لماذا هو ؟

كان هذا السؤال هو بداية رحلتي ! في بداية عام 1995 شعرت بجوع مفاجئ لكي أتعلم عن الله . خلفيتي الإسلامية عادية ، ولم يحدث من قبل أنني سألت أية أسئلة خاصة بإيماني أو أية أمور روحية أخرى . ولظروف عملي كنت مضطراً أن أكون في سيارتي معظم الوقت . وفي أثناء ذلك كنت أستمع لمحطة مسيحية تأسست حديثاً واستمعت كثيراً عن الميلاد العذراوي للمسيح . وسألت نفسي : لماذا هو فقط الذي ولد هكذا ؟

لم يكن لدى كتاب مقدس ولا أي شخص لأتحدث معه عن هذه الأمور . ولم يشهد لي أحد بهذا . اتصلت بوالدي في تركيا لكي يرسلان لي القرآن بالتركية . ودهشت عندما قرأت نفس القصة في سورة آل عمران ( 3 : 47 ، 59 ) . وقد أثار هذا اهتمامي ، وقررت البحث عن الحقيقة . وسألت صديقي المسلم في العمل : " لماذا هو ؟ "

قال لي أن الله قادر أن يفعل أي شئ ، وقد صنع هذه المعجزة للمسيح . لم أقتنع بهذه الإجابة ، لأنني كنت أعتقد أنه هناك سبب خاص وأن الله يريدنا أن نفهم أمراً مهماً لللغاية ، وإلا لما لجأ لهذه الطريقة ! واستمر بحثي بين محطات الإذاعة المسيحية وبين القرآن ، لمدة ستة أشهر ، وشعرت بإرهاق شديد ، لأنني لم أتأكد بعد من كينونة : من هو يسوع ؟ ومن شدة إرهاقي كنت على استعداد لأن أنسى كل شئ . وتبادرت إلى ذهني فكرة ؛ من جانبي قد بذلت كل جهدي ، ولكنني لم أطلب معونة الله لي بالصلاة . وفي نفس هذا اليوم صليت صلاة طفل ، وكطفل صرخت قائلاً :" يا رب لا أريد أن أخطئ إليك ، أريد أن أعرف من هو يسوع ، ولماذا هو بالذات ، أرجوك ساعدني " .

 ومضت ثلاثة أيام ، ولم أنسى هذه الصلاة . وعدت إلى منزلي بالليل وأنا في غاية الإرهاق من العمل . وتوقعت أن أنام بعمق ، ولكن على العكس من ذلك كنت أستيقظ كل خمسة عشر دقيقة ، وفي كل مرة قبل أن أفتح عيني كنت أرى رسالة مكتوبة أمامي . وبعدما تكرر هذا الأمر خمس مرات ذهبت إلى حجرة العمل بالمنزل وسألت الرب :" هل تحاول أن تقول لي شيئاً ؟ " وجاءت الإجابة فجأة وتحدث إلى قلبي " لقد ولد من عذراء بلا خطية لكي يدفع ثمن خطاياي " . ورغم سهولة الإجابة ، حتى أنه كان بإمكاني معرفتها بنفسي ، ولكني دُهشت للغاية ، وسجدت وسلمت حياتي للمسيح كربي ومخلصي .

ومنذ ذلك اليوم منحني الله سلاماً عظيماً ، وتأكيداً أنني أصبحت ابناً له وسيكون معي ، ويرشدني دائماً . ولم أشعر بهذا الأمر ، كأنني تحولت من دين إلى دين آخر . وأخيراً تمكنت من معرفة قداسته وقصده من حياتي . وأقول للناس أن معنى كلمة مسلم هو ذلك الشخص الذي يسلم حياته لله بقبوله حمل الله , وأحاول جاهداً أن أكون مسيحياً حقيقياً .

وفي شهر يونيو 1998 بدأت في العمل الروحي مع المسلمين ، لأبلغهم ببشارة الإنجيل . حتى نتمكن من أن نكون خدام أمناء لإلهنا الحي .

 mesih@aol.com: سأسعد بتلقي مراسلاتكم على عنواني التالي

الصفحة الرئيسية