الشعائر الدينية في الجاهلية

: إن في مقدمة الشعائر الدينية عند العرب في الجاهلية هي اتخاذ الأصنام وبيوتها والتقرب إليها بالصلاة والسجود والطواف حولها ، وتقديم القرابين والنذور إليها . وتتركز هذه الشعائر في

. الصــــــــــلاة: لم تكن الصلاة إلى الآلهة على نحو ما يفهم من الصلاة في الإسلام . ولما كانت الشمس معبودة فكان لها بيت خاص له سدنة وقوام وحجاب ، وكان عبدة الشمس يأتون البيت للصلاة فيه ثلاث مرات في اليوم ، وإذا طلعت الشمس أو غربت وإذا توسطت كبد السماء سجد الجميع لها . كما قيل أن عرب الجاهلية كانوا يصلون على موتاهم وفق أمور وطقوس خاصة

الصــــوم : كان أهل "يثرب " من عرب الجاهلية على علم بصوم اليهود ، كما كان أهل مكة على علم بصوم المسيحيين وبخاصة منهم الرهبان ، وهو المتمثل في السكوت والتأمل ، والجلوس في خلوة للتفكير في ملكوت السماوات والأرض .

. ويذكر أن قريشاً كانت تصوم " عاشوراء " إقتداء بشرع اليهودية ( وكان يهود خيبر والمدينة يعظمون صيام عاشوراء ويتخذونه عيداً ويطلقون عليه أسم يوم الكفارة ) والصوم في يوم عاشوراء من غروب الشمس إلى غروبها في اليوم التالي ، ومازال الكثيرين من المسلمين يصومونه حتى الآن على أنه سنةً عن نبيهم (محمد) . والصوم في مفهومه عند الجاهلية ، امتناع عن الأكل والشرب والنساء

. الحــــــج : يكتب الدكتور يحي شامي قائلاً : " كما هو معلوم فإن الحج ، كالصلاة والصوم والزكاة ، ركن من أركان الإسلام الرئيسية { ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا}. وإن تعجب فاعجب إذا ما عرفت أن قريشاً وعرب مكة وكثيرين سواهم من المشركين كانوا هم أيضاً يحجون البيت ويعتمرون ...". ونحن نعجب لعجبه . فالمطلع على النصوص السريانية واليونانية واللاتينية القديمة يجد أنها تشير إلى وجود الحج عند العرب قبل الإسلام ، إلا أنها لم تشر إلى وجود بيت واحد كان يحج إليه العرب جميعاً[ راجع في ذلك المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام :د. جواد على ج5/ص223،214،215،217]. ويقول لهمداني :"أن العرب كانت لها محجات متعددة منها بيت اللات وكعبة نجران وكعبة شداد الأيادى وكعبة غطفان، ويذكر أبن الكلبي بيوتاً أخرى كبيت ثقيف.ويشير الزبيدى إلى بيت ذي الخلصة الذي كان يدعى الكعبة اليمانية، ويضيف الدكتور جواد على ، بيوتاً أخرى مثل كعبة ذي الشرى وكان حجها يوم 25 كانون من كل عام ، وكعبة ذي غابة الذي لقبه عباده بــ قدست أي القدسي ، كذلك كان لآلهة الصفويين اللات ، وديان ، وصالح ، ورضا ، ورحيم محجاتها ، كما كانوا يحجون إلى الكعبة المكية ، وبيت اللات في الطائف ،وبيت العزى قرب عرفات وبيت مناة وغيرها كثير.وكان الحج معتاداً في شهر ذي الحجة

والباحث الذكى د.سيد محمود القمنى يقول في بحث له منشور :" الإنسان منذ فجر التاريخ عندما كان يريد إثبات خضوعه لناموس الكون ، كان يضع نقطة اعتبارية يقدسها ويطوف حولها ، كطواف الكواكب حول الشمس .. كما لو كانت الكروية أو الاستدارة ناموساً قدسياً إلى جانب كونها ناموساً علمياً.( منذ فجر التاريخ والحج فريضة دينية، د.سيد محمود القمنى / مجلة الكويت- السنة الأولى - العدد(12، 13)- الكويت )

. ولما كانت المكتشفات الفلكية القديمة ( في الرافدين ) ، قد توقفت عند سبعة كواكب تدور حول الشمس ، فيبدو أن سوغ الإنسان القديم أن يضع لطوافه حول بيوت الآلهة المقدسة حول الشمس وحدة قياسية مقدسة تتكون من سبعة أشواط . مع الأخذ في الحسبان هذه الكواكب السبعة كانت آلهة في نظره

