أنا مسيحي

هل المسيحية ايمان ام خرافة

و هل شرح الاسلام الصليب

 

"فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان إيمان ابن الله"  (غلا20:2)

 

بين يدي الله مخلصي و مخلص البشر جميعاً أضع بكل احترام و تقدير هذا الكتاب الذي يحتوي على ثلاث مشاكل تواجه كل إنسان يريد طريق الله فيواجه كثيرا من التناقضات و كثير من الأفكار المخربة و التي أريد أن تصل في يوم من الأيام إلى كل يد مسيحية أمينة على الكتاب المقدس و لقد قمت بإعداد هذا الكتاب بعد كثير من التفكير و التناقضات التي واجهتني ، و أتمنى من الرب ألا أرجع إلى هذا الطريق مرة ثانية و هو طريق الخطية ، فبفعل توجيه و إرشاد ربي و مخلصي يسوع الذي أعتز بحمل صليبه بداخل قلبي. فما أعظم هذه الدعوة التي وجهها السيد المسيح لكل من أراد أن يتبعه و يصبح له تلميذا أو من  خاصته و رعيته. فلكل منا صليبه المدعو إليه و مهما اختلفت صور حمل الصليب يجب أن يكون ذلك بكل فرح و شكر و رجاء و ثبات، فآلام الزمان الحاضر و ضيقاته المختلفة صليب، الاضطهاد من أجل اسم المسيح صليب.

"و قال للجميع إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه و يحمل صليبه كل يوم و يتبعني" (لو 23:9)

"و من لا يحمل صليبه و يأتي ورائي فلا يقدر ان يكون لي تلميذاً" (لو 27:14)

 

إلى كل من ساعدني في محنتي و وقف بجواري

 

                                                                   ابنكم الراجي صلواتكم

                                                                   بولس يوحنا

 

 

أنا مسيحي

كلمة جميلة في معناها و لكن ليس كلنا يفهم معناها فهي كلمة تحمل الكثير و الكثير في مضمونها و على الإنسان الذي يجد في نفسه أن يستطيع حمل هذه الكلمة فهي كلمة جميلة. فأنا مسيحي ما أسهل نطق هذه الكلمة و لكن أن أكون مسيحيا يجب أن أعلم أنني لست لنفسي بل له. فالمسيحية هي المسيح و المسيح هدف حياتي و عبادتي، وحياته يجب أن تكون مثالي و كلمته يجب أن تكون نوراً لسبيلي دائما ًو مجده دافع جهادي و مجيئه الثاني رجاء نفسي.

فلقد قال ربنا يسوع كلمات مشجعة جدا لي و لكم جميعا في إنجيل يوحنا "و تعرفون الحق و الحق يحرركم" 0يوحنا 32:8)

فما أجمل هذا الإصحاح و ما فيه من معاني جميلة، فيجب أن أعرف هذه الحقيقة الهامة ألا و هي أنه عندما عرفت المسيح حل في روح المسيح فلقد نجاني من جميع خطاياي و الدليل على ذلك "أحياكم معه مسامحا لكم بجميع الخطايا" (رسالة أهل كولوسي 13:2) خطايا الماضي التي أشعر بها بالذنب و جميع خطاياي التي ارتكبتها في الحاضر و كذلك جميع الخطايا التي يعلم الله أنني تائب و أتعهد أمام مخلصي بعدم الخطية مرة ثانية، و على الرغم من تأنيب ضميري لي للتصرفات الخاطئة التي ارتكبتها ألا و أن هدف المسيح و المسيحية ليس الإدانة و عدم الاستحقاق ، إنما يهدف إلى تغيير سلوكنا الخاطيء بسلوك يتشبه أكثر بالمسيح. فأنا إذا كنت أعلم أن الله سامحني و حمل خطاياي و إذا كنت قد اعترفت بجميعها لتطهير ضميري و لأستعيد علاقتي به فعلي أن أدرك أن تأنيب الله لي ما هو إلا دعوة للتغير، فالله يؤكد لي بأنه هناك معنى لحياتي رغم أنني أسير في طريق بها الكثير من الأشواك و  المصاعب و لكني أعلم جيدا أن هذه الأشواك تنقي حياتي ، و فضلا عن أن الحياة التي تنسج من خيوط الألم هي أسمى حياة و أتمناها.

   و لكني في هذا الكتاب سأتناول الكتاب المقدس و كيف يعارض آلاف الكفر و الجهلاء ، و أنا في يوم من الأيام كنت مثلهم و أحمد الله على أنه مد يديه و أخذني من هذا الجهل و زاد رسوخا في قلبي الإيمان بكلمة الله فالرب يسوع المسيح يوصينا في الكتاب المقدس بوجوب محبة الأعداء لا محاربتهم. و صليبي هو سلامي في حربي ضد عدو الخير و كل جنوده الرديئة  " من أجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تقاوموا في اليوم الشرير و بعد أن تتمموا كل شىء أن تثبتوا" (أف 13:6)

"لنحاضر بالصبر في الجهاد الموضوع أمامنا ناظرين لرئيس الإيمان و مكمله يسوع الذي من أجل السرور الموضوع أمامه إحتمل الصليب مستهيناً بالخزي فجلس في يمين عرش الله" (12: 2-3)

   يجب أن نتحلى بالصبر في جهادنا و أكبر معين لنا على حياة الصبر في الجهاد هو طريق الصليب كما تأملت في الآلام المبرحة التي تحملها السيد المسيح و هو حامل الصليب في طريقه للجلجثة و أثناء المحاكمات و ما صاحب ذلك من خيانة و استهزاء و تجديف و سخرية و تعيير و بصق و تنكر و تهكم و جلد و لطم و شوك و مسامير و خل  و ترك و عري و حربة و موت و دفن يشعرني هذا كله كلما تأملته بجرمي و خطيئتي المرة التي جلبتها علي . فمن أراد الصليب ففي الصليب اكبر معين لنا لمواصلة جهادنا الروحي و مهما كانت متطلبات جهادنا الروحي هي لا شىء إذا ما قيست بما تحمله السيد المسيح الإله الكلمة له كل مجد.

 

+

   الكتاب المقدس كتب على مدى 1600 سنة و قد اشترك أربعون رجلاً من رجال الله الملهمين في كتابته (فهم الملك داود و سليمان و الفلاح الفيلسوف كبولس و الشاعر الصياد كبطرس و الحاكم منهم موسى القائد السياسي المتعلم بأرقى الجامعات المصرية القديمة و يشوع العسكري و نحميا ساقي الملك و عاموس راعي الغنم و لوقا الطبيب و متى جابي الضرائب و غيرهم كثيرا)

   لقد كتب الكتاب المقدس في ثلاث قارات هي أسيا و أفريقيا و أوروبا.

          و لغات الكتاب المقدس ثلاث:

1-   اللغة العبرية و ككتب بها معظم العهد القديم

2-   اللغة الآرامية و كتب بها بعض أجزاء العهد القديم

3-   اللغة اليونانية و كتب بها العهد الجديد

 

و يشتمل الكتاب المقدس على 66 كتاباً تنقسم إلى قسمين كبيرين هما:

القسم الأول : و يشمل 39 سفراً و يوجد له أكثر من تقسيم

أولاً القسم المعتمد على الأصل العبري :

1-   توراة و يقصد بها أسفار موسى الخمسة

2-   الأنبياء:

أ‌.        الأنبياء الأولون و هم: يشوع / القضاه / صموئيل الأول و الثاني / الملوك الأول و الثاني

ب‌.  الأنبياء الآخرون: أشعياء / أرميا / حزقيال / هوشع / يوئيل / عاموس / عوبديا / يونان / ميخا / ناحوم / حيثون / صفنيا / حجي / زكريا / ملاخي

القسم الثاني: و يشمل 27 كتاباً بداية من إنجيل متى إلى سفر يوحنا اللاهوتي 

و هي الأناجيل و يقصد بها البشائر الأربعة، وكتبها القديسين متى / مرقس / لوقا / يوحنا.

أولاً متى: توجه متى بإنجيله إلى اليهود الذين عرف عنهم تطرفهم في الحرب على بني جنسهم إلا إذا تأكد لهم بالإثبات الشرعي أنه فرد أصلي من أفراد الجنس اليهودي.

ثانياً مرقس: كتبه إلى الرومانيين الذين كانوا كقوة عسكرية و إدارية مهتمين بمعاركهم و قضاياهم و أحوال زمانهم فقط.

ثالثاً لوقا: خاطب فيه الشعب اليوناني خليفة الفلاسفة العظام، و قد عمد أولئك إلى احتقار اليهود على العموم. و نجد هنا أن لوقا تتبع سلالة يسوع ابتداء من آدم مظهراً يسوع إبناً للإنسان و مخلصاً للعالم أجمع.

رابعاً يوحنا: قدم يوحنا في إنجيله بياناً روحياً عميقاً في رسالة يسوع و رفعه خصيصاً إلى المسيحية ، و نجد هنا أن يوحنا لو ينظر إلى سلالة المسيح لسببين:

أ‌.        سبق لمتى و لوقا أن قاما بتلك المهمة

ب‌. وجد أنه ليس من الضروري اقتفاء أثر سلالة المسيح بين البشر برد أصله إلى إبراهيم في حين أنه يتقدم على آدم في الأزلية.

 

   و لكن كيف وصل إلينا الكتاب المقدس:

أجد عند النظر إلى هذه الكلمات حرص الله على تكوين كتابه المقدس بكل حكمة و فطنة و حافظ عليه أثناء كتابة الأنبياء له، فلم تأتي نبوة واحدة غير التي سمح بها الله، و مع أن الذين كتبوا الكتاب المقدس رجالاً لا يجمع بينهم تاريخ واحد و لا وظيفة واحدة إلا أن الله هو الذي  قاد هؤلاء جميعهم لكتابه، فأراد توصيله إلينا لحاجة الإنسان للخلاص. يقول الوحي المقدس "الجميع زاغوا و فسدوا معا ليس من يعمل صلاحاً ليس و لا واحد"  (رومية 12:3)

إن يسوع المسيح هو المخلص و هو الوسيط الوحيد بين الله و الناس و هو وحده الطريق الوحيد للوصول إلى السماء : "قال له يسوع أنا هو الطريق و الحق و الحياة ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي"  (يوحنا 6:14)

و يندهش غير المسيحيين إذا طالعوا الكتاب المقدس  فيكيل لنا الأحباء كثيراً من الاتهامات منها:

1.    كيف يكون كلام الله و كتاب الله و يكتبه بولس أو بطرس أو سليمان أو غيرهم

2.    إن هذا الكتاب من صنع البشر و كلامهم و ليس تنزيلا من الله

3.  لابد أن يصاحب النبي وقت الكتابة حالة من الرعدة و عدم الدراية و فقدان الوعي و بذلك يملي الملاك ما هو مكتوب في عقل الله أو اللوح المحفوظ و يكون الإملاء بالحروف و الكلمات. و إن لم يكن مثل ذلك فتكون الكتب تأليف خاص و كتب شخصية و ليست رسالة إلهية.

 

الرد:

-    يوجد تأثير فائق للطبيعة في قلوب الأنبياء ليسوقهم لإعلان الحق. و عبر القديس بطرس على ذلك " لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم بها أناس الله القديسون مسوقين بالروح القدس" و في هذا الأثناء يحتفظ النبي الكاتب بلغته الشخصية و ثقافته و أسلوبه و يعبر عن إرادة الله كاملة و يحتفظ بكيانه الشخصي بدون إلغاء و لكن الروح يجعل عقله أكثر إشراقاً فيحرك قلبه و يرشده إلى ما يكتبون أو ما يريده الروح أن يكتبوه، و ينيرهم فيعطي إنارة خاصة و يعصمهم من الزلل و الخطأ و يرتب أفكارهم و يضبط أسلوبهم و عباراتهم دون إلغاء فلا تمنع إرادة الله شخصية الكاتب و في الوقت نفسه لا تمتزج الأفكار و لا تتغير حتى و إن لبست أسلوب البشر ، و أفكار الله لا تمتزج بأسلوب الإنسان.

