اجتمع أسباط إسرائيل من دان إلى بئر سبع من أجل توقيع العقاب على سبط بنيامين. كان البنيامينيون قد تقاعسوا عن توقيع حكم العدالة على عصابة الشواذ الذين اغتصبوا امرأة إسرائيلية بلا حماية، الأمر الذي أفضى إلى موتها.
ولم يستطع سائر الأسباط أن يسمحوا للبنيامينيين أن يدعوا هذه العصابة الشريرة تهرب من العقاب، لأن هذا سيجلب غضب الرب على جميع الأسباط (عدد 16:35-34). في كثير من الأحيان لا يطبق هذا المبدأ في نظامنا القضائي، بل وأيضا في كنائسنا اليوم، حيث يتم عادة تجاهل الخطية الظاهرة. إن الكبرياء قد أعمت البنيامينيين عن عمل مشيئة الله. فيجب أن نتعامل بعدل وحسم في الحكم على الخطية عندما تكون واضحة سواء في الأشخاص الذين نحبهم أو في الغرباء. فبسبب هذه الخطية الخطيرة مات 65 ألف رجلا من بني إسرائيل في ثلاث معارك، حتى أن سبط بنيامين بأكمله كاد أن ينقرض.
فقاموا وصعدوا إلى بيت إيل وسألوا الله وقال بنو إسرائيل: من يصعد منا أولا لمحاربة بني بنيامين؟ فقال الرب:يهوذا أولا (قضاة 18:20). فخرج بنو بنيامين من جبعة وأهلكوا من إسرائيل في ذلك اليوم 22.000 رجل (21:20). وفي اليوم التالي، صعد بنو إسرائيل وبكوا أمام الرب إلى المساء؛ وسألوا الرب قائلين: هل أعود أتقدم لمحاربة بني بنيامين أخي؟ فقال الرب اصعدوا إليه (23:20). كانوا يفعلون الصواب، ولكنهم لم يدركوا حاجتهم إلى تقديم ذبيحة لتصحيح العلاقة مع الله. ومرة أخرى انهزموا هزيمة منكرة.
وعلى الرغم من أن الأسباط كانوا محقين في إصرارهم على إقامة العدل، إلا أن جهودهم للدفاع عن البر بدون أن يقدموا أولا ذبيحة لأجل تطهير أنفسهم أدت إلى سقوط آلاف القتلى في معركتين. لقد كانوا يحاربون بقوة الجسد بدون قوة وحضور الله.
ولكن في اليوم الثالث، صعد جميع بني إسرائيل، وكل الشعب، وجاءوا إلى بيت إيل، وبكوا وجلسوا هناك أمام الرب وصاموا ذلك اليوم إلى المساء، وأصعدوا محرقات وذبائح سلامة أمام الرب (26:20). ففي تذلل عميق أخضعوا أنفسهم بالكامل للرب. فالتذلل الحقيقي يظهر عادة في البكاء والصوم والتوبة. ولكن على نفس الدرجة من الأهمية يكون تقديم الذبيحة، لأن الدم يكفر عن النفس (لاويين 11:17). فبعد أن بنوا المذبح وقدموا الذبائح، صدق الرب على أهليتهم بتوقيع القضاء على سبط بنيامين، قائلا: غدا أدفعهم ليدك (قضاة 28:20).
نجد اليوم اللامبالاة بالأمور المقدسة، مثل تلك التي حدثت في سبط بنيامين. فإننا نادرا ما نسمع كلمة "خطية"، كما أنه قد أعيد تعريف الأفعال الخاطئة بمصطلحات أخف وطأة. فالزنى يسمى "علاقة حب"، والشذوذ الجنسي يسمى "أنماط بديلة للحياة"، والعهارة تسمى "عشق". والهدف من هذا كله شيء واحد - وهو استئصال الشعور بالذنب من جهة كسر الناموس الأدبي الإلهي وجعل كل إنسان يشعر بالارتياح وهو يعمل ما يحسن في عينيه (25:21).
فأميتوا أعضاءكم التي على الأرض: الزنا، النجاسة، الهوى، الشهوة الردية ... الأمور التي من أجلها يأتي غضب الله على أبناء المعصية (كولوسي 5:3-6).
إعلان عن المسيح: كالمخلص لنا (قضاة 26:20،28). عندما نصلي ونطلب إرادة الرب، فإنه يحررنا من كل قوات الشر (1 كورنثوس 13:10).
أفكار من جهة الصلاة: قدم للرب ذبيحة التسبيح في الصلاة (1 بطرس 5:2).