البابا شنوده الثالث

سنوات مع أسئلة الناس

أسئلة فى الكتاب المقدس

So Many Years

With The problems Of People Vol x

By H.H. Pope Shenouda III

مقدمة

الباب الثانى

أسئلة فى الكتاب المقدس

22- ما معنى كلمة عزازيل؟

23- هل يخلص يهوذا ؟

24- هل رفض المسيح تحويل الخد الآخر

25- ملابس هارون أم سليمان

26- هل نقض المسيح شريعة موسى

27- مذود خيل سليمان

28- لا يمضى هذا الجيل حتى يكون هذا

29- هل موسى النبى هو كاتب التوراه؟

30- ويل للحبالى والمرضعات

31- هل العهدان القديم والجديد متمايزان بين البنوة والعبودية والنعمة والقسوة

32- ساقط مثل البرق

33- لماذا اللعنة لشجرة التين ؟

34- الحيوانات المتوحشة المفترسة

 

الباب الثاني :

أسئلة كتابية

31بولس الرسول مع المسيح

32ما نوع إنكار بطرس

33نسل المرأة

34كيف نوفق بين الآيتين ؟

35ملعون من علق على خشبة

36عزازيل

37هل مات شمشون منتحراً ؟

38ضمن أطفال بيت لحم

39الاختطاف

40أربطة لعازر

41السيد المسيح بعد القيامة

42شهود عيان للصلب

43حول أطفال الأنابيب

44أين هابيل أخوك

 

 مقدمة

نوالى معك أيها القارئ العزيز نشر الإجابات عن مجموعة من الأسئلة التى وردت إلينا فى إجتماعنا العام بالكاتدرائية ، أو أثناء محاضراتنا فى الكلية الإكليريكية بالقاهرة أو الإسكندرية أو فى معهد الرعاية .

فى الأجزاء التسعة الماضية نشرنا لك إجابات على 46. سؤالا فى شتى المجالات . وفى هذا الجزء نجيب على 53 سؤالا . فتكون مجموع الإجابات على ما ورد فى الأجزاء العشرة من أسئلة عبارة عن 513 إجابة سؤال . وسنوالى نشر الإجابة على مجموعات أخرى من الأسئلة المنتقاه إن أحبت نعمة الرب وعشنا .

وقد قسمنا الأسئلة المنشورة فى هذا الجزء إلى ثلاثة أقسام :

1-      أسئلة روحية ، وأسئلة عامة .

2-      أسئلة خاصة بالكتاب المقدس .

3-      أسئلة عقائدية ولاهوتية .

وختاما نرجو لك من الرب استفادة من هذا الكتاب الذى حاولنا فى كل موضوع من موضاعاته أن نعتمد على آيات الكتاب المقدس .

وليكن الرب معك فى كل ما تقرأ .

1. يناير 1998

عيد أطفال بيت لحم

البابا شنوده الثالث

الباب الثانى

أسئلة فى الكتاب المقدس

22

ما معنى كلمة "عزازيل " ؟

وصلتنا كثير من الأسئلة بخصوص ( عزازيل ) ملخصها :

1-     من هو عزازيل الذى كتب عنه فى سفر اللاويين إصحاح 16؟

2-     هل هو الشيطان ؟  وهل كانت تقدم له ذبائح ؟

3-     وهل يعنى هذا أن عزازيل كان يعبد بتقديم الذبائح له ؟

وبهذا تكون عبادة الشيان ذات أصل يهودى ؟

وللإجابة على كل هذه الأسئلة نقول :

  ليس إسم عزازيل من أسماء الشيطان :

ولم يرد هذا الإسم ضمن أسماء الشيطان الكثيرة التى وردت فى الكتاب المقدس . ومنها الشيان ، وإبليس ، والتنين ، والحية القديمة . كما كتب فى سفر الرؤيا ( 2. : 1 ، 2 ) . وكلمة شيان باليونانية سانائيل ، أى المقاوم لله ، وبالإنجليزية Devil وهى كلمة مأخوذة من ( ديافولس ) اليونانية . وورد للشيطان إسم آخر هو بعلزبول . وقال اليهود أيام المسيح إن بعلزبول هو رئيس الشياطين ( مت 12 : 24 ) و( لو 11 : 15 )

وسفر حزقيال وصف الشيطان بأنه " الكاروب المنبسط المظلل " ( حز  28 : 14 ) أى أنه من طغمة الكاروبيم .

ولم يذكر إطلاقا فى الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد أن كلمة ( عزازيل ) هى إسم من أسماء الشيطان !!

ولم ترد كلمة ( عزازيل ) فى سفر اللاويين إصحاح 16 ، ولم يذكر فى تلك المناسبة أنه الشيطان . إنما ذكر أن إحدى التقدمتين كانت لعزازيل ، وذلك فى يوم الكفارة العظيم  .

ومن غير المعقول منطقيا ولا هوتيا أن تكون التقدمة لعزازيل بمعنى أنها الشيطان ، بينما الله هو الذى أمر موسى النبى ( لا 16 : 1 ، 2 )

إن تلك التقدمة لم تكن إحدى سقات بنى إسرائيل الكثيرة ، وإنما كانت بأمر من الله . فهل يعقل أن يأمر الله بتقديم تقدمة للشيطان ؟! ويكون ذلك فى يوم عيد عظيم هو يوم الكفارة ؟! إن إسم عزازيل ليس إسما لشخص ولا لشيطان . وإنما هو إسم معنى ..

 كلمة عزازيل معناها العزل . فماذا فى سفر اللاويين ؟

ولأى شئ ترمز فى عمل  المسيح الكفارى ؟ ..

العمل الكفارى للسيد المسيح له تفاصيل عديدة جداً .

وكل ذبيحة أو تقدمة تمثل جانبا معينا من هذه التفاصيل ..

والمعنى الذى يقدمه يوم الكفارة العظيم هو أن السيد المسيح قد حمل خايانا ، ومات عنا . وابعد عنا هذه الخايا . عزلها عنا تماما .. فما عدنا نسمع عنها أو نتذكرها ، و لا يذكرها الله لنا .

فما هي الطقوس التي كانت ترمز إلي هذه الأمور في يوم الكفارة ؟

كان يؤتي بإثنين من ذكور الماعز ( تيسين ) . و تلقي عليهما قرعة : أحدهما للرب ، و الثاني لعزازيل ( لا 16 : 8 ) . الأول يكون ذبيحة خطية ، أي يذبح و يسفك دمه كفارة عن الخطية . و هكذا يموت . لأن الكتاب يقول أن أجرة الخطية هي الموت ( رو 6 : 23 ) .

أما الثاني فيمثل عزل الخطية عن الإنسان لذلك سمي عزازيل و قيل  " يرسله إلي عزازيل إلي البرية أي يرسله إلي العزل حاملاً الخطية .

و هكذا " يضع هارون رئيس الكهنة يديه عليه . و يقر عليه بكل ذنوب بني إسرائيل ، و كل سيأتهم مع كل خطاياهم . و يجعلها علي رأس التيس . و يرسله بيد من يلاقيه إلي البرية . ليحمل التيس عليه كل ذنوبهم إلي أرض مقفرة . فيطلق التيس في البرية " ( لا 16 : 21 ، 22 ) .

و هذا ما عناه بقوله " يرسله إلي عزازيل إلي البرية  . و ليس معني هذا أنه يرسله إلي شخص إسمه عزازيل ، أو شيطان إسمه عزازيل . و إنما يرسله إلي العزل ، إلي العزلعن مساكن الناس ، إلى البرية ، إلى " أرض مقفرة  " حيث ينتهى أمره .

ولعل هذت المعنى ، ما قاله المزمور عن مغفرة الرب لنا :

" كعبد المشرق عن المغرب ، أبعد عنا معاصينا " ( مز 1.3 : 12 )

هذا البعد الذى تمثله ( البرية ) وتمثله ( الأرض المقفرة )

يحمل هذه الخطايا فوق رأسه ، ويبعد بها بعيداً . يعزلها عنا عزلا كاملا . لذلك سمى عزازيل ، من جهة المهمة التى تسبب إليه ..

لم تذكر كلمة ( عزازيل ) فى الكتاب المقدس ، إلا فى هذه المناسبة وحدها ، وهى حمل خطايا الناس  وعزلها عنهم فى البرية فى أرض مقفرة ..

ولعل هذا ما يقصده الرب فى كلامه عن مغفرة خطايا التائب بقوله :

 كل معاصيه التى فعلها لا تذكر عليه  ( حز 18 : 22 )

 " اصفح عن إثمهم ، ولا أذكر خيتهم بعد " ( أر 31 : 34 )

هذه الخطايا التى عزلت عنا ، لم يعد الرب يذكرها لنا ، لأنها قد غفرت . لقد بعدت عنا بعيدا ، كبعد المشرق عن المغرب . صورتها أمامنا : ذلك الحيوان الذى حملها عنا إلى أرض مقفرة . وما عدنا نسمع عنه ولا عنها ..

 هذه الخطايا التى عزلت عنا ، ما عدت تحسب فى حساب خايانا .

وهكذا قيل عنها فى المزمور  " طوبى لإنسان لا يحسب له الرب خطية " ( مز 32 : 1 ، 2 ) وقد اقتبس بولس الرسول هذه العبارة من المزمور فى ( رو 4 : 7 ، 8 ) وقال عن عمل الفداء الذى قام به السيد المسيح له المجد " إن الله كان فى المسيح مصالحا العالم لنفسه ، غير حاسب لهم خطاياهم " ( 2كو 5 : 19 ) .

ولماذا لا يحاسبهم على خطاياهم ؟ ذلك لأنها قد عزلت عنهم . ما عدت تظهر . اختفت مثل تيس عزازيل فى البرية فى أرض مقفرة .

إذن ملخص الرمز الذى حدث يوم الكفارة هو الآتى :

1-      الخلاص يحتاج إلى الدم ، لذلك سفك دم ذبيحة الخطية ، فأخذ العدل الإلهى . ولذلك قيل " قرعة للرب " ( لا 16 :  8 )

2-       خطايا الناس وضعت على رأس التيس الآخر ، إذ أقر بها هرون رئيس الكهنة ، وهو واضع يديه على التيس الحى ، إشارة إلى حمله لجميع خطايا الناس وذنوبهم .

3-      كل هذه الخطايا عزلت عنهم ، وبعدت عنهم ، وبعدت عنهم بعيدا ، وما عادت تحسب عليهم وهذا العزل أطلق عليه كلمة ( عزازيل ) العبرية ومعناها العزل .

23

 هل يخلص يهوذا ؟

سؤال

إذا كان يهوذا قد ندم . وبلغ من شدة ندمه أنه شنق نفسه ، فهل من الممكن أن يقبل الله توبته هذه ، ويخلص ؟

الجواب

·        لقد صرح السيد المسيح أكثر من مرة بهلاك يهوذا ، فقال فى حديثه الطويل مع الآب " الذين أعطيتنى حفظتهم ، ولم يهلك منهم أحد ابن الهلاك ليتم الكتاب  " ( يو 17 : 12 ) . وهكذا سمى يهوذا ( ابن الهلاك )

·        وقال لتلاميذه " ابن الإنسان ماض كما هو محتوم . ولكن ويل لذلك الإنسان الذى يسلمه " ( لو 22 : 22 ) وأضاف أيضا " كان خيرا لذلك الرجل لو يولد " ( مر 14 : 21 ) .

