء35: 2و 5)

"وجاءوا إليه بأصم وأعقد وطلبوا إليه أن يضع يده عليه. فأخذه من بين الجمع على ناحية ووضع أصابعه في أذنيه وتفل ولمس لسانه. ورفع نظره نحو السماء وأنّ وقال له إفثا أي انفتح وللوقت انفتحت أذناه وانحل رباط لسانه وتكلم مستقيماً"

(مرقس7: 32- 35)

"وكان رجل أعرج من بطن أمه يُحمل. وكانوا يضعونه كل يوم عند باب الهيكل الذي يقال له الجميل... فقال له بطرس ليس لي فضة ولا ذهب ولكن الذي لي فإياه أعطيك. باسم يسوع المسيح الناصري قم وامشي وأمسكه بيده اليمنى وأقامه ففي الحال تشددت الحال تشددت رجلاه وكعباه. فوثب ووقف وصار يمشي"

(أعمال3: 2و 6- 8)

ولذا نلاحظ أن يسوع لم يعمل فقط ما فُوّض "ليهوه" أن يعمله في العهد القديم بل عمل الرب يسوع المعجزات بقوة اسمه. والمقارنات السابقة ليست على سبيل الحصر بل على سبيل التوضيح إذ لا يتسع المكان لسرد أكثر منها ونحن نترك للقارئ أن يقتفي أثر ذلك بنفسه من الكتاب المقدس.

يهوه - يسوع، يعرف القلب

العلم بكل شيء هو أحد الامتيازات المطلقة للاهوت، والله وحده هو الذي يقرأ ما في قلوب مخلوقاته. ولنلاحظ بعض التصريحات الواردة في العهد القديم عن معرفة (يهوه) لما يختلج بالقلوب ونقارنها بمثيلتها التي تنطبق على الرب يسوع في العهد الجديد.

"فأجاب أيوب الرب (يهوه) فقال قد علمت أنك تستطيع كل شيء ولا يعسر عليك أمر" (أيوب42: 1و 2)

"لأن الرب (يهوه) يفحص جميع القلوب ويفهم كل تصورات الأفكار. فإذا طلبته يوجد منك وإذا تركته يرفضك إلى الأبد"

(أخبار أيام أول28: 9)

"الرب (يهوه) يعرف أفكار الإنسان أنها باطلة" (مزمور94: 11)

"لأن الرب (يهوه) بالنار يعاقب وبسيفه على كل بشر... وأنا أجازي أعمالهم وأفكارهم" (اش66: 16و 18)

"يارب (يهوه) قد اختبرتني وعرفتني. أنت عرفت جلوسي وقيامي. فهمت فكري من بعيد" (مزمور139: 1و 2)

"فقال الرب (يهوه لصموئيل لا تنظر إلى منظره وطول قامته لأني قد رفضته. لأنه ليس كما ينظر الإنسان لأن الإنسان ينظر إلى العينين وأما الرب (يهوه) فإنه ينظر إلى القلب" (صموئيل الأول16: 7)

"فالتفت إلى صلاة عبدك وإلى تضرعه أيها الرب (يهوه) إلهي... لأنك أنت وحدك قد عرفت قلوب بني البشر"

(ملوك أول8: 28و 39)

"فشعر يسوع بأفكارهم وأجاب وقال لهم ماذا تفكرون في قلوبكم"

(لوقا5: 22)

"أما هو فعلم أفكارهم وقال للرجل الذي يده يابسة قم وقف في الوسط فقام ووقف" (لوقا6: 8)

"وداخلهم فكر من عسى أن يكون أعظم فيهم. فعلم يسوع فكر قلبهم وأخذ ولداً وأقامه عنده" (لوقا9: 46، 47)

"وآخرون طلبوا منه آية من السماء يجربونه. فعلم أفكارهم وقال لهم كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب. وبيت منقسم على بيت يسقط"

(لو11: 16و 17)

"ورأى يسوع نثنائيل مقبلاً إليه فقال عنه هوذا إسرائيلي حقاً لا غش فيه. فقال له نثنائيل من أين تعرفني. أجاب يسوع وقال له. قبل أن دعاك فيلبس وأنت تحت التينة رأيتك. أجاب نثنائيل وقال له يا معلم أنت ابن الله. أنت ملك إسرائيل"

(يوحنا1: 47- 49)

"فللوقت شعر يسوع بروحه أنهم يفكرون هكذا في أنفسهم فقال لهم لماذا تفكرون بهذا في قلوبكم" (مرقس 2: 8)

"لكن يسوع لم يأتمنهم على نفسه لأنه كان يعرف الجميع ولأنه لم يكن محتاجاً أن يشهد أحد عن الإنسان لأنه علم ما كان في الإنسان" (يوحنا2: 24و 25)

"وصلوا قائلين أيها الرب (يسوع) العارف قلوب الجميع عيّن أنت من هذين الاثنين أياً اخترته" (أعمال الرسل1: 24)

من خلال المقارنات السابقة هل يمكن لأي قارئ ألا يتأكد بأن يهوه في العهد القديم هو يسوع في العهد الجديد؟!

