مقدمة لسفر عاموس

كان عاموس راعي مواش وجاني جميز (عاموس 14:7) بالقرب من قرية تقوع الجبلية الصغيرة والتي تقع على بعد 10 أميال جنوب أورشليم، في منطقة تسمى برية يهوذا، في مملكة يهوذا. ولكن الرب دعا عاموس ليكرز إلى مملكة إسرائيل الشمالية (1:1؛ 9:3؛ 7:7-15). وأطاع عاموس هذه الدعوة، فارتحل شمالا حوالي 30 ميلا إلى بيت إيل، حيث يوجد مركز العبادة الجنوبي بإسرائيل.

ويبدو أن عاموس قد نادى بنبوته عند باب المدينة (10:5،12،15)، وهو مركز هام للأشغال حيث يقوم الشيوخ بالحكم بين الناس (إرميا 19:17؛ 2:19). في هذا المكان الهام تكلم الرب من خلال عاموس وأنبأ بدمار المملكة الشمالية (عاموس 1:5-3). وقد أثار ذلك غضب أمصيا، الكاهن الأعلى في بيت إيل، فأنذر عاموس بأن يهرب من البلاد ولا يعود إليها مرة ثانية (عاموس 12:7-13).

في ذلك الوقت، كان عزيا ملكا على يهوذا ويربعام الثاني ملكا على إسرائيل. وكانت كلتا المملكتين في رخاء وازدهار (2 أخبار 26؛ 2 ملوك 23:14،25)، ولكن عاموس أدان فسادهم الديني وشرورهم الاجتماعية (عاموس 4:2-8؛ 9:3-10؛ 1:4-5).

ولم يكن الواقع يشير إلى إمكانية تحقيق النبوات التحذيرية التي نطق بها هذا الراعي. ولكن بعد حوالي 30 سنة، تعرضت مملكة إسرائيل الشمالية إلى الغزو والدمار من الأشوريين.

وقد أنبأ عاموس أيضا عن عظمة ملكوت المسيا المقبل والذي سيضم: جميع الأمم الذين دعي اسمي عليهم يقول الرب الصانع هذا (12:9).

مقدمة لسفر عوبديا

كتب سفر عوبديا، وهو أقصر أسفار العهد القديم، بعد دمار أورشليم. وقد حذر عوبديا من دينونة الله الأكيدة والعادلة على جميع الذين يقاومونه ويقاومون شعبه. وقد أنبأ عوبديا عن الدمار النهائي الذي سيقع على الأدوميين الذين على مثال عيسو قد تجاهلوا القيم الروحية. فلقد ساعدوا نبوخذنصر في تخريب أورشليم في الوقت الذي كان ينبغي أن يظهروا فيه تعاطفا ويدافعوا عن "إخوتهم" (عوبديا 10:1؛ تكوين 3:32؛ تثنية 7:23). كانت أرض أدوم تمتد جنوبا من بعد البحر الميت وعلى طول الصحراء العربية. وكانت أرض أدوم تسمى أيضا جبل سعير - وهي أرض جبلية وعرة ترتفع حوالي 3500 قدما فوق صحراء العربة [أي الصحراء العربية] وحوالي 4500 قدما فوق مستوى سطح البحر. وكانت عاصمة أدوم هي البتراء وتقع في مكان آمن وسط هذه القمم الجبلية الوعرة.

وبعد أربع سنوات تقريبا من سقوط أورشليم، انهزم أيضا الأدوميون أمام نبوخذنصر. ولكن على عكس النبوة ضد الأدوميين والتي أخبرت عن دمارهم النهائي، فإن عوبديا قد أنبأ بأن شعب يهوذا سيستعيد ممتلكاته: يرث بيت يعقوب مواريثهم (عوبديا 15:1-17).

ويتكلم أيضا عوبديا عن التثبيت النهائي لمملكة الله.

ومن المفترض أن عوبديا قد تنبأ في نفس الوقت مع إرميا أثناء حكم إما يهورام ملك يهوذا أو صدقيا آخر ملوك يهوذا

مقدمة لسفر يونان

عاش يونان في عصر الملك يربعام الثاني وقد كان عصرا مزدهرا ولكنه في نفس الوقت عصرا شريرا. وقد كان يونان نبيا معروفا في مملكة إسرائيل الشمالية. وقد أنبأ بالانتصار العسكري العظيم الذي حققه الملك يربعام الثاني ضد الآراميين (السوريين) (2 ملوك 25:14).