·        وفى محاكمة السيد المسيح أمام بيلاطس ، قال له " لذلك  الذى أسلمنى إليك له خطية أعظم " ( يو 19 : 11 )

·        نلاحظ نفس الدينونة الخاصة بيهوذا واضحة فى كلمة القديس بطرس وقت اختيار بديل له . فقال عن يهوذا " لأنه مكتوب فى سفر المزامير : لتصر داره خرابا ، ولا يكن فيها ساكن . وليأخذ وظيفته ( أسقفيته ) آخر  " ( أع8 1 : 2. )

لقد أنذره السيد المسيح كثيرا ، ولكنه لم يستفد . بل كان خائنا ، ورمزا لكل خيانة ، وآلة فى يد الشيطان . ولما أكل الفصح مع السيد ، قيل عنه إنه لما أخذ اللقمة  دخله الشيطان " ( يو 13 : 27 )

24

هل رفض السيد المسيح تحويل الخد الآخر ؟

سؤال

كيف أن السيد المسيح الذى قال " من لطمك على خدك الأيمن ، فحول له الآخر " ( مت 5 : 39 ) نراه لم يحول الخد الآخر ، لما لمه عبد رئيس الكهنة . بل دافع عن نفسه وقال : " إن كنت قد تكلمتن رديا فاشهد على الردى . وإن حسنا ، فلماذا تضربنى  " ( يو 18 : 22 ، 23 ) ؟

الجواب

·        السيد المسيح نفذ الوصية التى أمر بها . ولم يحول الخد الآخر فقط ، بل قيل عنه فى القداس الغريغورى " وخديك أهملتهما للطم " ولعل هذا كان تحقيقا للنبوءة التى قيلت عنه فى سفر إشعياء " بذلت ظهرى للضاربين ، وخدى للناتفين . وجهى لم أستر عن العار والبصق " ( أش 5. : 6 ) .

·        كثيرون لطموا السيد ، فتركهم يلمون ، وبذل وجهه لا للم فق ، وإنما للبصاق أيضا .

·        وهكذا ورد فى إنجيل متى  " حينئذ بصقوا فى وجهه ولكموه . وآخرون لموه قائلين تنبأ أيها المسيح من ضربك " ( مت 26 : 67 ، 68 ) وورد فى إنجيل مرقس " " فابتدأ قوم يبصقون عليه . ويغطون وجهه ويملكونه . ويقولون له تنبأ . وكان الخدام يلطمونه " ( مر 14 : 65 ) أنظر أيضا ( يو 19 : 3 ) وفى كل ذلك قيل عنه " ظلم . أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاه تساق إلى الذبح  " ( إش 53 : 7 )

·        أما عبد رئيس الكهنة الذى لطمه . وهو لا يدرى ماذا يفعله . فإن السيد أراد أن ينبهه إلى اندفاعه إلى الخطأ بغير معرفة . فقال له " إن كنت فعلت رديا ، فاشهد على الردى " لم يكن هذا من المسيح دفاعا عن نفسه ، وإنما نصيحة لشخص مخطئ مندفع .

25

ملابس هارون أم سليمان ؟

سؤال

لماذا مدح الله ملابس سليمان ( مت 6 : 29 ) ولم يمدح ملابس هارون أول كاهن على الأرض ؟! فى حين أن الله هو الذى أمر موسى أن يعد لهارون ملابسه ؟

الجواب

أولا : أحب أن أقول لك إن هارون لم يكن أول كاهن على الأرض ؟ فقبلاً كان الآباء الأول كهنة نوح وأيوب وابراهيم واسحق ويعقوب . وكلهم بنوا مذابح ، وقدموا لله محرقات .

غلطة أخرى فى سؤالك وهى قولك عن الرب  ولم يمدح ملابس هارون "!! وفى الواقع إن الله قد امتدح ملابس هارون ، إذ قال لموسى النبى " اصنع ثيابا مقدسة لهرون أخيك للمجد والبهاء . وتكلم جميع حكماء القلوب الذى ملأتهم روح حكمة أن يصنعوا ثياب هرون لتقديسه ليكهن لى " ( خر 28 : 2 ، 3 ) .

وهكذا وصف الله ثياب هرون بثلاثة أوصاف هى القدسية والمجد والبهاء . ولم يصف ثياب سليمان بشئ  من هذا ،بل قال إنها كانت أقل جمالاً من الزنابق ، إذ قال عن الزنابق  و لا سليمان فى كل مجده كان يلبس كواحدة منها " ( مت 6 : 29 ) .

ولم يكن من اللائق أن تذكر هنا ملابس هرون وتوصف بأنها أقل من الزنابق فى جمالها !! بينما الله نفسه هو الذى اختارها ووصفها . وحكماء القلوب الذين ملأهم الرب حكمة ، هم الذين صنعوها . لا شك أن ملابس هرون كانت أجمل من ملابس سليمان .

26

 هل نقض المسيح شريعة موسى وكون شريعة جديدة ؟!

سؤال

فى أكثر من مرة فى العظة على الجبل ، قال السيد المسيح  " سمعتم إنه قيل للقدماء أما أنا فأقول كم .. " ( مت 5 )

فهل معنى هذا ، أنه نقض شريعة موسى ، وقدم شريعة جديدة ؟ كما يظهر من قوله مثلاً : سمعتم أنه قيل عين بعين ، وسن بسن . وأما أنا فأقول لكم : من لطمك على خدك الأيمن ، فحول له الآخر أيضا "" ( مت 5 : 38 ، 39 ) والأمثلة كثيرة .

الجواب

السيد المسيح لم ينقض شريعة موسى . ويكفى فى ذلك قوله :  " لا تظنوا أنى جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء . ما جئت لأنقض بل لأكمل . فإنى الحق أقول لكم : إلى أن تزول السماء والأرض ، لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل " ( مت 5 : 17 ، 18 )

إذن لا نقول فقط ، إن شريعة العهد القديم لم تلغ ولم تنقض . بل أن حرفا واحدا منها لا يمكن أن يزول .

إذن ما معنى : قيل لكم عين بعين ، وسن بسن ؟

إن هذا كان شريعة للقضاء ، وليس لتعامل الأفراد .

بهذا يحكم القاضى حين يفصل فى الخصومات بين الناس . ولكن ليس للناس أن يتعاملوا هكذا بعضهم مع البعض الآخر .

ولكن إن فهم الناس خطأ أنه هكذا ينبغى أن يتعاملوا !! فإن السيد المسيح يصحح مفهومهم الخائ بقوله : من ضربك على خدك ، حول له الآخر أيضا  .

و هكذا تابع الحديث معهم قائلاً :

 " سمعتم أنه قيل : تحب قريبك و تبغض عدوك . و أما أنا فأقول لكم : أحبوا أعداءكم ، باركوا لاعينكم ، أحسنوا إلي مبغضيكم . و صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم و يردونكم " ( مت 5 : 43 ، 44 ) .

هنا لم ينقض السيد المسيح الشريعة القديمة ، و إنما صحح مفهومهم عن معني القريب . إذ كانوا يظنون أن قريبهم هو اليهودي حسب الجنس . أما السيد المسيح فبين لهم أن قريبهم هو الإنسان عموماً ، ابن آدم و حواء .

فكل إنسان يجب أن يقابلوا إساءته بالإحسان . فالمفهوم الحقيقي للشريعة هو هذا . بل إن هذا يتفق مع الضمير البشري ، حتي من قبل شريعة موسي .. و هذا ما سار عليه الآباء و الأنبياء ، قبل الشريعة و بعدها 

مثال ذلك يوسف الصديق ، الذي تاَمر عليه أخوته و أرادوا أن يقتلوه ، ثم طرحوه في بئر ز و أخيراً بيع كعبد للإسماعيليين ،فباعوه إلي فوطيفار ( تك 37 ) . يوسف هذا أحسن إلي أخوته ، و أسكنهم في أرض جاسان ، و عالهم هم و أولادهم . و لم ينتقم منهم ، و لم يعاملهم عيناً بعين و لا سناً بسن . بل قال لهم : " لا تخافوا . أنتم قصدتم  لي شراً . أما الله فقصد به خيراً .. فالآن لا تخافوا . أنا أعولكم وأولادكم .. و يب قلوبهم " ( تك 5. : 19 - 21 ) .

أتري كان يوسف في مستوي أعلي من الشريعة ؟! حاشا .

و لكن اليهود ما كانوا يفهمون الشريعة . فصحح المسيح مفهومهم .

ووصل إلي محبة العدو ، و الإحسان إلي المبغضين و المسيئين من قبل أن ينادي المسيح بهذه الوصية ...

مثال اَخر مشابه هو موسي النبي : لما تزوج المرأة الكوشية ، تقولت عليه مريم مع هارون . فلما وبخهما الرب علي ذلك ، و ضرب مريم بالبرص ، حينئذ تشفع فيها موسي ، و صرخ إلي قائلاً : اللهم اشفها " ( عد 12 : 13 ) . لم يقل في قلبه إنها تستحق العقوبة لإساءتها إليه ، بل صلي من أجلها ( عد 12 : 13 ) .

و هكذا نري أن موسي النبي الذي نقل إلي الشعب وصية الرب : عين بعين و سن بسن ، لم ينفذها في معاملاته الخاصة .

بل نفذ وصية المسيح قبل أن يقولها بأربعة عشر قرناً : صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم . إنه المفهوم الحقيقي لمشيئة الله .

نفس الوضع كان في تعامل داود النبي مع شاول الملك الذي أساء إليه ، و حاول قتله أكثر من مرة . و لكن لما وقع شاول في يده ، لم يعامله داود بالمثل . و لم بسمع لنصيحة عبيده بقتله . بل قال : حاشا لي أن أمد يدي إلي مسيح الرب . و وبخ رجاله و لم يدعهم يقومون علي شاول ( 1 صم 24 : 6 ، 7 ) . بل أن داود بكي علي شاول فيما بعد لما مات .

 و رثاه بنشيد مؤثر ، و أحسن إلي أهل بيته ( 2 صم 1 ) ( 2 صم 9 : 1 ) .

إذن شريعة الله هي هي ، لم تنقض و لم تلغ .

و الله   ليس عنده تغيير و لا ظل دوران " ( يع 1 : 17 ) .

إنما السيد المسيح قد صحح مفهموم الناس لشريعة موسي ، و وصل بهم إلي مستوي الكمال ، الذي يناسب عمل الروح القدس فيهم .

قال " سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن . أما أنا فأقول لكم : إن كل من ينظر إلي إمراة ليشتهيها ، فقد زني بها في قلبه  ( مت 5 : 27 ، 28 ) .

إنه لم ينقض الشريعة . فوصية  لا تزن " لا تزال باقية كما هي . و كل إنسان مطالب بحياة العفة و الطهارة . و لكن السيد المسيح وسع فهمهم للوصية . فليس الزنا فقط هو إكما الفعل بالجسد ، بل هناك نجاسة القلب أيضاً . و شهوة الزنا التي تبدأ في القلب ، و تظهر في حاسة النظر . و هكذا نهي السيد ىعن النظرة الشهوانية ، و اعتبرها زنا في القلب . و أمر بضبط حاسة البصر فلا تخطئ .

 و لعل هذا يذكرنا بما قاله أيوب الصديق ( في العهد القديم ) :

 " عهداً قطعت لعيني ، فكيف أتطلع في عذراء ؟‍‍ " ( أي  31 : 1 ) .

بنفس السمو في الفهم ، قال سيدنا يسوع المسيح أيضاً :

" سمعتم أنه قيل للقدماء : لا تقتل . و من قتل يكون مستوجب الحكم . و أما أنا فأقول لكم : إن كل من يغضب علي أخيه باطلاً ، يكون مستوجب الحكم .." ( مت 5 : 21 ، 22 ) .

وصية " لا تقتل " لا تزال قائمة كما هى ، لم تلغ . ولكن السيد المسيح حرم الخطوة الأولى المؤدية إليها ، وهى الغضب الباطل ..فكل جريمة قتل تبدأ بالغضب ، كما أن كل خطية زنا ، تبدأ بشهوة فى القلب . والسيد المسيح فى عظته على الجبل ، منع الخطوة الأولى المؤدية إلى خطية  إذن لم تنقض ، بل بقيت كما هى . وإنما أكمل الرب فهم الناس لها فوسع مفهومها ، وسما بمعانيها . ومنع أسباب الخطية ، والخطوة الأولى المؤدية إليها .

بقيت نقة هامة تخص بالرمز ، و ما يرمز إليه .

و من أمثلة ذلك الذبائح الحيوانية ، و كانت ترمز إلي السيد المسيح .

خذوا الفصح مثالاً: و كيف كان المحتمي وراء الأبواب المرشوشة بالدم ، ينجو من سيف المهلك ، حسب قول الرب  و يكون لكم الدم علامة علي البيوت . فأري الدم و أعبر عنكم . فلا يكون عليكم ضربة للهلاك " ( خر 12 : 13 ) . و كان الفصح رمزاً للسيد المسيح ، فيقول القديس بولس الرسول " لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذبح لأجلنا " ( 1 كو 5 : 7 ) .

