النبي المسحور

حديث السيدة عائشة رضي الله عنها باقي مسند الأنصار مسند أحمد

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=23212&doc=6

هل يستخرج السحر الطب صحيح البخاري

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=5323&doc=0

هل يعفى عن الذمي إذا سحر الجزية صحيح البخاري

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=2939&doc=0

السحر الطب سنن ابن ماجه

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=3535&doc=5

سحرة أهل الكتاب تحريم الدم سنن النسائي

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=4012&doc=3
 

حديث السيدة عائشة رضي الله عنها باقي مسند الأنصار مسند أحمد

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=23104&doc=6
 

صفة إبليس وجنوده بدء الخلق صحيح البخاري

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=3028&doc=0
 

تكرير الدعاء الدعوات صحيح البخاري

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=5912&doc=0
 

السحر الطب صحيح البخاري

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=5324&doc=0

حديث زيد بن أرقم رضي الله تعالى عنه أول مسند الكوفيين مسند أحمد

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=18467&doc=6

في المعوذتين الصلاة سنن أبي داود

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=1251&doc=4

صفة إبليس وجنوده بدء الخلق صحيح البخاري

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=3028&doc=0

تكرير الدعاء الدعوات صحيح البخاري

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=5912&doc=0

هل يستخرج السحر الطب صحيح البخاري

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=5323&doc=0

السحر الطب صحيح البخاري

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=5324&doc=0

السحر الطب صحيح البخاري

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=5321&doc=0

 

حديث السيدة عائشة رضي الله عنها باقي مسند الأنصار مسند أحمد

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=23212&doc=6

‏حدثنا ‏ ‏حماد بن أسامة ‏ ‏قال أخبرنا ‏ ‏هشام ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت ‏
‏سحر رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏حتى أنه ليخيل له أنه يفعل الشيء وما يفعله حتى إذا كان ذات يوم وهو عندها دعا الله عز وجل ودعاه ثم قال أشعرت ‏ ‏أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه قلت وما ذاك يا رسول الله قال ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏جاءني رجلان فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي ثم قال أحدهما لصاحبه ما وجع الرجل قال ‏ ‏مطبوب ‏ ‏قال من ‏ ‏طبه ‏ ‏قال ‏ ‏لبيد بن الأعصم ‏ ‏اليهودي قال في ماذا قال في مشط ‏ ‏ومشاطة ‏ ‏وجف ‏ ‏طلعة ‏ ‏ذكر قال فأين هو قال في ‏ ‏بئر ذروان ‏ ‏فذهب النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إلى البئر فنظر إليها وعليها نخل ثم رجع إلى ‏ ‏عائشة ‏ ‏فقال والله لكأن ماءها نقاعة الحناء ولكأن نخلها رءوس الشياطين ‏ ‏قلت يا رسول الله فأحرقه قال لا أما أنا فقد عافاني الله عز وجل وخشيت أن أثور على الناس منه شرا

هل يستخرج السحر الطب صحيح البخاري

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=5323&doc=0

‏حدثني ‏ ‏عبد الله بن محمد ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏ابن عيينة ‏ ‏يقول أول من حدثنا به ‏ ‏ابن جريج ‏ ‏يقول حدثني ‏ ‏آل عروة ‏ ‏عن ‏ ‏عروة ‏ ‏فسألت ‏ ‏هشاما ‏ ‏عنه فحدثنا عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏رضي الله عنها ‏ ‏قالت ‏
‏كان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏سحر حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن ‏ ‏قال ‏ ‏سفيان ‏ ‏وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا ‏ ‏فقال يا ‏ ‏عائشة ‏ ‏أعلمت ‏ ‏أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه أتاني ‏ ‏رجلان ‏ ‏فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال الذي عند رأسي للآخر ما بال الرجل قال ‏ ‏مطبوب ‏ ‏قال ومن طبه قال ‏ ‏لبيد بن أعصم ‏ ‏رجل من ‏ ‏بني زريق ‏ ‏حليف ‏ ‏ليهود ‏ ‏كان منافقا قال وفيم قال في مشط ‏ ‏ومشاقة ‏ ‏قال وأين قال في جف طلعة ذكر تحت راعوفة في ‏ ‏بئر ذروان ‏ ‏قالت فأتى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏البئر حتى استخرجه فقال هذه البئر التي أريتها وكأن ماءها نقاعة الحناء وكأن نخلها رءوس الشياطين قال فاستخرج قالت فقلت أفلا أي تنشرت فقال أما الله فقد شفاني وأكره أن أثير على أحد من الناس شرا ‏

فتح الباري بشرح صحيح البخاري

ذكر حديث عائشة في قصة سحر النبي صلى الله عليه وسلم وقد سبق شرحه مستوفى قريبا . وقوله فيه " قال سفيان : وهذا أشد ما يكون من السحر " سفيان هو ابن عيينة وهو موصول بالسند المذكور . ولم أقف على كلام سفيان هذا في مسند الحميدي ولا أن أبي عمر ولا غيرهما والله أعلم . ‏

‏قوله : ( في جف طلعة ذكر تحت رعوفة ) ‏
‏في رواية الكشميهني " راعوفة " بزيادة ألف بعد الراء وهو كذلك لأكثر الرواة , عكس ابن التين وزعم أن راعوفة للأصيلي فقط وهو المشهور في اللغة , وفي لغة أخرى " أرعوفة " ووقع كذلك في مرسل عمر بن الحكم , ووقع في رواية معمر عن هشام بن عروة عند أحمد " تحت رعوثة " بمثلثة بدل الفاء وهي لغة أخرى معروفة , ووقع في النهاية لابن الأثير أن في رواية أخرى " زعوبة " بزاي وموحدة وقال هي بمعنى راعوفة ا ه . والراعوفة حجر يوضع على رأس البئر لا يستطاع قلعه يقوم عليه المستقي . وقد يكون في أسفل البئر , قال أبو عبيد : هي صخرة تنزل في أسفل البئر إذا حفرت يجلس عليها الذي ينظف البئر , وهو حجر يوجد صلبا لا يستطاع نزعه فيترك , واختلف في اشتقاقها فقيل : لتقدمها وبروزها يقال جاء فلان يرعف الخيل أي يتقدمها ; وذكر الأزهري في تهذيبه عن شمر قال : راعوفة البئر النظافة , هي مثل عين على قدر حجر العقرب في أعلى الركية فيجاوز في الحفر خمس قيم وأكثر فربما وجدوا ماء كثيرا , قال شمر : فمن ذهب بالراعوفة إلى النظافة فكأنه أخذه من رعاف الأنف , ومن ذهب بالراعوفة إلى الحجر الذي يتقدم طي البئر فهو من رعف الرجل إذا سبق . قلت : وتنزيل الراعوفة على الأخير واضح بخلاف الأول , والله أعلم . ‏

‏قوله : ( فأتى النبي صلى الله عليه وسلم البئر حتى استخرجه إلى أن قال فاستخرج ) ‏
‏كذا وقع في رواية ابن عيينة , وفي رواية عيسى بن يونس " قلت ; يا رسول الله أفلا استخرجته " وفي رواية وهيب " قلت : يا رسول الله فأخرجه للناس " وفي رواية ابن نمير " أفلا أخرجته ؟ قال : لا " وكذا في رواية أبي أسامة التي بعد هذا الباب , قال ابن بطال : ذكر المهلب أن الرواة اختلفوا على هشام في إخراج السحر المذكور , فانتبه سفيان وجعل سؤال عائشة عن النشرة , ونفاه عيسى بن يونس وجعل سؤالها عن الاستخراج , ولم يذكر الجواب , وصرح به أسامة , قال والنظر يقتضي ترجيح رواية سفيان لتقدمه في الضبط , ويؤيده أن النشرة لم يقع في رواية أبي أسامة والزيادة من سفيان مقبولة لأنه أثبتهم , ولا سيما أنه كرر استخراج السحر في روايته مرتين فيبعد من الوهم , وزاد ذكر النشرة وجعل جوابه صلى الله عليه وسلم عنها بلا بدلا عن الاستخراج , قال : ويحتمل وجها آخر فذكر ما محصله : أن الاستخراج المنفي في رواية أبي أسامة غير الاستخراج المثبت في رواية سفيان , فالمثبت هو استخراج الجف والمنفي استخراج ما حواه , قال : وكأن السر في ذلك أن لا يراه الناس فيتعلمه من أراد استعمال السحر . قلت : وقع في رواية عمرة " فاستخرج جف طلعة من تحت راعوفة " وفي حديث زيد بن أرقم " فأخرجوه فرموا به " وفي مرسل عمر بن الحكم أن الذي استخرج السحر قيس بن محصن , كل هذا لا يخالف الحمل المذكور , لكن في آخر رواية عمرة وفي حديث ابن عباس أنهم وجدوا وترا فيه عقد , وأنها انحلت عند قراءة المعوذتين ففيه إشعار باستكشاف ما كان داخل الجف , فلو كان ثابتا لقدح في الجمع المذكور , لكن لا يخلو إسناد كل منهما من الضعف . ‏
‏( تنبيه ) : ‏
‏وقع في رواية أبي أسامة مخالفة في لفظة أخرى : فرواية البخاري عن عبيد بن إسماعيل عنه " أفلا أخرجته " وهكذا أخرجه أحمد عن أبي أسامة , ووقع عند مسلم عن أبي كريب عن أبي أسامة " أفلا أحرقته " بحاء مهملة وقاف , وقال النووي : كلا الروايتين صحيح , كأنها طلبت أنه يخرجه ثم يحرقه . قلت : لكن لم يقعا معا في رواية واحدة , وإنما وقعت اللفظة مكان اللفظة , وانفرد أبو كريب بالرواية التي بالمهملة والقاف , فالجاري على القواعد أن روايته شاذة . وأغرب القرطبي فجعل الضمير في أحرقته للبيد بن أعصم , قال : واستفهمته عائشة عن ذلك عقوبة له على ما صنع من السحر , فأجابها بالامتناع , ونبه على سببه وهو خوف وقوع شر بينهم وبين اليهود لأجل العهد , فلو قتله لثارت فتنة . كذا قال . ولا أدري ما وجه تعين قتله بالإحراق , وإن لو سلم أن الرواية ثابتة وأن الضمير له . ‏