نعم إن يسوع هو "يهوه"

يهوه - يسوع يأمر عناصر الطبيعة

م يكن لإلهنا السلطان على شفاء الأمراض والأسقام والتشوهات في كل صورها فقط بل أعلن عن نفسه مراراً بأنه له سلطان على الطبيعة ذاتها فيأمرها حيثما يشاء. وبذلك أظهر نفسه بأنه هو يهوه في العهد القديم. ونورد هنا مقارنة توضح هذه الحقيقة.

"يا رب (يهوه) إله الجنود من مثلك قوى رب (يهوه).. أنت متسلط على كبرياء البحر. عند ارتفاع لججه أنت تُسّنها".

(مزمور89: 8و 9)

"من أصوات مياه كثيرة في غمار البحر الرب (يهوه) في العلى أقدر".

(مزمور83: 4)

"فحدث نوء ريح عظيم فكانت الأمواج تضرب إلى السفينة. فقام وانتهر الريح وقال للبحر اسكت. إبكم. فسكنت الريح وصار هدوء عظيم".

(مرقس4: 37- 39)

"وأما السفينة فكانت قد صارت في وسط البحر معذبة من الأمواج. لأن الريح كانت مضادة. وفي الهزيع الرابع من الليل مضى إليهم يسوع ماشياً على البحر".

(متى14: 24و 25)

هل يمكن أن يكون يسوع هذا غير(يهوه)؟

يهوه - يسوع يأمر المخلوقات

لم يكن يسوع- يهوه الذي له السلطان المطلق على كل العناصر فقط، بل كان هو أيضاً الرب (يهوه) في مزمور 104. ولنلاحظ المقارنات الآتية:

"ما أعظم أعمالك يارب. كلها بحكمة صنعت. ملآنة الأرض من غناك. هذا البحر الواسع الأطراف. هناك دبابات بلا عدد. صغار حيوان مع كبار"

(مزمور104: 25، 26)

"وأما الرب (يهوه) فأعد حوتاً عظيماً ليبتلع يونان. فكان يونان في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاثة ليالٍ" (يونان1: 17)

"فصلى يونان إلى الرب (يهوه) إلهه من جوف الحوت" (يونان2: 1)

"وأمر الرب (يهوه) الحوت فقذف يونان إلى البر" (يونان2: 10)

"قال لسمعان أبعد إلى العمق وألقوا شباككم للصيد. فأجاب سمعان وقال له يا معلم قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئاً ولكن على كلمتك ألقي الشبكة. ولما فعلوا ذلك أمسكوا سمكاً كثيراً جداً فصارت شبكتهم تتخرق"

(لوقا5: 4- 6)

"فقال لهم يسوع يا غلمان ألعل عندكم إداماً أجابوه لا. فقال لهم ألقوا الشبكة إلى جانب السفينة الأيمن فتجدوا. فألقوا ولم يعودوا يقدرون أن يحذبوها من كثرة السمك". (يوحنا 21: 5- 6)

ونضيف هنا ملاحظة من قلم مؤلف آخر هو J.G. Bellett

في أيام أخرى أمر إله إسرائيل مخلوقات في أعماق البحار، وأعد حوتاً عظيماً ليبتلع يونان ويعطيه مكاناً مؤقتاً ليدفن فيه حتى الوقت المعين. وهذا ما حدث ليسوع في أيامه على أرضنا هذه إذ برهن عملياً أنه الرب المهيمن على هذا البحر العظيم عندما استدعى أعداداً هائلة من الأسماك الصغيرة لتدخل شبكة بطرس" (لوقا5، مزمور104).

وهكذا المخلوقات جميعاً صغيرها وكبيرها في الأزمنة الغابرة والأزمنة الحاضرة تخضع لأوامر الله.

وهكذا يتضح من كلمة الله في العهدين القديم والجديد أن يسوع (هو يهوه).

يهوه - يسوع يغفر الخطايا

إن إحدى الامتيازات الخاصة بيهوه "غفران الخطايا. وقد استخدم إلهنا هذا السلطان في عدة مواقف. ونذكر بعض هذه الحالات والمواقف.