صار المسيح هو الفصح ، و هو أيضاً ذبيحة المحرقة و ذبيحة الخططية و ذبيحة الإثم و ذبيحة السلامة . لم تلغ تلك الذبائح ، إنما كملت في المسيح .

و كذلك الأعياد و رموزها ، و باقي قواعد النجاسات و التطهير .

دم الذبائح كان رمزاً لدم السيد المسيح . و لا يزال المذبح موجوداً في العهد الجديد ، و لكن ليس لذبائح حيوانية ، و إنما لذبيحة المسيح و دمه الذي يطهر من كل خطية (  1 يو 1 : 7 ) .

و الكهنوت الهاروني في العهد القديم ، كان يرمز إلي كهنوت ملكي كما قيل في المزمور  " أنت هو الكاهن إلي الأبد علي قس ملكي صادق " ( مز 11. : 4 ) . و هكذا لم يلغ الكهنوت ، و لكنه "" قد تغير " ( عب 7 : 12 ) .

بقيت الشريعة . و لكن لما أتي المزمور إليه ، حل محل الرمز .

27

 مذاود خيل سليمان

سؤال

من المعروف أن سليمان الملك كان غنياً جداً . و كان له إثنا عشر ألف فارس لمركباته . و لكن الأمر الذي يبدو فيه خلاف ، هو عدد مذاود خيل مركباته ...

فقد ورد في سفر الملوك الأول : " و كان لسليمان أربعون ألف مذود لخيل مركباته ، و إثنان عشر ألف فارس  ( 1 مل 4 : 26 ) . بينما ورد في سفر أخبار الأيام الثاني " و كان لسليمان أربعة اَلاف مذود خيل و مركبات ، و أثنا عشر ألف فارس " .

الجواب

لا يوجد خلاف إطلاقاً ، إن عرفنا ما هو المقصود بمعني كلمة مذود ..

كانت كلمة مذود تعني أمرين : إما المذود الخاص بكل حصان علي حده لكي يأكل منه . و إما المبني الذي توجد فيه هذه المذاود الفردية .

 مثلما نقول عن مبنى إنه " دورة مياه " فإن دخل إنسان فيه ، يجد عشر دورات مياه يمكن أن تصلح لاستخدام عشرة أشخاص ... كل واحدة منها تسمى دورة مياه ، والمبنى كله يسمى دورة مياه ..

هكذا كان الأمر بالنسبة إلفى مذود خيل مركبات سليمان . كان يوجد أربعة آلاف مبنى للمذاود . وفى داخل كل مبنى منها ، توجد عشرة مذاود فردية تصلح لعشرة من الخيول تأكل منها ...

إسم " مدن المركبات " ( 2 أى 9 : 25 )

مثال آخر : تقول ذهب طلبة الجامعة إلى موائد الطعام . كل مائدة عبارة عن صالة واسعة تضم داخلها عشر طرابيزات . وكل ترابيزة  تسمى مائدة . بينما الصالة التى تضم كل هذه الموائد يطلق عليها " مائدة طعام "  فهى إذن مائدة تضم موائد . مثلها كا مبنى من مذاود سليمان يضم داخله عدداً من المذاود الفردية .

كانت مذاود خيل مركبات سليمان ، تكفى لأربعين  ألفا من الخيل . والمركبة الواحدة يمكن أن يجرها أربعة خيول ويقودها فارس واحد . وهكذا تحتاج إلى عشرة آلاف فارس . فإن كانت بعض المركبات يجرها عشرة خيول ، بينما مركبات أخرى يجرها إثنان فقط ، إذن يحتاج الأمر كما كتب إلى إثنى عشر ألف فارس.

28

لا يمضى هذا الجيل حتى يكون هذا كله

سؤال

ورد فى ( مت 24 ) وفى مر 13 ) علامات كثيرة عن نهاية العالم ومجئ السيد المسيح ثم قال الرب " الحق أقول لكم لا يمضى هذا الجيل حتى يكون هذا كله " ( مت 24 : 34 )  ( مر 13 : 3. )

فكيف هذا  ؟ لقد أنقضى ذلك الجيل وأجيال كثيرة بعده ، ولم يأت المسيح ولا انتهى العالم ! فما التفسير ؟

الجواب

فى الواقع أن كلاً من ( مت 24 ) ، (مر 13 ) يحويان نبوءتين : إحدهما عن نهاية العالم ، والأخرى عن خراب أورشليم . وقد قيل " لا يمضى هذا حتى يكون هذا كله " عن خراب أورشليم ، وليس عن نهاية العالم

وفعلاً خربت أورشليم على يد تيطس الرومانى سنة 7. م ، فى ذلك الجيل ، حسب قول السيد الرب .

وسنوضح الآن هاتين النبوءتين :

 أما الآيات الخاصة بنهاية العالم فهى كقوله " ليس المنتهى بعد .. هذه مبتدأ الأوجاع " لأنه حينئذ يكون ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم ، ولن يكون . ولو لم تقصر تلك الأيام ، لم يخلص جسد ... سيقوم أنبياء كذبة و مسحاء كذبة ، و يعون آيات عظيمة و عجائب ، حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضاً  ( مت 21:24_24) إلى أن يقول " و للوقت بعد ضيق تلك الأيام ، تظلم الشمس ، و القمر لا تعطى ضوءه ، و النجوم تسقط من السماء ، و قوات السماوات تتزعزع . و حينئذ تظهر علامة ابن الإنسان فى السماء .. (مت29:24_3.) (مر19:13_26).

     أما النبوءات الخاصة بخراب أورشليم ، و التى تمت فى ذلك الجيل فهى :

 صلوا لئلا يكون هربكم فى شتاء و لا فى سبت  لأنه فى نهاية العالم ، لا يكون هناك هروب . كما يتساوى فى ذلك الشتاء و الصيف ، و السبت أيضاً ‍‍!

و أيضاً قوله  حينئذ يكون الثانى فى الحقل : يؤخذ الواحد و يترك الأخر . إثنتان تحنان على الرحى : تؤخذ الواحدة ، و تترك الأخرى  (مت4.:24) . ففى نهاية العالم و مجئ المسيح ، لا يؤخذ الواحد ، و يترك الآخر ! بل إن هذا كله عن وقت خراب أورشليم ...

     و قوله أيضاً فحينئذ ليهرب الذين فى اليهودية إلى الجبال . و الذى على السطح ، لا ينزل إلى البيت ، و لا يدخل ليأخذ من بيته شيئاً ( مر14:13،15) . كل هذا قيل عن خراب أورشليم ، لأنه فى نهاية العالم ، لا ينفع الهروب من اليهودية إلى الجبال !

عن أمثال هذه الأمور ، قال الرب : الحق أقول لكم لا يمضى هذا الجيل ، حتى يكون هذا كله .

و فعلاً ، كان ذلك كله فى وقت هجوم الجيش الرومانى على أورشليم سنة 7.م ، أى بعد أن قال السيد المسيح تلك النبوءة بحوالى 36سنة ( من سنة صلبه 34م إلى سنة الهجوم على أورشليم فى 7.م ) .

29

هل موسى النبي هو كاتب التوراه ؟

سؤال

نحن نعلم أن موسى النبى هو كاتب الأسفار الخمسة الأولى ( التوراة ) . و لكن ما إثبات هذا الإعتقاد لمن يسألنا ؟

     و أن كان موسى النبى هو كاتبها ، فكيف ذكر فى أخرها خبر وفاته ؟ هل يعقل أن يكتب إنسان خبر وفاته بنفسه ؟

الجواب

     موسى النبى كتب الأسفار الخمسة كلها ماعدا خبر وفاته طبعاً ( تث5:34_12) . فهذه الفقرة الأخيرة من سفر التثنية ، كتبها تلميذه و خليفته يشوع . و كان يمكن أن ترد فى أول سفر يشوع الذى بدأ بعبارة  و كان بعد موت موسى عبد الرب ..  (يش1:1) . و لكن رؤى من الأفضل أن يكتب خبر موت موسى النبى و دفنه فى آخر الأسفار الخمسة ، استكمالاً لتاريخ تلك الفترة التى تشمل حياة موسى النبى و عمله ، و هو أشهر نبى فى تاريخ العهد القديم كله .

أما كتابة موسى لكل أسفار التوراة فواضح . و الأدلة علية كثيرة من نصوص العهد القديم و العهد الجديد . و منها :

1-      الله أمر موسى بكتابة الشريعة و الأحداث :

أن الله كان يأمر موسى بكتابة الأحداث الجارية و بكتابة الشريعة : فمن ذلك ما حدث بعد هزيمة عماليق ، إذ ورد فى سفر الخروج  و قال الرب لموسى أكتب هذا تذكاراً فى الكتاب ، وضعه فى مسامع يسوع  (خر4:17).

و بعدما أعطى الله الشريعة لموسى أمره بكتابتها  و قال الرب لموسى أكتب لنفسك هذه الكلمات . لأننى بحسب هذه الكلمات قطعت عهداً معك و مع إسرائيل  (خر7:34).

2-      موسى نفذ أمر الله وكتب :

ورد فى سفر العدد عن تحركات بنى إسرائيل  " وكتب موسى مخارجهم برحلاتهم بحسب قلول الرب " ( عد 33 : 2 )

 

وورد فى سفر التثنية عن كتابة الشريعة " وكتب موسى هذه التوراة ، وسلمها للكهنة بنى لاوى حاملى تابوت عهد الرب ولجميع شيوخ إسرائيل " ( تث 31 : 9 )

وورد أيضا : " فعندما كمل موسى كتابة كلمات هذه التوراة  فى كتاب إلى تمامها ، أمر موسى اللاويين حاملى تابوت عهد الرب قائلاً : خذوا كتاب التوراه هذا ، وضعوه بجانبتابوت عهد الرب " ( تث 31 : 24 – 26 ) .

3-شهد المسيح أن موسى كتب التوراه : لا

فى مناقشة السيد المسيح لليهود ، قال لهم : لأنكم لو كنتم تصدقون موسى لكنتم تصدقوننى ، لأنه هو كتل عنى ، فإن كنتم لستم تصدقون كتب ذاك ، فكيف تصدقون كلامى " ( يو 5 : 46 )

وفى رده على الصدوقيين الذين ينكرون قيامة الأموات ، قال لهم : وأما من جهة الأموات أنهم يقومون ، أفما قرأتم فى كتاب موسى فى أمرالعليقة كيف كلمه الله قائلاً  " أنا إله ابراهيم وإله اسحق ، وإله يعقوب " ( مر 12 : 26 )

وفى مقابلته لتلميذى عمواس بعد قيامته ، يقول الكتاب : ثم إبتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به فى جميع الكتب " ( يو 24 : 27 )

4-وشهد الرسل والأنبياء أن موسى هو كاتبها :

ورد فى إنجيل يوحنا أن فليبس وجد نثنائيل ، وقال له : "وجدنا الذى كتب عنه فى الناموس والأنبياء "( يو 1 : 45 )

وبولس الرسول يشهد بكتابة موسى للتوراه فيقول فى رسالته إلى أهل رومية  ( 1. : 5 ) لأن موسى يكتب فى البر الذى بالناموس إن الإنسان الذى يفعلها سيحيا بها " وفى رسالته الثانية إلى كورنثوس ( 3 : 15 ) يقول عن اليهود  " لكن حتى اليوم حين يقرأ موسى ( أى التوراه ) البرقع موضوع على قلوبهم " .

ويعقوب الرسول يقول فى مجمع أورشليم " لأن موسى منذ أجيال قديمة له فى كل مدينة من يكرز به ، إذ يقرأ فى المجامع كل سبت  " ( أع 15 : 21 ) .

وابراهيم أبو الآباء يشهد بذلك فى كلامه مع الغنى الذى لم يحسن إلى لعازر المسكين ( لو 19 : 26 ) " وقال له ابراهيم : عندهم موسى والأنبياء ليسمعوا منهم .. " يقصد كتب موسى والأنبياء .

5- وشهد اليهود بهذا أيضا أمام المسيح :

إذ جاء قوم من الصدوقيين إلى المسيح قائلين " يامعلم ، كتب لنا موسى أن مات لأحد أخ و ترك إمرأة و لم يخلف أولاداً أن يأخذ أخوه إمرأته و يقيم نسلاً لأخيه  (مر19:12) .