‏قوله : ( قالت فقلت أفلا ؟ أي تنشرت ) ‏
‏وقع في رواية الحميدي " فقلت : يا رسول الله فهلا ؟ قال سفيان بمعنى تنشرت . فبين الذي فسر المراد بقولها " أفلا " كأنه لم يستحضر اللفظة فذكره بالمعنى , وظاهر هذه اللفظة أنه من النشرة . وكذا وقع في رواية معمر عن هشام عند أحمد " فقالت عائشة : لو أنك " تعني تنشر , وهو مقتضى صنيع المصنف حيث ذكر النشرة في الترجمة , ويحتمل أن يكون من النشر بمعنى الإخراج فيوافق رواية من رواه بلفظ " فهلا أخرجته " ولكون لفظ هذه الرواية " هلا استخرجت " وحذف المفعول للعلم به , ويكون المراد بالمخرج ما حواه الجف لا الجف نفسه , فيتأيد الجمع المقدم ذكره . ‏
‏( تكميل ) : قال ابن القيم من أنفع الأدوية وأقوى ما يوجد من النشرة مقاومة السحر الذي هو من تأثيرات الأرواح الخبيثة بالأدوية الإلهية من الذكر والدعاء والقراءة , فالقلب إذا كان ممتلئا من الله معمورا بذكره وله ورد من الذكر والدعاء والتوجه لا يخل به كان ذلك من أعظم الأسباب المانعة من إصابة السحر له . قال : وسلطان تأثير السحر هو في القلوب الضعيفة , ولهذا غالب ما يؤثر في النساء والصبيان والجهال , لأن الأرواح الخبيثة إنما تنشط على أرواح تلقاها مستعدة لما يناسبها . انتهى ملخصا . ويعكر عليه حديث الباب , وجواز السحر على النبي صلى الله عليه وسلم مع عظيم مقامه وصدق توجهه وملازمة ورده , ولكن يمكن الانفصال عن ذلك بأن الذي ذكره محمول على الغالب , وأن ما وقع به صلى الله عليه وسلم لبيان تجويز ذلك , والله أعلم

هل يعفى عن الذمي إذا سحر الجزية صحيح البخاري

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=2939&doc=0

‏حدثني ‏ ‏محمد بن المثنى ‏ ‏حدثنا ‏ ‏يحيى ‏ ‏حدثنا ‏ ‏هشام ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏أبي ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏أن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏سحر ‏ ‏حتى كان يخيل إليه أنه صنع شيئا ولم يصنعه ‏
 

ح الباري بشرح صحيح البخاري

الحديث طرف من حديث عائشة ‏
‏" أن النبي صلى الله عليه وسلم سحر " ‏
‏وأشار بالترجمة إلى ما وقع في بقية القصة " أن النبي صلى الله عليه وسلم لما عوفي أمر بالبئر فردمت وقال : كرهت أن أثير على الناس شرا " وسيأتي الكلام على شرحه مستوف حيث ذكره المصنف تاما في كتاب الطب إن شاء الله تعالى

السحر الطب سنن ابن ماجه

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=3535&doc=5

‏حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الله بن نمير ‏ ‏عن ‏ ‏هشام ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت ‏
‏سحر النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يهودي من ‏ ‏يهود بني زريق ‏ ‏يقال له ‏ ‏لبيد بن الأعصم ‏ ‏حتى كان النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله قالت حتى إذا كان ذات يوم ‏ ‏أو كان ذات ليلة ‏ ‏دعا رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ثم دعا ثم دعا ثم قال يا ‏ ‏عائشة ‏ ‏أشعرت أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه ‏ ‏جاءني رجلان فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي ‏ ‏أو الذي عند رجلي للذي عند رأسي ‏ ‏ما وجع الرجل قال ‏ ‏مطبوب ‏ ‏قال من ‏ ‏طبه ‏ ‏قال ‏ ‏لبيد بن الأعصم ‏ ‏قال في أي شيء قال في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر قال وأين هو قال في ‏ ‏بئر ذي أروان ‏ ‏قالت فأتاها النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في أناس من أصحابه ثم جاء فقال والله يا ‏ ‏عائشة ‏ ‏لكأن ماءها نقاعة الحناء ولكأن نخلها رءوس الشياطين قالت قلت يا رسول الله أفلا أحرقته قال لا أما أنا فقد عافاني الله وكرهت أن أثير على الناس منه شرا فأمر بها فدفنت ‏

شرح سنن ابن ماجه للسندي

‏قوله ( يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله ) ‏
‏أي يخيل إليه القدرة على الفعل ثم يظهر له عند المباشرة أنه غير قادر عليه وليس المراد أنه يخيل بأن فعل والحال أنه ما فعله ‏
‏( مطبوب ) ‏
‏أي مسحور كنوا بالطب عن السحر تفاؤلا بالبرء كما كنوا بالسليم عن اللديغ ‏
‏قوله ( في مشط ) ‏
‏بضم الميم وقوله ومشاطة هي الشعر الذي يسقط عن الرأس واللحية عند التسريح بالمشط ‏
‏قوله ( وجف طلعة ذكر ) ‏
‏هو بضم الجيم وتشديد الفاء وعاء الطلع وهو الغشاء الذي يكون فوقه ويروى جب بالباء وهو بمعناه ‏
‏قوله ( في بئر ذي أروان ) ‏
‏ويروى ذوروان بفتح الذال المعجمة وسكون الراء وهي بئر لبني زريق بالمدينة ‏
‏قوله ( نقاعة الحناء ) ‏
‏بضم نون وخفة قاف أو تشديدها وبمهملة ما ينفع فيه الحناء أي متغير اللون ‏
‏قوله ( رءوس الشياطين ) ‏
‏أي في القبح والكراهة والمقصود بيان أنه محل لا غير فيه ماؤه ولا أشجاره ‏
‏قوله ( أن أثير على الناس منه شرا ) ‏
‏لأنه ينتشر به الخبر فلعل بعض الناس يعتقدون السحر مؤثرا ولولا ذلك كيف جرى عليه ما جرى أو يوسوس إليهم الشيطان أنه لو كان نبيا لما عمل فيه السحر فلا خير في انتشار مثل هذا الخبر

سحرة أهل الكتاب تحريم الدم سنن النسائي

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=4012&doc=3
‏أخبرنا ‏ ‏هناد بن السري ‏ ‏عن ‏ ‏أبي معاوية ‏ ‏عن ‏ ‏الأعمش ‏ ‏عن ‏ ‏ابن حيان يعني يزيد ‏ ‏عن ‏ ‏زيد بن أرقم ‏ ‏قال ‏
‏سحر النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏رجل من ‏ ‏اليهود ‏ ‏فاشتكى ‏ ‏لذلك أياما فأتاه ‏ ‏جبريل ‏ ‏عليه السلام ‏ ‏فقال ‏ ‏إن رجلا من ‏ ‏اليهود ‏ ‏سحرك عقد لك عقدا في بئر كذا وكذا فأرسل رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فاستخرجوها فجيء بها فقام رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏كأنما ‏ ‏نشط ‏ ‏من ‏ ‏عقال ‏ ‏فما ذكر ذلك لذلك اليهودي ولا رآه في وجهه قط ‏

شرح سنن النسائي للسيوطي

شرح سنن النسائي للسندي

شرح سنن النسائي للسندي


‏قوله ( فاشتكى لذلك أياما ) ‏
‏أي مرض والأمراض جائزة على الأنبياء وكونها بعد سحر هو سبب عاد لها لا يضر ولا يوجب نقصا في مراتبهم العلية ‏
‏( عقد لك عقدا ) ‏
‏بضم عين وفتح قاف جمع عقدة ‏
‏( كأنما نشط من عقال ) ‏
‏في النهاية إنما هو أنشط أي حل ولا يصح نشط فإنه بمعنى عقد لا حل . ‏
 

شرح سنن النسائي للسيوطي
( كأنما نشط من عقال ) ‏
‏قال في النهاية كأنما أنشط من عقال أي حل قال وكثيرا ما يجيء في الرواية نشط وليس بصحيح يقال نشطت العقدة إذا عقدتها وأنشطتها إذا حللتها

حديث السيدة عائشة رضي الله عنها باقي مسند الأنصار مسند أحمد

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=23104&doc=6

‏حدثنا ‏ ‏يحيى ‏ ‏حدثنا ‏ ‏هشام ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏أبي ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت ‏
‏سحر النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فيخيل إليه أنه قد صنع شيئا ولم يصنعه

صفة إبليس وجنوده بدء الخلق صحيح البخاري

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=3028&doc=0

‏حدثنا ‏ ‏إبراهيم بن موسى ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏عيسى ‏ ‏عن ‏ ‏هشام ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏رضي الله عنها ‏ ‏قالت ‏
‏سحر ‏ ‏النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏
‏وقال ‏ ‏الليث ‏ ‏كتب إلي ‏ ‏هشام ‏ ‏أنه سمعه ووعاه عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت ‏ ‏سحر ‏ ‏النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله حتى كان ذات يوم دعا ودعا ثم قال أشعرت أن الله أفتاني فيما فيه شفائي أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما للآخر ما وجع الرجل قال ‏ ‏مطبوب ‏ ‏قال ومن ‏ ‏طبه ‏ ‏قال ‏ ‏لبيد بن الأعصم ‏ ‏قال فيما ذا قال في مشط ‏ ‏ومشاقة ‏ ‏وجف ‏ ‏طلعة ‏ ‏ذكر قال فأين هو قال في ‏ ‏بئر ذروان ‏ ‏فخرج إليها النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ثم رجع فقال ‏ ‏لعائشة ‏ ‏حين رجع نخلها كأنه رءوس الشياطين فقلت استخرجته فقال لا أما أنا فقد شفاني الله وخشيت أن يثير ذلك على الناس شرا ثم دفنت البئر ‏

