الاسلام العقلاني والليبرالي عند الشيخ احمد القبانجي

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=286570

 
القبانجي في محاضراته بكل شجاعة بما لا يوافق عليه غيره من رجال الدين الكلاسيكيين فهو يفسر الوحي والقرآن على انه ليس كلام الله ، وانما هو كلام محمد يقوله من ذاته بعد تشبعه بالروح الالهية فاخذ يصوغ ألايات بما يعتقد انها طريقة الهامية لاصلاح قومه .
وتتبنى المدرسة المعرفية وتيار الاصلاح الديني العقلنة للدين فالشيخ القبانجي يقول : " إن طرح رؤية عقلانية لأمور الدين يصبح مقبولاً في عصر العلم والمنطق والمعرفة. فنحن من دعاة العقلنة ، وخصوصا عقلنة المسائل الدينية ". كما يقول : " انا لست سنيا ولا شيعيا " .
أما عن الشريعة فيقول انها مسخت الانسان وهي لا تصلح للتطبيق في الزمن الحالي ، فالجهاد الاسلامي سابقا يعتبر اليوم ارهابا ، والجهاد لا يصلح لكل زمان ومكان ، اما تفسيره لجهنم فيقول ان وجود جهنم يتناقض مع العدل الالهي ، والعقوبة لابد ان تتساوى مع الجريمة . وليس كل فعل ضد تعاليم الله عقوبته الحرق والعذاب بالنار.
يقول السيد احمد القبانجي: " ان الجنة والنارهي خلاف العقل ولا وجود لها. إن ورود جهنم في القرآن هو لتخويف الانسان فقط ، والوعد بالجنة هو لترغيب الانسان كي ينجذب الى الدين والايمان بالاسلام وبرسوله وكتابه . في الجنة لايوجد كرم او ايثار او مواساة او التنافس على العمل ولا ابداع او عمل الخير، فالناس في الجنة لا شغل لهم سوى نكاح الحوريات وشرب الخمر والعسل واللبن من الانهار ، حيث لا وجود للصفات الانسانية هناك وهذه حياة حيوانية ". ويصف السيد القبانجي الجنة فيقول انها حضيرة اغنام ( طولة مطايا) حسب تعبيره، فيها ولدان مخلدون ، ويقول اذا عرضت علي الجنة فسارفضها وسأكون سعيدا اذا ذهبت الى جهنم !!، ليس للمراءة المسلمة ذكر او نصيب في الجنة الذكورية ،ولم يحسب الله للمراءة اي حساب في الجنة ، فالجنة خلقت لترغيب الرجال للقتال والغزو وبعد والاستشهاد سيكون الشهيد في جنات نعيم تجري من تحتها الانهار خالدين فيها يمارسون الجماع فيها مع حوريات جميلات مقصورات الطرف وهذه مغريات لبدو الصحراء والصعاليك المحرومين من كل نعيم" .
اما عن الاحكام الشرعية فيقول القبانجي: " كانت صالحة في زمان النبي وبدء ظهور الاسلام ، وهي لاتصلح لكل زمان ومكان ، فالايات جاءت لضروف محدودة ولزمن معين ".
والقرآن لم يأت بمعارف جديدة عن أمور الدنيا ولم يتحدث عن الشعوب البعيدة وكان محصورا عن الجزيرة العربية وما يحيطها فقط . وماجاء به القرآن معظمه مكتوب في التوراة والانجيل .
ومن اقواله : ان ماجاء به محمد ليس كلاما الهيا وليس من الله ، بل كلام ناتج عن عمق اتصاله مع الله ومع الناس فاخذ يصوغ للناس كلاما نورانيا من ذهنه وليست نصوصا مبلغ بها من الله .
من مشاهداتي لفيديوات محاضرات الشيخ احمد القبانجي ، وجدت انه لايبدا كلامه في المحاضرات بالبسملة كبقية شيوخ المسلمين ، ولايقول القرآن (الكريم ) ولايصلي على النبي محمد بعد ذكر اسمه مطلقا . وحتى بعد لفظ (الله) فهو نادرا ما يقول سبحانه وتعالى .
يقول القبانجي ان اسلوب كتاب نهج البلاغة للامام علي بن ابي طالب هو اكثر بلاغة من القرآن . والقرآن ملئ بالاخطاء والمتناقضات .
يقول الشيخ احمد القبانجي في محاضراته الجريئة ، ان الاسلام ليس عادلا في كل وقت، فلا يجوز سبي النساء واطفالهم اثناء الغزو والحروب وبيعهم في سوق النخاسة بالمال ، ولايجوز ان يكون للانسان ملكات اليمين والعبيد فكل ماجاء به الاسلام والقرآن ومحمد لايجوز ان نطبقه حاليا لأنه مخالف للعدل ولحقوق الانسان وحريته. ولابد من فصل الدين عن السياسة لصالح المجتمع ، فالدين الاسلامي كان اداة السياسة واستغل الدين لمآرب خاصة .