6- و سميت التوراة شريعة موسى ، أو ناموس موسى :

قال السيد المسيح لليهود " فإن كان الإنسان يقبل الختان فى السبت لئلا ينقض ناموس موسى ، افتخون على لأنى شفيت إنساناً كله فى السبت  (يو23:7) .

و قيل عن السيدة العذراء  و لما تمت أيام تهيرها حسب شريعة موسى صعدوا به إلى أورشليم ليقدموه للرب  (لو22:2) .

 و قال بولس الرسول فى رسالته إلى العبرانيين (28:1.) " من خالف ناموس موسى فعلى شاهدين أو ثلاثة شهود يموت بلا رأفة " .

و قال فى رسالته الأولى إلى كورنثوس (9:9) " فإنه مكتوب فى ناموس موسى لا تكم ثوراً دارساً  .

و فى نقاشه مع اليهود يقول سفر أعمال الرسول (23:28)  فطفق يشرح لهم شاهداً بملكوت الله و مقنعاً أياهم من ناموس موسى و الأنبياء  " .

و يوحنا الرسول يقول  لأن الناموس بموسى أعطى  (يو17:1) .

اقرأ أيضاً (أع39:13) (أع5:15) (اع22:26) (يو19:7) .

7- تنسب لموسى أقوال الله التى فاه بها موسى :

قال السيد المسيح :  لأن موسى قال اكرم أباك و أمك ، و من يشتم أباً أو أماً فليمت موتاً " (مر1.:7) .

و قال لليهود  موسى من أجل قساوة قلوبكم أذن لكم أن تطلقوا نساءكم ، و لكن من البدء لم يكن هكذا " (مت7:19) .

و قال للأبرص  أر نفسك للكاهن و قدم القربان الذى أمر به موسى شهادة لهم " (مت4:8) .

و قال اليهود للمسيح عندما قدموا له المرأة الزانية :  موسى فى الناموس أوصانا أن مثل هذه ترجم  (يو5:8) .

8- موسى هو أنسب شخص للكتابة :

إن موسى النبى هو أكثر الأشخاص صلة بالحوادث . و توجد أشياء خاصة به وحده مثل ظهور الرب له فى العليقة ، و كلام الرب معه على الجبل ، و الوصايا التى أعطاها له و التفاصيل العديدة الخاصة بأوصاف خيمة الإجتماع .

و لا شك أن موسى كان بعرف الكتابة و القراءة بعاً ، فهو قد تهذب بكل حكمة المصريين " (أع22:7) .

30

ويل للحبالى و المرضعات..

سؤال

فى إنجيل متى الأصحاح 24 الذى يتحدث عن المجئ الثانى للسيد المسيح ، يقول الرب " ويل للحبالى و المرضعات فى تلك الأيام . و صلوا لكى لا يكون هربكم فى شتاء " (مت19:24،2.) . و نفس الكلام يقول أيضاً فى (مر17:13،18). و هو الإصحاح الذى يتحدث فيه عن المجئ الثانى . فما تفسير هاتين العبارتين ؟

الجواب

فى الواقع أن أصحاح (مت24) . و كذلك (مر13) . يتحدث كل منهما عن موضوعين هما : المجئ الثانى ، و خراب أورشليم .

و عبارة " ويل للحبالى و المرضعات فى تلك الأيام " و أيضاً " صلوا لكى لا يكون هربكم فى شتاء  هما عن خراب أورشليم .

لأن المجئ الثانى سوف تصحبه القيامة (يو28:5،9) . كما ستصحبه الدينونة أيضاً (مت27:16) (مت31:25_46) . و بعاً فى القيامة و الدينونة سوف لا يكون هرب ، و يتساوى فيها الشتاء و الصيف .

و بعاً أثناء هجوم الجيش الرومانى و خراب أورشليم ، سيكون الهرب صعباً على الحبالى و المرضعات ، لأنهم إما يحملن جنيناً داخلهن ، أو فلاً على أكتافهن . و هكذا يكون الهرب على جبال أورشليم أمراً خطراً

و مما يدل على أن هذا الجزء خاص بخراب أورشليم ، قول الرب  حينئذ يهرب الذين فى اليهودية إلى الجبال . و الذى على السح فلا ينزل إلى البيت ليأخذ من بيته شيئاً  (مر14:13،15) . و هذا لا ينبق بعاً على مجئ المسيح و الدينونة .

31

هل العهدان القديم و الجديد عهدان متمايزان بين البنوة و العبودية و النعمة و القسوة ؟!

سؤال

هل العهد القديم يمثل العبودية لله ، بينما العهد الجديد يمثل البنوة لله ؟ أى كنا عبيداً فصرنا أبناء .. ؟ وهل العهد القديم يمثل معاملة الله القاسية على البشر ، بينما العهد الجديد هو عهد النعمة والمواهب ؟

وهل فى العهد القديم كنا نعامل بالخوف ، وصرنا نعامل بالحب ؟

 الجواب

الله لا يتغير ، هو فى العهد القديم كما هو فى العهد الجديد . ومعاملاته هى هى كما سنرى . وكما قيل عنه " هو هو أمسا واليوم وإلى الأبد " ( عب 13 : 8 ) " ليس عنده تغيير ولا ظل دوران ( يع 1 : 17 )

 كان أبا وسيداً ، فى العهد القديم وفى العهد الجديد . وبالتالى كنا نحن أبناء وعبيداً فى العهدين كليهما ، القديم والجديد .

وكانت تربط الله بالبشر علاقة الحب فى كلا العهدين . وكان يقودهم أحيانا بالحزم والعقوبة من جهته ، وبالخوف من جهتهم ..

الله لم يتغير ، ولا معاملاته . ولكن الناس يتغيرون .

ولنأخذ مثلاً لذلك أهل نينوى :

فى خطيتهم أرسل الله إليهم يونان النبى لينادى عليهم بالهلاك . و فى توبتهم قال الله " أفلا أشفق أنا على نينوى المدينة العظيمة ..  (يون11:4) . الله يتغير فى حكمه . و لكن أهل نينوى هم الذين تغيروا . فى وقت كانوا يستحقون العقوبة . و فى وقت آخر كانوا يستحقون التوبة .

و لنتناول الآن عناصر السؤال و نبقها على العهدين .

البنوة

منذ بدء تاريخ البشرية ، كان البشر أبناء الله .

·        آدم نفسه قيل إنه ابن الله (لو38:3).

·        و كذلك ابناء آدم شيث و أنوش . قيل  حينئذ أبتدئ أن يدعى باسم الرب  (تك26:4) . و هكذا فإن أبناء شيث و أنوش دعوا – فى قصةالوفان -  أبناء الله فقيل  إن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات ، فاتخذوا لأنفسهم نساء .." (تك2:6) . أما تعبير  بنات الناس " . فاطلق على بنات قايين الذى لعن من الله (تك11:4) . و أصبح أبناء الله هم النسل المبارك .

·        و لما أختار الله شعباً و ميزه على الأمم الوثنية ، دعاه إبناً له . فقال  إسرائيل ابنى البكر  (خر22:4) . و أمر موسى أن يقول لفرعون :  هكذا يقول الرب .. ألق إبنى ليعبدنى  (خر23:4) .

·        و لما عصى هؤلاء على الله ، قال ربيت بنين و نشأتهم . أما هم فعصوا على  (أش2:1) . و قال لهم فى المزمور  ألم أقل أنكم آلهة ، و بنى العلى تدعون . و لكنكم مثل البشر تموتون ، و كأحد الرؤساء تسقون  (مز6:82،7) .

·        و عن هؤلاء قال المرتل فى المزمور  قدموا للرب يا أبناء الله ، قدموا للرب مجداً لإسمه  (مز1:28،2).

·        و قد تغنى أشعياء النبى بهذه البنوة فقال للرب  تلع من السماء ، وانظر من مسكن قدسك و مجدك .. فإنك أنت أبونا .. أنت يا رب أبونا و لينا منذ الأبد إسمك  (أش15:63،16) . و قال أيضاً  و الآن يا رب ، أنت أبونا . نحن الين و أنت جابلنا ، و كلنا عمل يديك  (أش8:64) .

·        هذا عن الشعب كله و من جهة الأفراد ، يقول الرب لكل من يؤمن به  يا ابنى أعنى قلبك ، و لتلاحظ عيناك رقى  (أم26:23).

·        و قال لداود النبى عن سليمان إبنه  أقيم بعدك نسلك ، الذى يخرج من أحشائك ، و أثبت مملكته .. أنا أكون له أباً و هو يكون لى إبناً  (2صم12:7،14) (1أى13:17).

·        إذن البنوة لله كانت معروفة فى العهد القديم تكلم بها الله ، و تكلم بها الناس . و تكلم بها الله للناس .

و لكن نتيجة للعصر الوثنى الذى ساد الأمم فى العهد القديم ، لم تكن هذه البنوة لله قائمة فى عمق أفكار الناس ، و أن صلى بها اشعياء النبى . فجاء السيد المسيح و كشف أعماقها ، و تحدث عنها كثيراً . و أن كان قد أمرنا قائلاً " و متى صليتم فقولوا أبانا الذى فى السموات  (مت6) . فقد سبق اشعياء النبى و قال فى صلاته  أنت يا الله أبونا  (أش64:63).

العبودية

·        كان الناس عبيد لله فى العهد القديم. وأيضا ما أكثر  الأمثلة التى دعى فيها أبناء الله عبيداً فى العهد الجديد حتى الآباء الرسل ، وكل وكلاء الله على الأرض والملائكة وكل الذين يخلصون ..

·        فى محاسبة أصحاب الوزنات ، قال الرب  فى هذا المثل أتى سيد أولئك العبيد وحاسبهم . فقال للذى أخذ الخمس وزنات : نعما أيها العبد الصالح والأمين . كنت ـمينا فى القليل ، فأقيمك على الكثير . أدخل إلى فرح سيدك . ونفس الكلمات قالها لصاحب الوزنتين (مت 25 : 19 – 23 )

 نلاحظ هنا كلمتى عبد ، وسيدك . وقد قيلت لأصحاب الوزنات .

أى للخدام الكبار ، أصحاب المواهب والمسئوليات ، الأشخاص الناجحين فى خدمتهم الذين نالوا تطويبا ومكافأة من الرب ، ودخلوا إلى نعيمه الأبدى .

·        ولما تكلم الرب عن السهر والاستعداد ، قال " طوبى لأولئك العبيد الذين إذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين " ( لو 12 : 37 ) لاحظوا أن استخدم كلمة ( عبيد) فقال له بطرس : يارب ألنا قلت هذا المثل  أم قلته للجميع أيضا ؟ فأجاب الرب " يا ترى من هو الوكيل الأمين الحكيم الذى يقيمه سيده على عبيده ليعطيهم طعامهم فى حينه . وبى لذلك العبد الذى إذا جاء سيده يجده هكذا " ( لو 12 : 41 – 43 )

نلاحظ هنا أن جميع المؤمنين دعوا عبيداً .

وحتى الوكيل الحكيم الأمين دعى أيضا عبداً .

إن إعتبارا أبناء فى العهد الجديد ، لا تمنع كوننا عبيدا أيضا .

·        و قال السيد المسيح لتلاميذه : أنتم تدعونني معلماً و سيداً . و حسنا تقولون لأني أنا كذلك " ( يو 13 : 13 ) . فنلاحظ أنه استخدم عبارة ( سيد ) حتي في مناسبة غسلة لأرجلهم .

·        و قال لتلاميذه حينما اختارهم و أرسلهم : " ليس التلميذ أفضل من المعلم ، و لا العبد أفضل من سيده . يكفي التلميذ أن يكون كمعلمه ، و السيد كسيده . إن كانوا قد لقبوا رب البيت بعلزبول . فكم بالحري أهل بيته ؟! فلا تخافوهم .. " ( مت 1. : 24-26 ) .

·        نلاحظ هنا أنه إستخدم عبارتي عبد ، و سيد . في الحديث مع الرسل ، عن الرسل ، علي الرغم من البنوة و التلمذة و الرسولية .

·        و قال الرب في سفر يوئيل النبي في النبوءة عن يوم الخمسين في العهد الجديد " و يكون في الأيام الأخيرة أنني أسكب من روحي علي كل بشر .. و علي عبيدي أيضاً و أمائي ، أسكب من روحي في تلك الأيام ، فيتنبأون  ‎" ( أع 2 : 16 – 18 ) ( يوئيل 2 : 28 ، 29 ) .

