اقرأ راعوث 1 -- 4

كان بنو إسرائيل جميعا يعرفون ما حذرهم به موسى من أن التقصير في خدمة الرب وتمجيده وعبادته سوف يؤدي إلى المجاعة. فتنهزمون أمام أعدائكم.. ويتسلط عليكم مبغضوكم.. وأصير سماءكم كالحديد.. وأرضكم لا تعطي غلتها (لاويين 14:26-19). ولكن لا يوجد دليل على أن شعب بيت لحم قد تاب أو صلى طالبا المطر.

ونظرا للمستقبل الكئيب الذي كان يلوح في أفق أرض الموعد، قرر أليمالك أن يأخذ زوجته نعمي وابنيه ويترك ميراثه بالقرب من بيت لحم (أي بيت الخبز) ويذهب إلى موآب دون أن يطلب إرادة الرب. لقد كانت غايته القصوى هي أن يجد طعاما. وسرعان ما استقر في بلاد موآب التي كان ملكها عجلون قد استعبد بني إسرائيل وأذلهم لمدة ثماني عشرة سنة (قضاة 14:3). ولكن في هذا الوقت كانت هناك على ما يبدو صداقة بين إسرائيل وموآب.

ومات أليمالك، وتجاهل الابنان عهد علاقتهم بالله فتزوجا امرأتين موآبيتين هما راعوث وعرفة. وبعد ذلك مات الابنان.

ووجدت نعمي نفسها في بلد غريبة - بعيدة عن السند الروحي من الذين يتكلمون لغتها أو يعبدون إلهها. فأحست باليأس والهزيمة. ومع أن اسمها يعني "التنعم" إلا أنها طلبت أن يسموها "مرة" بسبب الحزن الشديد الذي أصابها.

وبعد أن عاشت في موآب عشر سنوات (عدد الامتحان) - قررت أن ترجع فارغة (راعوث 21:1) إلى المكان الذي عرفته حقا أنه "بيت الخبز" - بيت لحم. نحن أيضا نحتاج أن نتذكر أن الرب أحيانا "يفرغنا" ولكنه لا يفعل ذلك إلا لكي يملأنا ببركاته.

عرفة وراعوث ترمزان إلى العالم الأممي. وقد بدأت كلتاهما رحلة العودة مع نعمي، ولكن عرفة سرعان ما رجعت إلى آلهتها (راعوث 15:1). أما راعوث فوضعت ثقتها في إله إسرائيل الواحد الحقيقي واستمرت في إيمانها الجديد وبيتها الجديد. لقد تركت بإرادتها الأهل والأصدقاء، واثقة أن إله إسرائيل سيحميها ويعولها.

كان بوعز، وهو القريب الولي، يرمز إلى المسيح. فقد لاحظ أمانة راعوث وإخلاصها وصدقها واجتهادها في العمل، وكان لديه الاستعداد أن يفدي ميراث نعمي الأصلي. فاشتراه لكي يسترده لها واتخذ راعوث زوجة له.

اعتذر الولي الأقرب الذي لا يذكر اسمه والذي كانت عليه المسئولية الأولى لافتداء ميراث أليمالك المفقود، والذي يشمل زوجته وأسرته، لأنه خاف أن يفسد ميراثه (6:4). وقد قال الناموس: لا يدخل موآبي في جماعة الرب، حتى الجيل العاشر (تثنية 3:23؛ راعوث 6:4). فقد كان باستطاعة الولي الأقرب أن يفك [أي يفدي] الأرض، لكن الناموس لم يشمل الموآبيين ولم يقدم لهم أي رحمة (راعوث 4:4).

هذا يذكرنا بأن الناموس لا يستطيع أن يغفر ولا أن يطهر، وليس فيه استثناءات، إنه لا يستطيع أن يجددنا أو يزودنا بالقوة، ولكنه يستطيع فقط أن يديننا. كم يحق لنا أن نحمد الرب، لأن الموآبية الأممية التي كانت مستبعدة بحكم الناموس قد نالت قبولا بالنعمة. فإن راعوث لم تعد موآبية في قلبها، إذ اعترفت قائلة: إلهك إلهي (راعوث 16:1).

كم يحق لنا أن نكون شاكرين لأن المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا (غلاطية 13:3).

إعلان عن المسيح: من خلال بيت لحم (التي تعني بيت الخبز). إن يسوع هو خبز الحياة الذي يشبع الجوع الروحي لدى جميع الذين يأتون إليه (يوحنا 35:6).

أفكار من جهة الصلاة: تجنب معوقات الصلاة (1 بطرس 7:3).

عودة للفهرس

/html>