ويقول ان اكثر الشباب المثقف الواعي ينظرون الى شيوخ ورجال الدين نظرة كراهية ، ويعتبروهم اناس متخلفين ورجعيين .
أما عن الاخطاء التي وقع بها محمد ، فيقول الشيخ القبانجي لقد اخطأ في اعتبار الارض كروية حين قال : (انظروا الى الارض كيف سطحت )، وكان يعتقد ان القمر خُلقَ ليكون مواقيت للناس فقط ، حيث لايستعمل الان للتوقيت لوجود التقاويم الحديثة والساعات وغيرها من الاجهزة . واخطأ القرآن في اسباب خلق الجبال فاعتبرها رواسي للارض لأعتقاده ان الارض تطفو على سطح المياه وبحاجة للرواسي كي لا تميد وتنزلق ، وهذا ما ينفيه العلم الحديث.
ويقول القبانجي : قال النبي محمد: "ان الله هو الضال والهادي" ، فكيف يدعو الله الى الخير والشر وهذا محال ان يناقض الله نفسه . ويقول كيف يهيئ الله لنا العذاب والنار الابدية في جهنم ، فهذا اله مخيف ومرعب . اما عن الاستعانة بعلي والائمة والاولياء من قبل الشيعة في الدعاء فيقول هذا شرك بالله . ويوصي الناس ان لا يسمعوا لصوت الفقهاء ورجال الدين، بل الواجب هو سماع ما يقوله القلب والفكر والعقل للانسان والانقياد للضمير لعمل الخير والصلاح .
يؤكد السيد احمد القبانجي ان ثقافة محمد ومعارفه استقاها من القس النصراني ورقة بن نوفل والاحبار اليهود وقسس النصارى الذين كانوا يلتقون به خلال اربعين سنة قبل البدء بدعوته . وانه تزوج النصرانية خديجة بنت خويلد ابنة عم القس ورقة بن نوفل على الطقوس النصرانية ، حيث انه لم يطلقها ولم يتزوج عليها كما توصي تعاليم الدين المسيحي حيث عقد القس ورقة بن نوفل بنفسه عقد قِران محمد على خديجة بحضور عمه ابو طالب ولي أمر محمد .
يفسر السيد احمد القبانجي في كتبه ومحاضراته شريعة الفقهاء فيقول انها باطلة وشريعة الله هي الصالحة ، ويقول نحن لانحتاج الى الله خالق السماء والارض بل نبحث عن الله الخير نبحث عن الرب . كما يقول: " ثبت ان القرآن ليس من الله لوجود الكثير من الاخطاء و التناقضات واللابلاغية واللااخلاقية واللاعلمية فيه ، ويصف القرآنُ اللهَ بانه جبار وماكر وغضوب وان محمد يجسد الله ويجلسه على عرش وكرسي ، وان الله يعذب ويظلم ويستهزئ ويمكر ويأمر بالفسق والقتل وينتقم ويضل من يشاء، وهذه كلها صفات بشرية يتنزه الله عنها ، ثم يناقض محمد نفسه ويصف ربه انه ليس كمثله شئ !! ؟ ويضيف ان القرآن هو تفسير محمد لكلام الله وليس هو كلام الله ، ان الآيات القرآنية هي صياغة بشرية لما يراه النبي من تفسيرات وجدانية . وان القرآن كتاب خطابي وليس فلسفي ، انه كلام موجه للهمج من العرب وادلته ضعيفة . وكل ماجاء به من الاحكام والشرائع وقصص الانبياء مستوحى من التوراة والانجيل والتراث المكتوب ما قبل الاسلام وليس فيه شئ جديد .
اما عن ختم النبوة فيقول الشيخ القبانجي ، ان محمد هو من ابتدع فكرة ان يكون خاتم الانبياء وقد انتظر 18 سنة كاملة حتى اتى بسورة الاحزاب 40 ( ما كان مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾ لأنه كان يعتقد ان سيرزق بولد ليكون خليفته ونبيا من بعده ، ولما يئس من ان يرزق بولد ذكر ، قال : لانبي من بعدي لخوفه من ظهور انبياء جدد منافسين كمسيلمة وسجاح ويغيروا من دينه وينكروا نبوته من بعده . ويقول القبانجي ان ختم النبوة بمحمد يتنافى مع الحكمة الالهية . وان القرآن ذكر ان الله سيرسل رسلا لهداية البشر بعد محمد ، كما في سورة الاعراف 35 (يا بني ادم اما ياتينكم رسل منكم يقصون عليكم اياتي فمن اتقى واصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) . وآية الزخرف 45 (واسال من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن الهة يعبدون ] اي اسأل احبار وكهنة اهل الكتاب من اليهود والنصارى الذين من قبلك فهم رسل الله ايضا . وهذا يدل على استمرار ارسال رسل آخرين قبل وبعد محمد ، حيث لا يعقل ان ينقطع اتصال الله بالبشرية حتى قيام الساعة .