نلاحظ أنه أطلق عبارتي عبيد و إماء ، علي أولئك الذين يسكب عليهم من زوحه القدوس ، فيتنبأون و يعملون معجزات .

·        و في العهد الجديد أيضاً ،و في العصر الرسول ، نجد أن المؤمنين " رفعوا بنفس واحدة صوتاً إلي الله و قالوا " .. امنح عبيدك أن يتكلموا بكلامك بكل مجاهرة " " و لما صلوا تزعزع المكان " ( أع 4 : 3. ، 31 ) .

قالوا للرب ( عبيدك ) عن الآباء الرسل الذين كانوا يبشرون .

* نلاحظ أن القديس بولس الرسول كان يلقب نفسه بكلمة ( عبد ) .

فيقول " بولس عبد ليسوع المسيح ، المدعو رسولاً المفرز لإنجيل الله " ( رو 1 : 1 ) " بولس و تيموثاوس عبدا يسوع المسيح إلي جميع القديسين في المسيح يسوع " ( فى 1 : 1 ) " بولس عبد الله ورسول يسوع المسيح " ( تى 1 : 1 ) .

·        وكبار القديسين والقديسات قال إنهم عبيد وإماء .

·         ويكفى أن السيدة العذراء قالت للملاك المبشر " هوذا أنا أمة الرب ، ليكن لى كقولك  ( لو 1 : 38 ) وسمعان الشيخ لما حمل الطفل يسوع ، قال " الأن يا سيدى تطلق عبدك بسلام حسب قولك ، لأن عينى قد أبصرتا خلاصك " ( لو 2 : 29 ، 3. )

·        وقال الرب فى سفر زكريا النبى " كلامى وفرائضى التى أوصيت بها عبيدى الأنبياء .. " ( زك 1 : 6 ) . فدعا الأنبياء عبيداً

·        ليس هذا فى العهد القديم فقط ، بل أيضا سفر الرؤيا فى آخر العهد الجديد يبدأ بعبارة " إعلان يسوع المسيح الذى أعطاه الله إياه ليرى عبيده ما لابد أن يكون عن قريب . وبينه مرسلاً بيد ملاكه لعبده يوحنا "بيد ملاكه لعبده يوحنا . " ( رؤ 1 : 1 ) فالمؤمنين جميعاً لقبهم بكلمة ( عبيد  ) وأيضا يوحنا الرسول الحبيب قال إنه عبده يوحنا .

·        وجميع الأبرار الصالحين ، قال لهم الرب  كذلك أنتم أيضا متى فعلتم ما أمرتم به فقولوا إننا عبيد بطالون  " ( لو 17 : 1. )

·        إذن عبارة أطلقت على كل القديسين فى العهد القديم والحديث وحتى على الملائكة أيضا .

فنرى أن الملاك العظيم فقى سفر الرؤيا الذى أراد يوحنا الرسول أن يسجد له ، امتنع قائلاً ليوحنا " لا تفعل . أنا عبد معك " ( رؤ 19 : 1. ) وقيل أيضا " عرش الله .. وعبيده يخدمونه " ( رؤ 22 : 3 )

كلنا عبيد لله ، لأنه هو خالقنا  . على الرغم من كوننا أبناءه .

لا تقل إذن إن البشر كانوا عبيداً فى العهد القديم ، وصاروا أبناء فى العهد الجديد . فهم فى العهدين كليهما عبيد وأبناء .

الحنو والعقوبة

·        لا نستطيع أن نقول إن العهد القديم كان عهد عقوبة ، بينما العهد الجديد هو عهد الحنو . ففى العهدين توجد العقوبة والحنو .

حقاً إنه العهد  القديم حدث الطوفان ( تك 6 ) ولكن حتى مع هذا الوفان من حنو الله ، أبقى لنا بقية فى أسرة نوح . كما أنه أقتم مع البشرية عهداً فى قوس قزح ألا يحدث الإقناء مرة أخرى ( تك 8 : 13 15 ) .

وفى العهد القديم كان حرق سادوم . ولا ننسى بشاعة نجاسة أهل سادوم وشذوذهم الجنسى ، لدرجة أنهما أراداً أن يخئا إلى الملاكين ( تك 19 : 5 8 ) ومع ذلك فمن حنو الله أنه سمح لبراهيم أن يناقشه فى الأمر وقبل الرب وساطته فلما قال ابراهيم " عسى أن يوجد هناك عشرة ( أبرار ) فقال الرب : لا أهلك المدينة لأجل العشرة ( تك 18 : 22 ) ومن حنو الله فى قصة سادوم أنه أنقذ منها لوطا وبنتيه .

·        نقطة أخرى لا ننساها فى العهد القديم ، وهو انتشار الوثنية . فكان بقاء عابدى الأصنام معناه بقاء عبادة الأصنام وبقاء الوثنية .

و مع ذلك لما عبد بنو إسرائيل العجل الذهبي أثناء وجود موسي مع الله علي الجبل ، و أراد الله افناءهم .. بلغ من حنوه أنه قبل شفاعة موسي النبي فيهم و لم يفنهم ( خر 32 : 7 14 ) .

و يعوزنا الوقت إن تتعبنا العقوبات في العهد القديم و أسبابها

·        غير أننا نقول إن هناك عقوبات في العهد الجديد أيضاً .

·        و من عقوبات الرب في العهد الجديد ، قوله في العظة علي الجبل " و من قال يا أحمق ، يكون مستوجب نار جهنم " ( مت 5 : 22 ) .

·        و منها قول الرب " يا أورشليم يا أورشليم ياقاتلة الأنبياء و راجمة المرسلين إليها : كم مرة أردت .. و لم تريدوا . هوذا بيتكم يترك لكم خراباً (مت27:23،28) .

·        و قوله لبرس الرسول لما استحى من أن يغسل الرب رجليه : إن لم أغسلك ، لا يكون لك معى نصيب (يو8:13) أى أن يفقد نصيبه الأبدى لمجرد هذا الخطأ .. كذلك انتهاره له يقوله  اذهب عنى ياشيطان .. أنت معثرة لى  (مت23:16) .

·        و من عقوبات العهد الجديد : الحكم على حنانيا و سفيرا بالموت ، لما اختلسا جزءا من مالهما و أنكرا . و لم يعهما برس الرسول فرصة للتوبة (أع5) . لذلك قيل  فصار خوف عظيم على جميع الكنيسة ، على جميع الذين سمعوا بذلك  (أع11:5) .

·        كذلك العقوبة التى أوقعها بولس الرسول على خائ كورنثونس بأن يسلم مثل هذا للشيان لإهلاك الجسد لتخلص الروح فى يوم الرب  (1كو5:5) . و لو أنه عفا عنه فى رسالته الثانية .

·        و من عقوبات العهد الجديد ، ما ورد فى سفر الرؤيا عما يحدث فى أواخر الأيام ، حينما يبوق الملائكة السبع (رؤ9:8) . و ما يحدث لما يسكب الملائكة جاماتهم (رؤ16) . و كذلك دينونة المدينة العظيمة بابل (رؤ18) .

و أخيراً البحيرة المتقدة بالنار و الكبريت ، و هى ليست تتبع العهد القديم فى شئ ...

32

ساقط مثل البرق

 سؤال

قال السيد المسيح  رأيت الشيطان ساقطاً مثل البرق من السماء  (لو18:1.) فهل كان يعنى بهذا أن الشيطان قد إنتهى عمله ؟ و إن كان الأمر هكذا ، فماذا نقول عن حروب الشيطان المستمرة و إغوائه للكثيرين ؟

الجواب

سقوط الشيطان ليس معناه إنتهاء عمله ، إنما إنتهاء جبروته .

و يعنى أنه صار مقيداً كما ورد فى سفر الرؤيا (رؤ2:2.،7) .

و يعنى أيضاً إنتهاء ملكه و رئاسته .. فقد قيل عنه قبل الصليب إنه  رئيس هذا العالم  . كما قال السيد الرب  رئيس هذا العالم يأتى ، و ليس له فى شئ " (يو3.:14) . و كما قال أيضاً  رئيس هذا العالم قد دين  (يو4:16) ...

أما رئاسة الشيطان للعالم ، فكانت بسبب أن العالم قبل الصليب – كان تحت حكم الموت بسبب الخطية . و أيضاً بسبب قوة الشيطان و قتذاك ، و ضعف البشرية ، و هى تلبس الإنسان العتيق (رو6) .

و قد سقط الشيطان ، حينما قيل إن الرب قد ملك (على الصليب ) .

سقطت دولته بالخلاص الذى قدمه الرب بالفداء ، و إنقاذه النفوس التى رقدت على رجاء ، و التى كانت فى أقسام الأرض السفلى (أف8:4_1.). ففتح لها الرب باب الفردوس .

 وسقط الشيطان بالقوة التى وهبت لأولاد الله .

هؤلاء الذين ولدوا بالماء والروح ( يو 3 : 5 ) بغسيل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس " ( تى 3 : 5 ) وفى المعمودية " لبسوا المسيح " ( غل 3 : 27 وفيها صلب الإنسان العتيق ، لكى يبطل جسد الخطية " ( رو 6 : 6 ) وأعطيت للبشرية نعمة تقدر على هزم الشيطان ، مهما ازدادت حروبه لأنه " حيث كثرت الخططية ، ازدادت النعمة جداً " ( رو 5 : 2. ) ولم تكن النعمة لمقاومة الخطية فقط ، وإنما فى العمل الإيجابى فى الكرازة وبناء الملكوت . كما قال القديس بولس الرسول عن خدمته " لا أنا ، بل نعمة الله التى معى " " ونعمته المعطاة لى لم تكن باطلة ، بل أنا تعبت أكثر من جميعهم " ( 1كو 15 : 1. ) . بل قال أيضاً " .. أحيا لا أنا ، بل المسيح يحيا في " ( غل 2 : 2. ) .

بسبب كل هذه البركات ، سقط الشيطان مثل البرق من السماء .

أي سقط من العلو الذي كان فيه . لأنه قبلما ملك الرب بالصليب ، كان الشيطان قد أوقع كل الأمم في عبادة الأصنام . و حتي أن بني إسرائيل الذين كانوا يعبدون الله في ذلك الزمان ، حينما تأخر موسي علي الجبل ، صنع لهم هرون رئيس الكهنة عجلاً ذهبياً فعبدوه ( خر 32 ) . و فيما بعد وقعت مملكة إسرائيل في عبادة الأصنام ، و بخاصة أيام يربعان بن نباط ، و أيام اَخاب بن عمري ( 1 مل 21 : 2. ، 25 ، 26 ) .

و بالقضاء علي عبادة الأصنام ، سقط الشيطان .

ثم ظل يعمل ، و لكن كمقيد ، و ليس بالجبروت القديم .

ليس كما كان في العصور الوثنية بكل أصنامها و فسادها .

علي أن الشيطان سوف يحل من سجنه في اَخر الأيام ، و يخرج ليضل الأمم ( رؤ 2.: 7 ، 8 ) . و لكن الله من أجل المختارين سيقصر تلك الأيام ( مت 24 : 22 ) .

33

 لماذا اللعنة لشجرة التين ؟

سؤال

لماذا لعن السيد المسيح شجرة تين لم يجد فيها إلا ورقاً فقطط و ليس فيها شئ من الثمر . فلما لعنها يبست في الحال ( مت 21 : 18 ، 19 ) . فلماذا لعنها مع أنه قيل " لم يجد شيئاً إلا ورقاً ، لأنه لم يكن وقت التين  ( مر 11 : 13 ) .

الجواب

 كلام كثير قاله عديد من المفسرين في موضوع شجرة التين هذه .. و لكنني أريد أن أشير هنا إلي الناحية الرمزية التي كثيراً ما كان يستخدمها السيد المسيح في تعليمه و أحاديثه

كانت شجرة التين الكثيرة الأوراق و بلا ثمر ، ترمز إلي الحياة الشكلية التي كانت تعيشها الأمة اليهودية بطقوس كثيرة خالية من الثمر .

