حكومة مصر وإضطهاد الأقباط فى التعليم

التعليم فى مصر

ينص الدستور المصري في المادة (40) على أن (المواطنون لدى القانون سواء وهم متساوون في الحقوق والواجبات العامة لا تمييز في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة

وويتصاغر القانون السابق ويتلاشى التساوى الموجود أسماً كقانون فى دستور مصر أمام المادة الثانية من الدستور والتى تنص على أن الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع , ففى الكتاب الحكومى التعليمى الذى توزعه الحكومة مجاناً ليدرس فى المدارس فى مرحلة الطفولة بالصف (الفرقة) الثالثة الإبتدائية (تسعة سنين) مكتوب فيه وطنية الكنيسة القبطية وتاريخها - إعداد الراهب القمص أنطونيوس الأنطونى - طبعة ثانية ومنقحة - الجزء الثالث ص 318 : " ما هو وطنك ؟ .. الإجابة : مصر - ما هو دينك ؟ .. الإجابة : الإسلام .. ما هو أسم نبيك ؟ .. الإجابة : محمد .." من هذا يواجه الإنسان المسيحى التفرقة الدينية بشعوره أنه أقلية ليس هناك ما يمنع أن أن تدرس الأديان كمعلومات عامة ولكن أن يدرس معلومات دين واحد ويترك الآخر فهذا يعتبر ضد المساواة التى يقولون عنها فى دستور مصر

التعليم فى مصر ينتمى إلى عدة جهات هى : -

أولاً : التعليم الحكومى العام

حيث ينقسم هذا التعليم إلى

ا - التعليم الأكاديمى الذى نهايته هو الكليات الجامعية الحكومية المختلفة وهناك تفرقة فى هذا النوع من التعليم فمثلاً : وجود كليات تابعة لجامعات حكومية يقتصر الدخول فيها على المسلمين فقط مثل كلية دار العلوم وأقسام اللغة العربية بكليات التربية والآداب .

ب - كليات عسكرية أو كلية الشرطة أو كلية المعلمين .. ألخ كليات تقبل نسبة ضئيلة جداً لا تتجاوز 1% من عدد المقبلولين وليست النسبة بين عدد الأقباط بالنسبة للمسلمين .

ج - التعليم الدينى الإسلامى الأزهرى وقد أنشأت الدولة المعاهد الدينية التى تبدأ من مرحلة الطفولة وينتهى بالخريج من الجامعة وتشمل جميع التخصصات المهنية الأكاديمية

د - التعليم الفنى الحكومى وهو يعطى شهادة فنية وينقسم إلى أنواع منها التعليم التجارى - التعليم الصناعى - التعليم الزراعى .. ألخ

هـ - التعليم الأهلى .. وينشئ هذه المدارس الأهالى أو هيئات ويسميها المريين التعليم الخاص .

ز- التعليم الأجنبى .. وهى مدارس أنشأتها دول أجنبية أو هيئات دينية تكون الدراسة فيها غالباً معظمها بلغة أهل البلد منها الفرير (اللغة الفرنسية ) المدرسة الألمانية ( اللغة الألمانية ) وهناك الجامعة الأميريكة .

هناك تخطى فى الوظائف الجامعية للأقباط حيث يندر أن يكون هناك رئيس قسم فى الجامعة قبطى أو أستاذ جامعى أو مدير جامعة فى الجامعة التى تصرف عليها حكومة مصر وكثير من المتفوقين الأقباط الأوائل تتخطاهم الإدارة الجامعية ويأخذون الثانى أو الثالث لأنه مسلم وإذا حدث أن تفوق الأقباط فى المراكز الأولى فإنهم لا يأخذون معيدين فى هذه السنة وأمثلة التلاعب الإسلامية كثيرة .

