أدلة أخرى على صحّة نصوص القرن الثاني

ترجمات:

تمت ترجمة العهد الجديد إلى اللغتين اللاتينية والسريانية (المعروفة أيضاً بالأرامية) بين عامي 150 و180م. وليس لدينا المخطوطة الأولى المترجمة، ولكن عندنا نسخ منها ترجع للقرنين الرابع والخامس.

رسم بياني 4

وقد يبدو لأول وهلة أن النُّسخ المتأخرة قليلة القيمة، ولكن إن تأملنا الرسم البياني رقم 4 يتّضح لنا أن اتفاق النسخة السريانية ج (من القرن 5) مع البردية اليونانية ب (من عام 200م) يكشف لنا ما كان عليه النص اليوناني أ عام 150م.

اقتباسات المسيحيين الأولين من العهد الجديد:

وأكتفي بذكر ترتليان الذي عاش من 160-220م، وكان قائد كنيسة قرطجنة في شمال أفريقيا، وقد اقتبس في كتاباته من العهد الجديد أكثر من 7000 مرة، 3800 منها من البشائر الأربع. وتتفق اقتباساته مع النصوص التي بين أيدينا اليوم.

نسخ كاملة من الإنجيل ترجع إلى عام 350م

وبعد القرن الثاني أشير للنسخة الفاتيكانية (صورة 3) وإلى النسخة السينائية، وترجعان لنحو عام 350م، بعد بدء الرهبنة بقليل. ويشهد القرآن أن مسيحيين صالحين كانوا موجودين وقتها في سورة الحديد 27. وترى في الصورة 6 الأصحاح الأول من بشارة يوحنا، وهو ما أخذنا عنه ترجماتنا الحالية، ويحوي الأجزاء التي لم توجد في أقدم البرديات التي ذكرناها. وواضح أنها تحوي العقيدة الإنجيلية .

رسم بياني للتطور التاريخي للإنجيل

وتلخيصاً لما سبق نقول إنه بنهاية عام 200م كان إنجيل المسيح معروفاً في كل نواحي الإمبراطورية الرومانية، ونوضح ذلك في الرسم البياني التالي، كما فعلنا مع القرآن,

رسم بياني 5 - التطور التاريخي للإنجيل

وإذ تتأمل هذا الرسم البياني أرجو أن تعيد النظر في اتّهام المسيحيين بتحريف إنجيلهم. وبالنظر للرسم نسأل: كيف يعرف المسيحيون أن إنجيلهم لم يتحرَّف؟

ونجاوب على السؤال بسؤال: متى يمكن أن يكون التحريف المزعوم قد تم؟

هل حرّفه تلاميذ المسيح أثناء حياتهم حتى عام 90 أو 95م؟.. لن يقبل مسيحي هذا الاتهام، كما لا يقبل مسلمٌ القول إن أبا بكر أو عمر غيّرا في القرآن! وحتى لو كانت الصفحة الأخيرة من بشارة مرقس قد ضاعت، فلا زال الخبر صحيحاً: إن قبر المسيح خلا من جسده! وإن المسيح ظهر لمئات الأحياء من البشر بعد قيامته، كما يتضح هذا من البشائر الأخرى.

فهل تحرّف الإنجيل بين عامي 90 و150م؟.. لقد كان هناك مئات الألوف من المؤمنين بالمسيح في كل أنحاء الإمبراطورية الرومانية، سمع ألوف منهم الرسالة من فم رسل المسيح مباشرة. ومن المستحيل أن يسمح هؤلاء بأي تغيير كان.

فهل حدث التحريف بين عامي 150 و200م؟.. هناك ترجمات واقتباسات، وبرديات هامة تعود لتلك السنوات، تشهد لصحة النص الذي بين أيدينا، وتحوي العقيدة الإنجيلية .

أمام كل هذه الشهادات نؤمن نحن المسيحيين أن الكتاب الذي بين أيدينا اليوم هو ذات الكتاب الذي تسلّمناه من الرسل والأنبياء.

الصفحة الرئيسية