 

-    ألا يؤمن معظم علماء الإسلام أن القرآن هو كلام الله المنزل و ذلك اعتماداً على قوله"هو قرآن مجيد في لوح محفوظ" (سورة البروج85) "نزل عليك الكتب بالحق مصدقاً لما بين يديه و أنزل التوراة و الأنجيل" (آل عمران3).  وصف التوراة و الأنجيل بأنهما كلام الله و نور و هدى للناس "و أنزل التوراة و الأنجيل من قبل هدى للناس"، "و ما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" (النحل43).   إنه كلام الله المنزل على محمد باللفظ العربي المنقول إلينا بالمصاحف(لا ينطق عن الهوى  إن هو إلا وحي يوحى).

هذا ما قاله الإمام الرازي :"المراد بإنزال الكتب على الرسل التي يتلقنها الملك من الله تلقناً روحانياً أو يحفظها عن اللوح المحفوظ و ينزل بها يلقيها عليهم.

فلقد قال الإمام أبو حنيفة في كتاب الوصية أن القرآن كلمة الله و إعلانه الموحى للبشر و هو ليس ذات الله بل صفة لازمة له تعالى فهو غير مخلوق لأنه كلمة الله أما ألفاظه و أحرفه و حركاته و آياته فإنها من أوضاع البشر التي حبلوها تسهيلاً لإدراك معناه و لكن مدلوله ثابت في ذاته تعالى و من قال أنه مخلوق فقد كفر.

 

-    أثناء النسخ و الترجمة خلال 3500 عام لابد أن يكون قد حدث أخطاء و لو بسيطة سواء مقصودة أو غير مقصودة ؟

  فروح الله القدوس الذي حفظ الكتاب أثناء كتابتهم الأسفار و عصمهم من الخطأ أثناء الكتابة هو أيضاً كان مع النساخ أثناء النسخ و حفظهم من الأخطاء.

+ الدليل : ما حدث مع سمعان الشيخ أثناء الترجمة السبعينية و أراد تغيير كلمة "عذراء " بكلمة "فتاة" فسمع صوت السماء " أكتب ما تقرأ و لن ترى الموت قبل أن تعاين المسيح الرب".

 

- من قراءة الكثير من الكتب أن النبوة جعلت في بني إسرائيل فقط دون باقي الشعوب و لهذا فجميع الأنبياء من اليهود و جميعهم جاءوا قبل السيد المسيح ينبئون بمجيئه، و هل بعد تجسد الله نفسه و ظهوره لنا نحتاج نبي آخر. لذلك قال الرب يسوع مخلصاً "إحترزوا من الأنبياء الكذبة" ( متى 11:24 )

 

- أليست التوراة و الإنجيل كلام الله ؟

حتى أن اليهود و المسيحيين يدعون بأهل الكتاب. بلا شك أن الجميع يعرفون أن الله يهتم بكلمته و لا يهملها حتى قال " أنا ساهر على كلمتي لأجريها"، فما بالنا بكلام رب الأرباب ربنا و مخلصنا يسوع هل يرد و هل يتغير و هل يصيبه الضعف و التحريف. أليس الذين يدعون التحريف يتهمون الله بأنه غير قادر على الحفاظ على كلمته ليجريها فكيف يحافظ على القرآن إذاً ؟

و للتأكيد أيضاً على عدم التحريف " لا تبديل لكلمات الله" (يونس 64) ، "إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون " (الحجر 9)

بالعقل إن كان الله يتعهد بحفظ كلامه و انه لن يتبدل و لن يتحرف فهل يتجرأ أحد و يقول لا يا الله لأن كلامك في التوراة و الإنجيل استطاع الإنسان أن يتحداك و يحرفه؟!

و أيضاً في (المائدة 43) "كيف يحكمونك و عندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك و ما أولئك بالمؤمنين": كيف يحكمونك يقصد بها هنا محاكمة اليهود للرب يسوع و ظلمهم له مثل ظلمهم الآن لكتابه و كلماته التي في التوراة و الإنجيل.

"و ليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون" (المائدة 47  )

نجد في هذين الجزئين الدعوة للعمل بأحكام التوراة و الإنجيل ، فكيف نخالفه إذاً ؟ّ!

لو أصاب التوراة و الإنجيل التحريف هل يحض القرآن  على إقامتهما و العمل بأحكامهما ؟!

" قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة و الإنجيل و ما أنزل إليكم من ربكم" (المائدة 68)

أليس هذا أكبر دليل لماذا لم يذكر القرآن إذاً فيقول التوراة و الإنجيل و القرآن. أليس من الأولى أن تكتب هكذا، و لكن لا لأن لا تبديل لكلمات ربي. فكيف يطالب الله من اليهود و المسيحيين إقامة أحكام كتاب قد أصابه التحريف و التغيير و التزوير.

- القرآن يشهد لأمانة أهل التوراة و الإنجيل: " و ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله و هم يسجدون يؤمنون بالله و اليوم الآخر و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و يسارعون في الخيرات و أولئك من الصالحين" (آل عمران 113-114). حقاً إن أهل الكتاب يعرفون الكتاب كما يعرفون أبنائهم لكنهم يحبون الكتاب و يهتمون به أكثر من محبتهم و اهتمامهم بأولادهم. و المسيحيون يتلون آيات الله إنا الليل آيات الله الصحيحة فلو أصاب التحريف هذه الآيات  

    يا رب ارحم   يا رب ارحم   يا رب ارحم   يا رب بارك آمين

- في إنجيل متى ( 22 : 23 – 32) " في ذلك اليوم جاء إليه صدوقيون الذين يقولون ليس قيامة فسألوه قائلين يا معلم قال موسى إن مات أحد و ليس له أولاد يتزوج أخوه بامرأته و يقيم نسلاًً لأخيه فكان عندنا سبعة أخوة و تزوج الأول و مات و إذا لم يكن له نسل ترك امرأته لأخيه و كذلك الثاني و الثالث إلى السبعة و آخر الكل ماتت المرأة أيضاً ففي القيامة لمن من السبعة تكون زوجة؟ فإنها كانت للجميع فأجاب يسوع و قال لهم : تضلون إذ لا تعرفون الكتب و لا قوة الله لأنهم في القيامة لا يزوجون و لا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله في السماء و أما من جهة قيامة الأموات أفما قرأتم ما قيل لكم من قبل الله القائل : أنا إله ابراهيم و إله اسحاق و إله يعقوب ليس إله أموات بل إله أحياء".

- الكتاب لم يبطل ما جاء قبله من كتب مقدسة:

ليس في القرآن أي دعاء بخلافته للكتاب المقدس و هذه التهمة ضد الكتاب المقدس كثيراً و ما يلجأ المعترضون إلى استنتاج مضلل بأن العهد الجديد قد ناب عن العهد القديم فيكون الحاصل أن القرآن بدوره قد خلف العهد الجديد. كيف !

 لقد قال الرب "لا تظنوا إني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء بل لأكمل فإني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء و الأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل."   بالله فإذا كان الله قد أعطى مثل هذه البركة لمن يقرأون كتابه فمن عساه يجسر بعد ذلك أن يجهر ببطلانه فكل الكتاب هو موحى به من الله و نافع للتعليم و التوبيخ، للتقويم و التأديب الذي في البر فإن العهد القديم هو الأساس الذي شيد عليه العهد الجديد.

مثال: من يريد إقامة عمارة مثلاً فحتماً لابد أولاً من إرساء الأساس و لكنه لا يعتبر العمل منجزاً حتى يكون السقف فالجدران، و السقف لا يحجب أهمية الأساس بل أن الهيكل الخارجي يكمله موطد عليه ، و على هذا يتضح لنا أن العهد القديم هو الأساس المتين للجنس البشري.

 

- سؤال مهم جداً: إذا كان الكتاب المقدس حقاً كلمة الله فلماذا يكرهه بعض الناس؟

الإجابة حسب فهمي أن الكتاب المقدس هو الكتاب الوحيد في العالم الذي يعلمنا أن الإنسان آثم و ضال و أنه ليس بإمكانه أن يجد حظوة لدى الله لاستحقاق شخصي أو تدين و لهذا السبب بعض الناس يرفضون الاعتراف بوضعهم الخاطىء فينساقون بالتالي إلى كراهية الكتاب الذي يمثل لهم غضب الله بسبب حالتهم الآثمة الحاضرة كما يظهر أيضاً عقاب الخطيئة في النهاية.

أما نحن فنشعر بحاجاتنا للغفران بواسطة المخلص الذي جاء ليحررنا و يحررهم من الخطيئة ، فتجدنا نجد فيه كنزاً: رسالة المحبة و السلام.

- أيضاً مسألة الوحي (كل الكتاب هو موحى به من الله):

   الوحي في المسيحية ليس معناه أن ملاكاً يلقن الكاتب كلمة و حرفاً حرفاً و يلغي شخصية الكاتب مثلما حدث في الإسلام.

فمعنى الوحي: أن الله يختار بعض القديسين و يحرك قلوبهم للكتابة و يترك لهم حرية اختيار الألفاظ و الأساليب في التعبير كما أن روح الله يعصمهم من الخطأ أثناء الكتابة

- ألم ينزل على المسيح بن مريم إنجيل واحد مثل القرآن؟

من المعروف أن الإنجيل لم ينزل و لم يهبط على السيد المسيح ، لم يقف أمامه ملاكاً يمليه الإنجيل آية آية ، و كيف يمليه و هو رب الملائكة جميعاً.

إن الرب هو موضوع الكتاب ، العهد القديم بأكمله مزخر فيه النبوات و الرموز عن المسيح، و العهد الجديد يتحدث عن عمل المسيح، و التلاميذ سجلوا القليل من معجزاته و حياته.

و لكن في تجميع القرآن و الترتيب التاريخي الكثير من عدم ترتيبه زمنياً و الاختلاف في ذلك، فعندما يكون القرآن بهذه الصورة المفرقة و يكتب على العشب و الرقاع و العظام و سعف النخيل ، و يعتمد على قلوب الحفاظ و ذاكرتهم فهذا يجعل احتمال الضياع كثيرة جداً.

فكيف يدعوها القرآن بآيات الله؟!

كيف لو أننا قمنا بالتحريف هل كان ذكرنا القرآن بصفة الأمة المؤمنة بالله و اليوم الآخر؟   لقد وصفنا القرآن بالإيمان العملي في أمة المسيحيين فأمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر و سارعوا للخيرات . حقاً أنهم من الصالحين و ليسوا من المنحرفين.

فكثيراً ما يتحدث البعض عن أديان سماوية، فهل حقيقة أن الله أعطى الإنسان عقيدة ثم بعد أجيال تلاها بعقيدة أخرى ؟

إن الكتاب المقدس و القرآن نفسه أثبت أن الله أعطى الإنسان منذ بدء الأجيال عقيدة واحدة و هي عقيدة الخلاص بالدم. و هي عقيدة المسيحيين القائمة على الخلاص بدم المسيح . إذاً العقيدة واحدة منذ آدم الأول و هي العقيدة المسيحية.

