مواقف‏!‏    بقلم : أنيس منصور

 

لأهرام - 21 يناير 1999

تلقيت من د‏.‏ سيد القمني هذا الخطاب‏:(‏ ساورني ظني انني ربما كنت المقصود بما جاء بمواقف الاثنين‏12/7‏ عن الكاتب الذي طلب لنفسه حراسة أمنية ـ وسر الظن هو أني تعرضت لحملة خبيثة من‏(‏ العربي‏)‏ الناصري الفاشستي بعد سلسلة مقالات بروز اليوسف‏,‏ وقد توقفت الآن مؤقتا لاجرائي جراحة عاجلة بالمخ‏,‏ مازلت معها في مرحلة نقاهة طويلة‏.‏ وكعادتهم استخدموا كل الاسلحة الرديئة غير النبيلة والتجريح الشخصي والافتراءات‏.‏
ورأيت ظنا أنهم دسوا خبرا مشوها لديك عبر وسطاء لايحملون قناع الناصرية‏.‏ سيدي أنا لا أعمل بأي مؤسسة أهلية أو حكومية ولا انتمي لأي هيئة او جماعة او حزب‏,‏ ونذرت نفسي لهذا الوطن الذي أهيم به عشقا وجنونا أو هكذا أعتقد‏,‏ لكني أعيش هذا الاعتقاد كل لحظة‏.‏
والحراسة وضعت فقط علي منزلي النائي بعد محاكمتي مع كتابي‏(‏ رب الزمان‏)‏ امام محكمة شمال القاهرة ونيابة أمن الدولة العليا وبراءتي‏.‏ ولا أخرج من منزلي بتاتا ولا أملك امكانات السكن الآمن وسط القاهرة فأسكن بالاطراف وبمفردي حيث لا خدمات ولا أمن اصلا‏,‏ وحيث يسهل ذبح أي انسان ظهرا وليس ليلا‏!).‏
سلامتك با أستاذ‏..‏ لقد أحزنني خطابك فلست أنت المقصود‏..‏ ولكن أسعدني أن أتلقي كتبك الأربعة‏:‏ رب الزمان‏..‏ والسؤال الأخير‏..‏ والحزب الهاشمي‏..‏ وحروب دولة الرسول‏..‏ وفي اسبوعين قرأت كتبك ووجدتها متعة مؤكدة وفاتحة للعقل والشهية‏.‏
فالذي تعرفه ياسيدي كثير والذي اجتهدت فيه كثير جدا‏..‏ وما احوج الفكر المصري الراكد والفكر العربي الجامد الي مثل قلمك‏..‏
وطبيعي أن يختلف الناس حولك‏..‏ فليكن‏!‏ ولكنك قلت وأثرت وأثريت وفتحت النوافذ وادخلت العواصف واطلقت الصواعق‏..‏ ومن قبلك قال أستاذنا الفيلسوف الوجودي كيركجور‏:‏ ان مهمتي هي ان أقض مضاجع العقول التي نامت والقلوب التي ماتت‏..‏ والا فلا أمل في نهضة روحية‏!‏
ورغم أنه فيلسوف عميق الايمان‏,‏ فقد ظهر كثيرون يتهمونه بغير ذلك‏

عودة