أعياد ، و مواسم ، و ذبائح ، و بخور ، و دقة حرفية في حفظ السبت ، و اهتمام فائق بحفظ الختان ، و التقديمات . كل ذلك و أمثاله ، بلا روح، مما وبخهم الله عليه في الإصحاح الأول من سفر أشعياء .. و لا ثمر روحي في كل ذلك ، إنما مجرد أوراق خضراء كثيرة .

كذلك كان لأوراق التين رمز من بدء الخليقة لم يقبله الله .

لما أخطأ اَدم و حواء ، و فقدا بساطتهما ، و عرفا أنهما عريانان ، غطيا هذا العري بورق التين .. مجرد تغطية شكلية لنفسية فسدت من الداخل و فقدت طهارتها .

و ظلت أوراق التين تحمل هذا الرمز و هو التغطية الخارجية لفساد داخلي .

و لم يقبل الله لهما التغطية بأوراق التين ، و إنما " صنع لهما أقمصة من جلد و ألبسهما " ( تك 3 ك 21 ، 7 ) . و أقمصه الجلد كانت من ذبيحة

و كأن الرب يقول لهما : التغطية لا تصلح الطبيعة الداخلية التي قد فسدت : إنما الطهارة الحقيقية ستأتيكم من الذبيحة التي تشير إلها هذا الجلد الذي تتغطيان به حالياً . و تأتي التغطية الحقيقية بالكفارة بالدم ( 1 يو 1 : 7 ) .

لقد أراد الرب أن يعيهم درساً من شجرة التين .

إنه أتي يطلب ثمراً من الأمة اليهودية ، فلم يجد إلا الورق . " و لم يكن وقت التين " . لأنه لا يمكن للشعب اليهودي أن يعطي ثمراً بحالته الراهنة و قتذاك ، بقياداته الشغوفة بالورق كالكتبة و الفريسيين و الناموسيين و الكهنة و شيوخ الشعب . فلعن الرب هذه الشجرة . و قال عبارته المشهورة : إن ملكوت الله ينزع منكم ،و يعطي لأمة تصنع ثماره " (مت 21 : 43 ) . لن تنفعكم المظاهر الخارجية ، و كثرة ورق التين الأخضر ..

34

الحيوانات المتوحشة المفترسة

سؤال

لماذا خلق الله الحيوانات المتوحشة المفترسة ؟ و لماذا خلق بعض الكائنات التي تنفث سموماً مثل الحيات و العقارب و غيرها .

الجواب

أول ملاحظة أحب أن أقولها تعليقاً علي سؤالك :

مانسميها الأن بالحيوانات المتوحشة ، لم تكن متوحشة حين خلقها الله ، و لم تكن مفترسة .

كانت تعيش مع أبينا اَدم في الجنة ، فما كان يخافها ، و لا كانت تؤذيه . بل كان يأنس لها ، و هو الذي سماها بأسمائها ( تك 2 : 19 ) .

و ما كانت هذه الحيوانات تأكل اللحوم و قتذاك .

بل كانت تأكل عشب الأرض . كما قال الرب " و لكل حيوان الأرض ، و كل طير السماء ، و كل دبابة علي الأرض فيها نفس حية ، أعطية كل عشب أخضر طعاماً . و كان كذلك " ( تك 1 : 3. ) .

وهذه الحيوانات التي نسميها الآن متوحشة و مفترسة ، عاشت في الفلك مع أبينا نوح و أولاده و زوجاتهم ، مستأنسة لا تفترس أحداً ، لا من البشر. و لا من باقي الحيوانات . و لكن تغير الأمر فيما بعد ، و كيف ذلك ؟

لما صار الإنسان يصيد الحيوان ، و الحيوان يهرب منه ، دبت العداوة بينهما و كرد فعل ظهرت الوحشية و الافتراص .

و بخاصة أن الله صرح للإنسان بأكل اللحم بعد رسو فلك نوح . و قال له في ذلك كل دابة حية تكون لكم عاماً . كالعشب الأخضر دفعت إليكم الجميع . غير أن لحماً بحياته دمه لا تأكلوه " ( تك 9 : 3 ، 4 ) وهكذا صار الدم يسفك ، وصار الإنسان يأكل لحم بعض الحيوانات ، ويطارد البعض الآخر منها . كله دخله الخوف بعد الخطية ( تك 3 : 1. ) (  تك 4 : 14 ) وبالخوف صار يهرب من بعض الحيوانات ، فكانت تطارده وكانت تفترسه أحياناً

 وهكذا قال الرب " وأطلب أنا دمكم لأنفسكم فقط . من يد كل حيوان أطلبه ، ومن يد الإنسان أطلب نفس الإنسان من يد الإنسان أخيه . ، سافك دم الإنسان بيد الإنسان يسفك دمه " ( تك 9 : 6 ) .

وهكذا نري أن الوحشية زحفت إلي بعض البشر أيضاً .

و ليس فقط إلي الحيوان . فحدث أن قايين قام علي أخيه هابيل و قتله ( تك 4 : 8 ) . و لو كان الإنسان يأكل الدم كالوحوش لصار وحشاً مثلها . و لكن الله منعه من أكل الدم . و استمر هذا المنع في شريعة موسي مع عقوبة شديدة ( لا 17 : 1. ) و استمر منعه في العهد الجديد أيضاً ( أع 15 : 29 ) .

و كما توحشت الحيوانات و صارت تفترس الإنسان و تأكله ، هكذا أصبحت تأكل بعضها بعضاً .

القوي منها يفترس الضعيف و يأكله . و هكذا سميت وحوشاً مفترسة . و لكنها من البدء لم تكن كذلك . أما تسميتها في الإصحاح الأول من سفر التكوين ( تك 1 : 24 ، 25 ) . فكان باعتبار ما اَل إليه أمرها حين كتابة هذا السفر أيام موسي النبي ( حوالي سنة 14.. قبل الميلاد تقريباً ) .

أما عن الحيات و العقارب و الحشرات ، فلابد أن لها فوائد .

أتذكر أنني منذ حوالي أربعين عاماً ، كنت قد قرأت أجابة للقديس جيروم عن مثل هذا السؤال في مجموعة كتابات آباء نيقية و ما بعد نيقية The Writing Of  Nicene & Post   

 Nicene Fathers  ذكر فى ورده كثيراً من الفوائد الطبية وغيرها لأمثال هذه الحشرات وللعقارب مثلاً . أرجو أن أرجع إلى رد القديس جيروم وأنشره لكم مترجماً .

يكفى أن الصيدليات حالياً شعارها حية تنفث سمها فى كأس .

فبعض السموم لها فوائد ، إن أخذت بحكمة وبمقدار ، كما قال الشاعر :

   وبعض السم ترياق لبعض                        وقد يشفى العضال من العضال

وإن كان القديس جيروم قد ذكر فوائد لتلك الحشرات وبعضها سام . وكان جيروم يعيش فى القرن الرابع وأوائل الخامس ، فماذا نقول نحن فى أواخر القرن العشرين مع كل ما وصل إليه العلم من رقى ؟‍ ‍‍‎‎‎‍‍‍‍‎‎‎‎‎‎‎‎‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍لا شك أن العلم يكشف فوائد أكثر تحتاج إلى دراسة علمية ونشر .

كما أن هذه الكائنات من الناحية الأخرى . يرمز ضررها إلى الشر .

فالحية صارت إسماً من أسماء الشيطان ( رؤ 2. : 2 ) وقصتها معروفة مع أمنا حواء  ، وكيف خدعتها الحية وأسقطتها ( تك 3 ) فإن كانت بهذه الدرجة من الضرر . وقد سمح الله بأن تكون هناك عداوة بيننا و بينها ... فإنه دفاعاً عنا منها ، أعطانا سلاناً عليها ، و قال "" ها أنا أعطيكم سلطاناً أن تدوسوا الحيات و العقارب و كل قوة العدو ، و لا يضركم شئ" (لو19:1.) .

و أعود فأقول إنه حينما خلق الله هذه الكائنات لم تكن ضارة .

و حتى الشيان نفسه لم يكن ضاراً و لا شريراً ، بل ملاكاً ، كاروباً ، ملآن حكمة و كامل الجمال (حز12:28،14،15) .

الباب الثاني

أسئلة كـتابـيـة

( 31 )

بولس الرسول مع المسيح

سؤال

هل صحيح أن بولس الرسول مكث مع السيد المسيح في البرية ثلاث سنوات ، وتعلم على يده في البرية ، كما سمعت ؟ وما الدليل أو الشاهد ؟

الجواب

مكوث القديس بولس الرسول في البرية ثلاث سنوات أمر لا خلاف عليه .

وبمكن استنتاجه مما هذا القديس في رسالته إلى غلاطية حيث قال " لما سر الله الذي أفرزنى من بطن أمي ودعاني بنعمته ، أن يعلن إبنه في لأبشر به بين الأمم ، للوقت لم أستشر لحماً ودماً ، ولا صعدت إلى أورشليم إلى الرسل الذين قبلي . بل أنطلق إلى البرية ، ثم رجعت أيضاً إلى دمشق . ثم بعد ثلاث سنين صعدت إلى أورشليم " ( غل1 : 15 : 18 ) .

ولكن ليس معني مكوثه في البرية ، أن قضي الثلاث سنوات مع السيد المسيح .

إن كان الرسل الإثنا عشر كانوا في إحتياج أن يظهر لهم السيد الرب خلال أربعين يوماً بعد القيامة يحدثهم عن الأمور المختصة بملكوت الله ( أع1 : 3 ) ، فهل من المعقول أن رسولاً واحداً يمكث معه السيد المسيح ثلاث سنوات ؟!

ولكن من المعروف أن الرب ظهر للقديس بولس الرسول أكثر من مرة :

*ظهر له أول مرة في طريق دمشق حيث دعاه لخدمته ( أع9 ) .

*وفي خدمته في كورنثوس ، ظهر له الرب برؤيا في الليل . وقال له " لا تخف . بل تكلم ولا تسكت . لأني أنا معك ، ولا يقع بك أحد ليؤذيك . لأن لي شعباً كثيراً في هذه المدينة ( أع18 : 9 ، 10 ) .

*وظهر له الرب مرة أخري في أورشليم ، وقال القديس بولس في ذلك " وحدث لي بعدما رجعت إلى أورشليموكنت أصلي في الهيكلأني حصلت في غيبة . فرأيته قائلاً لي : " اسرع وأخرج عاجلاً من أورشليم .. اذهب فإني سأرسلك إلى الأمم بعيداً " ( أع22 : 1721 ) .

*وفي المرة الرابعة في أورشليم أيضاً " وقف به الرب وقال له : ثق يا بولس لأنك كما شهدت بما لي في أورشليم ، هكذا ينبغي أن تشهد في رومية أيضاً " ( أع23 : 11 ) .

وكـلـها لقاءات أو رؤى ربما استمرت دقائق ، و تعني مكوث ثلاث سنوات ، كما أنها لم تكن في البرية .

 وغالباً كانت له لقاءات أخري مع الرب ، تظهر إحداها في رسالته الأولي إلى أهل كورنثوس ، حينما حدثهم عن التناول بغير استحقاق . حيث قال لهم .

" تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضاً ... " ( 1كو11 : 23 ) .

ولكنه لم يذكر متي وأين تسلم ما عرفه من سر الإفخارستيا .

وهذا كله لا يعني أنه قضي مع الرب ثلاث سنوات . غير أن نعمة الرب كانت باستمرار معه . يكفي أنه قال " أحيا لا أنا ، بل المسيح يحيا في " ( غل2 : 20 ) .

( 32 )

ما نوع إنكار بطرس ؟

سؤال

لقد أنكر لاهوت السيد المسيح . ولكن ما نوع إنكاره :

هل أنكر لاهوت المسيح ، حينما رأي آلامه ، على إعتبار أن الله لا يتألم ؟ أم أنكر معرفته به ؟

الجواب

القديس بطرس الرسول أنكر معرفته للمسيح بقوله :

" لا أعرف الرجل " ( مت26 : 72 ، 74 ) .