فتح الباري بشرح صحيح البخاري
حديث عائشة قالت : " سحر النبي صلى الله عليه وسلم " ‏
‏الحديث , وسيأتي شرحه في كتاب الطب , ووجه إيراده هنا من جهة أن السحر إنما يتم باستعانة الشياطين على ذلك , وسيأتي إيضاح ذلك هناك , وقد أشكل ذلك على بعض الشراح . ‏
‏قوله : ( وقال الليث كتب إلي هشام بن عروة إلخ ) ‏
‏رويناه موصولا في نسخة عيسى بن حماد رواية أبي بكر بن أبي داود عنه

تكرير الدعاء الدعوات صحيح البخاري

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=5912&doc=0

‏حدثنا ‏ ‏إبراهيم بن منذر ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أنس بن عياض ‏ ‏عن ‏ ‏هشام ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏رضي الله عنها ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏طب حتى إنه ليخيل إليه أنه قد صنع الشيء وما صنعه وإنه دعا ربه ثم قال ‏ ‏أشعرت أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه فقالت ‏ ‏عائشة ‏ ‏فما ذاك يا رسول الله قال جاءني رجلان فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما لصاحبه ما وجع الرجل قال ‏ ‏مطبوب ‏ ‏قال من ‏ ‏طبه ‏ ‏قال ‏ ‏لبيد بن الأعصم ‏ ‏قال في ماذا قال في مشط ‏ ‏ومشاطة ‏ ‏وجف ‏ ‏طلعة قال فأين هو قال في ‏ ‏ذروان ‏ ‏وذروان ‏ ‏بئر في ‏ ‏بني زريق ‏ ‏قالت فأتاها رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ثم رجع إلى ‏ ‏عائشة ‏ ‏فقال والله لكأن ماءها نقاعة الحناء ولكأن نخلها رءوس الشياطين قالت فأتى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فأخبرها عن البئر فقلت يا رسول الله فهلا أخرجته قال أما أنا فقد شفاني الله وكرهت أن أثير على الناس شرا ‏
‏زاد ‏ ‏عيسى بن يونس ‏ ‏والليث بن سعد ‏ ‏عن ‏ ‏هشام ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت ‏ ‏سحر النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فدعا ودعا وساق الحديث ‏

فتح الباري بشرح صحيح البخاري
قوله ( زاد عيسى بن يونس والليث بن سعد عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت : سحر النبي صلى الله عليه وسلم , فدعا ودعا وساق الحديث ) ‏
‏كذا للأكثر , وسقط كل ذلك لأبي زيد المروزي , ورواية عيسى ابن يونس تقدمت موصولة في الطب مع شرح الحديث , وهو المطابق للترجمة بخلاف رواية أنس بن عياض التي أوردها في الباب فليس فيها تكرير الدعاء . ووقع عند مسلم من رواية عبيد الله بن نمير عن هشام في هذا الحديث " فدعا ثم دعا ثم دعا " , وتقدم توجيه ذلك , وتقدم الكلام على طريق الليث في صفة إبليس من بدء الخلق

السحر الطب صحيح البخاري

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=5324&doc=0

‏حدثنا ‏ ‏عبيد بن إسماعيل ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو أسامة ‏ ‏عن ‏ ‏هشام ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت ‏
‏سحر النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏حتى إنه ليخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي دعا الله ودعاه ثم قال أشعرت يا ‏ ‏عائشة ‏ ‏أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه قلت وما ذاك يا رسول الله قال جاءني ‏ ‏رجلان ‏ ‏فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي ثم قال أحدهما لصاحبه ما وجع الرجل قال ‏ ‏مطبوب ‏ ‏قال ومن طبه قال ‏ ‏لبيد بن الأعصم ‏ ‏اليهودي من ‏ ‏بني زريق ‏ ‏قال فيما ذا قال في مشط ‏ ‏ومشاطة ‏ ‏وجف طلعة ذكر قال فأين هو قال في ‏ ‏بئر ذي أروان ‏ ‏قال فذهب النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في أناس من أصحابه إلى البئر فنظر إليها وعليها نخل ثم رجع إلى ‏ ‏عائشة ‏ ‏فقال والله لكأن ماءها نقاعة الحناء ولكأن نخلها رءوس الشياطين قلت يا رسول الله أفأخرجته قال لا أما أنا فقد ‏ ‏عافاني الله وشفاني وخشيت أن أثور على الناس منه شرا وأمر بها فدفنت ‏

فتح الباري بشرح صحيح البخاري

حديث عائشة من رواية أبي أسامة فاقتصر الكثير منه على بعضه من أوله إلى قوله " يفعل الشيء وما فعله " وفي رواية الكشميهني " أنه فعل الشيء وما فعله " ووقع سياق الحديث بكماله في رواية الكشميهني والمستملي , وكذا صنع النسفي وزاد في آخره طريق يحيى القطان عن هشام إلى قوله " صنع شيئا ولم يصنعه " وقد تقدم سندا ومتنا لغيره في كتاب الجزية . وأغفل المزي في " الأطراف " ذكرها هنا , وذكر هنا رواية الحميدي عن سفيان ولم أرها ولا ذكرها أبو مسعود في أطرافه , واستدل بهذا الحديث على أن الساحر لا يقتل حدا إذا كان له عهد , وأما ما أخرجه الترمذي من حديث جندب رفعه قال " حد الساحر ضربه بالسيف " ففي سنده ضعف , فلو ثبت لخص منه من له عهد , وتقدم في الجزية من رواية بجالة " أن عمر كتب إليهم أن اقتلوا كل ساحر وساحرة " وزاد عبد الرزاق عن ابن جريج عن عمرو بن دينار في روايته عن 9بجالة " فقتلنا ثلاث سواحر " أخرج البخاري أصل الحديث دون قصة قتل السواحر , قال ابن بطال : لا يقتل ساحر أهل الكتاب عند مالك والزهري إلا أن يقتل بسحره فيقتل , وهو قول أبي حنيفة والشافعي , وعن مالك إن أدخل بسحره ضررا على مسلم لم يعاهد عليه نقض العهد بذلك فيحل قتله , وإنما لم يقتل النبي صلى الله عليه وسلم لبيد بن الأعصم لأنه كان لا ينتقم لنفسه , ولأنه خشي إذا قتله أن تثور بذلك فتنة بين المسلمين وبين حلفائه من الأنصار , وهو من نمط ما راعاه من ترك قتل المنافقين , سواء كان لبيد يهوديا أو منافقا على ما مضى من الاختلاف فيه . قال : وعند مالك أن حكم الساحر حكم الزنديق فلا تقبل توبته , ويقتل حدا إذا ثبت عليه ذلك , وبه قال أحمد . وقال الشافعي : لا يقتل إلا إن اعترف بسحره فيقتل به , فإن اعترف أن سحره قد يقتل وقد لا يقتل وأنه سحره وأنه مات لم يجب عليه القصاص ووجبت الدية في ماله لا على عاقلته , ولا يتصور القتل بالسحر بالبينة , وادعى أبو بكر الرازي في " الأحكام " أن الشافعي تفرد بقوله إن الساحر يقتل قصاصا إذا اعترف أنه قتله بسحره , والله أعلم . قال النووي : إن كان السحر قول أو فعل يقتضي الكفر كفر الساحر وتقبل توبته إذا تاب عندنا , وإذا لم يكن في سحره ما يقتضي الكفر عزر واستتيب

حديث زيد بن أرقم رضي الله تعالى عنه أول مسند الكوفيين مسند أحمد

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=18467&doc=6

‏حدثنا ‏ ‏أبو معاوية ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الأعمش ‏ ‏عن ‏ ‏يزيد بن حيان ‏ ‏عن ‏ ‏زيد بن أرقم ‏ ‏قال ‏
‏سحر النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏رجل من ‏ ‏اليهود ‏ ‏قال فاشتكى لذلك أياما قال فجاءه ‏ ‏جبريل ‏ ‏عليه السلام ‏ ‏فقال ‏ ‏إن رجلا من ‏ ‏اليهود ‏ ‏سحرك عقد لك عقدا عقدا في بئر كذا وكذا فأرسل إليها من يجيء بها فبعث رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏عليا ‏ ‏رضي الله تعالى عنه ‏ ‏فاستخرجها فجاء بها فحللها قال فقام رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏كأنما نشط من ‏ ‏عقال ‏ ‏فما ذكر لذلك اليهودي ولا رآه في وجهه قط حتى مات

في المعوذتين الصلاة سنن أبي داود

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=1251&doc=4

‏حدثنا ‏ ‏عبد الله بن محمد النفيلي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏محمد بن سلمة ‏ ‏عن ‏ ‏محمد بن إسحق ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد بن أبي سعيد المقبري ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عقبة بن عامر ‏ ‏قال ‏
‏بينا أنا أسير مع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بين ‏ ‏الجحفة ‏ ‏والأبواء ‏ ‏إذ ‏ ‏غشيتنا ‏ ‏ريح وظلمة شديدة فجعل رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يتعوذ ‏ ‏بأعوذ برب الفلق ‏ ‏وأعوذ برب الناس ‏ ‏ويقول يا ‏ ‏عقبة ‏ ‏تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما قال وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة ‏

عون المعبود شرح سنن أبي داود
( بين الجحفة ) ‏
‏: وهي ميقات أهل الشام قديما وأهل مصر والمغرب وتسمى في هذا الزمان رابغ , سميت بذلك لأن السيول أجحفتها , وهي التي دعا النبي صلى الله عليه وسلم بنقل حمى المدينة إليها فانتقلت إليها وكان لا يمر بها طائر إلا حم ‏
‏( والأبواء ) ‏
‏: بفتح الهمزة وسكون الباء والمد جبل بين مكة والمدينة , وقيل قرية من أعمال الفرع وبه توفيت أم النبي صلى الله عليه وسلم بينها وبين الجحفة عشرون أو ثلاثون ميلا ‏
‏( فجعل ) ‏
‏: أي طفق وشرع ‏
‏( يتعوذ بأعوذ برب الفلق ) ‏
‏: أي الخلق أو بئر في قعر جهنم ‏
‏( وأعوذ برب الناس ) ‏
‏: أي بهاتين السورتين المشتملتين على ذلك ‏
‏( يا عقبة تعوذ بهما ) ‏
‏: أي بل هما أفضل التعاويذ , ومن ثم لما سحر عليه الصلاة والسلام مكث مسحورا سنة حتى أنزل الله عليه ملكين يعلمانه أنه يتعوذ بهما ففعل فزال ما يجده من السحر ‏
‏قال المنذري : في إسناده محمد بن إسحاق وقد تقدم الكلام عليه