"أعترف لك بخطيتي ولا أكتم إثمي قلت أعترف للرب (يهوه) بذنبي وأنت رفعت (أو غفرت) آثام خطيتي". (مز32: 5)

"هكذا يقول الرب (يهوه)... أنا أنا هو الماحي ذنوبك لأجل نفسي وخطاياك لا أذكرها" (اش43: 16و 25)

"الرب (يهوه) طويل الروح كثير الإحسان يغفر الذنب والسيئة".

(العدد14: 18)

"إن كنت تراقب الآثام يا رب (يهوه) يا سيد فمن يقف. لأن عندك المغفرة لكي يُخاف منك. (مزمور130: 3و 4)

"قلما رأى يسوع إيمانهم قال للمفلوج يا بنيّ مغفورة لك خطاياك" (مر 2: 5)

"ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا (قال للمفلوج) لك أقول قم واحمل سريرك وذهب إلى بيتك" (لو5: 24)

"ثم قال لها مغفورة لك خطاياك. فابتدأ المتكئون معه يقولون في أنفسهم من هذا الذي يغفر خطايا أيضاً؟"

(لو 7: 47و 48)

يا له من أمر مهيب لأي مخلوق يتخذ لنفسه امتيازاً خاصاً بالله الكلي القداسة لكي يغفر الخطايا.

حقاً إن "يسوع هو يهوه"

يهوه - يسوع "العريس لشعبه"

رى مراراً كثيرة في العهد القديم يتخذ مركز العريس لشعبه إسرائيل. وذات العلاقة يشار إليها في العهد الجديد بالنسبة للمسيح مع شعبه. ونلاحظ المقارنات المؤكدة لذلك في الكتاب المقدس بعهديه.

"لأن بعلك هو صانعك رب الجنود (يهوه) اسمه ووليك (أو فاديك) قدوس إسرائيل إله كل الأرض يدعى" (اش54: 5)

"ارجعوا أيها البنون العصاة يقول الرب (يهوه) لأني سدت عليكم (أو تزوجتكم)"

(ارميا3: 14)

وردت في ترجمة K.J.V.

“Turn,O backsliding children. Saith the Lord (Jehovah); for I am married unto you”.

ووردت بنفس المعنى في ترجمة داربي وفي الكتاب المشوهد العربي.

"حين نقضوا عهدي فرفضتهم (أو أنا تزوجتهم) يقول الرب (يهوه).

(أر31: 32)

وردت في ترجمة K.J.V.

My covenant they brake’ al- tough I was a husband unto them’ saith the lord JEHOVAH

"ويكون في ذلك اليوم يقول الرب (يهوه) أنك تدعينني رجلي (ishi أو زوجي).... وأخطبك لنفسي إلى الأبد"

(هو2: 16و 19)

"لأني خطبتكم لرجل واحد لأقدم عذراء عفيفة للمسيح" (2كو11: 2)

"وفيما هن ذاهبات ليبتعن جاء العريس والمستعدات دخلن معه إلى العرس وأُغلق الباب" (مت 25: 10)

"من له العروس فهو العريس الذي يقف ويسمعه فيفرح فرحاً من أجل صوت العريس .... ينبغي أن ذاك يزيد وأني أنا أنقص" (يو3: 29، 30)

"لنفرح ونتهلل لأن عرس الخروف قد جاء وامرأته هيأت نفسها. وأُعطيت أن تلبس بزاً نقياً بهياً... طوبى للمدعوين إلى عشاء عرس الخروف. (رؤ19: 7و 9)

إذا كان إسرائيل في العهد القديم هو عروس (يهوه) فكم يكون نصيبنا مباركاً إذ أننا نحن من هذه العروس السماوية ليسوع المسيح الذي هو (يهوه).

يهوه - يسوع برُّنا

نجد في كلمة الله مطابقة أخرى مباركة بين يسوع ويهوه في كونه "برنا".

"ها أيام تأتي يقول الرب (يهوه) وأقيم لداود غصن بر فيملك ملك وينجح ويجري حقاً وعدلاً في الأرض. في أيامه يخلص يهوذا ويسكن إسرائيل آمناً وهذا هو اسمه الذي يدعونه به الرب (يهوه) "برّنا" (أر23: 5و 6)

"ومنه أنتم بالمسيح يسوع الذي صار لنا حكمة بن الله وبراً". (1كو1: 30)

"لأن غاية الناموس هي المسيح للبر لكل من يؤمن" (رو10: 4)

"لأنه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه"

(2كو 5: 21)

يهوه - يسوع "الخلاص باسمه"