فعقيدتنا المسيحية عقيدة الثالوث و الخلاص و الحرية و المحبة و الإيمان.

و من أسباب تقدم الديانة المسيحية طهارة الحياة و استقامة سيرة أتباعها الذين أضحوا عرضة لبعض المتسلطين و حقدهم عليهم لمجرد طهارتهم فأثاروا عليهم عديداً من الاضطهادات و لم يزدهم ذلك إلا نمواً و نشاطاً.

و الدليل على ذلك سورة البقرة الخاطئة "الذين يؤمنون بما أنزل إليك و ما أنزل من بعد قبلك و بالآخرة هم يؤمنون" ، و هذا خير دليل على ذلك و يقابلها من الأمثال الآتي في إنجيل لوقا 17 " فقال الرسل للرب زد إيماننا ، فقال الرب لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذه الجميزة انقلعي و انغرسي في البحر فتطيعكم".

و الدليل الثاني : سورة البقرة الخاطئة ( 24) "إن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذي رزقنا من قبل و أتوا به متشبهاً و لهم فيها أرواح مطهرة و هم فيها خالدون"

و خصوصاً و أنها عبارات لا ترتبط ببعضها . و لما كان القرآن هو المصدر الأساسي للإسلام لذا يجب الاعتماد المباشر عليه و لا سيما و أنه لا اجتهاد مع النص، و الإسلام يؤمن إيماناً قطعياً بعقيدة الناسخ و المنسوخ، فكوننا نجهل الترتيب التاريخي لنزول الآيات فكيف نعرف ماذا نسخ و ماذا لم ينسخ، و ما هي الآيات الناسخة و ما هي الآيات المنسوخة .

- شهادة القرآن و اعترافه بالتوراة و الإنجيل:

"و من قبله كتاب موسى إماماً و رحمة" (هود 17)

يحلو لغير المسيحيين أن يسخر من الكتاب المقدس و يعلق على بعض من تواريخه تعليقات شديدة اللهجة، فأغلب قصص و تواريخ الكتاب المقدس مذكورة في القرآن الكريم بل و سرد القرآن و سرد القرآن أغلب معجزات الله و مع الأنبياء في العهد القديم كخروج الشعب الإسرائيلي و شق البحر و غير ذلك كثيراً.

* كلمة أعتز بها كثيراً: من كان بيته من الزجاج لا يرشق الناس بالحجارة.

و يشهد القرآن أنه و نبيه لم يستلهم ما أخذه عن ما جاء في الكتاب المقدس من المصدر نفسه بل سماعي من بعض اليهود و النصارى : "إن كنت في شك مما أنزلنا عليك فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك".

و عندما كان أهل قريش يسمعون القرآن و قصص القرآن يستقبلون ذلك بسخرية عالمين أن تلك قصص من أساطير الأولين (أو تتلى عليك آياتنا قالوا أساطير الأولين" (القلم 16). و عند النظر هنا إلى هذه الآية و ليس لي تعليق عليها بل أنتم الذين سوف تعلقون عليها . سورة الأنعام (76 – 81) " فلما جن عليه الليل رأى كوكباً قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين. فلما رأى القمر بازغاً قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين. فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون إني وجهت وجهي للذي فطر السموات و الأرض حنيفاً و ما أنا من المشركين و حاجه قومه قال أتحجوني في الله و قد هداني و لا أخاف مما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئاً و سع ربي كل شيء علماً. أفلا تتذكرون و كيف أخاف ما أشركتم و لا تخافون أنكم أشركتم بالله و ألم ينزل به عليكم سلطاناً فأي الفريقين أحق بالأمن و هم مهتدون".

عن ماذا نعلق؟ إن خرافة القرآن تزيد عن خيالات اليهود في كتبهم.

مثال آخر: ملكة سبأ: سمى اليهود الهدهد بديك الصحراء عرش ملكة سبأ لدى المسلمين وصفوا جماله أنه عرش سليمان و ليس من عرش ملكة سبأ كما في القرآن و أن قصة التلمود و الخرافات اليهودية تحكي أن ملكة سبأ جاءت في ثلاث سنوات بقوة الله و المسافة مسيرة سبع سنوات، و في كتب اليهود أن سليمان أرسل إليها لتسأل عن سلامته و ليس ليجبرها على الحضور كأسيرة و يدعوها بالقوة (أما خرافة القرآن تذكر أنها جاءت بقوة من له علم الكتاب العفريت).

إن تخبط العلماء أدى على ادعاء القرآن غير مخلوق حتى بحروفه بل يأتي بهم إلى الاعتراف بالتجسد و هم لا يعلمون من حيث أن كلمة الله أزلية و تظهر بمظاهر كثيرة منها الوحي . إذاً فما المانع من تجسد الكلمة (المسيح) فالوحي و أهل الكتاب.

فليته أخذ عن الكتاب مباشرة فعشرات الآيات القرآنية تؤكد أن الكتاب إمام و مصدر لما يقوله، و لكن بمقارنة القصص القرآنية نجدها عن صياغة بشرية لأشخاص يهود و نصارى أصاغوا التواريخ المقدسة بطريقة قصصية خيالية تستهوي ذلك العصر، لذلك دفعه السؤال الذين يقرأون الكتاب و ليس الكتاب نفسه. فيلاحظ مدى تشابه بين الأساطير اليهودية و النصرانية مع القرآن و لكن يبتعد كثيرً عن الرواية الكتابية البسيطة النافعة .

هل أمر الله النبي بنكاح من يشاء أو قبول من تهب نفسها، هل فيه استمرارية أم خصوصية ؟ هل لكي يعطي الله حقيقة لابد أن يطبقها على النبي كزواجه من زوجة ابنه زينب هل هذا تنزيل؟

لقد تعجبت كثيراً لأن الناس لم ينصرفوا عن الكتاب المقدس لأنه قد تنازل الرب من مجده و جاز في الألم و الهوان حتى الصلب و الموت من أجل الإنسان ثم أنه قام و انتصر على الموت و أعطى الإنسان المائت القيامة الحقيقية و الحياة الأبدية. فعقب السقوط لم تكن هناك شريعة مكتوبة، كانت هناك شريعة الإنسان الطبيعي أو بمعنى آخر شريعة الضمير الذي أودعه الله في الإنسان و بهذه الشريعة علم يوسف أن الزنا خطية عظيمة و قال كيف أصنع هذا الشر العظيم و أخطىء إلى الله ثم جاءت شريعة العهد القديم و حرمت الزنا "لا تزن" ثم جاءت شريعة العهد الجديد و قاومت الشر في بدايته: "قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن و أما أنا فأقول لكم أن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها قلبه" (متى 5: 27 –28)

إذاً الكتاب المقدس و المسيحية ديانة الطهارة الكاملة، و قيل من طلق امرأته فليعطها كتاب طلاق و أما أنا فأقول لكم أن من طلق امرأته إلا لعلة الزنا يجعلها تزني و من يتزوج مطلقة فإنه يزني. و أقر ربنا يسوع المسيح شريعة الزوجة الواحدة و منع الطلاق إلا لعلة الزنا، و وصل بالبشرية على الكمال، فهل من المعقول بعد كل ذلك يعود بالبشرية للوراء و يسمح بالطلاق لأي سبب و هل يعقل أن يعود و يسمح الله بتعدد الزوجات ؟!

- "سمعتم أنه قيل عين بعين و سن بسن و أما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً" ( متى 5: 38 –39)

هل بالله على كل من يقرأ هذا الكلام يجد أحسن من ذلك كمالاً و نضجاً و صبراً و احتمالاً و تسامح ، فكيف نقول إذاً أن الدين الإسلامي دين تسامح فهو بقول "عين بعين و سن بسن و البادي أظلم"، كيف و هل بعد معرفتي لهذا الكلام و معرفتكم أيضاً له يعقل أن أعود إلى شريعة العين بالعين. كلمة أريد أن أكتبها بدمي و ليس بهذا القلم: أنا مسيحي

الكتاب المقدس و المسيح لأنه لا يوجد كتاب عرف خلال الأزمنة و الأجيال التي مضت و سيظل معروفاً حتى المجيء الثاني إلا الكتاب الوحيد الفريد المقدس . إنه بالحقيقة كتاب الله الوحيد.

"لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية".

إن حياتي مع يسوع لها طعم جميل مثل النور الذي يهزم الظلمة و يضيء المكان فضاء قلبي و عقلي ، و لقد أعطاني نوراً إلى الأبد معه.

أنظر إلى الصليب دائماً حتى تتعود عيني على أسراره فلا تنخدع بغيره ، فكلنا يجب أن ننظر إليه فنحن محتاجون إليه لكي نحمي عيوننا و قلوبنا . كم تكلم عنه الكتاب المقدس بل كم يراهم العالم دائماً.

أنظر للرب يسوع و اصغٍ إلى كلمته و هو على الصليب لكي يبذل نفسه فداء لنا. ليثبت الإيمان في قلوبنا.

 

 

   من طبيعة الحاكم في مصر الذي يريد إقامة حكومة دينية و الاعتماد على الدين لدعم سلطته السياسية المنفردة من الطبيعي أن يعتمد في ذلك على الإسلام، فهو يحكم شعباً غالبيته من المسلمين و يستمد تقاليد هذا الحكم من فكرة الإسلام و من تطبيقات الخلافة الإسلامية كما مارسها آل عثمان و من سبقهم من الدول التي خضعت لها مصر بهذه المنطقة. لا تصلح المسيحية و لا الأقباط و لا كنيستهم لدعامة الحاكم الديني، و الاختلاف بين الكنيسة القبطية و الأزهر من حيث الوظيفة السياسية ليس أساسه الاختلاف في القدرة الكامنة لكل منهما فقط و لكنه اختلاف أساسه أيضاً أن الحكم الديني في بلد غالبيته من المسلمين لابد بالضرورة أن يكون حكماً إسلاميا ًتنمو فيه الوظيفة الماثلة للمؤسسة الدينية الإسلامية و تضمر فيه الوظيفة الماثلة للمؤسسة المسيحية.

مع العلم بان الكتاب المقدس هو مجموعة من الكتب التي أوحي بها الله للإنسان ليعلن من خلالها عن محبته العميقة للعالم الذي خلقه و صنعه في أحسن صورة، هو قصة حب الله للإنسان الخاطيء و التي ظهرت في التجسد و الفداء و الصلب، هو إعلان الله الذي لم تشبه شائبة و لم تعيره تحريف أو تبديل هو كلمة الله التي تكلم بها لأنبيائه القديسين بالروح القدس. "لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (2 بطرس 1 : 21) "كل الكتاب هو موحى به من الله" كيف يعقل تحريفه إذاً ، و خير دليل على ذلك عندما يقول المسلمون :"ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب و يقيمون الصلوة و مما رزقناهم ينفقون و الذين يؤمنون بما أنزل إليك و ما أنزل من قبلك و بالآخرة هم يوقنون" (البقرة 1)

 

                                                         

 

الثالوث الأقدس (التوحيد)

كيف يؤمنون بالمسيح و هل من المعقول أن الله ينزل و يتجسد في صورة إنسان؟

 

الدليل عندهم في سورة مريم (13) :"و براً بوالديه و لم يكن جباراً عصياً و سلم عليه يوم ولد و يوم يموت و يوم يبعث حياً"، (مريم 30): و جعلني مباركاً أين ما كنت و أوصني بالصلوة و الزكوة ما دمت حياً و بر بوالدتي و لم يجعلني جباراً شقياً و السلام علي يوم ولدت و يوم أموت و يوم أبعث حياً ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون"

- إن أعمق سر يتعلق بطبيعة الله في الثالوث الأقدس و كثيراً ما يساء فهمها و لذا يتحتم علينا أن نعلم أن تعليم الكتاب المقدس عن هذا الموضوع يرتبط ارتباطاً وثيقاً بعبارة ابن الله، فإن الثالوث الأقدس وحدانية مثلثة الجوانب الله واحد.