صفة إبليس وجنوده بدء الخلق صحيح البخاري

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=3028&doc=0

‏حدثنا ‏ ‏إبراهيم بن موسى ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏عيسى ‏ ‏عن ‏ ‏هشام ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏رضي الله عنها ‏ ‏قالت ‏
‏سحر ‏ ‏النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏
‏وقال ‏ ‏الليث ‏ ‏كتب إلي ‏ ‏هشام ‏ ‏أنه سمعه ووعاه عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت ‏ ‏سحر ‏ ‏النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله حتى كان ذات يوم دعا ودعا ثم قال أشعرت أن الله أفتاني فيما فيه شفائي أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما للآخر ما وجع الرجل قال ‏ ‏مطبوب ‏ ‏قال ومن ‏ ‏طبه ‏ ‏قال ‏ ‏لبيد بن الأعصم ‏ ‏قال فيما ذا قال في مشط ‏ ‏ومشاقة ‏ ‏وجف ‏ ‏طلعة ‏ ‏ذكر قال فأين هو قال في ‏ ‏بئر ذروان ‏ ‏فخرج إليها النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ثم رجع فقال ‏ ‏لعائشة ‏ ‏حين رجع نخلها كأنه رءوس الشياطين فقلت استخرجته فقال لا أما أنا فقد شفاني الله وخشيت أن يثير ذلك على الناس شرا ثم دفنت البئر ‏  

فتح الباري بشرح صحيح البخاري
حديث عائشة قالت : " سحر النبي صلى الله عليه وسلم " ‏
‏الحديث , وسيأتي شرحه في كتاب الطب , ووجه إيراده هنا من جهة أن السحر إنما يتم باستعانة الشياطين على ذلك , وسيأتي إيضاح ذلك هناك , وقد أشكل ذلك على بعض الشراح . ‏
‏قوله : ( وقال الليث كتب إلي هشام بن عروة إلخ ) ‏
‏رويناه موصولا في نسخة عيسى بن حماد رواية أبي بكر بن أبي داود عنه

تكرير الدعاء الدعوات صحيح البخاري

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=5912&doc=0

‏حدثنا ‏ ‏إبراهيم بن منذر ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أنس بن عياض ‏ ‏عن ‏ ‏هشام ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏رضي الله عنها ‏
‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏طب حتى إنه ليخيل إليه أنه قد صنع الشيء وما صنعه وإنه دعا ربه ثم قال ‏ ‏أشعرت أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه فقالت ‏ ‏عائشة ‏ ‏فما ذاك يا رسول الله قال جاءني رجلان فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما لصاحبه ما وجع الرجل قال ‏ ‏مطبوب ‏ ‏قال من ‏ ‏طبه ‏ ‏قال ‏ ‏لبيد بن الأعصم ‏ ‏قال في ماذا قال في مشط ‏ ‏ومشاطة ‏ ‏وجف ‏ ‏طلعة قال فأين هو قال في ‏ ‏ذروان ‏ ‏وذروان ‏ ‏بئر في ‏ ‏بني زريق ‏ ‏قالت فأتاها رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ثم رجع إلى ‏ ‏عائشة ‏ ‏فقال والله لكأن ماءها نقاعة الحناء ولكأن نخلها رءوس الشياطين قالت فأتى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فأخبرها عن البئر فقلت يا رسول الله فهلا أخرجته قال أما أنا فقد شفاني الله وكرهت أن أثير على الناس شرا ‏
‏زاد ‏ ‏عيسى بن يونس ‏ ‏والليث بن سعد ‏ ‏عن ‏ ‏هشام ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت ‏ ‏سحر النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فدعا ودعا وساق الحديث ‏  

فتح الباري بشرح صحيح البخاري
‏قوله ( زاد عيسى بن يونس والليث بن سعد عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت : سحر النبي صلى الله عليه وسلم , فدعا ودعا وساق الحديث ) ‏
‏كذا للأكثر , وسقط كل ذلك لأبي زيد المروزي , ورواية عيسى ابن يونس تقدمت موصولة في الطب مع شرح الحديث , وهو المطابق للترجمة بخلاف رواية أنس بن عياض التي أوردها في الباب فليس فيها تكرير الدعاء . ووقع عند مسلم من رواية عبيد الله بن نمير عن هشام في هذا الحديث " فدعا ثم دعا ثم دعا " , وتقدم توجيه ذلك , وتقدم الكلام على طريق الليث في صفة إبليس من بدء الخلق

هل يستخرج السحر الطب صحيح البخاري

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=5323&doc=0

‏حدثني ‏ ‏عبد الله بن محمد ‏ ‏قال سمعت ‏ ‏ابن عيينة ‏ ‏يقول أول من حدثنا به ‏ ‏ابن جريج ‏ ‏يقول حدثني ‏ ‏آل عروة ‏ ‏عن ‏ ‏عروة ‏ ‏فسألت ‏ ‏هشاما ‏ ‏عنه فحدثنا عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏رضي الله عنها ‏ ‏قالت ‏
‏كان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏سحر حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن ‏ ‏قال ‏ ‏سفيان ‏ ‏وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا ‏ ‏فقال يا ‏ ‏عائشة ‏ ‏أعلمت ‏ ‏أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه أتاني ‏ ‏رجلان ‏ ‏فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال الذي عند رأسي للآخر ما بال الرجل قال ‏ ‏مطبوب ‏ ‏قال ومن طبه قال ‏ ‏لبيد بن أعصم ‏ ‏رجل من ‏ ‏بني زريق ‏ ‏حليف ‏ ‏ليهود ‏ ‏كان منافقا قال وفيم قال في مشط ‏ ‏ومشاقة ‏ ‏قال وأين قال في جف طلعة ذكر تحت راعوفة في ‏ ‏بئر ذروان ‏ ‏قالت فأتى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏البئر حتى استخرجه فقال هذه البئر التي أريتها وكأن ماءها نقاعة الحناء وكأن نخلها رءوس الشياطين قال فاستخرج قالت فقلت أفلا أي تنشرت فقال أما الله فقد شفاني وأكره أن أثير على أحد من الناس شرا ‏
  