توجد علاقة وثيقة لهذا العنوان بحقيقة أن الخلاص نتيجة الدعاء باسم الرب يهوه مؤكداً وبنفس الدرجة في العهد القديم كما ليسوع في العهد الجديد. ولنلاحظ معاً المقارنة التالية:

"يا بني صهيون ابتهجوا وافرحوا بالرب (يهوه) إلههكم... وأني أنا الرب (يهوه) إلهكم وليس غيري... ويكون أن كل من يدعو باسم الرب (يهوه) ينجو (يخلص)"

(يؤ 2: 23- 32)

"لأن غاية الناموس هي المسيح للبر لكل من يؤمن... لأن كل من يدعو باسم الرب يخلص"

(رو10: 4و 13)

ونلاحظ بدقة أن الفقرة المقتبسة في رسالة (رومية 10: 4و 13) استشهاد مباشر من نبوة يوئيل في العهد القديم. ولقد قال كاتب آخر: " إن يهوه هو الله الذي صار مخلصاً لإسرائيل وإنه كيهوه يخلص العالم، كذلك نجد الخلاص متضمناً في اسم يسوع والذي يعني حرفياً يهوه- مخلص" (9)

كم هو بسيط وواضح أن تؤمن بمطابقة يهوه في العهد القديم ويسوع في العهد الجديد، لذا يحق لنا أن نقول أن يسوع هو يهوه الذي الخلاص باسمه.

يهوه - يسوع "الديــان"

مقارنة أخرى واضحة بين يهوه في العهد القديم ويسوع في العهد الجديد تجاه الأمر الخطير المتعلق بالدينونة. ونذكر هنا بعض المقارنات من كلمة الله للتطبيق ويوجد الكثير لكننا نكتفي بما يلي:

"إله الآلهة الرب (يهوه) تكلم.. يأتي إلهنا ولا يصمت نار قدامه تأكل وحوله عاصف جداً.... يدعو السموات من فوق الأرض إلى مداينة شعبه لأن الله هو الديان" (مز50: 1- 6)

"هوذا الرب (يهوه) قد أخبر إلى أقصى الأرض قولوا لابنة صهيون هوذا مخلصك آت ها أجرته معه وجزاؤه (عمله) أمامه... من ذا الآتي من أدوم بثياب حمر من بصرة.؟ هذا البهي بملابسه المتعظم بكثر قوته؟. أنا المتكلم بالبر العظيم للخلاص... فدستهم بغضبي ووطئتهم بغيظي فزش عصيرهم على ثيابي فلطخت كل ملابسي. لأن يوم النقمة في قلبي"

(اش62: 11، 63: 1و 3و 4)

"هوذا يوم الرب (يهوه) قادم قاسياً بسخط وحمو غضب ليجعل الأرض خراباً ويبيد منها خطاتها فإن نجوم السموات وجبابرتها (كواكبها العظيمة) لا تُبرز نورها تظلم الشمس عند طلوعها والقمر لا يلمع بضوءه وأعاقب المسكونة على شرها والمنافقين على إثمهم وأبطل تعظم المستكبرين وأضع تجبر العتاة"

(اش13: 9- 11)

"لأن الآب لا يدين أحداً بل قد أعطى كل الدينونة للابن... وأعطاه سلطاناً أن يدين لأنه ابن الإنسان"

(يو5: 22و 27)

"هذا أقامه الله في اليوم الثالث... وأوصانا أن نكرز للشعب ونشهد بأن هذا هو المعين من الله دياناً للأحياء والأموات"

(أع10: 40و 42)

"ثم رأيت السماء مفتوحة وإذا فرس أبيض والجالس عليه يدعى أميناً وصادقاً وبالعدل يحكم ويحارب... وهو متسربل بثوب مغموس بدم ويدعى اسمه كلمة الله.. وله على ثوبه وفخذه اسم مكتوب ملك الملوك ورب الأرباب"

(رؤ19: 11و 13و 16)

"عند استعلان الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته في نار لهيب معطياً نقمة للذين لا يعرفون الله والذين لا يطيعون إنجيل ربنا يسوع المسيح"

(2تس1: 7و 8)

"وللوقت بعد ضيق تلك الأيام تُظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء، وقوات السموات تتـزعزع وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض ويبصرون ابن الإنسان آتياً على سحاب السماء بقوة ومجد كثير"

(متى24: 29- 30)

نعم عزيزي القارئ... إذا كانت اللغة تعني أي شيء فإن روعة الكلمة الموحى بها والتي أوردناها لك من الكتاب المقدس تسمو فوق كل شيء وتؤكد لنا أن يسوع هو (يهوه).