- ما هو الثالوث الأقدس ؟ و هل معنى ذلك أننا نعبد ثلاثة آلهة حسب معتقد البعض؟

بالطبع لا يوجد سوى إله واحد فقط و الدليل على ذلك هو في الكتاب المقدس العهد القديم في (التثنية 6 :4): " اسمعوا يا بني إسرائيل الرب إلهنا رب واحد فأحبوا الرب إلهكم من كل قلوبكم و نفوسكم و قوتكم". و من هنا نجد أن الكتاب المقدس يعلمنا أن الله ثلاثة في واحد و أنه كائن روحي ذو مرتكزات ذاتية ثلاثة هي "الآب- الإبن –الروح". إن العقل البشري على استعداد لتقبل حقيقة الوحدة المركبة و هي ثلاث في واحد. مثال: الآب x   الإبن x الروح = الله     (صحيح)

و لكن عندما يقال الآب + الإبن + الروح = الله  (خطأ)

و هذا ما يعتمد عليه من يشككون في وحدانية الله استناداً على أننا لو قمنا بجمعهم سوف يعطوا ثلاثة و ليس واحد، و لكن إن عقيدة الثالوث المقدس لا تقرر تعدد الآلهة بل بالحري على عظمة الله.

* مثال آخر:

- الخط المستقيم: هو وحدة مطلقة ذات بعد واحد

- المربع: له بعدان اثنان و لكنه يبقى شيئاً واحداً

- المكعب: هو مكعب ذو ثلاثة أبعاد يؤلف شيئاً كاملاً له لكنه يبق شيئاً واحداً.

* دليل آخر من الحقائق العلمية: 

إن أشكال الحياة هي المخلوقات ذوات الخلية الواحدة ، حتى الكون نفسه يتألف من أقسام رئيسية مثلثة الأركان أو ليس هو مجموع "المكان و الزمان و المادة"

1-   فنجد أن المكان: يتألف من الطول و العرض و الارتفاع

2-   الزمان هو الماضي و الحاضر و المستقبل

3-   المادة فهي الطاقة و الحركة و الظاهرة

من كل هذه الدلائل التي ذكرتها و يوجد الكثير و الكثير لم أذكره بعد تبيني إن الإيمان بالثالوث المقدس يتفق تماماً مع العقل البشري.

* إذاً كيف انتصرت المسيحية و الثالوث المقدس على كل هذه الخرافات المزيفة  هل يعقل خلال هذه القرون الأولى نادت المسيحية بالمسيح النبي الذي لم يصلب ثم فجأة تغيرت و تبدلت و تحرفت و نادت بالمسيح الإله المتجسد الذي صلب و قام، و ذلك مذكور عندهم في كتابهم بالنص فما الداعي إذاً لدماء آلاف و ملايين الشهداء تكذب دعوى هذا القوم و هذا الكتاب، فهل يعقل أن يبذل الآلاف و الملايين دماءهم من أجل عقيدة مزورة و من أجل كتاب محرف

* دليل آخر في التوراة: إن الله غضب على البشر من أجل انقيادهم للشيطان و من أجل خطاياهم التي بمقتضى العدالة الإلهية يستحقون عليها الهلاك، و لكنه نظراً لمحبته للإنسان الذي هو صنعة يديه شاءت إرادته أن يرحمه من هذا المصير القاسي لأنه ليس إلهاً عادلاً فحسب و إنما هو إله رحيم كذلك، و لذلك أوجد الله بحكمته و قدرته وسيلة يتم بها غفران خطايا البشر و خلاصهم من الهلاك المحكوم به عليهم و ذلك بواسطة فادي إلهي يجيء إلى العالم في صورة إنسان و يتحمل في شخصه العقوبة التي يستحقها البشر فيتحقق بذلك العدل و الرحمة معاً و يتحقق خلاص الإنسان من الهلاك كما يتحقق انتصار الإنسان على الشيطان.

و قد قررت التوراة بعد ذلك أن الله قد اختار أبا الأنبياء إبراهيم ليأتي من نسله ذلك الذي سيسحق رأس الشيطان و يقضي على الشر و يكون على يديه خلاص البشر من لعنة الغضب الإلهي عليهم فيتبارك به كل بني الإنسان في كل زمان و مكان.

إذ جاء في سفر التكوين:"و قال الرب لإبرام .. تتبارك فيك جميع قبائل الأرض" (التكوين 12 :3).

ثم جاء في هذا السفر أن الله بعد أن أعطى إبراهيم هذا الوعد أعطاه من بعده لإبنه إسحق إذ قال له: "أسكن في الأرض التي أقول لك تغرب في هذه الأرض فأكون معك و أباركك لأني لك و لنسلك أعطي جميع هذه البلاد وأفي بالقسم الذي أقسمت لإبراهيم أبيك" (التكوين 26 : 2 – 4 )

ثم جاء في هذا السفر بعد ذلك أن الله بعد أن أعطى هذا الوعد لإسحق أعطاه من بعده لإبنه يعقوب إذ قال له: "أنا الرب إله إبراهيم أبيك و إله إسحق الأرض التي أنت مضطجع عليها أعطيها لك و لنسلك و يكون نسلك كتراب الأرض و تمتد غرباً و شرقاً و شمالاً و جنوب و يتبارك فيك و في نسلك جميع قبائل الأرض" (التكوين 28: 13-14)

ثم تنبأ يعقوب لأحد أبنائه الإثنى عشر و هو يهوذا بأن ذلك المخلص الذي وعد به الله البشر سيكون من نسله، إذ جاء في سفر التكوين: "و دعا يعقوب بنيه و قال اجتمعوا لأنبئكم بما يصيبكم في آخر الأيام اجتمعوا و اسمعوا يا بني يعقوب و اصغوا إلى إسرائيل أبيكم رأوبين أنت بكري قوتي و أول قدرتي فضل الرفعة و فضل العز فاتراً كالماء لا تتفضل لأنك صعدت على مضجع أبيك حينئذ دنسته على فراشي صعد شمعون و لاوي أخوان آلات ظلم سيوفهما في مجلسهما لا تدخل نفسي بمجمعهما لا تتحد كرامتي لأنهما في غضبهما قتلا إنساناً و في رضاهما عرقبا ثوراً ملعون غضبهما فإنه شديد و سخطهما فإنه قاس أقسمهما في يعقوب و أفرقهما في إسرائيل يهوذا إياك يحمد إخوتك يدك على قفا أعدائك يسجد لك بنو أبيك يهوذا جرو أسد من فريسة صعدت يا بني جثا و ربض كأسد و كلبوة من ينهضه لا يزول قضيب من يهوذا و مشترع من بين رجليه حتى يأتي شيلون و له يكون خضوع شعوب" (التكوين 49: 1 – 10)

- معنى شيلون: باللغة العبرية "المخلص" أو الذي يأتي بالراحة و السلام . و كانت هذه أول نبوة في التوراة تأتي بعبارة واضحة محددة عن مجيء المخلص بعد أن كانت العبارات الدالة على ذلك تأتي غامضة مجملة، و بذلك اتضح أن المخلص المنتظر سيأتي من نسل يهوذا بن يعقوب.

ثم لم تلبث التوراة أن حددت شخصاً بالذات من نسل يهوذا سيجيء منه هذا المخلص المنتظر و ذلك الشخص هو الملك داود بن يسى إذ جاء في سفر أشعياء النبي: "يخرج قضيب من جزع يسى و ينبت غصن من أصوله و يحل عليه روح الرب روح الحكمة و الفهم روح المشورة و القوة روح المعرفة و مخافة الرب، ...، و يكون في ذلك اليوم أن أصل يسى القائم راية للشعوب إياه تطلب الأمم و يكون محله مجداً" (أشعياء 1 – 2 – 9)

* عند المسلمين "يس و القرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم تنزيل العزيز الرحيم لتنذر قوماً ما أنذرو أباؤهم فهم غافلون" ، و يأتي في آخر هذه السورة يقولون"إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء و إليه ترجعون"

"بل هم في شك يلعبون فارتقب يوم تأتي السماء بدخان يغش الناس هذا عذاب أليم"

يقابلها من عندنا و هذا أكبر دليل على أننا على حق و إننا مؤمنون بالله الواحد "هوذا يأتي مع السحاب و ستنظره كل عين و الذين طعنوه و ينوح عليه جميع قبائل الأرض" نعم آمين

- "و قالوا كونوا هوداً و نصارى و قل مل ملة إبراهيم حنيفاً و ما كان من المشركين قالوا آمنا بالله و ما أنزل إلينا و ما أنزل إلى إبراهيم و اسمعيل و إسحق و يعقوب و الأسباط و ما أوتي موسى و عيسى و ما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم و نحن له مسلمون" (البقرة 134 :136)

هذا هو كلامهم أنهم ينقضون أنفسهم ففي هذه السورة وهي تناقض غريب بين الإيمان بما أنزل في التوراة و الإنجيل و بين ما كتبوا هم و الدليل على ذلك في آخر كل مصحف مرتل مثلم يقالون هذا السؤال و هو

س. لم لم يجمع القرآن في مصحف واحد في زمن محمد؟

و الرد منهم و نلحظ هذا الاختلاف في الرد : لم يجمع القرآن في مصحف واحد في عهد محمد لما كان يتوقعه من نزول قرآن ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته فلما أنقض نزوله بوفاته.

نلاحظ من هذه الكلمات لما كان يتوقعه إذاً هو ليس من الروح القدس نزول القرآن ناسخ لبعض أحكامه أحكام من أحكام محمد أو تلاوته فلم انقض نزوله بوفاته إذاً بوفاته انقض نزول هذا الكلام فمن إذاً سوف يحرف كلام الله إذا كان هم يؤمنون بأن هذا الكلام من عند الله و يقنعوا أنفسهم بذلك أليس من العدل أن يتركونا في حالنا لو افترضنا جدلاً حدوث تحريف و زيادة و نقصان و بأن الله عندنا ليس واحداً بل ثلاثة ألم يكن من المنطقي حذف مواقف الضعف التي ظهر فيها السيد له المجد ألم يكن من المنطقي أيضاً حذف ما تعرض له الإله المتجسد من إهانات و سخرية و استهزاء و لطم و ضرب و بصاق و جلد و صلب أيضاً حذف خوف التلاميذ و هروبهم أثناء الصلب و حذف صورة الشك التي ظهر فيها التلاميذ إذ أنهم لم يصدقوا القيامة إلا بعد ظهور المسيح لهم أما كان يحذف اليهود صور الضعف التي ظهر فيها أنبياؤهم (سكر و عري نوح – كذب إبراهيم – خداع يعقوب – مخالفة موسى – زنى وقتل داود- هروب إيليا- مخالفة يونان ... وغيره كثيراً من صور الضعف هذه.

