دعوة للتفكير

 

·     التوراة الإنجيل القرآن

 

جاء في القرآن عشرات الآيات التي تتحدث عن التوراة والإنجيل وأنهم كتب الله المنزلة فيها حكم الله متطابقة مع بعضها محفوظة من التبديل والتحريف ثم جاءت آيات تقول أنها تحرفت وتبدلت فكيف معرفة السبيل إلى ذلك ؟

كلام الله المنزل:

وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ... (الشورى51:42)

وهنا الوحي مباشرة من الله أو من وراء حجاب أو عن طريق غير مباشر(جبريل) وهو أدنى درجات الوحي .

نزل عليك الكتاب (القران) بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان (ال عمران3:3)

يأهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده (آل عمران65:3)

 مما تقدم نجد أن القران التوراة والإنجيل والفرقان (؟) كتب الله المنزلة والقران جاء مصدقا لهم مع اختلاف التنزيل فعن القران قال نزل يعني متفرقا وعنهما قال أنزل يعني  مرة واحدة ، والملاحظ أن هذه الآية مدنية أي بعد ظهور محمد بأكثر من ثلاثة عشر سنة .

التوراة إمام ونور وهى بخط الله :

من قبله كتاب موسى إماما ورحمة ... فلا تك في مريه(شك) منه أنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون (هود17:11)

لقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مريه من لقائه وجعلناه هدى لبني إسرائيل (السجدة23:32)

من قبله كتاب موسى إماما (قائد ودليل) ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا (الأحقاف12:46)

ثم أتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن وتفصيلا لكل شئ وهدى ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون (الانعام154:6)

قالوا ما أنزل الله على بشر من شئ قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس (الانعام91:6)

كتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة وتفصيلا لكل شئ فخذها بقوة (الاعراف145:7)

هنا يشهد القرآن أن كتاب موسى هو المرجع والدليل والإمام لكل كتب الله ويشدد القران على محمد أن لا يشك في كتاب موسى ولا يكون في مريه من لقائه وهو على أحسن تفصيلا وموعظة لكل شئ وهدى ونور للناس وهو بخط الله في الألواح والألواح جاءت معرفة وليس نكرة كما جاء عن القرآن : 

بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ (البروج85: 21- 22)

الإنجيل كتاب منير فيه هدى ونور:

فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاءوا بالبينات والزبر(كتاب داود) و الكتاب المنير  (الإنجيل) (آل عمران184:3)(فاطر25:35)

وقفينا على أثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وأتيناه الإنجيل فيه هدى ونور(المائدة46:5)

وهنا نجد الإنجيل هو الكتاب المنير فيه هدى ونور مطابق للتوراة ومصدقا لها ومصادقا عليها

ضرورة إيمان المسلم بالإنجيل والتوراة:

يا أيها الذين أمنوا (المسلمين) أمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله (القرآن) والكتاب الذي أنزل من قبل(الإنجيل) ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا (النساء136:4)

آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله (البقرة285:2)

في الآية الأولى يجب على المسلم أن يؤمن بالقرآن والكتاب الذي نزل قبله وهو الإنجيل وفي الثانية آمن محمد والمسلمين بكل كتب الله ، ترى أين تلك الكتب التي آمن بها محمد والمسلمين ؟ هل آمن محمد بكتب محرفة غير موجودة كما يدعي البعض أنها نسخت أو رفعت هل تؤمن بالقران ولا تقرأه ولا تعمل به ولا تطبق شرائعه؟ ما معنى أن تؤمن بالتوراة والإنجيل ولا تقرأهما أو تعمل بما فيهما؟ انه إيمان شكلي سياسي نفاقي.هل تخدع نفسك أم تخدع الله أم تخدع غيرك؟  

التوراة والإنجيل حكم الله:  

كيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ...إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا(؟) للذين هادوا(المائدة5: 43-44)