يهوه - يسوع "الألف والياء"

فضلاً عن إثبات البراهين السابقة التي لا يتطرق إليها الشك من أن يسوع هو يهوه نضع القسمين التاليين من كلمة الله جنباً إلى جنب.

"هكذا يقول الرب (يهوه) ملك إسرائيل وفاديه رب (يهوه) الجنود. أنا الأول وأنا الآخر ولا إله غيري" (اش44: 6)

"اسمع لي يا يعقوب إسرائيل الذي دعوته. أنا هو. أنا الأول وأنا الآخر"

(أش 48: 12)

"وها أنا آتي سريعاً وأجرتي معي لأجازي كل واحد كما يكون عمله. أنا الألف والياء. البداية والنهاية. الأول والآخر.... أنا يسوع أرسلت ملاكي لأشهد لكم بهذه الأمور عن الكنائس"

(رؤ 22: 12- 16)

وهنا نذكر تعليقاً لأحد الكتاب المباركين وهو إدوارد دينيت:

(من هو هذا الذي يُعلن أنه آتٍ سريعاً؟ إنه يعلن الآن عن ذاته كإثبات وتأكيد مهيب. إنه ذاك الكائن قبل كل الموجودات وسيبقى بعد زوال الموجودات الحاضرة خلال كل الأزمنة وفي الأبدية. هو الألف والياء... البداية والنهاية لكل المخلوقات... الأبدي الكائن بذاته الذي يدرك كل الأشياء لأنها فيه، وهو الذي به نحيا ونتحرك ونوجد. إن اللقبين الأخيرين يذكران معاً في سفر اشعياء "هكذا يقول الرب ملك إسرائيل وفاديه رب الجنود أنا الأول والآخر ولا إله غيري" (اش 44: 6). إنه لا توجد نصوص يمكن أن تكون أكثر تمييزاً تعطي الحق لشخصه المبارك أو توضح ألوهيته الحقيقية والصحيحة خارج ما ذُكر. والمعنى المتضمن في تحقيق الوعد بمجيئه إذ تنفتح عيون الشعب القديم عندئذ تفهم البقية التقية في الحال وهي تقع تحت ضغوط الإضطهاد العنيف أن المسيا الذي طالما اشتاقوا إليه كثيراً هو هو (يهوه) إلوهيم إلههم وربهم).

إننا ننحني سجوداً لهذا الحق الثمين مقرين بكل وقار أن يسوع هو (يهوه)

يهوه - يسوع "أنا هو" I AM

نأتي الآن إلى أعظم مطابقة مناسبة لربنا يسوع بأنه الرب (يهوه) في العهد القديم. لما دعى الله موسى للذهاب إلى فرعون لمطالبته بإطلاق بني إسرائيل لترك مصر... سأل موسى الله سؤالاً مباشراً وأعطى إجابة مباشرة غاية في الوضوح وسنلاحظ هذا الجزء كما جاء في كلمة الله بسفر (الخروج3: 7و 8و 13).

"فقال الرب (يهوه) إني قد رأيت مذلة شعبي الذي في مصر وسمعت صراخهم... فنـزلت لأنقذهم من أيدي المصريين... فقال موسى لله ها أنا أتي إلى بني إسرائيل وأقول لهم إله آبائكم أرسلني إليكم. فإذا قالوا لي ما اسمه فماذا أقول لهم؟"

ولنضع إجابة الله لسؤال موسى بجانب التحدي السافر من الفريسيين للرب يسوع وترد في إنجيل يوحنا والإصحاح الثامن. ونضع هنا هذين الجزئين من كلمة الله جنباً إلى جنب:

"فقال الله (الرب يهوه انظر ع7) لموسى أهيه الذي (IAM that) وقال هكذا لبني إسرائيل "أهيه أرسلني إليكم"

(خر 3: 14)

 

"فقال له اليهود... من تجعل نفسك؟.. أجاب يسوع،. أبوكم إبراهيم تهلل بأن يرى يومى فرأى وفرح... الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن

"I AM" فرفعوا حجارة ليرجموه..."

(يو8: 52- 59)

"يسوع المسيح هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد" (عب13: 8)

حقاً إن يسوع هو يهوه. لم يتردد الرب يسوع أن يعلن عن نفسه أنه "أنا هو" الوارد في سفر الخروج (3: 14) ولنلاحظ أيضاً أعلاناً آخر مماثلاً جاء في إنجيل يوحنا (18: 4- 6).