كما يوضح القبانجي ان الاسلام كان كاملا في زمان محمد والان يعتبر الاسلام ناقصا لتطور المجتمعات والحضارة والقوانين التي لا تنطبق عليها احكام وشريعة الاسلام الغابرة ، فلا يجوز ان تُعتبر اليوم المراءة مساوية لنصف الرجل في الارث والشهادة ويقال عنها ناقصة عقل وهي تدير حكومات ووزارات وابحاث علمية وتذهب في رحلات للفضاء الخارجي ، ولا يجوز اليوم معاقبة انسان ما بقطع يده او عنقه بالسيف او رجمه بالحجر حتى الموت .
كما لايجوز ان يكون للمسلم اكثر مكانة او حقوقا او امتيازا من مواطنه المسيحي او الغير مسلم في بلد واحد ، بل كل المواطنين سواسية امام القانون في الوطن الواحد . وذكر القبانجي مثلا، ان المسيحي العراقي اكثر مكانة وحقوقا من المسلم المصري المقيم في العراق لانه مواطن عراقي بغض النظر عن الدين .
يقول القبانجي : لو كان القرآن هو المحرك للعقل البشري للتطور والتقدم لكان المسلمون ارقى شعوب الارض حضارة ورقي ، ولكن العكس هو الصحيح فالحضارة ظهرت في اوربا بأبهى اشكالها وافضل قوانينها وبقى المسلمون متخلفين لحد الان بسبب اتباعهم لأوامر القرآن والشريعة .كما ان احكام القرآن التي تتضمن اوامر بالقتل لأاهل الكتاب او المشركين او الملحدين او دفع الجزية وهم صاغرون لايمكن تطبيقها الان فهي لا تصلح لهذا الزمان ، واحكام القرآن ليست حجة علينا ، والكثير من الدول والحكومات الاسلامية الغت الجزية على اهل الكتاب وبطل مفعولها ولا تطبق حدود الشريعة الان في قوانينها الوضعية او في المحاكم الشرعية او الجنائية مثل قطع الرقاب والايدي بالسيف ولاتنفذ الرجم او الجلد عدى الدول التي تخفي دكتاتورياتها تحت قناع الدين كايران والسعودية والصومال وعصابات طالبان ، فالقوانين الوضعية التي شرعها الانسان افضل اليوم من الشريعة الاسلامية وهذا دليل على ان القرآن لايصلح لكل زمان ومكان.
وخلاصة نظرية الشيخ احمد القبانجي هي اتباع العقلانية التي يجب ان تتحكم بالبشر وتنظم حياته وان الحداثة والتطور امر مسلم به في الحياة المعاصرة ولايجب ان نحتكم الى شريعة كانت صالحة في زمان غابر وضمن مكان وضروف صحراوية ولمجتمع بدوي متخلف لكونها لا تصلح الان للمجتمعات المتحضرة ولابد من الغائها واعتماد العقل والقوانين الانسانية التي تشرعها الامم المتحدة فيما يخص حقوق الانسان وليس قوانين الدين والشريعة الاسلامية لأنها لا تصلح لزماننا هذا والازمان القادمة. فنحن بحاجة الى شريعة انسانية متطورة حسب الزمن وليس لشريعة سماوية غيبية جامدة .
ومن يرغب في متابعة محاضرات السيد احمد القبانجي سيجدها في موقعه الرسمي
http://www.alwjdan.org/index.php?option=com_content&view=article&id=1594:2011-10-24-18-59-56&catid=88:scienc&Itemid=462

ومحاضراته موجودة بالصوت والصورة على اليو تيوب ومنها :
http://www.youtube.com/watch?v=rcT8EZSVfSo

 

الصفحة الرئيسية