فتح الباري بشرح صحيح البخاري

ذكر حديث عائشة في قصة سحر النبي صلى الله عليه وسلم وقد سبق شرحه مستوفى قريبا . وقوله فيه " قال سفيان : وهذا أشد ما يكون من السحر " سفيان هو ابن عيينة وهو موصول بالسند المذكور . ولم أقف على كلام سفيان هذا في مسند الحميدي ولا أن أبي عمر ولا غيرهما والله أعلم . ‏
‏قوله : ( في جف طلعة ذكر تحت رعوفة ) ‏
‏في رواية الكشميهني " راعوفة " بزيادة ألف بعد الراء وهو كذلك لأكثر الرواة , عكس ابن التين وزعم أن راعوفة للأصيلي فقط وهو المشهور في اللغة , وفي لغة أخرى " أرعوفة " ووقع كذلك في مرسل عمر بن الحكم , ووقع في رواية معمر عن هشام بن عروة عند أحمد " تحت رعوثة " بمثلثة بدل الفاء وهي لغة أخرى معروفة , ووقع في النهاية لابن الأثير أن في رواية أخرى " زعوبة " بزاي وموحدة وقال هي بمعنى راعوفة ا ه . والراعوفة حجر يوضع على رأس البئر لا يستطاع قلعه يقوم عليه المستقي . وقد يكون في أسفل البئر , قال أبو عبيد : هي صخرة تنزل في أسفل البئر إذا حفرت يجلس عليها الذي ينظف البئر , وهو حجر يوجد صلبا لا يستطاع نزعه فيترك , واختلف في اشتقاقها فقيل : لتقدمها وبروزها يقال جاء فلان يرعف الخيل أي يتقدمها ; وذكر الأزهري في تهذيبه عن شمر قال : راعوفة البئر النظافة , هي مثل عين على قدر حجر العقرب في أعلى الركية فيجاوز في الحفر خمس قيم وأكثر فربما وجدوا ماء كثيرا , قال شمر : فمن ذهب بالراعوفة إلى النظافة فكأنه أخذه من رعاف الأنف , ومن ذهب بالراعوفة إلى الحجر الذي يتقدم طي البئر فهو من رعف الرجل إذا سبق . قلت : وتنزيل الراعوفة على الأخير واضح بخلاف الأول , والله أعلم . ‏
‏قوله : ( فأتى النبي صلى الله عليه وسلم البئر حتى استخرجه إلى أن قال فاستخرج ) ‏
‏كذا وقع في رواية ابن عيينة , وفي رواية عيسى بن يونس " قلت ; يا رسول الله أفلا استخرجته " وفي رواية وهيب " قلت : يا رسول الله فأخرجه للناس " وفي رواية ابن نمير " أفلا أخرجته ؟ قال : لا " وكذا في رواية أبي أسامة التي بعد هذا الباب , قال ابن بطال : ذكر المهلب أن الرواة اختلفوا على هشام في إخراج السحر المذكور , فانتبه سفيان وجعل سؤال عائشة عن النشرة , ونفاه عيسى بن يونس وجعل سؤالها عن الاستخراج , ولم يذكر الجواب , وصرح به أسامة , قال والنظر يقتضي ترجيح رواية سفيان لتقدمه في الضبط , ويؤيده أن النشرة لم يقع في رواية أبي أسامة والزيادة من سفيان مقبولة لأنه أثبتهم , ولا سيما أنه كرر استخراج السحر في روايته مرتين فيبعد من الوهم , وزاد ذكر النشرة وجعل جوابه صلى الله عليه وسلم عنها بلا بدلا عن الاستخراج , قال : ويحتمل وجها آخر فذكر ما محصله : أن الاستخراج المنفي في رواية أبي أسامة غير الاستخراج المثبت في رواية سفيان , فالمثبت هو استخراج الجف والمنفي استخراج ما حواه , قال : وكأن السر في ذلك أن لا يراه الناس فيتعلمه من أراد استعمال السحر . قلت : وقع في رواية عمرة " فاستخرج جف طلعة من تحت راعوفة " وفي حديث زيد بن أرقم " فأخرجوه فرموا به " وفي مرسل عمر بن الحكم أن الذي استخرج السحر قيس بن محصن , كل هذا لا يخالف الحمل المذكور , لكن في آخر رواية عمرة وفي حديث ابن عباس أنهم وجدوا وترا فيه عقد , وأنها انحلت عند قراءة المعوذتين ففيه إشعار باستكشاف ما كان داخل الجف , فلو كان ثابتا لقدح في الجمع المذكور , لكن لا يخلو إسناد كل منهما من الضعف . ‏
‏( تنبيه ) : ‏
‏وقع في رواية أبي أسامة مخالفة في لفظة أخرى : فرواية البخاري عن عبيد بن إسماعيل عنه " أفلا أخرجته " وهكذا أخرجه أحمد عن أبي أسامة , ووقع عند مسلم عن أبي كريب عن أبي أسامة " أفلا أحرقته " بحاء مهملة وقاف , وقال النووي : كلا الروايتين صحيح , كأنها طلبت أنه يخرجه ثم يحرقه . قلت : لكن لم يقعا معا في رواية واحدة , وإنما وقعت اللفظة مكان اللفظة , وانفرد أبو كريب بالرواية التي بالمهملة والقاف , فالجاري على القواعد أن روايته شاذة . وأغرب القرطبي فجعل الضمير في أحرقته للبيد بن أعصم , قال : واستفهمته عائشة عن ذلك عقوبة له على ما صنع من السحر , فأجابها بالامتناع , ونبه على سببه وهو خوف وقوع شر بينهم وبين اليهود لأجل العهد , فلو قتله لثارت فتنة . كذا قال . ولا أدري ما وجه تعين قتله بالإحراق , وإن لو سلم أن الرواية ثابتة وأن الضمير له . ‏
‏قوله : ( قالت فقلت أفلا ؟ أي تنشرت ) ‏
‏وقع في رواية الحميدي " فقلت : يا رسول الله فهلا ؟ قال سفيان بمعنى تنشرت . فبين الذي فسر المراد بقولها " أفلا " كأنه لم يستحضر اللفظة فذكره بالمعنى , وظاهر هذه اللفظة أنه من النشرة . وكذا وقع في رواية معمر عن هشام عند أحمد " فقالت عائشة : لو أنك " تعني تنشر , وهو مقتضى صنيع المصنف حيث ذكر النشرة في الترجمة , ويحتمل أن يكون من النشر بمعنى الإخراج فيوافق رواية من رواه بلفظ " فهلا أخرجته " ولكون لفظ هذه الرواية " هلا استخرجت " وحذف المفعول للعلم به , ويكون المراد بالمخرج ما حواه الجف لا الجف نفسه , فيتأيد الجمع المقدم ذكره . ‏
‏( تكميل ) : قال ابن القيم من أنفع الأدوية وأقوى ما يوجد من النشرة مقاومة السحر الذي هو من تأثيرات الأرواح الخبيثة بالأدوية الإلهية من الذكر والدعاء والقراءة , فالقلب إذا كان ممتلئا من الله معمورا بذكره وله ورد من الذكر والدعاء والتوجه لا يخل به كان ذلك من أعظم الأسباب المانعة من إصابة السحر له . قال : وسلطان تأثير السحر هو في القلوب الضعيفة , ولهذا غالب ما يؤثر في النساء والصبيان والجهال , لأن الأرواح الخبيثة إنما تنشط على أرواح تلقاها مستعدة لما يناسبها . انتهى ملخصا . ويعكر عليه حديث الباب , وجواز السحر على النبي صلى الله عليه وسلم مع عظيم مقامه وصدق توجهه وملازمة ورده , ولكن يمكن الانفصال عن ذلك بأن الذي ذكره محمول على الغالب , وأن ما وقع به صلى الله عليه وسلم لبيان تجويز ذلك , والله أعلم

السحر الطب صحيح البخاري

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=5324&doc=0

‏حدثنا ‏ ‏عبيد بن إسماعيل ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو أسامة ‏ ‏عن ‏ ‏هشام ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت ‏
‏سحر النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏حتى إنه ليخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي دعا الله ودعاه ثم قال أشعرت يا ‏ ‏عائشة ‏ ‏أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه قلت وما ذاك يا رسول الله قال جاءني ‏ ‏رجلان ‏ ‏فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي ثم قال أحدهما لصاحبه ما وجع الرجل قال ‏ ‏مطبوب ‏ ‏قال ومن طبه قال ‏ ‏لبيد بن الأعصم ‏ ‏اليهودي من ‏ ‏بني زريق ‏ ‏قال فيما ذا قال في مشط ‏ ‏ومشاطة ‏ ‏وجف طلعة ذكر قال فأين هو قال في ‏ ‏بئر ذي أروان ‏ ‏قال فذهب النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في أناس من أصحابه إلى البئر فنظر إليها وعليها نخل ثم رجع إلى ‏ ‏عائشة ‏ ‏فقال والله لكأن ماءها نقاعة الحناء ولكأن نخلها رءوس الشياطين قلت يا رسول الله أفأخرجته قال لا أما أنا فقد ‏ ‏عافاني الله وشفاني وخشيت أن أثور على الناس منه شرا وأمر بها فدفنت ‏
  

فتح الباري بشرح صحيح البخاري

حديث عائشة من رواية أبي أسامة فاقتصر الكثير منه على بعضه من أوله إلى قوله " يفعل الشيء وما فعله " وفي رواية الكشميهني " أنه فعل الشيء وما فعله " ووقع سياق الحديث بكماله في رواية الكشميهني والمستملي , وكذا صنع النسفي وزاد في آخره طريق يحيى القطان عن هشام إلى قوله " صنع شيئا ولم يصنعه " وقد تقدم سندا ومتنا لغيره في كتاب الجزية . وأغفل المزي في " الأطراف " ذكرها هنا , وذكر هنا رواية الحميدي عن سفيان ولم أرها ولا ذكرها أبو مسعود في أطرافه , واستدل بهذا الحديث على أن الساحر لا يقتل حدا إذا كان له عهد , وأما ما أخرجه الترمذي من حديث جندب رفعه قال " حد الساحر ضربه بالسيف " ففي سنده ضعف , فلو ثبت لخص منه من له عهد , وتقدم في الجزية من رواية بجالة " أن عمر كتب إليهم أن اقتلوا كل ساحر وساحرة " وزاد عبد الرزاق عن ابن جريج عن عمرو بن دينار في روايته عن 9بجالة " فقتلنا ثلاث سواحر " أخرج البخاري أصل الحديث دون قصة قتل السواحر , قال ابن بطال : لا يقتل ساحر أهل الكتاب عند مالك والزهري إلا أن يقتل بسحره فيقتل , وهو قول أبي حنيفة والشافعي , وعن مالك إن أدخل بسحره ضررا على مسلم لم يعاهد عليه نقض العهد بذلك فيحل قتله , وإنما لم يقتل النبي صلى الله عليه وسلم لبيد بن الأعصم لأنه كان لا ينتقم لنفسه , ولأنه خشي إذا قتله أن تثور بذلك فتنة بين المسلمين وبين حلفائه من الأنصار , وهو من نمط ما راعاه من ترك قتل المنافقين , سواء كان لبيد يهوديا أو منافقا على ما مضى من الاختلاف فيه . قال : وعند مالك أن حكم الساحر حكم الزنديق فلا تقبل توبته , ويقتل حدا إذا ثبت عليه ذلك , وبه قال أحمد . وقال الشافعي : لا يقتل إلا إن اعترف بسحره فيقتل به , فإن اعترف أن سحره قد يقتل وقد لا يقتل وأنه سحره وأنه مات لم يجب عليه القصاص ووجبت الدية في ماله لا على عاقلته , ولا يتصور القتل بالسحر بالبينة , وادعى أبو بكر الرازي في " الأحكام " أن الشافعي تفرد بقوله إن الساحر يقتل قصاصا إذا اعترف أنه قتله بسحره , والله أعلم . قال النووي : إن كان السحر قول أو فعل يقتضي الكفر كفر الساحر وتقبل توبته إذا تاب عندنا , وإذا لم يكن في سحره ما يقتضي الكفر عزر واستتيب

السحر الطب صحيح البخاري

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?hnum=5321&doc=0

‏حدثنا ‏ ‏إبراهيم بن موسى ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏عيسى بن يونس ‏ ‏عن ‏ ‏هشام ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏رضي الله عنها ‏ ‏قالت ‏
‏سحر رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏رجل من ‏ ‏بني زريق ‏ ‏يقال له ‏ ‏لبيد بن الأعصم ‏ ‏حتى كان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي لكنه دعا ودعا ثم قال يا ‏ ‏عائشة ‏ ‏أشعرت ‏ ‏أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه أتاني ‏ ‏رجلان ‏ ‏فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما لصاحبه ما وجع الرجل فقال ‏ ‏مطبوب ‏ ‏قال من طبه قال ‏ ‏لبيد بن الأعصم ‏ ‏قال في أي شيء قال في مشط ‏ ‏ومشاطة ‏ ‏وجف ‏ ‏طلع نخلة ذكر قال وأين هو قال في ‏ ‏بئر ذروان ‏ ‏فأتاها رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في ‏ ‏ناس من أصحابه ‏ ‏فجاء فقال يا ‏ ‏عائشة ‏ ‏كأن ماءها نقاعة الحناء أو كأن رءوس نخلها رءوس الشياطين قلت يا رسول الله أفلا استخرجته قال قد عافاني الله فكرهت أن أثور على الناس فيه شرا فأمر بها فدفنت ‏
‏تابعه ‏ ‏أبو أسامة ‏ ‏وأبو ضمرة ‏ ‏وابن أبي الزناد ‏ ‏عن ‏ ‏هشام ‏ ‏وقال ‏ ‏الليث ‏ ‏وابن عيينة ‏ ‏عن ‏ ‏هشام ‏ ‏في مشط ‏ ‏ومشاقة ‏ ‏يقال المشاطة ما يخرج من الشعر إذا مشط ‏ ‏والمشاقة ‏ ‏من مشاقة الكتان ‏  