: وكان الحج عند العرب الجاهليين كالتالي

. - بالنسبة إلى التجار فإنهم يستعدون له عند حضورهم الموسم في سوق عكاظ ، فإذا انتهت أيامه ذهب من أراد منهم إلى الحج إلى ( مجنة ) ثم يرتحل منها إلى ( ذي المجاز ) فإذا كان يوم التروية تزودوا بالماء وارتفعوا إلى ( عرفة )

- أما بالنسبة إلى غيرهم فالحج في أي وقت شاءوا ثم يذهبون إلى عرفة للموقف

: ويتم الحج إلى البيت في " مكة " أو إلى بيوت الأصنام وفقاً للنظام التالي

. الطواف ..بالبيت أو بالبيوت ، وحول بيوت الأصنام والأنصاب ، ويعتبر الطواف ركناً من أركان الحج ومنسكاً من مناسكه . وكانوا يطوفون كذلك حول الرجمات ، كما كانوا يطوفون حول الذبيحة التي يقدمونها قرباناً للآلهة . ويطوفون حول قبور السادات والأشراف من الناس . وليس للطواف وقت معلوم ، ولا هو يختص بعبد معين ولا بموسم خاص ، بل هم يؤدونه كلما دخلوا معبداً فيه صنم ، أو كعبة .... أو ضريح ، وهم يطوفون سبعة أشواط وهم عراة لاعتقادهم أن طرح الثياب هو طرح للذنوب [ وإن كان الأزرقى ، صاحب كتاب أخبار مكة ، يحاول ومن خلال الروايات المروية أن ينسب كل ذلك إلى سُنة استنوها من آدم نفسه ( راجع أخبار مكة المكرمة : ج 1 ص 13-14)] . وكانت المرأة تطوف وهى عريانة كما الرجال، لا يستر عورتها لباس أو قماش وإنما تضع إحدى يديها على قبلها والأخرى على دبرها( إلا إذا أعارها أحدهم ثوباً ) . وكان طواف الرجال في النهار والنساء ليلاً.( المفصل في تاريخ الجزيرة العربية قبل الإسلام ج 6 ص 258)

: التلبية ..وقد أبقاها الإسلام ، وإنما غير صيغتها وجعلها بما يتفق وعقيدته .كما يبدو أن التلبية كانت عند الجاهليين لم تكن واحدة ، إذ يعزى إلى قيس عيلان أنها كانت تطوف بالبيت وهى تلبى بما يشبه تلبية المسلمين القائمة على أساس الإيمان بإله واحد ، فتقول

" لبيك اللهم لبيك ، لبيك أنت الرحمان ، أتتك قيس عيلان ، راحلها والركبان "

[ تاريخ اليعقوبى :1: 225 ] كلام مسجع يدل على روح الإيمان والتوحيد وعلى روح السذاجة في آن واحد . وأيضاً كانت هنالك تلبية أخرى كتلبية عك . وعك هذه ، كانت إذا بلغت مكة قاصدة حج البيت والطواف به ، تبعث بغلامين مملوكين أسودين عاريين يسيران على جمل وهما يقولان : " نحن غرابا عك " فيرد عليهما قوم عك قائلين :" عك إليك عانية ، عبادك اليمانية ، كيما نحج ثانية ، على الشداد الناجية "[ المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 6:375].، وأيضاً تلبية صنم دوس رواها بن حبيب :" لبيك اللهم لبيك ، لبيك إن جرهماً عبادك . الناس طُرف وهم تلادك . ونحن أولى منهم بولائك "

. [ النصرانية وآدبها بين عرب الجاهلية 14]

السعي بين الصفا والمروة..وكانوا قد نصبوا ( آساف ) على " الصفا " ونصبوا (نائلة ) على " المروة " . وهم يلمسون " آساف " في كل شوط ثم ينتهون " بنائلة".

. الوقوف بعرفة ..ويكون ذلك في التاسع من ذي الحجة ، ومنها يفيضون عند الغروب إلى ( المزدلفة ) ومنها إلى ( منى ) عند شروق اليوم العاشر لرمى الجمرات ونحر الأضحية

. العمـــرة .. كان عرب الجاهلية يؤدونها في شهر رجب وهم يرون أن العمرة من أشهر الحج وهم يكتفون في العمرة بالطواف بالبيت ، أما السعى بين الصفا والمروة فلم يقومون به

. الإختتــــــان ، وأمور أخرى ..كان الإختتان من شعائر الدين عند الجاهلية ومن أهل ( مكة ) من كان يختن البنات أيضاً . وكانوا يغتسلون من الجنابة ، ويقومون يتغسيل الموتى وتكفينهم والصلاة عليهم . وقيل أن " قريشاً " كانت تغسل موتاها وتحنطهم . والنذور والقرابين وزيارات المعابد من أبرز الشعائر الدينية عند سواد الناس . وأمر الحلال والحرام فموكول إلى رجال الدين الذين هم سدنة الأوثان التي كانوا يتحاكمون إليها