- حين كان يسوع ربنا يعتمد نزل عليه الروح و سمع صوت الآب يقول "هذا هو إبني الحبيب " (متى 3 :16 – 17)، و في ختام إنجيل متى يأمر المسيح أتباعه ليعمدوا بإسم (ليس بأسماء بل بإسم مفرد) الآب و الإبن و الروح القدس (متى 28 :19). و في إنجيل يوحنا يكرر يسوع الكلام عن الآب و الإبن و الروح، و الثلاثة واحد وحدة في الطبيعة وحدة في المحبة و وحدة في الغاية، فسنجد في عظات الرسل أو أعمال الرسل الدليل على ذلك (2: 38 –39)

"توبوا و ليعتمد كل واحد منكم باسم يسوع المسيح فيغفر الله خطاياكم و تنالوا هبة الروح القدس" (5 : 30 –32)

"ينبغي أن يطاع الله لا الناس إن إله آبائنا أقام يسوع الذي قتلتموه أنتم معلقين إياه على الخشبة و لكن الله رفعه إلى يمينه و جعله رئيساً و مخلصاً ليمنح إسرائيل التوبة و غفران الخطايا و نحن نشهد على هذا و كذلك يشهد الروح القدس الذي وهبه الله للذين يطيعونه" (7: 55 –56)

"فرفع أستفانوس نظره إلى السماء و هو ممتليء من الروح القدس فرأى مجد الله و يسوع واقفاً عن يمين الله"

من كل هذا

نجد أن الرسل لم يبشر بمذهبه تلك الحقيقة الإلهية و لم يحاولوا إرساء قاعدة فالآية عقيدة عن الثالوث الأقدس بل أنهم شهدوا ببساطة و حرارة عن تجاربهم الخاصة عن الروح القدس الذي انسكب عليهم بفعل إيمانهم بيسوع المسيح كمخلص و رب فألهب حياتهم بحرارة القداسة وعلى هذا النسق فإن يسوع المسيح و الآب و الروح القدس هم وحدة و مثل هذا الاعتقاد يمد القلب و الحياة ببركات حية متجددة فهي جزء جوهري من الإعلان الإلهي، و من يتهور و يرفض هذه العقيدة ينكر أيضاً شخصية المسيح.

فنجد أن الكتاب المقدس لا ينص أن تصديق فكرة الثالوث الأقدس و ما ترمي إليه أمر لازم لنيل الخلاص ففيه نعلم أن الانعتاق من الخطية و الحياة الأبدية يسعى إليهما بالإيمان الشخصي بيسوع المسيح كمخلص و رب.

"أنا هو الطريق و الحق و الحياة ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي" (يوحنا14 : 6)

و أكبر دليل على ذلك أيضاً: "كل شيء قد دفع إلي من أبي و ليس أحد يعرف الإبن إلا الآب و لا أحد يعرف الآب إلا الإبن و من أراد الإبن أن يعلن له. تعالوا إلي يا جميع المتعبين و الثقيلي الأحمال و أنا أريحكم" متى (11 : 27-28)

إن هذه الآية هي أروع ما يزودنا به الكتاب المقدس عن هذا الموضوع لقد قال المسيح بما لا يقبل التخمين أن طبيعة ابن الله سر إلهي عميق لا تحيطه مدارك البشر إلا بغض النظر عن الجهل البشري لمثل هذه القضية العميقة القرار فإن المسيحي الصحيح يجد في المسيح إعلاناً إلهيا ًكاملاً تاماً يتمتع بنعم بركاته و هذا ما عبر عنه ربنا يسوع مخلص البشر في كلماته السابقة فإن عقيدة الثالوث لا تزيل عن الله تفرده في المجد و الجلال ففي الكتاب المقدس إعلان بأن الله لا يرى بينما جاء إبن الله ليعرفنا عن صفات الإله غير المنظور و الروح القدس بدوره غير مرئي و لكنه يلفت إنتباهنا إلى المسيح الذي هو الطريق المؤدي على الله و بذا يتوجه تكريمنا و عبادتنا و إطاعتنا من الخالق الواحد القدير الحكيم المحب إلى الإله الثلاث في واحد

- أكبر دليل أن الإنسان يتكون من ثلاثة أشياء : الروح – النفس - الجسم

ففي رسالة الرسول بولس في رسالته الأولى إلى أهل تسالونيكي: "و إله السلام نفسه يقدسكم بالتمام و لتحفظ روحكم و نفسكم و جسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح" : مما يدل على أن في الإنسان ثلاثة أشياء متميزة هي الروح و النفس و الجسم، و أن لكل منها كمالاً ينبغي أن يحافظ الإنسان عليه بالمجاهدات الروحية و أنها جميعاً لها الخلود، فليس الخلود للروح وحدها و إنما للبدن و النفس أيضاً. و من هنا إذا كان الإنسان يتكون من ثلاثة أشياء هي الروح و الجسد و النفس في شخص واحد أليس إذاً من المعقول أن الآب و الإبن و الروح القدس شيء واحد و هو الله.

إذا كان الإنسان البشري يتكون من ثلاثة أشياء في جسد واحد، أليس هذا أكبر دليل على أن الله واحد.

إذا اخذ كل إنسان ينظر حوله خلفه و أمامه يمينه و يساره و نظر لما يدور حوله لوجد أسئلة كثيرة يجب من رد عليها و إن رد عليها وجد أنه بعيداً جداً عن الله.

- "لقد كفر الذين قالوا أن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئاً أن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم و أمه و من في الأرض جميعاً و لله ملك السموات والأرض و ما بينهما يخلق ما يشاء و الله على كل شيء قدير" (سورة المائدة 16)

- "إنا أنزلنا التوراة فيها هدى و نور يحكم فيها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا و الربانيون و الأحبار بما ستحفظوا من كتب الله و كانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس" (المائدة 45-46)       

- "و قفينا على أثرهم بعيسى ابن مريم مصدقاً لما بين يديه من التوراة و أتيناه الإنجيل فيه هدى و نور مصدقاً لما بين يديه من التوراة و هدى و موعظة للمتقين و ليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون"

يا رب أرحم         يا رب أرحم    يا رب أرحم    يا رب بارك

آمين

ألا من الأولى أن نقول و نتكلم و نحن تحت أيدينا دليل على ذلك و هو التناقض في نفس السورة بين الآيات فإذا أحضرت العهد القديم و العهد القديم لن تجد فيه تناقض و لو لواحد في المائة فمن إذاً الذي له الحق أن يقول أن الكتاب المقدس محرف و أن المسيح ليس هو الآتي باسم الرب. "مبارك هو الآتي باسم الرب"

- ففي سورة المائدة مثلاً نجدهم يقولون للدعوة بعمل أحكام التوراة و الإنجيل: "فكيف يحكمونك و عندهم التوراة فيها حكم الله ...ثم يقولون من بعد ذلك و أولئك بالمؤمنين.

- و أيضاً وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون

- (المائدة 50):"يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء بعضهم أولياء بعض و من يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين"

-(المائدة 68): قل بأهل الكتب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة و الإنجيل و ما أنزل إليكم من ربكم"

-(المائدة 69): إن الذين آمنوا و الذين هادوا و الصائبون و النصارى من آمن بالله و اليوم الآخر و عمل صالحاً فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون"

- ذكر القرآن أهل الكتاب "أمة قائمة يتلون آيات الله أناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله و اليوم الآخر و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و يسارعون في الخيرات و أولئك من الصالحين" (آل عمران 113-114)

حقاً نحن نحب الله و نهتم به أكثر من محبتنا و اهتمامنا بأولادنا و نحن نتلو آيات الله أناء الليل فكيف يدعو القرآن بأن الآيات التي نصلي بها آيات الله و هي محرفة. إذاً لو أننا المسيحيين المشار إلينا هنا بالفضيلة قامت بالتحريف هل كان القرآن يصفها بالأمة المؤمنة بالله و اليوم الآخر.

لقد ذكرنا القرآن بأننا نأمر بالمعروف و ننهى عن المنكر و نسارع للخيرات، إذاً حقاً أننا من الصالحين و ليس من المنحرفين لذلك رفع القرآن من شأننا مرة و أنزل من شأننا مرة ثانية في نفس الآية، نجد تناقض غريب في الكلمات و المعاني و الآيات إذاً فمن المحرف: القرآن أم الإنجيل أم التوراة.

- إذا كان الثالوث المقدس مشكك فيه، فمن هو القادر على كل شيء أليس هو المسيح. من هو القادر على كل شيء الله هو صاحب السلطان العظيم في السماوات و على الأرض . ربنا بيقول لموسى أنا ظهرت لإبراهيم و موسى و إسحق و يعقوب إني الإله القادر على كل شيء. (سفر الخروج 6 :3) لأنه الخالق العظيم اللي خلقنا هو النور الأعظم و الروح الإنسانية أخذت من النور الإلهي.

- إن المسيح له المجد يتصف بأنه القادر على كل شيء. إن المسيح هو الله لأنه لا يتصف بأنه قادر على كل شيء إلا واحداً و هو الله. الإنسان يوصف بأنه قادر على بعض الأشياء، إنما لا يمكن أبداً أن يقال عن إنسان أنه قادر على كل شيء، يبقى ده برهان على أن المسيح هو الله و قد اتخذ جسد استتر في جسد احتجب في جسد لكن هو في حقيقته هو إله. هذا بينة على أن المسيح هو الله و يتصف بالصفات التي لا تنسب إلا إلى الله وحده و هي طبعاً برهان لاهوتي لأنه لا يوجد أحد يقدر على كل شيء إلا الله الذي له السلطان الشامل.

 

* قدرة المسيح على كل شيء و هو الله الواحد:-    

1-  على سبيل المثال أشبع المسيح من خمس خبزات و سمكتين خمسة آلاف رجل ما عدا النساء و الأطفال إزاي خمس خبزات يشبع خمس خبزات و سمكتين خمسة آلاف رجل ما عدا النساء و الأطفال إزاي خمس خبزات يشبع خمس آلاف إنسان ما عدا النساء و الأطفال و بعد كده يفضل 12 قفة. كيف أمكن ذلك مين يعمل ده. طبعاً بلا شك أنها معجزة بكل المقاييس معجزة مذهلة و فوق كل تصور مش ممكن أبداً يكون في عالم الإنسان قدرة من هذا القبيل. كل تاريخ الإنسان فيه حد يقدر سواء في الماضي أو الحاضر أو في أي وقت من الأوقات في تاريخ الإنسان أن يصنع مثل هذا، و بعدين المسيح كررها ثانية سبع سمكات و صغار السمك و أشبع بها 4000 إنسان ما عدا النساء و الأطفال، و بعدين شالوا برضه قفف مليانة. " به كان كل شيء و بغيره لم يكن شيء مما كان". "في البدء كان الكلمة و الكلمة كان لدى الله و الكلمة هو الله و بغيره لم يكن شيء مما كان" يعني هو الخالق لكل شيء و بغيره لم يكن شيء مما كان. "أنا الله و ليس آخر".

2-   سير المسيح على الماء: معروف أن الماء من خواصه قلة الكثافة بالنسبة إلى المادة الصلبة و الإنسان عادة لا يقدر أن يمشي على الماء لكن يغوص في الماء أو يعوم على سطح الماء لكنه لا يقدر أن يمشي على الماء. سيدنا له المجد أظهر سلطانه على الطبيعة بأنه سار على الماء، و طبعاً لا يقدر على ذلك إلا الله وحده

3-  تحويل الماء إلى خمر: في عرس قانا الجليل يقول الكتاب كان هناك عرس و كانت أم يسوع هناك. في الغالب أهل العرس يكونون أقارب مريم العذراء أو معارفها. قالت ستنا العذراء للمسيح ليس لهم خمر كانت مقلة في الكلام جداً . فرد عليها و قال لهل مالي و مالك يا امرأة أو يا سيدتي (ده نوع من الدعابة) و لكن لم يأتي وقتي بعد. و لذلك بيقول الكتاب دي أول معجزة صنعها المسيح (أمام تلاميذه)  طبعاً كان فيه عشرات المعجزات منذ الطفولة. الست العذراء شافت كثير و كثير في ارض مصر و غيره لكن دي تعد أول معجزة جهارية بناء على طلب العذراء و (ده تأكيد على معرفة الست العدرا قدرة المسيح التي رأتها من قبل في أشياء كثيرة). و هذه المعجزة تدل على شفاعة العذراء. الأمر الثاني أن الكلمة بتاعته دي تبدو لبعض الناس السطحيين كما لو كان بيرفض ، لكن بالعكس هي فهمت من علامات وجهه أنه استجاب، فراحت للخدام و قالت لهم كل ما يقول لكم أفعلوه ، هو قال إملأوا الأجران ماء.