التفرقة والإضطهاد فى داخل العملية التعليمية فى مصر :

1 - تجاهل مناهج التعليم حقبة طويلة من التاريخ القبطى (ستة قرون كاملة) تبدأ منذ دخول المسيحية مصر وحتى الغزو الإسلامي العربى رغم أن هذه الفترة مليئة بالبطولات التاريخية والتي تنمي الشعور بروح الانتماء والوطنية وحتى منذ الغزو الإسلامى العربى لمصر لا يسمع عن أخبار الأقباط فى التاريخ.2

2 - تجاهل الأقباط في مقررات المدارس حيث توضع نصوص قرآنية وأحاديث شريفة كمحفوظات في مادة النصوص بينما تستبعد تماما أية ألفاظ أو عبارات تشير ولو من بعيد إلى آيات من الكتاب المقدس .3 - التمييز فى مدة التجنيد لحفظة القرآن الكريم إلى سنة واحد لغير حاملي المؤهلات بدلا من ثلاث سنوات بينما لا يتمتع المجندون غير المسلمون من الأقباط وأصحاب الديانات الأخرى بهذه الميزة حتى لو حفظوا كتابهم المقدس كله .

 4- تجميع التلاميذ الأقباط في المدارس الحكومية في فصل واحد وخروجهم من حصص الدين حتى ولو كانوا الأغلبية العددية وصعوبة ما يجدونه من عناء في البحث عن فصل شاغر أو مكان فى فناء المدرسة لأخذ حصصهم الدينية التي كثيرا ما يتلقونها في معمل المدرسة أو المكتبة أو الفناء ناهيك عن جرح مشاعرهم من ذلك التمييز.

5- وجود مسجد أو زاوية أو مصلى في كل مدرسة ابتدائية أو إعدادية أو ثانوية مع عدم وجود أماكن فى المدارس لإستيعاب طلاب المراحل التعليمية المختلفة فى المدارس خاصة فى المدن , وقد صدر قانون بوجود هذا المكانحتى ولو كانت مدرسة خاصة تابعة لهيئة مسيحية أصبح أمرا ضروريا وعاديا بينما لا يسمح للتلاميذ غير المسلمين بأداء شعائرهم وطقوسهم الدينية داخل هذه المدارس

6- تم تغير تحية العلم الوطني بالقسم الإسلامي وتلاوة أناشيد دينية بدلا من أناشيد وطنية .

7- توزيع كتب وكراسات على التلاميذ الصغار مرسوم على غلافها صورة مسجد أو طفلة محجبة ، تصلي وتحتها عبارات أو آيات دينية

8- إلزام الفتيات الصغيرات ما دون العشر سنوات بارتداء الحجاب وتشجيعهن على عدم الاختلاط بزميلاتهن غير المحجبات .

9- عقد مسابقات دينية في المدارس غير مسموح فيها للمسيحيين بالاشتراك فيها حيث تكون الأسئلة خاصة بحفظ القرآن الكريم والأحاديث الشريفة .

10- كتابة التاريخ الهجري في المدارس أصبح أمرا ضروريا بينما غير مسموح على الإطلاق باستعمال التاريخ القبطي .

11- بداية طابور الصباح بحكمة أو خطبة مأخوذة من القرآن الكريم بينما لا يسمح للمسيحيين بعرض آيات متشابهة مستوحاة من كتابهم المقدس تحض على المحبة والإخاء والتسامح رغم ما يوجد بها من نقط تلاقي كثيرة تدعم المحبة والسلام وتقدس الوحدة الوطنية وروح الانتماء إلى الوطن .

12- عدم وجود أي رئيس جامعة أو عميد كلية أو حتى رئيس قسم بها غير المسلمين ، وكذلك ندرة عدد النظار الموجودين في المدارس الحكومية من غير المسلمين .