فتح الباري بشرح صحيح البخاري
قوله : ( حدثنا إبراهيم بن موسى ) ‏
‏هو الرازي , وفي رواية أبي ذر " حدثني " بالإفراد , وهشام هو ابن عروة بن الزبير . ‏
‏قوله : ( عن أبيه ) ‏
‏وقع في رواية يحيى القطان عن هشام " حدثني أبي " وقد تقدمت في الجزية , وسيأتي في رواية ابن عيينة عن ابن جريج " حدثني آل عروة " ووقع في رواية الحميدي عن سفيان عن ابن جريج " حدثني بعض آل عروة عن عروة " وظاهره أن غير هشام أيضا حدث به عن عروة , وقد رواه غير عروة عن عائشة كما سأبينه . وجاء أيضا من حديث ابن عباس وزيد بن أرقم وغيرهما . ‏
‏قوله : ( سحر النبي صلى الله عليه وسلم رجل من بني زريق ) ‏
‏بزاي قبل الراء مصغر . ‏
‏قوله : ( يقال له لبيد ) ‏
‏بفتح اللام وكسر الموحدة بعدها تحتانية ساكنة ثم مهملة ‏
‏( ابن الأعصم ) ‏
‏بوزن أحمر بمهملتين , ووقع في رواية عبد الله بن نمير عن هشام بن عروة عند مسلم " سحر النبي صلى الله عليه وسلم يهودي من يهود بني زريق " ووقع في رواية ابن عيينة الآتية قريبا " رجل من بني زريق حليف اليهود وكان منافقا " ويجمع بينهما بأن من أطلق أنه يهودي نظر إلى ما في نفس الأمر , ومن أطلق عليه منافقا نظر إلى ظاهر أمره . وقال ابن الجوزي هذا يدل على أنه كان أسلم نفاقا وهو واضح , وقد حكى عياض في " الشفاء " أنه كان أسلم , ويحتمل أن يكون قيل له يهودي لكونه كان من حلفائهم لا أنه كان على دينهم . وبنو زريق بطن من الأنصار مشهور من الخزرج , وكان بين كثير من الأنصار وبين كثير من اليهود قبل الإسلام حلف وإخاء وود , فلما جاء الإسلام ودخل الأنصار فيه تبرءوا منهم , وقد بين الواقدي السنة التي وقع فيها السحر : أخرجه عنه ابن سعد بسند له إلى عمر بن الحكم مرسل قال " لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية في ذي الحجة ودخل المحرم من سنة سبع جاءت رؤساء اليهود إلى لبيد بن الأعصم - وكان حليفا في بني زريق وكان ساحرا - فقالوا له : يا أبا الأعصم , أنت أسحرنا , وقد سحرنا محمدا فلم نصنع شيئا , ونحن نجعل لك جعلا على أن تسحره لنا سحرا ينكؤه . فجعلوا له ثلاثة دنانير " ووقع في رواية أبي ضمرة عند الإسماعيلي " فأقام أربعين ليلة " وفي رواية وهيب عن هشام عند أحمد " ستة أشهر " ويمكن الجمع بأن تكون الستة أشهر من ابتداء تغير مزاجه والأربعين يوما من استحكامه , وقال السهيلي : لم أقف في شيء من الأحاديث المشهورة على قدر المدة التي مكث النبي صلى الله عليه وسلم فيها في السحر حتى ظفرت به في " جامع معمر " عن الزهري أنه لبث ستة أشهر , كذا قال , وقد وجدناه موصولا بإسناد الصحيح فهو المعتمد . ‏
‏قوله ( حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله ) ‏
‏قال المازري : أنكر المبتدعة هذا الحديث وزعموا أنه يحط منصب النبوة ويشكك فيها , قالوا وكل ما أدى إلى ذلك فهو باطل , وزعموا أن تجويز هذا يعدم الثقة بما شرعه من الشرائع إذ يحتمل على هذا أن يخيل إليه أنه يرى جبريل وليس هو ثم , وأنه يوحي إليه بشيء ولم يوح إليه بشيء , قال المازري : وهذا كله مردود , لأن الدليل قد قام على صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما يبلغه عن الله تعالى وعلى عصمته في التبليغ , والمعجزات شاهدات بتصديقه , فتجويز ما قام الدليل على خلافه باطل . وأما ما يتعلق ببعض الأمور الدنيا التي لم يبعث لأجلها ولا كانت الرسالة من أجلها فهو في ذلك عرضة لما يعترض البشر كالأمراض , فغير بعيد أن يخيل إليه في أمر من أمور الدنيا ما لا حقيقة له مع عصمته عن مثل ذلك في أمور الدين , قال : وقد قال بعض الناس إن المراد بالحديث أنه كان صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه وطئ زوجاته ولم يكن وطأهن , وهذا كثيرا ما يقع تخيله للإنسان في المنام فلا يبعد أن يخيل إليه في اليقظة . قلت : وهذا قد ورد صريحا في رواية ابن عيينة في الباب الذي يلي هذا ولفظه " حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن " وفي رواية الحميدي " أنه يأتي أهله ولا يأتيهم " قال الداودي " يرى " بضم أوله أي يظن , وقال ابن التين ضبطت " يرى " بفتح أوله . قلت : وهو من الرأي لا من الرؤية , فيرجع إلى معنى الظن . وفي مرسل يحيى بن يعمر عند عبد الرزاق " سحر النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة حتى أنكر بصره " وعنده في مرسل سعيد بن المسيب " حتى كاد ينكر بصره " قال عياض : فظهر بهذا أن السحر إنما تسلط على جسده وظواهر جوارحه لا على تمييزه ومعتقده . قلت : ووقع في مرسل عبد الرحمن بن كعب عند ابن سعد " فقالت أخت لبيد بن الأعصم : إن يكن نبيا فسيخبر , وإلا فسيذهله هذا السحر حتى يذهب عقله " قلت : فوقع الشق الأول كما في هذا الحديث الصحيح . وقد قال بعض العلماء . لا يلزم من أنه كان يظن أنه فعل الشيء ولم يكن فعله أن يجزم بفعله ذلك . وإنما يكون من جنس الخاطر يخطر ولا يثبت , فلا يبقى على هذا للملحد حجة . وقال عياض : يحتمل أن يكون المراد بالتخييل المذكور أنه يظهر له من نشاطه ما ألفه من سابق عادته من الاقتدار على الوطء , فإذا دنا من المرأة فتر عن ذلك كما هو شأن المعقود , ويكون قوله في الرواية الأخرى " حتى كاد ينكر بصره " أي صار كالذي أنكر بصره بحيث إنه إذا رأى الشيء يخيل أنه على غير صفته , فإذا تأمله عرف حقيقته . ويؤيد جميع ما تقدم أنه لم ينقل عنه في خبر من الأخبار أنه قال قولا فكان بخلاف ما أخبر به . وقال المهلب : صون النبي صلى الله عليه وسلم من الشياطين لا يمنع إرادتهم كيده , فقد مضى في الصحيح أن شيطانا أراد أن يفسد عليه صلاته فأمكنه الله منه , فكذلك السحر ما ناله من ضرره ما يدخل نقصا على ما يتعلق بالتبليغ , بل هو من جنس ما كان يناله من ضرر سائر الأمراض من ضعف عن الكلام , أو عجز عن بعض الفعل , أو حدوث تخيل لا يستمر , بل يزول ويبطل الله كيد الشياطين . واستدل ابن القصار على أن الذي أصابه كان من جنس المرض بقوله في آخر الحديث " فأما أنا فقد شفاني الله " وفي الاستدلال بذلك نظر , لكن يؤيد المدعى أن في رواية عمرة عن عائشة عند البيهقي في الدلائل " فكان يدور ولا يدري ما وجعه " وفي حديث ابن عباس عند ابن سعد " مرض النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ عن النساء والطعام والشراب , فهبط عليه ملكان " الحديث . ‏
‏قوله : ( حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة ) ‏
‏شك من الراوي , وأظنه من البخاري لأنه أخرجه في صفة إبليس من بدء الخلق فقال " حتى كان ذات يوم " ولم يشك , ثم ظهر لي أن الشك فيه من عيسى بن يونس , وأن إسحاق بن راهويه أخرجه في مسنده عنه على الشك , ومن طريقه أخرجه أبو نعيم , فيحمل الجزم الماضي على أن إبراهيم بن موسى شيخ البخاري حدثه به تارة بالجزم وتارة بالشك , ويؤيده ما سأذكره من الاختلاف عنه , وهذا من نوادر ما وقع في البخاري أن يخرج الحديث تاما بإسناد واحد بلفظين . ‏
‏ووقع في رواية أبي أسامة الآتية قريبا " ذات يوم " بغير شك " وذات " بالنصب ويجوز الرفع , ثم قيل إنها مقحمة , وقيل بل هي من إضافة الشيء لنفسه على رأي من يجيزه . ‏
‏قوله : ( وهو عندي لكنه دعا ودعا ) ‏
‏كذا وقع , وفي الرواية الماضية في بدء الخلق " حتى كان ذات يوم دعا ودعا " وكذا علقه المصنف لعيسى بن يونس في الدعوات , ومثله في رواية الليث , قال الكرماني : يحتمل أن يكون هذا الاستدراك من قولها " عندي " أي لم يكن مشتغلا بي بل اشتغل بالدعاء , ويحتمل أن يكون من التخيل , أي كان السحر أضره في بدنه لا في عقله وفهمه بحيث إنه توجه إلى الله ودعا على الوضع الصحيح والقانون المستقيم . ووقع في رواية ابن نمير عند مسلم " فدعا , ثم دعا , ثم دعا " وهذا هو المعهود منه أنه كان يكرر الدعاء ثلاثا . وفي رواية وهيب عند أحمد وابن سعد " فرأيته يدعو " . قال النووي : فيه استحباب الدعاء عند حصول الأمور المكروهات وتكريره الالتجاء إلى الله تعالى في دفع ذلك . قلت : سلك النبي صلى الله عليه وسلم في هذه القصة مسلكي التفويض وتعاطي الأسباب , ففي أول الأمر فوض وسلم لأمر ربه فاحتسب الأجر في صبره على بلائه , ثم لما تمادى ذلك وخشي من تماديه أن يضعفه عن فنون عبادته جنح إلى التداوي ثم إلى الدعاء , وكل من المقامين غاية في الكمال . ‏