ممكن واحد يقول للثاني و بعدين فيك بعدين فيك دي دعابة مش معناها رفض يعني فقال لها لم تأت ساعتي بعد ، و لكن اللي حصل أنه عمل المعجزة ، و دي تدل على كرامة العذراء مريم و مكانتها و شرفها أنه أول معجزة جهارية كانت بناء على طلب العذراء مريم.

4- إسكات البحر عن هيجانه:-

فسيدنا له المجد كان هو و تلاميذه في السفينة و كانت هذه السفينة تسير في بحر الجليل أو بحر طبرية أو بحيرة جنيسارت، دي كلها إسم واحد هي بحيرة طبرية نسبة إلى طيباريوس  قيصر و هي بحر الجليل لأنها في منطقة الجليل فبيقول أنه كانت معه سفن أخرى، قال لهم هلم بنا نعبر أو نعدي، و المعدية من شاطيء لشاطيء، و بعدين نام في مؤخرة السفينة نام على وسادة، و دي المرة الوحيدة الذي يصف الإنجيل أن المسيح نام على وسادة. كانت العاصفة شديدة ، السفينة معذبة الأمواج بتضرب فيها من كل ناحية و المسيح نايم على وسادة. و تلاميذ المسيح حتى بغير أدب راحوا منزعجين يقولوا له: أما يعنيك أننا نهلك؟ لأن العاصفة كانت شديدة جداً و السفينة كانت معذبة و الماء تضرب فيها و دخلت و المسيح نايم على وسادة، فقام و انتهر الريح فصار هدوء عظيم.
فالحقيقة قصة السفينة حلوة و لها فوائد غير الفوائد اللاهوتية تبين لنا قدرة المسيح و سلطانه على المادة لأنه بكلمة المر أسكت يسكت و كيف البحر يستجيب، و ده في رأينا حاجة ثانية: هو سيد الطبيعة فيقدر يكلم الطبيعة باللغة التي تستجيب لها الطبيعة، فدي طبعاً صورة لسلطانه على الماء أو المادة السائلة.
5- سلطانه على الهواء:-
أ‌.        نفس المعجزة اللي فيها المسيح بيقول للبحر أسكت قال للريح إخرس أو أبكم، بيكلم الريح و يقول له إخرس كما لو كان بيكلم إنسان يصدر إليه أمر فيطيع، و بعدين الريح تطيعه، و بعدين الناس اللي كانوا في السفينة بعد ما الريح أطاعته خافوا خوفاً عظيماً جداً، قالوا من هذا الذي الريح و البحر أيضاً يطيعانه. الول كانوا خايفين إنهم يغرقوا ، إيه اللي خلاهم بعد ما سكتت الريح يخافوا خوفاً عظيماً جداً حيث إن هذا سلطان غير عادي، قالوا من هذا الذي الريح و البحر أيضاً يطيعانه.
ب‌.  عندما صنع المسيح معجزة إشباع الخمسة آلاف قال لهم أن يسبقوه إلى الشاطيء المقابل بمدينة كفرناحوم هو كان في برية بيت صيدا، فدخل التلاميذ السفينة و كان الوقت ليلاً و اتجهوا إلى عبر بحيرة طبرية اللي هي معروفة ببحر الجليل. لم يكن المسيح في هذه المرة معهم.  في المعجزة السابقة كان معهم نايم في آخر السفينة على وسادة. لكن هذه المرة لم يكن معهم، وكان البحر هائجاً بهبوب ريح شديدة و كانت السفينة في وسط البحر و ده طبعاً الخطر الأشد، بمعنى ما يقدروش يرجعوا للشاطيء ده في وسط البحر بيبقى العمق بتاع البحر شديد ممكن قوي تنقلب السفينة و مفيش فايدة و بتعذبها الأمواج. فلما رآهم يسوع معذبين في الجدف أو مكدودين في الجدف ، بمعنى بيستخدموا المجاديف و الريح مضادة و مش قادرين، فلما رآهم معذبين في الجدف و أن الريح كانت مقاومة لهم كانت ضدهم فأتى إليهم نحو الهزيع الرابع رأوه ماشياً على البحر و كان يريد أن يجاوزهم أو ظاهر إنه ماشي كده هو طبعاً هيدخل عليهم السفينة لكن هو ماشي على طول، فلما ابتعدوا نحو 25 غلوة أو 30 رأوا يسوع ماشياً على البحر و قد اقترب إلى السفينة، فلما رأوه ماشياً على البحر اضطربوا و ظنوه خيال
6- سلطانه على النبات:-
أنه أتى إلى شجرة تين يوم الأحد المعروف بأحد الشعانين اليوم الذي دخل فيه المسيح راكباً على آتان و جحش ابن آتان. لما أقبل المساء ذهب و بات في بيت عنيا، و بيت عنيا هذه تبعد عن أورشليم 200 ميل تقريباً، و المسيح بعد أن دخل الهيكل و قضى هذا اليوم في الهيكل (يوم أحد الشعانين) رجع و بات في بيت عنيا و دي كانت على جبل الزيتون. الشيء الجميل في فلسطين إن الجبال يسكنها الناس. فرجع إلى بيت عنيا اللي كان فيها لعازر، و في الغد و هو يوم الإثنين صباحاً لما خرجوا من بيت عنيا و بينما هو راجع إلى المدينة أورشليم جاع ، و هذا جوع تدبيري، كان ممكن أن يتغلب عليه ، كما صام أربعين يوم و أربعين ليلة و صامهم متواصل، فطبعاً هو له حكمة في ذلك. فلما راح للشجرة و قرب منها لم يجد فيها شيئاً إلا ورق فقط، و نجد المسيح ينظر إلى الشجرة و يلعنها إذ أن ليس لها ثمار قائلاً لا يأكل أحد ثمر منك للأبد، و هذا يشير إلى الأمة اليهودية ، و هنا يبقى الحكم الكبير لا يكون فيك ثمر إلى الأبد حكم على الأمة اليهودية حكم شديد جداً طبعاً يستحقوه و مع ذلك بكى.
و هنا سلطان المسيح على النبات، فبمجرد كلمة ماتت الشجرة.
7- سلطان السيد المسيح على الحيوان:-
سنأخذ مثل سلطان السيد المسيح على السمك. يعد السمك حيوان لأنه كائن حي . هذه المعجزة أشارت إليها الأناجيل، فيقول الإنجيل إنه كان في كفر ناحوم التي تعد المدينة الثانية بالنسبة للمسيح، فرأى المسيح له المجد بعد أن وعظ سفينتين راسيتين في البحيرة و قد انحدر منها الصيادون و كانوا يغسلون شباكهم فسيدنا له المجد صعد إلى إحدى السفينتين و كانت هذه السفينة لسمعان: سمعان بطرس، و بعدين قال أن يتباعد قليلاً عن البر و كان سيدنا له المجد يعلم الجماهير أو الجموع من السفينة، و كان هذا في وضح النهار و في هذا الوقت ما كانش السمك موجود لأن في النهار يبقى السمك بعيد، الأمر الثاني أنهم ما كانوش قريب من الشاطيء في النهار و معنى ذلك أن السمك لم يكن موجوداً، و نجد أن السيد المسيح يقول إرمي الشبكة إلى الجانب الأيمن ألقوا شباككم للصيد، فاجاب سمعان و قال له: يا معلم قد تعبنا الليل كله و لم نصطد شيئاً و لكن على كلمتك نلقي الشباك. يعني نوع من أنواع الطاعة ، فلما فعلوا ذلك يعني أطاعوا جمعوا من السمك شيئاً كثيراً حتى كادت شباكهم تتخرق أو تتمزق. إيه ده يعني السمك اتجمع بهذه الكثرة بعد ما كان هربان و ما كانش موجود تجمع و الشباك من كثرة السمك اللي فيها كانت تتمزق و بعدين طلبوا من زملائهم و رفقائهم في السفينة الأخرى سفينة ثانية غير سفينة سمعان أن يأتوا و يعاونوهم فأتوا و ملأوا السفينتين حتى أوشكتا أن تغرقا. فلما رأى سمعان بطرس خر عند قدمي يسوع و قال له: أخرج من سفينتي يا رب ، و هنا ليس معناه إنه طرده إنما نوع من الإحساس بضآلته و حقارته و عدم استحقاقه أن يكون المسيح في سفينته. فقال يسوع لبطرس لا تخف فأنك من الآن تكون صياداً يصيد الناس.
8- سلطان المسيح الشامل على الإنسان :-
سلطان المسيح الشامل على جميع الأمراض:
سلطان المسيح في شفاء الأمراض الجسدية ، ليس هناك مرض استعصى عليه، يعني المسيح له المجد يشفي جميع الأمراض، فلاحظنا سلطانه الشامل على الأمراض كلها: بدنية – نفسية – عصبية – عقلية و روحية.
الشفاء بلمسه من يديه: لما كان المسيح في إحدى المدن إذا برجل مغطى بالبرص و هذا مرض جلدي يشمل الجسد كله، فكلمة مغطى معناها البرص ثقيل قوي حتى أنه غطى الجلد كله يعني من فوق و من تحت كله برص. فلما رأى يسوع جاء إليه و خر عند قدميه و سأله ساجداً له قائلاً: يا رب إن شئت فأطهر، و فيما هو يكلمه للوقت ذهب عنه البرص و طهر، بلمسه من يديه ثم قال له : قد شئت فاطهر.
الشفاء بالتفل و الطين: و هذه استخدمها مع المولود أعمى. إن هذا الرجل لم تكن له عينان. و لهذا السبب المسيح تفل على الأرض و صنع من التفل طيناً و طمس به عينيه و بعد ذلك قال له: روح اغتسل. و طبعاً هذه معجزة خلق فقد خلق له عينين، كما حدث في خلق الإنسان الأول، و هذا الذي جعل الكتاب المقدس يقول في سفر أشعياء النبي:  نحن الطين و أنت جابلنا. و هذا توكيد لفكرة الخلق.
الشفاء عن بعد:
دخل كفر ناحومن و هذه كانوا دايماً يسمونها مدينته و هي بعد الناصرة. و يقال أن المسيح دعا عليها "و أنت يا كفر ناحوم المرتفعة إلى السماء سيهبط بك إلى الجحيم" و حدث هذا و هي الآن ذهبت من الوجود.
كان عبد لقائد قد أشرف على الموت و كان عزيز عليه. و قائد المائة لم يكن يهودي لأن فلسطين وقتها كانت تحت الحكم الروماني. و هنا نجده قائلاً: يا رب إن فتاي اللي هو العبد بتاعي ملقى في البيت معذباً عذاباً شديداً. فمضى يسوع معهم، وفيما هو غير بعيد عن البيت أرسل إليه قائد المائة أصدقاءه قائلاً: يا رب لا تتعب نفسك فإني لا أستحق أن تدخل سقفي لأجل ذلك لم أحسب نفسي مستحقاً أن أجيء إليك و لكن قل كلمة فيبرأ غلامي. و هنا نرى وصول الإيمان إليه إلى فين ده إيمان غير عادي، شوف بقى إيمانه بقدرة المسيح الروحانية الإلهية حتى أنه يؤمن أن فيه قوات روحية تستمع كلماته مثل الملائكة الذين ينفذون كلماته؛ ملائكته المقتدرين. فلما سمع يسوع تعجب و التفت إلى الجمع الذي يتبعه، و قال للذين يتبعونه: الحق أقول لكم إني لم أجد مثل هذا الإيمان في إسرائيل.
9- سلطان المسيح في إخراج الأرواح النجسة
مذكور أمثلة كثيرة جداً في الكتاب المقدس عن إخراج الأرواح النجسة بالنسبة للإنسان، فهناك المرأة المنحنية الظهر 18 سنة، فسيدنا لما وضع يده على ظهرها خرج الشيطان منها فاستقام ظهرها... و غيرها كثير
10- سلطان المسيح في إخراج الشياطين من بعد:-
فإنه يأمر الروح النجس بأن تخرج من ضحاياها على بعد المسافات بينه و بين المريض، و من ذلك طرد الشيطان من إبنة المرأة الكنعانية، فهذه المرأة بتجري وراء المسيح، فكانت لها إبنة بها روح نجس، فلما سمعت بالمسيح جاءت تصرخ و تقول: إرحمني أيها الرب ابن داود فإن ابنتي معذبة بها شيطان يعذبها جداً، فلم يجبها بكلمة و ذلك ليعطيها فرصة لتظهر إيمانها أكثر . المهم أن تلاميذه دنوا منه و قالوا إصرفها لأنها تصيح في أثرنا أو هذه المرأة تزعجنا، فأجاب و قال لهم: لم أرسل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة. فأتت و سجدت له و خرت عند قدميه قائلة: أعني يا رب. و سألته أن يخرج الشيطان من ابنتها. فقال لها: دع الذين يشبعون أولاً لأنه ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين و يطرح للكلاب. فأجابت و قالت له: نعم يا رب فإن الكلاب أيضا تأكل من الفتات الساقط من مائدة أربابها. حينئذ أجاب يسوع و قال لها: يا امرأة عظيم إيمانك، ليكن لك ما تريدين. إذهبي فقد خرج الشيطان من ابنتك. فشفيت ابنتها من تلك الساعة. فلما ذهبت إلي بيتها وجدت الصبية مضطجعة على السرير وقد خرج منها الشيطان.
 