إذا كانت التوراة والقران من عند الله فأحكام الله واحدة فلماذا نجد القران يرفض حكم محمد وشريعته في اليهود ويقول عندهم التوراة فيها حكم الله ؛هل القران ليس من عند الله؟ لكن ترى هل يطالبه ويطالبهم بتطبيق أحكام كتاب محرف أو كتاب نسخ أو كتاب رفع ؟ كما أن هذه الآية تدل على بقاء حكم التوراة في عهد محمد فالقول أن المسيحية نسخت وألغت اليهودية والإسلام نسخ المسيحية هو قول باطل وضد القرآن فكيف يقول القران عندهم التوراة فيها حكم الله ويدعي البعض أن المسيحية نسخت وألغت اليهودية؟

وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فيه فأولئك هم الفاسقون (المائدة47:5)

وهنا يأمر القران نبيه بأن يحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بأحكام الإنجيل فاسق، ترى الله يأمر بتطبيق أحكام كتاب تحرف أو كتاب نسخ أو كتاب رفع حكمه ؟ لو الإنجيل تحرف ، هل الله كان يجهل ذلك ؟ وهذا يؤكد بقاء حكم الإنجيل وأنه لم ينسخ بالقران حسب إدعاء البعض بأن المسيحية نسخت اليهودية والإسلام نسخ اليهودية والمسيحية ، فكيف نسخت المسيحية بينما القران يطالب بتطبيق حكم الله الإنجيل ؟ نعم أكد القران أن التوراة والإنجيل حكم الله وهما يختلفان عن القران ولا يجوز أن يطبق آيات القران وحكمه عليهم ولكن الأغرب تلك الآية

قاتلوا الذين لا يؤمنون ويحرمون ما حرم الله ورسوله(محمد) ولا يدينون دين الحق (الإسلام)(التوبة9: 29)

وهنا يرفض محمد أن يطبق أهل الكتاب أحكام كتبهم بل يحرمون ما حرم محمد ويدينون بالإسلام والآية السابقة تقول أن من لا يطبق أحكام الإنجيل فهو فاسق ترى من الفاسق؟

وانزل إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما أتاكم(المائدة48:5)

وفي هذه الآية يقول أن شرائع الله ليست واحدة فهي تختلف باختلاف الأمم ‍‍.

الفرقان والقرآن والجن:  

نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس وأنزل الفرقان(آل عمران3: 3-4)

وهنا كلمة نزل الكتاب أي القران تعني متفرقا وأنزل للتوراة والإنجيل والفرقان تعني نزل دفعة واحدة .

تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا (الفرقان1:25) 

 وهنا الفرقان هو القران

وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون (البقرة53:2) 

وهنا الكتاب والفرقان تزلا على موسى

ولقد آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء وذكرا للمتقين (الأنبياء48:21)

 وهنا موسى وهارون آتاهما الفرقان

ترى ما هو الفرقان الذي نزل مرة على موسى ومرة نزل على موسى وهارون ومرة نزل على محمد ولم ينزل على عيسى أو غيره؟

وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القران فلما حضروه قالوا ...إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم يا قوم أجيبوا داعي الله وأمنوا به (الأحقاف46: 29-30)

هنا الجن الذي استمع للقران آمنوا به ودعوا قومهم من الجن للإيمان به وقالوا كتاب أنزل من بعد موسى ،هل لم يعترف الجن بالإنجيل ؟هل الجن كان يقصد الكتاب الذي أنزل بعد موسى أي الإنجيل ؟ هل يقصدون القران ويجهلون أن الإنجيل هو الذي جاء بعد موسى؟ ولكن الأكثر عجبا جملة مصدقا لما بين يديه ، يدي من؟هل يدي الله أم يدي محمد ؟ إن كان يدي الله هل يطلع الله الجن على الكتاب الذي بين يديه؟ متى عرفوا أنه مصدقا لما بين يديه قبل إسلامهم أم بعده؟ هل يقصدون مصدقا لما بين يدي محمد ترى ما هو الكتاب الذي كان بين يديه وجاء القران مصدقا له؟

ما هو الذكر؟ وحفظ الله له:

وأنزل إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون (النحل44:16)(مكية)

قالوا يأيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون (الحجر6:15)

كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا (طه99:20)

وهنا نرى الذكر يبين للناس ما أنزل إليهم سابقا ويحكي أنباء السابقين وكلمة الذكر مشتقة من ذكر وتذكرة وذكرى أي أنه يذكر بما سبق والذكر نزل على محمد وقال عنه العرب أنه مجنون  .