"وقال لهم (يسوع) من تطلبون؟ أجابوه يسوع الناصري. قال لهم يسوع أنا هو "I AM" ... فلما قال لهم إني أنا هو رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض"

حقاً إن يسوع هو (يهوه)

يهوه - يسوع "يقبل العبادة"

واحدة من أعظم البراهين على أن إلهنا هو يهوه تتضح في قبوله السجود والعبادة في مرات متعددة في كلمة الله. وسنورد بعض هذه المناسبات. ولنلاحظ جيداً التحذير الخطير الموجه لإسرائيل في سفر الخروج (إصحاح34: 14) "فإنك لا تسجد لإله آخر. لأن الرب (يهوه) اسمه غيور. إله غيور هو"

ولننتقل الآن لإنجيل متى (إصحاح2: 1و 2) "ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في أيام هيرودس الملك إذا مجوس من المشرق قد جاءوا إلى أورشليم قائلين أين هو المولود ملك اليهود؟ فإننا رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له"

ونقرأ أيضاً الآية 11 من نفس إنجيل متى والإصحاح الثاني:

"أتوا إلى البيت ورأوا الصبي مع مريم أمه. فخروا وسجدوا له ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهباً ولباناً ومراً"

ونلاحظ أيضاً مناسبات أخرى مماثلة "والذين في السفينة جاءوا وسجدوا له قائلين بالحقيقة، أنت ابن الله" (مت14: 33) انظر أيضاً (مت 8: 2، مت9: 18، مت 15: 25).

"وفيما هما منطلقتان لتخبرا تلاميذه إذا يسوع لاقاهما وقال سلام لكما فتقدمتا وأمسكتا بقدميه وسجدتا له" (مت 28: 9).

وفي عدد 17 "ولما رأوه (التلاميذ) سجدوا له..."

"وفيما هو يباركهم انفرد عنهم وأُصعد عنهم إلى السماء. فسجدوا له ورجعوا إلى أورشليم بفرح عظيم" (لو 24: 51و 52)

"وكل خليقة مما في السماء وعلى الأرض وتحت الأرض وما على البحر كل ما فيها سمعتها قائلة للجالس على العرش وللخروف البركة والكرامة والمجد والسلطان إلى أبد الآبدين. وكانت الحيوانات الأربعة تقول آمين. والشيوخ الأربعة والعشرون خروا وسجدوا للحي إلى أبد الأبدين" (رؤ5: 13و 14) .

"أنتم تدعونني معلماً وسيداً (رباً) وحسناً تقولون لأني أنا كذلك" (يو13: 13).

لنلاحظ بدقة أنه لم يرد لا مرة واحدة أن يسوع رفض السجود المُقدم لشخصه المبارك. وهو يعرف تماماً أن الله وحده (يهوه) له هذه الكرامة. وبالتباين مع هذا لنلاحظ كيف أنه بطريقة حاسمة وقاطعة الذين تعلّموا من الله أنهم رفضوا سجود الناس لهم. وفي سفر أعمال الرسل 10 لما كُلّف بطرس بالتوجه بالإنجيل لكرنيليوس وبيته "ولما دخل بطرس استقبله كرنيليوس وسجد واقعاً على قدميه. فأقامه بطرس قائلاً قم أنا أيضاً إنسان" (أعمال 10: 25و 26).

ولما زار بولس وبرنابا ستره وشفي بولس الرجل المقعد العاجز الرجلين. في الحال ظن الشعب أن الآلهة زفس (برنابا) وهرمس (بولس) نزلوا لافتقادهم وعلى ذلك أتى كاهن زفس الذي كان قدام المدينة بثيران وأكاليل... وكان يريد أن يذبح فلما سمع الرسولان برنابا وبولس مزقا ثيابهما واندفعا إلى الجميع صارخين.. نحن أيضاً بشر تحت آلام مثلكم نبشركم أن ترجعوا من هذه الأباطيل إلى الإله الحي الذي خلق السماء والبحر وكل ما فيها" (أعمال الرسل 14: 8- 17).

وحتى يوحنا الرسول في رؤياه العجيبة بسفر الرؤيا 19 قد وُبخَ بواسطة الملاك المرسل عندما حاول يوحنا السجود له... "فخررت أمام رجليه لأسجد له، فقال لي انظر لا تفعل. أنا عبد معك ومع إخوتك الذين عندهم شهادة يسوع. اسجد لله" (رؤيا 19: 10).

ومرة ثانية في رؤيا 22 كرر الرسول يوحنا نفس الخطأ ونال نفس التوبيخ "خررت لأسجد أمام رجلي الملاك الذي كان يريني هذا. فقال انظر لا تفعل... اسجد لله" (ع 8و 9).

وربما تكون أعظم الشهادات عن مسيحنا المعبود توجد في الرسالة إلى العبرانيين حينما يقول الله نفسه "ولتسجد له كل ملائكة الله".