   و بعد كل ذلك أليس من الصح أن المسيحية ديانة العبادة و الطهارة و أن الرب واحد.
"اسمعوا يا بني إسرائيل الرب إلهنا رب واحد فاحبوا الرب إلهكم من كل قلوبكم و نفوسكم و قوتكم" (التثنية 6 :4)
إن كان الكتاب المقدس يعلمنا و يعلم غيرنا أن الله ثلاثة في واحد و أنه كائن روحي قدير ذو مرتكزات ذاتية ثلاثة هي الآب و الإبن و الروح القدس، فمن يستطيع عمل كل هذه المعجزات و من له سلطان على جميع من في الكون و من له القدرة على كل شيء أليس الله من يستطيع أن يسير على المياه، من يستطيع أن يسكت البحر و الريح و غيرهم كثير ، من له القدرة على فعل كل شيء. أليس الله! أحمدك يا رب على كل شيء قدوس قدوس قدوس أنت يا رب قدوس. يا رب ارحمني و خلصني و خلص جميع إخوتي من براثيم هذا المجتمع الظالم. إرحمنا يا الله ثم ارحمنا و انقذنا مما نحن فيه.
 
بولس يوحنا – مسيحي تائب
 
+ "هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم"
+ "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون"
+ "إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين و عادل حتى يغفر لنا خطايانا و يطهرنا من كل إثم"
+ "الله يريد أن جميع الناس يخلصون و إلى معرفة الحق يقبلون".
 
 
* هذه أكبر مشاكلة عند المسلمين فهم يناقضون أنفسهم كثيراً عندما كنت ... كان هذا الموضوع يثير جدلية في نفسي، فمع أن القرآن ذكر وفاة المسيح قبل ارتفاعه إلى السماء و الدليل على ذلك:
1-   "السلام علي يوم ولدت و يوم أموت و يوم أبعث حياً" (سورة مريم 33)، فنجد هنا اعتراف صريح بأن المسيح تجسد و مات و بعث، و هذا يتوافق مع الإنجيل روحاً و حرفاً
2-   ما قتلوه و ما صلبوه و لكن شبه لهم"
 إذا آمنا بهذه الآية فكيف إذاً نؤمن بمحمد، فالصحابة الذين رأوا محمد يأمرهم و ينهاهم وجب أل يعرفوا أنه محمد لاحتمال أنه ألقى شبهه على غيره، و ذلك يفضي إلى سقوط الشرائع و إبطال النبوات بالكلية، كما أن الله قد أمر جبريل بأن يكون معه في أكثر الأحوال، و الدليل على ذلك في القرآن "إذ أيدتك بروح القدس فكيف لم يكف في منع هؤلاء اليهود عنه؟
و أيضاً لما كان ربنا يسوع المسيح قادراً على إحياء الموتى و إبراء الأكمة و الأبرص، فكيف لم يقدر على إماتة أولئك اليهود الذين قصدوه بالسوء و على إسقامهم حتى يصيروا عاجزين عن التعرض له. إنه الله قادر على كل شيء فكان من الممكن أن يرفعه إلى السماء من أولئك الأعداء، إذاً ما فائدة شبهه على غيره أو إلقاء مسكين في القتل من غير فائدة إليه؟
فهذا لا يليق بحكمة الله، فمن الواجب أيضاً الطعن في نبوة محمد مثلما هم يطعنون في الله و في كل شيء يخصنا، بل في وجود سائر الأنبياء. لقد بقى ربنا يسوع فترة على الصليب فلو لم يكن ربنا يسوع و كان أحد غيره لأظهر الجزع و التعب و قال لست أنا بل إنما أنا غيره، و حين نتأمل في آخرة المسيح من خلال القرآن نجد:"و إذ قال الله يا عيسى بن مريم إني متوفيك و رافعك إلي و مطهرك من الذين كفروا و جاعل الذين إتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة" (آل عمران 55)                                                 

"إذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس إتخذوني و أمي إلهين من دون الله؟ قال سبحانك ما قلت لهم إلا ما أمرتني به إن اعبدوا الله ربي و ربكم فلم توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم" (المائدة 116-117)

فنجد هنا أن الله كلم عيسى و قال له قلت للناس، كيف أليس له في غنى عن أن يسأله لأن الله له القدرة على كل شيء، و نجد هنا أن القرآن لم يذكر كيف قتل المسيح و لكن الإنجيل من أوله لآخره تكلم في هذا. و عدم وجود نص صريح في القرآن حول نهاية أيام جسد المسيح على الأرض.

آراء بعض الفقهاء من الإسلام:

1- الإمام الرازي قال في تفسيره الآية: " و إذ قال الله يا عيسى بن مريم إني متوفيك و رافعك إلي": اعترفوا إذا بأن الله أعطى عيسى كثير من الصفات؛ فنجد في كلمة "متوفيك": متمم عمرك و حينئذ أتوفاك فلا أتركهم حتى يقتلوك بل أنا رافعك إلى سمائي و مقربك بملائكتي و أصونك عن أن يتمكنوا من قتلك، متوفيك أي مميتك أي ألا يصل أعداؤه من اليهود إلي قتله، ثم أنه بعد ذلك أكرمه بأن رفعه إلى السماء. إذاً الصليب هو جوهر المسيحية و مسيحية بدون صليب هي عروس بلا عريس. و لنسأل أنفسنا سؤالاً: كيف كان الصليب أداة للعار و اللعنة و الفضيحة و كيف أصبح مكرماً و كيف تحول أداة الذلة و العار إلى أداة للبركة و القوة و السلطان.

- و أيضاً اختلاف في إسم الشخص الذي صلب مكان ربنا: فهم يعتمدون على مقولة أيكم يجب أن يكون رفيقي في الجنة على أن يشبه للقوم في صورتي فيقتلوه مكاني فقال (يهوذا – يتطاوس – أو أحد الحواريين أو التلاميذ)

أيعقل ذلك أمن الممكن أن يشبه الله بشراً بنفسه، و كيف لبشر أن يتحمل ما استحمله ربنا و مخلصنا. إن هذه الآراء و التفاسير نجمت عن عدم و فتحت باب الإشكال و التضارب في الآراء. فنجد أنه مذكور في القرآن أنه ينزل عيسى بن مريم فيقتل الدجال ثم يمكث في الأرض مدة ثم يموت فيصلي عليه المسلمون، و لكن لقد شرح لنا و نحن صغار انه عند قدوم المسيح الدجال سوف يقوم بفتن كثيرة و ينزل بعد ذلك عيسى و يقتله و يخلص البشر من هذه الخطايا، إذاً كان  الدجال (الشيطان) الذي قتله ربنا و مخلصنا يسوع و سوف يظل موجوداً بعد ذلك لمدة معينة، أليس من المعقول الذي أحق بالعبادة هو الذي يخلصنا من هذه الظلمة و هذه الخطية، و هنا تصح الآية التي تقول: "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يو 3 :16)

إن البذل عمل فائق الوصف مقترن دائماً بالمحبة، فإن وجدت محبة و لكنها غير باذلة فهي ادعاء. فمن الصليب تعلمنا أن المحبة مقترنة بالبذل لدرجة أنه يستحيل الفصل بينهما، فلا يمكن أن يوجد بذل إلا و كانت المحبة دافعة، و لا أن تكون محبة حقيقية إلا إذا كانت باذلة و قبل الكل و فوق الكل إله و سيد الكل الذي قدم و بذل ذاته في أعظم و أقدس قصة للبذل و الذي دافعه المحبة، و التي تعجز في وصفها كل لغات العالم.

و من هنا نجد أن اتفاق بين الإنجيل و القرآن بمعنى البشر من الدجال، إذاً سوف يخلصنا جميعاً من هذا الشر. إذاً فمن الأحق بالعبادة الذي نزل عليه الوحي كما يقال أم الذي هو كلمة من الله ابن الله. أين الأحق أنترك من هو أحق و نتبع الباطل، ألم يعطي لنا الله العقل لكي نفكر به إذاً لو فكرنا قليلاً لوجدنا الحق أمام أعيننا.

- أيضاً "و لقد أتينا موسى الكتاب و قفينا من بعده بالرسل و أتينا عيسى بن مريم البينات و أيدناه بروح القدس فلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقاً كذبتم و فريقاً تقتلون" (سورة البقرة 87)

إذا نظرنا في القرآن سوف نجد روايات كثيرة و سوف نجد أن ربنا هو الوحيد الذي أتى بالقربان عندما ذكر في سورة المائدة: "قال عيسى بن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيد الا ولنا و آخرنا و آية منك و ارزقنا و أنت خير الرازقين"

 

*الأدلة على صلب المسيح:

1-  يباع بثلاثين من الفضة: "فقلت إن حسن في أعينكم فاعطوني أجرتي فوزنوا أجرتي ثلاثين من الفضة" (زكريا 11 :12)، أي عندما ذهب يهوذا الاسخريوطي إلى رؤساء الكهنة و قال ماذا تريدون أن تعطوني و أنا أسلمه إليكم، فجعلوا له ثلاثين من الفضة، و هذا كله ذكر في الإنجيل بالكامل و هذا ما حدث.