وسفر يونان هو السرد التاريخي لإرسالية النبي إلى أهل نينوى، وهم من ألد أعداء بني إسرائيل، لكي ينذرهم بالهلاك. وقد رفض يونان أن ينفذ أمر الرب؛ ولكن بعد سلسلة من الأحداث المثيرة، أطاع على مضض. غير أنه لم يكن سعيدا عندما تاب ملك نينوى وشعبها توبة صادقة، وكانت النتيجة أن الرب في رحمته سحب دينونته.

هذا السفر يبين إشفاق القاضي الأعلى للكون على جميع الذين يتوبون ويرجعون عن خطاياهم.

وقد قارن الرب يسوع بين توبة شعب نينوى الوثني، والذي لم يكن يعرف سوى القليل جدا عن الله، وبين غلاظة قلوب اليهود المتدينين في أيامه، والذين كانوا يعرفون الكثير عن كلمة الله. لقد تاب أهل نينوى بعد رسالة يونان الوحيدة. ولكن معظم "القادة الدينيين" في إسرائيل رفضوا أن يتوبوا حتى بعد أن شاهدوا المعجزات والأقوال العديدة التي قدمها الرب يسوع. رجال نينوى سيقومون في الدين مع هذا الجيل ويدينونه لأنهم تابوا بمناداة يونان، وهوذا أعظم من يونان ههنا! (متى 41:12).

وقد قال يسوع أن يونان يرمز إلى قيامته: لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال (متى 39:12-41؛ لوقا 29:11-32). وعلى ما يبدو أن الرب قد استخدم الحوت الضخم لكي يبين لأهل نينوى الوثنيين أنه هو الله الواحد الحقيقي الذي يسيطر على الطبيعة وأيضا على شئون الناس. فبدون معجزة كان هؤلاء الأمم الوثنيين غير المؤمنين سيتجاهلون يونان ورسالته.

إن دينونة الله أكيدة سواء كان لدينا القليل أو الكثير من المعرفة عنه وعن كلمته. فكل الذين لا يتوبون ولا يقبلون المسيح مخلصا لهم وربا على حياتهم فإن مصيرهم هو الهلاك الأبدي (يوحنا 6:14؛ أعمال 12:4).

مقدمة لسفر ميخا

كان ميخا إنسانا ريفيا بسيطا من يهوذا، وكان أصغر سنا من إشعياء. في نفس هذا الوقت كان إشعياء نبيا ينتمي إلى الطبقة الاجتماعية الراقية في أورشليم وكان مشيرا خلال حكم عزيا ويوثام وآحاز وأيضا في زمن الإصلاح أيام الملك حزقيا. في هذا الوقت كان فقح وهوشع هما آخر ملكين على إسرائيل (إشعياء 1:1؛ ميخا 1:1؛ إرميا 18:26).

وقد أشار ميخا بوضوح إلى شرور كل من يهوذا وإسرائيل - والعقاب الذي سيقع عليهما ثم إحيائهما مرة أخرى ومجيء المسيح. ويبدو أن ميخا كان أيضا مصدر تشجيع لحزقيا.

في الأصحاحات 1-3، يتكلم ميخا عن دمار إسرائيل (ميخا 6:1-7)؛ وعن خراب أورشليم والهيكل (12:3). وقد كان أمينا بأن أخبر يعقوب بذنبه وإسرائيل بخطيته (8:3).

وقد أنبأ في الأصحاحين التاليين عن سبي اليهود إلى بابل (ميخا 10:4)؛ والرجوع من السبي بسلام ورخاء (1:4-8)؛ كما نطق بنبوة مميزة جدا بخصوص مكان ولادة المسيا (ميخا 2:5). وقد أنبأ عن بركات آتية ستحدث عندما تخرج الشريعة من صهيون (ميخا 2:4).

كان الهدف من نبوة ميخا هو الإتيان بإسرائيل ويهوذا إلى التوبة وتجنب دينونة الله. وقد حذر إسرائيل قائلا: أسلمك للخراب. ولكنه يختتم نبوته برسالة رجاء وإعلان عن التحقيق النهائي لعهد بركة الرب لإبراهيم ويعقوب (20:7).

عودة للفهرس