االقى الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر سيعلمون غدا من الكذاب الأشر إنا مرسلوا الناقة فتنة لهم (القمر54: 23-27)

وهنا الذكر نزل على صالح نبي ثمود وهو صاحب الناقة المرسلة من الله فتنة للناس أهل ثمود .

لقد كتبنا في الزبور(كتاب داود) من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون (الأنبياء 105:21)

وهنا كتب الله في الزبور ومن قبله الذكر أن الأرض يرثها عباد الله الصالحين فالذكر هو أيضا ما قبل داود .

إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون (الحجر9:15)

وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون (النحل16: 43)

هنا الله يحفظ الذكر من التبديل والتغيير وأهل الذكر هم المرجع عندما يجهل جاهل شيئا ؛ لكن بقى أن نعرف أن هذه الآيات مكية

أهل الكتاب يحفظون كتبهم وهم المرجع لمحمد:

ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خير (الاعراف169:7)

ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتب وبما كنتم تدرسون (آل عمران79:3)

إنا أنزلنا التوراة .... يحكم بها النبيون... والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء(المائدة44:5)

كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل... قل فأتوا بالتوراة فأتلوها إن كنتم صادقين (آل عمران93:3)

كل تلك الآيات تدل على أن أهل الكتاب كانوا يدرسون كتبهم وأستحفظهم الله عليها ومحمد يطالبهم أن يأتوا بالتوراة سيجدون فيها ما حرم وما أحل لهم ولم يشكك محمد في صحتها بل إنتقد سلوكهم واستشهد بالتوراة ، ترى هل كان يستشهد بوهم أو كتاب رفع أو نسخ ؟

فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك (يونس94:10)

وهنا أهل الكتاب هم المرجع لمحمد عندما يشك فيما أنزل إليه ، ترى هل يطالب القران محمد ويأمره أن يسأل ويتأكد من كذابين محرفين لكتبهم ؟

أهل الكتاب يكتمون كتبهم عن محمد:  

يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون (آل عمران71:3)

إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب... أولئك ما يأكلون ...إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة (البقرة174:2)

وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم (آل عمران187:3)

نعم كل هذه الآيات مدنية وهى جاءت في حوار محمد مع أهل الكتاب في المدينة حيث كان كثير من العرب يعتنقون النصرانية واليهودية فهم لم يحرفوا كتابهم بل حجبوه عن محمد لكي لا ينقل منه وهو تارة يستجديهم وأخرى يهددهم .

اللاتبديل والتبديل في القران:

لا مبدل لكلمات الله ولقد جاءك من نبأ المرسلين (الانعام34:6) (الكهف18: 27)

وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم (الانعام115:6)

سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا (الفتح48: 23)

سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا (الاحزاب62:33)

ما يبدل القول لدى وما أنا بظلام للعبيد (ق29:50)

هنا نجد القرآن يؤكد بكثير من الآيات وبصورة قاطعة أنه لا تبديل ولا تحويل ولا تغيير لكلام الله وشرائعه فهي نفس سنة الذين خلوا والله ليس بظالم للبشر حتى يقول قولا ويبدله ويغيره ، لكن هل توقف القرآن عند هذا الحد ؟

قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحي إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم (يونس15:10)

في هذه الآية لا نرى التشدد في عدم التبديل والتغيير كما في الآيات السابقة بل نلاحظ روح التفاوض والمماطلة ، ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي ، ثم جاءت تلك الآيات :

وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون (النحل101:16)

ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير(البقرة106:2)

