اقرأ يشوع 7 -- 8

كان بنو إسرائيل مبتهجين. فلقد رأوا بعيونهم كيف أن الرب قد حجز مياه نهر الأردن حتى أن جميع إسرائيل عبروا على اليابسة (يشوع 17:3). وعقب النصرة على أريحا، أصبح يشوع مشهورا (يشوع 27:6)، ولكننا للأسف لا نقرأ أنه طلب مشورة الرب بشأن كيفية وتوقيت الهجوم على عاي، ولكنه اكتفى بقبول نصيحة المشيرين الذين قالوا له: لا يصعد كل الشعب ... ويضربوا عاي، لا تكلف كل الشعب إلى هناك لأنهم قليلون (3:7).

فلقد نسى يشوع للحظة أن الرب نفسه هو رئيسهم وقائدهم الأعلى، وأنه هو وحده يقدر أن يصدر الأوامر التي تؤدي إلى النصرة (13:5-15). ومما يؤكد هذه الحقيقة أننا نقرأ تسع مرات في الأصحاحات الستة الأولى من هذا السفر أن الرب قد قاد يشوع (1:1؛ 7:3؛ 1:4،8،10،15؛ 2:5،15؛ 2:6). ولكن في هذه المرة لم يستشر الرب بشأن الهجوم على عاي، وقد أدى ذلك إلى هزيمتهم (2:7-5).

وبعد اكتشاف غلطته، صرخ يشوع إلى الرب فقاده الرب إلى إلحاق هزيمة منكرة بعاي. وبعد ذلك قرأ جميع كلام التوراة البركة واللعنة حسب كل ما كتب في سفر التوراة. لم تكن كلمة من كل ما أمر به موسى لم يقرأها يشوع قدام كل جماعة إسرائيل والنساء والأطفال والغريب السائر في وسطهم (34:8-35).

إن كثيرين منا يقعون في نفس الخطأ الذي أدى إلى هزيمة بني إسرائيل أمام عاي. فعندما لا تكون هناك مشاكل خطيرة تزداد ثقتنا بأنفسنا، وبالتالي نصبح أكثر عرضة للسقوط، إذ نظن أننا لم نعد محتاجين إلى طلب قيادة الرب حيث أننا نعرف الإجابة. ولكن أقل تجربة ستتغلب علينا لو انفصلنا عن الحضور الإلهي للروح القدس في داخلنا، الذي يقدر وحده أن يعطي إرشاداً وقوةً بواسطة كلمة الله.

إن النجاح كثيرا ما يؤدي إلى الثقة في النفس والغرور، والكتاب يعلمنا أن قبل الكسر الكبرياء (أمثال 18:16). إن الكثيرين يبدأون حياتهم المسيحية بالصلاة، والقراءة يوميا في الكتاب المقدس، والسلوك بالروح؛ ولكن بمرور الوقت تزداد ثقتهم في أنفسهم عندما يتذوقون طعم النجاح، وعندئذ يسقطون في الطريق. والحقيقة أننا لا نحقق النصرة لمجرد كوننا مسيحيين تماما كما أن بني إسرائيل لم ينتصروا على عاي لمجرد أنهم إسرائيليون. إننا نعيش الحياة المسيحية المنتصرة عندما نعترف بحق أن الحرب للرب (1 صموئيل 47:17) فنستمر معتمدين عليه.

إن الانتصار على أريحا وعاي يصور كيف أن الرب يريد من شعبه أن يثقوا فيه بدلا من الاعتماد على خططهم البارعة وقوتهم. وهذا هو النموذج الوحيد للحياة المسيحية المنتصرة. إذ أسلحة محاربتنا ليست جسدية، بل قادرة بالله على هدم حصون (2 كورنثوس 4:10). إن الله يريد أن يعلمنا أن كلمته هي أعظم قوة لدينا: لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين (عبرانيين 12:4).

ولكن أشد الهزائم يمكن أن تتحول إلى نصرة عندما نتواضع بتوبة حقيقية وفي الصلاة ننتظر الرب متمسكين بكلمته. وأما منتظرو الرب فيجددون قوة (إشعياء 31:40).

إعلان عن المسيح: من خلال حجارة المذبح غير المقطوعة (يشوع 31:8). لقد رأى دانيال المسيح كحجر لم يقطع بيدي إنسان (دانيال 34:2).

أفكار من جهة الصلاة: اطلب من الرب أن يزيد رغبتك في خدمته (مزمور 1:42-2).

عودة للفهرس

/html>