‏قوله : ( أشعرت ) ‏
‏أي علمت ؟ وهي رواية ابن عيينة كما في الباب الذي بعده . ‏
‏قوله : ( أفتاني فيما استفتيته ) ‏
‏في رواية الحميدي " أفتاني في أمر استفتيته فيه " أي أجابني فيما دعوته , فأطلق على الدعاء استفتاء لأن الداعي طالب والمجيب مفت , أو المعنى أجابني بما سألته عنه , لأن دعاءه كان أن يطلعه الله على حقيقة ما هو فيه لما اشتبه عليه من الأمر . ووقع في رواية عمرة عن عائشة " إن الله أنبأني بمرضي " أي أخبرني . ‏
‏قوله ( أتاني رجلان ) ‏
‏وقع في رواية أبي أسامة " قلت : وما ذاك ؟ قال : أتاني رجلان " ووقع في رواية معمر عند أحمد ومرجأ بن رجاء عند الطبراني كلاهما عن هشام " أتاني ملكان " وسماهما ابن سعد في رواية منقطعة جبريل وميكائيل , وكنت ذكرت في المقدمة ذلك احتمالا . ‏
‏قوله : ( فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي ) ‏
‏لم يقع لي أيهما قعد عند رأسه , لكنني أظنه جبريل لخصوصيته به عليهما السلام . ثم وجدت في " السيرة للدمياطي " الجزم بأنه جبريل قال . لأنه أفضل , ثم وجدت في حديث زيد بي أرقم عند النسائي وابن سعد وصححه الحاكم وعبد بن حميد " سحر النبي صلى الله عليه وسلم رجل من اليهود , فاشتكى لذلك أياما , فأتاه جبريل فقال : إن رجلا من اليهود سحرك , عقد لك عقدا في بئر كذا " فدل مجموع الطرق على أن المسئول هو جبريل والسائل ميكائيل . ‏
‏قوله : ( فقال أحدهما لصاحبه ) ‏
‏في رواية ابن عيينة الآتية بعد باب " فقال الذي عند رأسي للآخر " وفي رواية الحميدي " فقال الذي عند رجلي للذي عند رأسي " وكأنها أصوب , وكذا هو في حديث ابن عباس عند البيهقي . ووقع بالشك في رواية ابن نمير عند مسلم . ‏
‏قوله : ( ما وجع الرجل ) ‏
‏؟ كذا للأكثر , وفي رواية ابن عيينة " ما بال الرجل " ؟ وفي حديث ابن عباس عند البيهقي " ما ترى " وفيه إشارة إلى أن ذلك وقع في المنام , إذ لو جاءا إليه في اليقظة لخاطباه وسألاه . ويحتمل أن يكون كان بصفة النائم وهو يقظان , فتخاطبا وهو يسمع . وأطلق في رواية عمرة عن عائشة أنه كان نائما , وكذا في رواية ابن عيينة عند الإسماعيلي " فانتبه من نومه ذات يوم " وهو محمول على ما ذكرت , وعلى تقدير حملها على الحقيقة فرؤيا الأنبياء وحي . ووقع في حديث ابن عباس عند سعد بسند ضعيف جدا " فهبط عليه ملكان وهو بين النائم واليقظان " . ‏
‏قوله : ( فقال : مطبوب ) ‏
‏أي مسحور , يقال طب الرجل بالضم إذا سحر , يقال كنوا عن السحر بالطب تفاؤلا كما قالوا للديغ سليم . وقال ابن الأنباري : الطب من الأضداد , يقال لعلاج الداء طب , والسحر من الداء ويقال له طب , وأخرج أبو عبيد من مرسل عبد الرحمن بن أبي ليلى قال " احتجم النبي صلى الله عليه وسلم على رأسه بقرن حين طب " قال أبو عبيد يعني سحر . قال ابن القيم : بنى النبي صلى الله عليه وسلم الأمر أولا على أنه مرض , وأنه عن مادة مالت إلى الدماغ وغلبت على البطن المقدم منه فغيرت مزاجه , فرأى استعمال الحجامة لذلك مناسبا , فلما أوحي إليه أنه سحر عدل إلى العلاج المناسب له وهو استخراجه , قال : ويحتمل أن مادة السحر انتهت إلى إحدى قوى الرأس حتى صار يخيل إليه ما ذكر , فإن السحر قد يكون من تأثير الأرواح الخبيثة , وقد يكون من انفعال الطبيعة وهو أشد السحر , واستعمال الحجم لهذا الثاني نافع لأنه إذا هيج الأخلاط وظهر أثره في عضو كان استفراغ المادة الخبيثة نافعا في ذلك . وقال القرطبي : إنما قيل للسحر طب لأن أصل الطب الحذق بالشيء والتفطن له , فلما كان كل من علاج المرض والسحر إنما يتأتى عن فطنة وحذق أطلق على كل منهما هذا الاسم . ‏
‏قوله : ( في مشط ومشاطة ) ‏
‏أما المشط فهو بضم الميم , ويجوز كسرها أثبته أبو عبيد وأنكره أبو زيد , وبالسكون فيهما , وقد يضم ثانيه مع ضم أوله فقط وهو الآلة المعروفة التي يسرح بها شعر الرأس واللحية ; وهذا هو المشهور . ويطلق المشط بالاشتراك على أشياء أخرى : منها العظم العريض في الكتف , وسلاميات ظهر القدم , ونبت صغير يقال له مشط الذنب . قال القرطبي : يحتمل أن يكون الذي سحر فيه النبي صلى الله عليه وسلم أحد هذه الأربع . قلت : وفاته آلة لها أسنان وفيها هراوة يقبض عليها ويغطى بها الإناة , قال ابن سيده في " المحكم " : إنها تسمى المشط . والمشط أيضا سمة من سمات البعير تكون في العين والفخذ , ومع ذلك فالمراد بالمشط هنا هو الأول , فقد وقع في رواية عمرة عن عائشة " فإذا فيها مشط رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن مراطة رأسه " وفي حديث ابن عباس " من شعر رأسه ومن أسنان مشطه " وفي مرسل عمر بن الحكم " فعمد إلى مشط وما مشط من الرأس من شعر فعقد بذلك عقدا " . ‏
‏قوله : ( ومشاطة ) سيأتي بيان الاختلاف هل هي بالطاء أو القاف في آخر الكلام على هذا الحديث حيث بينه المصنف . ‏
‏قوله : ( وجف طلع نخلة ذكر ) ‏
‏قال عياض : وقع للجرجاني - يعني في البخاري - والعذري - يعني في مسلم - بالفاء . ولغيرهما بالموحدة . قلت : أما رواية عيسى بن يونس هنا فوقع للكشميهني بالفاء ولغيره بالموحدة , وأما روايته في بدء الخلق فالجميع بالفاء , وكذا في رواية ابن عيينة للجميع , وللمستملي في رواية أبي أسامة بالموحدة , وللكشميهني بالفاء , قال القرطبي : روايتنا - يعني في مسلم - بالفاء , وقال النووي : في أكثر نسخ بلادنا بالباء يعني في مسلم , وفي بعضها بالفاء , وهما بمعنى واحد وهو الغشاء الذي يكون على الطلع ويطلق على الذكر والأنثى , فلهذا قيده بالذكر في قوله " طلعة ذكر " وهو بالإضافة انتهى . ووقع في روايتنا هنا بالتنوين فيهما على أن لفظ " ذكر " صفة لجف , وذكر القرطبي أن الذي بالفاء هو وعاء الطلع وهو للغشاء الذي يكون عليه , وبالموحدة داخل الطلعة إذا خرج منها الكفري قاله شمر , قال : ويقال أيضا لداخل الركية من أسفلها إلى أعلاها جف , وقيل هو من القطع يعني ما قطع من قشورها . وقال أبو عمرو الشيباني : الجف بالفاء شيء ينقر من جذوع النخل . ‏
‏قوله : ( قال وأين هو ؟ قال : هو في بئر ذروان ) ‏
‏زاد ابن عيينة وغيره " تحت راعوفة " وسيأتي شرحها بعد باب , وذروان بفتح المعجمة وسكون الراء , وحكى ابن التين فتحها وأنه قرأه كذلك قال : ولكنه بالسكون أشبه , وفي رواية ابن نمير عند مسلم " في بئر ذي أروان " ويأتي في رواية أبي ضمرة في الدعوات مثله , وفي نسخة الصغاني لكن بغير لفظ بئر , ولغيره " في ذروان " وذروان بئر في بني زريق , فعلى هذا فقوله : " بئر ذروان " من إضافة الشيء لنفسه , ويجمع بينهما وبين رواية ابن نمير بأن الأصل " بئر ذي أروان " ثم لكثرة الاستعمال سهلت الهمزة فصارت " ذروان " ويؤيده أن عبيد البكري صوب أن اسم البئر " أروان " بالهمز وأن من قال " ذروان " أخطأ . وقد ظهر أنه ليس بخطأ على ما وجهته . ووقع في رواية أحمد عن وهيب وكذا في روايته عن ابن نمير " بئر أروان " كما قال البكري , فكأن رواية الأصيلي كانت مثلها فسقطت منها الراء , ووقع عند الأصيلي فيما حكاه عياض " في بئر ذي أوان " بغير راء قال عياض : هو وهم , فإن هذا موضع آخر على ساعة من المدينة , وهو الذي بني فيه مسجد الضرار . ‏
‏قوله : ( فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه ) ‏