والآن إن لم يكن المسيح نفسه هو يهوه في العهد القديم فكيف يمكننا التوفيق بين التحذير الخطير في خروج 34: 14 "فإنك لا تسجد لإله آخر. لأن الرب (يهوه) إله غير هو" وبين ما هو وارد في العهد الجديد حيث رأينا المرات الكثيرة التي تم فيها السجود لشخص ربنا ومخلصنا يسوع المسيح. ثم أمر الله للملائكة أن تسجد له؟ إن التوفيق المنطقي والكتابي أو اللاهوتي بين هاتين الفقرتين هو بكل بساطة تلك الحقيقة المباركة وهي:

أن يسوع هو (يهوه).

يهوه - يسوع "الذي طُعـن"

حينما سيظهر إلهنا لخلاص إسرائيل في اليوم المقبل نقرأ عنه كيهوه الذي طُعن. وهذا التقرير اقتبسه يوحنا في العهد الجديد ليطبقه على الرب يسوع المسيح.

"في ذلك اليوم يستر الرب (يهوه) سكان أورشليم... وأفيض على بيت داود... روح النعمة والتضرعات فينظرون إلى الذي طعنوه وينوحون عليه كنائح على وحيد له ويكونون في مرارة عليه كمن هو في مرارة على يكره" (زك12: 8- 10)

"لكن واحداً من العسكر طعن جنبه بحربة وللوقت خرج دم وماء.. لأن هذا كان ليتم الكتاب... سينظرون إلى الذي طعنوه"

(يو19: 34- 37)

وبلا أدنى شك يترك لنا هذا الإثبات حقيقة واضحة هي

أن يسوع هو (يهوه)

يهوه - يسوع "المعترف به أنه الله"

إن أعظم نقطة في تأملاتنا عن شخص ربنا يسوع المسيح والتي ينبغي أن نشد إليها انتباهاً خاصاً هي حقيقة عدم تردده بتاتاً أن يدعوه الناس الله. والمقارنة التالية تختم دون أي نقاش.

أن يسوع هو (يهوه)

"أنتم شهودي يقول الرب (يهوه) وأنا الله" (اش43: 12)

"ثم قال لتوما... ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً. أجاب توما وقال ربي وإلهي. قال له يسوع لأنك رأيتني يا توما آمنت طوبى للذين آمنوا ولم يروا"

(يو 20: 27- 29)

عزيزي القارئ:

على ضوء الإثباتات العديدة في كلمة الله أن يسوع هو يهوه ألا تود أن تجثو على ركبتيك أمامه وتكرر بقلب متعبد. "ربي وإلهي"

كل من ينكر الابن ليس له الآب أيضاً (1يو2: 23)

لا يوجد اسم آخر غير يسوع- يهوه الاسم الإلهي

الذي فيه ترتاح لغفران خطاياك

وللسلام مع الله

وللرجاء في السماء

اسم علا فوق كل اسم

تسبيحك سوف يملأ الأكوان بطول الدهور

يهوه يسوع، الاسم الإلهي..

صخرة الخلاص. أنت لي.

ملاحظات ومراجع

1 -مجموعة collected writing ليوحنا داربي المجلد 9 صفحة 475- 478، طبعة موريش، لندن.

2 -مجلة "الشهادة الحاضرة عبر الأجيال" ت. كارون،ج. موريش، لندن، صفحة 50

3-كتب بروس ميزر في مجلة اللاهوت اليوم، برنستون نيوجرسي ص76، أبريل 1953 ما يلي، بعنوان "شهود يهوه ويسوع المسيح": قام شهود يهوه بتزييف الترجمة الواردة في كولوسي 1: 15- 17 "صورة الله غير المنظورة، بكر كل خليقة، فإنه فيه خُلق جميع الأشياء الأخرى في السموات وعلى الأرض... جميع الأشياء الأخرى وُجدت" لقد أضاف المترجون كلمة "أخرى" other أربع مرات وأدخلوها في النص مع أنها غير موجودة في الأصل اليوناني. من الواضح أن المترجمين استخدموها لجعل النص يشير إلى يسوع كمن هو مخلوق وفي تكافئ مع المخلوقات الأخرى.

5-المناقشة الكاملة للترجمة الفاسدة ليوحنا 1: 1 انظر "يهوه لدى برج المراقبة"، مارتن وكلان- دار نشر زندرفان جراند رابيدز، ميتشجان 1956، ص50- 54

6-"يسوع المسيح هو يهوه" للدكتور شيلدز روبنسون في المجلة التبشيرية الفصلية مجلد 5 ص 153

7-"ابن الله" ليوحنا بلت ص25، دار نشر الحق الكتابي نيويورك.

