اختيــار آخـر أفكار أحمد ديدات

- وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ (يوحنا 1:1).

- شهود يسوع.

- الجنس في الكتاب المقدس.

- الســـيف.

- من هو مؤسس المسيحية؟

- لا تدينوا.

- آية يونان.

- الله أم الشيطان؟

- هل القرآن كلمة الله؟

عودة للرئيسية

الســـيف

 

...كيف يعترض أعداء الإسلام على إنجازات محمد الباهرة إلا بتهمة انه نشر دينه بحد السيف؟ أنه فرض الإسلام فوق أعناق الناس؟

" يوضح لنا التاريخ أن أسطورة المسلمين المتعصبين وهم يكتسحوا العالم ويفرضوا  الإسلام على الدول المغزوة بحد السيف، هي واحدة من أسخف الأساطير الخيالية التي سجلها المؤرخون.."

(De Lacy O'Leary  ). (Ahmed Deedat, The Choice, Vol. 1, Islam Presentation Committee, 26th ed., 1996, p. 128ff)

 

يقتبس أحمد ديدات ليقول أنه من الخطأ القول بأن الإسلام تأسس بالسيف، ولكن هل هو صائب؟ وما هو الدور الذي لعبه السيف في نشأة الإسلام؟ فلنتأمل سوياً نشأة الإسلام في الجزيرة العربية أي عقر داره.

 

   فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ( التوبة:5 ).

 

قال محمد هذه الآية في إحدى الحروب التي خاضها ضد جيرانه من غير المسلمين، فهم من العرب وفي حرب ضده، والآية تقول أنه إذا أرادوا أن يسلموا من السيف لابد لهم أن يعتنقوا الإسلام. لاشك أن هذه السياسة قد قادت الكثيرين للدخول في الإسلام، وخصوصاً مع ازدياد قوة محمد العسكرية، وإدراكهم عدم القدرة على هزيمته.

 

حدثنا ‏ ‏أبو اليمان ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏شعيب ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سعيد بن المسيب ‏ ‏أن ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال:‏
‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏ أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه وحسابه على الله.

‏رواه ‏ ‏عمر ‏ ‏وابن عمر ‏ ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ( صحيح البخاري- باب الجهاد والسيرة- حديث 2727)

وحقيقة أن بعض القبائل لم تكن ترغب في الدخول في الإسلام ولكنهم فعلوا ذلك لما علموا أن لا قبل لهم بمواجهته، تظهر جلية بعد موت محمد، إذ ارتدت بعض القبائل عن الإسلام وحاولوا الحصول على بعض الاستقلال، وكان خروجهم عن الإسلام لعدة أسباب، فالبعض أراد أن يتبع نبي آخر يسمى مسيلمة، والبعض الآخر أراد العودة إلى دينه السابق، والبعض أراد أن يظل مسلماً دون أن يدفع الزكاة لخليفة محمد السياسي أبي بكر،  نحن نرى أنه كانت هناك عدة أسباب لمثل هذا الارتداد إحداها هو رغبة البعض في ترك الإسلام، فكان السيف هو الحل الوحيد في التعامل مع كل هذه القبائل.

 

"... قرر أبو بكر القيام بعمل عسكري ضد القبائل المرتدة، فكانت القوات المسلمة مقسمة إلى إحدى عشر سرية،  كل سرية بقائدها  لها صلاحياتها ومهامها المحددة، هذه السرايا كان يجب أن تعمل في عدة بقاع من الجزيرة، ولكن قبل القيام بأي عمل عسكري ضد المرتدين، كان يُطلب منهم العودة إلى الإسلام، وفي حالة الرفض وعدم الولاء يتم العمل العسكري.."

Prof. Masud-ul-Hasan, History of Islam, Vol 1, Islamic Publications Limited: Lahore, Pakistan, 1992, p. 100) 

 

نرى هنا أن السيف قد لعب دوراً حاسماً منذ نشأة الإسلام بين العرب، وبدونه فأن الكثير من القبائل لم تكن لتدخل الإسلام، وهو ما نسى السيد ديدات أن يذكره في كتابه. أعتقد أنه من الصواب القول بأن الإسلام قد نشأ بالسيف.