لقد خُلقت العالمين بواسطة كلمة الله، ولذلك فإن السموات تحدِّث بمجد الله، والفلك يخبر بعمل يديه (مزمور 1:19). إن تأثيرات كلمة الله عجيبة، ولكن أعجب ما فيها هو قدرتها على تغيير أولئك الذين يقبلونها: ناموس الرب كامل يرد النفس، شهادات الرب صادقة تصير الجاهل حكيما (مزمور 7:19). فلا يوجد مثل ناموس الرب في القدرة على إعطاء البصيرة للإنسان في جميع أموره.
الأعداد الستة الأولى من مزمور 19 تتكلم عن عمل الله في الخليقة، وباقي المزمور يتكلم عن تأثير كلمته على حياة الذين يحبونه. فكلمة الله وحدها يمكن أن يُقال عنها أنها كاملة، وصادقة، ومستقيمة، وطاهرة، ونقية، وحق، وتثبت إلى الأبد.
في هذا المزمور القصير، تُستخدم ستة أسماء للتعبير عن كلمة الله:
1-إنها ناموس الرب ، ولذلك فهي كاملة (مزمور 7:19) - إنها تعلو على كل كلمات البشر مثلما تعلو السماء عن الأرض. لا يجرؤ أي كاتب معاصر أن يقول أن كتاباته كاملة ترد النفس وتصيّر الجاهل حكيما. فلماذا إذا نرضى بأقل من النصيب الأفضل الذي يريده الله لنا؟
2-إنها شهادات الرب ، ولذلك فهي صادقة (مزمور 7:19) - فيها يتكلم الله ... ليصيّر الجاهل حكيما (مزمور 7:19). هذا ما أكده الرسول بولس لتيموثاوس قائلا: تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تحكمك للخلاص (2 تيموثاوس 15:3).
3-إنها وصايا الرب ، ولذلك فهي مستقيمة (مزمور 8:19) - بمعنى أنها تقدم الإرشاد والقيادة الواضحة لحياة الإنسان. فلا يوجد مثل البحث في كلمة الله التي تكشف لنا ماذا ينبغي أن نفعله.
4-إنها أمر الرب (مزمور 8:19) - فهي ليست مجرد رأي أو اقتراح وإنما هي أوامر. وعندما يطيعها الإنسان من القلب فإنها لا تعتبر التزامات مفروضة بحكم القانون بالنسبة للذين يرغبون في إرضاء الله، وإنما هي تعطي الحرية من الخطية ومن الذات ومن الشيطان- حرية التمتع ببركات الله.
5-إنها تعبر عن خوف الرب ، الذي هو نقي (مزمور 9:19) - أي أنه ليس خوفا من الوجود في محضره، وإنما خوف الإعجاب من أجل قداسته وخوف من إهانة جلاله.
6-يعبر كاتب المزمور بدقة عما يجب أن تكون عليه مشاعرنا من جهة كلمة الله المقدسة. أشهى من الذهب والإبريز الكثير، وأحلى من العسل وقطر الشهاد (مزمور 10:19) - هذا يعني أنه لا توجد ثروة في العالم ولا متعة جسدية تقارَن ببهجة التأمل في كلمة الله. فلا توجد وسيلة أخرى ولا شخص آخر يمكنه أن يمنح المزايا العظيمة التي تمنح للذين يحبون الكلمة ويجعلونها الاهتمام الأول في حياتهم.
إن كلمة الله هي المصدر الحقيقي الوحيد للتمييز بين الصواب والخطأ. السهوات من يشعر بها؟ من الخطايا المستترة أبرئني. أيضا من المتكبرين [أي الخطايا الكبيرة أو خطايا الوقاحة] احفظ عبدك فلا يتسلطوا عليّ (مزمور 12:19-13).
إن جميع الذين يحبون الرب يصلوا قائلين: لتكن أقوال فمي وفكر قلبي مرضية أمامك يا رب صخرتي ووليّي (مزمور 14:19).
إعلان عن المسيح: بصفته الشخص المتروك من الله (مزمور 1:22). "إلهي إلهي لماذا تركتني؟" (متى 46:27؛ مرقس 34:15).
أفكار من جهة الصلاة: ارفع صلاتك إلى الرب مثل بخور يصعد أمام الله (رؤيا 3:8-4).