8-انظر النسخة السبعينية اليونانية، طبعة لندن، باجستر.

9-مفردات العهد القديم لروبرت جيردلستون ص64

10-رؤيا يوحنا في بطمس- ملاحظات في سفر الرؤيا كتبها ادوارد دينيت- طبعة موريش، لندن، ص306

11-الترجمات المتأخرة لما جاء في زكريا12: 10 كالآتي "فينظرون إليه الذي طعنوه" وهي ترجمة خاطئة. ونقتبس ما قاله الشارح المقتدر وليم كيلي في هذه النقطة "وفي الحقيقة تواجهنا خطورة من المترجمين في القراءة غير الصحيحة للنص السابق فكتبوها "إليه" بدلاً من "إليّ". وكتبوا التصحيح في الهامش. والغرض الرئيسي لهؤلاء المترجمين هو استبعاد قوة شهادة النص للاهوت أو لقب يهوه لربنا يسوع" شرح إنجيل يوحنا، لندن 1898م. ص 422- 424

انظر ملاحظة المؤلف على ذات النقطة في محاضراته على مقدمة في دراسة الأنبياء الصغار ص483- 484 لندن، طبعة موريش. وأيضاً شرح للعهدين القديم والجديد للمؤلفين جيمسون وفوسيه وبراون.

كتابات أخرى للمؤلف

· أساس الاجتماع

· الأدوات الموسيقية في العبادة والشهادة المسيحية- هل لها مصادقة كتابية؟

· يوحنا مرقس- تدريب خادم

· المعاني الأدبية للوصايا العشر ومدى تطبيقها على المسيحي؟

· النجاح- محاضرة للشباب

· سور الانفصال- خطاب على سفر نحميا

· عندما يكتب الشعوب- مزمور87: 6، كولوسي4: 7- 18

· تعليم بولس- محاضرات

· دخول بسعة- محاضرو للشباب في 2 بطرس1: 2- 11

من تفسير يوحنا داربي لرسالة كولوسي ص1

في هذا الإصحاح يُعلن لنا الابن كالخالق، لكن ليس بالاستقلال عن قوة الآب أو عمل الروح. فكلهم واحد، لكن الابن هو البارز أمامنا في هذا الإصحاح. في الإصحاح الأول من إنجيل يوحنا نراه كالكلمة الذي كل شيء به كان وهنا، كما في الإصحاح الأول من رسالة العبرانيين، نراه كالخالق لكل شيء كالابن، وهو هو الكلمة أيضاً. فهو كلمة الله المُعبّر عن فكره وعن قدرته. به يعمل الله وبه يعلن ذاته.

هو أيضاً ابن الله، وبصفة خاصة ابن الآب. هو يعلن الله، ومن رآه فقد رأى الآب. وبما أنه ولد في هذا العالم بعمل الله بواسطة الروح القدس فهو لذلك ابن الله (مز2: 7، لو1: 35) لكن هذا حدث في عرض الزمان أي بعد أن صارت الخليقة مشهداً لإعلان طرق الله ومشوراته.

على أن لفظة "الابن" هي أيضاً اسم النسبة الخاصة التي بين شخصه المجيد وبين الآب قبل كون العالم. وبصفته هذه خلق كل شيء. ويجب أن يتمجد الابن كما يتمجد الآب ويجب أن يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب.

والذي تطالعنا به رسالة كولوسي بصفة خاصة هو مجد شعبه الذاتي كالابن قبل كون العالم، فهو الخالق باعتبار كونه الابن. هذه ينبغي ملاحظتها. على أن أقانيم اللاهوت غير مستقلين في أعمالهم. فإذا كان الابن يعمل معجزات على الأرض فإنه بالروح كان يخرج الشياطين والآب الذي كان حالاً فيه (أي في الابن) هو الذي عمل الأعمال.

ثم يجب أن نذكر أيضاً أن هذا الذي قيل عنه، وهو ظاهر في الجسد أي في شخصه الكامل كإنسان على الأرض. ليس المراد أننا لا نفرق في أذهاننا بين اللاهوت والناسوت ولكن حتى ونحن نفرق بينهما إنما نفكر في الشخص الواحد الذي جمع في نفسه بين اللاهوت الناسوت. فنحن نقول أن المسيح هو الله وأن المسيح هو إنسان لكن المسيح هو الاثنان معاً. أنا لا أقول هذا بلغة علماء اللاهوت ولكن أقوله لأستلفت نظر القارئ إلى هذا الاصطلاح العجيب "لأنه فيه سرّ أن يحل كل الملء" أعني أن كل ملء اللاهوت كان في المسيح

 الصفحة الرئيسية