أي مقدرة تلك التي تعد بأن الله لا يبدل القول ولا يظلم العبيد ثم يرجع عن وعده ويبدل ،ألا يكون الله حقا ظلاما للعبيد؟

وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض وليعلم الذين أوتوا العلم (اليهود والنصارى)أنه الحق من ربك فيؤمنون به ( الحج22: 52-54)

من كل ما تقدم نجد أن الله تراجع عن وعده بأنه لا يبدل كلمته ثم يبدل ما يشاء ويلغي ما يشاء بل من المذهل حقا أن محمدا يتلقى آيات من الشيطان ثم يعود الله ينسخها ويلغيها ويحكم آياته وينقيها ،أين روح النبوة التي تميز كلام الله من كلام الشيطان ؟ ترى ما الفارق بين البشر الفاسقين الذين يمنيهم الشيطان وبين الأنبياء الصالحين؟والأغرب أن هدف الله من ذلك أن يعلم أهل الكتاب انه الحق وللحق نقول أن أهل الكتاب يزدادون يقينا بعد هذه الآيات انه ابعد ما يكون عن الحق بل ليس فيه شئ من الحق أليس كذلك؟

مصدق وغير مصدق:

جاء في القرآن آيات تقول أنه مصدق ومطابق لما جاء قبله وآيات تقول أنه مغاير لما قبله .

وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم   (البقرة41:2)

ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم   (البقرة91:2)

يأيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها (النساء47:4)

ولما جاءهم رسول من عند الله مصدقا لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم (البقرة101:2)

يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم (النساء26:4)

شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا(الشورى13:42)

مما تقدم نجد القرآن مصادق ومطابق لما قبله والله يهدي المسلمين إلى سنن وشرائع من قبلهم .

ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما أتاكم(المائدة48:5)

هنا يصرح القران أن لكل أمة شريعتها ومنهاجها الخاص وتلك إرادة الله ليبلوا الناس فيما أنزل إليهم .

وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون (النحل118:16)

ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك ...(غافر78:40)

ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك ...(النساء164:4)

مما تقدم نجد هناك اختلاف بين ما نزل على اليهود وما جاء به محمد وهناك رسلا لا يدري محمد عنهم شيئا ، ثم جاءت تلك الآية المحيرة :

آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل أمن بالله وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله (البقرة285:2)

وهنا يبرز سؤال كيف يؤمن المسلم برسل لم يقصصهم القرآن ؟ هل يكفي أن يقول آمنت برسل الله ؟ كيف يؤمن بكتب الله إن لم يقرأها ويعمل بها؟ هل يكفي أن يقول آمنت بكتب الله؟ إن كان هكذا لماذا يقرأ المسلم القرآن؟ لماذا لا يعمل به ؟ إذا كان حقا يؤمن بكتب الله فعليه أن يقرأها ويعمل بها أليس كذلك؟

وكذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت أهواءهم بعدما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا واق (الرعد37:13)

هنا نجد أن القرآن هو حكم العرب وتاريخ العرب يحكي أن الحج والحجر الأسود والتلبية في الحج وقطع يد السارق ونظام السبايا وملك اليمين والزواج بالمهر والطلاق والكثير من أحكام عرب الجاهلية هي مثل ما جاء به القرآن، ترى هل التوراة والإنجيل هي أيضا حكما عربيا لكي يكون القرآن مصدقا لها؟

تحريف الكتاب وأهل الكتاب:         

افتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعملون (البقرة75:2)

وهذه الآية تدل على أن كلام الله صحيح لم يحرف؛ وأن اليهود سمعوه وعقلوه لكنهم حرفوا تفسيره فالحوار في الآيات كان مع اليهود وكلمة سمعوه تدل على سلامة التوراة من التحريف.

ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل... يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ...فاعف عنهم وأصفح(المائدة13:5)

وهنا حوار مع اليهود ينسب إليهم التحريف ونسيان ما ذكرهم به محمد وفي النهاية يطلب منه أن يصفح عنهم ويعفو ورفض تطبيق أحكامه عليهم لآن التوراة عندهم فيها حكم الله .

يأيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر ...من الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعض مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا ... وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله  (المائدة41:5-43)

وهنا الحوار مع اليهود الذين يسمعون من العرب بعض ما جاء به محمد فيفتون ويحرفون بالقول إن أتاكم هذا خذوه وإن لم تؤتوه فاحذروه.

من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا ...وراعنا ليا بألسنتهم وطعنا في الدين وطعنا في الدين (الإسلام) ولو انهم قالوا سمعنا واطعناخيرا لهم (النساء46:4)

هنا الحوار مع اليهود وهو تحريف بالقول وليا بألسنتهم وطعنا في الإسلام ، تلك هي كل الآيات التي تتحدث عن التحريف كلها حوار مع اليهود ولا تتخطى سوء فهمهم أو ليا بألسنتهم لكنها لم تتطرق إلى النصارى وإنجيلهم ، بل أكدت على صحة التوراة وأنها تحتوي حكم الله فلا تحريف ولو تحرفت التوراة فكيف يطالبهم بتطبيق أحكامها ورفض أن يطبق عليهم حكمه قائلا عندهم التوراة فيها حكم الله؟ ترى هل كان يطالبهم بتطبيق أحكام كتاب محرف؟.  

محمد يتبع التوراة والإنجيل معا ويدعو لإتباعهما:  

قل يا أهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم وليزدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك(المائدة68:5)

أهل الكتاب تشمل اليهود والنصارى يطالبهم بتطبيق التوراة والإنجيل معا، اليهود لا يؤمنون بالإنجيل ترى هل كان محمد مبشرا لليهود بالإنجيل ؟.

ولو أن أهل الكتاب .ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة (المائدة5: 65-66)

وهنا أيضا حديث مع أهل الكتاب ولم يقل التوراة أو الإنجيل فقط بل قال التوراة والإنجيل والغريب أن اليهود لا يؤمنون بالإنجيل فلماذا يدعوهم لكي يتبعوا الإنجيل بجانب التوراة؟ لآن هذا إيمان الأمة المقتصدة حسب تسمية القرآن وهذا هو إيمان النصارى .

قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما(الكتابين) أتبعه إن كنتم صادقين(القصص49:28)

محمد يتبع الكتابين ويتحداهم أنه ليس هناك أهدى منهما ويطالبهم أن يأتوا بكتاب أهدى منهما لكي يتبعه، ما هما الكتابين اللذين اتبعهما محمد؟ هل اتبعها دون أن يقرأهما أو يعمل بأحكامهما؟

وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ....(سباء31:34)

وهنا نرى محمد يدعوهم للإيمان بالقرآن أو بالذي بين يديه وكان ردهم لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه، ترى ما هو الكتاب الذي بين يديه(غير القرآن) ويدعوهم للإيمان به ؟.

وقفة وسؤال:

يأيها الذين أمنوا(المسلمين) آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله (القران) والكتاب الذي أنزل من قبل(الإنجيل) ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا(النساء136:4)

هنا يطالب القرآن المسلمين بالإيمان خاصة بالقرآن والكتاب الذي نزل قبله هو الإنجيل، ترى هل يخدعهم ويطالبهم بالإيمان بكتاب محرف أو رفع؟ كما أنه يطالبهم بالإيمان بكل الكتب والرسل ومن لم يؤمن بذلك ففي الضلال البعيد ترى هل يكفي أن تقول أمنت بلسانك ولا تقرأ تلك الكتب وتثق فيها وتعمل بها ؟ لو كان نعم ترى أي إيمان ذلك؟ كثيرون يؤمنون بالله ولا يعملون بما قال هل هؤلاء مؤمنين ؟

إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا  (النساء4: 150-151)

رسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك (النساء164:4) (غافر78:40)

وهنا مطالب المسلم بالإيمان بكل الرسل وإلا اصبح كافرا حقا ، ترى كيف يعرف ويؤمن بهؤلاء الرسل الذين لم يقصصهم القرآن؟

