لا إله إلا الله للقمص ديوسقورس المحرقى
ربى يسوع
من خلال تجسدك وسر ميلادك العجيب
من خلال معجزاتك وأعمال يديك وسمو تعاليمك.
من خلال جروحك ودمك المسفوك وصليبك وموتك .
من خلال انتصارك على الموت وقيامتك وصعودك للسماء حياً .
من خلال كتابك المقدس وما فيه من تعاليم تنقى القلب وتقدس وتطهر الفكر والنفس
 وتؤثر على الكبير والصغير . على البار   والشرير الحر والأسير . وكل من يقرأ فيه بنور الفضيلة لابد أن يستنير.
من خلال تلاميذك وخدامك وأولادك وكل قديسيك وأتباعك وكنيستك وكل من يعمل في كرمك .
من خلال وصيتك . وصية المحبة التي لا تعرف إرهاباً . ولا غزواً ولا إكراهاً ولا تميزاً . ولا تعرف أن تقتل ولا تغتصب
 ولا تعرف أن تكفر أحداً. و تحترم الآخر أياً كان فكره والتي تعطى حياة لكل أحد ولا تقف عند حد . حتى الأعداء .
من خلال خبر مجيئك الثاني المنتظر . المعروف والمعلوم لدى كل ديانات البشر . والذي ستأتي فيه دياناً ولتجرى للعالمين حكماً وعدلاً
من خلال كل هذا جذبتني إليك وجعلتني أسير محبتك فتركت كل شيئا من أجلك .
وحملت صليبك طوعاً وصرت خلفك حبا وعشقا
 وأخذت عبر رحلة حياتي  مع الإنسان والزمن والذئب والحمل وبدون كلل ولا
ملل . ومع كتابك المقدس  . وقصة حياتك . وما قيل عنك ليل نهار.
بعقل ناضج أبحث وأتأمل. فمع الليل والسهر . والقلب الذي بحبك أنصهر.
هناك في قلب الوحدة والسكون.  بسهولة لأي فرد من بني البشر . أن يصل لحقيقة  ويقين الخبر.
هناك من السهل أن يلتقي العابد بالله المعبود . بدون ضغوط .  بدون قيود.
وبسهولة أن يلتقي الإنسان المحدود بالله الغير محدود.
هناك بسهولة يدرك المخلوق قدرة وعظمة ومحبة الخالق للإنسان المخلوق.
وعندما يتجرد الإنسان من الذات والأنا ويكون شعاره لا أحيا لا أنا ويحترم الآخر كنفسه .
عندما يبحث عن الحقيقة من أجل الحقيقة المجردة وبدون تعصب.
بدون غش وخداع ووهم مبنى على خرافات وأساطير وأقاويل لا سند لها ولا دليل
ويدرس ما جاء في الكتب ويقارن وبتعمق . وبدون انقياد أعمى وراء أعمى
ويسأل ويستشير أهل العلم والمعرفة وأهل الذكر وعن الحقيقة يستفسر
وعندما يكون مع نفسه صادقاً وصريحاً ..من أجل الوصول إلى الحقيقة ويصلى ويطلب معونة وإرشاد الله كثيراً
فهو الحق ولا حق سواه . هناك وبهذه الإمكانيات بسهولة يستطيع الإنسان من خلال الرغبة والاشتياق
 أن يركب سفينة الإيمان ويطير بها فوق السحاب . ويجوب أفق الفضاء
 ويشرد بذهنه ويسرح هنا وهناك ويطوف بخياله وينطلق بعيداً في  الأفق البعيد
 فلا جهل مطلق ولا تعصب بغيض وإنما بالحب وحده  بالتجرد والبعد عن الماديات والعالميات والبشريات والمحسوبات وفى هذا الوقت بالذات
 البعيد يقترب لديه وكل ما هو غامض بكل وضوح سينكشف أمامه والحقيقة كالشمس ستظهر  له جليا والله أمامه له يظهر ويتجسد .
هنا ترى شعاع الحب الهابط من بلورة السماء وتسمع صدى أنغام قيثارة الخلود المشترك فيها كل الأنبياء
وهى تنضم وتتلاحم مع ألحان ملائكة السماء
 تذيع عن يقين حقيقة الخبر لكل بني البشر. حينئذ تكشف وتدرك بنفسك كل أسرار الحياة وما فيها من غموض
 بكل بساطة ويسر وتعرف ماذا يعنى ما جاء في كتاب القرآن الكريم عن شخص السيد المسيح مولود غير مخلوق جاء من عذراء بتول وبطريقة إعجازية
ولا تدخل ليد بشر فيها . أنظر معي وتأمل هذه الآيات .
"يَا مَرْيَمُ، إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ" (سورة آل عمران 42).
 "إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ المَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ" (سورة آل عمران 45).
"الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ" (سورة النساء 171).
"إنما المسيح عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون " (سورة النساء 170)
"ذلك عيسى أبن مريم وقول الحق الذي فيه يمترون" (سورة مريم 22)
فماذا يعنى كلمة الله . وروح منه . وقول الحق .
الله واحد لا شريك له في الحكم وهو قول الحق وهو الحق ولا حق غيرة كائن بذاته . ناطق بكلمته . حي بروحه .
فنحن نؤمن بالله وكلمته وروحه إلهاً واحداً ونختم على ذلك والكل يقول أمين
 هذا هو الإيمان وهذا هو التعليم  وهذا هو الصراط المستقيم وعقيدة كل المسيحيين
الله الأب. كلمته الابن. وروحه القدوس. لا بنوة جسدية وإنما روحية ذاتية
منه وفيه 1×1×1 = 1  لا ثلاثة
 وستعرف لماذا تجسد كلمة الله الابن الحبيب ولماذا مات على الصليب وقضية الفداء العجيب.
" إذا قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلىّ ومطهرك من الذين كفروا
 وجاعل الذين أتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة " (سورة العمران 54)
" والسلام علىّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً" (سورة مريم 22)
وستعرف الفرق بين من مات وفارق الحياة .
والحي الذي لم يمت ويمنح لتابعيه الحياة.
والفرق بين الحق والباطل وبين الظلمة والنور.
وبين الصورة والأصل وبين الذي جاء من عذراء بتول.
عكس ناموس الطبيعة ويختلف عن غيره وبين الذي جاء كغيره بالطبيعة ولا يختلف عن غيره .
قيل من مفسري القرآن أنه سُمِّيَ مسيحًا "لأنه مُسِحَ من الأوزار والآثام".
وأورد الإمام الفخر الرازي حديثًا شريفًا قال فيه راويه "سمعت رسول الله يقول:
"ما من مولود من آدم إلا ونخسه الشيطان حين يولد فيستهِل صارخًا من نخسه إياه، إلا مريم وابنها".
فمَنْ مِن الأنبياء وُلد بولادة معجزيه؟ أو قام بعملية خلق طيرًا من الطين مثل الله عز وجل؟
 أو تكلم وهو رضيع؟  أو لم ينخسه الشيطان عند ولادته، لا هو ولا أمه؟
 أو قيل عنه أنه كلمة الله؟  أو هو روح منه، وليس فقط نفخة من روحه؟
  ومَنْ هي أم أي نبي رُفِعَت فوق نساء العالمين، كلهن؟!
حقاً
يا جراح المسيح أجرحينى بحربة الحب الإلهي . لكي أشهد عن يقين اليقين .
في كل وقت وكل حين .
اله حي . ولا حي إلا الله
والمسيح حي فهو الله الظاهر بالجسد ولا إله إلا الله .

 

عودة الى الصفحة الرئيسية