دورة الماء والبحار

 

يقول د. بوكاى ( ص 198 - 203 ) ود. تركى ( 2 ) إن القرآن ، سبق وذكر دورة الماء ، فالماء :

 (1 ) يتبخر من البحار والأرض ، و( 2 ) يصبح سحبا تنزل ( 3 ) مطرا ، يسبب ( 4 أ) إنبات الأرض ، و ( 4 ب ) وجود آبار وينابيع سفلى.وكمثال لنتأمل سورة الأعراف 7 : 57 ( وهى من العهد الملكى المتأخر) ، وتقول :وهو الذى يرسل الرياح بشرا بين يدى رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك نخرج الموتى لعلكم تذكرون) .كل إنسان ( حتى من سكان المدن ) يمكن أن يصف خطوات 2 و 3 و 4 أ ، وكل من يتعامل مع الفلاحين أثناء الجفاف يسمعهم يتحدثون عن جفاف الآبار والينابيع ، مما يبرهن معرفتهم بخطوة 4 ب وهى أن المطر مصدر المياه الجوفية.

أما أن البخر هو مصدر السحب المطيرة ( خطوة 1 ) فهو مالا تقدر الملاحظة وحدها أن تدركه.  وهذه الخطوة هى التى لم يورد القرآن لها ذكرا.

ولكن إذا قرأنا العهد القديم وجدنا ثلاث آيات تحوى الخطوة 1

فى سفر أيوب 36 : 26 - 28 ( هو ذا الله عظيم ولا نعرفه وعدد سنيه لا يفحص

لأنه ( 1 ) يجذب قطرات الماء.  تسح ( 2 ) مطرا من ضبابها الذى ( 3 ) تهطله السحب وتقطره على أناس كثيرين ).وقد أوردت هذه الآيات كل الخطوات ما عدا 4ب.  وفى سفر هوشع 13: 15 ( قبل الهجرة بنحو 1400 سنة ) تتضح خطوة 4ب ( تأتى ريح شرقية.  ريح الرب طالعة من القفر فتجف عينه وييبس ينبوعه ).  فالريح الشرقية لا تحمل مطرا، فتجف الآبار والعيون والينابيع, ويمتنع الزرع والخير.  وهكذا ترى أن العهد القديم ذكر كل الخطوات الأربع ، بما فيها الخطوة الصعبة الإدراك ، وهى الخطوة 1 .

2 - التيارات البحرية :اقتبس د. بشير تركى من سورة النور آيتى 39 و 40 ( وترجع لعام 5 أو 6 هجرية ).  والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب أو كظلمات فى بحر لجى يغشاه

موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ).ويقترح  د. تركى أن قول القرآن ( بحر لجى يغشاه موج من فوقه ) يظهر معرفة سابقة

بعلوم البحار، من أمثال تيارات الخليج وتيار اليابان.

لو صدق زعم د. تركى فى أن هذا إنباء قرآنى بالعلم الحديث ، لقلت إن هذه النبوءة جاءت فى سفر يونان النبى وفى مزامير داود.  فقد تنبأ يونان عام 750 ق م عندما ابتلعه الحوت ( فصلى يونان إلى الرب إلهه من جوف الحوت وقال:  دعوت من ضيقى الرب ، فاستجابنى . صرخت من جوف الهاوية ، فسمعت صوتى .  لأنك طرحتنى فى العمق فى قلب البحار.  فأحاط بى نهر. جازت فوقى جميع تياراتك ولججك. فقلت : قد طردت من أمام عينيك.  ولكننى أعود أنظر إلى هيكل قدسك.  قد اكتنفتنى مياه إلى النفس.

  أحاط بى غمر. التف عشب البحر برأسى. نزلت إلى أسافل الجبال. مغاليق الأرض على إلى الأبد. ثم أصعدت من الوهدة حياتى أيها الرب إلهى) ( يونان 2 : 1 - 6 ).

 

 

 

حاجز بين المياه المالحة والمياه الحلوة

يقتبس د. بوكاى سورة الرحمان 55 : 19 - 22 ( وهى من العهد المكى الأول ).  ( مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لايبغيان … يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان لا يبغيان… يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان ).  فهو يذكر البرزخ أو الحاجز الذى يفصل بين نوعين من المياه.  وقد جاء المعنى نفسه فى سورة الفرقان 25 : 53 (وهى أيضا من العهد المكى المبكر) : ( وهو الذى مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا).ونحن نتساءل : أليست هذه الحقيقة ظاهرة طبيعية معروفة لدى كل صياد بسيط يصيد فى نهر عذب يصب ماءه فى بحر مالح؟ … لقد قام محمد برحلات تجارية فى خدمة خديجة، وسافر حتى حلب شمالى دمشق، ولعله فى رحلة من هذه ذهب إلى ساحل سوريا أو لبنان،

وسمع من بحار عن عدم امتزاج الماءين المالح والعذب.

وهل إذا صدق الإعجاز فى النصف الأول من الآية يصدق أيضا فى النصف الثانى منها ، والذى يقول إن اللؤلؤ و المرجان يخرجان  منهما ) ( أى العذب والمالح ) وهو ما يخالف الحقائق العلمية؟

 عودة