‏وقع في حديث ابن عباس عند ابن سعد " فبعث إلى علي وعمار فأمرهما أن يأتيا البئر " وعنده في مرسل عمر بن الحكم " فدعا جبير بن إياس الزرقي وهو ممن شهد على موضعه في بئر ذروان فاستخرجه " قال ويقال الذي استخرجه قيس بن محصن الزرقي , ويجمع بأنه أعان جبيرا على ذلك وباشره بنفسه فنسب إليه , وعند ابن سعد أيضا " أن الحارث بن قيس قال : يا رسول الله ألا يهور البئر " فيمكن تفسير من أبهم بهؤلاء أو بعضهم , وأن النبي صلى الله عليه وسلم وجههم أولا ثم توجه فشاهدها بنفسه . ‏
‏قوله ( فجاء فقال يا عائشة ) ‏
‏في رواية وهيب " فلما رجع قال يا عائشة " ونحوه في رواية أبي أسامة ولفظه " فذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى البئر فنظر إليها ثم رجع إلى عائشة فقال " وفي رواية عمرة عن عائشة " فنزل رجل فاستخرجه " وفيه من الزيادة أنه " وجد في الطلعة تمثالا من شمع , تمثال رسول الله صلى الله عليه وسلم , وإذا فيه إبر مغروزة , وإذا وتر فيه إحدى عشرة عقدة , فنزل جبريل بالمعوذتين , فكلما قرأ آية انحلت عقدة , وكلما نزع إبرة وجد لها ألما ثم يجد بعدها راحة " وفي حديث ابن عباس نحوه كما تقدم التنبيه عليه , وفي حديث زيد بن أرقم الذي أشرت إليه عند عبد بن حميد وغيره " فأتاه جبريل فنزل عليه بالمعوذتين " وفيه " فأمره أن يحل العقد ويقرأ آية , فجعل يقرأ ويحل حتى قام كأنما نشط من عقال " وعند ابن سعد من طريق عمر مولى غفرة معضلا " فاستخرج السحر من الجف من تحت البئر ثم نزعه فحله فكشف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " . ‏
‏قوله : ( كأن ماءها ) ‏
‏في رواية ابن نمير " والله لكأن ماءها " أي البئر ‏
‏( نقاعة الحناء ) ‏
‏بضم النون وتخفيف القاف , والحناء معروف وهو بالمد أي أن لون ماء البئر لون الماء الذي ينقع فيه الحناء . قال ابن التين : يعني أحمر . وقال الداودي . المراد الماء الذي يكون من غسالة الإناء الذي تعجن فيه الحناء . قلت : ووقع في حديث زيد بن أرقم عند ابن سعد وصححه الحاكم " فوجد الماء وقد اخضر " وهذا يقوي قول الداودي . قال القرطبي : كأن ماء البئر قد تغير إما لرداءته بطول إقامته , وإما لما خالطه من الأشياء التي ألقيت في البئر . قلت : ويرد الأول أن عند ابن سعد في مرسل عبد الرحمن بن كعب أن الحارث بن قيس هور البئر المذكورة وكان يستعذب منها وحفر بئرا أخرى فأعانه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرها . ‏
‏قوله : ( وكأن رءوس نخلها رءوس الشياطين ) ‏
‏كذا هنا , وفي الرواية التي في بدء الخلق " نخلها كأنه رءوس الشياطين " وفي رواية ابن عيينة وأكثر الرواة عن هشام " كأن نخلها " بغير ذكر " رءوس " أولا , والتشبيه إنما وقع على رءوس النخل فلذلك أفصح به في رواية الباب وهو مقدر في غيرها . ووقع في رواية عمرة عن عائشة " فإذا نخلها الذي يشرب من مائها قد التوى سعفه كأنه رءوس الشياطين " وقد وقع تشبيه طلع شجرة الزقوم في القرآن برءوس الشياطين , قال الفراء وغيره : يحتمل أن يكون شبه طلعها في قبحه برءوس الشياطين : لأنها موصوفة بالقبح , وقد تقرر في اللسان أن من قال . فلان شيطان أراد أنه خبيث أو قبيح , وإذا قبحوا مذكرا قالوا شيطان , أو مؤنثا قالوا غول , ويحتمل أن يكون المراد بالشياطين الحيات , والعرب تسمي بعض الحيات شيطانا وهو ثعبان قبيح الوجه , ويحتمل أن يكون المراد نبات قبيح قيل إنه يوجد باليمن . ‏
‏قوله : ( قلت يا رسول الله أفلا استخرجته ) ‏
‏في رواية أبي أسامة " فقال لا " ووقع في رواية ابن عيينة أنه استخرجه , وأن سؤال عائشة إنما وقع عن النشرة فأجابها بلا , وسيأتي بسط القول فيه بعد باب . ‏
‏قوله : ( فكرهت أن أثير على الناس فيه شرا ) ‏
‏في رواية الكشميهني " سوءا " ووقع في رواية أبي أسامة " أن أثور " بفتح المثلثة وتشديد الواو وهما بمعنى . والمراد بالناس التعميم في الموجودين قال النووي : خشي من إخراجه وإشاعته ضررا على المسلمين من تذكر السحر وتعلمه ونحو ذلك ; وهو من باب ترك المصلحة خوف المفسدة . ووقع في رواية ابن نمير " على أمتي " وهو قابل أيضا للتعميم , لأن الأمة تطلق على أمة الإجابة وأمة الدعوة على ما هو أعم , وهو يرد على من زعم أن المراد بالناس هنا لبيد بن الأعصم لأنه كان منافقا فأراد صلى الله عليه وسلم أن لا يثير عليه شرا لأنه كان يؤثر الإغضاء عمن يظهر الإسلام ولو صدر منه ما صدر , وقد وقع أيضا في رواية ابن عيينة " وكرهت أن أثير على أحد من الناس شرا " نعم وقع في حديث عمرة عن عائشة " فقيل يا رسول الله لو قتلته , قال : ما وراءه من عذاب الله أشد " وفي رواية عمرة " فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فاعترف فعفا عنه " وفي حديث زيد بن أرقم " فما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك اليهودي شيئا مما صنع به ولا رآه في وجهه " وفي مرسل عمر بن الحكم " فقال له : ما حملك على هذا ؟ قال : حب الدنانير " وقد تقدم في كتاب الجزية قول ابن شهاب أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقتله , وأخرج ابن سعد من مرسل عكرمة أيضا أنه لم يقتله , ونقل عن الواقدي أن ذلك أصح من رواية من قال إنه قتله , ومن ثم حكى عياض في " الشفاء " قولين : هل قتل , أم لم يقتل ؟ وقال القرطبي لا حجة على مالك من هذه القصة , لأن ترك قتل لبيد بن الأعصم كان لخشية أن يثير بسبب قتله فتنة , أو لئلا ينفر الناس عن الدخول في الإسلام , وهو من جنس ما راعاه النبي صلى الله عليه وسلم من منع قتل المنافقين حيث قال : " لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه " . ‏
‏قوله : ( فأمر بها ) ‏
‏أي بالبئر ‏
‏( فدفنت ) ‏
‏وهكذا وقع في رواية ابن نمير وغيره عن هشام , وأورده مسلم من طريق أبي أسامة عن هشام عقب رواية ابن نمير وقال " لم يقل أبو أسامة في روايته فأمر بها فدفنت " . قلت : وكأن شيخه لم يذكرها حين حدثه , وإلا فقد أوردها البخاري عن عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة , كما في الباب بعده , وقال في آخره " فأمر بها فدفنت " وقد تقدم أن في مرسل عبد الرحمن بن كعب " أن الحارث بن قيس هورها " . ‏
‏قوله : ( تابعه أبو أسامة ) ‏
‏هو حماد بن أسامة , وتأتي روايته موصولة بعد بابين . ‏
‏قوله : ( وأبو ضمرة ) ‏
‏هو أنس بن عياض , وستأتي روايته موصولة في كتاب الدعوات . ‏
‏قوله : ( وابن أبي الزناد ) ‏
‏هو عبد الرحمن بن عبد الله بن ذكوان , ولم أعرف من وصلها بعد . ‏
‏قوله : ( وقال الليث وابن عيينة عن هشام في مشط ومشاطة ) ‏
‏كذا لأبي ذر , ولغيره " ومشاقة " وهو الصواب وإلا لاتحدت الروايات , ورواية الليث تقدم ذكرها في بدء الخلق , ورواية ابن عيينة تأتي موصولة بعد باب . وذكر المزي في " الأطراف " تبعا لخلف أن البخاري أخرجه في الطب عن الحميدي وعن عبد الله بن محمد عن ابن عيينة , وطريق الحميدي ما هي في الطب في شيء من النسخ التي وقفت عليها , وقد أخرجه أبو نعيم في " المستخرج " من طريق الحميدي وقال بعده " أخرجه البخاري عن عبيد الله بن محمد " لم يزد على ذلك , وكذا لم يذكر أبو مسعود في أطرافه الحميدي , والله أعلم . ‏
‏قوله : ( ويقال المشاطة ما يخرج من الشعر إذا مشط ) ‏
‏هذا لا اختلاف فيه بين أهل اللغة , قال ابن قتيبة . المشاطة ما يخرج من الشعر الذي سقط من الرأس إذا سرح بالمشط , وكذا من اللحية . ‏
‏قوله : ( والمشاطة من مشاطة الكتان ) ‏
‏كذا لأبي ذر كأن المراد أن اللفظ مشترك بين الشعر إذا مشط وبين الكتان إذا سرح , ووقع في رواية غير أبي ذر " والمشاقة " وهو أشبه , وقيل المشاقة هي المشاطة بعينها , والقاف تبدل من الطاء لقرب المخرج , والله أعلم

 للاتصال بنا

:
:

الصفحة الرئيسية