لقد فضلنا بعض النبيين على بعض وآتينا داود زبورا (الإسراء 55:17) (النساء163:4)

ترى أين زبور داود الذي يجب على المسلم الإيمان به ؟هل تحرف زبور داود وفي أي الآيات نجد ذلك ؟

أشياء انفرد بها القران:

انفرد القران باشياء لم تحدث ولم توجد في كتب الله التوراة والإنجيل فالمطالع للقرآن يجد أنه كتاب مقلوب غير منظم أو مرتب وبلا شاهد.

 كتاب مقلوب:

المطالع للقرآن يجد أن من جمع القرآن وضع الكثير من السور المدنية في بدايته وهي التي جاء بها محمد مؤخرا أي بعد ظهور محمد بثلاثة عشر سنة ووضع كثير من السور المكية في آخر القرآن وهي الآيات التي جاء بها محمد أولا فالوضع الصحيح هي السور المكية أولا ثم السور المدنية بعدها ، ترى لماذا فعلوا ذلك؟ هل من رتبه هكذا كان جاهلا أو كان يعرف ولم يكن أمينا، فهل يأتمنوا جاهلا أو غشاشا على كتابة القرآن ؟ هل نثق فيما كتب؟

كتاب غير مرتب:

 تجد القران في كثير من السور يتحدث عن إبراهيم وعيسى وآدم مثلا فيجد القارئ نفسه فقد الترابط وهو أبسط قواعد الكتابة أن يكون الكتاب مترابطا فما بالك بكتاب الله :

إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل واسحق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داود زبورا(النساء163:4) (الانعام6: 84-86)

كما أنك لا تستطع معرفة قصة متكاملة من سورة واحدة فذكر آدم في تسعة سور ما بين آية واحدة وعشرات الآيات ، نوح ذكر في ثمانية وعشرين سورة ما بين آية واحدة وعشرات الآيات ، وقس على ذلك باقي القصص ، كما افتقد الترتيب التاريخي كما كتب الله التوراة والإنجيل.

كتاب غير قاطع:  

يختلف القرآن عن كتب الله ففي الكثير من آياته تجد أنه غير قاطع فتجد في كثير منها تلك الكلمات والحروف أو ولو إلا حتى لعل عسى لولا وغيرها.

كتاب كتب بالتواتر:

ففي التعريف الموجود في نهاية المصحف تجد أنه كتب على مايوافق رواية حفص بن سليمان ابن المغيرة الأسدي الكوفي لقراءة(أي عن) عاصم بن أبي النجود الكوفي التابعي عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي عن عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت وأبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم،ترى ما هي المسافة بين رواية حفص وبين محمد؟ماذا حدث في كل تلك الفترة ومع كل هؤلاء ،ومن أرد معرفة العجب فعليه بكتاب المصاحف للساجستاني والإتقان في علوم القران للسيوطي والمصاحف لأبي داود وغيرهم.

كتاب غير منقط:

كتب القرآن الأصلي بدون تنقيط أو تشكيل ولكنه نقط على يد يحي ابن يعمر العدواني بعد موت محمد بما يزيد عن المائتي عام والنقطة في اللغة العربية ربما تقلب المعنى رأسا على عقب،ما هي الضمانة على مطابقة القرآن الحالي بالأول؟ فالتشكيل هو الذي غير القراءات حتى اقتتل العرب وهذا الذي دفع عثمان أن يوحدهم على قراءة واحدة مخالفا أحاديث محمد على أن للقران سبع قراءات أين وما هي السبع قراءات؟.  