2-  ينكل به و يصلب: "أحاطت بي كلاب جماعة من الأشرار اكتنفتني ثقبوا يدي و رجلي. أحصى كل عظامي و هم ينظرون و يتفرسون في" (مزمور 22 :16-17)، أي عندما يمضي به العسكر إلى داخل الدار و جمعوا كل الكتيبة و ألبسوه أرجواناً و ضفروا إكليلاً من شوك و وضعوه عليه و كانوا يضربونه على رأسه بقصبة و يبصقون عليه و بعد ما استهزأوا به نزعوا عنه الأرجوان و ألبسوه ثيابه ثم خرجوا به ليصلبوه. و هذا كله تم ذكره في الإنجيل، فالرجال الذين كانوا آخذين يسوع كانوا يستهزئون به و يجلدونه و كانوا يضربون وجهه و يسألونه قائلين من هو الذي ضربك، و لكنه كان يتقبل الآلام بصمت فإذا كان شتم لم يشتم عوضاً و إذا تألم لم يكن يهدد بل كان يسلم إلى من يقض بعدل الذي حمله هو نفسه خطايانا في جسده و نحو الساعة التاسعة صرخ يسوع ربنا: إلهي إلهي لماذا تركتني بعيداً عن خلاصي و أسقي خلاً و يجعلون في طعامي علقماً و في عطشي يسقونني خلاً، أي أن كل شيء قد أكمل، فلكي يتم الكتاب قال: أنا عطشان، و كان إناء موضوعاً مملوء خلاً، فملأوا إسفنجة من الخل و وضعوها على زوفا و قدموها إلى فمه. ثم أن العسكر لما كانوا قد صلبوه أخذوا ثيابه و جعلوها أربعة أقسام لكل عسكري قسماً و كان القميص بغير خياطة منسوجاً كله من فوق، فقال بعضهم لبعض: لا نشقه بل نقترع عليه لمن يكون.

3-  لا تكسر عظامه: فأتى العسكر و كسروا ساقي الأول و الثاني، و أما ربنا فلما جاءوا إليه رأوه قد مات فلم يكسروا ساقيه، و لكن واحداً من العسكر طعن جنبه بحربة و للوقت خرج دم و ماء. لذلك سيقف أمامنا يوم الدينونة قول الكتاب المقدس "فإنه إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أبوكم السماوي" (مت 6 :14) ، و قول السيد المسيح و هو على الصليب: "يا أبتاه أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو 23: 34) ؛ بل سيقف أمامنا موقف إستفانوس رئيس الشمامسة و أول الشهداء الذي تشبه بسيده و مخلصه الصالح فصلى من أجل الذين يرجمونه، و هذا ما ذكره لنا سفر أعمال الرسل: "ثم جثا على ركبتيه و صرخ بصوت عظيم يا رب لا تقم لهم هذه الخطية، و إذ قال هذا رقد" أع 7: 60) ؛ و هذا ما علمنا إياه المسيح إذ نصلي قائلين: "اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا" (مت 6: 12).

 

العجائب التي رافقت موت المسيح له المجد

1-   إظلمت الشمس

2-   إنشق حجاب الهيكل إلى اثنين من فوق لأسفل

3-   تزلزلت الأرض

4-   القبور تفتحت

 

   كل هذه العجائب حدثت عند موته، فكان من الطبيعي أن تؤمن البشرية بأنه كان حقاً إبن الله لأن هذه الظواهر أو العجائب لم تحدث عند موت محمد أو عند موت أي نبي أياً كان. و هذا دليل مادي لا يجوز لأحد أن ينكره لأن لكل دين شعاره؛ و إشارة الصليب الذي مات عليه ربنا لقد نقشها المسيحيون الأوائل على أضرحة الموتى و في السراديب التي كانوا يجتمعون فيها في زمن الإضطهاد.

 

- كيف أن الله يحزن و يكتئب و يصلي بلجاجة و دموع و صراخ شديد: إن ربنا يسوع له المجد ليس لاهوتاً مجرداً من الناسوت، لكن اللاهوت متحد بالطبيعة البشرية. يسوع لم يسمح للاهوته بتخفيف الآلام الواقعة على الناسوت، فلا عجب أن نرى المشاعر الإنسانية تبدو واضحة لدى ربنا يسوع المسيح يا لتواضعه: "تعلموا مني لأني وديع و متواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم" (مت 11 :29)

- كيف أحتمل طائعاً و متواضعاً ؟ يكفي التأمل في مشهد الجلد و الصلب لكي نشعر بالخجل من أنفسنا فنحن الذين كان يجب أن نكون فوق الصليب لولا حب و اتضاع السيد المسيح له المجد. فدعك أيها الحبيب من روح الكبرياء لئلا تجلب على نفسك غضب الله. و نتحلى و نصفى و نفهم الرب و وعده القائل : "فإذا تواضع شعبي الذي دعي إسمي عليهم و صلوا و طلبوا وجهي و رجعوا عن طرقهم الرديئة فإني أسمع من السماء و أغفر خطيتهم و أبريء أرضهم" (2 أخ 7 : 14)

فلا عجب أن نرى المشاعر الإنسانية تبدو واضحة لدى ربنا يسوع المسيح فيحزن و يكتئب و يصرخ صراخ داخلي حتى نفسه صارت حزينة جداً حتى الموت، و قد قرأت ذلك عندما بكى على أورشليم و على فراق لعازر. و يفرح و ينام و يعطش و يجوع. حقاً لقد شابهنا في كل شيء ما خلا الخطية. و في هذه اللحظات تجمعت خطايا البشرية كلها في كأس الألم التي تجرعها يسوع له المجد خلال الآلام الرهيبة التي جاز فيها سواء آلام نفسية أو آلام جسدية، لهذا خاطب الآب قائلاً: "إن شئت فلتعبر عني هذه الكأس"، و على الصليب: "إلهي إلهي لماذا تركتني"

و دليل آخر عندما جاء الجنود و سقطوا أمامه فلم يهرب لكنه سلم نفسه بإرادته و هو القوي الذي أعاد أذن ملخس المقطوعة بسيف بطرس و اشترط ترك التلاميذ حتى يسلم ذاته. و هذا ما سمعته من قداسة البابا شنودة الثالث في شريط عظة له و لقد تعلمت الكثير و الكثير من جميع الشرائط التي سمعتها له: العظة على الجبل و المحبة و غيرها من العظات أطال الله عمره و مجده لنا، فكثيرون لا يدركون كيف يموت الله على الصليب يظنون أن المسيحيين على جانب كبير من التفاهة و الغباء و الكفر و الإلحاد. إذا كان مات فعلاً من ينظم الكون و من كان يضبط العالم أثناء فترة موت الله. إن الله لا يموت لأن اللاهوت منزه عن الآلام و الموت؛ فالذي صلب هو الله المتأنس. ربنا يسوع المسيح = الله المتأنس

ربنا يسوع المسيح = الله + الإنسان = اللاهوت + الجسد البشري + النفس البشرية

   فبالموت فارقت النفس البشرية الجسد البشري لكن اللاهوت لم يفارق إحداهما، و لذلك نجد أن الجسد ظل بالقبر دون أن يتعرض للفساد، و هذا الجسد أيضاً عندما طعن بالحربة خرج منه دم و ماء و هذا دليل على أنه حي، و خروج الماء دلالة على أنه ميت، و هنا العجب و هنا سر اللاهوت سر ربنا يسوع المسيح مخلصنا إن كان حياً و ميتاً في آن واحد لأنه من الموت نفتح عند قرص الشمس فانطفأت نوره و من منهم زعزع الأرض، و من أقام الراقدين الذين شبعوا موتاً إلا الذي صار واحداً منهم و من الذي ذابت أمام وجهه أبواب الجحيم النحاسية و تحطمت متاريسه الحديد إلا إبن البتول الذي لم يسط عليه الموت بل مات مختاراً ليحل الموت بالموت.

                                                   و أخيراً

مبارك أنت يا سيدي يسوع المسيح لك المجد إلى الأبد و مستحق كل إكرام و سجود حتى في وقت آلامك تصنع و تقرب المسافات بين القلوب. نعم يا رب هي مشيئتك في هذا التسليم و الذي نشعر أمامه بالخجل من ثورتنا في كثير من الأحيان و الأحداث: "لأني قد نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني" (لو 6: 38)

ماذا حدث بداخلي لقد استطاعت الروح القدس بواسطة كلمة الإنجيل أن تنفذ من خلال غلاف الذات المظلمة المعتمة المزيفة ينفذ إلى داخل الروح و يوقظ الضمير الذي خدرته الذات بكذبها و خداعها، ثم يمدني ببصيرة و حكمة و إفراز إلهي لأدرك و أفرق بين ما هو باطل و ما هو حق، و في الحال وقعت عيني الروحية على السلوك و الأعمال و الأقوال التي كانت تدعيها الذات أنها من الله، فاكتشفت أنها أعمال مغشوشة و أسبابها و أهدافها نجسة غير طاهرة و لا مستقيمة، و بقدر ما يستجيب ضميري لفعل الروح القدس و بقدر قبول قلبي لهذا الكشف الإلهي بقدر ما تتحرك الروح داخل قلبي و تنمو و تتشدد و تتقوى و حينئذ يبدأ الجسد العتيق في التقهقر تماماً، كما تدخل المياه داخل قشرة البندق المدفونة في الأرض من الثقب الصغير الذي في الطبقة الصلبة و ينفذ إلى الجسم الداخلي فينفتح و ينمو و يضغط على القشرة فيكسرها و تخرج البادرة الخضراء و تشق الأرض المعتمة إلى النور حينما يستيقظ ضميره بقوة الروح بالكلمة التي تنفذ إليه تتشدد الإرادة الروحية و تتحرك الغيرة ضد الإنسان الذي كان بداخلي و بأعماله التي تبدو كريهة إلى أقصى حد حتى لا يعود الإنسان يحتملها أو أتصورها كيف عاشت هذه السنين بهذا الضمير النائم تحت سطوة هذه النفس القبيحة و حينئذ تبدأ الروح تتحرر من عبودية الجسد: "إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي و تعرفون الحق و الحق يحرركم. من يعمل الخطية هو عبد للخطية" (لو 8 : 31-32-34)

فبقدر مداومتي تحت كلمة الله يزداد النور الإلهي و يزداد الإلهام داخل ضميري في حدود ما يمكن عمله للتخلص من العادات و السلوك المخالف للحق الإلهي و تزداد الأمانة للروح القدس في كل كلمة و كل تصرف و بالاستمرار في الوجود في هذا النور و الحق الإلهيين يبدأ الإنسان الذي بداخلي يجف و يتقلص و تتوقف حركته شيئاً فشيئاً معطياً المجال للروح الذي يبدأ يستجيب لكل نداءات النعمة بسهولة و بقدر ما تبدأ الأعمال الروحية مع تصرفات النعمة بقدر ما تبدأ أعمال الجسد و الشهوات تخمد و تتوقف. "إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون" (أ 8: 13)

لقد تقبلت يا رب كلمتك كالسيف يفتح قلبي و عقلي و لساني حتى تحدثت بكلامك و بأقوالك و بأفعالك يا رب.

أعطني الحكمة دائماً في أقوالي و في تصرفي.

أرجو أن يصل هذا الكتاب إلى كل يد مسيحية أمينة لكي يغفر الله لي ذنوبي و خطاياي التي فعلتها و أنا بعيد عنه في الماضي. و طوبى لكل من له الإيمان العامل بالمحبة.

 

                                                                             إبنكم

                                                                   بولس يوحنا

                                                                   مسيحي تائب

الفهرس