أما عبارة " أنكر لاهوته لما رآه " فهي عبارة غير سليمة . لأنه لم يذكره في آلامه ، بل قبل هذه الآلام ، أثناء محاكمته أمام مجلس السنهدريم في دار رئيس الكهنة ( مت26 : 58 ، 59 ) . نلاحظ أن القدي بطرس اعترف قبلاً بأن السيد المسيح هو إبن الله الحي ، وطوبة السيد على ذلك ( مت16 : 16 ، 17 ) . وهو لم ينكر هذا الإيمان عند القبض عليه ، بل رفع سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه . واظهر السيد المسيح معجزة تثبت لاهوته وهي أنه لمس أذن العبد فأبرأها ( لو22 : 51 ) ( يو18 : 10 ) . والمفروض أن هذه المعجزة قد ثبتت إيمان بطرس . وكان هذا قبل دخول السيد المسيح في آلامه .

ولا ننـسي أن إنكار بطرس معرفته للمسيح ( مت26 : 74 ) ، كان عن خوف ، وليس عن ضعف إيمان .

( 33 )

نسل المرأة

سؤال

يقول الكتاب إن نسل المرأة يسحق رأس الحية . فكيف ينطبق هذا على السيد المسيح الذي جاء من نسل القديسة مريم ، وهي عذراء وليست إمرأة ؟

الجواب

كلمة إمرأة لا تعني الأثني المتزوجة ، في لغة الكتاب المقدس .

فقد سميت الأثني الأولي ، عند خلقها ، وهي عذراء

" دعيت إمرأة ، لأنها من إمرء أخذت " ( تك2 : 23 ) .

أما إسم ( حواء ) ، فكان غسمها بعد الخطية ، بعد أن أنجبت أبناء . كما ورد في سفر التكوين " ودعا آدم إسم إمرأته حواء ، لأنها أم كل حي " ( تك3 : 20 ) . فكانت حواء تجمع اللقبين : إمرأة ، لأنها من أمرء أخذت ، وحواء لأنها أم لكل حي .

 ومن نسل هذه المرأة ( حواء ) ولد الجميع : النساء والرجال ، العذارى والمتزوجات . ومن نسلها " ولدت العذراء التي ولدت المسيح .

والعذراء مريم أيضاً دعيت إمرأة ، وهي عذراء .

( 34 )

كيف نوفق بين الآيتين ؟

سؤال

كيف نوفق بين الآية التي تقول " لا تدخلنا في تجربة " ( مت6 : 13 ) ، وبين الآية التي تقول " احسبوه كل فرح يا اخوتي ، حينما تقعون في تجارب متنوعة " ( يع1 : 2 ) ؟

الجواب

للتوفيق اعرف أن هناك نوعين من التجارب :

*تجارب بمعني الضيقات والآلام ، وهذه نفرح بالوقوع فيها .

*تجارب للوقوع في الخطية . وهذه نصلي أن  لا ندخل فيها .

1أما التجارب التي تعني الضيقات والآلام ، فهي مثل تجربة أيوب الصديق : مشاكل وأملاكه وصحته . وعنها يقول الرسولبعد عبارة : كل فرح ـ" عالمين أن امتحان إيمانكم ينشئ صبراً . وأما عن الصبر فله عمل تام ، لكي تكونوا نامين وكاملين ، غير ناقصين في شئ " ( يع1 : 3 ، 4 ). ويقول أيضاً في نفس الرسالة " ها نحن نطوب الصابرين . قد سمعتم بصبر أيوب ، ورأيتم عاقبة الرب . لأن الرب كثير الرحمة ورؤوف " ( يع5 : 11 ) .

ومن أمثلة هذه التجارب إلقاء يوسف الصديق في السجن . وكانت عاقبة الرب أن يوسف خرج من السجن إلى عظمة الحكم ، فصار الثاني بعد فرعون ( تك41 : 42 ) .

ومن أمثلة هذه التجارب إلقاء الثلاثة فتيه في النار ( دا3 ) ، وإلقاء دانيال النبي في جب الأسود ( دا6 ) . وقد رأينا كيف تمجد الله في كل من هاتين التجربتين . وكذلك مجد الثلاثة فتيه ودانيال في أعين جميع الناس .

ومن أمثلة هذه التجارب أيضاً تجربة الله لإبراهيم أبينا بتقديم إبنه محرقة ، وكيف انتهت هذه التجربة ببركة عظيمة لإبراهيم ( تك22 ) .

2أما التجارب التي نطلب إبعادها عنا ، فهي التجارب التي تبعدنا عن الله ، بالوقوع في الخطية ، مثل تجربة يوسف الصديق من جهة إمرأة سيده لكي يقع معها في الخطية ( تك39 ) .

وكذلك تجارب الشك في الإيمان التي بها يحارب الهراطقة كثيراً من المؤمنين ، كما يتزعم المحاربة بها أيضاً " الملحدون من رجال الفلسفات المنحرفة ويقولون بها إنه لا إله .

فعن هذه وأمثالها نقول " لا تدخلنا في تجربة " .

( 35 )

ملعون من علق على خشبة

سؤال

نرجو تفسير هذه الآية التي وردت في ( غل3 : 13 ) " لأنه مكتوب : ملعون كل من علق على خشبة " . فهل هذه اللعنة أصابت المسيح ؟

الجواب

إن الآية بوضعها الكامل هي " المسيح افتدانا من لعنة الناموس ، إذ صار لعنة لأجلنا ، لأنه مكتوب : ملعون كل من علق على خشبة " ( غل3 : 13 ) .

في الواقع كانت هناك لعنات كثيرة لكل من يخالف الوصايا . وقد وردت في سفر التثنية ( تث27 : 1526 ) ( تث28 : 1568 ) .

ففي الفداء ، كان لابد من إنسان بار ليس تحت اللعنة ، لكي يحمل كل لعنات الآخرين ليفديهم من لعنات الناموس .

والوحيد الذي كانت تنطبق عليه هذه الصفة ، ويقوم بهذا العمل الفدائي ، هو السيد المسيح الذي قال عنه الكتاب " الكائن فوق الكل ، إلهاً مباركاً إلى الأبد آمين " ( رو9 : 5 ) . فهو بطبيعته مبارك ، وبركة . ولكنه في موته عن العالم كله ، حمل كل اللعنات التي تعرض لها العالم كله . هو بلا خطية ، ولكنه حامل خطايا . وقد حمل خطايا العالم كله ( يو1 : 29 ) ( 1يو2 : 2 ) . وهو مبارك بلا لعنة ، ولكنه حمل اللعنات التي يستحقها العالم كله .

هو في حب كامل مع الآب . ولكنه حمل غضب الآب بسبب كل خطايا العالم .

هذا هو الكأس الذي شربه المسيح عنا . " كلنا كغنم ضللنا ، ملنا كل واحد إلى طريقة . والرب وضع عليه إثم جميعنا " ( أش53 : 6 ) .

ولو لم يحمل المسيح هذه اللعنة ، لبقينا كلنا تحت اللعنة .

مبارك هو في كل ما حمله عنا ...

( 36 )

عـــزازيــل

سؤال

ما معني كلمة عزازيل ؟ وإلى أي شئ يرمز تيس عزازيل الذي ورد في سفر اللاويين ( لا16 : 822 ) ؟

الجواب

كلمة عزازيل تحمل معني العزل . وهنا تشير ذبيحة تيس عزازيل إلى عزل خطايا الناس عنهم بعيداً حيث لا يراهم أحد فيما بعد .

إن ذبيحة من ذبائح العهد القديم لم تكفي للإلمام بذبيحة السيد المسيح وكل أغراضها ...

فذبيحة الفصح كانت تشير إلى الخلاص بالدم ( خر12 ) والمحرقة كانت ترمز إلى إرضاء قلب الله ، فكانت " رائحة سرور للرب " ( لا1 : 9 ، 13 ) . وأما ذبيحتنا الخطية والإثم فكانتا ترمزان إلى حمل خطايانا والموت عنها وغفرنها ( لا4 ، 5 ) .

أما ذبيحة تيس عزازيل ، فكانت تشير إلى عزل خطايانا عنا كما يقول الرب " لأني أصفح عن إثمهم ، ولا أذكر خطيتهم بعد " ( أر31 : 14 ) .

وتفاصيل ذكرها ( في يوم الكفارة العظيم ) فهو كالآتي :

كان هارون رئيس الكهنة يأخذ تيسين ، ويلقي عليهما قرعة : أحدهما للرب والآخر لعزازيل ... فالذي خرجت عليه القرعة للرب ، يقدمه ذبيحة خطية . أما الآخر فيرسله حياتً إلى عزازيل إلى البرية " ( ل16 : 710 ) . " يقر عليه بكل ذنوب بني إسرائيل وكل سيئاتهم مع خطاياهم . ويرسله بيد من يلاقيه إلى البرية ، ليحمل التيس عليه كل ذنوبهم إلى أرض مقفرة . فيطلق التيس في البرية " ( لا16 : 21 ، 22 ) .

يتركه في البرية . فلا يراه أحد بعد ، ولا يسمع عنه ، كمثال للخطايا المغفورة .

كما قيل في المزمور " كعبد المشرق عن المغرب أبعد عنا معاصينا " ( مز103 : 12 ) . وكما قيل أيضاً " طوبي لرجل لا يحسب له الرب خطية " ( مز34 : 2 ) . وايضاً " مصالحاً العالم لنفسه " غير حاسب لهم خطاياهم " ( 2كو5 : 19 ) .

إشارة إلى أن تلك الخطايا قد نسيت ، غفرت ، لم تعد محسوبة علينا ، عزلت عنا بعيداً في البرية ( في عزازيل ) ...

( 37 )

هل مات شمشون منتحراً ؟

سؤال

شمشون الجبار لم يمت ميته طبيعية ، ولم يقتله أحد ، ولكنه هو الذي تسبب في قتل نفسه . فهل نعتبره قد مات منتحراً .

الجواب

كلا . لم يمت شمشون منتحراً ، وإنما مات فدائياً .

فالمنتحر هو الذي هدفه أن يقتل نفسه . وشمشون لم يكن هذا هو هدفه . إنما كان هدفه أن يقتل أعداء الرب من الوثنين وقتذاك . فلو كان هذا الغرض لا يتحقق إلا بان يموت معهم ، فلا مانع من أن يبذل نفسه للموت ويموت معهم . وهكذا قال عبارته المعروفة " لتمت نفسي مع الفلسطينيين " ( قض16 : 30 ) .. وكانوا وقتذاك وثنيين ...

لو كان قصده أن ينتحر ، لكانت تكفي عبارة " لتمت نفسي " .. أما عبارة لتمت نفسي معهم . معناها أنهم هم الغرض ، وهو يموت معهم .

ولقد اعتبر شمشون من رجال الإيمان في ( عب11 : 32 ) .

لأنه جاهد لحفظ الإيمان ، بالتخلص من الوثنية في زمانه . فقد كانت الحرب وقتذاك ليست بين وطن وآخر ، وإنما كانت في حقيقتها حرباً بين الإيمان والوثنية ...

( 38 )

ضمن أطفال بيت لحم !

سؤال

في قتل كل أطفال بيت لحم بواسطة هيرودس الملك ، ألم يلحق هذا بعضاً من الرسل الإثني عشر ، أو الرسل السبعين ؟ حيث أنني سمعت أنه لم ينج سوي يوحنا المعمدان ونثنائيل فقط ..!

الجواب

+لقد قتل هيرودس الأطفال من ابن سنتين فما دون ( مت2 : 16 ) .

وطبعاً أنه كان بين الرسل من هم كبار في السن مثل بطرس الرسول ، فكانوا كباراً في ذلك الوقت . وكان في الرسل من هم صغار مثل يوحنا الحبيب ، وما كانوا قد ولدوا وقتذاك .

+أيضاً هيرودس قتل أطفال بيت لحم وتخومها . وليس كل الرسل من قرية بيت لحم أو تخومها .

+نستنتج من هذا أن الرسل إما كانوا من مدن أخري ، أو كان بعضهم كباراً ، والبعض لو يولدوا بعد.

(39)

الآختطاف

سؤال

قرأت في كتاب غير أرثوذكسي عن الاختطاف ، وإننا سنختطف إلى السماء . فما هي حقيقة الاختطاف ؟ ومتي سيكون ؟ وكيف ؟

الجواب

موعد الاختطاف سيكون في المجئ الثاني للمسيح .

والذين يختطفون إلى السماء هم الأحياء وقت المجئ الثاني .