كتاب بلا تاريخ:

عندما جمع عثمان القرآن أحرق ما كان بحوزة كل الصحابة من نسخ اختلفت عن قرانه،فكان هناك أكثر من عشرة نسخ منه تختلف اختلافا شاسعا فيما بينها كما أن كثيرين كانوا يطلقون على عثمان حراق المصاحف لماذا فعل تلك الفعلة الشنعاء وأضاع هذا الأثر المهم؟ ثم جاء الحججاج ابن يوسف الثقفي وغير في القرآن إحدى عشر موضعا ويمكن الرجوع إلى المصاحف للساجستاني والخلافة الإسلامية للمستشار محمد سعيد العشماوي ،نعم ضاع كل أثر للقرآن الأول وأيضا ضاع مصحف عثمان فاقدم النسخ هي بعد مئات السنوات من الهجرة رغم وجود دولة إسلامية قوية منذ هجرة محمد ولعدة قرون ، السؤال المهم لماذا طمسوا كل أثر للقرآن الأول؟

كتاب بلا شاهد:

يظل القران هو الكتاب الوحيد بلا شاهد فلقد شهد القرآن عن التوراة والإنجيل بأنهم كتب الله :

كيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله...(المائدة43:5)

وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه (المائدة47:5)

رغم أن الفاصل الزمني بين التوراة والقرآن أكثر من عشرين قرنا وبينه وبين الإنجيل قرابة سبعة قرون إلا أن القرآن شهد بصحتهما وتطابقهما مع بعضهما وأي إدعاء بتحريفهما لا يصدقه عقل لآن هذه المدة الطويلة كافية بانتشار ملايين النسخ منهما فأي تحريف سهل فضحه بمجرد إظهار النسخ القديمة حيث يوجد العديد من النسخ قبل القرآن بمئات السنين ومنها مخطوطة وادي قمران بالأردن لسفر أشعياء قبل محمد بقرابة عشرة قرون وهي تشهد على تطابقها مع ما هو موجود بين أيدينا الآن أما تطابق التوراة والإنجيل فشهد له محمد :

وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم ... وأتيناه الإنجيل ... مصدقا لما بين يديه من التوراة (المائدة46:5)

وهنا أكد محمد على تطابق التوراة والإنجيل كما أن السيد المسيح وتلاميذه استشهدوا بمئات الآيات من التوراة تأكيدا لصحتها كما أن التوراة تنبأت وشهدت للمسيح أنه يولد من عذراء ويذهب إلى مصر ويشفي المرضى ويفتح عيون العمي ويصلب بين أثمه لصوص وكثير من النبوات التي تحققت في شخص المسيح  ومن هنا يقف القر‎ان بلا شاهد فلا الإنجيل شهد له ولا التوراة شهدت له وحتى شهادة التاريخ التي كان على العرب التمسك بها فهي أيضا شهادة مطموسة مشوشة مشوهة .

كتاب لا يجتمع حوله كل المسلمين:

 يجمع كل المسلمون على أن القران الحالي هو ليس كل القران الذي جاء به محمد فكتب السنة مملوءة بالأحاديث التي تعترف أن هناك آيات وسور ضاعت ولم تكتب مثل آية الرجم للزاني والزانية وآية رضاعة الكبير التي كانت تعمل بها عائشة لكي تسمح للغرباء أن يصيروا أخوتها من الرضاعة فيدخلوا عليها وقتما شاءت وشاءوا وفي أي وضع كانت وكانوا وحتى لو كانت وحدها ولكن ذلك بعد موت محمد كما أن هناك الكثير من السور التي ضاعت ومن اشهرها ما أخرجه الطبراني في الدعاء من طريق عباد بن يعقوب الأسدي اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك بالكفار ملحق. من كتاب الإتقان في علوم القران للسيوطي.

كما أن قرآن الشيعة يشتمل على سورة الولاية التي يحذفا السنة من قرانهم حسب قول الشيعة أو يزيدها الشيعة في قرانهم حسب قول السنة وهي

           بسم الله الرحمن الرحيم

يأيها الذين أمنوا بالنبي والولي نبي وولي بعضهما من بعض وأنا السميع العليم إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم فسبح بحمد ربك وعلي من الشاهدين.

وللمزيد عليك بكتاب فصل الخطاب في معرفة تحريف كتاب رب الأرباب للأمام النوري.

الصفحة الرئيسية