. الحب والزواج ..يبدو أنه رغم ما نسمع عن قيود وأعراف عربية ، وضعها المجتمع على علاقة الشاب بالفتاة ، فإننا نسمع أيضاً مع نشوء الطبقة الثرية عن مجالس سمر تعقد في أفنية الدور ، ويجتمع فيها الشباب والشابات حيث تضرب الدفوف ويرقص الحداء ون ويلقى الشعر ، خاصة في آخر سنوات الجاهلية الأخيرة

. وكان الشاب منذ بلوغه يبدأ التشبيب بالنساء ويلاحقهن ، وكان ذلك إحدى علامات الرجولة والفخر . ولأن الشعر كان أغنية العربي وفصاحته ، فقد كان كل شاعر يبدأ شعره بالغزل ، حيث كان بوح المرأة بمشاعرها لوناً من خلق الحياء التقليدي بين العرب

. وإذا تأخرت خطبة الفتاة ، التي عادة ما كانت تتزوج في سن مبكرة (حوالي الثانية عشرة ) فإنها كانت تلجأ إلى طلب الرجل ، فتنشر شعرها تتكحل واحدة من عينيها ، وتسير تحجل في الشارع ليلاً تنادى :" يا لكاح ، أبغى النكاح ، قبل الصباح".وهو أمر يشير إلى أن العرب درجوا على عادة اختيار الفتى لفتاته ، فإن العكس كان حادثاً ، وتشير الأحداث إلى أن المرأة كانت حرة في اختيار زوجها ، خاصة إذا كانت من علية القوم

. الطـــــــــــلاق ..معلوم أن الطلاق كان بيد الرجل وكانوا يطلقون ثلاثاً على التفرقة ، فإذا تمت امتنعت عن العودة . لكن أيضاً كان من حق المرأة الثرية - ويشار إليها بالشريفة لمالها - حق الطلاق ، وقد أشار أبو الفرج الأصفهاني في أغانيه إلى ذلك في حديثه عن نساء الجاهلية وكيف يطلقن الرجال . وبلغ الأمر حداً لا تجبر المرأة على المصارحة بالطلاق ، بل كانت تطلقه بأن تحول باب خيمتها إلى الغرب فيفهم الرجل أنه قد طلق من امرأته .[ لمزيد من الفائدة حول موضوعي الزواج والطلاق برجاء الرجوع إلى بحث الدكتور / سيد القمنى والمنشور بمجلة "نزوى " - العدد الأول - السنة الأولى .]

ومن أخص مناسك العرب الذبائح لأصنامهم وخصوصاً للات والعزى ومناة ، فإنهم كانوا يرون في سفك الدماء وسيلة لإخماد غضب الآلهة وللتقرب منهم وطلب رضاهم وما كانوا يأنفون من تضحية البشر أنفسهم كما سبق القول .

ومن دياناتهم إذا ضحوا الضحايا أن يصبوا دمها على الأنصاب ، ويطلوا به أجسامهم ، ويغمسوا به أيديهم عند حلفهم دلالة على صدق مواعيدهم ويدعون ذلك " اليمين الغموس ".

.. أسئلة للمنا قشة

* إذا كان الدين هو العلاقة بين الإنسان ومعبوده ، وهو بالتالي يلزمه فعل عبادة ، التي هي ناتجة عن إيمان بعد قناعة . فهل أعطاها القرآن هذا المعنى ؟

. أستخدم المعجم المفهرس مادة ( دين ) لمساعدتك في الإجابة

... .......................................................

... .......................................................

... .......................................................

... .......................................................

: * أكتب تعريفاً لكل من

... التوحيد ..................................................

... الشرك ...................................................

. * أكتب تعريفاً لكل من :الصنم ، الوثن ، النصب ، مبيناً أوجه التشابه في التعريف بينها

... الصنم ...................................................

... الوثن .................................................

... النصب ..................................................

... .......................................................

* أكتب وباختصار نبذة مختصرة عن بعض من أصنام العرب الأشهر ؟

... .......................................................

... .......................................................

... .......................................................

... .......................................................

... .......................................................

... .......................................................

... .......................................................

. * بعد أن درست معنا عن المقامات الدينية ، ترى كم نوعاً من المقامات الدينية عرفها العرب ، ذاكراً تعليقك على ذلك

... .......................................................

... .......................................................

... .......................................................

... .......................................................

. * املأ الفراغات مستعيناً بالفقرة الخاصة "بالكهان "

. -الكاهن هو الذي يشرف على ..........................، ويشهد ............ هذا فضلاً عن استشارة القوم له في بعض الأمور الخاصة والعامة

... - من أمثلة سجع الكهان ....................................

... .......................................................