وقد تحدث القديس بولس عن الاختطاف في رسالته الأولي إلى أهل تسالونيكى في الإصحاح الرابع ، فقال " إننا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب ، لا نسبق الراقدين . لأن الرب نفسه بهتاف ، بصوت رئيس الملائكة وبوق الله ، سوف ينزل من السماء ... والأموات في المسيح سيقومون أولاً . ثم نحن الأحياء الباقين ، سنخطف جميعاً معهم في السحب ، لملاقاة الرب في الهواء . وهكذا نكون كل حين مع الرب " ( 1تس4 : 1517 ) .

أي أنه في مجئ الرب يقوم الأموات ( الذين سبقوا ورقدوا ) . ويحملهم الملائكة إلى الرب في السماء . وبعد ذلك يحدث الاختطاف للأحياء الباقين وقتذاك على الأرض .

ولكن كيف يحدث الاختطاف ؟ هل بنفس الأجساد المادية ؟ كلا .

وفي ذلك يقول القديس بولس في رسالته الأولي إلى أهل كورنثوس ، شارحاً نفس الموضوع :

" هوذا سر أقوله لكم : لا ترقد كلنا . ولكننا نتغير . في لحظة في طرفة عين ، عند البوق الأخير . فإنه سيبوق ، فيقام الأموات عديمي فساد ، ونحن نتغير . لن هذا الفاسد لابد أن يلبس عدم فساد " ( 1كو15 : 5153 ) .

الأجساد المادية لا ترث ملكوت السموات . لذلك لابد أن تتغير إلى أجساد روحانية سماوية ( 1كو15 : 44 ، 49 ) .

وبهذه الأجساد الروحانية يتم الاختطاف " لأن لحماً ودماً لا يقدر أن يرثا ملكوت الله ( 1كو15 : 50 ) . وهذا التغيير من أجساد مادية إلى أجساد روحانية ، يتم في لحظة في طرفة عين ، عندما يبوق البوق

معلناً مجئ الرب .. كما قال الرسول . ثم يحدث الاختطاف للأحياء بعد أن يقوم الراقدين أولاً .. وهم أيضاً يقومون بأجساد روحانية سمائية ( 1كو15 ) .

( 40 )

أربطة لعازر

سؤال

في معجزة لإقامة لعازر من الموت ، تعجبت أنه خرج من القبر " ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة ، ووجهة ملفوف بمنديل " ( يو11 : 44 ) . أما كان لعزر قادراً على أن يحل نفسه بعد أن صار جياً ؟

 

الجواب

1هو طبعاً لما سمع صوت السيد المسيح وقد صرخ بصوت عظيم " لعازر هلم خارجاً " .. خرج للوقت . وهذا يدل على السرعة في الطاعة ، واللهفة في لقاء الرب ، ,ايضاً الفرحة الكبري للخروج من القبر ، دون التباطؤ للمكوث فيه بحجة أن يحل نفسه ..

2كثير من الناس المربوطينحتي من بين الحياءيحتاجون إلى من يحلهم من أربطتهم وبخاصة ونحن لا ندري كيف كانت الأربطة ، وكيف كانت طريقة حلها .. لذلك للناس المجتمعين " حلوة ودعوه يذهب " ( يو11 : 44 ) .

3كذلك خروجه بتلك الأربطة ، ووجهة ملفوف بمنديل ، وبشكله كميت في أكفانه ، لا شك أنه يعطي المعجزة تأثيراً أكبر على الذين رأوه هكذا . لذلك قيل بعد ذلك إن كثيرين آمنوا ( يو11 : 45). 

( 41 )

السيد المسيح بعد القيامة

سؤال

قرأت في أحد الكتب هذا السؤال ، وأريد توضيحيه :

" ماذا كانت نهاية المسيح بعد القيامة ؟

" وهل رفع إلى السماء حياً بجسده أم بروحه ؟

" وأين هو الآن : علماً بأن الله ليس له مكان حسي محدود ، حتى يكون الرافع حسياً ؟!

الجواب

عبارة : نهاية المسيح " هي تعبير غير سليم .

فالسيد المسيح ليست له نهاية . وكما يقول الكتاب " لا بداية أيام له ، ولا نهاية حياة " ( عب7 : 3 ) ز وكما ورد عنه في سفر دانيال النبي " سلطانه سلطان أبدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض " ( دا7 : 14 ) . \وعبارة " رفع حياً إلى السماء " بهذا الوضع في سؤال ، هي تعبير غير مسيحي . وحسن ما قيله عنه في سفر الأعمال " ولما قال هذا ارتفع هذا ارتفع وهم ينظرون ، وأخذته سحابة عن أعينهم " ( أع1 : 9 ) . أي كانت له القوة يرتفع إلى السماء . ولم ترفعه قوة خارجة عنه . وهذه هي معجزة الجسد الممجد الذي للسيد المسيح ، الجسد الروحاني الذي لا سلطان للجاذبية الرضية عليه .

أما أين هو الآن ؟

فهو باللاهوت في كل مكان . لقد وعد اللص أن يكون معه في الفردوس ( لو23 : 43 ) وهو كائن عن يمين الأب . كما قيل في الإنجيل لمعلمنا مرقس الرسول " ثم ان الرب بعدما كلمهم ، ارتفع إلى السماء ، وجلس عن  يمين الله " ( مر16 : 119 ) . نفس الوضع كما قال القديس اسطفانوس الشماس أثناء رجمه " ها أنا أنظر السموات مفتوحة ، وابن الإنسان قائماً عن يمين الله " ( أع7 : 56 )

حقاً إن الله ليس له مكان حسي محدود . \ولكن السيد المسيح ـ  من جهة ناسوتهيمكن أن يوجد في مكان ، وينتقل منه إلى مكان آخر .

هو من حيث لاهوته في كل مكان . ولكن بناسوته يمكن أن يكون في أورشليم ، ثم ينتقل منها مثلاً إلى بيت عنيا .

( 42 )

شهود عيان للصلب

 سؤال   

قرأت رأياً يقول إن التلاميذ لم يكونوا شهود عيان للصلب ، بل قسل في إنجيل مرقس " فتركه الجميع وهربوا " ( مر14 ، 5 ) .

وصاحب هذا الرأي يقول : معني هذا أن التلاميذ سمعوا عن قصة الصلب من آخرين ، وعن قصة القيامة من الآخرين .

 

الجواب

يقول الإنجيل أن يوحنا الرسول ، كان واقفاً إلى جوار الصليب ، وأيضاً القديسة العذراء ، وبعض النسوة من تلميذات المسيح  .

وهكذا ورد في إنجيل يوحنا " وكانت واقفات عند صليب يسوع : أمة مريم زوجة كلوبا ، ومريم المجدلية . فلما رأي يسوع أمة و التلميذ الذي كان يحبه واقفاً ، قال لأمه : يا إمرأة هوذا إبنك . ثم قال للتلميذ : هوذا أمك ( يو19 : 25 ) .

وقيل أيضاً " وتبعه جمهور كثير من الشعب ، والنساء اللواتي كن يلطمن وينحن عليه . " ( لو23 : 27 ) ( مر15 : 40 ، 41 ) .

كذلك أيضاً يوسف الرامي ونيقوديموس اللذان كفناه بعد موته على الصليب .

وفي ذلك يقول إنجيل متي " جاء رجل غني من الرامة إسمه يوسف ، وكان هو أيضاً  تلميذاً ليسوع . فهذا تقدم إلى بيلاطس وطلب جسد يسوع ، فأمر بيلاطس حينئذ أن يعطي الجسد . فأخذ يوسف الجسد ، ولفة بكتان نقي ، ووضعه في قبره الجديد .. وكانت هناك مريم المجدلية ومريم الأخري جالستين تجاة القبر " ( مت27 : 5761 ) . وهذا الموضوع سجله أيضاً إنجيل لوقا ( لو23 : 5056 ) . \وأضاف إنجيل يوحنا مساعدة نيقوديموس ليوسف الرامي في التكفين والحنوط . فورد فيه " وجاء أيضاً نيقوديموس الذي أتي إلى يسوع ليلاً ، وهو حامل مزيج مر وعود نحو مئة مناً. فأخذا جسد يسوع ولفاه بأكفان مع الأطياب ، كما لليهود عادة أن يكفنوا . وكان في الموضع الذي " صلب فيه بستان ، وفي البستان قبر جديد لم يوضع فيه أحد قط . فهناك وضعا يسوع .. " ( يو19 : 3842 ) . كذلك كان كل اليهود ورؤساء الكهنة شهود عيان .

ومعهم جمهور من الشعب ، أولئك الذ0ين صاحوا قائلين لبيلاطس : اصلبه ، اصلبه ، دمه علينا وعلى أولادنا . وكذلك الذين هربوا وقت القبض عليه : كانوا واقفين من بعيد ينظرون الصلب .

وكذلك الصلب كان في موضع عال يقال له  الجلجلثة ، أو الجبل الأقرانيون وكان واضح... للجميع ، حتى الذين وقفوا من بعيد جداً . الكل راوه عياناً : التلاميذ ، ورؤساء الكهنة ، والشيوخ ،  وجمهور  اليهود ، والنسوة القديسات . إنه مصلوب على جبل ، يقال له جبل الجلجثة .

 وعلى أية الحالات ، فإن السيد المسيح ظهر للتلاميذ بعد القيامة ، وأراهم في جسده آثار الصلب .

وكما ورد في إنجيل لوقا إنه ظهر لهم ، " فجزعوا وخافوا وظنوا أنهم رأوا روحاً . فقل لهم : أنظروا يدي ورجلي إني أنا هو . جسوني وأنظروا " ( لو24 : 2729 ) وفي إنجيل يوحنا ، لما كان توما الرسول يشك في القيامةوليس في الصلبوقد قال إن لم أبصر في يدية أثر المسامير ، وأضع إصبعي في اثر المسامير ، وأضع يدي في جنبه ، لا أؤمن " ( يو20 : 25 ) . ظهر له الرب يسوع في اليوم الثامن وقال له : هات إصبعك إلى هنا وأبصر يدي . وهات يدك وضعها في جنبي ، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً " ( يو20 : 2628 ) . فرأي وآمن .

( 43)

حول أطفال الأنابيب

سؤال

زوج غير قادر على الإنجاب ، يريد أن يزرع لزوجته حيوانات منوية من رجل آخر هل هذا يجوز ؟

الجواب

لاشك أن هذا زني واضح . وهو غير جائز طبعاً لأنه لا يجوم أن يدخل إلى رحم المرأة حيوان منوي من غير زوجها . ولا يجوز أن تخصب بويضة لإمرأة من غير زوجها .

لسنا الآن بصدد موضوع أطفال الأنابيب .

ولكن من الناحية الدينية ، لابد أن يكون الإخصاب . من زوجين متزوجين زواجاً شرعياً .

فلا يجوز أن حيواناً كمنوياً لرجل يخصب بويضة من غير زوجته . كما لا يجوز أن بويضة لإمرأة تخصب من حيوان منوي من غير زوجها وإلا يكون الأمر زني .

( 44 )

أين هابيل أخوك ؟

سؤال

بصراحة وقفت خائفاً أمام عبارة " أين هابيل أخوك " ( تك4 : 9 ) .. أسأل نفسيكخادمهل أنا مسئول عن أخوتي واقاربي ، وكل المحيطين بي من أصدقاء وزملاء . وما حدود هذه المسئولية ؟

ألتمس الإيضاح ، لأني قلق جداً بسبب هذا الموضوع

الجواب

لا أحب أن تكون قلقاً ، فالقلق ضد السلام الداخلي . والمفروض في أولاد الله أن يملك السلام على قلوبهم ، فالسلام من ثمار الروح ( غل5 : 22 ) .

عبارة " أين هابيل اخوك " لا تجعلك قلقاً .

إنما تجعلك أكثر حرصاً في خدمة المتصلين بك . وطبعاً سوف لا يحاسبك الله بما هو فوق قدرتك . إنما سيحاسبك بما هو في حدود إمكانياتك .

لذلك : كل خدمة تستطيع أن تقدمها لغيرك ، قدمها . كل إنسان يمكنك أن ترشده إلى طريق الله ، لا تقصر في إرشاده إليه

لتكن روح الخدمة مشتعلة في قلبك ، وفي إرادتك .\واسلك في ذلك عملياً حسبما تهبك النعمة من قدرات ولكن لا تكن قلقاً ...

 

 الصفحة الرئيسية