13- إغراق المكتبات المدرسية والجامعية بالكتب والشرائط الإسلامية بينما تستبعد تماما أية كتب أو نشرات أو شرائط خاصة بالمسيحيين ، بحجة أنها نشرات تبشيرية رغم ما بها من تعاليم تنادي بالتسامح والمحبة والسلام بين جميع طوائف الشعب عكس ما تبثه النشرات الإسلامية التى تنشر الحقد والعداوة بين ابناء الوطن .
14 - صبغ التعليم فى مصر فى الصغر بالصبغة الإسلامية فى المدارس الحكومية بيانٌ بمنهج سنة ثانية حضانة KG2 بمدرسة زيد بن الحارثة الحكوميّة التجريبية بمنطقة العجمي بالإسكندريّة.. وكانت إحدى فقرات المنهج أغنية يحفظها الأطفال مسيحيّون ومُسلمون.. تقول الأغنية: "تعالي يا مَيَّة، تعالي عندنا.. علشان أتوضَّى بيكي، وأصلِّي لربنا.. إبعِد إبعد يا شيطان، علشان أسمع الآذان، أجرِي وأسجُد للرحمَن.." فعلى الرَّغم من عدم وجود حصص تربية دينيَّة بمنهج الحضانة إلاّ أن الصبغة الدينيّة صبغَت أغلبيّة فقرات المنهج بشكل غير مقبول لأنه لا يراعي التنوُّع الديني الموجود..!
 وطنى بتاريخ 12/3/2006م السنة 48 العدد  2307
 

