ما أعظمك ... ... ما أمجدك
[ أسرار تكوين الإنسان ]
القمص زكريا بطرس


جذبني بشدة برنامج بإحدى الفضائيات عن الهندسة الوراثية والأسرار الخفية في تكوين الإنسان، مما دفعني لدراسة أوسع وأعمق عن هذا الموضوع. وكلما كنت أرى أحد تلك الأسرار العجيبة كنت أتوقف لأرفع قلبي هاتفا من الأعماق: ما أعظمك ... ما أمجدك.
وسوف أحاول أيها القارئ العزيز أن أبسط لك هذه الأسرار الفائقة، مبتعدا عن التعبيرات العلمية الصعبة، أو التفاصيل الدقيقة المربكة. ولكن إن كنت تريد الاستزادة والتعمق في هذا الموضوع فارجع إلى المراجع المذكورة في نهاية النبذة.
وإني أصلي إلى الخالق القدير العظيم، الفائق في حكمته، لكي يكشف لنا عن جلال عظمته ونحن نتأمل أعماله العجيبة المذهلة، من خلال جسم الإنسان.


أولاً: جسم الإنسان:
(1) هل تعلم أن جسم الإنسان يتكون من 100 ترليون خلية بشرية؟!!
(2) علماً أن الترليون يساوي مليون مليون مليون. 
[إذن فجسم الإنسان به: 100مليون مليون مليون خلية]
(3) قارن ذلك بتعداد العالم الذي لا يبلغ إلا 7 مليار(7 ألف مليون) نسمة فقط!!!
(4) وتعجب يا عزيزي إذا عرفت أن حجم الخلية لا يتعدى 03, من المليمتر المكعب!!

ثانياً: الخلية البشرية:
(1) سميت هكذا لتشابهها مع خلية النحل. 
(2) أهم ما في الخلية هو النواة.

ثالثا: النواة:
كتلة كروية الشكل بها سائل لزج. وأهم ما في النواة هو: الكروموسومات.

رابعاً: الكروموسومات:
(1) شريط حلزوني مكدس حجمه لا يتعدى 1 من مليون من المليمتر المكعب.
(2) ولكن يبلغ طول هذا الشريط 2 متر!!
(3) وبعملية حسابية بسيطة نرى هذه الحقيقة المذهلة: 
2متر (طول شريط الكروموسوم) ×46(عدد الكروموسومات في الخلية) × 100 تريليون (خلية في الجسم) = حوالي 600 مرة مثل المسافة من الأرض للشمس [والمسافة من الأرض للشمس هي 150 مليون كيلومتر]
(4) وهذه الكروموسومات تحمل الجينات الوراثية.

خامساً: الجينات:
(1) ويبلغ عددها مليون جين!!
(2) تحمل شفرة كل المعلومات الوراثية للإنسان.

هل رأيت يا عزيزي هذا السر الإلهي الخفي في تكوين جسم الإنسان؟! وناهيك عن وظائف هذه الأعضاء وغيرها من أعضاء الجسم المختلفة، التي تعمل في تناسق عجيب بسر لم يستطع العلم إلى الآن مع كل ما وصل إليه من تقدم أن يدرك أبعاده. وإليك شهادة أحد العلماء المعاصرين إذ قال:

[إن ما وصل إليه العلم ما هو إلا مجرد ترقيم لصفحات كتاب لم يتم كتابة محتوياته بعد]

***

قيمة نفسك:
ليتك يا أخي العزيز المبارك تتأمل في قيمة نفسك الغالية على ضوء هذه المكتشفات العلمية لتعرف مقدار محبة الله لك، وأنه خلقك على أبدع صورة ومثال. ونفخ فيك نسمة حياة تتميز بها عن باقي المخلوقات التي قد تشاركك في المواصفات التشريحية، الأمر الذي لم يصل العلم بعد إلى إدراكه أو معرفة أسراره.

هل تقدر قيمة نفسك العزيزة، وروحك الغالية؟
هل تظن أن كل هذه الأسرار العجيبة قد أعطيت لك عبثاً؟
وهل تفتكر أن هذه الحياة التي تحياها في هذا الجسد بأجهزته الفائقة وروحه الخالدة سوف تفنى مثل كلب ميت أو ذبابة قذرة؟!! حشا وكلا!

أنت يا عزيزي هو المخلوق المتميز الذي عندما فسد بجرثومة الخطية لم يفكر الله أن يفنيه، بل قدر قيمته الغالية، وجاء خصيصاً من سمائه ليعيننا ويخلصنا ويعيدنا إلى صورته المقدسة التي سبق فخلقنا عليها، ليعدنا لميراث مجد السماء.

ألا فلتفتح قلبك في حب ورضا لكي تقبله، فتحيى معه حتى تتمتع بشخصه هنا على الأرض وهناك في مجده.

ثق أنه على استعداد كامل، وبفرح عظيم يستجيب لك ويدخل إلى حياتك متى دعوته بصدق وثقة، فهو الذي قال: "هأنذا واقف على الباب وأقرع إن سمع أحد صوتي وفتح الباب أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي" (رؤ3: 20). الرب معك. كن معافى.

المراجع
إن أردت أن تستزيد من المعرفة عن هذا الموضوع فاقرأ:

1- Medical & Health Encyclopedia H.S.Stuttman.
2- Encyclopedia Britannica.
3- Family Health Encyclopedia.
4- أرقام في جسم الإنسان - محمد المحب.
5- حول هندسة الوراثية - محمد المحب.
6- الوراثة البشرية الحاضر والمستقبل- د. سامية التمتامي.
7- الوراثة وأمراض الإنسان. كلية الزراعة جامعة الإسكندرية.
8- الهندسة الوراثية وأبحاث الدواء - عبد الباسط الجمل.
9- الهندسة الوراثية ودلائل القدرة - عبد الباسط الجمل.
10- تأملات في عالم الجينات - عبد الباسط الجمل.
 

E-mail: coptic@btinternet.com
Web Site: www.Coptic-church.org.uk
 

الفهرس