تجاهل الأعلام والتعليم فى مصر للوجود القبطى فى الحاضر والماضى
تجاهلت المناهج المدرسية فى مصر مرحلة هامة من تاريخ مصر وأسقطت عن عمد 500 سنة من تاريخ مصر وذلك بنية مقصودة لتزوير التاريخ فتجاهلت حقبة التاريخ المسيحيى منذ أن أتى القديس مرقس الرسول مبشراً بالمسيح حوالى عام 55م حتى الغزو الإسلامى العربى لمصر سنة 640 م .
إن التاريخ هو أحداث حدثت فى الماضى أنها ليست من صنعنا ولم يكن لنا قرار صنعها كما أنه لا يمكن تجاهل حلوهها أو مرها سواء وافقنا عليها أم لم نوافق سواء رضينا أم ابينا .
ونحن نرى ان جميع الدول المتحضرة لا تسقط أبداً أى فترة من تاريخها حتى ولو كانت فترة أستعمار أو إستغلال أو نهب - وفى الوقت نفسه نرى تاريخ الفترة القبطية تاريخ يفخر به أى شعب فقد قادت مصر العالم المسيحى بالرغم من أنها كانت ولاية من ضمن ولايات الأمبراطورية الرومانية والبيزنطية المسيحية
فلماذا إذاً أسقط المسلمون هذه الحقبة من تاريخ مصر المسيحية ؟ هل حتى لا يعرف أحد من المسلمين كيف آمن أجدادهم بالأسلام بحد السيف ؟
إن إسقاط هذه الفترة عن قصد وعمد معناها إضطهاداً لمشاعر القبط ووجودهم التاريخى ومحو أمجاد آبائهم وهم فى نفس الوقت فى أرضهم التى أغتصبت ألا يعنى هذا إذلالاً .
ويقول د/ نبيل لوقا بباوى فى كتاب مشاكل الأقباط فى مصر وحلولها - مطابع الأهرام كورنيش النيل - رقم الإيداع 17407/ 2001 ص 186 : " وقد علمت أن الدكتور وزير التربية والتعليم شكل لجنة لكتابه تاريخ الأقباط ضمن تاريخ مصر بها بعد الشخصيات العامة مثل الدكتور ميلاد حنا والدكتور لبيب يونان استاذ التاريخ بكلية الآداب والدكتور إسحاق تاوضروس والدكتور على رضوان والدكتوره زبيده محمد عطية " وفى صفحة 188 قال : " أن الدكتور حسين كامل بهاء الدين أخبرنى أن مشكلة التعتيم التعليمى على تاريخ الأقباط فى مصر قد انتهت هذا العام وقد سلمنى كتابين تقرر تدريسهم بالمدارس المصرية :
الكتاب الأول : يدرس لطلبة الصف الأول الأعدادى بعنوان " وطنى مصر المكان " تأليف د/ سمير عبد الباسط ابراهيم وآخرين .. فى القسم الرابع منه بعنوان تاريخ مصر وحضارتنا فى عصر الرومان وأحتوى هذا القسم عدة فصول هى : غزو الرومان لمصر عام 30 ق . م - أحوال مصر فى عصر الرومان من ناحية الحياة السياسية والأجتماعية والمدنية والأقتصادية والثقافية - ثم أحداث أنتشار المسيحية - تحدث عن ميلاد المسيح - بداية الحقبة القبطية تحت الحكم الرومانى - ماذا تعنى كلمة قبطى ؟ - عصر الشهداء بالتفصيل أنتصار المسيحية - الأعتراف بالمسيحية أنه الديانة الرسمية للدولة الرومانية فى عام 313م - الرهبنة وحياة الأديرة - سمو مكانة بطريرك الأسكندرية - الأسكندرية مدينة العلم والثقافة فى العالم القديم - الفتح العربى
الكتاب الثانى : يدرس لطلبة الأول الثانوى أسم الكتاب " مصر وحضارات العالم القديم " تأليف الدكتور حسنين محمد ربيع والدكتور إسحاق عبيد تاوضروس - فى الفصل الثالث تحدث عم حضارة الرومان فى عده نقاط ثم الصراع بين روما وقرطاجه وتقسيم الدولة الرومانية - أنتصار الديانة المسيحية على الوثنية .. وفى الفصل الرابع تحدث عن الحكم الرومانة فى مصر وإدارة شئون البلاد فى العصر الرومانى وفساد الأدارة الرومانية - الإشارة بالحقبة القبطية - بداية الحقبة القبطية - أنتصار المسيحية فى مصر
ملاحظة : إن مجرد إشارات عابره على الحقبة القبطية والحقبات الفرعونية لا يكفى لتثقيف اولادنا - فى الوقت الذى نرى فيه أن التلميذ فى العالم الغربى يعرف عن الفراعنة أكثر مما يعرفه التلميذ فى مصر ويدرسون فى المدارس الأبجدية الهيروغلوفيه وغيرها بل ان التلميذ فى الغرب يقوم بعمل أبحاث عن الحقبات الفرعونية المختلفة
كما أن 500 سنة تدرس فى فصلين فى خريطة التاريخ التى تدرس لأولادنا لمده 12 سنة وهى مده التعليم قبل الجامعى فى مصر وتحتوى على تفاصيل دقيقه للفترة الأسلامية أعتقد أنه يوجد شئ من الظلم والإجحاف .
والسؤال الآن هل حلت مشكله تجاهل الحقبة المسيحية فى مصر حلاً عادلاً ومنصفاً ؟
ودأب الأعلام المسموع ( الراديو) والمرئى ( التلفزيون) على حذف وألغاء أى اشارة إلى الحقبة القبطية المسيحية فى تاريخ مصر كما قام الأعلام نفسه بإثارة مشاعر الأقباط فى مسلسلات اثارت الرأى العام القبطى فى مصر بإذاعة مسلسلات بها شخصيات مسيحية أو مسيحية اسلمت أو مسيحية تزوجت من مسلم أدت إلى هوجه من عمليات خطف الفتيات المسيحيات وإغتصابهن وإجبارهن على الإسلام وهذه المسلسلات التلفزيونية هى : " أوان الورد " و" وخالتى وصفية والدير " و " يا رجال العالم اتحدوا " و " الرقص على سلالم متحركة "
تعترف وزارة التربية والتعليم بجامعه الأزهر وكلياتها المختلفة وتلحق الحكومة المصرية خريجيها بالوظائف الحكومية ولهم الأولوية فى الوظائف وفى المقابل نجد أن الحكومة المصرية لا تعترف بكلية الأكليريكية وكلية اللاهوت , مع ان الكليات القبطية الأرثوذكية (مدرسة اللاهوت) ظلت مئات السنين قبل الغزو الأسلامى لمصر وبعده تحمل مشعل التعليم والعلم الدينى المسيحى , والحكومة فى مصر تعين مدرسين متخصصين لتدريس الدين الأسلامى فلماذا لا تعين مدرسين لتدريس الدين المسيحى ؟ ولا يجد مدرس الدين المسيحى مكان ليدرس فيه حصته لماذا لا توفر المدارس مكان لتدريس الدين المسيحى فى الوقت الذى أستولت على مساحه كبيره استخدمت كجوامع فى المدارس الحكومية ؟
 

الفهرس